الشيخ محمد كتو.. سيرة ومسيرة
بقلم: فريد لكحل-
يشهد الجميع له بأخلاقه الرفيعة، أجيز في القراءات السبع من جامع الزيتونة كما أجيز في الجزائر في الصحيحين وموطأ الإمام مالك، أكثر من 60 سنة من العطاء داخل مساجد الوطن، وصل صوته للمستمعين عبر أثير الإذاعة خلال فترة زمنية فاقت 53 سنة، جالس العلماء فاستفاد وأفاد، كما عرف ببساطته في التعامل وشفافية رأيه، إنه الشيخ محمد كتو رحمه الله كما يصفه كل من عرفه .
أزفون .. تونس فالجزائر أهم محطات المرحوم
ولد الشيخ المقرئ محمد كتو سنة 1333 للهجرة، الموافق لـ1915، بمدينة باجة التونسية، في القرية التي كان والده رحمة الله عليهما يدرس فيها أبناء القرية والقرى المجاورة القرآن الكريم، فالشيخ محمد كتو رحمه الله حسب ما أخبرتنا به العائلة الكريمة وكذا عدد من أصدقائه هو محمد بن الشيخ أحمد بن محمد بن الحاج السعيد كتو من قرية "تيفريث نايث الحاج" إحدى قرى أزفون بمنطقة القبائل الكبرى، هاجر والده كعدد كبير من الجزائريين إلى تونس عام 1890م حفاظا على دينه ولغته من ظلم الاستعمار الفرنسي الغاشم الذي حارب الهوية الجزائرية، واستقر بقرية باجة التي تبعد عن العاصمة التونسية بـ60 كلم.. ولأن الوالد كان مدرس قرآن فأول ما سمعه كان صوت أبيه وهو يرتل القرآن الكريم آناء الليل وأطراف النهار فحفظ القرآن الكريم وعمره11 سنة، كما تعلم مبادئ اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي على يد أبيه، وحفظ بعض المتون قبل أن يُلحقه والده بجامع الزيتونة، حيث تشبع بمختلف العلوم وتخصص في القراءات.. بعدها عاد إلى أرض الوطن تاركا العائلة وراءه وأسس عائلته الصغيرة حيث حباه الله عز وجل بـ 10 أولاد منهم 7 بنات علمهن أحسن تعليم، وبقي في خدمة الجزائريين حتى انطفأت شعلته سنة 1999 م، تاركا وراءه إرثا كبيرا وأثرا لن تمحوه السنون.
53 سنة بين الإذاعة والتلفزيون في الدعوة إلى الله
من منا لم ينهض باكرا من النوم كل صباح من أجل الاستماع والاستمتاع بالحديث الديني للمرحوم كتو.. لقد ارتبط اسم الشيخ بالنشيد الوطني يوميا "حيث كنت أقوم من النوم باكرا من أجل ترديد النشيد قسما ثم أستمع لأحاديثه رحمه الله".. هي عبارات قالها أحد الزملاء الذين كانوا من المعجبين بالشيخ محمد كتو وأحاديثه القيمة، وهي العبارات التي رددها كل من سألناه عن المرحوم. الكثير من الجزائريين يتذكرون الشيخ محمد كتو الذي كان يتردد صوته الجهوري العذب عبر أثير الإذاعة الجزائرية من خلال "الحديث الديني" كل صباح على الساعة السابعة، وهذا لمدة فاقت 53 سنة، حيث دخل الإذاعة سنة 1946عندما كانت تحت يد الاستعمار، وكان مذيعا يقرأ ويجود القرآن الكريم، صباحا ومساء، وهنا ارتبط اسمه بفلسطين، حيث كان ينتظره عشاقه مباشرة بعد صوت فلسطين، وبعد سنوات انتقل للقراءة الصباحية فقط، وبقي فيها بعد الاستقلال وحتى بعد تأميم الإذاعة الوطنية، وإلى غاية وفاته رحمه الله .
الشيخ لم يرتبط بالإذاعة فقط، حيث كان يطل علينا بطلعته البهية كل يوم اثنين وجمعة في التلفزة الجزائرية، يقدم فيها حصة تمتد على مدار النصف ساعة بعنوان "الحديث الديني"، أي نفس برنامجه في الإذاعة، يشرح للشعب الجزائري من خلال هذا البرنامج أمور دينهم بأسلوب جذاب، وبسيط وبلغة سهلة يفهما العامي والمثقف، فكان من بين المنابع القليلة التي كان يحافظ عليها الجزائريون للتفقه والتزود بأمور دينهم ودنياهم.. الشيخ كتو لم يكتف بهذين البرنامجين، بل اغتنم فرصة وجوده داخل الإذاعة والتلفزيون كما اغتنم كل من حوله هذا التواجد، فكان يفيد بعلمه حسب بعض المقربين منه داخل هاتين المؤسستين ما استطاع، تارة يصحح لبعضهم الجانب الديني في حصصهم المختلفة وتارة يعطي نصائح وإرشادات لهم، وأخرى يجيب على تساؤلات يتلقاها من مقدمي البرامج .
شيوخ وإجازات داخل الوطن وخارجه
العلامة محمد كتو ارتبط اسمه بنخبة من أعلام جامع الزيتونة الأجلاء، ومن العلماء والشيوخ الذين بقي يذكر فضلهم ويشيد بجهودهم العلمية وأثرهم عليه في تحصيله العلمي ويبدي إعجابه بهم وتقديره لهم، الشيخ عبد الواحد الميرغني، الشيخ مختار بن محمود، والشيخ البيجاني زفزون، الشيخ علي التريكي، الشيخ صالح الكسراوي، وهم شيوخ قراءات، والشيخ الطاهر بن عاشور الذي أجازه في القراءات، كما يعتبر الشيخ بابا عمر مفتي الجزائر من أهم شيوخه بالجزائر .
ومن المعلوم أن الشيخ كتو كان يعنى بعلوم القرآن الكريم والقراءات والتجويد عناية خاصة.. فقد أجازه عدد من العلماء بتونس والجزائر، فالعلامة عبد الواحد المرغني المدرس بجامع الزيتونة أجازه في علم القراءات، والشيخ الشاذلي النيفر أيضا أستاذ بجامع الزيتونة أجازه بكل مروياته، وعلي بن خوجة مفتي الديار التونسية أجازه برواية صحيح البخاري، أما في الجزائر فقد أجازه الشيخ بابا عمر في الصحيحين وموطأ الإمام مالك، وقد قال فيه هذا الأخير شهادة نقلتها كتب التاريخ.. "إن أخانا في الله، المتمسك بسنة رسول الله - صلى الله عليه و على آله وسلم - الطالب الأجل التالي لكتاب الله عز وجل، الفقيه النبيه، الأديب النزيه، السيد محمد بن أحمد بن محمد الحاج السعيد كتو قد لازمني حرارا عديدة، وجاورني أزمنة مديدة مباركة سعيدة، سمعت منه قراءة صحيح البخاري، واطلعت على ترتيل قراءته وحسن تأديته ونباهته ونجابته، تولى الله حفظه وسعادته، وأجمل سيرته وسيادته، فطلب من العبد الفقير اتصال سنده بطريق الإجازة ظنا منه بحسن طويتي الكمال، معتقدا أن العبد الحقير ممن يتعلق به في هذا المجال، حقق الله لنا وله ما نرجوه من الكريم المتعال.."
مثّل الجزائر في المحافل الدولية وكُرّم في العديد منها
مثل المرحوم محمد كتو الجزائر في عدة مؤتمرات وندوات وكذا مسابقات دينية عبر مختلف الدول الإسلامية، وبسبب تمكنه من علم القراءات والتجويد اختير كسفير للجزائر في مسابقات الحفظ الدولية، خاصة في ماليزيا، حيث كان أحد أعضاء لجنة تحكيم المسابقات في كل طبعة، وكان يترأس البعثة الجزائرية حينها، كما مثل الجزائر في ليبيا، مصر، فرنسا، وعدة بلدان أخرى، مثل تونس التي كرمه فيها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، ولإجادته القراءات والتجويد اختارته الرابطة العالمية الإسلامية للقراء والمجوّدين ليكون عضوا فعالا فيها.. ولتمثيله الشعب الجزائري أحسن تمثيل كرّم أيضا من قبل هذه الدول، حيث يحتفظ في رصيده بعدة تكريمات تليق بمكانته الدولية في الحفظ والقراءة، وهو الأمر الذي أهله لأن يُختار ضمن أحسن القراء العشرة في الوطن العربي..
نشر علمه على أرض الجزائر وكرس بيته لتدريس الطلبة
الشيخ كتو لم يكتف بالعمل داخل الإذاعة والتلفزة، بل تنوعت وتعددت نشاطاته، حيث كان يلقي الدروس في المساجد والمصليات في كل مساجد ولايات الوطن، وكان يدرس علم القراءات والتجويد بمعهد تكوين الأئمة التابع لوزارة الشؤون الدينية الجزائرية والذي كان يتخذ من بلدية مفتاح مقرا له، كما كان يتنقل بين مساجد الوطن كل صلاة جمعة ليؤم مصليها، وهي السنة التي مشى عليها طيلة حياته، وكانت هذه الخطب منقولة على المباشر في الإذاعة الوطنية، فكان المستمعون يلازمون المذياع من أجل الاستمتاع بخطبه التي تميزت حسب مقربيه ومن عاصروه بالبسيطة والمتوغلة في عمق المجتمع وكذا بصراحته فيما يقول وينصح به المصلين، كما أكدت عائلة المرحوم أنه كان يفتح بيته لطلبة العلم من مختلف ولايات الوطن، حيث كان يجتمع عنده عدد كبير من الطلبة، يصل في معظم الأوقات إلى 60 طالبا، يدرسهم ويسهر على تعليمهم فن القراءات وتحفيظهم القرآن بالمجان .
مثال في الأخلاق
يُجمع كل من عرف الشيخ المرحوم محمد كتو سواء من عائلته أو من أصدقائه وحتى من جيرانه بسمو أخلاقه مما بوّأه مكانة عالية بينهم، فقد عُرف بحلمه لأبعد الحدود حتى مع من أساؤوا لهم، وكرمه الكبير مع الجميع، فقد كان يؤثر طلبته على عائلته، حيث كان يدرس أكثر من 60 طالبا في بيته مجانا ودون أي مقابل، كما كان كريما في أخلاقه بشهادة الجميع، بر بعائلته، وعُرف بحسن تعامله مع كل من عرفه، داخل وخارج الوطن، يجيب دعوة أي محتاج حتى وإن كان الوقت غير مناسب كأن يوقفه شخص من أجل فتوة ما، أو طلب معرفة.. كم كان مشهد أحد الجيران مؤثرا ونحن نسأله عن بيت الشيخ محمد كتو، حيث انهمرت عيناه بالدموع ولم يتمالك نفسه، وبدأ يسرد علينا كيف كان يتعامل معهم الشيخ كتو رحمه الله، قائلا: "لقد كان أبانا جميعا، وقدوتنا في التعامل، ولم يرد أحدا فينا حين يتوجه إليه بسؤال في أي وقت" وهو المشهد الذي تكرر مع عدد من جيرانه .
مواقف ونوادر وطرائف
*قال الوزير الأسبق لمين بشيشي "حققت حلم أبناء منطقتي سدراتة وحلم والدتي في استقدام الشيخ محمد كتو والشيخ شنتير صاحب الصوت الصداح، وكانت زيارتهما ناجحة نجاحا كبيرا، جعلت الجميع يدعون لي بالخير، وبعد انفضاض الجموع اقتربت مني امرأة مسنة وقالت لي: ياسيدي يا ولد سيدي أنت غمرتنا سعادة وإسعادا، وياليتك تكمل فرحتنا وتحضر لنا رابح درياسة، فقلت لها إن شاء الله رب العالمين .
* وذكر أيضا: "كان الشيخ كتو يشرف على النقل المباشر لصلاة العيد في الإذاعة الوطنية، وفي إحدى المرات فوجئ برئيس الدولة يدخل المسجد لأداء الصلاة، فانتفض على الفور حسب رواية بعضهم وقال: "وصل الآن سيداتي سادتي الرئيس هواري بومدين أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومعه عدد من الوزراء بسم الله الرحمان الرحيم " .
* كما ذكر أن المسؤولين السعوديين انتبهوا إلى أن الشيخ كتو كان أفضل المراسلين الإذاعيين القادمين من مختلف البلدان الإسلامية توفيقا في تغطية مناسك الحج، فقرروا أن يكون إمام هؤلاء المراسلين في الصلاة.
* ذكر شيخ زاوية الهامل العامرة الشيخ المأمون القاسمي أنه كان مع الشيخ محمد كتو في البعثة الجزائرية إلى البقاع المقدسة في موسم الحج لسنة 1984، وكان الشيخ كتو رحمه الله في معاناة مع المرض طيلة سنتين كاملتين قضاهما في العلاج متنقلا بين الجزائر وفرنسا، خضع فيهما إلى عملية جراحية خطيرة كللت بالنجاح، وفي الحرم قال له الشيخ عبد الرحمن شيبان مداعبا : " أنت محظوظ، لقد ولدت من جديد يا شيخ محمد " .
* وذكر أيضا "في إحدى المرات أخبرني الأستاذ محمد كمال التارزي المدير العام للشعائر الدينية بتونس في زمن بورقيبة بأنه يستمد موضوع خطبة ودرس الجمعة من الحديث الديني الصباحي للشيخ كتو الذي كان يسمع في الإذاعة الجزائرية.
* ذكرت ابنة أخت الحاج كتو الوزيرة السابقة سعيدة بن حبيلس "في التسعينيات كان خالي مارا ببئر مراد رايس، فدخل إلى مسجد وصلى ركعتي تحية المسجد، وإذا بشاب ملتح يطلب منه أن يتبعه إلى المقصورة، فلبى خالي طلبه وقد نال منه العجب، وهناك قال له ذاك الشاب: لقد ارتكبت الكبيرة ياشيخ لأنك لم تطلق لحيتك، فغضب الشيخ وقال له: أين تعمل؟ فرد الشاب: في سوناطراك، فقال له الشيخ: تتركون أعمالكم التي فيها مصالح الناس وتتعلقون بما لايعنيكم" فما كان على الشاب سوى الانصراف.
* ذكر الأستاذ بقاسم بودوح أن أن العقيد معمر القذافي قال ذات مرة لأحد المسؤولين الجزائريين السامين : " الحديث الديني الصباحي للشيخ كتو هو قهوتي الصباحية .
* وذكر أيضا أن الشيخ كتو كان ذات مرة في تونس فاستقل سيارة أجرة، فسأله صاحبها عما إذا كان يعرف الشيخ كتو فقال له: أنا هو الشيخ كتو، فاغتبط سائق الطاكسي ورفض أن يأخذ أجرته، لكن الشيخ ضاعف له الأجر وألح عليه حتى أخذه.
* وذكر أيضا "في إحدى المرات كان الشيخ كتو عائدا من تونس ومر بقسنطينة، فقصد مع صديقه مطعما شهيرا اسمه "مطعم بن جلول"، وبعد تناول طبق الغداء الرئيسي سأل صديقه صاحب المطعم أن يحضر لهما التحلية "الديسير"، فأحضر لهما "الدلاع"، فأكل منه الشيخ كتو الكثير لطيب مذاقه، وفي العشاء عاد الشيخ كتو إلى المطعم نفسه وبعد أن تناول الطبق الرئيسي طلب من صاحب المطعم إحضار "الديسير"، فجاءه هذا الأخير بفاكهة أخرى، فقال الشيخ: أريد "الديسير" الذي أكلته في الغداء، لكن صاحب المطعم قال له أن "الديسير" معناه "التحلية" وليس "الدلاع"، فخجل الشيخ، ومن ذلك اليوم اقتنى القواميس والكتب وعزم على تعلم اللغة الفرنسية، وواظب على ذلك حتى أتقنها .
* وذكر أيضا "في إحدى الزيارات إلى إحدى الولايات الداخلية كان معنا الشيخ كتو ورجل مغرور معجب بنفسه وبثرائه وهيلمانه، وعندما وصلنا رفض هذا الأخير الصلاة وحاول إقناعنا برأيه، لكن الشيخ كتو وضعه عند حده ولم يأبه بمكانته الاجتماعية.
* ذكر الأستاذ حمزة يدوغي أن الشيخ كتو أوقف ذات مرة سيارة أجرة في بئر مراد رايس، فاستفزه السائق قائلا: لن تركب سيارتي ولو منحتني مليارا، فتعجب الشيخ كتو وقال له "الله يسهل"، فرد صاحب السيارة: كنت أداعبك فقط ياشيخ، أنا مدمن على حديثك الديني وتعلمت منه الكثير، لكن أردت أن أختبرك ما إذا كان كلامك في الحديث الديني مطابقا لسلوكك في الواقع .
* وذكر أيضا "عندما كنت في وزارة الشؤون الدينية كنت مولعا بقراءة كتب التصوف وكنت أهاتف الشيخ كتو يوميا، وذات مرة اتصال به كعادتي وقلت له: بين يدي كتاب فريد من نوعه، فقال لي: الكتاب الذي بين يدي أفضل من كتابك، فقلت له: ياشيخ، كيف تقول إن كتابك أفضل من كتابي ولم تره، لكني سرعان ما تفطنت بأن الكتاب الذي بين يديه هو المصحف الشريف، فتجمد الدم في عروقي، فسألني: هل أنت مواضب على قراءة القرآن، فقلت له: نعم، فقال: أجدر بك أن تنتبه إلى ما هو لك قبل أن تنتبه إلى ماهو لغيرك.
* وذكر أيضا "في إحدى المرات قال له أحد الصحفيين بالإذاعة بأن القرآن ليس فيه لغة إعلام، فقال له الشيخ كتو: خذ قلما واكتب "بلاغ"، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون"، وسأله: هل هذا فيه لغة إعلام، فقال الصحفي: نعم، فقال الشيخ كتو: هذا قرآن كريم.
* وأضاف "في كان الشيخ كتو في تونس، فأوقف سيارة أجرة، وفي الطريق سأله السائق "هل تعرف الشيخ العالم الجليل الشيخ كتو؟ فرد عليه: نعم أسمع به، فأضاف السائق: أمنيتي أن ألتقي بالشيخ كتو ولو لدقائق، لكن الشيخ رحمه الله لم يكشف له عن هويته، وعندما سألته عن ذلك قال لي: لا أستطيع حرمان أسرته من أجرته، لأنه لو عرف أني الشيخ كتو لما أخذها .
* وذكر أيضا "في إحدى المؤتمرات بماليزيا علقوا إعلانا مفاده أن الذي يريد تمديد إقامته هناك يومين إضافيين قصد التبضع فله ذلك، فكل الحاضرين أعجبهم الاقتراح إلا الشيخ كتو رفض، فقالوا له: أنت إذن خائف من زوجتك، فقال لهم: نعم، خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.
* ذكر ابن أخيه الأستاذ محمد الشريف كتو وهو أستاذ جامعي بجامعة تيزي وزو: "كان معنا أستاذ في الجامعة من دعاة التعصب والجهوية لكنه تخلى عن ذلك بعد سماعه لحديث الديني للشيخ كتو رحمه الله.
* في إحدى المرات حل وفد مصري من المقرئين بالجزائر وكان من ضمنهم الشيخ الحصري، فأخذهم الشيخ كتو إلى الإذاعة وقام بتسجيلهم، وفي المساء أخذهم إلى المسجد الكبير، فلم ترق لهم قراءة مقرئ المسجد، فقال أحدهم: لماذا لا يغيرون هذا المقرئ، فرد عليه آخر: لا داعي لذلك فكلهم متشابهون، فاغتاظ الشيخ كتو ورد عليه بعد أن أخرج ورقة من جيبه: هذه الورقة فيها 22 خطأ ارتكبتها في التلاوة اكتشفتها أثناء التسجيل في الإذاعة، فغضب ذلك المقرئ، فحكم الشيخ كتو الشيخ الحصري الذي أقر بصدق الشيخ كتو.
الشروق يوم 25/08/ 2010