لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال
تعرفت على الكاتب المفكر والطبيب المجاهد الدكتور السعيد شيبان في سنة 1989 بعد تعيينه وزيرا للشؤون الدينية في حكومة السيد مولود حمروش، كنت آنذاك من بين الصحفيين الذين حضروا الندوة الصحفية التي عقدها بمقر وزارة الشؤون الدينية في حيدرة وتطرق فيها إلى محاور تطوير عمل وزارة الشؤون الدينية في عهد الانفتاح السياسي والتعدد الحزبي والجمعوي، وتحرير الخطاب الديني من الوصاية الرسمية التي كانت سائدة في عهد الأحادية السياسية والحزبية.
كانت السمة البارزة التي لا تخطئها العين في شخصية الدكتور سعيد شيبان هي التواضع وحسن الخلق، هذه المكرمة تتصدرعقد فضائله العديدة وخصاله الحميدة التي لم تتغير خلال اتصالي الوثيق به، وطول عشرتي معه على مدى أكثر من عقدين من الزمن في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي يظل من أبرز حكمائها وأوفى الملتزمين بخطها ومنهجها الرشيد، وحرص لسنوات عديدة على إخفاء تبرعه المتواصل من راتبه الشهري للجمعية التي لم تجد ما تستحقه من دعم ورعاية مادية من طرف السلطات الرسمية. ولم يكتف الدكتور السعيد شيبان بالمساهمة بمقالاته العلمية والفكرية الراقية في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بل أنه كان يتطوع لتوزيع البصائر في سيارته الخاصة عندما كانت الجريدة تعاني من ضعف وسوء التوزيع. وإذا كانت الظروف الصحية المستجدة وثقل السنين المتعاقبة قد أثرت في الأيام الأخيرة على وتيرة النشاط المتميز، والحضور الإعلامي والاجتماعي البارز للمثقف الكبير الدكتور السعيد شيبان، فإن آثاره الطيبة ومساهماته الوطنية والدينية والعلمية والثقافية والإعلامية المثمرة تستحق أن تبقى منارة للأجيال وقدوة للشباب المؤمن المحب للوطن والمتمسك بقيم الأمة الخالدة. وفي مايلي إطلالة متواضعة على مسار الدكتور السعيد شيبان ـ حفظه الله وأطال عمره ـ خلال حياته المباركة التي تشارف على القرن من الزمن. ولد الدكتور السعيد بن محمد البشير شيبان في 2 أفريل 1925 بقرية الشرفة ولاية البويرة، تعلم الحرف العربي والسور القصار بالمسجد التعتيق بمسقط رأسه على يد الشيخ الحاج مختار العبدلي، وتعلم اللغة الفرنسية بمدرسة القرية للأهالي التي كانت تبعد عن مسكنه العائلي بعدة كيلومترات، تحصل سنة 1937 على الشهادة الابتدائية في اللغة الفرنسية بالبويرة، واصل دراسته المتوسطة في السنة السابعة بثانوية ابن عكنون (المقراني حاليا) في أعالي العاصمة في النظام الداخلي. طلب والده الحاج محمد البشير- رحمه الله – من مدير ثانوية ابن عكنون أن يرخص له بأداء الصلوات فوافق مدیر الثانوية على ذلك ومكنه من أداء فرائض الصلوات (قضاء) بعد تناول وجبة العشاء داخل الثانوية. في شهر جوان 1938 نجح التلميذ السعيد شيبان في مسابقة آخر السنة للحصول على منحة العمالة (الولاية) لمواصلة دراسته الثانوية في السنة السادسة (6 me) وأرسله والده إلى مدينة بجاية لدراسة اللغة العربية في مدرسة «الحياة» التي أسسها الإخوة شنتير: محمد أمقران، ومحمد الطاهر، وعلي ـ عليهم رحمة الله ـ فأمضى شهرا كاملا في ضيافة عائلة شنتير المعروفة بباعها في علوم الدين والفقه الإسلامي وهناك تعلم العربية ونبذة من السيرة النبوية الشريفة التي أثرت كثيرا في تكوينه وعمقت حبه لشخصية الرسول – صلى الله عليه وسلم – وشمائله العظيمة. مع بداية الحرب العالمية الثانية (1939 – 1940) التحق مع زملائه المتمدرسين بثانوية ابن عكنون بمدرسة تكوين المعلمين التي حولت التي حولت إلى مستشفى عسكري بعد أن ألغت حكومة فيشي مدارس تكوين المعلمين لأنها كانت تعتبرها عشا للفكر اليساري في فرنسا المعارض لتوجهات حكومة فيشي. عاد إلى ثانوية ابن عكنون في أكتوبر 1940، وفي سنة 1941، تعلم اللغة الألمانية كلغة ثانية بعد الفرنسية واللاتينية والعربية. وكان من بين زملائه في الدراسة بثانوية ابن عكنون السادة: عمر أوصديق (رائد في جيش التحرير الوطني وكاتب دولة في التشكيلة الأولى للحكومة المؤقتة (إيدير آيت عمران (نائب في المجلس التأسيسي الوطني، أول رئيس للمحافظة السامية للأمازيغية)، حسين آيت أحمد (أول رئيس للمنظمة الخاصة ،واول رئيس لحزب جبهة القوى الاشتراكية) – الترتيب حسب السن، عليهم رحمة الله ـ … وغيرهم من الطلبة الذين كان لهم دور بارز في الحركة الوطنية والثورة التحريرية. في سنة 1942 نقل إلى ثانوية بيجو (الأمير عبد القادر حاليا)، بباب الوادي لمواصلة الدراسة في السنة الأولى ثانوي (Seconde) وبعد أن تعرضت الثانوية للقنبلة في نوفمبر 1942 توقف عن التمدرس وعاد إلى قريته وأمضي السنة (1942 – 1943) في دار العائلة. واستغل فترة التوقف الاضطراري عن التمدرس لتعميق معارفه اللغوية والنحوية بالعربية والدينية على يد الشيخ أرزقي شبانة – رحمه الله – كما استفاد كثيرا من المطالعة في مكتبة أخيه الأكبر سماحة الشيخ عبد الرحمن شيبان – رحمه الله – الوزير الأسبق للشؤون الدينية، ورئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وكان الشيخ عبد الرحمن شيبان يزاول في تلك الأثناء دراسته بالجامعة الزيتونية بتونس ويحرص على تزويد مكتبته الشخصية، كلما عاد إلى مسقط رأسه بأمهات الكتب والمجلات الحاضنة للفكر الإصلاحي والنهضوي كمؤلفات الأمير شكيب أرسلان – رحمه الله – ومجلة «الرسالة» للأستاذ الكبير محمد حسن الزيات – رحمه الله – ومجموعة «العروة الوثقى» للشيخين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده – عليهما رحمة الله – وغيرها من الكتب والمجلات النفيسة. وفي أواخر سنة 1943 التحق التلميذ السعيد شيبان بثانوية مليانة بعد أن حول المتمدرسون في ثانوية ابن عكنون إليها. وهناك نجح في امتحان القسم الأول من شهادة البكالوريا، وتعرف في مليانة على قادة الحركة الكشفية بالمدينة أمثال بوزار حمدان، وابن عبد الوهاب حمدان – رحمهما الله – وكانت الكشافة الإسلامية مشتلة للفكر الوطني والوعي الثوري، يقول الدكتور سعيد شيبان عن هذه المرحلة من حياته العلمية والنضالية الخصبة : «في دراستي في ثانوية مليانة استفدت من أمرين:
< p align="justify">أولا: استفدت بالدخول إلى الكشافة الإسلامية «فرع الخلدونية» الذي أسسه محمد بوراس ـ رحمه الله ـ وانسجمنا معه. قمنا ببعض النشاطات السرية مثل توزيع نشرية «الكفاح»، وترديد أناشيد وطنية مثل «من جبالنا»، «شعب الجزائري مسلم» و«موطني»، وهي من وضع شعراء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لكننا لم نكن نعرف ذلك آنذاك.ثانيا: قمنا بنشاطات داخل مسجد سيدي امحمد بن يوسف الذي كان يتردد عليه الطلبة الذين درسوا في جامع القرويين بالمغرب». بعد نجاحه في امتحان القسم الأول لشهادة البكالوريا نظم الأستاذ الكبير الشيخ توفيق المدني – رحمه الله – حفل استقبال في نادي الترقي بالعاصمة لبعض الطلبة الناجحين تكريما لنجاحهم وتشجيعا لهم على بذل المزيد من الجد والاجتهاد في حياتهم الدراسية. رُشح سعيد شيبان من كشافة مليانة للمشاركة في المخيم الكشفي الفيدرالي بتلمسان، وتأثر كثيرا بالحفاوة التي لقيها من سكان مدينة تلمسان وتعرف هناك على دار الحديث وجامع سيدي بومدين وكان العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي – عليه رحمة الله – متواجدا في تلك الفترة بتلمسان وقد أمهم في الصلاة بجامع تلمسان، كما زار الرئيس فرحات عباس – رحمه الله – مخيمهم الكشفي وشارك سعيد شيبان في عرض كشفي بحضور قادة كشفيين أمثال الشيخ الغسيري – رحمه الله – والشيخ بوزوزو – رحمه الله ـ وفي صيف 1944 تزوج من ابنة عمه الحاج عبد القادر – رحمهما الله – وعاد إلى ثانوية ابن عكنون في أكتوبر من السنة نفسها لإكمال الدراسة في السنة النهائية وتحضير امتحان القسم الثاني من شهادة البكالوريا. انتخب في ديسمبر 1944، رئيسا لجمعية التلاميذ المسلمين بثانويات وتكميليات القطر الجزائري، وتم الانتخاب بمدرسة الشيخ باعزيز بن عمر – رحمه الله – خلفا للسيد عبد الرحمن کیوان – رحمه الله- الذي كان يرأس الجمعية. وقد وفرت له هذه الصفة الانتخابية غطاء شرعيا لممارسة النشاط السياسي في صفوف حزب الشعب الجزائري السري. . وقبيل شهر واحد من موعد امتحان البكالوريا وبالضبط في 15 ماي 1945 وكانت الجزائر كلها تعيش صدمة أحداث 8 ماي 1945 الدامية، اتصل أوعلى بناني – رحمه الله – وهو من العناصر النشيطة في الحزب بخلية الطلبة المنتمين إلى حزب الشعب بثانوية ابن عكنون ومنهم سعيد شيبان طالبا منهم باسم الحزب «الصعود إلى الجبل» (وهي عبارة كانت تعني التمرد على النظام الفرنسي).
غادر سعيد شيبان يوم 16 ماي 1945 ثانوية ابن عكنون وتوجه رفقه ثلاثة من زملائه إلى مدينة تيزي وزو واستقبلوا من طرف مسؤول حزب الشعب في المنطقة، وبعد قضاء ليلة أولى دعوا إلى حضور اجتماع سري لمسؤولي حزب الشعب الجزائري بجنوب مدينة تيزي وزو، وخلال هذا الاجتماع أخبرهم السيد حاليت – رحمه الله – أن الحزب قد قرر إعلان الثورة المسلحة على فرنسا في منتصف ليلة 23 ماي 1945. وعُين سعيد شيبان للالتحاق بمشدالة – مسقط رأسه – عن طريق عين الحمام للمشاركة في الانتفاضة والاتصال بالسيد أحمد مزياني – رحمه الله- وفي مشدالة نظم السيد مزياني اجتماعين إعداديين، شارك فيهما سعيد شيبان والشهيدان علي أوصافيه، وحموش أبركان – رحمهما الله – وأمضى سعيد شيبان أسبوعا كاملا يصنع الرصاص بالقصب مع عمه وصهره الحاج عبد القادر – رحمه الله – وقبيل يوم واحد من موعد الهجوم على مركز الدرك الفرنسي بمشدالة، ذهب سعيد شيبان لحضور اجتماع أخير مع رفاقه ولكنه وجد مكان الاجتماع خاليا، فذهب يبحث عن رفاقه في مشدالة ولكنه لم يجدهم، وبعد ما ألغي أمر الهجوم من طرف قيادة حزب الشعب، عاد سعيد شيبان بعد إلحاح من والده – رحمه الله – إلى ثانوية ابن عكنون وقال له والده ليقنعه بالعودة إلى مواصلة دراسته العبارة التي قالها الشيخ الحداد لابنه عزيز – عليهما رحمة الله – يا بني كلنا مستعدون لمواجهة فرنسا والثورة عليها، ولكن بماذا؟
ركب سعيد شيبان القطار المتوجه إلى العاصمة وفي محطة ثنية بني عيشة التقى بزميله في الثانوية حسين آيت أحمد وعادا معا إلى ثانوية ابن عكنون. وخلال هذه السنة الدراسية لم يتحصل التلميذ شيبان على القسم الثاني من شهادة البكالوريا، نظرا للظروف التي مر بها ولكنه واصل نشاطه النضالي حيث عين مسؤولا عن الخلايا السرية لحزب الشعب لفئة تلاميذ ثانويات العاصمة وكان الصادق هجرس – الذي أصبح بعد الاستقلال أمينا عاما لحزب الطليعة الاشتراكية (الحزب الشيوعي) – مسؤولا عن خلايا ثانوية ابن عكنون. في جوان 1946 نجح التلميذ سعيد شيبان في امتحان الجزء الثاني من شهادة البكالوريا، وأكمل بذلك دراسته الثانوية، وسجل نفسه في شهر أكتوبر 1946 في كلية الإعداد الطبي بالعاصمة، وكان مكلفا بإعداد ملخصات وعرض لصحافة حزب الشعب الجزائري مع السيد يحي حسين، وساهم في نشاطات جمعية الطلبة المسلمين بشمال إفريقيا. وفي ربيع 1947 كلف بتمثيل الشبيبة الجزائرية في المؤتمر الأول للطلبة العرب بأوربا مع يحي حسين وعبد الرحمن کیوان. وفي صيف 1947 استشار الشهيد حسين عسلة – رحمه الله – في الالتحاق بفرنسا لإكمال دراسته في العلوم الطبية وشجعه الشهيد حسين عسلة على ذلك وقال له: اذهب للدراسة لكن ارجع بعد إتمام الدراسة.
وقبل سفره إلى فرنسا كان قد التقى بزميله في الدراسة حسين آيت أحمد الذي كان متخفيا وقال له إذا قررت ألا تواصل الدراسة اقترح عليك أن تكون ممثلا لحزب الشعب في القاهرة. لكن الطالب سعيد شيبان الذي كان متزوجا منذ أوت 1944 من ابنة عمه – رحمها الله – رد عليه قائلا: لقد عزمت على مواصلة دراستي ولكن عند إعلان الانتفاضة العامة اتصلوا بی. التحق بكلية الطب في ستراسبورغ بفرنسا وظل على علاقة وطيدة بالقضية الجزائرية فكان رئيسا لفرع ستراسبورغ للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والذي كان من بين مؤسسيه في خريف 1955. شارك في الإضراب العام الذي نظمه الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بالاتفاق مع جبهة التحرير الوطني، وبسبب الإضراب الذي امتد من سنة 1956 – 1957 أجلت كل الامتحانات الجامعية، وبذلك لم يتقدم إلى الامتحان النهائي للتخصص، وتقديم أطروحته في الطب، وبعد رفع الإضراب بالاتفاق مع نظام الثورة وحل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في 28 جانفي 1958، قدم سنة 1958 أطروحته في الطب العام، وفي سنة 1959 اجتاز امتحان التخصص في طب العيون، ثم سجل نفسه بكلية العلوم بيتراسبورغ ليبرر للإدارة الفرنسية مكوثه في هذه المدينة وفي سنة 1961 طلبت منه فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني الالتحاق بألمانيا (بون) ومنها سافر إلى تونس حيث التقى برئيس الحكومة المؤقتة، السيد بن يوسف بن خدة، والسيد فرحات عباس، والسيد كريم بلقاسم، وعمر أوصديق، ومحمد الصديق بن يحي والدكتور الأمين خان، والسيد بلعيد عبد السلام، وأخيه الشيخ عبد الرحمن شيبان – عليهم رحمة الله ـ واتصل بالدكتور محمد الصغيرنقاش، النقيب في جيش التحرير الوطني، وأول وزير للصحة في أول حكومة للجزائرالمستقلة، ليبلغ له تحية صديق له من ستراسبورغ، فاقترح عليه الدكتور النقاش زيارة إلى الحدود للتعرف على الاحتياجات في طب العيون وهناك لمس حالة الصراع الذي كان يتصاعد بين الحكومة المؤقتة وقيادة أركان جيش التحرير الوطني.
وبعد عودته من تلك الزيارة عين في مصلحة الصحة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة تحت قيادة الدكتور الرائد أحمد بن عبيد – رحمه الله – كطبيب في قسم طب العيون وأشرف على معالجة الجزائريين والتونسيين في اختصاص طب العيون، مع الدكتور رشید معيزة. في أوائل ماي 1962 تلقى أمرا استعجاليا من الحكومة الجزائرية المؤقتة للسفر إلى الجزائر، ونقل مع أسرته التي التحقت به في تونس بمساعدة السيد عبد الكريم سويسي من فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا وحط الرحال بمدينة روشي نوار (بومرداس حاليا) وهنالك طلب منه الالتحاق بالولاية الثالثة وبعدها زار عائلته التي لم يرها منذ 1954. وبعد استرجاع الاستقلال الوطني سنة 1962 وبطلب من الرائد الشيخ الطيب – رحمه الله – التحق بمستشفى تيزي وزو الذي لم يكن به طبيب جزائري سواه، وأشرف على مصلحة طب العيون لمدة 6 سنوات، وكان رئيسا للإسعاف الوطني بمنطقة القبائل، (تيزي وزو والبويرة) وكان يرأس هذه الهيئة المناضل الكبير بلقاسم راجف – رحمه الله -، كما كان عضوا في هياكل الهلال الأحمر الجزائري. ـ حين نُظمت مسابقة التبريز التحق بالعاصمة في أوت 1968، وكان قداقترح في جانفي1964 لشغل منصب أستاذ مساعد في الجامعة، ولكنه لم يستطع الالتحاق بالمنصب بسبب كثرة الأعمال في مستشفى تيزي وزو. وفي سنة 1967عين أستاذا مكلفا بالتدريس في طب العيون بجامعة الجزائر، ولم يحصل على التبريز الكامل إلا في سنة 1969، وفي السنة نفسها عين رئيسا لبعثة طبية جزائرية لمساعدة نيجيريا بسبب الحرب الأهلية. – في سنة 1970 كان عضوا في لجنة إعداد القانون الأساسي للكشافة الإسلامية الجزائرية. – عين عضوا في إدارة معهد العلوم الطبية من 1971 إلى 1976. – ترأس اللجنة التحضيرية لتأسيس الاتحاد الطبي الجزائري وانتخب في المؤتمر التأسيسي أمينا عاما للاتحاد الطبي من سنة 1971 إلى 1977 أمينا وطنيا من 1977 إلى 1981 ساهم في لجنة المعجم الطبي الموحد (إنجليزي، فرنسي، عربی)، من سنة 1974 – 1982 وهو المعجم الذي طبعته في سنة 1983 المنظمة العالمية للصحة.
– أحد الفائزين بجائزة الطب المغاربية في سنة 1985. – حقق كتاب الكليات في الطب لأبي الوليد بن رشد، مع الدكتور الأستاذ عمار طالبي، وقد طبع تحت إشراف المرحوم الأستاذ الدكتور إبراهيم بيومي مدكور، والاتحاد الدولي للجامع سنة 1989 بالقاهرة. – عين بالمجلس الإسلامي الأعلى في وزارات الأساتذة مولود قاسم والشيخ عبد الرحمن شيبان، وبوعلام باقی – رحمهم الله – وكان عضوا في لجنة إعداد ملتقيات الفكر الإسلامي.
– عين في حكومة السيد مولود حمروش وزیرا للشؤون الدينية من سبتمبر 1989 إلى جوان 1991. تعرف في هذه الفترة على علماء كبار من المشرق والمغرب.. وسعى في وزارة الشؤون الدينية لتحقيق مشروع «مؤسسة المسجد» – وهي فكرة للسيد مولود حمروش حمروش رئيس الحكومة الأسبق- بعد الاطلاع على تجارب مماثلة في بعض البلدان الإسلامية، و اقترح تأسيس المجلس العلمي، ومجلس سُبل الخيرات، ومجلس «اقرأ» لتعليم الأطفال ومحو الأمية، ومجلس البناء والتجهيز، هذه المجالس ترافق المسجد.. وقام خلال وجوده على رأس وزارة الشؤون الدينية بإيجاد تصنيف جديد للأئمة.. وإعداد قانون الأوقاف الذي صودق عليه في عام 1991…وما تزال بعض الآثار الطيبة لهذه المرحلة مستمرة إلى يومنا هذا.
– له نشاطات فكرية متميزة في الأبحاث الطبية، والفكر الإسلامي داخل الجزائر وخارجها وله مشاركات عديدة في الملتقيات والمؤتمرات الوطنية والدولية التي تهتم بالفكر الإسلامي والإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والعلوم الطبية. يقول الدكتور السعيد شيبان: «كان أول اتصالي بمعاني القرآن عن طريق ترجمة «كازيمرسكي» سنة 1945، وقراءة كتاب «الظاهرة القرآنية» بالفرنسية لمالك بن نبي في عام 1947. كانت هذه القراءات بالنسبة لي دعوة للاهتمام بالقرآن قراءة وفهما. وفي 1988 طلب مني الأستاذ عبد الوهاب حمودة رحمه الله ومن الدكتور أحمد عروة رأينا في ترجمة البروفيسورجاك بيرك لمعاني القرآن الكريم لطبعها في الجزائر وتكون تحت إشراف وزارة الشؤون الدينية، وكان رأينا أن لا تقبل الوزارة إشرافها على هذه الطبعة لأسباب ذكرناها يومها». – في بداية 2001م. أعد حصة هامة بمساعدة الأستاذ الدكتور عمار طالبي، والأستاذ عبد الوهاب حمودة والدكتور محفوظ سماتي، بالتلفزيون الجزائري «كنال ألجيري» باللغة الفرنسية بعنوان «نور القرآن والسنة». ـ كرم في سنة 2008 بوسام الاستحقاق الوطني من رتبة «أثير».