تحية المولد الكريم
بقلم: الشيخ عبد الحميد بن باديس-
هذا النشيد ألقاه الشّيخ عبد الحميد بن باديس في حفل أقامته مدرسة التربية والتعليم في قسنطينة بمناسبة المولد النبوي سنة 1356 هـ (10 جوان 1937م).
حـيـيـت يـا جـمعَ الأدب ورقـيـت سـامـيـةَ الرتبْ
وَوُقِـيـتَ شـرَّ الكـائـديـ ن ذوى الدسـائـس والشغبْ
ومُـنِـحْـت في العليـاء مـا تسـمـو إلـيـه مـن أربْ
***
أحـيـيـت مـولـد من بـه حـييَ الأنـام على الحِـقَـبْ
أحـيـيـت مـولـوده بـما يُبرى النـفـوسَ مـن الوصبْ
بالـعـلـم والآداب و الـ أخـلاق في نـشءٍ عـجـبْ
***
نـشءٌ على الإســلام أسْـ سُّ بـنـائـه السـامي انتصبْ
نـشءٌ بـحُـبِ مـحـمـدٍ غــذَّاه أشـيـاخٌ نـجـبُ
فـيـهِ اقـتـدَى في سـيـره وإلـيـه بالحـق انـتـسـبْ
وعلى الـقـلـوب الخافـقـا تِ إلـيـه رأيـتـه نـصـبْ
بالـروحِ يَـفـديـهَـا ومـا يُـغـرى النّفـوسَ مـن النشبْ
وبـخُلقـه يَـحـمِـي حـما هـا أو بـبـارقـة القُـضُـبْ
حـتى يـعـودَ لـقـومــه مـن عِـزّهـم مـا قـد ذهبْ
ويـرى الجـزائـرَ رجـعـت حـقَّ الحـيـاة المـسـتـلَـبْ
***
يـا نـشءُ يـا دخـرَ الجـزا ئـر في الشـدائـد والـكُـرَبْ
صـدحـت بلابِـلُك الفصـا حُ فـعـمَّ مَجمعَنـا الـطـربْ
وادقْـتَـنَـا طُـعـما من الـ فـصـحى ألـذَّ مـن الضـرَبْ
وأريـت للأبـصـــار مـا قـد قـرَّرتْـه لـك الكـتُـبْ
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
***
يـا قـومٌ هـذا نـشـؤكم وإلى الـمـعـالي قـد رثـبْ
كـونـوا لـه يـكـن لكم وإلى الأمــام ابـنــاء وأبْ
نـحـن الأولى عرف الزمـانُ قـديـمـنا الجـمَّ الحـسـبْ
وقـد انتبهـنـا للـحـيـا ة آخــذيـن لـهـا الأهـبْ
لنـحـلَّ مـركـزنـا الذي بين الأنــام لـنـا وجــبْ
فـتـزيـد في هـذا الـورى عضـوًا شـريـفًـا منتخَـبْ
نـدعـو إلى الحسنى ونـولـي أهـلـهـا مـنـا الـرغـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
***
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَـتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُوَ الْـعـرَبْ