كيف كتب مختار عنيبة كتابه "حقوق الإنسان في الإسلام"؟
مختار عنيبة

كيف كتب مختار عنيبة كتابه “حقوق الإنسان في الإسلام”؟

بقلم: عفاف عنيبة

عند عودة مختار عنيبة رحمه الله نهائيا إلي الجزائر و قد تقاعد برتبة وزير مفوض بوزارة الخارجية الجزائرية و بعد إصابته بشلل نصفي و تعافي منه بشكل تدريجي، قرر في أيام مرضه أن يعود يده علي التحرك بإستعمال آلته الراقنة، ليكتب في موضوع كان يؤرقه، بعد 5 اكتوبر 1988 أدرك ضرورة شرح الدين الإسلامي جيدا خاصة في مجال حساس كحقوق الإنسان في زمن التعددية و الإنفتاح علي مفاهيم حقوقية غربية.

كان يرغب في تقديم رؤية مختصرة و مفيدة و مدعومة بشواهد مأخوذة من السنة النبوية الشريفة و القرآن الكريم لمكانة الحقوق في الإسلام. هكذا يزيح الضبابية المضروبة علي حقوق الإنسان لدي العوام و تملص البعض من تأصيل هذا المفهوم كي لا يقع في شبهة تصديق طروحات الغرب.

وثق لكتابه و بدأ الكتابة فصل، فصل و قلم مختار عنيبة بالفرنسية رصين جدا و أكاديمي بالرغم ان مستواه سنة سادسة إبتدائية مدرسة فرنسية في عهد الإستدمار لكن مختار عينبة تدارك نقص تكوينه و تحصيله العلمي بالمطالعة المكثفة و المختارة في آن.

كان كل فصل يكتبه يراجعه معي من ناحية التركيب اللغوي و الأفكار.

كنا نتناقش و قلما كنت اصحح، لسلامة لغته بالفرنسية.

الشهادة لله اسلوب ابي رحمه الله بالفرنسية افضل مني ألف مرة.

و قد كان عازم بعد الإنتهاء من كتابة الكتاب، نشره علي حسابه الشخصي في توقيت زمني مشحون بالأحداث و التغييرات في الجزائر.

"لا بد أن يصل الكتاب للقاريء الجزائري خاصة فئة الشباب كي يوضح لهم كم ديننا الإسلامي إعتني بحقوق الإنسان و أن لا تغرر بهم مفاهيم الغرب الكاذبة."

حصل علي رخصة النشر من وزارة الشؤون الدينية الجزائرية مشكورة و طبع الكتاب في 1990 بمطبعة خاصة و الحمد لله لقي الكتاب ترحاب من القراء و وصل إلي مكتبة المركز الثقافي الجزائري في فرنسا مع كتابه الثاني حقوق المرأة في الإسلام.

أذكر أنني في 1996، طلبت منه نسخ عن الكتابين لأهديهما لصديق العائلة الديبلوماسي الأمريكي. فمدني بالنسخ المطلوبة و سعدت بإهداءهما للديبلوماسي الأمريكي الذي فرح بهما.

رحم الله مختار عنيبة رحمة واسعة و غفر الله لنا و له و اللهم يتجاوز عن سيئاتنا ...

آخر كلمة : إن مد لي ربنا تعالي في العمر، سأقوم إن شاء الله بإثراء النسخة الأصلية للكتابين و اللهم يتقبل من أبي رحمه الله رحمة واسعة و يغفر لنا جميعا. اللهم آمين

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.