تقارير عن أعضاء جمعية العلماء
نرجع إلى أحمد توفيق المدني: يقول التقرير أنه كتب عديدا من المقالات في الصحافة العربية وتولي رئاسة تحرير البصائر، إلى أن منعت بتاريخ 5 أفريل 1956، وكتب عن السياسة الخارجية باسم أبي محمد وكتب ومثل عدة مسرحيات مثل مسرحية حنبعل 1948 وأخرى باللغة الدارجة 1950 عنوانها: أوثلو othllo..
أما أنشطته السياسية فكان منذ شبابه يظهر عدوانه لفرنسا قبل إنشاء حزب الدستور، وأبدى أثناء الحرب العالمية 1918-1914 اتجاهه إلى تركيا وألمانيا، وصدر قرار بإقامته الجبرية 44 شهرا في الجنوب التونسي، ثم اطلق سراحه بتاريخ 1918/11/05، وفي سنة 1922 أمينا عاما لحزب الدستور الليبرالي، ورئيسا للجنة الخلافة في علاقة بحزب الشباب التركي parti jeune ture وهو الصديق الشخصي للشيخ عبد العزيز الثعالبي مؤسس الدستور القديم، ويدير صحافة الحزب «إفريقيا». ولما قامت الصحافة في تونس بحملة قوية ضد العمليات العسكرية الفرنسية في الريف أي ضد عبد الكريم الخطابي رحمه الله تعالى طرد أحمد توفيق المدني من تونس ونفي إلى الجزائر في 6 جوان 1925 فارتبط بالشيخ الطيب العقبي الخطيب الصحافي، وأخذ يتردد على نادي الترقي الذي كان قد أسس بسعي من توفيق المدني مع أعيان الجزائر العاصمة، وكان من المستشارين الذين يسمع لهم في جمعية العلماء، وشارك العقبي في تسيير نادي الترقي وفي الجمعية الخيرية، فكان نائب رئيسها وحافظ على علاقته بحزب الدستور فكان مراسلا له من الجزائر، وهو مندوب «الشباب المسلم» في القاهرة ممثلا لشمال إفريقيا، وله صلة بشكيب أرسلان وكان مناصرا للعقبي عندما نشب خلاف بينه وبين المجلس الإداري للجمعية إثر اغتيال المفتي كحول، مفتي الجزائر العاصمة، ويعلق التقرير بأن سياسة العقبي معتدلة بالنسبة للجمعية واتخذ موقفا مواليا أكثر ضد الإيطاليين وبث في راديو الجزائر نداء ضد مطالب الإيطاليين في تونس، وحافظ على هذا إلى أن نزل الحلفاء في نوفمبر 1942 في شمال إفريقيا، وكان هذا النداء بتاريخ 1940/06/10. وفي جانفي 1943 حرر 11 مذكرة في المسألة التونسية وسلمها إلى روزفلت عن طريق السلطات الأمريكية في الجزائر العاصمة، وسلمها في الوقت نفسه إلى السلطات الفرنسية، وضع مبادئ الاستقلال الداخلي خطوة أولى نحو الاستقلال التام مع ميل شيئا ما إلى إيطاليا. ابتداء من سنة 1943 بين في اقتراحاته اتجاهه الوطني الحاسم مشتكيا من الأخطاء الفرنسية في تونس، وبين أنه ضد الحدود التي وضعتها فرنسا بين بلدان شمال إفريقيا. وحاول أن يصلح بين الشيخ الطيب العقبي والشيخ البشير الإبراهيمي إلا أنه لم ينجح في ذلك، وحاول أن يعطي لحزب مصالي الحاج ما يأمله ويقترح عليه وسائل العمل السياسي. وفي سنة 1945 قام برحلات متعددة إلى تونس ليحقق وحدة الوطنيين الجزائريين والتونسيين للعمل المشترك. وفي سنة 1949 ظهر في جريدة «منبر طنجة» منبر الشعب مقال يطلب فيه اتحاد كل أحزاب شمال إفريقيا السياسية بهدف تحرير المغرب العربي وأصبح في سنة 1949 هو الكاتب الدائم لهذه الوحدة. وفي 1952/01/10 أعلن عن نداء إلى الجزائريين لفائدة جريدة الجزائر الجمهورية Alger -Républicaain وطرد مرة أخرى في فيفري سنة 1953 وعندما اندلع ما سماه التقرير تمرد نوفمبر 1954 لزم الحذر متحفظا une prudente réserve ولكن في فيفري 1955 كتب توفيق المدني باعتباره كاتبا عاما دائما للجمعية بيانا ضد وسائل السلطة الفرنسية في الضغط على الشعب وأصبحت مقالات البصائر أكثر عنفا ابتداء من أوت 1955 وتكون وفد منه والتبسي، وسلطاني، وخير الدين للذهاب إلى الرباط لتهيئة السلطان محمد الخامس بعودته إلى المغرب وتحيته وذلك بتاريخ 1956/11/16 واتصلوا بحزب الاستقلال وأعلن توفيق المدني موقفه العنيف حسب التقرير وأثنى على «المقاومة البطولية» للمتمردين وتلقى المدني رسالة من الشيخ الإبراهيمي يطلب منه أن يسعى لدى الحكومة الفرنسية حتى يلتزم رئيس المجلس بالمفاوضات بعد انتقال الرئيس جـ. مولي في فيفري 1956 إلى الجزائر.