ابن باديس ثورة إستراتيجية مسبقة
بقلم: لونيس بن جبل-
الجزائر عبر العصور كانت محط أطماع ومخططات لطالما استهدفت بنيتها، وبنية شعبها العاشق للحرية والسلام، شعب مناضل باسل في الذود عن كرامته وأرض وطنه، وجهت حملات عديدة منذ القدم تحاول النيل منه ومن أرضه الطيبة، فشهد تاريخه أقوى وأعنف محاولات الاستيلاء، ولعل من أبرزها حملة الإستدمار الفرنسي في القرن التاسع عشر، إبان الحكم العثماني على الجزائر، والتي كان من بين أهم أسبابها، أن موقع الجزائر الإستراتيجي عالميا أسال لعاب الفرنسيس أن يستولوا عليها مستغلين تقهقر الدولة العثمانية ، ومهدوا الآمال لتكون الجزائر فرنسية تضخ الثروات لتنعش دولة قامت على السطو و الاستيلاء وبنت وجودها على فكر إستدماري سالب، دخل الفرنسيس أرض الجزائر سنة 1830 ميلادية ومارسوا فيها كل مخططات التفكيك الاجتماعي و الديني واستهدفوا بمشاريعهم الحاقدة عناصر الهوية الوطنية وركائزها ، ليجعلوا من استدمارهم خالدا ويطبعون استحواذهم الأبدي على الجزائر ليبيدوا شعبها ويمسحونه، لكن الدم الجزائري الأصيل ذلك الدم الوطني الخالص ، عبقه من الإسلام والعروبة، تحرك ليقاوم ويدافع عن أرضه وعن شعبه وعرضه ، فكانت ثورات شعبية طاحنة بالرغم من نقص الإمكانات في ذلك الوقت إلا أن الجزائري رفض الخنوع و الاستسلام، فكانت ثورات مسلحة توازيها ثورة فكرية، ولعل الثانية كانت منشأ الأولى بطريقة أو بأخرى، حيث ظهرت الحركات الإصلاحية التي كانت على وعي دقيق بما يحاك ضد الكيان الجزائري من مكائد ودسائس ، وبدأت تعمل في الاتجاه المعاكس لما كانت برامج فرنسا تتجه نحوه، وفي هذا الصدد يقر كثير من الرحالة الأجانب في كتبهم أن الشعب الجزائري قبل الإستدمار الفرنسي كان جله متعلما يتقن القراءة و الكتابة (1)، وهذا ما يؤكد ذلك المكر الذي استهدف تفتيت لحمة المجتمع وضرب تماسك ثوابته، ولهذا عمل رجال الإصلاح على تقوية تلك الركائز وتدعيمها، وذلك وعيا منهم بخطورة ما تمارسه فرنسا ضد مقومات شعبهم ، ومع تنوع اتجاهات أعلام الإصلاح وتعدد مشاربهم إلى أنهم التقوا في نقطة العمل الداعم والمحافظ على الهوية الوطنية ،و الحركة الإصلاحية في الجزائر تأسست على قاعدة قوية وهي قاعدة أن إصلاح حال الأمة يجب أن يبدأ بإصلاح الإنسان ، والحركة الإصلاحية ظهرت حسب مالك بن نبي رحمة الله عليه تقريبا سنة 1925 م (2) .
وكان ظهور الحركة يرجع الفضل فيه لأفكار العديد من الإصلاحيين وعلى رأسهم رجل الإصلاح الفذ في الجزائر وخارجها الإمام عبد الحميد ابن باديس (1889- 1940) رحمه الله مارس الرجل نشاطه الإصلاحي عبر مختلف المنصات المتاحة آنذاك فكان متمرسا في اعتلاء المنابر والتأثير على الناس وخطابهم بمنهج الصادق الواعي الراغب في تغيير الأحوال وتبديل الواقع المرير، وبالرغم من كل الخناقات التي فرضت عليه من قبل المستدمر الفرنسي الراغب بالوطن والعباد شرا، حيث يرى الإمام ابن باديس أن الجانب التربوي الأخلاقي هو عامل حاسم في صناعة النهضة و إدارتها بما يواكب مجمل الأحداث الجارية في البيئة المحيطة ، والتي تمثل معترك رهان أخذ هؤلاء الرجال على عاتقهم خوذه للدفاع عن مقومات الجزائر ، فالعمل الجواري لعبد الحميد ابن باديس كان غاية في الإستراتيجية والتكاملية في منهجه القويم، المنهج الذي جعل مقومات الهوية تصدح في كم هائل من أبناء الشعب الجزائري، هذا الفكر حسب الدكتور عامر رخيلة(3) الذي زرعه ابن باديس والمتمحور حول حماية الركائز الأساسية للهوية الوطنية والدينية ، كان المغذي الأكبر للثورة التحريرية المجيدة التي أتت لاحقا فجرا على الجزائر وشعبها الأبي ، ففكر ابن باديس وعمله البناء صنع وهيكل القاعدة الصلبة لقيام العمل الثوري المسلح نوفمبر 1954 ، وأكبر دليل على ذلك أن أغلبية أعضاء مجموعة 22 ، تتلمذوا داخل جمعية العلماء المسلمين الصرح العتيد والإنجاز الحضاري الذي كان ابن باديس على رأسه يوم تأسيسه 05 ماي 1931 بالعاصمة بنادي الترقي والذي انتخب عبد الحميد ابن باديس رئيسا له وهو غائب عن الاجتماع ، وهذا ما يؤكد حظوة الرجل عند جمهور علماء عصره ومشايخه ، ولابد أن حنكة الرجل وقوته الفكرية هما السبب الذي جعله صاحب إجماع وسط جمع من العلماء من مختلف المشارب و المدارس .
مارس عبد الحميد ابن باديس عملا ممنهجا صد وواجه حملات فرنسا الطامسة لمعالم الجزائريين الفكرية والأخلاقية والدينية، فسير عمله بطريقة الصد الموازي لمشاريعهم، حيث أنه كلما استهدفت فرنسا جانبا من الجوانب فعل الإمام مشروعا آخر يطلقه كمواجهة وصد ، فأحسن تحليل الوضع وببراعة تامة كان يرسم المتطلبات و الاحتياجات وسنوضح هذا لاحقا.
إستراتيجية الإمام منهجا تربويا هادفا إلى التحصين والوقاية والتكوين، ومعرفة هذه الإستراتيجية وتحليلها كاملة يعد ليس بالأمر الهين ذلك أن الرجل رقم صعب في مجال الفكر الحضاري البنائي، لذلك سنذكر بعض النقاط التي تبين عمق إستراتيجيته وثورته الفكرية الإستباقية ضد المستدمر الفرنسي الغاشم فيما يلي :
- ابن باديس وطنيته قوية حيث كان يؤمن إيمانا راسخا بأن الجزائر للجزائريين وليست الجزائر لا فرنسية ولا للفرنسيين ، وفرنسا كانت تعلم أن الرجل يشكل خطرا على مشروعها البائس ، حيـث نجد التقرير الفرنسي كحجة دامغــــة تزيد عمق وطنية عبـــــد الحميد ابن باديس وثقلــه في ميــــلاد الثورة التحريرية المبـاركة ودوره العظيــم في صنع رجال الجزائر الذين انتزعــــوا الاستقلال لهذا الشعب الأبي ، صـدر هذا التقرير بتاريخ : 24 جانفي 1958 ، تحـت رقم : 1.070RCC/MR. A (4) والذي ورد فيه أن عبد الحميد ابن باديس من دعاة التمرد ومن دعاة الوطنية الجزائرية ،ويبين التقرير أن للإمام بالغ الأثر في الحركة الإصلاحية ، وهذا التقرير كان مكملا لتقريرا آخر حول الإمام ونشاطه ، وهذا يدل أن فرنسا تعاني من نشاطه وكانت تسلط عليه استعلاماتها وتضييقها .
- تجلت الإستراتيجية القوية لابن باديس في أحد أكبر الجوانب تأثيرا على الذات وعلى الأجيال وهو الجانب الديني ، حيث عمل على تقوية الوازع الديني لدى أفراد المجتمع الجزائري نظرا لإيمانه العميق أن الدين ركيزة أساسية في حياة الشعب الجزائري وفي معركته ضد فرنسا ، نشط الرجل في هذا المجال القيم وقدم إثراءات عديدة في مجال تفسير القرآن والحديث الشريف ، وافتتاحه لدار الحديث بتلمسان 27 سبتمبر 1937 (5) رفقة رفيق دربه محمد البشير الإبراهيمي خير دليل وتجسيدا لرؤيته البعيدة في مجال العمل على الجانب الديني وتقويته لدى أفراد الشعب الجزائري ، نشط دروس وحلقات بداية من الجامع الأخضر إلى المسجد الكبير ، فبذل مجهودات جبارة في تلقين أمور الدين للشعب والحرص على تحصين هذا الجانب ووقايته .
النقطة الإستراتيجية في عمل الشيخ على الجانب الديني كان كونه يعلم جيدا أن الدين الإسلامي غذاء الشعب الحقيقي والمعبر عن الحقيقة المطلقة ، لأنه يكرس أفكار التحرر والتمسك بالأصالة والقطبية الدينية والإسلام مربوط بتقديسه للحرية و الجهاد ضد المغتصب المستدمر ، كما أسس مدارس دينية وجمعيات كان يهدف إلى تحقيق تغطية شاملة عبر قطر التراب الوطني ، ومع تحقيق هذه التغطية بالإضافة إلى تدعيم الوازع الديني المشترك بين الأفراد وبالنظر إلى أن ديننا الحنيف هو كل متكامل من الجوانب الضامنة للرقي والحصانة ، عمل الشيخ على حمايته في ذوات أبناء شعبه ، وهكذا قاوم فكر ابن باديس كل تلك الحملات المسعورة التي تستهدف تفكيك لحمة الشعب وإذابة وطمس هويته .
- والمجال الثاني للعمل الإستراتيجي الجبار، ركز عبد الحميد ابن باديس اهتماما كبيرا بالجانب التربوي التعليمي التكويني ، وأشرك المرأة و الفتاة في ذلك لأنه كان يدري أهميتها العظيمة في المجتمع وضرورة تعليمها لأنها لبنة أساسية ، في هذا الصدد حرر طلبا أرسله إلى حفيدة الأمير عبد القادر السيدة بديعة مؤسسة مدرسة للبنات بدمشق ، يطلب منها استقبال مجموعة من البنات الجزائريات ليكملن دراستهن في المدرسة ، وهكذا حمل الرجل على عاتقه مسؤوليات عديدة وعديدة في سبيل النهوض بالتعليم وتكوين أفذاذ يواجهون الأخطار التي تعترض وطنهم وهويتهم ، فانتهج منهاجا تعليميا يعتمد على تعزيز اللغة العربية كرد فعل عكسي على كل ما يذهب في اتجاه التفرنس الداحض للعربية ، فكان في مناهجه التربوية يعتمد على العلم ، وخير دليل على رؤيته البعيدة و العميقة في مجال التعليم هو تأسيسه رفقة جماعة من رفاقه مكتبا للتعليم الابتدائي ، في مسجد بومعزة وشهد لاحقا هذا المكتب عدة تطورات أبرزها أنه أصبح جمعية التربية و التعليم الإسلامية ، وكان ابن باديس هو من حرر قانونها الأساسي (6) ، وتركيز عمل الرجل على مجال التعليم بالمبادئ الإسلامية لهو صورة واضحة عن ثورة فكرية معاكسة تصد ما كانت فرنسا تحيكه وتخطط له ، بمنهجه وبيانه وقوة كلمه حارب الخرافات والبدع وكل شبهات الضلالة والغي و الطرقية ، ربى جيلا غرس فيه قيم الأصالة الحقيقية ، وهذا ما مثل بعدا استراتيجيا تأكد لاحقا أنه كان فعلا تكوينا لجيل سيخرج المعتدي من أرض الوطن ، والتصريح الذي حمله التقرير الذي أشرنا إليه سابقا خير دليل على هذا ، حيث يقر التقرير أن عمل ابن باديس غير منفصل عن ثورة نوفمبر .
- كان للرجل فكرا سياسيا وإعلاميا قيما ، وبهذا البعد خدم قضيته ومارس نشاطه بالرغم من كل الموانع التي عانى منها من تسلط رقابي ومتابعات وملاحقات مارستها ضده فرنسا وإدارتها وكذا أتباعها الذين جندتهم للنيل من همته وعزيمته وأكبر دليل على ذلك تعرضه لمحاولة قتل نجى منها بأعجوبة وكــان ذلك بتاريخ : 24ديسمبر 1926 (7) ، والأكيد أن نشاط ابن باديس كان هاجسا مرعبا لفرنسا لولا هذا ما كانت تسطر ضده مخططات للنيل منه و الحد من نشاطاته ، ولولا مكانته التي تعلمها فرنسا جيدا وتأثيره لكانت استعملت ضده طرقا تحييدية أخرى ، فسياسيا صالت كلماته و أفكاره عبر العديد من المحافل و الأحداث ، وتأسست سياسته الفريدة من نوعها على تخصيص المجتمع الجزائري ، حيث جاءت الأفكار متناسقة مع واقع الجزائر و الجزائريين فكان المصدر الرئيسي لتكوين سياسته هي الجزائر وخصوصياتها كما قال الدكتور عبد الرزاق قسوم (8) ، وعرف عن الإمام سياسته النزيهة القوية و الموجهة في تركيزها على لبنة الشباب و المرأة لما لهما من فعالية في النهضة بالمجتمع الجزائري وصيانة هويته ، فحسبه الشباب المتعلم و المرأة الواعية طريقان لضمان المجتمع الجزائري ، ومارس الشيخ دوره السياسي بكل وضوح معبر عن الرأي السديد ومخالفا لكل المغالطات التي كانت تبث السموم في جسد الفكر الجزائري حيث قال " لا يا سادة نحن نتكلم باسم قسم عظيم من الأمة بل ندعى أننا نتكلم باسم أغلبية الأمة ، فنقول لكم ولكل من يريد أن يسمعنا ولكل من يجب عليه أن يسمعنا ... إنكم من هذه الناحية لا تمثلوننا ، ولا تتكلمون باسمنا ، ولا تعبرون عن شعورنا وإحساسنا "(9) ، وهنا كان يمارس ابن باديس دور الصد ضد فرنسا و أفكارها التدميرية ودور الصد ضد كل زارع للأفكار المنحرفة والضالة من أفراد أعانوا فرنسا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، وهذا دور سيبقى التاريخ له به شاهد ، فدور الإمام ابن باديس السياسي تجلى بوضوح في منهج عمله وتبليغ أفكاره التي جاءت كإنقاذ للهوية الوطنية ، وتجلى كذلك في منهجيته التي يرد بها على كل خطابات الساسة والنواب ويبدي رأيه فيها بكل وضوح وشفافية لصالح الوطن والمواطن الجزائري صاحب الأرض، ومع هذا العمل السياسي الذي قام به داخليا وحتى خارجيا، كان لابد أن يكون له طريقا إعلاميا يزيد من فعالية رسالته ومدى وصولها ونطاق تأثيرها، وهذا ما عمل عليه الرجل والدليل على ذلك هو أنه كلما منعت فرنسا صحيفة أسسها إلا وعوضها بأخرى، والشيخ ابن باديس عمل بنظرية الاتصال على مرحلتين، وذلك قبل أن يعرفها العالم (10)، فحول تلامذته إلى قادة للرأي وبعدها مارسوا توصيل الأفكار للشعب بلا ملل ولا كلل ، ولم ينهزم قلمه ولا لسانه يوما في سبيل إعلاء راية الهوية الوطنية و الإصلاح في وطنه ، هو حقا المربي الذي أنتج ثورة نوفمبر المجيدة ، وعمله بهذا المنهج الاتصالي جعل منه يبني اتصالا شبكيا قويا وفعالا، وهنا تظهر إستراتيجيته الإعلامية القوية والنافذة .
ابن باديس الثائر بطريقة إستراتيجية والمواجه لأشرس حملات تمييع الهوية للشعب الجزائري ، وكانت هذه الحملة من أقوى الحملات في تاريخ البشرية التي استهدفت إذابة كيان الشعوب داخل أوطانها ، كان المجاهد مخاطرا ومراهنا ضد همجية المستدمر، بفكره الواعي لكل ما يدور من مؤامرات مستعدا لصد كل المحاولات ، ناضل وبارز وقاوم وحارب ، إنها حقا ثورة فكرية مسبقة أعلنها الرجل في وجه فرنسا المحتلة ، فكانت المهد لرجال ترعرعوا عارفين بحقيقة وطنهم ومؤمنين بملكهم لوطنهم فرفعوا السلاح وكان فجر الجزائر شريفا ساطعا بدماء مليون ونصف مليون شهيد ، فضرب شعب الجزائر مثلا للبشرية جمعاء في عشق الحرية و الوطن ، وما نكتبه هذه اللحظة لهو نزر قليل لا ولن نستطيع به إيفاء الرجل حقه، وسنستمر في الإشادة به وبأعماله وتحليل آثاره القيمة و تبليغ أجيالنا رسالة أمانة وعرفان لهذا الفذ البطل، رحمك الله يا سيدي ابن باديس وطيب ثراك .
التهميــش
(1) : أبو القاسم سعد الله ، محاضرات في تاريخ الجزائر الحديث ، الطبعة الثالثة ، الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، 1982 ص 159
(2) : صادق بلحاج ، الصحافة العربية في الجزائر بين التيارين الإصلاحي و التقليدي 1919- 1939 ، مذكرة ماجستير، كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية ، قسم التاريخ ، جامعة وهران ، 2011/2012 ، ص 27
(3) : عامر رخيلة ، تصريح أدلى به خلال إتصالنا به حول الموضوع ، 2021 .
(4) : عبد المالك حداد، مقال : ابن باديس من دعاة الثورة والوطنية وتلامذته من كبار الثوار ،
https://binbadis.net/archives/8470 ، 16/11/2018 .
(5) : طويلب عبد الله ، مدرسة دار الحديث بتلمسان ودورها في مقاومة السياسة الإستعمارية ، قسم التاريخ و الآثار جامعة أبي بكر بلقايد ، تلمسان
(6) : برحمة إكرام ، مذكرة ماستر : مفهوم التجديد عند الشيخ عبد الحميد ابن باديس ، كلية الآداب و اللغات ، قسم اللغة و الأدب العربي ، جامعة أبى بكر بلقايد ، تلمسان ، 2017/2018 ص 48 .
(7) : الشروق ، التمثال الحجري.. ثالث محاولة اغتيال للإمام ابن باديس ، 23/04/2015
.https://www.echoroukonline.com
(8) : عبد الرزاق قسوم ، الفكر السياسي عند عبد الحميد بن باديس بين الإنصاف والإجحاف والاحتراف
موقع ابن باديس ، https://binbadis.net/archives/1936 ، 14/02/2017 .
(9) : عبد الرزاق قسوم ، نفس المرجع السابق .