الإمام ابن باديس… والقضايا الإسلامية (القضية الفلسطينية نموذجاً) 1/2

بقلم: د. يوسف جمعة سلامة-

تحية من أرض الأنبياء إلى أرض الشهداء ،تحية من أرض المقدسات إلى أرض البطولات، تحية من أرض المرابطين إلى أرض المجاهدين، ونحن هنا نردد قول الشاعر :

حيي الجزائر واخطب في نواحيها  --- وابعث لها الشوق قاصيها و دانيها

ليس غريباً على أرض الجهاد والاستشهاد، أرض العلم والعلماء، أرض الجزائر الحبيبة أن تحتضن مؤتمراً عالمياً لرجل من خيرة رجالاتها، وأن تنظم ملتقى دولياً بعنوان (الفكر السياسي عند الإمام عبد الحميد بن باديس –رحمه الله-.

لقد أحسنت مؤسسة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس بالجزائر صنعًا عندما اختارت هذا العنوان المهم (الفكر السياسي عند الإمام عبد الحميد بن باديس) ليكون موضوعًا للملتقى الدولي الذي عقد في الجزائر يومي 19-20/5/2012م، وحيث إن الملتقى يشتمل على محاور متعددة ، وكل محور يتضمن موضوعات مختلفة، فقد رأيت من المناسب أن أختار موضوع (ابن باديس والقضايا الإسلامية) والذي يقع ضمن المحور الرابع ليكون عنوان ورقة العمل التي تشرفت بتقديمها لهذا المؤتمر العتيد.

فلسطين أرض وقف إسـلامي

من المعلوم أن "فلسطين" تعتبر جزءاً من "بلاد الشام" التي تضم الآن كلاً من "فلسطين، والمملكة الأردنية الهاشمية، ولبنان، وسورية"، وكانت هذه البلاد تمثل وحدة جغرافية كبرى، حيث قُسِّمت هذه الوحدة تقسيما ًسياسياً إلى الدول السابقة بفعل الاستعمار بعد الحرب العالمية الأولى وتطبيق اتفاقية (سايكس – بيكو)(1).

ومن الجدير بالذكر أن أرض فلسطين وقف إسلامي لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ومما يدلل على أهميتها الدينية أنها تضم بين جنباتها المدينة المقدسة والتي تحتضن أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك، ومن المعلوم أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – لم يذهب بنفسه لاستلام مفاتيح مدينة سوى مدينة القدس، وما فتح الله عليه بالنسبة لأرضها وتقسيم ذلك على الجند ، فعندما تسلم عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- مفاتيح بيت المقدس، وكان من عادته إذا فُتحت أرض على أيدي المسلمين يُقسم أرضها على الجيش حتى تعمر وتزرع، ولكن في فلسطين رفض ذلك، فقالوا له، لِمَ ذلك؟! فقال: هل قَسَّم رسول الله مكة، قالوا: لا، فقال: وهل القدس إلا كمكة، فالقدس مكة، ومكة القدس.

فأرض فلسطين كلها ملك عام، ووقف كلها لجميع المسلمين في الأرض، فهي أرض الإسراء والمعراج، وحادثة الإسراء من المعجزات ، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية، فارتباط المسلمين بفلسطين ارتباط عقدي، وليس ارتباطاً موسمياً مؤقتاً، ولا انفعالياً عابراً، كما أنها أرض المحشر والمنشر، وقبلة المسلمين الأولى، فأرض فلسطيـن وقف لجميع المسلمين لأنها أرض خراجية (2) وتم افتتاحها بهذه المثابة، وواجب عليهم أن يستعيدوا أرضهم المفقودة، وخيراتهم التي استولى عليها أرباب الشر والمكر.

ابن باديس والقضية الفلسطينية

إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين قاطبة، فهي مسرى النبي – صلى الله عليه وسلم – ومعراجه وأولى القبلتين وثاني المسجدين وثالثُ الحرمين الشريفين، وبناء على ما سبق فقد قام المسلمون عبر تاريخهم المشرق بالمحافظة على فلسطين والدفاع عنها أمام الأعداء الحاقدين ، وكان من بين أولئك الرجال والقادة والعلماء الذين حملوا عبء القضية الفلسطينية إمامنا الراحل الشيخ عبد الحميد بن باديس مؤسس ورئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين – رحمه الله –، الذي حرص على الدفاع عن قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين أرض الإسراء والمعراج، على الرغم من الأحوال الصعبة التي كانت تمر بها الجزائر وقتئذ على أيدي المستعمر الفرنسي، حيث يقول د. فهمي توفيق محمد مقبل : (ولعل أهم القضايا العربية الإسلامية التي شغلن ابن باديس أيضا بعد قضية الجزائر، كانت قضية فليسطين، فعلى الرغم من وفاته قبل تأسيس الكيان الصهيوني الباطل بثماني سنوات، إلا أنه بثاقب لصيرته، كان على دراية بما يُبيّت لفلسطين وأهلها...

وأقصى ما كان بمقدوره أن يفعله - وقتذاك - ضدالمخططات الصهيونية المختبئة وراء قوى عظمى معادية لأمتنا، وفي أواخر أيامه - يرحمه الله – قام بإرسال برقياتالاحتجاج إلى وزارة الخارجية الفرنسية ، يكفي الإشارة هنا إلى أن أحد أسباب تأسيس جمعية العلماء المسلمينالجزائريين إلى جانب أمور أخرى تهدف إلى جمع القوى والطاقات وحشدها تحت راية واحدة لمواجهة التهديدات والأخطار المحدقة بالأمة، كان التحضير للمؤتمر الإسلامي الذي عقد في القدس برئاسة الحاج أمين الحسيني (1314-1315 هـ/1896-1975م) في شهر (رجب 1350 هـ= كانون الأول "ديسمبر"1931م )، وكان هدفه توحيد الصف الإسلامي بعد سقوط الدولة العثمانية، لا غرو ، أن ابن باديس أبدى طوال حياته استجابة فكرية وروحية غير عادية لكل ذي صلة، بقضايا عالمه العربي والإسلامي ولم تأخذه أبداً بلاده وشعبه من أمته، بل اتسع قلبه الكبير للجميع)(3).

ومن الجدير بالذكر أن اهتمام الجزائر بالقضية الفلسطينية كان منذ أيامها الأولى ، على الرغم من أن الجزائر وقتئذ كانت تحت الاحتلال الفرنسي، حيث إن الشعب الجزائري وقف سدًا منيعًا أمام هذا المستعمر المجرم يناضل ويصارع من أجل البقاء والانعتاق، ومن ذلك أن قائد النهضة الجزائرية ورائد إصلاحها الديني والاجتماعي والثقافي الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله – قد كتب في افتتاحية مجلته " الشهاب" الصادرة في شهر جمادي الثانية 1357هـ الموافق لشهر ( أوت 1938م) يقول : " رحاب القدس الشريف مثلُ رحاب مكة والمدينة ، وقد قال الله في الآية الأولى من سورة الإسراء:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}(الإسراء:1)، ليعرفنا بفضل تلك الرحاب، فكلُّ ما هو واقعٌ بها، كأنه واقعٌ برحاب المسجد الحرام ومسجد طَيْبَة"(4).

لقد فهم الشيخ ابن باديس – رحمه الله – من الآية السابقة مكانة المسجد الأقصى المبارك ، فمن المعلوم أن الله سبحانه وتعالى قد ربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الآية السابقة التي افتتحت بها سورة الإسراء، وذلك حتى لا يفصل المسلم بين هذين المسجدين، ولا يفرط في واحد منهما، فإنه إذا فرط في أحدهما أوشك أن يفرط في الآخر، فالمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع لعبادة الله في الأرض، كما ورد عن الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – قال: قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال: " المسجد الحرام، قلت ثم أي ؟ قال:المسجد الأقصى، قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون عاماً" (5).

ولقد ربط الله بين المسجدين حتى لا تهون عندنا حرمة المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله، وإذا كان قد بارك حوله، فما بالكم بالمباركة فيه ؟!!، كما وورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إَلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هذا، وَالمَسْجِدِ الأقْصَى"(6).

إن هذا الحديث يدل دلالة واضحة على الاهتمام الكبير الذي أولاه الرسول -عليه الصلاة والسلام- للمسجد الأقصى المبارك، حيث ربط قيمته وبركته مع قيمة شقيقيه المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وبركتهما.

فبالرغم مما كانت تتعرّض له الجزائر من محن وتحديات إلا إن هذا لم يقف حائلاً أما شعور الشيخ ابن باديس بواجبه تجاه قضايا أمته، ومنها قضية فلسطين وتطوّراتها، حيث كانت هذه القضية من أهم القضايا التي تطرّق إليها وتناولها بالنقاش والتحليل، يقول رحمه الله في مجلة "الشهاب": "تزاوج الاستعمار الإنكليزي الغاشم بالصهيونية الشرهة فأنتجا لقسم كبير من اليهود الطمع الأعمى الذي أنساهم كل ذلك الجميل وقذف بهم على فلسطين الآمنة والرحاب المقدسة فأحالوها جحيما لا يُطاق وجرحوا قلب الإسلام والعرب جرحاً لا يندمل"(7).

ويمضي الرئيس ابن باديس في حديثه الدقيق العميق عن فلسطين وابتلائها بشر الصهاينة، فيصدر حكمًا شرعيًا بوجوب مناصرة الأمة الإسلامية قاطبة للقضية الفلسطينية، على ما تتعرض له من نكبات مأساوية كالتي تُرزأُ بها في أيامنا هذه، قائلاًُ: "... كلُّ مسلم مسؤولٌ، أعظمَ المسؤولية – عند الله تعالى – على كل ما يجري هنالك: من أرواح تُزهق ، وصغارٍ تُيتم ونساء تُرمل، وأموال تُهلك، وديار تُخرَّبُ، وحُرماتٍ تُنتهكُ، كما لو كان ذلك كلُّه واقعًا بمكة أو المدينة، إن لم يعمل لرفع ذلك الظلم الفظيع بما استطاع!")(8).

إن هذا الموقف المشرف من الإمام عبد الحميد بن باديس الرئيس الأول لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، يدل على أن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فقط ولا قضية عربية فقط، وإنما هي قضية العرب من المحيط إلى الخليج، والمسلمين من طنجة إلى جاكرتا، والمسيحيين الوطنيين في جميع أنحاء العالم، ومن المعلوم أن فلسطين تحتل مكانةً مميزةً في نفوس العرب والمسلمين، حيث تهفو إليها نفوس المسلمين، وتشد إليها الرحال من كل أنحاء المعمورة، ففيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين ، وفيها التاريخ الإسلامي العريق الذي يزرع نفسه بقوة في كل شارع من شوارعها، وكل حجر من حجارتها المقدسة، وكل أثر من آثارها، كما وتوجد فيها أقدس مقدسات المسيحيين في العالم مثل كنيسة القيامة ، وكنيسة المهد ...إلخ.

وقد سار خلفاء الإمام ابن باديس في رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على نهج إمامهم الراحل ونذكر هنا بعض المواقف باختصار :

الإمام محمد البشير الإبراهيمي – رحمه الله: هذا الإمام العظيم الذي كان نصيراً لقضية فلسطين، وكانت خطبه ومحاضراته تشتمل دائماً على الدعوة إلى المحافظة على أرض فلسطين حيث قال رحمه الله :

أيها العرب،

أيها المسلمون!

إن فلسطين وديعةُ محمد عندنا ، وأمانةُ عمر في ذممنا ، وعهدُ الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهودُ منا – ونحنُ عصبةٌ – إنَّا إذاً لخاسرون(9).

وما موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الإمام الإبراهيمي عنا ببعيد، حيث دعت إلى نصرة القضية الفلسطينية، كما شكلت الهيئة الجزائرية لإغاثة فلسطين، وقد التقى الإمام الإبراهيمي – رحمه الله – بمفتي فلسطين الراحل الشيخ أمين الحسيني – رحمه الله – الذي شكره على دعم الجزائر علماء وقادة وشعباً لأشقائهم في فلسطين.

الشيـخ عبد الرحمن شيبــان- رحمه الله - : لقد عرفت الشيخ عبد الرحمن شيبان -طيب الله ثراه- معرفة صحيحة عندما شرفت بزيارته ولقائه في بيته العامر قبل أكثر من عامين ، فبعد أن صليت الجمعة في مسجد القدس بالعاصمة وألقيت خطبة كانت بعنوان ( القدس ... مكانة وأمانة ) ، تشرفت مع عدد من الإخوة من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعدد من الإخوة الفلسطينيين بزيارة شيخنا -رحمه الله- في منزله ، فأحسن استقبالنا رغم وعكته الصحية وقتئذ ، وأكرمنا أكرمه الله، وشعرت بأنني أمام علم من أعلام الأمة ، ورجل من رجالاتها، وقائد رباني يحمل قلباً كبيراً ، نعم لقد وجدت نفسي أمام جبل أشم رغم تقدمه في السن، محباً لفلسطين وقدسها وأقصاها ، فعرفت فيه الصدق والإخلاص والصراحة، ومضاء العزيمة، والاندفاع في سبيل العقيدة والمبدأ ، وكان له قدم صدق ويد بيضاء في خدمة القضايا الإسلامية والعربية وفي طليعتها قضية العرب والمسلمين الأولى قضية فلسطين والقدس والأقصى التي كان من أكثر المدافعين عنها . لقد كان الشيخ – رحمه الله – محباً لفلسطين وأهلها، وأكبر دليل على ذلك مقالاته المتعددة، وخطبه وبياناته العديدة ، حيث ذكر بعضها في كتابه (الجزائر وفلسطين بين قوة الحق وحق القوة ) .

كما أسهم الشيخ – رحمه الله – في دعم قافلة الجزائر المتوجهة إلى قطاع غزة المحاصر ، حيث قامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد العدوان الغاشم على قطاع غزة بإقامة مستشفى الجزائر في القطاع، مساعدة من الشعب الجزائري الشقيق لأبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة . كما زودنا الشيخ – رحمه الله – بفتوى تتضمن دعوة للأمة بضرورة وقوفها بجانب الشعب الفلسطيني من أجل تحرير فلسطين والقدس والمقدسات، وتحريم بيع الأراضي للأعداء .

كما حملتُ أمانة من سماحة الشيخ  عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين السابق – رحمه الله - ، ذلك الرجل الذي رأيت فيه عزة الجزائر وشموخها ، رأيت القدس في عينيه، وسمعت دعاءه الذي يردده دائماً بأن يحفظ الله المسجد الأقصى و المقدسات والقدس وفلسطين من كل سوء، وأن يمنَّ على شعبنا الفلسطيني بنعمة الوحدة والثبات والنصر .

الدكتور عبد الرزاق قسوم ( الرئيس الحالي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ): وسيراً على هدى سيرة رؤساء جمعية العلماء السابقين يسير فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الرزاق قسوم الرئيس الحالي للجمعية ، متوكلاً على ربه، متبعاً منهج نبينا – صلى الله عليه وسلم – ومسترشداً بسيرة الأئمة الأعلام الذين سبقوه في حمل لواء الدعوة وخدمة قضايا المسلمين، فجزى الله الجميع خير الجزاء .

ونحن هنا نترحم على علمائنا الأجلاء، وندعو بالتوفيق لعلمائنا الأحياء، فالعلماء هم كواكب الأرض والسماء، جمعنا الله وإياهم في جنات النعيم..


الهوامش :

* خطيب المسجد الأقصى المبارك

1- اتفاقية (سايكس – بيكو) سنة 1916م تفاهم سري بين بريطانيا وفرنسا لتقسيم السلطنة العثمانية.

2- والخراج : هو حق للمسلمين يوضع على الأرض التي غنمت من الكفار حرباً أو صلحاً، ويكون عنوة وخراج صلح. راجع : الأموال في دولة الخلافة لعبد القديم زلوم ص47 . نشر دار العلم للملايين، الطبعة الأولى سنة 1983م- 1403هـ.

3- عبد الحميد بن باديس رائد الإصلاح والنهضة في تاريخ الجزائر الحديث، د.فهمي توفيق محمد مقبل ص23-24.

4- جريدة البصائر – الجزائر، ع:91، بتاريخ 8/4/2002م.

5- أخرجه البخاري ومسلم

6- أخرجه البخاري ومسلم

7- أوراق متناثرة في تاريخ الصحافة الإسلامية 2/6.

8- جريدة البصائر – الجزائر، ع:91، بتاريخ 8/4/2002م.

9- البصائر: س2: ع22، 9فيفري 1948م.


آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.