تأثير الحركة الإصلاحية لمبارك الميلي بالأغواط على منطقة الجلفة
بقلم: عبد العزيز نارة-
منذ دخول الاستعمار الفرنسي لأرض الجزائر وهو يعمل على طمس كل معالم الهوية الوطنية الجزائرية، لكن الشعب الجزائري تصدى لتلك الاعتداءات والمضايقات وقد ساعده في ذلك ظهور الحركة الإصلاحية التي تبناها الشعب الجزائري في مختلف أنحاء الوطن، حيث قادها رجال مصلحين وعلماء نشروا مبادئها وسعوا من أجل تحقيق أهدافها، وقد ساهمت عدة عوامل في ظهور الحركة الإصلاحية في الأغواط أهمها نزول بعض المثقفين بالأغواط، حيث بدأت بوادر الحركة الإصلاحية بالظهور بمجرد وصول هؤلاء العلماء المصلحين والأدباء منذ بداية القرن العشرين، ولقد عرف رجالات الحركة الإصلاحية بالمنطقة بغيرتهم على مقومات هويتهم والتصدي لكل المحاولات الفرنسية التي كانت تهدف إلى بث الاختلاف بين الأواسط الاجتماعية لإحداث النزاعات.
إن هذه الحركة الإصلاحية التي تبناها الأغواطيون ودعموها كان لها أثر كبير ليس على منطقة الأغواط فحسب بل وحتى على المناطق المجاورة، ونجد أن منطقة الجلفة التي كانت أحوج لنهضة علمية وثقافية تغير من خلالها الأوضاع المتردية التي وصلت إليها قد تأثرت هي الأخرى بها وتفاعلت معها وأحدثت تغييرا إيجابيا على أبنائها، ومن هذا المنطلق نطرح الإشكالية الآتية:
كيف كان تأثير الحركة الإصلاحية لمبارك الميلي على منطقة الجلفة؟
1. نشأة الأغواط وتأسيسها:
1.1. أصل التسمية:
اختلفت الروايات في أصل تسمية الأغواط، لكن أغلب المصادر التاريخية أجمعت أن اسم مدينة الأغواط هو جمع لكلمة "غوط" التي تعني المساكن المحيطة بالبساتين أو المكان المزروع جيدا1.
2.1. الموقع:
تقع الأغواط جنوب الجزائر العاصمة وتبعد حوالي أربعمائة كيلو متر، وتمتد بساتينها ومبانيها على ضفة وادي مزي الذي يأخذ مجراه من جبال العمور غربا ويتوجه نحو الشرق حيث يحمل اسما آخر هو وادي جدي، أما موقعها الفلكي فهي تقع على دائرة عرض 48-33° شمالا وعلى خط طول حوالي 3° شرقا، كما أنها ترتفع على سطح البحر بسبعمائة وخمسين مترا (750م)2.
تتميز الأغواط ببساتينها المنتشرة في الشمال والجنوب حيث تنتج الفواكه بكثرة من بينها: التمر، التين والعنب، والسفرجل، والرمان، والأجاص3، شيدت منازل الأغواط من الطوب المستخرج من الطين الذي يلاءم البيئة والأوضاع المناخية ويقطع مدينة الأغواط وادي الخير المتفرع عن وادي امزي والذي يعمل على سقي الأجنة والبساتين فضلا على تخصيب تربتها.
تشتهر الأغواط بمجموعة من القصور أهمها: "مدينة الأغواط، العسافية، قصر الحيران، الحويطة تاجموت، عين ماضي"، أما أعراشها فتتمثل في قبيلة الأرباع الكبرى المؤلفة من الأجزاء الأربعة وهي: "المعامرة، الحجاج، أولاد صالح، أولاد زيد" وتنتشر هذه القبيلة بين الجلفة في الشمال وبسكرة في الشرق وغرداية في الجنوب وآفلو في الغرب، كذلك عرش أولاد سيدي عطاء الله وقبيلة الحرازلية المشهورين بالأغواط، بالإضافة إلى قبائل أخرى وفدت إلى المنطقة عبر الحقب الزمنية كقبيلة بني هلال وأولاد زيان.
3.1. التأسيس:
يعود تأسيس الأغواط إلى حقب تاريخية قديمة4، ويمكن ترجيح تأسيس مدينة الأغواط إلى السنوات الأولى من قدوم بني هلال سنة 1045م إلى المنطقة5، ولكن معالمها اتضحت أكثر بداية من القرن الثامن عشر الميلادي، فكانت تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي على الضفة الغربية لوادي امزي وكانت مقسمة إلى قسمين:
- المدينة الشرقية: يسكنها"أولاد الأحلاف" المتكونين من الخرارقة الذين كان أصلهم من فرجيوة من مقاطعة قسنطينة، وأولاد سالم القادمين من قورارة، وأولاد بوزيان الذين ينتمون إلى فرع الحجاج.
- المدينة الغربية: فيستقر بها "أولاد سرغين" والمتكونين بدورهم من جماني والبدارة المنحدرين من الأغواط الكسال، وأولاد سكحال الذين انحدروا من أولاد زيد من الزاب ببسكرة، وفليجا الذين جاءوا من الجنوب التونسي، وكان لكل حي مسجده وإدارته المدنية المتميزة وسوقه الخاص.
بسبب هذا التباين في التكوين الاجتماعي كان "أولاد الأحلاف" و"أولاد سرغين" يدخلون من حين لآخر في عراك حاد بسبب التنافس على مناطق الكلأ والماء، ولم يهدأ هذا الصراع إلا بقدوم الشيخ الحاج عيسى الذي استطاع أن يقر بينهما الصلح وتعايشا الطرفين بعد ذلك واتحدا في مواجهة الاعتداءات الخارجية6.
2. عوامل ظهور الإصلاح في الأغواط:
لقد ساهمت عدة عوامل في ظهور الحركة الإصلاحية في الأغواط، أهمها نزول بعض المثقفين بالأغواط، مثل الشيخ عمر بن قدور الذي نفي إلى الأغواط سنة 1914م مع بداية الحرب العالمية الأولى وبقي فيها إلى غاية 1920م تاريخ عودته إلى مدينة الجزائر، وكان من أدباء الجزائر المصلحين الذين تركوا أثرا بليغا في الحركة الإصلاحية بالمنطقة، حيث استغل هذه الفرصة للدعوة والإصلاح والنهضة العلمية، كما نجد من بين العلماء الذين أقاموا في مدينة الأغواط عدة سنين الشيخ محمد العاصمي الذي أتى إليها أثناء الحرب العالمية الأولى وكان يلقي دروسا في اللغة العربية في منزله الخاص سنة 1915م، وقد أبدى تفان وإخلاص في أداء مهمته التربوية مما جعله يحظى بمودة تلامذته فأحبوه وتعلقوا به، كما قدم إلى مدينة الأغواط عدة شخصيات أخرى مثل السيد دحمان بن الساسي الذي وصل سنة 1919م، والسيد أيوب بن الحاج سعيد البليدي الذي حل بالمدينة منذ 1909م، كما كان للشاعر الصحفي الأمين العمودي زيارة للأغواط في الثلاثينات واتصل مجموعة من أبنائها.
بدأت بوادر الحركة الإصلاحية بالظهور بمجرد وصول هؤلاء العلماء المصلحين والأدباء منذ بداية القرن العشرين، فقد تكللت أعمالهم المبذولة مع السكان في إنشاء جمعية خيرية سنة 1920م، والهدف منها الوقوف إلى جانب الفقراء والمعوزين ومساعدتهم، وقد كان رئيس هذه الجمعية الخيرية هو السيد حسين بن هدروق ميموني وكاتبها السيد الحسين بن الحاج عيسى دهينة، وأمين مالها السيد محمود بن عبد الله وأعضاؤها البارزين السادة: أحمد بن محمد بن عبد الرحمان، ودهينة بن الحاج عيسى ودحمان بن الساسي وغيرهم.
لقد عرف رجالات الحركة الإصلاحية بالمنطقة بغيرتهم على مقومات هويتهم والتصدي لكل المحاولات الفرنسية التي كانت تهدف إلى بث الاختلاف بين الأواسط الاجتماعية لإحداث نزاعات، ولكن أبناء المنطقة قاوموا كل ما تريد فرنسا أن تفعله ضد السكان، فعملوا على توحيد المجتمع والتغاضي على كل المشاكل الداخلية التي كان الاستعمار يذكيها، وبفضل هذه الجهود المبذولة تم إرساء اللبنات الأولى لمدرسة عربية أصيلة عصرية7.
3. الشيخ مبارك الميلي بالأغواط:
لقد وجه الشيخ عبد الحميد بن باديس الشيخ مبارك الميلي إلى الأغواط إدراكا منه لعلمه، ولأن هذا البلد أحوج ما يكون للنهوض به، فاستجاب مبارك الميلي لدعوة أستاذه وأهل المنطقة وتوجه إلى الأغواط خلال سنة 1926م ورحب به الأغواطيون شبابا وكهولا وشيوخا، فأكرموه وأحبهم وأحبوه، ولما استقام له الأمر دعا إلى تأسيس جمعية تشرف على مدرسة لتعليم البنين والبنات وقد مهد لهذا العمل بالحث على البذل والتعاون على الخير بواسطة الدروس والمحاضرات وخطب الجمعية بمسجد الأغواط العتيق الذي أصبح مدرسة للكبار، والتي انهالت عليها جميع فئات الأمة الأغواطية، فكانت هذه المدرسة تتصدى لكل ما هو باطل بالحق والجهل بنشر العلم، والجمود بالإصلاح، وكان الأستاذ مبارك الميلي بمثابة موجه ومرشد ويسدد الخطى، وقد نتج عن هذا المجهود الكبير تأسيس مدرسة للصغار أطلق عليها اسم "مدرسة الشبيبة"8 التي أشرف فيها على تدريس الطلبة، وقد كانت سمعة مدرسة الشبيبة في شخص مبارك الميلي موضع تقدير في المدرسة الثعالبية بالجزائر العاصمة، وذلك لما تميز به تلامذته من تفوق أثناء مواصلتهم لدراستهم العليا بها الأمر الذي جعل الشيخ ابن زكري مسؤول القسم العربي يقوم بزيارة للشيخ مبارك الميلي في أحد فنادق العاصمة معبرا له عن ذلك التقدير، وتمكن الشيخ مبارك الميلي بأسلوبه ومقدرته على التصوير أن يحبب اللغة العربية لتلامذته فأصبحوا يسارعون إلى دروسها، ويترددون على حصصها إذا خرجوا من المدرسة الفرنسية.
لقي الشيخ مبارك في أبناء الأغواط الإقبال الكبير، والتف حوله مجموعة من الشباب الذين تزودوا منه بالعلم الصحيح والتفكير الحر، وقد عمل بمدرسة الشبيبة بالأغواط مدة سبع سنوات9، فتخرج على يده طلبة العلم وحملته، منهم:
- أبو بكر الأغواطي.
- الأستاذ أحمد قصيبة.
- الإمام أحمد شطة.
- الشيخ عمر النصيري.
ويقول الأستاذ أحمد بن ذياب رحمه الله: "ولقينا -ونحن تلامذة- بتونس أبناء الشيخ مبارك من خريجي مدرسة الأغواط، فكنا نشيم في مخيلاتهم آيات جلال مربيهم ونلمح في قرائحهم آثار المقتدر الذي نور عقولهم، وصفى أذهانهم، فكنا نعجب بهم ونتمنى لو أتيح لنا أن نروي من الفيض الذي منه نهلوا"10.
بعد أن إستقر الشيخ مبارك الميلي في مدينة الأغواط إنكب على المطالعة والبحث والتدريس والتعليم وتأسيس المشاريع الخيرية والدعوة إلى الإصلاح الديني والإجتماعي11، وظهر ذلك من خلال تأسيسه للجمعية الخيرية وإلقاء دروس في الفقه والسيرة والأخلاق بالمسجد، كما كان يخرج متجولا في أنحاء الوطن لبث مبادئ الإصلاح الديني والإجتماعي، ونشر التعليم بين مختلف الأوساط، كل ذلك عن طريق الإرشاد والتوجيه إلى العمل على هدى الكتاب والسنة، ومحاربة البدعة في الدين والعقيدة، والإبتعاد كل البعد عن الجهل والكسل والخمول12.
1.3. نشاط الشيخ مبارك الميلي في الأغواط:
إن الهجرات المتتالية للميلي إلى دور العلم مكنته من التزود بالعلوم الشرعية والعربية والتخلق بكثير من الأخلاق الفاضلة، حيث التحق بالتدريس بالمدرسة العصرية في الأغواط برفقة زميله الزاهري الذي سرعان ما غادر المدرسة.
بدأ الميلي مهمته التعليمية التي لم تكن صعبة، لأن العقول كانت مهيأة لإستقبال هذا العالم، داوم على تلقين العلوم التي سبق ودرسها الزاهري لتلاميذ المدرسة وأضاف عليها مادة التاريخ.
ونظرا للنمط الجديد الذي أدخله الميلي على المدرسة والذي أعجب به أبناء المنطقة، عمل الأولياء والصالحون منها على تكريمه ومساعدته في أداء عمله، وبذلك توطدت العلاقة بينه وبين الأهالي والتلاميذ، وكان الشيخ الميلي لا يمل من الدعوة إلى الخير، فبالإضافة إلى ما يقوم به في المدرسة نهارا، تجده يكثر من الدروس الليلية خمس ليال في الأسبوع، بمسجد الأحلاف أو الخليفة أولا، ثم انتقل إلى المسجد العتيق يعظ العامة ويرشدهم ويلقي دروسا في الفقه والتفسير والسيرة والحديث والأخلاق، وزاد الإقبال على حلقاته التي كان يركز فيها على دروس التفسير لأن لها تأثير كبير عليهم، لا سيما تفسير السور المكية والمسائل الإعتقادية، فكانت رسالة الشرك ومظاهره فيما بعد مستخلص أبحاثه فيها13.
2.3. النظام التعليمي في مدرسة الشيخ مبارك الميلي:
ينقسم تلاميذ المدرسة إلى صنفين:
- تلاميذ لا يدرسون إلا في هذه المدرسة أي لا يذهبون إلى المدارس الفرنسية14 ويرجع ذلك إلى أن الاحتلال الفرنسي منذ دخوله إلى الأغواط أنشأ فيها ثلاثة مدارس ابتدائية فهذا الصنف من التلاميذ حرموا من الالتحاق بهذه المدارس، أو أن أوليائهم كانوا يخافون عليهم أن التأثر بالمدراس الفرنسية، ولكن بعد أن فتحت المدرسة العصرية العربية بالمدينة تسارعوا إلى ضم أبنائهم إلى صفوفها، وكان هؤلاء التلاميذ يلازمون شيخهم صباحا ومساء.
- أما الفئة الثانية من التلاميذ فهي التي تحصلت على ثقافة فرنسية في المدارس الفرنسية وقد تمكنت من الاستفادة منها ماديا واجتماعيا وشغلت فيما بعد وظائف إدارية في الجنوب، وكان لهم الفضل في تحقيق المنفعة للبلاد، وهذه الفئة من التلاميذ لم تتنكر لثقافتها العربية بل كانوا يترددون على المدرسة في المساء بعد الخروج من المدارس الفرنسية وفي أوقات العطل.
لقد كان الشيخ مبارك الميلي يلتقي بكل هؤلاء التلاميذ على اختلاف ظروفهم وأعمارهم، ويقوم بعمله التربوي والتعليمي رغم نقص الوسائل والمضايقات التي كان يتعرض لها أثناء الحملات التفتيشية التي تقوم بها السلطات الاستعمارية دون سابق إنذار، لكن ذلك لم يثن من إرادته بل كان يقبل على عمله بكل ارتياح.
كانت طريقة الشيخ الميلي تعتمد على التلقين، وهي طريقة قديمة، لكن التغير الذي أدخله هو جعل التلاميذ ينقدون ما يتلقنونه من معارف وعدم تقبلها مباشرة دون الوقوف عليها ومناقشتها، كما كان منهجه ينطلق من قواعد المنهج السلفي التي تتلخص في تقديم الشرع على العقل، وإتباع السلف الصالح في الفهم والتفسير، ورفض التأويل الكلامي والاستدلال بالآيات القرآنية، وقد كان بين الحين والآخر يذكر تلامذته بتاريخهم الإسلامي العربي، وكان يركز أثناء إلقائه للدروس على استخدام الأساليب العربية البليغة والفصيحة سواء في المدرسة أو في المسجد بل وحتى في جلساته العادية، وكان يهدف إلى محاربة العامية.
ولتقوية حب الوطن لدى التلاميذ كان يلقنهم بعض الأناشيد ويستظهرها معهم في فترات معينة، ولأنه مربي قبل أن يكون مدرسا فإنه كان يراقب سلوك التلاميذ داخل الحرم المدرسي وخارجه، وإذا رأى أي اعوجاج إلا وسارع لإصلاحه لكونه محبا لفعل الخير15.
4. التعريف بمنطقة الجلفة:
1.4. أصل التسمية:
تختلف الروايات في أصل تسمية هذه المنطقة بـ "الجلفة"، ومن بينها نذكر:
- الأولى: قبل إنشاء المدينة كان سكان المناطق المجاورة ينظمون سوقا أسبوعية يقصدونها من كل الجهات والأماكن البعيدة، وترعى مواشيهم في هذه المنطقة المسقية بفيضانات الأودية حيث التربة الخصبة، وبعد جفافها تشكل قشرة (جلاف) ومنها جاء تسمية الجلفة16.
- الثانية: تنتسب إلى قسوة الطبيعة وجفاف مناخ المنطقة ومنه أطلق عليها تسمية الجلفة التي تعني بالعربية القسوة والشدة17.
2.4. التاريخ والنشأة:
الجلفة هي مدينة جزائرية تأسست في الحقبة الاستعمارية وذلك بعد احتلالها في بداية خمسينيات القرن التاسع عشر ميلادي18، وقد تم تأسيس دائرة الجلفة وفقا للقرار الحكومي في 20 فيفري 1861م وتضم عشرين قبيلة وعدد سكانها حسب إحصاء عام 1901م هو 55224 نسمة19.
3.4. الموقع الجغرافي
تكمن أهمية موقع الجلفة الإستراتيجي في أنه يعتبر همزة وصل بين شمال البلاد وجنوبها، ومركز عبور بين شرق البلاد وغربها، وجمعت تضاريسها بين جمال الصحراء واخضرار سهول الشمال، وبين نسمات المرتفعات المنعشة وهواء الغرب العليل20.
إن الدائرة القديمة للجلفة تبدأ من قلتة السطل المحاذية لجنوب الهضاب العليا وتحتوي جزءا من الأطلس الصحراوي ممتد من الجنوب بحزام من صفيحة صحراوية بين الأغواط وغرداية غربا، وأولاد جلال وتقرت شرقا21.
5. تأثر منطقة الجلفة بالحركة الإصلاحية لمبارك الميلي بالأغواط:
لقد كان هناك العديد من المناطق الجزائرية التي شهدت الحركة الإصلاحية وتفاعلت معها وساندتها، من بينها منطقة الجلفة هذه المنطقة التي كانت تعيش في وضع متدهور على غرار باقي المناطق الجزائرية بسبب الاحتلال والفقر والجهل، وقد دل على ذلك المقال الذي كتبه محمد بن العابد الجلالي في جريدة المنتقد حيث وصفها بقوله: "أن الحكم فيها عسكري وأن أهلها مشغولون بتربية الإبل والغنم وأنها المصدر الوحيد لثروتهم غير أنهم محرومون من التعليم"22.
ورغم هذه الأوضاع إلا أن منطقة الجلفة بقيت محافظة على مقومات شخصيتها من كل المفاسد والبدع والخرافات، ويرجع ذلك الحفاظ إلى سببين:
- الأول: هو التحلي بشيم وأخلاق منبعها من عمق الدين الإسلامي، والتي توارثوها جيلا عن جيل مثل: الكرم والرجولة والحياء والعفة.
- الثاني: هو الدور الكبير الذي كانت تقوم به الزوايا والكتاتيب في تعليم اللغة العربية والقرآن الكريم والفقه والثقافة الإسلامية عموما، إلا أن الملاحظ على المنطقة أنها لم تلق تعليما تجديديا عصريا يواكب التطورات ويهتم بجميع جوانب الحياة سواء الدينية أو الاجتماعية أو العلمية وغيرها وهو المشروع الذي حملته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على عاتقها منذ تأسيسها في 05 ماي 1931 حيث جعلت دعائم مشروعها الإصلاحي يعتمد على ثلاث ركائز: العلوم الدينية من تفسير وحديث وفقه وأخلاق والعلوم اللسانية من قواعد ولغة وأدب والعلوم الخادمة للدين والحساب وغيرها.
لم تكن منطقة الجلفة على معزل الاهتمام من طرف رجال وعلماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منهم الإمام عبد الحميد بن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي حيث أدركا بأن لبنة مجتمع هذه المنطقة صالحة لنشر وترسيخ القيم الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين، وقد كان وصول الأفكار الإصلاحية لجمعية العلماء إلى المنطقة عن طريق عدة عوامل من أبرزها زيارات الشيخ مبارك الميلي إلى منطقة الجلفة23، حيث لم ينحصر عمل الشيخ مبارك الميلي في الأغواط وحدها فكثيرا ما كان يتردد على بوسعادة آفلو الجلفة، ويلتقي بالناس فيها ويلقي عليهم محاضراته ودروسه فانتشرت الحركة الإصلاحية وقامت النهضة العلمية، فأقبل الشعب لتلقي العلم والإسلام الصحيح من العلماء والمصلحين، وتقلصت الطرقية وقضوا على الشعوذة والخرافات التي كانت قد انتشرت في تلك المناطق وتكونت ثلة من الشباب الطموح من تلاميذ الأستاذ مبارك الميلي، نجد أن الشيخ مبارك الميلي قد وقف بنفسه على الواقع الديني والثقافي بمنطقة الجلفة ودعا فيها إلى ضرورة إصلاح المجتمع وتوعيته وإخراجه من تلك المظاهر التي لا تمت للإسلام بشيء وركز على أشكال البدع والإشراك وقد وصف كل ذلك في رسالته الجامعية "الشرك ومظاهره" وقد نشرت أغلب فصول الرسالة على صفحات جريدة البصائر، وقد كان له مراسلات مع علماء المنطقة ومن أبرزها تلك التي كانت مع الشيخ الإمام سي عطية مسعودي عليه رحمة الله24.
كما نجد أن منطقة الجلفة كانت تزخر بعلماء ومصلحين بفضل مجهوداتهم التي قاموا بها انتشرت الحركة الإصلاحية في أواسط المجتمع، وكانت تربطهم علاقات واتصالات بعلماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ونجد من بين هؤلاء المصلحين:
- الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي:
هو الشيخ عبد القادر بن إبراهيم بن الشيخ، ولد سنة 1888م بمسعد-الجلفة25، ويعود نسبه إلى عرش أولاد سعد بن سالم أحد البطون النائلية التي تقطن في جنوب الجلفة.
ترعرع الإمام الفقيه اللغوي الأديب في أسرة امتازت بالتواضع والتدين والتقوى والصلاح، فكان وافر الحظ حين كبر على ما جاء به الدين الإسلامي من قيم ومبادئ وأصول، وقد كان والده إبراهيم بن الشيخ أحد أعيان عرش أولاد يحي بن سالم، والذي ساعده للالتحاق بالكتاتيب أين أتم حفظ القرآن الكريم في عمر سبع سنوات، كما أن والدته كان لها الفضل في خدمته منذ صغره وحتى في كبره.
وفي سنة 1909م انتقل الشيخ عبد القادر بن إبراهيم لمدينة تقرت ليتزود بالعلوم الشرعية على يد شيخه الطاهر بن العبيدي26 الذي لاحظ فيه نبوغا في الحفظ وذكاء وسرعة بديهة، كما أن عبد القادر بن إبراهيم أبدى جدية وحزما في تعلمه فنجح وتفوق واستطاع أن يتلقن الكثير من الفنون عن شيخه، وبعد فترة دامت ستة أشهر من الاجتهاد والمثابرة في تحصيل العلم أجازه شيخه الطاهر العبيدي الذي أعجب به كثيرا حتى إنه زكاه وأشاد به نثرا ونظما.
انتظم الشيخ عبد القادر بن إبراهيم بأمر من والده في سلك طلبة المدرسة الحكومية حيث أتقن نطق اللغة الفرنسية وكتابتها وتعلم ذلك عند أستاذه حساني محمد27.
عند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تم عقد اجتماع في 05 ماي 1931م بنادي الترقي بالعاصمة، وكان الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي من بين المشاركين فيه، حيث حضر معظم الندوات والاجتماعات الرسمية التي أقامتها الجمعية وقد كان من بينها حضوره الجمعية العامة لجمعية العلماء المنعقد بالعاصمة من 01 إلى 03 نوفمبر 1934م لتلقيه دعوة من رئيسها في 17 أكتوبر 1934م، وقد كانت له مشاركة في الاجتماع الخاص باختيار المجلس الإداري العام لجمعية العلماء الجزائريين سنة 1946م28.
بالإضافة لمشاركة الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي في الاجتماعات كانت له مساهمة من خلال الكتابة في صحف جمعية العلماء المسلمين الشهاب والبصائر حيث كانت دروسه وفتاواه ومحاضراته تعتلي صفحات الجرائد نظرا لأهميتها الكبيرة كما كانت له كتابات في جريدة الأهرام فيما يخص الجوانب المتعلقة بالقضايا العربية والإسلامية29.
استمر الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي في التدريس ونشر العلم بين مريديه والكتابة والتأليف وفي ميدان الصحافة وفي مجال الإبداع الأدبي، وبقي متصديا للمفاسد التي تلحق بالمجتمع رغم ما عاناه من ظلم كبير30 وتقدم في العمر، وقد أدى المرض الذي أصيب به مدة قصيرة إلى وفاته مساء يوم الخميس 30 أوت 1956م ودفن في مقبرة مسعد31.
- الشيخ محمد الرايس:
هو الشيخ محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن الرايس المعروف بمحمد الرايس، ولد في 02 سبتمبر 1912م بقرية دمد بمدينة مسعد جنوبي ولاية الجلفة32.
لقد تربى الشيخ محمد الرايس في أسرة فقيرة وفي قرية صغيرة نائية وهذه الظروف الصعبة لم تمنعه من التعلم، حيث دخل كتاتيب القرية ومدارسها القرآنية وأتم حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة33، كما تزود بمبادئ العلوم الشرعية والعربية الأولى وأصبح مساعدا لخاله الشيخ عمر بن بلقاسم في تعليم أطفال القرية، وقد جعل نصب عينيه وغايته النبيلة في حياته تحقيق العمل الإرشادي والإصلاح الاجتماعي والنضال الوطني فاجتهد في التزود بالعلم وراح يأخذه من منابعه الأصلية، ثم انتقل إلى مدينة مسعد ليدرس على يد الشيخ العلامة عبد القادر بن إبراهيم المسعدي الذي أخذ عنه مبادئ اللغة والنحو والفقه، وكان لشيخه فضل كبير في توجيهه وإرشاده34.
عند تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931م بدأ الشيخ الرايس محمد بمعارضتها في البداية لكن اتضحت له حقيقة الأمر فرحب بالدعوة الإصلاحية وقال: "لقد اخترت سبيل الإصلاح على بينة وقناعة ولست كالذين اندفعوا إلى الإصلاح ثم تنكروا له"35.
قضى الشيخ محمد الرايس فترة من عمره جاد بها فكريا واجتماعيا في سبيل الوطن وكرس وقته وبذل جهده في الوعظ والإرشاد والإصلاح، حتى وافته المنية بالمدية في 28 جانفي 1968م جراء مرض مزمن عانى منه طويلا بسبب ما لقيه من تعذيب وسجن من الاستعمار الفرنسي، لينقل جثمانه إلى مسقط رأسه دمد-مسعد أين دفن هناك36.
- الشيخ الأخضر بن الغويني المسعدي "الأبقع":
هو الشيخ الأبقع الخضر بن الغويني من مواليد 1910م بعرش أولاد الرقاد الغرابة بعين الإبل الجلفة، كان أهله رحلا، حفظ نصف القرآن الكريم على والده ولما بلغ العاشرة من عمره توفي والده، أرسله أخواله إلى زاوية الشيخ أبو الأرباح بالقنطرة "عين الشهداء-الجلفة" حيث أتم حفظ القرآن ثم رجع إلى أهله ليباشر تعليم الصبيان، ثم انتقل إلى الزاوية المختارية بأولاد جلال حيث درس على علمائها والتقى بالشيخ النعيم النعيمي سنة 1930م، حيث حفظ متون اللغة كألفية ابن مالك ومتن ابن عاشر والأجرومية وشرحهما وقطر الندى، ثم انتقل إلى القرارة "غرداية"، لينخرط فيما بعد في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين37.
درّس في مدارس جمعية العلماء فقد عين بمدرسة الإخلاص بالجلفة سنة 1949-1950م38، وقد أكدت على هذا الخبر جريدة البصائر عندما نشرت في العدد 85 مقالا بعنوان "لا عال من اقتصد"، بحيث كتب في آخر هذا المقال الأخضر بن الغويني المسعدي المعلم بمدرسة الجلفة39، كما تولى التدريس في مدرسة سبدو سنة 1950م-1951م40.
انخرط الشيخ الأبقع الأخضر في حزب نجم شمال إفريقيا ثم حزب الشعب بحيث تنقل خلال مسيرته النضالية إلى ولايات كثيرة يحمل مبادئ الثورة، داعيا بفكره وعمله النضالي والسياسي إلى الصحوة والوعي القومي ونبذ الجهل ومحاربة البدع بدءا من الجزائر إلى أن وصل الجلفة41.
توفي الشيخ لخضر لبقع في 18 سبتمبر 1984م عن عمر ناهز 74 عاما، ودفن بمقبرة السوق بمسعد-الجلفة42.
6. الخاتمة:
من خلال ما سبق نستنتج بأن الحركة الإصلاحية امتدت جذورها إلى مختلف المناطق الجزائرية من بينها منطقة الأغواط والتي كان لها تأثير فعال على المناطق المجاورة من بينها منطقة الجلفة، هذه الأخيرة كانت تزخر بعلماء ومشايخ كانت لهم الغيرة على الدين واللغة والوطن، فقد أدى هؤلاء دورا كبيرا وهاما في نشر العلم والوعي وإصلاح المجتمع من كل المفاسد، والتصدي للاستعمار الفرنسي.
وبالإضافة إلى الرحلات العلمية التي كان يقوم بها علماء منطقة الجلفة كان لمجيء الشيخ مبارك الميلي إلى الأغواط دور إيجابي وفعال في انتشار الفكر الإصلاحي ليس في الأغواط فحسب بل حتى في المناطق المجاورة لها والتي من بينها منطقة الجلفة، حيث حظيت بزيارة الشيخ مبارك الميلي الذي التقى بأهلها وألقى عليهم محاضراته ودروسه ودعاهم إلى النهضة العلمية والتخلص من كل المفاسد التي لحقت به.
الهوامش:
1- محمود علالي، الحركة الإصلاحية في الأغواط 1916/1958م، د د، د م، 2008م، ص26.
2- مداني لبتر، الأغواط صفحات من الحضارة والتاريخ، ط 1، دار هومة، د م، 2006م، ص13.
3- أبو القاسم سعد الله، "رحلات جزائرية رحلة الأغواطي الحاج ابن الدين" مجموع رحلات، ط خ، المعرفة الدولية الجزائر، 2011م، ص87.
4- محمود علالي، المرجع السابق، ص ص27-29.
5- الطيب بن لخضر قرشي الغريبي، زهرة الخمائل في نسب أولاد سيدي نائل ومن جاورهم من الأشراف والقبائل، ط م وم، دار الخلدونية، الجزائر، 2018م، ص363.
6- محمود علالي، مرجع سابق، ص ص32-33.
7- محمود علالي، الشيخ أحمد شطة سيرة ومسيرة، اليوم الدراسي الأول حول مشائخ الإصلاح في الأغواط "الأحمدان وأبو بكر" سيرة رجال ومسيرة أبطال، مركز البحث في الحضارة والعلوم الإسلامية-الأغواط-، يوم: 19 شعبان 1439ه/ 05 ماي 2018م.
8- محمد الحسن فضلاء، المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر، ج 1، غرناطة، الجزائر، 2014م، ص469.
9- سليم مزهود، مفهوم الخطاب الإصلاحي عند الشيخ مبارك الميلي، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجستير "شعبة اللغويات"، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة منتوري-قسنطينة، إشراف الأستاذ: عبد الله حمادي، 2005/2006م ص ص97-98.
10- مبارك بن محمد الميلي، رسالة الشرك ومظاهره، تح: أبي عبد الرحمان محمود، ط 1، دار الراية، السعودية 2001م، ص16.
11- محمود علالي، الحركة الإصلاحية في الأغواط 1916/1958م، مرجع سابق، ص103.
12- سليم مزهود، مرجع سابق، ص98.
13- محمود علالي، الحركة الإصلاحية في الأغواط 1916/1958م، مرجع سابق، ص ص104-105.
14- محمد الحسن فضلاء، مرجع سابق، ص469.
15- محمود علالي، الحركة الإصلاحية في الأغواط 1916/1958م، مرجع سابق، ص ص112-113.
16- محمد بلقاسم الشايب، الجلفة تاريخ ومعاصرة، مر: أحمد السبع، د ط، دار أسامة، الجزائر، 2007م، ص13.
17- سالم جرد، دور المنطقة الثانية من الولاية السادسة التاريخية في الثورة التحريرية الكبرى 1956-1962م مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في التاريخ المعاصر، قسم التاريخ، جامعة الجزائر، إشراف الأستاذ: بن يوسف تلمساني، 2008/2009م، ص21.
18- عبد الله مقلاتي، الجلفة في مذكرات الرحالة هاينريش فون مالتسان، مجلة أنسنة للبحوث والدراسات، ع: 12 جامعة زيان عاشور-قسم العلوم الإنسانية،2014م، ص34.
19- محمد القن، جوانب من الوضع العام بالجلفة من خلال وثيقة أرشيفية عام 1903م، مجلة أنسنة للبحوث والدراسات ع: 12، جامعة زيان عاشور-قسم العلوم الإنسانية، 2014 م، ص51.
20- محمد بلقاسم الشايب، مرجع سابق، ص14.
21- François de villaret, siècles de steppe jalons pour l’histoire de Djelfa, troisième partie: récits populaires, C.D.S.G (Algérie), 1995, p iii.
22- المنتقد، س 1، ع 16، الخميس 26 ربيع الأول 1344ه/ 15 أكتوبر 1925م، تحت عنوان: رسائل عن الوطن "وقفة بالجلفة"، بقلم: محمد بن العابد الجلالي، ص67.
23- مصطفى داودي، نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بمنطقة الجلفة، الملتقى الوطني الأول الجلفة تاريخ ومآثر، المركز الثقافي الإسلامي الجلفة، 2007م، ص ص93.
24- صليحة رقيق، مدرسة الإخلاص "إحدى مدراس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالجلفة" دورها الإصلاحي والتربوي (1938م-1962م)، ط 1، دار الضحى، الجلفة-الجزائر، 2016م، ص ص33-34.
25- لحسن بن علجية، الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي "حياته وآثاره"، د ط، دار الهدى، الجزائر 2015م ص15
26- حفناوي بن عامر غول، أو من يتذكر العلامة عبد القادر بن إبراهيم النائلي 1888-1956م الجلفة إنفو،https://www.djelfa.info، يوم السبت 25/11/2017، ص3.
27- لحسن بن علجية، مرجع سابق، ص ص15-18.
28- حفناوي بن عامر غول، أو من يتذكر العلامة عبد القادر بن إبراهيم النائلي 1888-1956م، مرجع سابق ص6.
29- التلفزيون الجزائري، علماء الجزائر "الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي ، الجزء2 https://www.youtube.com/watch?v=0pZLBz265yw، يوم: 06/12/2017م، الساعة: 21:15.
30- صالحه بن عبد الله، أشعار عبد القادر بن إبراهيم المسعدي النائلي-تحقيق ودراسة-، مذكرة مقدمة لنيل درجة الماجستير في اللغة العربية، تخصص: تحقيق المخطوطات ونشرها، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة الحاج لخضر-باتنة، إشراف: معمر حجيج، 2014/2015م، ص124.
31- التلفزيون الجزائري، الجزء2، مرجع سابق.
32- محمد شكيب الرايس، أعلام منسية "الشيخ محمد الرايس"، غير منشورة، المركز الثقافي الإسلامي بالجلفة، 2010م، ص2.
33- علي نعاس، تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد، د ط، مطبعة رويغي، الجزائر، 2016م، ص551.
34- صليحة رقيق، مرجع سابق، ص ص54-55.
35- شكيب الرايس، المرجع السابق، ص ص2-3.
36- لمباركي بلحاج، البداية في أعلام وأقلام جنوب الولاية، (غير منشور)، ص57.
37- علي نعاس، المرجع السابق، ص544.
38- البصائر، س 3، ع 93، الاثنين 9 محرم 1369ه/ 31 أكتوبر 1949م، تحت عنوان: قائمة توزيع المعلمين لسنة 1949م-1950م، ص35.
39- البصائر، س2، ع 85، الاثنين 8 رمضان 1368ه/ 4 جويلية 1949م، تحت عنوان: لا عال من اقتصد بقلم: الأخضر بن الغويني المسعدي المعلم بمدرسة الجلفة، ص317.
40- البصائر، ع 135، س 2، مج 3، الاثنين 8 ربيع الأول 1370ه/ 18 ديسمبر 1950م، تحت عنوان: قائمة توزيع المعلمين للسنة الدراسية 1950-1951م، ص368.
41- صليحة رقيق، مرجع سابق، ص135.
42- علي نعاس، المرجع السابق، ص545.