من أعلام ذاكرة وادي ريغ الشيخ علي خليل من أعلام وأئمة ومفتي الديار لمدينة المغير
بقلم: محمد لعروسي حامدي-
هو علي بن الشيخ محمد بن خليل القاضي من مواليد 1885م بكوينين (الوادي) نشأ في كنف أسرة متديـنة ـحـفظ كـتاب الله فـي سـن مبـكرة ثـم تعلـم مـبادىء اللغـة العربـية و لما بـدت عليـه عـلامـات النبـوغ أرسل إلـى جـامـع الزيتونـة سنة 1912م /1913م إلــى أن أحـرز عـلــى شهـادة التحصـيل ( التطويع ) سنـة 1923م.
ـ مجيئه إلى المغير :
فنتيجة لما آلت إليه الأمور بالمغير من تهاو وسقوط في مستنقع الشركيات والبدع والخرفات...
فما كان على القائمين علـى شؤون البلدة مـن مصلحين ووجهاء إلى السعي لإيجاد مخرج و انقاذ مجتمع استأسدت فيه الشرور حيث كانت الاتصالات جارية في كل الاتجاهات قصد إيفاد شيخ علم يأخذ بأيدي الناس وينتشلهم من الضياع.
فاستشار اهل الخير في البلدة الشـيخ عبد الـعزيز الشـريف الهاشمي والذي كـان على اضطلاع كبير بحـالها فـرأى ضـرورة الإصلاح فجاء بالشيخ علي خليل (سنة 1925م) فاستقبل أهل البلدة الشيخ بالترحيب وكبادرة أولى و تـقديرا للعلم و تـرغيبا للعمـل والاسـتقرار فقـد تم بناء مسكن يليق بمقام شيخ علم بالقرب من المسجد العتيق هبة مـن عائلة الحـاج عيسى زغيـدي و اســتقر بشكل دائـم بـداية مــن سنة 1927م.
ـ جهود الشيخ :
حل الشيخ بالبلدة وهو مدرك لما هو آت من أجله إذ كان عليه إصـلاح مجتمع أتـت عليه الخـطوب من كـل جانب فقد جار عليه جائر و أضله جاهل و أعجـزه عوز فلـم يكن الأمر هينا بـادىء الأمـر فقـد لقــي صـدودا وسمـع شطـطا إلا أن وقـوف دعـاة الإصـلاح و كـبار الـبلدة كان لـه فـيه سـند وشـد أزر فمـا كانـت هـذه المعوقـات لتثنيه عـن عزمـه بـل زاده الإيمـان صبرا وهمـة محتسبا ذلك عند الله جهادا.
فبحكمـة الحكـماء ونـور العلمـاء عـرف مـكمن الـداء وأدرك أن الناس في فراغ روحي رهيب فنهج لـدعوته سـبل الرشـاد من تواضـع في الاحـتكاك بعامـة النـاس ولـين فـي القـول نـافـذا بـذلك إلــى أغـوار الـنفوس فمـن عـلى منـبر المسـجد العتيق وبحلقـات دروس يومـية حمل حملته المشهورة علـى المـنكرات والخبـائث حـتى قـوض أركانهـا فصـحح أمـور الديـن ودعا إلـى فضائـل الأخـلاق وتـرك رجس الأفعال فأقبل الناس إلى صلاح عرفوا نفعه و انفضوا عن ضلال مسهم ضره.
ـ مكتبة الشيخ:
حين قـرر الشيخ الاستقـرار بصـفة نهائية بالبلدة , لكونـه شيخ علم دارس بالزيتونة فقد جلب معـه مكتبته ليضعها بمسجد العتيق يطالع فيها مـن نـال حظا مـن العلم في ذلك الوقت .
وبنظرة متفحصة إلى ما حوته تلك المكتبة من عناوين كتب و مجلات مختلفة تدرك أن الشيخ كـان موسوعيا فقـد كانت تضـم أمهات الكتب في الفقه و السـيرة و التفسـير و كتبا تتعلـق باللغـة العربية وآدابها وكان مجمـوع هـذه الكتب 396 كتابا حـسب ما ورد في الوصية بالإضافة إلى مجلات إسلامية متنوعة التي بلغ مجموعها 59 مجلة.
وحـين أحـس الشيخ بـدنو الأجـل وقـرب لقاء الرفيق الأعلـى لـم يـتردد فـي أن حـرر وصية بشأن هـذه المكتبة فقـد جعلهـا حبـسا و وقـفا لـمسجد العتـيق واضعا لهـا نظـام رعايـة ومطالعـة وإعـارة محتسبا ذلك عند الله صدقة جارية .
ـ جلساء الشيخ :
فـعلى امتـداد الـعقدين مـن الزمن أو أكثـر بقليل و الشيخ فـي تواصل مـع العطاء و الإصلاح كـان لـه الفضل فـي أن يـكون نخبة انتظمت لحلقات دروسـه تكوينـا دينيا سليما فأخذت عنه العلم الكثير ومـن بيـن هـؤلاء الجلساء الشيوخ لخضر ثابـت.عبد الله قسوم .محمـد ريزوق.محمـد العايش. شريف زغيدي.محمد الصايم مسعود بوزقاق.أحمد لبوز.بوحنيك الطيب. بوحنيك بوحـنيك .عيـسى زغيـدي .الدراجي بدرة أحمد بوشمال.أحمد صحراوي (سي حميدة)
ـ الشيخ علي خليل معلما
لـم يغفـل الشـيخ جانـبا مهـما وهـو ضرورة تعليم النشء فجعل من بيته مدرسة يقصدها الأبناء للتعلم فـكان بـذلك أول معلـم بالبلـدة و مـن جملـة مـن تعـلم علـى يديـه الأزهـري ثابت. إبـراهيـم بـوحنيك . إبراهيم قسـوم .محمـد الحسين الصايـم. محمد رشـيد الصايـم. العيـد بالـرمضان. لـزهـاري ريـزوق ,عبـد الوهـاب خليـل.الطـيب بـوزقـاق .عـبد الله بـوحنيك.السايـح صحـراوي.أحـمـد صحـراوي. بوحـفص الصايم .سعيد بوشمال...
لقـد تلقـى التلاميـذ مبادىء اللـغة العربيـة وأولـى أركـان الديـن فـنشأ نشئا بتنشئة عربـية أسلامية خالصـة فكأنـه كـان يعد أجيـالا زيتونية و باديسية.
رحمه الله وحشره مع الشهداء والصديقين والشهداء والصالحين وأسكنه الفردوس الأعلى جوار سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا