آليات الوعي الصوفي عند الشيخ مبارك الميلي
بقلم: أ.د. نورة بوحناش-
يعد الميراث الفكري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لحظة فاصلة من التاريخ الفكري والثقافي للجزائر المعاصرة، ومن الجلي أن دراسة هذا التراث لم تنجز بعد، نعني بها الدراسة الموضوعية التي تبين البنى المرجعية الفكرية لهذا لميراث، في تواصله مع القضية الجزائرية في فترة الكولونيالية، والدور المعرفي الذي أداه فكر الجمعية في استنهاض آليات النقد للخطاب الطرقي الكفيل بمساندة وعي الاستلاء الكولونيالي، إذ يوجد لدى هذا الفكر استثمارا للبنى المعرفية للفكر المغربي الأندلسي، وعيا عقديا وأصوليا فقهيا، وذلك في سبيل تفكيك سلطة البدعة التي استشرت ذلك الزمان خادمة للفعل الكولونيالي. والحق أن القراءات الأيديولوجية لهذا الميراث قد تمت بأشكال متنوعة، واتخذت أغراضا متباينة، ولم نعثر على دراسة معرفية ترتكز على الجانب الآلي لهذا الفكر استشرافا معرفيا يوصل فكر الجمعية بما ورثه من مرجعية فكرية تؤول إلى التراث المغربي الأندلسي.
ونعني به التواصل العقدي الذي يوصله بالعقيدة الأشعرية، والفقه المالكي، ثم الموقف المميز للفكر المغربي من الفرق وعلى رأسها الشيعة الباطنية، فمن الضروري بحث العلاقة الجدلية بين النمو المطرد للإسلام الطرقي في زمان العبت الكولونيالي من جهة، والأعمال المنجزة من طرف جمعية العلماء المسلمين من جهة أخرى، ذلك أن ردود أفعال الجمعية الفكرية والإجرائية تفكيكا لمثل هذا التصوف، كانت هي تقديم بدائل إصلاحية عن تصورات دينية تمكنت من الفرد والجماعة، هي تصورات أماتت الإسلام الناهض والعملي الذي هو دوما جهاد وتغيير للذات، وهو ما يأباه أسياد الاستعمار وأعوانهم.
وعلى الرغم من أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تمتد في مرجعيتها المناوئة لبدع التصوف إلى شكل من الإصلاح السلفي، وعلى الرغم من تشرب فكر الشيخ عبد الحميد بن باديس في الحجاز بالفكر الإصلاحي السلفي لفترة مكنته من الانخراط في عملية إصلاحية للعقيدة في الجزائر، إلا أن حضور العقل المغربي في محاربة الإسلام الطرقي تبدو واضحة، تأسيسا لمرجعية عقلانية، تمتد بجذورها إلى التقليد المعرفي الذي تركه ابن حزم، ابن العربي المعفري، ابن رشد ثم الشاطبي، وهو ما يقوم دليلا في رسالة الشيخ مبارك الميلي رسالة الشرك ومظاهره.
تعبر الرسالة عن خلاصة نقدية للإسلام الطرقي في الجزائر، والذي ارتهن بجدلية السلطة والمعرفة التي لعبت دورا هاما في استخدام الإسلام البدعي من طرف فرنسا لإخراج المجتمع الجزائري باستمرار من الدواعي العملية للإسلام الذي يعد في الحقيقة دافعا فعالا في سبيل استقطاب القوى المتحررة والمحررة، وعامل للنهضة يعيد لهذا المجتمع وسائل إدراك الذات وتفكيك خيوط الاستيلاء الكولونيالي، فقد مس هذا التفكيك كلية الروح الإسلامية على رأسها العقيدة التي هي علامة مركزية لتمفصل هذا المجتمع عن المجتمع الفرنسي.
ويعد الشيخ مبارك الميلي من أهم أعضاء الجمعية الذين ساهموا في بيان أزمة العقيدة في المجتمع الجزائري أثناء الاستيلاء الكولونيالي على الأرض، تمظهر النقد في رسالة الشرك ومظاهره، وسيزيد الشيخ في تمتين عقيدة الجزائريين عبر كتابه تاريخ الجزائر العام، إذ يمكن عبر أجزاء الكتاب الأربعة من قراءة أخرى لتاريخ الجزائر يتجاوز فيها الأيديولوجيا الفرنسية القاضية بالتواصل الاحتوائي للتاريخ الجزائري بالتاريخ الفرنسي، ليكون تاريخ الجزائرعند الشيخ تاريخا آخر مفصولا عن تاريخ فرنسا الذي هو في الحقيقة مفصولا كليا عن تاريخ الجزائر، فكان جهاد الجمعية حق الجهاد، وعملا يرقى إلى مصاف الفاتحين الأوائل الذين نشروا كلمة الحق، ودرؤوا لها أرواحهم.
تغيب رسالة الشرك ومظاهره عند الحديث عن المنجزات المعرفية للجمعية، بالنظر لحيازة الشيخ ابن باديس على مركز الريادة في أعمال الجمعية، ثم أن التكريس الأيديولوجي لميراث الجمعية، قد أحدث خللا في التنقيب عن تراثها، وإخراجه من ثمة إلى العلن بطريقة علمية وموضوعية، فغابت أعمال الأعضاء الآخرين ولم تنل حقها في الدرس العلمي ومنها ما قام به الشيخ مبارك الميلي في مدينة ميلة في تأسيسه للمدرسة والمسجد اللذين عملا على إعادة إحياء الميراث الحضاري لهذه المدينة، خاصة أنها مثلت في تاريخ المغرب الأوسط قطبا حضاريا لا يستهان به سواء أكان في العصر اللاتيني المسيحي، أو العصر الإسلامي حيث كانت عاصمة الفتح الإسلامي، وما جره ذلك من تأسيس علمي جعل من هذه المدينة قطبا حضريا في الشرق الجزائري لا يستهان به.
1 – القرآن والسنة رد لآفة الابتداع: تصف مقدمة رسالة الشرك ومظاهره حال العقيدة في جزائر الاستعمار، إذ غابت العقيدة الناهضة على توحيد محرر من أعباء التبعية، ليحل مكانها إسلام موروث لا علاقة له بالعقيدة الإسلامية عقيدة النقد والحرية من تراكم التقليد المعيق فقد”أفضت أمة خاتم النبيين إلى ما أفضت إليه أمم الأنبياء الأولين.فكانوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم”، وهو ما يستوجب ضرورة سنة الإصلاح والبعث، ما دام هذا الدين محفوظ بالحفظ، قائم عليه مصلحون يمكنون من تجديده، كلما بدأ يحل فيه البوار وتتمكن منه البدعة.
يشير الشيخ إلى الصراع المرير الذي قام بين جمعية العلماء وأهل البدع من الطرقية في الجزائر، المعززة من قبل المعمرين بالقوة وسيطرة على العقل الجزائري، بغية تمكين الجهل وإبعاد أهل الدين عن دينهم، سيلتزم الشيخ بمرجعية فكرية تحيله إلى محمد عبد الوهاب بما أن رسالة الشرك قد تعززت بمصدر أساسي لمحمد عبد الوهاب هو “فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد” فهو يسند الغرض نفسه للرسالة، إحياء الكتاب والسنة والعمل على محاربة البدعة، لكن هل تتجه الرسالة الوجهة نفسها التي تميز الحركة الوهابية؟ خاصة أن التأسيس المرجعي لرسالة مبارك الميلي يرى موصولا بروح للفكر المغربي الأندلسي وقد تحدد عبر مرجعية عقلانية مميزة، بآليات مركبة تتميز عن الميراث المعرفي والمنهجي القادم من المشرق.
نلتمس في متن الرسالة حضور روح العواصم من القواصم لابن العربي، وكذا الاعتصام والموافقات للشاطبي في الدفاع عن العقيدة ضد البدع الدخيلة على الدين، فنجد الشيخ يمتثل لآراء علماء المغرب بضرورة درء الكلام في الذات الإلهية، وعدم نشره بين العامة لقصور عقولهم واستخدامه في حجية فاسدة سندا للبدعة والابتداع، وهو ما يقوله بينا ” ويا ليتنا تركنا كتب المتكلمين للخاصة يستعينون بها في مواطن الجدال مع الخصوم، ووضعنا للعامة كتبا في العقائد على أسلوب الكتاب المجيد.فيكون من تلك رياضة للعقول وحماية للحق، ومن هذه طهارة للقلوب وهداية للخير، وليس كل الناس بحاجة إلى تلك الرياضة، والهم قدرة على تلك الحماية، ولكن كلهم في حاجة إلى تطهير البواطن ومعرفة الهدى.فعمت الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره ولهذا عرف جميع الأنبياء بحكم الشرك”، فالخوض في الكلام، قد يؤدي إلى استخدام المتلبسين لآلياته في سبيل صرف العامة عن دينهم وتحولهم نحو مدارك تبدو لهم حقا، فيؤمنوا بها، كما هو حالهم مع شيوخ الطرق الصوفية، أما فرنسا فقد نالت ما أرادت تفكيك عقيدة التوحيد المحررة.
2 – نقد الجهاز المفهومي للتصوف الطرقي: في تتبعه التاريخي لمصدر الشرك، يتجه الشيخ مبارك الميلي مباشرة للأثر التي تركته الشيعة الباطنية على الإسلام، حيث أدخلت هذه بدعا مستحدثة على الدين، إذ الرافضة هم الذين مكنوا من فكرة علم علي بالغيب وما سيتبعها، بعد ذلك من ظهور فكرة المهدي الذي يعني تواصل مع السماء بعد ختام الرسالة المحمدية، ما يعنيه الإمام في المنظور الشيعي، الأمر الذي سيتلبس بعد ذلك بالعقيدة وخاصة عند الصوفية.
وبما أن التشيع كان قبل التصوف، فقد استمد الصوفية جملة تصوراتهم عن الشيعة، وهنا سيميز الشيخ بين نموذجين من الصوفية قائلا:”الغالب على رجاله العلم بالدين والصدق في العمل وموالاة السلف، فكانوا في الاعتقادات محدثين سلفيين ومتكلمين أشعريين، وماتريديين، وفي العبادات مالكيين أو حنفيين أو شافعيين أو حنبليين. وأشهر منهم أبو القاسم الجنيد، فانتسب إليه من بعده في آداب السلوك. وبهذا كان التصوف مرضيا عند أهل السنة لانتساب رجاله إلى الأئمة المرضيين”، ما يبدو جليا أنه استكناه لموقف إصلاحية مغربية أندلسية بدت في متون العواصم من القواصم، والاعتصام درأ للبدع المنافية لعقيدة التوحيد المحررة.
وعلى الرغم من أن التصوف كان محمودا في بدايته عندما كان موزونا بميزان الشرع، لكنه ما فتئ أن تلبس بالبدعة وسيستغله المبتدعون في سبيل تلبيس هذا الدين ببدع دخيلة “فسال لعاب المبتدعين المنبوذين من هذه الثقة التي نعم بها المتصوفون، فاندسوا تحت هذا العنوان لاسيما الرافضة التي كانت لها مطامع سياسية”، الأمر الذي يعني ضرورة تجاوز التصوف جملة وتفصيلا، ذلك أن الإيمان محدد الأطر، والعمل به يكون بميزان الشرع، ولا عوض لذلك، فكل من ابتغى من وراء شيئا فهو يقع في محل البطلان، أما التوحيد فقد مفصل الذات الجزائرية تمفصلا نهائيا عن فرنسا وجعلها تحرر نفسها من وجوده على الأرض، والحق أن هذه الروح هي وسيلة جهاد المسلم في عصر الاستيلاء ما بعد الكولونيالي، وقد اتخذ إلى ذلك وسيلة الإعلام بوصفه عملا ضخما.
أ – حلول روح التشيع في روح التصوف بقولا بالباطن: يتتبع الشيخ مبارك الميلي حدود التواصل بين التشيع والتصوف، فيجد أن من مظاهره القول بالحلول والاتحاد، وهذا بين في الشيعة إذ يؤكدون على مبدإ الباطن، ومن هؤلاء الصوفية الذين تلبس لديهم الحق بالباطل ابن العربي الحاتمي، ابن سبعين ابن العفيف التلمساني وابن الفارض وغيرهم، وهو موقف بين من الصوفية القائلين بالحلول والاتحاد، وجعلوا الدين غيابا عن الواقع، ونسيانا للجهاد الفاعل، وهو موقف من التصوف تشترك فيه جملة المدارس الإصلاحية السلفية قديما وحديثا.
لقد أسس الصوفية تراتبية يكون فيها القطب هو القائم بالمعرفة المباشرة، ويؤكد الشيخ مبارك الميلي أن القول بالقطب بما أنه رأس العارفين هو نفسه الإمام المعصوم عند الرافضة، كما قالوا بالإبدال وسيصحح الشيخ المفهوم ببيان الدليل الشرعي قائلا:”فهؤلاء الأبدال هم الطائفة الظاهرون على الحق والمجددون للدين على رأس كل مائة سنة، وليسوا أبدال الصوفية الذين يعتقد فيهم الغيب والتصرف في الكون والدلالة على الله من غير أن يعرفوا بعلم وإتقان عمل”. وقد نبه الشاطبي إلى خطورة فكرة الإمام وعلاقتها بالتشريع وسن سنن يعتقد فيها العامة، فيعوضون النبي بالولي، وهو العرف الذي سار عليه التصوف الطرقي، بتعويض النبي بالولي، ثم نسيان سنة النبي، وجعل كرامة الولي هي مقاما لسنة، لعبد الضريح وتقدس أفعال وليه المدفون قولا وفعلا.
ومن مظاهر الصوفية لبس الخرقة فمكنوا لأنفسهم ذلك في قولهم أن الحسن البصري لبسها من علي، ليفند الشيخ التسلسل في بيان لبس الخرقة إلى علي، وهو أمر ليس له دليل “ولم يرد في خبر صحيح ولا حسن ولا ضعيف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) ألبس الخرقة على الصورة المتعارفة بين الصوفية، لأحد من الصحابة ولا أمر أحدا من أصحابه بفعل ذلك”، إذ استخدم الصوفية المرجعية الشرعية تأويلا وترميزا لخططه في سبيل خدمة جملة بدعهم، متواصلين مع الصورة السلفية، مستخدمين كل وسائل التلبيس، تلك مظاهر من اتحاد الصوفية بالرافضة. أما ثمرة هذا الاتحاد فهو توصل الرافضة على تحقيق ما عجزت عنه من تشويه محاسن الإسلام وقلب تعاليمه”، وهنا ينقد الشيخ كل مظاهر التصوف، لبس الخرقة، القول بالحلول، وكشف الغيب فهي علامات لم تظهر لا في سيرة النبي ولا سيرة صحبه، وسنهج في نقده سبيل علماء المغرب في نقدهم للخطاب الصوفي الفاقد للمرجعية الشرعية.
ب – نقد فكرة الولاية والكرامة: تعتبر الولاية والكرامة من المفاهيم مؤسس محوري للخبرة الصوفية، وهي في عرف الشرع مقام المؤمنين الزاهدين، لكن وفي زمان تراجع الإسلام التوحيد الفاعل أمام الإسلام الطرقي ستكون الكرامة أداة للسيطرة على عقول العامة، وتكون الولاية قبلة الشرك بتحول المسلم من عبادة ربه إلى عبادة الولي.
ونظرا لنزول الكرامة منزلة غير عقلانية، فقد يتلبس السحر بالكرامة ويحظى من ليس بولي بالولاية، وتتجاوز العامة في محبته إلى حد عبادته والتقرب به إلى الله، وهو ما حدث فعلا في زمان التراجع الإسلامي، حيث استغل أهل البدع هذه العلامة، ليتمكنوا من روح العامة، وهنا يقوم الشيخ تبيان الولي في الشريعة وهو من استقام إيمانه بيقين العقل وجاء عمله صالحا مخلصا لله،” أما الولي عند الناس اليوم فهو إما انتصب للأذن بالأوراد الطرقية، ولو كان في جهله بدينه مساويا لحماره، وإما من اشتهر بالكهانة وسموه حسب اصطلاحهم” مرابطا” “.
ارتبطت الولاية بالكرامة، فبعد أن يقف الشيخ على معناها ويسوق المواقف حول ماهيتها يخلص إلى ما خلص إليه علماء الأشعرية، وهي أن الكرامة ليست خرق للعادة، ولا هي معجزة تتطابق مع معجزة النبي، بل هي استجابة لدعاء الصالحين، ويصف الشيخ حال الناس في زمان الاستيلاء الكولونيالي للجزائر قائلا:”أين هذا الأصل المجمع عليه مما يهذي به جمهور المسلمين في هذه الأيام حيث يظنون أن الكرامات وخوارق العادات أصبحت من ضروب الصناعات يتنافس فيها الأولياء وتتفاخر فيها الأصفياء”.
وعموما يتماهى الشرك عند الشيخ مبارك الميلي مع التصوف الطرقي، فلا يتطرق في رسالة الشرك ومظاهره لأشكال أخرى من الشرك، وإنما انصب على نقد المسار الذي كان عليه التصوف في الجزائر وعموم بلاد المسلمين من تلبيس يكون فيه الولي وليا للشيطان وتكون الكرامة شعوذة وسحرا. والأنكى هو أن العامة قد توجهت إلى هذا التصوف ليكون عقيدة وعملا، لينسوا عقيدة السلف الصالح التي هي فعل للعلاقة بين العلم والعمل، والمجاهدة تغييرا الواقع نحو الصلاح الذي يرتبط بوعي التوحيد. وهكذا تؤلف النقطة النقدية لموقف الجمعية من التصوف عملا منجزا وتهذب الفهم والفعل.
يكون دور جمعية العلماء المسلمين في جزائر الاستيلاء الكولونيالي دورا فاصلا، فقد أدت عملا تنويريا مفصليا ليس بالمفهوم الرائج عن التنوير الحداثي، إنما هو تعرية كل المغالطات المؤسسة في المخيال الجزائري عن عقيدته وتصوراته الدينية، وذلك بالعودة إلى استنهاض الوعي بتعريفه الحقيقة التاريخية للجزائر. ويجب الاعتراف بأن الانتصارات التي تلت حضور الجمعية بين ظهراني المجتمع الجزائري، لهي أفضل دليل عن الصفة التنويرية التي قام بها أعضاء الجمعية ومن بينهم الشيخ مبارك الميلي، الذي عمل عبر منبر الإمامة على إماطة اللثام عن عمدتي الوجود الجزائري وهما العقيدة والتاريخ، فكانت رسالة الشرك ومظاهره دربه في سبيل تحرير الوعي الديني الجزائري، أما التاريخ فهو نقطة التمفصل بين فرنسا والجزائر، وهو ما لم تستوعبه فرنسا حتى في زمانها التالي، حيث يتمكن الاستيلاء ما بعد الكولونيالي على تشويه السلوك والعقل، مخرجا نشأ العولمة عن حقيقة الرسالة الإنسانية.