دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الثورة التحريرية
بقلم: علي حمادوش-
قامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتصدي للسياسات الاستخرابية الغاشمة وعملت دورا بارزا في الثورة التحريرية، فالتحق العديد من طلابها وشيوخها بصفوف المجاهدين أفواجا، فكانوا وقودا للثورة التحريرية.
لقد كان لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين دور هام في تهيئة أرضية الثورة التحريرية، فالعمل الدعوي والتربوي الذي قامت به يعتبر خطوة أولى نحو الاستقلال.
قال الدكتور أبو القاسم سعد الله: (وإنصافا للتاريخ نقول: لولا أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم ووطنهم، وكونوا أنفسهم في الخفاء واجتمعوا وتجاوبوا وقرروا الثورة، لكانت الجزائر بدون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كريشة في مهب الريح سنة 1954م، وهي الريح التي أخذت تهب أيضا على جمعية العلماء، ويبقى أن نعرف مستقبلا من الذين فجروا الثورة 1954م، كانوا من خريجي خلايا حزب الشعب، وكم منهم كانوا من خريجي مدارس جمعية العلماء، وكم من هؤلاء وأولئك صدقوا ما عاهدوا الله عليه) .[أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر لأبي القاسم سعد الله 4/ 147 ـ 148 ]
يرى بعضهم بأن جمعية العلماء لم تشارك في الثورة التحريرية.
وذكر بعض الكتاب بأنها لم تلتحق بركب الثورة التحريرية إلا في سنة 1956 م، وهي مغالطة تاريخية.
هناك فرق بين مشاركة الجمعية بالثورة وبين انضمامها الرسمي إلى جبهة التحرير الوطني.
فالكثير من خصوم الجمعية تنكروا لدور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الثورة التحريرية
قال محمد الشوكي رحمه الله:
جمعية العلماء صبح أشرقت.....أنواره فانجابت الظلماء
جمعية العلماء صبح قد دوت.....أصداؤه فاهتزت الأرجاء
قل للذين تنكروا لجهادها.......وثنتهم الأطماع والأهواء
لم تجحدون فضائل القوم الألى.....صنعوا الجزائر أيها الجبناء
لا تنكروا قيم الرجال فإنما......إنكارهن حماقة حمقاء
إن الكثير من الأقلام التي حاولت طمس جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الثورة التحريرية غفل أصحابها عن منهج الجمعية في العمل من أجل تحرير البلاد من الاستخراب الفرنسي، فكانت ترى بأن تحرير العقول أولى من تحرير الأبدان.
قال محمد البشير الإبراهيمي في مقال له: محال أن يتحرر بدن يحمل عقلا عبدا.
فقد كان الشعب الجزائري يعيش في ظلام دامس وضلال كبير فكان العلماء يتكيفون مع متطلبات كل مرحلة.
فكان علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ينكرون بلهجة شديدة على من يريد أن يتخطى مرحلة قبل أوان وقتها.
فقد رد الشيخ محمد البشير الابراهيمي رحمه الله على قادة حزب الشعب الذين يطالبون بالاستقلال دون أن يهيئوا له أسبابه، وكان يقول: (لا استقلال بدون علم).
أقامت فرنسا احتفالا في الجزائر بمناسبة مرور مائة سنة على احتلال الجزائر سنة 1930م، أرادت من خلاله أن تثبت للعالم أنها قضت على مقومات الشعب الجزائري المسلم ،وكان قد مضى قرن كامل على احتلال فرنسا للجزائر، حضر هذا الحفل الكثير من القادة الفرنسيين وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي ورؤساء عدة دول والعديد من القساوسة من شتى البلاد الأوربية ،وقد قال كبير القساوسة في الجزائر في خطاب ألقاه في المؤتمر: إننا لا نحتفل اليوم بمرور مائة سنة على احتلال الجزائر ، وإنما نحتفل بدخول المسيحية من جديد إلى إفريقيا الشمالية.
اختارت فرنسا بعض الفتيات الجزائريات اللواتي تعلمن في المدارس الفرنسية وصرن مثل الفرنسيات في لباسهن وثقافتهن، وأرادت منهن أن يخرجن في هذا الحفل كالفرنسيات،فخرجن باللباس الجزائري الأصيل،فكانت صدمة موجعة للفرنسيين فتأسست بعد ذلك جمعية العلماء في 5 ماي 1931م
أهداف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
كانت تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين:
الهدف الأول: إعداد العدة الإيمانية:
بتنقية الإسلام مما علق به من الشوائب والبدع والمحافظة على اللغة العربية،فقد حاربت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين العقائد المنحرفة التي تسربت في أوساط الجزائريين.
كتب آشيل عدة مقالات تطعن في القرآن والجهاد في سبيل الله وقد
رد عليه محمد العيد آال خليفة في قصيدة بعنوان هذيان آشيل.
فحاربت الطرق الصوفية التي نشرت الشرك والبدع .
وحاربت عقيدة الإرجاء التي يقول أصحابها إن الإيمان قي القلب، فضيعوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وحاربت عقيدة الجبرية التي جعلت وجود فرنسا في الجزائر قدرا محتوما.
وأحيت في قلوب العباد عقيدة الولاء والبراء .
قال الشاعر مفدي زكريا رحمه الله في الياذة الجزائر:
وفي الدار جمعية العلماء......تغذي العقول بوحي السماء
وتهدي النفوس الصراط السو....ي وتغرس فيها معاني الإباء
وقد جاء في قصيدة الشيخ عبد الحميد بن باديس التي رد بها على دعاة الإدماج التلميح إلى دعوة النشء إلى جهاد فرنسا
شعب الجزائر مسلم .....وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله ...أو قال مات فقد كذب
الهدف الثاني: تحقيق الاستقلال:
إن فكرة جهاد فرنسا وتحقيق الاستقلال لم تكن غائبة من ذهن علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
فقد نقل تلاميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله كلمات صريحة واضحة في إعلانه الثورة على فرنسا.
ذكر الشيخ علي مرحوم رحمه الله حدثه بأنه كان جالسا مع الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله فسأله شخص فقال: ياشيخ يلاحظ الناس بأنك لا تدعو إلى الاستقلال وتحرير الجزائر فقال: نحن نبني الجدران والاستقلال هو سقف الجدران ،وهل هناك من يبني سقفا بدون جدران.
وقد نقل الشيخ أحمد حماني رحمه الله شهادات لعلماء عاصروا الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله أكدوا فيه عزمه على إعلان الثورة المسلحة ضد فرنسا منهم الشيخ محمد الصالح رمضان والشيخ حمزة بوكوشة والشيخ محمد الصالح بن عتيق والشيخ محمد بال الصادق الجلولي والشيخ أحمد حماني نفسه سمع منه هذا الكلام [ ابن باديس والثورة في مجلة بونة للبحوث والدراسات.]
قال العلامة عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ : إن الاستقلال حق طبيعي لكل أمة من أمم الدنيا،وقد استقلت أمم كانت دوننا في القوة والعلم والمنعة والحضارة.[ جريدة الشهاب ج 3 م12 ربيع ألأول 1355 ه ـ جوان 1936
وقال لبعض جلسائه عام 1936م:" وهل يمكن لمن شرع في تشييد منزل أن يتركه بدون سقف ، وما غايتنا من عملنا إلا تحقيق الاستقلال".
وفي عام 1939م بادر بعض الزعماء السياسيين إلى التطوع في جيش فرنسا هيبة منها اشتدت حسرة الشيخ من فعلهم فقال:"لو استشاروني لأشرت عليهم بالصعود إلى جبالي أوراس وشن الثورة منها على الاستعمار».
وقال لبعض جلسائه في نادي الترقي:« إني سأعلن الجهاد على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب».
ذكر الشيخ عبد الرحمان شيبان رحمه الله أن العلامة عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ زار الشيخ عبد الرحمن بن بيبي أحد تلاميذه فسأله إن كان هناك رجال في سطيف فأجابه قائلا: الرجال كثيرون فماذا تطلب ياشيخ؟فقال: أريد رجلا يكون مستعدا عندما يحين الوقت لإلقاء قنبلة في مطار عين أرنات العسكري.
وقال في مجلس آخر سنة 1940 قبل وفاته:« والله لو وجدت عشرة من عقلاء الأمة الجزائرية يوافقونني على إعلان الجهاد لأعلنته».
وشاء الله أن يموت دون أن تقر عينه برؤية الجزائر الحرة المستقلة.
وقال رحمه الله: إذا مت فاضربوا على قبري وأخبروني أن فرنسا سقطت
ذكر العلامة إبراهيم الكتاني رحمه الله أحد علماء المغرب في إحدى مقالاته أنه كان ضيفا على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في تلمسان سنة 1936م فذكر له بعض أخبار الثورة الريفية في المغرب التي قادها عبد الكريم الخطابي رحمه الله ،فذكر له ما قام به الجنود الريفيون الذين سبق لهم العمل في الجيش الإسباني فقال له: وكذلك نحن في الجزائر نعلق أملا كبيرا على شبابنا الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الفرنسي عندما يحين الوقت لحمل السلاح في وجه المستعمر المغتصب.
نقل الفضيل الوثيلاني في كتاب الجزائر الثائرة عن العلامة محمد البشير الإبراهيمي أنه قال:(إنني كلما استعرضت الواجبات وجدت أوجبها وألزمها في أعناقنا الجهاد المقدس).
يتضح موقف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من الثورة التحريرية من خلال عدة شهادات ووثائق ومقالات.
فقد أيدت الثورة التحريرية في أيامها الأولى ،لأن العمليات التي قام بها المجاهدون في 1 نوفمبر كانت عدة مناطق من القطر الجزائري فعلم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بأن القيادة موحدة فقام بتأييدها في أيامها الأولى.
أول بيان أصدره الشيخ محمد البشير الابراهيمي والشيخ الفضيل الورثيلاني صدر في 2 نوفمبر عنوانه: مبادئ الثورة في الجزائر.
وصدر البيان الثاني في 3 نوفمبر أمضاه الشيخ الفضيل الورثيلاني عنوانه : إلى الثائرين الأبطال.
وصدر البيان الثالث يوم 11 نوفمبر أمضاه الشيخ محمد البشير الابراهيمي والشيخ الفضيل الورثيلاني.
وصدر البيان الرابع يوم 15 نوفمبر أمضاه الشيخ محمد البشير الابراهيمي والشيخ الفضيل الورثيلاني بعنوان: نعيذكم بالله أن تتراجعوا
قال العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: (إن أقل القليل مما وقع على رؤوسكم من بلاء الاستعمار الفرنسي يوجب عليكم الثورة عليه من زمان بعيد،ولكنكم صبرتم ،ورجوتم الصخرة أن تلين،فطمعتم في المحال،وقد قمتم الآن قومة المسلم الحر الأبي فنعيذكم بالله وبالإسلام أن تتراجعوا أو تنكصوا على أعقابكم إن التراجع معناه الفناء الأبدي والذل السرمدي).
وقال أيضا:( أيها الأحرار الجزائريون ،أيها المكافحون في جميع أقطار المغرب العربي
اعلموا أن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا،فرضه عليكم دينكم وفرضته قوميتكم وفرضته رجولتكم ،وفرضه ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم لأنكم اليوم بين أمرين : إما حياة وإما موت ،إما بقاء كريم أو فناء شريف).
طلب الشيخ محمد البشير الابراهيمي من شيخ الأزهر أن يؤذن في المسلمين بالجهاد لمؤازرة الشعب الجزائري ضد فرنسا يوم 12 نوفمبر 1954م.
قامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بفضح الأساليب الوحشية التي استعملتها فرنسا لقمع الثورة التحريرية في جريدة البصائر
اتخذ العلامة محمد البشير الإبراهيمي من إذاعة صوت العرب منبرا لخطاباته الحماسية المؤيدة للجهاد ضد فرنسا،وكتب عدة بيانات مؤيدة للكفاح المسلح
كثير من خريجي مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كانوا من قادة الثورة التحريرية
فجماعة 22 الذين فجروا الثورة التحريرية 18 منهم درسوا في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والفروع الكشفية التي كانت تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
وجماعة الستة منهم اثنان من أبناء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهما العربي بن مهيدي ومصطفى بن بولعيد.
العقيد شعباني رحمه الله قائد الولاية السادسة كان خريج معهد عبد الحميد بن باديس
الشيخ عبد الرحمن بركاتي رئيس شعبة بسكرة كلف بتمثيل جبهة التحرير الوطني في بسكرة
اعتقل وسجن العديد من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بسبب مساندتهم للجهاد ضد الاستخراب الفرنسي.
منهم الشيخ عبد القادر الياجوري ومحمد الصالح بن عتيق والشيخ السعيد صالحي والسعيد البيباني والجيلالي الفارسي وحمزة بوكوشة وأحمد سحنون وأحمد حماني وعمر العرباوي.
وقد تعرض كثير من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الاغتيال تحت التعذيب الوحشي .
منهم العلامة العربي التبسي وأحمد بوشمال وعبد القادر المسعدي وأحمد الشطة والربيع بوشامة والشيخ عبد الكريم العقون والشيخ محمد الأمين العمودي والشيخ محمد الطيب بوسنة .
والشيخ نعيم النعيم نجى من محاولة اغتيال قام بها جناح بلونيس.
كثير من رجال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين استشهدوا في بعض المعارك منهم الشيخ محمد الزاهي، العقيد عميروش أسد جرجرة الذي دوخ عساكر فرنسا ، وهزمهم في مواقع كثيرة وكبّدهم خسائر فادحة، كان عضوا في شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بباريس، وله جهود عظيمة في تعليم اللغة العربية. وكانت له صلة وثيقة مع علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فكان يستشيرهم في أمور الجهاد...
طلب من الشيخ العربي التبسي رحمه الله أن يكتب إليه بوصية فأرسل إليه مصحفا صغيرا وقال له :" هذا المصحف الشريف هو وصيتي
كان الشيخ العربي التبسي من المبادرين إلى تأييد الكفاح المسلح ضد فرنسا، فنصحه بعض أصدقائه بالرحيل إلى مصر أسوة بالعلامة محمد البشير الإبراهيمي فقال:
هنا يموت قاسي، لئن أقطع إربا إربا في ساحة الجهاد خير لي من الموت على سرير من ذهب في أرض الفرار
لو فررنا نحن العلماء من ساحة المعركة من سيبقى فيها؟
ماذا نقول لله ولرسوله ولصحابته يوم نلقاهم عن فرارنا من ملاقاة العدو؟
أين نرفع رؤوسنا أمام العالم إذا فر كل علمائنا؟
ماذا تقول الأجيال القادمة عنا الفرارون يوم الزحف)
بعد أن أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تأييدها الصريح للجهاد ضد فرنسا، حاولت فرنسا الضغط على العلامة العربي التبسي ـ رحمه الله ـ ،حتى أن يدعو الشعب الجزائري إلى وقف القتال فرفض،فقاموا باختطافه وتعذيبه ليتم إعدامه بعد ذلك.
وقد اختلف المؤرخون في كيفية إعدامه، فقيل إنه ألقي من الطائرة في البحر
وذكر بعضهم أنه تم تعذيبه عدة أيام ليحقق لهم مطلبهم، وظل صبرا محتسبا فأعدوا له قدرا كبيرة مملوءة زيتا وأوقدوا النار من تحتها وأوثقوا يديه ورجليه ورموه داخل القدر فمات رحمه الله في سنة 1957م
هؤلاء هم الرجال الذين يحق علينا أن نبكي عليهم.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ......إذا جمعتنا يا خصيم المجامع
قال إبراهيم بن أدهم:
وموت الفارس الضرغام هدم ....فكم شهدت له للنصر عزما
قامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بجمع التبرعات لفائدة الثورة، وأصبح ما كان يدفع من تبرعات الى مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبناء المساجد يوجه الى الثورة التحريرية، وقد لعب علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين كانوا يتمتعون بمصداقية لدى الجزائريين دورا بارزا في جمع التبرعات.
وقد لعبت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين دورا في الترويج للثورة التحريرية على الصعيد العالمي فكاتبت الرؤساء والملوك
هناك عدة وثائق نشرت في مذكرات الشيخ محمد خير الدين تؤكد مشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الثورة التحريرية منها وثيقة تؤكد انضمام الشيخ عبد الرحمن بركاني رئيس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لبسكرة وما جاورها بجيش التحرير الوطني وتعيينه ممثلا لها بنواحي بسكرة والأوراس والصحراء.
معهد عبد الحميد بن باديس
وهو صرح علمي كبير تم إنشاؤه سنة 1377 هـ ـ 1947م ،وقد درس فيه عدد من علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منهم الشيخ العربي التبسي والشيخ أحمد حماني والشيخ عبد المجيد حيرش والشيخ نعيم النعيمي والشيخ أحمد حسين والشيخ العباس بن الشيخ الحسين والشيخ مولود النجار والشيخ بلقاسم البيضاوي والشيخ علي الشرفي .
وقد كان الطلبة المتخرجون من هذا المعهد يحصلون على شهادة تعادل شهادة الأهلية بجامع الزيتونة، وقد تخرج منه العديد من الطلبة الذين كانوا من رواد النهضة الاصلاحية في عدة مناطق من القطر الجزائري.
والتحق بصفوف المجاهدين أكثر من 280 طالبا.
محمد شعباني درس في هذا المعهد وكان قائد الولاية السادسة.
واستشهد العديد من طلبة وأساتذة المعهد.
قامت فرنسا باكتشاف خلية ثورية بالمعهد، فقررت إغلاقه سنة 1377 ه ـ 1957 م وجعلته ثكنة عسكرية سنة 1379 هـ ـ 1960 م.
دار الحديث بتلمسان: انضم عدد كبير من تلاميذ دار الحديث إلى صفوف المجاهدين...
المراجع:
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والثورة التحريرية الجزائرية 1954 ـ 1962م للدكتور إسعد لهلالي
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والثورة التحريرية للأستاذ محمد بن ساعو
الإمام عبد الحميد بن باديس جهاد ومواقف للشيخ محمد الصالح الصديق
معالم الفكر السياسي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوسف بوغابة
قاهرة الاستعمار للشيخ محمد الصالح الصديق
البعد الروحي في ثورة نوفمبر المجيدة للشيخ محمد الصالح الصديق
مذكرات الشيخ محمد خير الدين
خلاصة تاريخ الجزائر المقاومة والتحرير للدكتور أبي القاسم سعد الله
الأعمال الكاملة للشيخ العربي التبسي للدكتور أحمد الرفاعي الشرفي.
مجلة التبيان العدد 1 ذو القعدة 1437 للهجرة ـ سبتمبر 2015
نصوص ووثائق في تاريخ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والثورة للأستاذ عبد المالك حداد.