"أسماء" ابنة العلامة الشيخ مبارك الميلي تستحضر ذكرياتها مع والدها
حاورها: عبد المالك حداد-
خصت ابنة العلامة الشّيخ مبارك الميلي "أسماء إبراهيمي" موقع ابن باديس.نات بحوار على هامش الملتقى الوطني حول إسهامات الشّيخ مبارك الميلي في نشر الوعي الديني وتكريس الوحدة الوطنية المنعقد يومي 8 و9 فيفري بولاية ميلة. وقد تحدث لنا عن ذكرياتها مع والدها رغم السنوات القليلة التي عايشتها إلى جانبه حيث توفي وهي في سن السابعة.
فتحت لنا قلبها واستطاعت أن تختزن ذكريات تلقي بعض الضوء على شخصية والدها رحمه الله، فتقول: على الرغم من الصورة المهيبة للشّيخ الوالد وعلى الصرامة التي اشتهر بها، فقد كان أبا عطوفا أبا عطوفا ومربيا فاضلا يطفح بالمحبة والحنان، ولا يقسو قبله على أحد، إلا أنه لا يتسامح في أمرين، وهما الكذب والتهاون في أداء الواجبات أي الذي لا يتم عمله كما ينبغي سواء يخطئ أو يتهرب أو يتهاون في أدائه.
فرغم صغرنا إلا أنه كان يعامل الواحد منا وكأنه شخص راشد، فمثلا لم يكن يستعمل الشدة إلاّ حيث تكون لازمة ولا يعاقب بالضرب، وإنما بالحرمان لفترة من الشيء الذي نحبه ونهواه وفي المقدمة اللعب، وأتذكر أن خالي أعاد كتاب أعاره أخي مُحَمَّد لأحد زملائه دون علم والدي فلم يؤنبه ولكن عاقبه بطريقة الحرمان من الخروج من المنزل للعب وأن لا يستقبل أحد من أصدقائه في المنزل.
أما أسلوبه في التربية والتعليم فكان مميز خاصة للصغار، لهذا بقيت الكثير من المعلومات عالقة وراسخة في ذاكرتي، ومما أتذكره أننا سافرنا معه إلى تيمقاد حيث أخذنا في زيارة لاكتشاف الآثار، وقدم لنا درسا حول آثار تيمقاد وعرفنا بالمكان وكان أسلوبه بمستوى عالي وكأننا في محاضرة بالجامعة، لهذا وقعت تلك الشروح في ذاكرتي بتفاصيلها رغم صغر سني.
وكان الوالد يكافئ النجباء، وحدث أن حفظت سورة العصر بإتقان فكافئني بأن سافرت معه برفقة الوالدة إلى مدينة قسنطينة، ومازلت إلى اليوم أتذكر الفندق الذي نزلنا فيه، وذات يوم ذكرت ذلك للوالدة رحمها الله فتعجبت وقالت لي: كيف تتذكرين كل تلك التفاصيل حول الزيارة رغم صغر سنك وقتها.
وختمت ابنة العلامة الشّيخ مبارك الميلي "أسماء" حديثها بنصيحة للشباب بضرورة التمسك بالقرآن الكريم لأن والدها الشّيخ مبارك الميلي كان يطبقه ويتعامل به عملا بقوله تعالى: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ»، لهذا فإن الأخطاء التي يقع فيها الشباب اليوم يمكن تجنبها وتصحيحها بالرجوع إلى القرآن، فما أحوجنا اليوم لشباب واعي.