الشيخ سليم كلالشة
سليم كلالشة

الشيخ سليم كلالشة

بقلم: أعمر عشاب-

تمر في 04 سبتمبر ذكرى وفاة الداعية والمصلح الأستاذ سليم كلالشة رحمة الله عليه.

ولد الشيخ سليم كلالشة الغبريني يوم الإثنين 4 جانفي 1945م بزاوية لغبارنة – بلدية خميس الخشنة – ولاية بومرداس.

تعلم على يد والده العلوم الشرعية : علوم القرآن، الحديث والفقه.

استشهد والده عبد القادر في 11 سبتمبر 1957 بالتعذيب الكهربائي على يد الاستدمار الفرنسي.

انتقلت عائلة الأستاذ إلى إحدى قرى خميس الخشنة بعد أن هدم الاستدمار الفرنسي منزلهم.

وكان لاستشهاد الوالد عبد القادر، الأثر الكبير على الابن الأكبر سليم، ما دفعه إلى البحث عن عمل وعمره أقل من 12 سنة، ليشتغل في الفلاحة وهو طفل إلى غاية الاستقلال.

التحق في عام 1964 بمدرسة حرة للآلة الراقنة وتحصل على شهادة في الرقن.

التحق بمدرسة حرة بمدينة بلكور، حيث تحصل على شهادة ممرن ثم عين معلما بمدينة بودواو.

انتقل في عام 1968 إلى بوسعادة (زاوية الهامل) حيث تحصل على شهادة الأهلية.

التحق في العام الدراسي 1969-1970 بالجامعة المركزية، وكان ممن تلقى العلم من المفكر الجزائري مالك بن نبي رحمه الله.

تخرج سنة 1974 وعين معيدا بنفس الجامعة في مادة علم الاجتماع.

وقد عانى الرجل في مسيرته النضالية والإصلاحية من عديد المضايقات، حيث تعرض للضرب خلال مظاهرات التعريب، كما اعتقلته الشرطة في عام 1976 لسخطه على الوضع الذي يعيشه المجتمع الجزائري عامة والجامعة الجزائرية بصفة خاصة.

بعد خروجه من السجن دفعه حبه للعلم إلى أن يسافر إلى القاهرة لمزاولة الدراسات العليا في الدراسات الإسلامية بإمكانياته الخاصة، وعندما توترت العلاقات الجزائرية المصرية نتيجة اتفاقية “كامب ديفد” عاد إلى بلاده.

في أواخر 1979 عين بجامعة تيزي وزو أستاذا في الشريعة الإسلامية وفلسفة القانون، ويعد من المؤسسين لقسم القانون.

رغم صعوبة الأوضاع في منطقة تيزي وزو، إلا أن الكثيرين هناك كانوا يكنّون له الاحترام الكبير، بدليل أن القاعات كانت تمتلئ عن آخرها للاستماع إلى محاضراته، لكونه شخصية موصوفة بالعلم والكرم والشجاعة والتقرب من الجميع”.

في يوم 12 نوفمبر 1982 ، فكان أول تجمع علني إسلامي ضخم بجامعة الجزائر المركزية يتحدى اللامسموح به ، مطالبا بالإصلاح وتطبيق الشريعة الإسلامية ضمن لائحة بأربعة عشر نقطة، كلف سليم كلالشة رحمه الله بقراءة البيان ويحمل البيان اسم " النــصـيـحـة ".

تم اعتقاله في 21 نوفمبر 1982 إلى غاية مارس 1984 بسبب تجمع ضخم بجامعة الجزائر المركزية .

الشيخ عمر العرباوي بعد مرضه رشّح أربعة دعاة لإلقاء خطبة الجمعة بدلا عنه، فكان من بينهم المرحوم سليم كلالشة لمكانته العالية لدى الجميع.

وخلال هذه الفترة من حياته، تطوّع الشيخ لتعليم الناس مجّانا في المساء، مثلما كان شغوفا بالنشاطات الفكرية والثقافية، إذ واظب على حضور ملتقى الفكر الإسلامي، ما جعله يعدّ لتأليف كتاب حول “الأسرة في الشريعة” وكتاب آخر عن “شخصية الأمير عبد القادر” لولا أن وافاه الأجل.

في عام 1985 بدأت تظهر على جسده أعراض المرض، حتّى أصيب بداء السكري، ثم العجز الكلوي الحادّ،

انتقل إلى فرنسا للعلاج ومكث بها ستة أشهر ثم رجع إلى الجزائر ليستمر علاجه بمستشفياتها.

ليلقى ربّه في منصف النهار من يوم الاثنين 04 سبتمبر 1989 بمستشفى الرويبة، ودفن بزاوية الغبارنة في جنازة مهيبة حضرها أكثر من 60 ألف مشيّع.

مات الأستاذ كما يموت الصّدّيقون وكان في موته راحة لضميره المضيء، ووجدانه المرهف، ونفسه الصبورة.

رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه الفردوس الأعلى.

لما كان مع الشيخ محمد السعيد في السجن تراهنا على من يلقي كلمة التأبين في الآخر و كتب الله أن يتوفى الشيخ سليم قبل الشيخ محمد السعيد رحم الله كل المشايخ و الدعاة.

البيان الذي وجه للسلطة بعنوان (النصيحة ) بتاريخ 12 نوفمبر1982:

كلف سليم كلالشة رحمه الله بقراءة البيان

1 ـ وجود عناصر في مختلف أجهزة الدولة معادية لديننا متورطة في خدمة عدونا الأساسي وعملية تنفيذ مخططاته الماكرة الأمر الذي ساعد على إشاعة الفاحشة وضياع المهام والمسؤوليات على الدولة وغيرها.

2 ـ تعيين النساء والمشبوهين في سلك القضاء والشرطة وغياب حرية القضاء وعدم المساواة لهو هدم للعدالة ولا أمن ولا استقرار بدونها.

3 ـ تعطيل حكم الله الذي كان نتيجة حتميّة للغزو الاستعماري واحتلاله للبلاد الذي لم يعد له مبررا اليوم بعد عشرين سنة من الاستقلال فلا بدّ من إقامة العدل بين الناس بتطبيق شرع الله.

4 ـ حرمان المواطن من حريته وتجريده من حقه في الأمن على نفسه ودينه وماله وعرضه وحرمانه من حريّة التعبير لهو اعتداء على أهم حقوقه ومبررات التزامه بواجباته الشرعية والأخلاقيّة.

5 ـ عدم توجيه تنميتنا الاقتصادية وجهة إسلامية رشيدة بإزالة كل المعاملات غير الشرعية وعدم تيسير السبل الشرعية لاكتساب الرزق من زراعة وتجارة وتسوية بين الناس في فرص الاستفادة من خيرات البلاد بدون تمييز.

6 ـ تفكيك الأسرة والعمل على انحلالها وإرهاقها بالمعيشة الضنكة كانت سياسة بدأتها فرنسا وبقيت تمارس حتى اليوم بالإضافة إلى محاولة وضعها على غير الشريعة الإسلامية تحت شعار نظام الأسرة.

7 ـ الاختلاط المفروض في المؤسسات التربوية والإدارية انعكست نتائجه السيئة على المردود التربوي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي.

8 ـ الرشوة والفساد الممارسين في المؤسسات التربوية من المدرسة إلى الجامعة والإدارة وغيرها مرض بيروقراطي لا أخلاقي خطير لا يسلم مجتمع منه إلا إذا نفضه عنه.

9 ـ تشويه مفهوم الثقافة وحصره في المهرجانات الماجنة اللاأخلاقية عرقل النظام التربوي، وحال دون توصله إلى إبراز المواهب والنبوغ والكفاءات التي تفتقر إليها البلاد للتخلص من الوضعية الثقافية المفروضة علينا.

10 ـ إبعاد التربية الإسلامية وتفريغ الثقافة من المضمون الإسلامي زاد في تعميق الهوّة واستمراريتها.

11 ـ الحملة المسعورة للإعلام الأجنبي والوطني لاستعداء الدولة على الدعوة والصحوة التي تهدد مصالح الدوائر الاستعمارية في بلادنا.

12 ـ إطلاق سراح الذين اعتُقِلوا دفاعا عن أنفسهم ودينهم وكرامتهم.

13 ـ فتح كل المساجد التي أغلقت في الأحياء الجامعيّة والثانويات والتكميليات والمؤسسات العمّالية.

14 ـ عقاب كل من يتعدى على كرامة عقيدتنا وأمتنا وشرعيتها وأخلاقها والحدود الشرعية الإسلامية، هذه الأمور هزّت مشاعر أمتنا وحركت ضميرها وما وَقفَتُها اليوم إلا دليل على أنها مازالت تستحق كل إكبار وتقدير واحترام، وهذه المواقف التي عرفها شعبنا كافية للتعبير عن نضجه الإعلامي ووعيه السياسي وهذه الخصال جديرة بأن تجعله في مستوى مسؤولية أمام الله والرسول والوطن))

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.