الشيخ العلامة السلفي أبي يعلى الزواوي رحمه الله
بقلم: بلال بريغت-
اسمه ونسبه:
هو شيخ الشباب وشاب الشيوخ السعيد بن محمد الشريف بن العربي بن يحي بن الحاج من آيت سيدي محمد الحاج بزواوة، الشهير بأبي يعلى الزواوي نسبة إلى الزواوة(1).
مولده ونشأته:
ولد أبو يعلى الزواوي عام 1862 م بقرية (إغيل إنزكري)، وهذه القرية غير قريته الأصلية، وإنما انتقل إليها أبوه بعد أن عُين إماما لمسجدها وبها تزوج، فأمه منهم وكانوا من الشرفاء ومن أهل الخير والكرم. وأما قريه أبيه وجده فتسمى (تفرث نيث الحاج) وتقع على سفح جبل (تامقوت) الشامخ في دائرة عزازقة بـ (تيزي وزو)، ومعناها بالعربية، كما شرحها هو في هذا الكتاب الذي نصدر له بـ: (عرين ذوي الحاج)، والعرين في اللغة العربية مأوى الأسد.
وهي قرية ذات طبيعة خلابة، وأشجار كثيفة ومياه عذبة، وكان يضرب بها المثل في العناية بالقرآن وحفظه، وقد ذكر أبو يعلى نفسه أن نسبة تسعين بالمائة منهم يحفظون القرآن، منهم الفلاح والراعي والعامل، وهذا على خلاف ما كانت عليه بعض القرى المجاورة، حيث لا يقرأ عندهم إلا المرابطون والشرفاء، وهذه مشابهة لقضية الإفرنج والنصارى لا يقرأ التوراة والإنجيل إلا الرهبان والملوك(2).
نشأته العلمية(3):
تتلمذ أبو يعلى الزواوي على يد والده، فأخذ عنه الفقه والقراءات والنحو، ثم زاول تعليمه بزاوية عبد الرحمن الأيلولي الكائنة بمنطقة (عزازقة)، ولم يكن راضيا على طريقة و نوعية التعليم فيها، مؤيدا في ذلك رأي شيخه محمد بن زكري مفتي الجامع الأعظم، وصاحب كتاب: (أوضح الدلائل على وجوب إصلاح الزوايا ببلاد القبائل)، ولكن الشيخ لم يكتف بما تلقاه من علوم في الزاوية بل بذل جهدا كبيرا في تحصيل العلم وبناء ثقافته من خلال مطالعته لكتب كثيرة ذكرها في ثنايا تآليفه.
ومن الفنون التي ورثها على يد والده ثم برع فيها فن الخط، فقد كان من مجوديه حتى عرف أنه كان ينسخ المصاحف ويخطها بيده.
ومن علماء بلده الذين تأثر بهم:
-الشيخ محمد بن سعيد بن زكري خطيب مسجد (سيدي رمضان) بالجزائر العاصمة، ثم المفتي المالكي بالجامع الأعظم (الجامع الكبير)، والمدرس بالمدرسة الثعالبية.
- الشيخ محمد بن بلقاسم البوجليلي: وهو أبرز مصلحي بلاد الزواوة، وقد أثنى عليه الشيخ البشير الإبراهيمي.
وكان أبو يعلى إلى جانب ثقافته العربية وشغفه بها، كان على معرفة باللغة الفرنسية التي تعلمها على يد مدير السجن الذي كان أبو يعلى يعلمه اللغة العربية، حيث حكم عليه السجن لمدة سبع سنوات بسبب حادثة وقعت له في شبابه، وإلى جانب هذا كان على اهتمام شديد بلغة بلده الزواوة، وقد كتب مقالات في التعريف بلغة البربر وقواعدها ونحوها ونشرها في المجلة السلفية بمصر بطلب من الشيخ طاهر الجزائري رحمه الله، وقبل ذلك أرخ لمنطقة الزواوة بأن ألف كتابا أسماه (تاريخ الزواوة) نشره في دمشق عام 1924 م، خلص فيه إلى كون البربرية حميرية الأصل، وله في ذلك استشهادات لغوية وتاريخية.
ومما زاده تمكنا وتبصرا بأحوال أمته الدينية والسياسية والاجتماعية، وسيما بفكره إلى الاشتغال والاهتمام بقضايا بلده سفره إلى الشام ثم إلى مصر والتقاؤه بالعديد من رجالات الإصلاح وأصحاب الفكر والسياسة.
نشاطاته(4):
تقلد أبو يعلى عدة مناصب من بينها كاتبا بالقنصلية الفرنسية بدمشق التي كانت تحت الانتداب الفرنسي وعمل بها إلى حوالي 1915 م، أرسلته فرنسا إلى سوريا طمعا منها في أن يقوم بإقناع الجزائريين المقيمين هناك بالتجنس لتفادي رجوعهم إلى أرض الوطن خوفا من حمل الأفكار التحريرية التي قد ظهرت بالشام، ومقابل ذلك وعدته فرنسا بمنصب الإفتاء إذا رجع إلى الجزائر.
و أثناء إقامته بسوريا ثم مصر اتصل بالعديد من الشخصيات والكتاب والأدباء والسياسيين والصحفيين، و أقام علاقات معهم، ومن بينهم: الشيخ طاهر الجزائري، ومحمد رشيد رضا، وحمد الخضر، وصاحب مجلة المقتبس محمد كرد علي وغيرهم.
وكان قد أسهم بمقالات عديدة في بعض الصحف والمجلات، معرفا بالجزائر وتاريخها وواصفا أحوالها المزرية وكانت له فعلا إسهامات تمثلت في نشر مقالات من جريدة (البرهان) التي كان يصدرها الشيخ عبد القادر المغربي، وفي المجلة السلفية بمصر أيضا.
عودته إلى الجزائر(5):
وعند عودته إلى الجزائر نزل ضيفا على صديقه وابن بلده الشيخ محمد بن زكري، ثم استأجر شقة بشارع لوني أرزقي حاليا، وبقي الزواوي بنفس الهمة العالية والروح الأبية، يكتب وينتقد، ويكافح وينافح بقلمه السيال وفكره الجوال، فكتب في صحيفة (صدى الصحراء) التي كانت تصدر ببسكرة (جنوب الجزائر) على غرار زملائه كالطيب العقبي والشاعر محمد العيد ومحمد الأمين العمودي، كما شارك في جريدة (الثمرة الأولى) التي كان يصدرها طلبة الجزائر في تونس، كما كتب أيضا في جريدة (الإصلاح) التي كان يديرها الشيخ الطيب العقبي.
ومن الوظائف التي أسندت إليه وكان لها أهلا تعيينه إماما بمسجد (سيدي رمضان) بالجزائر العاصمة، وقد كان رحمه الله خطيبا مفوها ، يرتجل الخطب، و يبلغ مقصده من إبلاغ السامع والأخذ بمجامع القلوب، وقد شهد له بذلك كثيرون منهم أحمد توفيق المدني الذي قال عنه: «وأشهد أنه قد كان لتلك الخطب الأثر الفعال في النفوس»، وقد جدد طريق السلف في الخطابة، فالتزم أن تكون الخطبة من إنشائه هو لا من إنشاء الآخرين، ودون ورقة، أي ارتجالا، ثم بدا له بعد ذلك أن يدون خطبه لكيلا يقال عنه إنه سرقها من غيره وحفظها.
مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين(6):
ومن الأعمال العظيمة والوظائف الشريفة التي لم يفوتها الشيخ أبو يعلى الزواوي على نفسه رئاسته لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، حيث عين رئيسا مؤقتا للجمعية العمومية المكلفة بوضع القانون الأساس للجمعية، وقد حضرها اثنان وسبعون من علماء القطر الجزائري وطلبة العلم، اجتمعوا بنادي الترقي بعاصمة الجزائر لتعيين الأعضاء الأساسيين المكونين لجمعية العلماء الجزائريين، كما عينه الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله فور تأسيس الجمعية للفصل في النوازل الفقهية وقد ظل مفتيها مدة عامين إلا أن مرضا حدث له بعد ذلك منعه من الاستمرار على الفتوى(7).
عقيدته ومنهجه:
عاش الشيخ الزواوي رحمه الله لدينه، مشفقا على حال أمته وبني وطنه، مؤمنا بطريق الإصلاح سبيلا وحيدا لتخليص الأمة من مأزقها، فالمتتبع لمقالاته يجد اهتماما بالغا بالموضوعات التي كانت ترتبط بحياة الأمة بتلك الحقبة، وبالأوضاع المزرية التي آل إليها حال الأمة الجزائرية خاصة، من انتشار البدع والخرافات وفساد الاعتقادات وسوء الأخلاق وتحكم الجهال وإقامة أعراس الشيطان التي كانت تشد إليها الرحال من كل مكان، ويقع فيها من المنكرات والفضائح والرذائل ما يستحي العاقل من ذكره.
ويمكن أن نبين بعض آرء الزواوي الإصلاحية فيما يلي:
أولا: ذم الكلام والدعوة إلى الإصلاح على الطريقة السلفية:
قال رحمه الله مشيدا بطريقة السلف في العقيدة والتوحيد: «إن خير طريقة في العقيدة التوحيدية طريقة السلف التي هي اتباع ما ثبت عن الله وعن رسوله من غير كثرة التأويل والدخول في الأخذ والرد من الجدل في المتشابه وإيراد الشبه والرد عليها»(8).
وقال معتزا ومفصحا عن عقيدته ومتبرئا من كل ما خالفها: «أما أنا ومن على شاكلتي من إخوني الكثيرين فلا شريعة لنا ولا دين ولا ديوان إلا الكتاب والسنة وما عليه محمد وأصحابه وعقيدة السلف الصالح أي فلا اعتزال ولا ماتريدي ولا أشعري وذلك أن الأشاعرة تفرقوا واختلفوا أي المتقدمون منهم والمتأخرون، ووقعوا في ارتباك من التأويل والحيرة في مسائل يطول شرحها لم تصف بعد فعلام؟ وقل آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، كما قال تعالى:﴿قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾[الأنعام:91] (9).
ثانيا: نشر التوحيد، ومحاربة الشّرك وخرافات الطرقية وتبركهم بالأولياء والأموات:
قال الشّيخ رحمه الله: «أمّا عقيدتنا في الأولياء الّتي اتّخذوها ذريعة للطّعن فينا بأنّنا ننكرهم، وننكر الكرامة؛ ليُهيِّجوا علينا العامّة الّتي صُدَّت عن الله إلى الأولياء الأموات تطلب منهم ما لا يطلب إلاّ من الله، وتتمسح بقبورهم وتوابيتهم ... أمّا كون الميت صالحا أو مات وليّا أو غير وليّ، أو على حسن الخاتمة، أو على غير ذلك -عياذا بالله- فإنّنا غيرُ مكلَّفين بذلك، ولا نحكم لأحد بالجنّة ولا بالنّار، إلاّ من ورد فيهم النصّ، فهذه عقيدة أهل السنّة والجماعة.
أمّا التوسّل بهم، والطلب منهم، فممّا لم يثبت عن السّلف الصّالح شيءٌ منه، بل لم يُشرَعْ أصلا، وقد فتّشنا وقلّبنا وبحثنا في السّير وكتب الحديث الصّحيح مثل الموطّأ، والبخاري، ومسلم، فلم يثبت في خير القرون أنّهم قصدوا قبر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم طالبين منه شيئا، ودليلنا أيضا على ذلك ما ثبت في صحيح البخاري أنّ عمر رضي الله عنه لما استسقى بالنّاس قال لهم: «إنّا كنّا إذا أجدبنا نتوسّل إليك بنبيّنا فتسقينا، وإنّا نتوسل إليك بعمّ نبيّنا»، وهذا دعاء أقره الصّحابة والسّلف»(10).
وقال : «ثم هم السادة المتصوفة اعتاضوا عن بناء المدارس ببناء القبب لمن مات منهم واتخاذ قبورهم مساجد ومزارات، والاعتكاف حولها وجعل الصناديق فيها لإلقاء الدراهم لدفين القبة ونذر النذور له، والانتظار لما يصدر منه وسائر الحوادث الأرضية والسماوية وما نزل بالمريدين فإنها منه إن خيرا فخير، وإن شرا فشر من المريد السيئ الظن، اللهم إني أتبرأ إليك من هذه الأعمال»(11).
هذا وللشيخ الزواوي جهود في الدعوة إلى تحكيم الشريعة والقضاء الإسلاميين وإحياء وظيفة الحسبة مع إنكار التحاكم إلى العوائد كما ستجده مسطرا في كتابه: جماعة المسلمين، كما دعا إلى تعلم اللغة العربية وإصلاح طرق التعليم الذي اتخذه الاستعمار أحد أسلحة الفتك لمحاربة الجزائريين، كما تصدى لدعوات الإدماج، وفضح سياسة فرنسا بادعائها أنها دولة إسلامية، كما دعا إلا النهضة والرجوع إلى الإسلام الصحيح المصفى من كل دخيل.
ثناء العلماء عليه:
أولا: الشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمه الله:
قال عند تقريظه لكتاب الخطب: «الشيخ السعيد الزواوي علامة سلفي، داعية إلى الإصلاح بالكتاب والنسة وعمل السلف الصالح، كان من محاسن أعماله لما ولي الخطابة بجامع سيدي رمضان بالجزائر أن أخذ يخطب على الناس خطبا حية، مناسبة للمكان والزمان والحال، على طريقة السلف المتقدمين»(12).
ثانيا: الشيخ الطيّب العقبي رحمه الله:
قال في مقال نُشِر في الشّهاب ردّا على من انتقص الشّيخ: «ألا ما أشفقتما عليه، أو رحمتما شيخوخته، وسلفيّته الصّادقة، وتركتماه لنا عضدا قويّا، وشيخا سلفيّا ... وهو من قد عرفتماه فضلا ومعرفة وسبقا إلى مذهب السّلفية، كما عرفتما مقدار مقدرته في الكتاب، وبحثه وتنقيبه».
ثالثا: الشّيخ مبارك الميلي رحمه الله:
قال: «... الشّيخ الجليل، العالم السّلفي، الأستاذ أبي يعلى الزواوي، الّذي لقّبه الأخ الشّيخ الطيّب العقبي شيخ الشّباب وشاب الشّيوخ، وكلّ من عرف هذا الشّيخ وأنصفه اعترف له بهذا اللّقب، وسلّم له هذا الوصف».
رابعا: الشيخ أحمد حماني رحمه الله:
قال: «علاّمة من كبار العلماء الأحرار، محقّق، شجاع، سلفيّ العقيدة، طيّب السّريرة، حميد السّيرة، بليغ القلم، سليم النيّة، غرّ كريم»(13).
وقال فيه أيضا:«... وكان يمتاز بشفقة وحنان على أمّته، وكثيرا ما تسيل دمعتُه رحمة على البائسين»(14).
مؤلّفاته:
ترك الشيخ رحمه الله آثارا علمية قيمة منها المطبوع ومنها المخطوط ويمكن ذكرها كما يلي:
1- الإسلام الصّحيح ، طبع بمطبعة المنار سنة 1345هـ، وطبع سنة 2008م بتقديم الأستاذ أبو القاسم سعد الله.
2- جماعة المسلمين، طبع بعد أن اختصره بمطبعة الإرادة بتونس في رمضان 1368 الموافق لجويلية 1948 م.
3- الخُطَب ، طبع في الجزائر عام 1343هـ، وطبع سنة 2008م مع دار ابن حزم باعتناء عادل بن الحاج همال الجزائري.
4- خصائص أهل زواوة ، وهي رسالة مختصرة.
5- تاريخ الزّواوة ، نشره في دمشق سنة 1924 م.
6- تعدّد الزّوجات في الإسلام.
7- مرآة المرأة المسلمة .
8- ذبائح أهل الكتاب .
9- الفرق بين المشارقة والمغاربة في اللّغة العاميّة وغيرها من الفروق.
10- الخلافة قرشية.
11- الكلام في علم الكلام.
12- الغنى والفقر.
13- أسلوب الحكيم في التّعليم.
14- النّصوص الّتي ردُّها كفرٌ صراح بإجماع المسلمين.
15- أصل البربر بزواوة، ذكر أنّه بيّن فيه أنّ أصل البربر من حِمْيَر، وأنّهم عرب قحطانيّون.
وفاته(15):
وبعد عمر مديد بلغ التسعين عاما سخره في خدمة قضايا أمته خطابة وكتابة، وداعيا ومصلحا بطريقة فذة وبشكل قلما نجده لأمثاله على حد تعبير الدكتور أبو القاسم سعد الله وافته المنية سنة 1952 بمدينة الجزائر، ودفن في مقبرة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه بمنه وكرمه، أمين.
الهوامش:
(1): أنظر: أبحاث وأراء في تاريخ الجزائر للدكتور أبو القاسم سعد الله .ط. البصائر (2007)، (2/145).
(2): أنظر: الشيخ أبو يعلى الزواوي للشيخ عز الدين رمضاني، مجلة الإصلاح العدد الثاني ربيع الأول / ربيع الثاني 1428هـ الموافق لمارس/ أفريل 2007م.
(3): أنظر: خطب أبي يعلى الزواوي باعتناء عادل بن الحاج همال (ص:29)، والشيخ أبو يعلى الزواوي للشيخ عز الدين رمضاني، وأبحاث وأراء في تاريخ الجزائر.
(4): أنظر: خطب أبي يعلى الزواوي، والشيخ أبو يعلى الزواوي للشيخ عز الدين رمضاني، وأبحاث وأراء في تاريخ الجزائر.
(5): أنظر: المصادر السابقة.
(6): أنظر: المصادر السابقة.
(7): أنظر هذه الفتاوى على مجلات وصحف الجمعية من بينها جريدة البصائر.
(8): الإسلام الصحيح. ط. سعد الله (ص:18).
(9): الإسلام الصحيح. ط. سعد الله (ص:163).
(10): البصائر السنة الأولى (عدد 5 ص 8).
(11): الخطب (ص:64).
(12): الخطب (ص:7).
(13): صراع بين السنة والبدعة.ط. عالم المعرفة (2/47).
(14): المصدر السابق.
(15): الشيخ أبو يعلى الزواوي للشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله.