عبد المالك مرتاض وجهوده في التنظير لتحليل الخطاب الأدبي “المنهج السيميائي نموذجا”
بقلم: د. طارق ثابت -
إذا كانت مناهج تحليل الخطاب الأدبي تعتبر –إلى حد ما- علما غربيا أفرزته حركة النقد الجديدة, في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وبدايات القرن العشرين ,فإن هذه المناهج لم تأخذ مكانتها الحقيقية بين الدارسين العرب كمنهج أدبي وفني إلا في النصف الثاني من القرن العشرين,من طرف مجموعة من النقاد العرب استطاعوا فهم و بلورة اتجاه نقدي أدبي عربي حديث له سماته وخصائصه، ومن بين أهم هذه الأسماء النقدية العربية التي حلّقت عاليا في هذا الميدان اسم الناقد الجزائري عبد الملك مرتاض(1) الذي استطاع بحق بلورة منهج نقدي في تحليل الخطاب يغترف من أصوله الغربية ويتكأ على التراث العربي,ولهذا كان موضوع هذا البحث:هو التساؤل عن جهود عبد الملك مرتاض ومنهجه في التنظير لتحليل الخطاب، وكيف استقبل نظريات تحليل الخطاب الغربية-السيميائية منها بالتحديد- كنموذج للنقاد العرب الآخرين-وكيف تحدث عنها,وكيف أوصلها للمتلقي.
بداية يمكن القول أن " عبد الملك مرتاض: بدأ مساره النقدي السيميائي من خلال تحليله السردي لحكاية: جمال بغداد, و هي إحدى حكايات (ألف ليلة و ليلة), "رغبة منه في الدخول إلى مرحلة أكثر تأسيسا لإرسال معالم الدرس السيميائي ضمن تجربته و التفكيكية."(2)
وفي هذا يقول إشارة إلى منهجه السيميائي " فلتكن هذه محاولة ممنهجة لدراسة التراث العربي, و لتكن قبل كل شيء مدرجة لإثارة السؤال و مسلكه لاستضرام الجدال, و لتكن أيضا دعوة إلى التجديد, و لكن بعيدا عن فخ التقليد الذي ابتلينا به في هذه النظريات التي نقرؤها مترجمة "(3).
والدكتور عبد الملك مرتاض من أكثر النقاد العرب اهتماما بالمنهج ,ولهذا نراه في معظم كتبه النقدية يبدأ بطرح الإشكاليات المنهجية "إذ لا يكاد يخلو كتاب من كتبه النقدية الغزيرة بمقدمة شافية تستوفي الإشكالية المنهجية حقها من البسط والدرس"(4).
وفي كتابه (ألف ليلة وليلة-تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد) يكشف عن ملامح منهجه الجديد في قوله " أولى لنا أن ننشد منهجا شموليا تكون به القدرة على استكناه دقائق النص, واستكشاف كوامنه, و تعريف مكامنه, دون أن نقع لا في فخ البنيويين الرافضين للإنسان و التاريخ...و الاجتماعيون الذين يعللون كل شيء تعليلا طبقيا.و لا في فخ النفسانيين و هم الذين يودون جهدهم تفسير سلوكات المبدع من خلال تفسير الإبداع."(5)
وقد بين في كتابه هذا(6)، إلى نهجه المرتكز على مبدأ التوفيق بين التراث و النظريات اللسانياتية, بما فيها الإجراءات السيميائية.
وقد "أفضى المنهج المتبع بالناقد إلى جملة من النتائج الباهرة التي تخص هذا الإرث التراثي العريق,ما كان ليبلغها لو لم يكن يؤمن –وفقا للتصور التفكيكي-بانفتاح النص والتعددية القرائية للنص الواحد "(7).
كما بين في كتابه(أ-ي-دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد) الإجراءات التطبيقية لمنهجه السيميائي,وبرأي الدكتور مولاي علي بوخاتم فإن هذا الكتاب " يعد البداية الأولى ،وهو يشكل جزءا من مشروع نقدي ضخم سار من خلال اللسانيات و السيميائيات في العلوم الإنسانية, و نقلة نوعية في التأسيس الفعلي للاتجاه السيميائي و التفكيكي، و المطلع على هذه الدراسة و منهجيتها؛ يلاحظ التذبذب الذي لف عدته المنهجية رغم تنبيه ملامح السيميائية كعنوان الكتاب. إلى جانب ذلك, يستشف أن منهجية الكتاب لا تختلف كثيرا عما اعتمده في كتابه " بنية الخطاب الشعري", فيما عدى تطويره لبعض الإجراءات و التعويل على الإفادة من التفكيكية"(8).
ولعل أول ما يلفت إليه الانتباه هو عنوان الكتاب الذي لم يأْلفه التأليف العربي , ويورد الباحث يوسف وغليسي تعليلا له علاقة بالمنهج السيميائي وتأثر مرتاض به وهو أن "المرجع الأساسي الذي استمد منه العنوان ليس غير كتاب (s/z) لـ(رولان بارت), الذي حمل عنوانه على حرفين: حرف(s) الذي هو أول حرف من عنوان النص الذي يعالجه الكتاب وهو قصة sarrasine)) , وحرف z)) الذي هو أخر حرف من الأبجدية الفرنسية "(9)
ويحدد عبد الملك مرتاض في كتابه هذا منهجه بقوله:" " اضطرننا إلى تناول هذا النص و هو " أين ليلاي؟" – و يقع في ثلاثة عشر وحدة – من تفكيك المدلول و من حيث البناء اللغوي, و من حيث الحيز الشعري, و من حيث الزمن الشعري, ثم من حيث التركيب الإيقاعي و خصائصه عبر هذا النص فكان لا مناص من تناول كل عنصر من هذه العناصر في فصل مستقل بذاته."(10)
وفي هذه الدراسة النقدية اعتمد على المنهجية التالية، بحيث تناول النص تناولا مستواياتيا, درس فيه مستوى بنية اللغة, ثم المستوى التفكيكي, ومستوى الحيّز, و مستوى تعاون النص مع الزمن, ثم في المستوى الإيقاعي سالكا سبيل التشريع للنص( أين ليلاي؟). مراعاة له في شموليته, و تناوله تناولا لا يسمح بانفصال الدال عن المدلول, أو ( الشكل عن المضمون)., البحث في تشكيل الشبكة المتحكمة في العلاقات النصية مثل: علاقة الدال و المدلول في الفعل.وكذا الانطلاق من المضمون إلى الشكل أو العكس, ومن ثم الابتعاد عن الرؤية التقليدية التي يحرص أصحابها على حصر نتائج و إصدار أحكام جمالية حول النص الأدبي المدروس.و الولوج إلى عالم النص الأدبي بدون رؤية مسبقة, و ربما بدون منهج محدد و ذلك انطلاقا من ثقافته الحداثية التي تبنى أساسا على تناول الخطاب و التعامل معه وفق قواعد النقد الجديد.
و في ضوء هذا التصور الشامل لرؤيته المنهجية, قصد ( عبد الملك مرتاض) البحث في أصول المنهج المتبع (السيميائي التفكيكي) مقاربا ذلك بالبنيوية, و مجموع الأفكار التي احتوتها, مبينا السيميائية كمنهج نظري و إجرائي بالقول: " إن المتتبع لمصطلحاتها و دلالة هذه المصطلحات يستخلص منها أنها ليست لسانيات متطورة تحاول أن تكون كلية النظرة, شمولية النزعة, بحيث تتسلط على كل ما هو لغة, و خطاب وسمة و نص و دلالة و تركيبة و تأويلية (Heurmeneutique) و دال و مدلول."(11)
وفي هذا يقول الدكتور (مولاي علي بوخاتم) "و لنا في تتبع هذا التطور العام للمنهج المعتمد, تفصيلات تدل على عمق ثقافة الباحث و لغة إلمامه بعناصر الدرس السيميائي, كما تدل على حضور ملامح النظريات الغربية حضورا مستمرا في ذهنه. من ذلك, تناوله في الفصل الأول مستوى البنية, القصيدة لدى محمد العيد أل خليفة من خلال (ثلاثة عشر بيتا) ضمن عنوانها : أين ليلاي؟,و حديثه عن الخصائص البنيوية العامة و المميزات التي تتصف بها, محاولات تبرير هذا السلوكي المنهجي بعوامل أهمها:
اجتناب الوقوف في فخ التقليدين من النقاد,الابتعاد عن المفاصلة و المماثلة في الموقف النقدي, والكشف عن البنى الداخلية في النص الأدبي,وكذا إزاحة بين الشكل و المضمون, و توثيق الصلة فيها مع الليسانسات,.و أما الوجه الأخر من المنهج المتبع في الدراسة, هو اعتماده على أسلوب الإحصاء, إحصاء الأفعال و الأسماء و الحروف. و قد أفاده في عدة معطيات على أدوات النصب البلاغية و الجمالية ولأن المقالة الأسلوبية تندرج من الإحصاء إلى البينة و من البينة إلى الاستنسان و من الاستنسان إلى الوظيفة, فالبنية المناسبة هي البنية ذات الوظيفة.
ويبقى هذا العمل الإحصائي الذي قام به الباحث مشابها إلى حد ما؛ للمناهج التي أنتجها بعض الكتاب في تصنيف الأسماء و الضمائر و الصفات و الأفعال و الحروف الرابطة(Les Conjonction) مثل نماذج (باسكال فاليري) و (جبريل مارسيل) التي أجمعت كلها على تناول الظواهر النحوية في إحصاء نسبة الأفعال و الصفات من حيث العدد كلها على تناول الظواهر النحوية في إحصاء نسبة الأفعال و الصفات من حيث العدد و غيرها من الملامح.....و ترد في الدراسة مجموعة الملامح الأخرى التي تناول من خلالها بعض النماذج السيميائية, مثل(الإيقونة(Econe كإجراء اعتمده في دراسة شفرات النص و أسمائه, مركزا في ذلك على منهجه السيميائي في صورته الانتقائية المنجزة,و بذلك أسس منهجه النقدي على خصوصية سيميائية أخرى هي, التأويلية(Hermenetique) كمفهوم سيميائي يعطي التفسير الأدبي لقصيدة معينة, و ما تحمله من تركيبات لفظية في النص, معتمدا دراسات( دي سوسير) في تركيب اللغة, و هي التي كان لها الأثر الجذري في التأويل النصي, و في علم الدلالة, ثم من بعده البنيويين وما بعد البنيويين أي( السيميائيين)"(12).
وفي هذا الإطار أيضا هناك كتاب أخر لعبد الملك مرتاض يحتوي على الكثير من هذه الممارسة النقدية التي ذكرناها, والتي تمثل فضاء للشعر و تحليله سيميائيا, وهذا الكتاب هو: (شعرية القصيدة- قصيدة القراءة – تحليل مركب لقصيدة- إشجان يمانية)(13). و "هذه الدراسة تشكل إحدى الممارسات العملية المتميزة, و التي أنجزها وفق التحليل السيميائي، مستفيدا من بعض مقولات و مناهج المدارس النقدية الغربية المختلفة, و محاولا تطويرها بما يخدم رؤاه النقدية."(14) وهذا الكتاب "أثار جدلا واسعا في الأوساط النقدية العربية ومعارك ساخنة كثيرا ما افتقدها النقد العربي المعاصر"(15)
وفيه يؤكد عبد الملك مرتاض تبنيه للمنهج السيميائي و طرقه في التحليل بقوله" إن مسعانا هذا, يندرج كما سنرى ضمن هذا المفهوم الجديد نفسه للتعامل مع الإبداع أي لن يكون مسعانا في هذا الكتاب, إلا من أجل ترسيخ مفهوم القراءة بالمفهوم السيميائي لهذه القراءة التي آثرناها أن تمتد على خمسة مستويات"(16).
وحتى يعطي دفعا لهذا التحليل السردي الذي أسسه و أقامه حجة منهجية, ذهب إلى تعضيض إستراتجيته مستشهدا بآراء( كريماس). و ربما محاولة تجاوزها في بعض الأحيان, قائلا " إن النص الواحد فعلا و حقا, لا يمتنع من قابلية القراءات المتعددة, بل لقراءات لا تنتهي أبدا حيث تبث هذا في التجربة و الممارسة كشأن ما يصادف في سيرة الشعر العربي القديم خصوصا, فقد مورست عليه قراءات كثيرة"(17).
و يؤكد الدكتور مولاي علي بوخاتم أنه "في ضوء هذه المعطيات, ذهب عبد الملك مرتاض إلى بناء منهجه على خمسة مستويات, كان قد أبان عنها مسبقا في بعض ممارساته النقدية, مجتهدا في رصدها :
المستوى الأول: و يجسد قراءة تشاكلية انتقائية.
المستوى الثاني: و يجسد مقاربة تشاكلية تحت زاوية الاحتياز.
المستوى الثالث: ينصب على المقاربة الانزياحية.
المستوى الرابع: يمثل قراءة جديدة في الحيز.
المستوى الخامس: يقرأ النص من زوايا الأيقونة, الإشارة, القرينة و الرمز.
و حتى يفصّل ما أُجمل في هذه المستويات, تبنى الباحث نماذج من الدرس السيميائي متناولا في المستوى الأول عدسة " التشاكل كعينة نظرية من المفاهيم السيميائية, التي اهتدى إليها من خلال سيميائية ( كريماس ( AJ gremase, ومن هنا تابع تحليله للقصيدة قاصدا تقديم مقاربة تشاكلية تحت زاوية الاحتياز, وفق سبل مغايرة لما انتهجه في معالجته النص في كتابه ( بنية الخطاب الشعري), وآخر ملامح المنهج السيميائي في هذه المعالجة, هو تناوله النص – في المستوى الخامس- عبر رباعية سيميائية مركبة تتمثل في( الأيقونة, القرينة, الرمز,و الإشارة) ساعد كثيرا في الوقوف على لغة الاتصال الاصطناعية, ثم إن القرينة (Indice), عنصر أخر له فعالية في المنهج السيميائي.
و هناك الرمز(Symbole) كمفهوم تبناه من خلال أفكار السيميائيين 🙁 تشارل بيرس), (دي سوسير), (كريماس), و آخر هذه العناصر التي اعتمدها عبد الملك مرتاض الإشارة(Signale)."(18)
وهكذا من خلال كل هذه القراءات يتبين لنا أن منهج عبد الملك مرتاض هو منهج سيميائي؛ يجمع بالإضافة إلى سيميائيته الأسلوبية التفكيكية. في تكامل إيجابي.(19)
أما عن جهود عبد المالك مرتاض التنظيرية فمنذ مطلع الثمانينات تحددت معالم الاتجاه السيميائي في دراسات عبد الملك مرتاض النقدية من خلال العدد المعتبر من دراسته النقدية في هذا المجال, فمن خلال ما كتب مثل:
* ألف ليلة و ليلة تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد" 1983.
* أ.ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة " أين ليلاي" لمحمد العيد آل خليفة 1992.
* شعرية القصيدة- قصيدة القراءة, تحليل مركب لقصيدة " أشجان يمامية" 1994.
* تحليل الخطاب السردي – معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية " زقاق المدق" 1995.
* مقامات السيوطي- دراسة 1996.
من خلالها " يتضح لنا منهجه السيميائي في خاصتين اثنتين هما :
الأولى : الطابع السيميائي فكل دراسة.تحمل عنوانا سيميائيا.
الثانية: التكامل في الإفادة من جميع التيارات اللسانتية و المخصبة بالتيار السيميائي مثل: البنيوية بمدارسها و التفكيكية و الأسلوبية بإجراءاتها"(20)
وقد أكد مرتاض استفادته المبكرة من النقد الجديد وتياراته بقوله" لولا طائفة من النقاد الثوريين الذين رفضوا أن يظل النقد على ما أقامه( تين) و( لانسون) و( بيف), واقبلوا يبحثون في هذا النص بشرط علمي عجيب, فاخذوا يقلبون أطواره على مقالب مختلفة, و من هؤلاء : الاجتماعيون, و البنيويون و التفكيكيون و التشرحيون و السيمائيون, و أثناء ذلك الاسلوبيون, لكان أمر النقد و دراسة النص الأدبي بخاصة انتهى إلى باب مغلق لا ينفتح بأي مفتاح."(21)
ومصادر مرتاض السيميائية هي "ضمن ذلك التوجه الحضاري الذي لايتنكر للذات- ممثلة في التراث- ولا ينغلق على ثقافة الآخر الوافدة, منخلال ذلك الحوار المنهجي الذي يقيمه بين القديم والجديد, ومن خلال ذلكالتأصيل النظري والممارسة التطبيقية التي يقابل فيها بين بعض إشكالاتالتراث وبعض مسائل الحداثة المنهجية, كما فهمها وصاغها, مقترحا في خضمذلك بمفاهيم جديدة تكمل النقص الموجود وتملأ الفراغ المعاين. وهذا بغيةتأسيس بدائل معرفية, وصياغة نظرية- أو نظريات- نقدية وميتانقدية, تكون قادرة على خلخلة التفكير الأدبي السائد, وملامسة كل, أو بالأحرى جل مستوياتالتحليل النصي وتأويلاته, سواء في علاقته بذاته كنظام لغوي رامز, أو فيعلاقته بمختلف الظواهر والأنظمة الأخرى المحيطة والمحايثة والموازية(كالمجتمع والتاريخ والإيديولوجيا والثقافة السائدة...) عبر شبكة منهجيةمتعددة ومتجانسة"(22)
ويمكن أن نحدد المصادر السيميائية لعبد الملك مرتاض" وذلك من خلال:
أ. المصادر الحداثية:
كان لأحداث 1986 م في فرنسا الأثر العام في وقف المد البنيوي و مضاعفة الاتجاه النقدي و بدأت ثورة السيميولوجية أو فيما يطلق عليه ( السيميائية), كمنهج و نظرية, و هي وريثة اللسانيات البنيوية في نمطية جديدة " تهدف إلى القراءة المفتوحة على نقيض البنيوية التي تدعوا إلى تأصيل القراءة وفق قواعد موضوعة سلفا, بقراءة فاعلة منفعلة.
و "لما كان هذا العلم, غير موجود – حتى الآن- في النقد العربي المعاصر إلا في صورته الاجتزائية, من خلال بعض التجارب, فان اشتعال أواره في فرنسا على يد عمالقة النقد السيميائي, يسر نقله إلى الجزائر من طرف الباحث عبد الملك مرتاض- في مطلع الثمانينات- داعيا إلى إرساء قواعد هذه النظرية ثم اعتبارها متطورة تحاول أن تكون كلية النظرة, شمولية النزعة, بحيث تتسلط على كل ما هو لغة و خطاب و نص و دلالة و تركيب و تأويلية و مدلول, و كل هذه المصطلحات التي كان معجم اللسانيات يعج بها قبل ظهور هذا العلم. "(23)
وفي أكثر من موضع في العديد من مؤلفاته نراه يفصح ويعلن عن تأثره بالدراسات الحداثية الغربية, يقول: " فلتكن هذه محاولة منهجية لدراسة التراث العربي السردي, و لتكن قبل كل شيء, مدرجة لإثارة السؤال, و مسلكه لاستخدام الجدال, و لتكن أيضا دعوة إلى التجديد,
و لكن بعيدا عن فخ التقليد الذي ابتلينا به بهذه النظريات التي نقرؤها في لغاتها الأصلية طورا, و نقرؤها مترجمة طورا آخر, فإذا عدواها تسري كالسموم التي تتسرب في أجسامنا."(24)
وحتى يتمكن من الأخذ الجيد بهذه النظريات الحداثية كان لابد عليه أن يعلن القطيعة مع المناهج القديمة, مع تمسكه بالتراث وفي هذا يقول : " أما ما نود نحن, فهو أن نفيد من النظريات الغربية, القائم كثير منها على العلم كما نفيد من بعض التراثيات و نهضم هذه و تلك, ثم نحاول بعد ذلك عجن هذه مع تلك عجينا مكينا, ثم بعد ذلك نحاول أن نتناول النص برؤية مستقلة مستقبلية."(25)
وفي تطبيق هذه النظريات الحداثية, استفاد مرتاض -وخاصة في تقنيات السرد- من النقد العالمي و رواده وعن هذا يقول: " نود أن نقدم نبذة صغيرة عن هذه التقنية القصصية للقارئ الغير متمكن من اللغات الغربية الحديثة, فالعمل السردي أو علم السرد الذي يتحدث عنه؛ فيتخذ له موضعا للبحث, هو علم مكمل للعلوم السردية التي تشمل كل ما هو صلة بهذه التقنية التي تعد أم التقنيات الأخرى."(26)
و هكذا نجد الكثير من المفاهيم لديه المستمدة من المعجم السيميائي لـ(كريماس), أو (تودوروف) مثل مصطلحات العمل السردي و السارد الروائي وغيرها .
وهو يؤكد هذا قائلا: " إن الوصف ألْزم للسرد, إذ غاية السرد هي تحديد الوجه الزمني و الدرامي للسرد من قيود الوصف, على حين أن الوصف يكون تعليقا لسارد الزمن, و عرقلة تعاقبه عبر النص الزمني مما يخفي حتما إلى تمديد الزمن من الخبر, بحكم أن الوصف, كما هو معروف لدى الأشياء و الكائنات, و ينص عليها من حيث هي مناظر".(27)
وكثيرا ما يلاحظ في كتاباته, اعتماده على الإجراءات السيميائية ممزوجة ببعض ملامح البنيوية و التفكيكية, و في هذا يقول: " و هذا النص لمحمد العيد جئنا إليه عن قصد و اختيار؛ بعد أن جلنا طويلا لقصائد ديوانه الأخر, آثرناها بالتشريح و التوسيع بخصائص فنية لم نلاحظها في غيرها, و منها اصطناع الرمز."(28)
و "عند الانتقال إلى الكشف عن ملامح السيميائية في هذه الممارسة مثلا, تظهر إفادته من بعض عناصر البنيوية لاسيما بخصوص تناول شفرات النص و العلاقات التي تحكمها, حيث درس الطرفين البينة اللغوية و مسالة الدال و المدلول في الفعل, بوصفها مسالة من المسائل التي أثارها (دي سوسير) في مدرسته ( جنيف),و تبعا لهذا المعطى المنهجي – نفسه- في المستوى التحليلي عمد إلى الانطلاق من المضمون إلى الشكل, و من الشكل إلى المضمون, مستمدا رؤيته هذه من أفكار مشرفه الفرنسي ( أندريه مكائيل (A.Michael ضمن رؤاه البنيوية, و تزداد ملامح النظرية البنيوية في مصادره المطعمة بالنظرية السيميائية, من خلال اعتماده رؤية ) ميشال فوكو (M.Faucault البنيوية بخصوص النص الأدبي, و عدم التقيد فيه بالرؤية المسبقة أو المنهج المحدد, و ظهر ذلك جليا في قوله " نلج عالم النص الأدبي عادة بدون رؤية مسبقة, و ربما بدون منهج محدد من قبل."(29)
و قد بدا واضحا اعتماد الباحث على بعض مظاهر اللسانيات, من خلال مصادرها المعجمية الأولى الأصلية كمعجم( كريماس) و ( كورتيس) السيميائي و معجم (جان ديبوا) اللسانياتي, و في هذا يقول: " إلى كل هذه المصطلحات التي كان معجم اللسانيات يعج بها قبل ظهور هذا العلم، و لكنها السيميائية، حاولت تطوير هذه المفاهيم و تطويعها, لا تجاهلها, فأضفت عليها معاني جديدة لم تكن فيها من قبل, و نلاحظ أن كثيرا من هذه المفاهيم تنازعتها الألسنية ( اللسانيات و السيميائية) و التشريحية نفسها."(30)
و "إضافة إلى ذلك, يلاحظ وجه أخر لمصادره السيميائية, متمثل في مؤلفه( شعرية القصيدة قصيدة القراءة) هذا الكتاب الذي اصطنع من خلاله عنوانا جديدا, و أفقا قرائيا متعددا, هو قراءة القراءة كمفهوم اقرب إلى ما ترجمه ( سامي سويدان) لمصطلح(نقد – النقد) ضمن مؤلف ( تودوروف), و ذلك بغض النظر عن اختلاف الغايات عند عبد الملك مرتاض و تودوروف, لأن هذا الأخير, كانت غايته حينما صار هذا المفهوم, هي التعريف بالمدارس الكبرى المعاصرة للنقد العالمي. بيد أن مبرر عبد الملك مرتاض هو قوله إن مصطلحنا قراءة القراءة قد يكون ادخل في موقع اللغة الجديدة, و أولج في هذا القيام الجديد الذي يشرئب إلى اعتبار النقد قراءة احترافية أساسا, لا شيئا آخر."(31)
وما يجب ذكره أن عبد الملك مرتاض استعمل الكثير من المفاهيم السيميائية في كتبه مثل : ( الأيقونة – القرينة- الرمز- والإشارة), فمثلا (الأيقونة), هذا المصطلح الديني المسيحي الأصل, رجع عبد الملك مرتاض إلى جملة من التعريفات التي أوجدها المنظرون السيميائيون, مثل: (جان ديبوا) و( اندريه مارتنيه) الفرنسيَيْن.
وأما في تحليله للنصوص السردية فيبدوا تأثره الشديد والأخذ من أفكار المدرسة الشكلانية وأقطابها البارزين مثل:( رولان جاكسان) و( طوماسفيسكي) و( ايكنيوم) و( جيرومونيسكي) كما يبدوا ذلك في كتابه (تحليل الخطاب السردي-معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية زقاق المدق)(32).
كما يظهر تأثر مرتاض بآراء (جاك دريدا) ومذهبه, من خلال كتابه ( أي دراسة سيميائية تفكيكية) وفي هذا يقول:" أن نحرس على تناول النص الأدبي تناولا مستوياتنا, بحيث نسلط عليه الضياء تسليطه عليه من مستويات مختلفة, فندرس النص مثلا في مستوى بنية اللغة ثم في المستوى التفكيكي"(33).
و "هكذا ظهر عامل تأثره بهذه النظرية واضحا في أعماله, من خلال استمداده الفكري من الروافد الفلسفية المتعددة فيها, على أن الأساس الذي عنى به في ذلك هو نقده للبنيوية, حيث برهن على أن مفهوم البنية ينتمي إلى التقاليد الفلسفية, وان البنيوية نتيجة ذلك وبذلك, تزعّم الباحث هذا المنطلق الفكري منهجيا وإجرائيا, محاولة منه في تطويع أفكاره ومقاربتها مع تعقيدات نظرية لسانياته تمثلتها كتابات( بارت) و(تودوروف) غير أن هذه الإفادة النظرية والفكرية عند عبد الملك مرتاض اقتصرت على بعض المؤلفات المحدودة نسبيا لعلماء مثل ( كريماس) و (ج. بيكونPicon ) بوصفهما مرجعين أضاء الكثير من أفكار( جاك دريدا ) ومن المنظور الإجرائي, تمثّل عبد الملك مرتاض أفكار التفكيكية لدى ( دريدا) من خلال تحليله لغة القصيدة( أين ليلاي؟) لمحمد العيد آل خليفة"(34).
ب- المصادر التراثية:
لا شك أن المنهل التراثي يمثل أحد المصادر الهامة التي اتكأ عليها مرتاض في بلورة وتشكيل منهجه السيميائي وقد صرح بذلك مرارا في كتاباته ومن ذلك قوله:" أما ما نود نحن, فهو أن نفيد من النظريات الغربية, القائم كثير منها على العلم كما نفيد من بعض التراثيات و نهضم هذه و تلك, ثم نحاول بعد ذلك عجن هذه مع تلك عجينا مكينا, ثم بعد ذلك نحاول أن نتناول النص برؤية مستقلة مستقبلية."(35), وهذه الرؤية التراثية يمكن أن نحددها من خلال تلك الدراسات التي أنجزها حول بعض كتب التراث مثل: مقامات السيوطي, وألف ليلة و ليلة تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد. وغيرها وهو في كل هذا ينزع إلى " التركيبالمنهجي المفتوح والمنتشر, عوض القراءة المغلقة المتقوقعة ذات المنهج الواحد ,مزاوجا بين التراث البلاغي القديم ومعطيات السيميوطيقا الحديثة, وناهضا فيخضم ذلك ومعمقا لحوار نقدي ومعرفي بين ما أنجزه التراث البلاغي واللغويوالنقدي العربي وبين تلك التصورات والآليات الحديثة التي يقدمها النسق المعرفي الغربي... هذه الإستراتيجية المزاوجة بين التأصيل المعرفي المنغرس بعمق في تربة التراثوالتحديث المنهجي السابح بحرية في فضاءات الحداثة الغربية, والذي يتبدى بوضوحفي تلك المقابلات العديدة التي يقيمها بين بعض منجزات التراث اللغويةوالبلاغية والنقدية وبعض الطروحات الغربية (الأسلوبية و السيميائية خصوصا (هي التي جعلته يمتاح من معين التراث فيما هو لا يفتتن بصراعات الحداثةالغربية على اعتبار أنها الخلاص والمنتهى, ولذلك نراه يؤكد بجرأة وثقة بأنهذه الأدوات الجديدة التي تطالعنا بها كل يوم العلوم الإنسانية, ليستغاية, فذلك تدبير مفلس في رأيه, وإنما هي مجرد وسيلة مطورة لرؤيتنا إلى النص, ومكملة للنقائص التي كانت تعيق مساعينا في التحليل للاقتراب بأعمالنا إلىنحو الكمال ولذلك فلا ينبغي لها- أي هذه الأدوات الجديدة- أن تستأثر بالتفرد والتربع على عرش المنهجيةلدينا "(36).
ومشرب مرتاض التراثي وعنايته به ومحاولة المزواجة بين ما هو حداثي وما هو تراثي كثيرة الورود في كتاباته, من مثل قوله " أن العرب من الأمم التي عملت بفتح النصوعطائيته بحيث نلفيهم يولعون ايلاعا شديدا ببعض النصوص كما حدث مثلا لشعرالمتنبي الذي وصلنا من التراث أكثر من ثلاثين قراءة أشهرها قراءات ابن الأثيروابن جني وابن سيده, وأبي حيان التوحيدي والشريف المرتضي"(37)
وللتدليل على هذا سوف نرى كيف أستطاع مرتاض –إلى حد ما- توظيف التراث للخروج من أحد أهم المعوقات التي تعيق النقد السيميائي العربي,ونعني بها قضية المصطلح,ومن بين هذه المصطلحات نجد(سمة, سيميائية...وغيرها.)
1- مصطلح " سمة" (Signe): من أصل لاتيني(Signum), و هو مرادف للأمارة و العلامة, و هو مصطلح عربي سليم, ورد ذكره, عند (ابن المنظور) باسم (سيما)و(سومة), على أن مفهوم العلامة, في نحو قول( ابن الأعرابي) السيم: العلامات, و الخيل الموسومة, أي المعلمة, و السوما بمعنى العلامة التي يعرف بها الخير و الشر.و "يأتي مصطلح (سمة) في طليعة المصطلحات السيميائية النقدية التي عني بها عبد الملك مرتاض و حددها عبر محورين هما: محور التراث, و محور الحداثة, ضمن بعض المقالات التي أوردها في هذا المجال, و ذلك انطلاقا من أن السمة هي المكون الأساسي و الوحدة الرئيسية في أي سيميائية يعنيها, و لان المفهوم في اعتقاده, مرجعه إلى العرب, حيث أنهم تعاملوا منذ القدم بأسلوب إشاري, و بالألوان أثناء الأفراح و الأتراح. و حين البحث عن دليل يؤيد هذا المنحى, نشير إلى قوله إن الأمم عرفت مفهوم السمة و تعاملت معه من المظاهر التي ربما أهمها(الإشارة),و استخدام اللون, و إقامة الطقوس المتعلقة بممارسة الشعائر الدينية و التعبير عن الأفراح وقوله إن العلامة تنصرف إلى معنى قريب من مادة (وسم), دون أن يكون في الاستعمال العربي, و لعله أن يكون آتيا من العلامة و العلم, و منه اخذوا علامة الثوب لدى القصار حتى تميز الأثواب بعضها عن بعض, و في موضع آخر و حتى يؤكد عبد الملك مرتاض تبنية لفظة(سمة) أشار – من الوجهة الفلسفية لدى (بيرس)- إلى بعض المفاهيم و العلاقات الثلاثية الأطراف التي أقامها هذا العالم و هي :
أ- السمة الوصفية(Quali-signe) .
ب- السمة الفردة(Sinsigne)
ج- السمة العرفية(Legisigne).
و هو بذلك لم يخف اصطدامه بمعضلة ترجمة هذا المصطلح, حينما ترجم مقالا بعنوان الأصول السيميائية في فكر شارل بيرس لان بعض الباحثين من مثله ترجموا المصطلح ذاته بصياغة أخرى."(38)
2- مصطلح-سيميائية: و هو أحد المصطلحات التي عرف استخدامها تباينا كبيرا بين مختلف الدارسين العرب فظهرت عدة مصطلحات مثل (السيميائية ،السميولوجيا، السيميوتيكا), لذا استعمل عبد الملك مرتاض مصطلح سيميائية فكتب (دراسة سيميائية تفكيكية لنص أين ليلاي) ودراسة أخرى بعنوان (ألف ليلة وليلة - دراسة سيميائية تفكيكية ).فـ"أثر مفهوم السيميائية معتقدا أن المصطلح أتى من المادة (س و م ) التي تعني فما تعني العلامة التي يعلم بها شيء ما، أو حيوان ما، ومن هذه المادة جاء لفظ السيميا,وعلى هذا الأساس ، قدم مصطلحات مثل: سيموية و سيميائية و اعتبرها أسماء لعلم يشتمل على مجموعة من الإجراءات التي بواسطتها يتم قراءة النصوص الأدبية قراءة سيميائياتية. وأما مصطلح السيماءوية يجب أن يستعمل حين الوصف أو النسبة إلى هذا العلم ، وهناك ما هو سيماءوي وهو الشيء المنتسب لهذا العلم أو الموصوف به وهناك ما هو سيميائياتي، وهو الجانب التحليلي أو التطبيقي لهذا العلم,وفي سياق البحث عن سر تراجع مرتاض عن المصطلح الأول وإيثاره مصطلح سيميائية قال بأن مصطلح السيميائية. عربي سليم وصحيح جاء من السيما بمعنى العلامة ، قال الله تعالى :(يوم يعرف المجرمون بسيماهم). ثم أضيف إلى السيما الثنائية العلمانية (وهي التي تعرف لدى عامة الناس بالياء الصناعية ) فأصبحت دالة على النزعة ، وعندنا من النقاد العرب الحداثيين ممن لا يحرصون على هذه الصياغة العربية الصحيحة ، ومن يطلق عليها السميولوجيا باستعمال المصطلح الغربي كما هو، على أن مصطلح السيميائية أو السميولوجيا هو غير السيميائيات أو السيميوتيكا.
إن مثل هذا الاعتقاد جعله يقترح السيميائية تجنبا للجمع بين ساكنيين في اللفظة (سيميائية )، مقتربا من الوجهة اللغوية الخالصة في اللغة العربية "(39).
إذن من خلال هذين النموذجين من المصطلحات يتجلى لنا بوضوح كيف وظّف مرتاض التراث العربي في دراساته لتحليل الخطاب ,ولا عجب في ذلك فمرتاض-كما رأينا- يتكأ على ركيزتين هامتين : التراث الذي هضمه والنظريات الحديثة التي استطاع كيف يستوعبها جيدا.
والخلاصة أن تجربة عبد الملك مرتاض في مناهج تحليل الخطاب وخاصة في المنهج السيميائي تجربة غنية وثرية ,سواء من حيث المنهج الذي اتبعه أو المصادر التي أخذ منها,فــ"عبد الملك مرتاض من أبرز النقاد حرصا وأشدهم على مواكبة ما يروج في الساحة النقدية من مناهج معاصرة,بكثير من النظريات النقدية الحداثية,وإجراءات مختلفة و متباينة المرجعية حاول من خلالها تناول النصوص الإبداعية المختلفة الجنس والمرجعية قديمة وحديثة,شعرية وسردية,وتلك خاصية رافقته منذ أن طرق مجال النقد"(40).
أما مصادره فارتكزت على محورين الأول حداثي والثاني تراثي مما "ساعده على التعامل مع الثقافة الوافدة ببصيرة متفتحة وذوق أصيل, فلم يتعامل مع المناهج الغربية بروح آلية عمياء,بل كان يطعمها بذوق تراثي,ويصل الغربي بالعربي كما فعل بين (جان كوهين) و(الجاحظ), (جاكبسون) و(ابن خلدون), (كريماس) وبعض البلاغين العرب"(41) وهذا ما جعله من أبرز النقاد العرب الذين يحاولون الربط بين المفاهيم الحديثة والتراث العربي ,والجمع بين كل ما هو حداثي وكل ما هو تراث وإيجاد رابط بينهما , ومحاولة الخروج بمنهج سيميائي عربي يتكأ على التراث من جهة ويمسك بكل ما هو حداثي من جهة أخرى.
وإن تجربة غنية وخصبة كتجربة عبد الملك مرتاض تحتاج إلى دراسات أكثر, لما له من فضل السبق على النقاد المغاربة-وحتى العرب- في استيعاب وإدخال المناهج الحداثية برؤية علمية واضحة تستند على التراث وتتكئ على الجديد دائما.
الهوامش:
1- عبد الملك مرتاض جزائري أصيل , ولد بتلمسان سنة 1935م ، نال شهادة الدكتوراه في الآداب في سنة 1983 من جامعة السربون عن أطروحة حول فنون النثر الأدبي بالجزائر أشرف عليها المستشرق الفرنسي (أندري ميكال).,ليُرقى بعدها في سنة(1986)إلى درجة بروفيسور في الآداب. يتميز بالغزارة في الإنتاج في شتى الحقول الأدبية والمعرفية ,حيث أنه كتب في التاريخ والنقد والرواية والقصة والشعر ولهذا عدّ من أغزر كتاب الجزائر تأليفا وأكثرهم تنوعا وثراء. وللاستزادة أكثر عنه أنظر : د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص245 و يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص127 و الموقع الإلكتروني -لمجلة اليمامة الثقافية,حوار مع مرتاض,:http://www.yamamahmag.com/1852/2.html
2- د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص69.
3- عبد الملك مرتاض,ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993,ص8.
4- يوسف وغليسي: الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص31.
5- عبد الملك مرتاض,ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993,ص11.
6- ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993.
7- يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص65.
8- د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص72.
9- يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص69.
10- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص7.
11- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص11.
12- د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص72
13- عبد الملك مرتاض,بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1991.
14- د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص78.
15- يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص62.
16- عبد الملك مرتاض,بنية الخطاب الشعري دراسة تشريحية لقصيدة أشجان يمانية,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر ص18
17- نفسه ص:17
18- د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005,ص79.
19- لاستزادة أكثر أنظر : يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض,ط1,منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص78.و د.مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص81.
20- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص14.
21- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص19.
22- قادة عقاق,هاجسالتأصيل النقدي لدى عبد الملك مرتاض بين وعي التراث وطموحالحداثة,موقع مجلة نزوى: http://www.nizwa.com/volume38/p272_276.html
23- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص15.
24- عبد الملك مرتاض,ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993,ص11
25- المرجع السابق ص12.
26- نفسه ص84.
27- عبد الملك مرتاض,ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993,ص87.
28- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص07.
29- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص18.
30- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص21.
31- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص19.
32- الصادر عن ديوان المطبوعات الجامعية, الجزائر1995.
33- عبد الملك مرتاض,أ-ي دراسة سيميائية تفكيكية لقصيدة أين ليلاي لمحمد العيد, ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1992,ص11.
34- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص28.
35- عبد الملك مرتاض, ألف ليلة وليلة –تحليل سيميائي تفكيكي لحكاية جمال بغداد,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر1993,ص12.
36- قادة عقاق,هاجس التأصيل النقدي لدى عبد الملك مرتاض بين وعي التراث وطموحالحداثة,موقع مجلة نزوى: http://www.nizwa.com/volume38/p272_276.html
37- عبد الملك مرتاض, التحليل السيميائي للخطاب الشعري (النص من حيث هو حقلللقراءة), علامات ج5, م2, ربيع الأول 1413, سبتمبر 1992,ص145.
38- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص123.
39- المرجع السابق ص127.
40- مولاي علي بوخاتم:الدرس السيميائي المغاربي،ط1,ديوان المطبوعات الجامعية,الجزائر2005 ص239.
41- يوسف وغليسي:الخطاب النقدي عند عبد الملك مرتاض ,ط1, منشورات رابطة إبداع,الجزائر2002,ص123.