قراءة منهجية تاريخية في مذكرات محمد مهري ومضات من دروب الحياة
بقلم: د. مصطفى عبيد-
كتابة المذكرات هو فن قائم بذاته من فنون الكتابة، لم يستقر فيها الكتاب على طريقة واحدة للتعبير عن ما خالج ويخالج صدورهم في قضايا الحياة. ولذا فقد تجدها يومية؛ كما قد تجدها مناسباتية، وتجدها موضوعية كما قد تجدها ذاتية، وتجدها بريئة صادقة كما قد تجدها متلونة بألوان توازن القوى، وتجدها سطحية كما قد تجدها عميقة في الطرح.
وكتابة المذكرات عموما وتلك الخاصة بفترة الثورة الجزائرية ليست بالأمر الجديد بالنسبة إلينا كباحثين، ولكن ربما الجديد فيها هو ما تكشف عنه في محتواها عن أحداث الثورة وعن الشخصيات الفاعلة فيها، ودور المثقفين في أحداثها، وعلاقتهم بعضهم ببعض؛ ومع المسؤولين العرب وفي العالمين، ونقاط الظل والمسائل المختلف فيها في تاريخ الثورة الجزائرية...
ويأتي اختيارنا لتناول مذكرات محمد مهري الموسومة بعنوان: "ومضات من دروب الحياة" بقراءة منهجية تاريخية لتصب في هذا الإطار، وبالتالي معرفة قيمتها في التأريخ لنشاط الطلبة الجزائريين وتاريخ الجزائر بصفة عامة خلال مرحلة الثورة؛ من خلال التطرق إلى القضايا المتناولة فيها ومدى ارتباط كاتبها بأحداثها وبالمؤثرين في صناعة تلك الأحداث ومدى توثيقها وقراءة الأحداث التاريخية فيها... فكانت تلك هي الإشكالية التي وددنا معالجتها في هذه المداخلة.
التعريف بصاحب المذكرات:
ينحدر محمد مهري بن علي بن الهادي بن أبي القاسم (؟=ابن وحيد لم يذكر اسمه) بن (م=رمز لخ محمد مهري بحرف الميم وربما تعني محمد) من عائلة جمعة بين التدريس بالمساجد كما فعل جدخ م (محمد؟) حين كان مدرسا بمسجد عقبة بن نافع ببسكرة، وبين الفلاحة مثلما مارسها الأحفاد على أرض أجدادهم، من دوار "لولاش" ذات الأصول الأمازيغية الشاوية، تقطن جبل أحمر خدّو بين خنشلة وبسكرة في بيئة تنتمب إلى منطقة الأوراس. وقد جمع العنصر الشاوي كما هو معروف بين الغلظة والرقة في آن واحد. وقد ساهمت الظروف الحياتية مجتمعة في تكوين شخصيتهم هذه، والتي منها شخصية محمد مهري. منتهين في نهاية المطاف إلى أحكام الشرع الإسلامي وتطبيق الأعراف والعادات والتقاليد في تسوية الخلافات ولو كلفهم ذلك البحث عن مفتين من مكان بعيد(1).
ومن مظاهر رفض الظلم في شخصية عائلة مهري؛ تمرد والده علي ضد قايد قرية نافراوت التي استقر بها، الشيخ الزيادي(2). وقد انتهى التمرد إلى مقتل القايد وتسليم علي نفسه للقوات الفرنسية وسجنه بأريس؛ ثم بالحراش؛ حيث عملت إدارة الإحتلال على تجنيده رفقة الجزائريين الآخرين فأعلن تمرده ثانية وعكف على تنظيم حركة مسلحة مع الفارين معه من السجن. وبفعل انعدام السلاح عدا ما كان لديهم من رماح قرر الفارون العودة إلى مناطقهم الأصلية لتكوين خلايا مسلحة لكن السلطات الاستعمارية اكشفت أمره سطيف فسجنته ثانية وأرسلته إلى مرسيليا ومنها إلى فاردان حيث قاتل قتالا بطولية نال على إثره وسام المحارب. قيل أن يعود إلى الجزائر ويقطن بمشونش حيث أنجب زينب ومسعود ثم بمنطقة تكوت حيث رزق بابنه محمد صاحب المذكرات؛ ثم ببنيان حيث ازدان فراشه بالسعيد، قبل أن يعود إلى مشونش حيث عاش بها إلى غاية وفاته بها في 18 أفريل 1974 في الثمانينات من العمر. وهنا كانت البدايات الأولى للتعليم القرآني للطفل محمد (صاحب المذكرات).
كانت انطلاقة مرحلة التمدرس سنة 1939 حين أمر الأب على ابنه محمد بمرافقته إلى معلم القرآن الشيخ سي سالم بالكتاب الموجود بحي قرن أولاد علي بن عبد الرحمن. قبل أن يلتحق بمسجد سدي بركات بحي الرمل حفظ فيه محد نصف القرآن الكريم بدون اتقان بسبب القسوة حتى الشيخ أحمد السرحاني سنة 1944 إلى مسجد الحي ثم إلى مسجد زاوية سيدي حمودة رفقة الشيخ حمودة زكرياء وهو من تلاميذ الشيخ عبد الحميد بن باديس، فشهدت مشونش نهضة حقيقية قادتها مجموعة من المناضلين على مختلف مشاربهم السياسية والأيديولوجية ومنهم رئيس خلية حزب الشعب بمشونش أحمد بن عبد الرزاق أو سي الحواس فيما بعد(3).
وفي سبتمبر من سنة 1949 انتقل محمد إلى معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس وأعجب بأفكار تلاميذ وادي الزناتي والحروش من نجباء تلاميذ مدرسة الكتانية، لا سيما: عبد الرحمن مهري (أخ عبد الحميد مهري) وحملاوي مهري وعبد المجيد كحل الراس وعمار شطايي وعلي قروي ومحمد قديد... لم يستطع اكمال السنة الثالثة والأخيرة بسبب المرض فانقطع عن الدراسة في تلك السنة (1952) وتفرغ للعلاج حيث أجرى عملية جراحية وعاد إلى الجزائر سة 1953... وواصل دراسته بمعهد ابن باديس سنة أخرى حيث وفدت لجنة الامتحان من الزيتونة وقبل يوم واحد من إجراء الامتحان في صيف سنة 1954 التحق محمد بنداء الجهاد بالأوراس عن طريق صديقه محمد ميموني(4). لكن لم يصل به أحد من الثوار فقرر الانتقال إلى المشرق العربي في إطار بعثات جمعية العلماء التي دأبت على إرسالها هناك منذ سنة 1952. ومن مصر التي انتقل إليها عبر تونس وليبيا وجهه الشيخ البشير الإبراهيمي في نهاية سنة 1954 إلى سوريا حيث أنهى دراسته بها مساهما بمختلف النشاطات الطلابية النضالية في إطار رابطة الطلبة الجزائريين بالمشرق العربي؛ فرع دمشق التايع لجبهة التحرير الوطني. قبل أن يعود إلى الجزائر في أوت 1962 (5) حيث تفرغ للعمل في الإذاعة ثم في مناصب كثيرة أًهمها مدير إدارة الشؤون الدينية ممثلا لوزارة الأوقاف؛ وبعد أحداث جوان 1965 قرر الالتحاق بفرنسا لإكمال دراسته والحصول على شهادة الدكتوراه في القانون وهو ما كان له بباريس ومنها عاد إلى الجزائر ليدخل عالم المحاماة(6) إلى غاية اليوم حيث له مكتب بالمدية(7).
التعريف بمذكرات محمد مهري:
جاءت مذكرات محمد مهري في كتاب مطبوع عن دار السائحي بالجزائر، في 399 صفحة من الحجم العادى وقد أهدى إلي بنسخة منها بتاريخ 20 أفريل 2015 بفندق الأوراس بمدينة الجزائر العاصمة. وقد تناول فيها حياته انطلاقا من أصول عائلته وجذورها التاريخية إلى غاية الآن من خلال دراسة قضايا معاصرة ألقت بظلالها على كثير من التفاعلات السياسية كالمسألة الأمازيغية...
وقد اعتبر مهري مذكراته هذه مرآة لنفسه حيث قال: "أيها القارئ العزيز: أعذرني إن كنت قد أملك بحديث تحدثت فيه عن نفسي في مختلف أطوار حياتي التى استهلكت منها سبعين سنة. فالكتاب اًولا وأخيرا هو مذكرات وروايتها لا يمكن أن تنفصل عن صاحبها وهي ترسهم لحياة صورة صادفة لا زيف فيها ولا تنميق وتقدم لقارئها عا رافق حياة صاحبها من كفاح وتطورات وأحداث غطت مرحلة من آخصب وأغنى فترات تاريخ بلادنا"(8).
القراءة المنهجية التاريخية للمذكرات:
حاولنا أن نختصر قراءتنا المنهجية التاريخية هذه في نقاط واضحة الدلالة والمعالم على النحو التالي:
1- جاءت المذكرات حافلة بالأحداث التاريخية حيث غطت فترة تاريخية هامة من تاريح الجزائر. فرغم أنها كانت تختص بحياة محمد مهري ودوره في الحياة لكته قد حاول أن يسجلها (حياته) في إطار التاريخ المحلي والوطني والإقليمي انطلاقا من قريته بمشونش والثورة بالجزائر إلى غاية المشرق العربي والصراعات الدولية وعلى رأسها الصراع العربي الصهيوني.
2- حاول محمد مهري في مذكراته هذه الجمع بين الرواية وإبداء رأيه فيما يعرض من أخبار أو أحداث تاريخية. فقد اختلفت مذكراته عن كثير من المذكرات الأخرى التي تكفي بسرد الأخبار دون التعليق عليها كمنهج ألزم به بعض المؤلفين أنفسهم. بينما اختار مهري الجمع ين جمع المادة الخبرية التي كان شاهدا عليها أو قريبا منها وبين إبداء رأيه فيها شرحا أو تعليقا أو تفسيرا. ويتجلى ذلك في عرضه لكثير من الأحداث التاريخية كدور جمعية العلماء في الثورة، ودور طلبة معهد عبد الحميد بن باديس وتلامذته لا سيما من قدماء المدرسة الكتانية وعلى رأسهم عبد الحميد مهري وعبد المجيد كحل الراس... رحمهم الله تعالى في بث الفكر الوطني والوعي التحرري في تلاميذ معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى درجة أن أبدى إعحابه بهم رغم الإشارة إلى أنه يختلف معهم في الانتماء فهم
من أبناء حزب الشعب وهو من أتباع جمعية العلماء.
3- التركيز على الطابع الأكاديمي في الطرح، فرغم أنه لم يعد في مذكراته إلى المصادر والمراجع باعتباره قد روى ما كان شاهدا عليه، لكنه اعتمد طريقة أكاديمية من حيث بناء الموضوع. فكان يقدم لفقراته (مباحثه) بنبذ تاريخية عن القضايا المعالجة، فمثلا حين بدأ الكلام عن منطقته عاد أولا إلى أصولها التاريخية والجغرافية والإثنية، وحين تكلم عن التحاقه بمصر تكلم أولا عن الحياة المصرية قبيل دخوله إليها وأثناء تواجده فيها. وعن رأي الجزائريين في مصر والثقافة المصرية ومدى معرفتهم بها. وهكذا في أغلب المواضيع الأخرى.. كما أنه كان يختم فقراته بخلاصات عن تلك الأحداث وعن رأيه فيها وأحاكمه عليها. فقد كانت له تعاليق كثيرة عن الحركة الإصلاحية بالجزائر انطلاقا من مشونش وعن التكامل بين أبناء الحركة الوطنية الجزائرية في خدمة قضايا التحرر بالجزائر خاصة وأن تلك الفترة التي تناولها بالدراسة وهي فترة الحرب العالمية الثانية كانت مظاهر التقارب كثيرة فعلا بين تيارات الجركة الوطنية ومنها يبان فيفري 1943؛ وحركة أحباب البيان والحرية...
4- تمكن محمد مهري من الإشارة إلى كثير من معالم الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بالجزائر، ومصر وسوريا. فقد تناول بالحديث دور الطلبة الجزائريين بالمشرق سواء بمصر أو بسوريا، ودور الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في محاولات توحيد الطلبة الجزائريين والذي لم يكن دورا سهلا أبدا. خاصة وأننا نعلم الظروف القاسية التي كان يمر بها الشيخ البشير الابراهيمي في ظل تأزم علاقاته مع أعضاء مكتب جمعية العلماء بالجزائر؛ وبوفد جبهة التحرير الوطني بمصر وكذلك بالسلطة المصرية التي كانت تحسبه من تيار الإخوان(9).
5- التأريخ لنشاط الطلبة الجزائريين بالمشرق العربي(10) فمذكراته هذه تعتبر كتابا مصدريا فيه كثير من نشاط الطلبة الجزائريين ومسؤولي جبهة التحرير الوطني في خدمة وتدويل القضية الجزائرية من أجل نيل استقلالها. وفي ذلك أمثلة كثيرة سواء على مستوى الإعلام أو الخطب والتظاهرات الثقافية... ومن تلك الأحداث على سبيل المثال لا الحصر طبعا تأريخه لمؤتمر بير الباي بتونس الذي أشرفت عليه الحكومة المؤقتة في جويلية 1960. والذي يعتبر من أهم مؤتمرات الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين والذي جاء من أجل توحيد النضال الطلابي كما هو معروف بعد التأزم الحاصل بين طلبة المشرق العربي والطلبة الجزائريين المتواجدين بأوروبا. وقد برز فيه على الخصوص كل مسعود آيت شعلال وعبد الرحمن شريط دورا كبيرا على لسان محمد مهري الذي كان متساهلا في أحكامه عن الطلبة الجزائريين المتواجدين آنذاك بأوربا . حيث قال: "...كما أكد (يقصد المؤتمر) خيبة مزاعم الذين يتهمون طلبة المشرق بأنهم جاءوا إلى المؤتمر لفرض توجهات معينة، بينما كانت تدخلالهم تتسم بالنضج وتهدف لتحقيق المصلحة العامة خدمة للدور النضالي للطلبة داخل صفوف الثورة"(11). أما أبو القاسم سعد الله فقد كان قاسيا في حكامه وهو الذي كان شاهدا على المؤتمر بحكم كونه عضو في رابطة الطلبة الجزائريين فرع القاهرة. والذي قال عن الصراع الدائر بين الطلبة الجزائريين بالمشرق والطلبة الجزائريين الذين كانوا يزاولون دراستهم بأوروبا: "...ولم يكن من السهل عليهم (الطلبة الجزائريون بالمشرق) الانضمام إلى الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين لولا قناعتهم بوحدة النضال ومواجهة العدو صفا واحدا. وكان بعض أعضاء الرابطة يعتقدون أنهم أحق بقيادة الحركة الطلابية المناضلة وتمثيل الثورة من زملائهم قادة الاتحاد العام. لأن الثورة في نظرهم تعني تحقيق الهوية الثقافية للجزائر بينما لا تمثل قيادة الاتحاد العام بتركيبتها البشرية وبآرائها تلك الهوية. وقد كانت أغلبية أعضاء الرابطة من الفئات الشعبية المحرومة وهي نفسها الفئات التي خرجت منها قيادة الثورة الأولى. وتيجة لهذا الموقف الواضح اتهم عدد من طلبة الرابطة بالبعثية والناصرية ومضادة قرارات الصومام وبالتالي ذهبوا ضحية اتهام باطل واختفوا عن الأنظار(12). وهي مجرد أكاذيب روجها خصوم طلبة المشرق عنهم فقد كتب محمد مهري في مذكراته هذه:"... ونقولها شهادة للتاريخ بأن طلبتنا في المشرق كانوا قد حافظوا على حيادهم أمام الأحزاب المشرقية، وقد استطاعوا أن يكسبوا ود الجمع وتعاون الجميع وتضامن الجميع مع جبهة التحرير والثورة. وكنت شخصيا مطلعا على علاقات طلابنا, بمحيطهم، وأؤكد بأنه لا يوجد طالب جزائري من بين حوالي سبعين طالبا في دمشق يحمل بطاقة حزب آخر، أو له انتماء آخر غير انتمائه لجبهة التحرير"(13). مما يبين أن تلك الاتهامات كان أمرا مقصودا من طرف الطلبة الجزائريين المتمدرسين بأوروبا لبقاء الاتحاد تحت سلطتهم لتمرير رؤسهم الثقافية في الجزائر المستقلة.
6- ولم تفدنا مذكرات محمد مهري بالإشارة إلى نشاط الطلبة الجزائريين في خدمة الثورة التحريرية فقط، بل أفادتنا أيضا بمعلومات قيمة حول رابطة طلاب المغرب العربي ودورها في خدمة الثورة الجزائرية. هذه الرابطة التي تأسست خلال الموسم الدراسي 1956-1957، من طرف الطلبة الجزائريين والمغاربة وطالب واحد من ليبيا كان آنذاك بدمشق. وقد ترأسها أول الأمر طالب تونسي قبل أن تنتقل رئاستها في السنة الموالية إلى محمد مهري وكان أمينا عاما للطلبة الجزائريين بسوريا فرع دمشق(14). هذا إضافة إلى الدور المغربي في دعم الحركة التحررية بالجزائر حين أرسل محمد بن عبد الكريم الخطابي في ربيع 1954 الضابط المغربي المتخرج من الكلية العسكرية بالعراق السيد محمد بن حمادي العزيزي مع ضابط آخر لمساعدة الحركة الوطنية الجزائرية(15). كما كانت مذكرات مهري أيضا نبعا صافيا للاستزادة بالمعلومات التاريخية المصدرية في الدعم العربي للثورة الجز ئر من خلال ما خصصه لها من دور سوريا والمغرب العربي ومصر.
7- ومن ناحية أخرى تعتبر مذكرات محمد مهري مصدرا آخر لدراسة القضية الفلسطنية ومساهمة الجزائر في نصرتها منذ مطلع سنة 1967 تاريخ لقاء محمد مهري مع المناضل الفلسطيني الشهير رحمه الله تعالى محمد الخيل وبداية تأسيس حركة فتح والمقاومة الفلسطينية انطلاقا من الجزائر.
خاتمة؛
لا شك أن مذكرات محمد مهري -وبناء على ما ذكرنا- أنها تحتوي على رصيد هام من تاريخ الجزائر يورخ لأحداثها التي مرت بها لا سيما في ثورتها المباركة. كما بؤرخ لفئة الطلبة الجزائريين عموما ورابطة الطلبة الجزائريين بالمشرق العربي عموما وفرع القاهرة خصوصا، إضافة |لى تأريخه لتفاعلات الجزائر مع المحيط الدولي من خلال دفاعها عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ومجابهة المد الصهبوني في وجه الحروب السرائلية العربية سنتي 1967 و 1973 ودور الجزائر في ذلك. فمذكرات مهري تعتبر دليلا لمختلف المحطات التارخية التي مرت بها الجزائر منذ الحرب العالمية الثانية وإلى غاية اليوم. وهي مهم جدا للطلبة والباحثين من دارسي التاريخ الحديث والمعاصر على حد سواء.
الهوامش:
1- محمد مهري، ومضات من دروب الحياة منشورات السائحي، ط01، الجزائر، 2013، ص 11-19.
2- كان هذا التمرد بفعل عمل الإدارة الفرنسية على تجنيد الجزائريين في الحرب العالمية الأولى وقد وجد علي من يتجند مكانه بمقابل مادي كما كان معمولا به وكان قد جمع المبلع المالي بعد أن باع جزءا من أراضيه وبعد أن تعذر الشيخ الزيادي ايجاد من يتجند مكان ابنه اختلس المال من الشاب المؤجر ودفعه للتجنيد مكان ابنه بدلا عن أن بنجمد مكان علي مهري فقرر علي التمرد رفقه أخيه ولم يعودا حتى قرر علي أن يسلم نفسه للسلطات الاستعمارية بعد أن رق قلبه لحياة الأسرة لاسميا والدته للمزيد ينظر المصدر نفسه، ص23 وما بعدها.
3- نفسه، ص36.
4- نفسه، ص 52 -70.
5- نفسه، ص 174 وما بعدها.
6- نفسه، ص 223.
7- محادثة خاصة لي معه في 20، 21 أفريل 2015 بفندق الأوراسي بالعاصمة.
8- نفسه، ص08.
9- للمزيد من الإطلاع على أوضاع الشيخ محمد البشير الإبراهيمي هذه يرجى العو ة إلى أبو القاسم سعد الله، مسار قلم، ج01، عالم المعرفة الدولية، ضمن الأعمال الكاملة للدكتور أبو القاسم سعد الله، الجزائر.
10- لمزيد من الإطلاع حول مساهمة "الطلبة الجزائرينن في دعم الثورة الجزائرية يرجى العودة إلى مقال مصطفى عبيد، النشاط الثوري لأبي القاسم سعد الله 1947-1960، مجلة عصور الجديدة، مختبر تاريخ الجزائر، جامعة وهران، ع13، أفريل 2014.
11- محمد مهري؛ مصدر سابق؛ ص 149.
12- سعد الله، مصدر سابق، ص13، 14.
13- مهري، مصدر سابق، ص141، 142.
14- نفسه، وفي المذكرات إشارة إلى تلك الرابطة، ص123، 124.
15- نفسه، ص77. وللمزيد من الإصلاع حول صدى الشيخ الخطابي وثورته ي الجزائر يراجع: مصطفى عبيد: صدى ثورة الريف المغربية في كتابات الشيخ عبد الحميد بن باديس، قسنطينة يومي 17 و18 أفريل 2015. وكذلك جاك بيرك وآخرون، الخطابي وجمهورية الريف ترجنة صالح بشير، دار ابن رشد، بيروت، لبنان، ط1، 1980، ص 429.
د. مصطفى عبيد. قسم التاريخ، جامعة محمد بوضياف بالمسيلة.
مداخلة قدمت في اليوم الدراسي المنطم من طرف مخبر الدراسات و البحث في الثورة الجزائرية بقسم التاريخ جامعة محمد بوضياف بالمسيلة -26 أكتوبر 2015-
ملاحظة: توفي المجاهد الكاتب المحامي، محمد مهري، يوم الأحد 07 جويلية 2019، عن عمر ناهز 87 سنة، ودفن في مقبرة باب علي بولاية المدية.