يعود تاريخها لـ14 ديسمبر 1926: حول حادثة السطو على العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس
بقلم: عبد المالك حداد-
ذُكرت تفاصيل حادثة السطو على الشّيخ ابن باديس في العدد 76 من الشّهاب الصادر يوم الخميس 18 جمادى الآخرة 1345 ﻫ الموافق 23 ديسمبر 1926 م، وكُتب عنها بعد 8 أشهر من حصول الاعتداء على خلفية تجديد البحث تمهيدا لمحاكمة الجاني في العدد 110 من صحيفة (La Dépêche de Constantine)، بتاريخ 18 أوت 1927 م، والمقال بقلم أحد محرريها رمز لاسمه بالحرفين (N, L)(1)، ترجمه إلى العربيّة ترجمة حرفية الشّيخ مُحَمَّد الأمين العمودي ونشر في الشّهاب.
صورة الحادثة:
في يوم الثلاثاء 14 ديسمبر 1926 م نحو السّاعة السّابعة مساء، ترصد شخص الشّيخ ابن باديس بعد عودته من درس تفسير القرآن الكريم (كان يلقيه بعد صلاة العشاء)، وكمن له في طريق داره الكائنة بنهج السود عند السُّلّم الواصل إليه (بدرج نهج مايو وهو منحدر انحدارا شديدا في طريق ضيق بالقرب من مقر جريدة لادبيش) إذ به يفاجأ بدَبُوسَة (هراوة) تهوي على رأسه ثم على صُدْغِهِ (مَا بَيْنَ العَيْنِ وَالأُذُن مِنْ جَانِبِ الوَجْه) وكانت الضّربة الأولى قوية لو لا العِمَامَة التي وقته لنالت منه الضّربة أكثر مما نالت.. وهنا سعى الشّيخ للدفاع عن نفسه ممسكا بيدي مهاجمه بضع دقائق، وبقيا يتدافعان في وسط الدّرج (المؤدية هبوطا لداره في مكان خال من المارة، وصعودا للنهج العام الذي تكثر فيه المارة) حتى استطاع أن يصعد به إلى الطريق العام وقد استنجد ببعض المارة فهرعوا إليه ؛ حينئذ صار الجاني يحاول الفرار، ومع ضعف الشّيخ من أثر ما ألم به، أفلت منه وهرب له داخل الزنقة وكانت ذات مخرجين.
بقي الشّيخ ابن باديس في يقظة، وأحاط من أتوا لنجدته بنهج السود ليسدوا على الجاني المخرجين لئلا يهرب، وشرعوا في التفتيش لكن بلا طائل، وعندما هموا بإيصال الشّيخ إلى داره القريبة جدا من ذلك المكان، وما تعدوا عتبة الدار حتى رأى أحدهم الجاني كامنا في أحد أركان سقيفة المنزل، مسلحا بِمدية (خنجر بوسعادي) سلها من المدى، وواقفا موقف الهجوم، فألقوا القبض عليه وانتزعوا منه سلاحه، وكادوا يفتكون به لو لا تدخل الشّيخ ابن باديس الذي منعهم من ذلك، قائلا: «لا تمسوه بسوء، فليس الذنب ذنبه، فما هو إلى صخرة مرسلة، وآلة مستعملة»(2).
بعد القبض على الجاني، سار الجميع إلى كوميسارية مقر قسم الشُّرطة الثاني -آنذاك برحبة الصوف- وبعد سؤال المجرم عن اسمه أجاب: ممين أو ميمان مُحَمَّد الشريف بن مُحَمَّد من أهالي جعافرة حوز مجانة الواقعة ببرج بوعريريج، وبعد تفتيشه وفحصه وجدوا تحته ورقة الرجوع بالقطار لمدينة الجزائر، وسبحة عليوية، وبوجود ذلك تحته وهيئة لحيته، تبين أنه من أتباع الطريقة العليوية.
استؤنف البحث في القضية عند السّاعة التّاسعة ليلا على يد المسيو أودوانوا قاضي الاستنطاق، ولم يكن ذلك بالأمر السّهل بسبب كثرة تزاحم ألوف الأهالي مما أدى إلى خرق السّياج الذي أقامته الشُّرطة، ومن جهة أخرى ترى جانيا غير مكثرت بما حوله يناقش في الجزئيات وينكر ويصر على الإنكار وقوع السطو منه، ثم اعترف ببعض ذنبه، وذكر أن الدَبُوسَة (الهراوة) والمدية (الخنجر البوسعادي) له، وزعم أنه كان مقيما بالبلدة قبل يوم الجناية ولم يستطع إثبات محل إقامته، وأنه أراد أن يبعد عن العالم الإسلامي رجل مرق من الدّين! وتم التعرف على الجاني من المجني عليه، فلما واجهه الشّيخ ابن باديس عرفه بشخصه، وأدى الأشخاص الأربعة الذين كانوا أوّل من قبض عليه في سقيفة دار الشيّخ شهادتهم، وكذلك جاره الذي عرف الجاني وشهد أنه واثنان معه ترددوا على محله لأخذ الإرشادات عن محل سكن الشّيخ، وعن أوقات غدوه ورواحه. ووقتئذ أبقى قاضي الاستنطاق البحث جاريا في القضية وزج بالجاني في السّجن، وسير بالشّيخ ابن باديس في العربة التي أتى به من موقع الحادثة إلى الطبيب فضمد له الجرح ورجع إلى داره(3).
شاع خبر محاولة الاغتيال في المدينة فأقبلت الجموع في مظاهرة كبيرة من جميع الطبقات تستطلع الخبر وتتأكد من حياة الشّيخ ابن باديس، وطلبوا رؤيته، ولكن أهله منعوهم من الدخول حسب أوامر الطبيب، وحرصا على راحة الشّيخ الذي كان متأثرا بما أصابه. وبلغ الخبر إلى طلبته فجاءوا وجلين مسرعين، منتعلا وحافيا، وقد أصابهم الهلع والحزن، حتى بلغوا منزل الشّيخ وطلبوا رؤيته فمنعوا من ذلك، ولكنهم أصروا على ضرورة رؤيته، وقد علا نحيبهم، فوصل ضجيجهم إلى مسمع الشّيخ فأذن لهم بالدخول، وممن كان فيهم مُحَمَّد الصالح بن عتيق الذي يذكر ذلك بالقول: «ولما دخلنا عليه رأينا، ويا هول ما رأينا شخصاً نحيلاً علاه الاصفرار يصارع الألم الذي أصابه بصبر وثبات، فأصابنا حزن عميق وقد أدرك ما نحن عليه فابتسم وقال لنا: أتذكرون درس الليلة في تفسير قول تعالى: ]لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[( الأنعام، الآية: 127)، فقلنا نعم والحمد لله على سلامتك، والله ولينا ووليك وإنه لنعم المولى ونعم النصير.
كنا ننظر إليه والدّم يضرج جبهته وهم يمسحونه، وهنا نطق أحد تلاميذه وهو السيد مبروك بن القداري من فرجيوة (فج مزالة) -بميلة الآن- فقال: بلغنا -يا سيدي- أنك منعت النّاس من ضرب المجرم؟ فقال: نعم لأنه لم يكن الذنب ذنبه، فقال المبروك: والله العظيم لو كنت حاضرا ورأيته لقتلته، ولما سمعت لنهيك، فضحك الأستاذ (وكان هذا التلميذ نفسه من أبناء الزوايا).
وقبل أن ننصرف سألناه كيف وقعت الحادثة؟ وكيف جرت بينه وبين المجرم، قال: بينما كنت عائدا من إدارة الشّهاب ليلاً، وقد تلفعت ببرنوسي من شدة البرد أفكر في أعمال الغد، وأنا ذاهب إلى المنزل، وعندما كنت على السّلّم الواصل إليه، لم أشعر إلا بضربة شديدة تهوي على رأسي، ولو لا العِمَامَة التي وقتني لنالت مني هذه الضربة أكثر مما نالت، فاشتبكت مع المجرم، واستطعت أن أحمله بين يدي هاتين -مشيرا بيديه- وأصعد به في الدّرج وبلغت به الطريق العام (ثم سكت قليلا)، ثم قال: أتدرون كيف تغلبت عليه؟ قلنا: هي أعجوبة، قال: الأمر هين! إن الرجل بدوي لا يعرف المشي على الدّرج خصوصا الضيق منها، أما أنا فإني متعود عليه، فهذا هو السِّرّ كما ترون»(4).
لزم الشّيخ ابن باديس بعد الحادثة الراحة بأمر الطبيب ما يقرب من أربعة أسابيع من 14 ديسمبر 1926 إلى 9 جانفي 1927 م(5). وبعد خمسة عشر شهرا (ديسمبر 1926-مارس 1928 م) من الاعتداء الذي ارتكبه الجاني، بعد هذا الزّمن الطويل مثل أمام محكمة الجنايات بقُسَنْطينة وتحديدا على السّاعة الثانية بعد الزوال من يوم الاثنين 27 مارس 1928 م، يدافع على جنايته المحامي زاوي الإسرائيلي، وتولى النضال من طرف الأستاذان ميراكسيون وابن حبيلص. وبعد سماع الشهود وكلام المحامين، ووكيل الحق العام، أثبتت المحكمة جناية الضرب والجرح على الجاني رغم بقائه على إنكاره مع اضطراب في كلامه، واستنادا على شهادة الشهود التي جاءت على وجه لا اضطراب فيه، أصدرت عليه حكما بالإدانة بخمس سنوات يقضيها في السّجن المضيق، لكن الشّيخ ابن باديس لم يرض بهذا الحكم، وأخبر تلميذه الشّيخ مُحَمَّد الصالح بن عتيق، وسمع ذلك من غيره أنه اعتبره قاسياً وقد سامحه، ولكن الحق العام أبى ذلك(6).
خلفيات الجريمة:
رُفع نص سؤال إلى الشّيخ ابن باديس يقول: «ما قول ساداتنا العلماء رضي الله تعالى عنهم، وأدام النفع بهم في رجلٍ يزعم أنّه قطب الزمان الفرد، وأنّ الكلّ دونه، وأنّه العارف الـمُسَلّك، إلى غير ذلك من أعلى صفات العارفين، وأسمى درجات الكاملين، ثُمَّ يقول مخاطبًا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم بما نصّه:
إنْ مُتّ بالشَّوْق منكـد مـا عـذر ينجـيـك
إن تبق في هجري زائـد للـمـولى نــدعيـك
من هـو بالملك موحـّد يـنـظـر في أمـرك
عبس بالقول تسـاعـد مـا نرجــوه فـيـك
ولَمّا قيل له في هذه الأبيات، قال: أَلسُنُ الـمُحِبِّين أعجمية.
فهل يُعَدُّ خِطابُه هذا سُوء أدب، وهل تجوز مخاطبة النبيّ صلى الله عليه وسلم بمثله، وهل صدور مثله من شأن العارفين الكاملين، وهل يُقبل منه ما اعتذر به من عُجمة ألسن الْمُحبّين، أفيدونا مأجورين إن شاء الله تعالى من ربّ العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. انتهى»(7).
انبرى الشّيخ ابن باديس للجواب بعد أن استخار الله تعالى، وحرر الجواب في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة، غير قاصد علم الله شخص أحد بالنقص، ولا خارج بعون الله عن جادة الفهم من دلالة الظاهر والنص، وسأل الله أن ينفع بالجواب المسترشدين ويهدي به في المعاندين ويفت به اعضاد المفسدين(8).
ورسالة جواب سؤال عن سوء مقال، عقائد نقية، وأدلة جلية، وكلمات نبيلة، ونقول جليلة بيان لعظيم مقام النبوة والرسالة. ولضلال من خاطب ذلك المقام بخطاب الجهالة، قرضها عشرة من كبار العلماء بتونس والجزائر والمغرب، وعلق على مواضع منها العلاّمة الجليل القاضي الشّيخ شُعَيْب التِّلِمْسَاني، لا تزيد عدد صفحاتها عن 43 صفحة، تضم في طياتها:
- السؤال
- الجواب
- المقدّمة في وجوب الأدب مع النّبي صلى الله عليه وسلم إجماعا دائما وأبدا وعلى كل حال.
- الفصل الأوّل: في بيان خروج كلامه عن دائرة الأدب المرعية وتهجمه على الحضرة النّبوية.
- الفصل الثاني: في بيان حرمة مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الخطاب.
- الفصل الثالث: في أن هذا المقال لا يصدر من العارفين.
- الفصل الرابع: في بطلان عذره بعجمة ألسن المحبين.
- الخاتمة في نصيحة نافعة ووصية جامعة.
- التقاريظ على حسب ورودها في التاريخ، والمقرظون هم:
1- العلاّمة النظار المفكر المستقل زعيم النّهضة الفكرية لجامع الزّيتونة الشّيخ مُحَمَّد النّخليّ القيرواني.
2- العلاّمة الأصولي البحاث الجامع الشّيخ بلحسن النّجار المفتي المالكيّ.
3- العلاّمة المحقّق النقاد الشّيخ مُحَمَّد الطّاهر بن عاشور عميد مجلس الشّورى المالكيّ بتونس وقاضي الجماعة بها سابقا.
4- العلاّمة المحقّق الفقيه النوازلي المتفنن الشّيخ الصّادق النيفر قاضي الجماعة بتونس.
5- العلاّمة المشارك الأديب البارع الشّيخ معاوية التميمي المدرس بالزّيتونة.
6- العلاّمة الفقيه المشارك الشّيخ شُعَيْب بن عَليّ بن عبد الله التِّلِمْسَاني القاضي سابقا.
7- العلاّمة المتفنن الألمعي المفكر الشّيخ مُحَمَّد المولود بن الموهوب المفتي المالكيّ بقُسَنْطينة والمدرس بمدرستها.
8- العلاّمة الكبير المؤلف الشّيخ العابد بن أحمد بن سودة القرشي خطيب المسجد الإدريسي بفاس وقاضي الجديدة سابقا.
9- العلاّمة المشارك الشّيخ مُحَمَّد بن العربي المدرس بالقرويين.
10- العلاّمة المحدّث المسند الرّحّالة الشّيخ عبد القادر بن مُحَمَّد بن عبد القادر السودي القرشي المدرس بالقرويين بفاس.
وقد فرغ الشّيخ ابن باديس من تحريرها عشية يوم الاثنين وصبيحة الثلاثاء السّادس والعشرين والسّابع والعشرين من ذي الحجة للحرام عام 1340 ﻫ الموافق 20 و21 أوت لعام 1922 م. وطبعت على نفقة حزب الإصلاح الدّيني في المطبعة الجزائرية الإسلامية بقُسَنْطينة بعد تأسيسها عام 1343 ﻫ/1925 م.
والرسالة على صغر حجمها وما فيها من علم دسم، ساهمت بقدر كبير في الردّ على ضلال من خاطب مقام النّبيّ صلى الله عليه وسلم بخطاب الجهالة، وقد بين الشّيخ ابن باديس المسؤول عن الأبيات في بيان آخر الرسالة جاء فيه أن «هذه الأبيات المسؤول عنها لم تزل إلى اليوم في ديوان ناطقها شيخ الطريقة العليوية(9) بين أتباعه بعلمه ورضاه وتقريره مع ما فيه ممن هو مثلها أو أشد في معاني أخرى. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم»(10).
وقد أكد الشيخ ابن باديس بعد حادثة السطو عليه أنه ما أوذي إلا في سبيل كلمة الحق وكلمة الدّين من طائفة تدعي الخصوصية في الإسلام، وتبعث أتباعها يسطون على الأبرياء بالظلم والعدوان(11). وسبق الحادثة ضلوع أتباع الطرقية في الوشاية لدى السلطات الفرنسية ضد جريدته المنتقد حتى عُطِّلت بأمر حكومي(12)، بالإضافة إلى استيائهم من صاحب إمضاء البيضاوي(13) الذي كتب سلسلة من المقالات نشرت في المنتقد ثم في الشهاب هاجم فيها الانحراف في الدّين أو في السياسة.
الهوامش:
([1]) رجح الشّيخ أحمد حماني أنه الصحافي الفرنسي "لوسياني" المعروف بمدينة قُسَنْطينة، وكان من أشهر صحافييها، وله معرفة بالمسلمين وعاداتهم والاتصال بأعيانهم، كما كان له صلة خاصة بالزبير شقيق الشّيخ ابن باديس لأنهما كانا زميلين أثناء الدراسة وربما دفعته هذه الصلة إلى العناية بكتابة هذا المقال، مع الوفاء لمهنته الصحافية وإشباع رغباتها، وخصوصا بعد عناية الرأي العام بالحادثة، وتجمع المسلمين أثناء التحقيق مع الجاني رغم أن الساعة كانت ليلا. (أحمد حماني: صراع بين السنّة والبدعة، ج1، دار البعث، الجزائر، 1984 م، ص: 139).
(2) اُنظر أحمد حماني: نفس المصدر، ج1، ص: 94 و99-100 و141-143. ومُحَمَّد الصالح بن عتيق: أحداث ومواقف في مجال الدعوة الإصلاحية والحركة الوطنية بالجزائر، منشورات دحلب، ص: 59.
(3) اُنظر أحمد حماني: المصدر، ج1، ص: 94 و147.
(4) مُحَمَّد الصالح بن عتيق: نفس المصدر، ص: 60. وأحمد حماني: نفس المصدر، ج1، ص: 100-101.
(5) أحمد حماني: نفس المصدر، ج1، ص: 106.
(6) أحمد حماني: نفس المصدر، ج1، ص: 147-149.
(7) عبد الحميد بن باديس: رسالة جواب سؤال عن سوء مقال، المطبعة الجزائرية الإسلامية بقُسَنْطينة، ص: 01-02.
(8) عبد الحميد بن باديس: نفس المصدر، ص: 04-05.
(9) ديوان أحمد بن عليوة المستغانمي مطبوع في تونس سنة 1338 ﻫ/1920 م, ابن عليوة (1869-1934 م) صاحب الطريقة العليوية، آلت إليه مشيخة زاوية (درقاوة) بمستغانم بوصيّة من شيخه مُحَمَّد بن الحبيب البوزيدي (تـ1909 م)، ولكن أحمد بن عليوة كان طموحًا جدًّا فجدّد الطريقة، وأدخل على نظامها وطقوسها وعلى دعايتها تغييرًا شاملاً مِمّا جعلها تنتسب إليه بدلاً من نسبتها إلى (الدرقاوي) أو (الشاذلي)، وخرج بها من مستغانم لتنتشر، وامتدّت دعوتها في الوطن وخارج الوطن. (أحمد حماني: نفس المصدر، ج1، ص: 161 وما بعدها).
(10) عبد الحميد بن باديس: نفس المصدر، ص: 43.
(11) الشّهاب : ع76، 18 جمادى الثانية 1345 ﻫ/22 ديسمبر 1926 م، ص: 15-16.
(12) اُنظر الشّهاب: س1، ع1، في 26 ربيع الثاني 1344 ﻫ/نوفمبر 1925 م، ص: 1.
(13) هو الاسم المستعار الذي كان يختفي وراءه الشّيخ مبارك بن مُحَمَّد الميلي، أكبر تلاميذ الشّيخ ابن باديس. كان قلمه شديدا في حرب الضلالة والبدع والخرافات، ودجل بعض المنتسبين إلى التصوف وخصوصا (دعاة الحلول ووحدة الوجود) لبعدهم عن الحق في القول والاعتقاد والسلوك، فاستاءوا من ذلك، ورأوا أنه مسهم مباشرة فقرروا أن يسكتوه إلى الأبد، حتى يغيض المنبع بالقضاء عليه أو عل من ينشرها في الشّهاب. (أحمد حماني: نفس المصدر، ج2، ص: 13 وما بعدها).