أوراق متناثرة في تاريخ الصحافة الإسلامية: مجلة الشهاب ومؤسسها الشيخ ابن باديس
بقلم: مبارك القحطاني -
دعوة الإمام المجدّد " محمد بن عبد الوهاب " شجرةٌ مباركةٌ آتت أُكـُلها ثماراً يانعة في كل بقعة مدّت إليها ظلالها الوارفة ؛ فلا توجد حركة إصلاحية معاصرة في عالمنا الإسلامي إلا ولها قِـسـطٌ من التأثّر بهذه الدعوة المباركة يتفاوت بمقدار ما يسـّرته الظروف من إمكانية الإتّصال بها ، سواءً كان ذلك عن طريق التلقي المباشر ، أو السماع و القراءة عنها من خلال مصادر موضوعية و منصفة .
و إذا يمّمنا شطر المغرب العربي سنجد في طليعة المتأثّرين بها في هذا العصر الشيخ المجاهد الداعية " عبد الحميد بن باديس " رحمه الله رحمة واسعة ، و مِن ورائه جمعية العلماء التي أنشأها علماء الجزائر أثناء الاستعمار الفرنسي ، فقد كان لهذه الجمعية – و على رأسها الشيخ عبد الحميد - دورٌ بارز و حاسم في مسيرة المعركة الجهادية ضد الغزو الفرنسي ، إذ بذلت جهوداً عظيمة في سبيل إنشاء قاعدة جماهيرية جهادية ، تقوم على أسسٍ تربويةٍ سليمةٍ ، و ركائزَ عقائدية راسخةٍ ، تصمد أمام زمجرة الأعاصير و عتوّها . من هنا ، كانت هذه اللمحة السريعة للوقوف على دور المجاهد عبد الحميد بن باديس رحمه الله في هذه المعركة ، عن طريق تسليط الضوء على مجلة " الشهاب " الجزائرية ، و تأثيرها الإعلامي الفاعل في مسيرة النضال ضد الغزو الفرنسي في الجزائر.
الاستعمار الفرنسي للجزائر :
اقتنصت فرنسا حالة الضعف و التشرذم التي مرّت بها الجزائر فاجتاحتها عسكرياً في عام 1830 م ، و أقامت فيها حكومة استعمارية تحكم هذا الشعب المسلم بقوة الحديد و النار ، و عـملت في الوقت ذاته على جعـْل الجزائر قطعةً من فرنسا، فأصدرت في عام 1834 أمراً عاماً بتحويل الجزائر من أرض محتلّة إلى ملكية فرنسية . و بذلت في سبيل ذلك كل وسعها في عملية منظمة لمسخ هويّة هذا الشعب العربي المسلم عن طريق " فَـرْنـَسَـتـه " ، و تحويله إلى تابعٍ ذليلٍ للثقافة الفرنسية يدور في فلكها ، و يقتات على الفتات المتساقط على موائد تلك الثقافة .
و لما كان تباين الناس و تفاوتهم في كل بلد أمر منطقي و طبيعي ، فقد وُجِـد في هذا البلد خـَوَنة باعوا دينهم و بلادهم بعَـرَضٍ من الدنيا قليل ، و آخرون مصابون بداء الهزيمة الفكرية و يحملون بين جوانحهم نفسيات ممسوخة قابلة للإنسلاخ عن هويتها الحضارية ، هذا إلى جانب الطرق الصوفية التي كانت تنفث في الغالب روح اليأس و التخاذل بين ظهراني المسلمين . فاستمالت فرنسا هذه الفئات ، و جعلتهم يؤدّون أدواراً خبيثة و مشبوهة لخدمتها و خدمة مخططاتها في الجزائر . فأبحرت الجزائر في لجة معتمة من الضياع و التمزّق و الاستلاب الاقتصادي و الثقافي ، الأمر الذي دمّر كيان هذه الدولة المسلمة ، و جذبها إلى حافّـة الهلاك و اليأس .
و لكن سنّة الله تعالى في الكون قد اقتضت أن يتسلّل نور الأمل من ظلمة اليأس ، و أن يولد الرجاء من رحم القنوط ، ففي مثل هذه العتمات الحالكة يظهر دور العلماء و الدعاة الصادقين ، و تسطع مواقفهم المشهودة حينما تهتدي الأمة بأنوارهم ، فتهوي نحوهم الأفئدة ، و تتطلّع إليهم الأنظار ، إذ وهب الله تعالى هذا البلد رجالاً صادقين من أهل الشريعة ، حمـلوا أمانة العلم ، و قاموا بما يُمـليه عليهم دينهم و علمهم في مثل هذه الظروف الصعبة السوداوية . و كان الشيخ " عبد الحميد بن محمد بن مصطفى بن مكي بن باديس " أحد أولئك الأبطال العاملين ، الذين شمّروا عن ساعد الجد ، و أدّوا دوراً نضاليّاً مشرّفاً في هذه المعركة ، يـختال به تاريخ الجزائر فخراً ما تعاقب الليل و النهار .
الشيخ عبد الحميد بن باديس و ثقافته :
وُلِد الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس في مدينة " قسنطينة " في شرق الجزائر عام 1889 م، لأسرة ذات وجاهة و علم ، فحفظ القرآن الكريم ، و تلقى العلم على يد علماء مدينته قسنطينة، ثم ارتحل إلى تونس عام 1908 لاستكمال دراسته في جامعة الزيتونة . و هناك تلقّى العلم على يد ثـلّـة من المشايخ الفضلاء . ثم شدّ الرحال إلى الحجاز في عام 1913 لأداء فريضة الحج ، و عرج في رحلته تلك على مصر و التقى بالعديد من علمائها ورجالاتها ، فكان لهذه الرحلات أثر كبير في صياغة شخصيته و عقله ، فقد تعرّف على السلفية عن كثب ، و عاين بنفسه نقاء هذه الدعوة وصفاءها .
من خلال التحصيل العلمي الطيّب الذي حازه الشيخ ، و الرحلات المفيدة التي قام بها إلى الحجاز و مصر و تونس ، انقدح في ذهنه أن ما يجري في الجزائر كان بسبب عزوف أهلها عن النهج الأصيل المنبثق من مشكاة القرآن الكريم و السنة النبوية الصحيحة ، و استسلام غالبية الناس للخرافات و البدع التي لم ينزل الله بها من سلطان ، فأورث هذا الانحراف في جسد الجزائر الداء العضال ، الذي انتهى بوقوعها غنيمة باردة في يد فرنسا . و على ضوء هذا الفهم يكون الاستعمار الفرنسي للجزائر نتيجةً حتمية لحالة الضعف و الانحطاط الذي هو مكمن الداء، فكان لزاماً أن يشرع بعملية الإصلاح ، و لكن انطلاقاً من مستوى الجذور والأسس .
فعاد الشيخ ابن باديس إلى الجزائر ، يحمل في ذهنه مشروعاً إصلاحياً طموحاً ، و رأى أن هذا المشروع يتطلّب وسيلةً تحقّـق له الانتشار ، و تضمن له الوصول إلى كافة شرائح المجتمع ، و في نفس الوقت لا تتعرّض إلى طائلة المستعمر الفرنسي و بطشه ، فوجد أن أفضل وسيلة متاحة هي : الصحافة ، فاتّجه إليها . و شارك الشيخ في جريدة اسمها " النجاح " صدرت في عام 1919 ، ساهم فيها تأسيساً و تحريراً ، و كانت مقالاته تُـمهر باسم مستعار هو " القسنطيني " أو " العبسي " . و لكنه رأى أن هذه الجريدة لم تكن على مستوى تطلّعاته و مشروعه الفكري الإصلاحي ، فتركها ليؤسّس صحيفته الخاصة ، و أنشأ جريدة اسمها " المنتقد " . غير أن السلطات الفرنسية أغلقتها بعد صدور 18 عدد منها ، بسبب تبنّيها خطاً ثوريّاً يستفزّ المستعمر ، و يثير حفيظته . فاستفاد الشيخ من هذا الدرس ، و قام بإنشاء جريدة أخرى اسمها : " الشهاب " مستغلاً الخبرات التي حصل عليها هو وإخوانه في المجال التحريري و الفنّي في جريدة " المنتقد " . فصدر أوّل عدد منها في عام 1926 م ، و استمرّت حتى أغلقتها السلطات الفرنسية بسبب بداية الحرب العالمية الثانية عام 1939 م .
الأساليب الإصلاحية في مجلة " الشهاب " :
و من خلال استقراء موادّ مجلة "الشهاب"، نستطيع أن نحدّد أهمّ الأساليب الإصلاحية التي سارت عليها المجلة ، و أن نحصرها في محوريْن اثنين ، هما :
1 – تصحيح عقائد الناس و أعمالهم .
2 – الاهتمام بالتعليم .
فهاتان القضيتان كانتا أهم الملامح التي تشكّل سمة الخطاب الإسلامي في هذه المجلة الرائدة ، فعلى صعيد إصلاح عقائد الناس وأعمالهم أفصح الشيخ عن المنهج الذي تبنّاه فيها ، إذ يقول : " قمنا بالدعوة إلى ما كان عليه السلف الصالح من التمسك بالقرآن الشريف و الصحيح من السنة الشريفة و قد عرف القائمون بتلك الدعوة ما يلاقونه من مصاعب وقحم في طريقهم من وضع الذين شبّوا على ما وجدوا عليه آباءهم من خلق التساهل في الزيادات و الذيول التي ألصقها بالدين المغرضون أو أعداء الإسلام الألداء و الغافلون من أبناء الإسلام " ا هـ .
أما على صعيد التعليم ، فقد كان يرى فيه أمضى سلاح لمقاومة المعتدي و طرده من أرض الجزائر ، لذلك اهتمّ به اهتماما عظيماً و أولاه كل عنايته و وقته و مَـلَـكاته ، حتى وصفه الأستاذ أنور الجندي رحمه الله بقوله : " و هو الذي ينشئ المدارس و المعاهد في طول البلاد و عرضها ثم هو الذي يمضي يومه كاملاً في حلقة الدرس يفتتح الدروس بعد صلاة الصبح حتى ساعة الزوال بعد الظهيرة ، و من بعد المغرب إلى صلاة العشاء . و إذا خرج من المعهد ذهب رأساً إلى إدارة جريدته " الشهاب " يكتب و يراسل " البصائر " و يجيب على الرسائل فيقضي موهناً من الليل ، حتى إذا نودي لصلاة الصبح كان في الصف الأول " ا هـ .
و اهتمّ الشيخ كذلك بتعليم المرأة الجزائرية المسلمة اهتماماً خاصّاً ؛ لأنه يرى أن دور المرأة المتعلمة المتديّنة مهم جدا في تنشئة جيل مجاهد يحمل تبعات العقيدة و يضحّي في سبيلها ، و كان يرى أيضاً أن جهل الأم من أهمّ أسباب الهزيمة التي حاقت بمجتمعاتنا الإسلامية ، يقول : " إن البيت هو المدرسة الأولى ، و المصنع الأصلي لتكوين الرجال ، و تديّن الأم هو أساس حفظ الدين و الخلق ، و الضعف الذي نجده من ناحيتها في رجالنا معظمه نشأ من عدم التربية الإسلامية في البيوت و قلة تدينهن " ا هـ . وألْـحَـقَ الشيخ القول بالعمل ، فـلـما تأسّست جمعية التربية و التعليم ، حرص الشيخ رحمه الله تعالى أن يكون تعليم البنات مجاناً ، و ذلك تشجيعاً لهن على طلب العلم ، و الاغتراف من مناهله .
أما عن الأساليب التربوية التي انتهجها الشيخ في المجلة ، فقد اتّخذ الشيخ ابن باديس رحمه الله في مقالاته في المجلة أسلوباً تربويّاً تعليمياً يربط المسلمين بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلّم ، و يوثّق صِـلاتهم بها ؛ فقام بتفسير القرآن الكريم ، وشرح السنة النبوية شرحاً علمياً منهجياً في سلسلة اسمها " مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير " ، تناول فيها أيضا الكثير من القضايا المعاصرة التي طُرحت في الساحة الفكرية كإحدى تبعات الهزيمة الفكرية للمسلمين ، و انقلاب الكثير من المفاهيم و اختلالها في العالم الإسلامي المُستضعف ، مثل مفهوم : " الحضارة " ، فقد تناوله في معـرض تفسير قوله تعالى ( و لقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) ( الأنبياء 105 ) ، فقال الشيخ : " رأى بعض الناس أن المدنية الغربية المسيطرة اليوم على الأرض، و هي مدنية مادية في نهجها و غايتها و نتائجها .
فالقوة عندها فوق الحق و العدل و الرحمة و الإحسان ، فقالوا إن رجال هذه المدنية هم الصالحون الذين وعدهم الله بإرث الأرض و زعموا أن المراد بـ " الصالحون " في الآية الصالحون لعمارة الأرض ، فيا لله للقرآن و الإنسان من هذا التحريف السخيف كأن عمارة الأرض هي كل شيئ و لو ضلت العقائد و فسدت الأخلاق و اعوجت الأعمال و ساءت الأحوال و عذبت و الإنسانية بالأزمات الخانقة و روّعت بالفتن و الحروب المخرّبة الجارفة ، و هدّدت بأعظم حرب تأتي على الإنسانية من أصلها و المدنية من أساسها " . ا هـ .
مجلة الشهاب و قضايا الأمة الإسلامية :
بالرغم مما كانت تتعرّض له الجزائر المسلمة من محن و تحديات عصيبة ، كان بالإمكان أن تفرض على أهلها طوقاً من العزلة و الإنكفاء على الذات و الانشغال عن قضايا المسلمين خارج البلاد ، غير أن هذا لم يحصل مع الشيخ ابن باديس الذي كان يمدّ ناظريه خارج حدود بلاده متابعاً و راصداً الكثير من القضايا التي تمسّ الأمة الإسلامية ، و منها قضية فلسطين و تطوّراتها ، و قد كانت هذه القضية من أهم القضايا التي تطرّق إليها و تناولها بالنقاش و التحليل ، يقول رحمه الله في مجلة " الشهاب " : " تزاوج الاستعمار الإنكليزي الغاشم بالصهيونية الشرهة فأنتجا لقسم كبير من اليهود الطمع الأعمى الذي أنساهم كل ذلك الجميل و قذف بهم على فلسطين الآمنة و الرحاب المقدسة فأحالوها جحيما لا يُطاق و جرحوا قلب الإسلام و العرب جرحاً لا يندمل " . ا هـ .
بل إن الشيخ رحمه الله أبان عن متابعة طيبة لأدوار اليهود الخبيثة ، و أساليبهم في إذكاء الفتن ، و زرع القلاقل بين الشعوب و الدول عندما تعرّض إلى " البلاشفة " في روسيا و علاقاتهم الخفية باليهود ، إذ يقول : " إنهم لا يفرّقون بين دين و دين بل يضطهدون أهل الأديان جميعاً إلا أن اليهود سالمون من هذا الاضطهاد و متمتّعون بحقوق لا تتسنّى لأحدٍ سواهم ، بل الحكومة كلها في أيديهم " . و يقول أيضا : " النفاق و الدهاء فاليهود بلشفية في الظاهر ، و هم في الباطن لا يفرطون في مثقال ذرة من يهوديتهم ، و بهذا المكر الكبّار نجحوا دون سائر أهل الأديان " ا هـ .
و في الوقت الذي كان يهتمّ فيه بقضايا المسلمين في المشرق ، كان ينعى على المشارقة ، و يتألّم من تجاهلهم لأحوال إخوانهم في المغرب العربي ، الأمر الذي لا يجد له تفسيراً سوى ضعف الرابطة الإيمانية ، و انحلال عراها في قلوب الكثير من أبناء الأمة الإسلامية ! لهذا أطلقها زفرةً حرّى على صفحات المجلة قائلاً : " مضت حقبة من التاريخ كاد المشرق العربي أن ينسى هذا المغرب ، و إلى عهد قريب كانت صحافة الشرق – غالبا – لا تذكره إلا كما تذكر قطعة من أواسط أفريقية و مجاهيلها .. و لكن هذا المغرب العربي – رغم التجاهل من إخوانه المشارقة – كان يبعث من أبنائه من رجال السيف و القلم من يذكّرون به و يشيدون باسمه و يلفتون نظر إخوانه المشارقة إلى ما فيه من معادن العلم و الفضيلة و منابت للعزّ و الرجولة و معاقل للعروبة و الإسلام " . ا هـ .
و هكذا ، كانت مجلة " الشهاب " في مسيرتها المباركة مشعل نور ، و نبراس هداية يضيء للجزائريين الطريق ليتلمّسوا نحو الخلاص ، في تلك الظلمات الحالكة و الظروف العصيبة التي مرت بها تلك البلاد المسلمة . إلا أن الشيخ بسبب هذا التأثير الإعلامي القوي و الفاعل لهذه المجلة ، واجه الكثير من المصاعب و العقبات التي وقفت في سبيله ، حتى أنه كاد أن يدفع حياته ثمناً لمبادئه و ثباته عليها ؛ حينما قام أحد أفراد الطرق الصوفية بمحاولة اغتيال الشيخ في عام 1927 م ، و لكن الله تعالى لطف و سلّم .
نهاية المجلة :
توقفت المجلة غداة اندلاع الحرب العالمية الثانية في شهر سبتمبر من عام 1939 م ، على يد السلطات الفرنسية ، و توفّي الشيخ عام 1940 م بعد حياة حافلة بالعطاء و الجهاد و الدعوة مخلّفاً وراءه ذكراً عاطراً و ثناءً وافرً . و لا نجد وصفاً لأثره الكبير في الجزائر المسلمة أدقّ من كلمات يسيرات قالها عنه المفكر الجزائري " مالك بن نبي " رحمه الله :" لقد بدأت معجزة البعث تتدفق من كلمات ابن باديس فكانت ساعة اليقظة، وبدأ الشعب الجزائري المخدر يتحرك، ويالها من يقظة جميلة مباركة". و قال عنه أخوه الأديب الشاعر الجزائري " محمد العيد آل خليفة " رحمه الله ، أبياتاً صادقة ، منها قوله :
بمثلك تعتزّ البلاد و تفخر *** و تزهر بالعلم المنير و تزخر
طبعت على العلم النفوس نواشئا *** بمخبر صدقٍ لا يدانيه مخبر .
رحم الله الشيخ عبدالحميد بن باديس رحمة واسعة على ما قدّم للإسلام و المسلمين ، و أعلى منزلته في عليّين ، و الله تعالى و لي التوفيق .
المراجع :
1 – كتاب " آثار ابن باديس " ، عمّار الطالبي ، مكتبة الشركة الجزائرية ، الجزائر ، الطبعة الأولى ، 1966 .
2 – كتاب " عبدالحميد بن باديس ، العالم الرباني ، و الزعيم السياسي " ، الدكتور : مازن مطبقاني ، دار القلم ، دمشق ، الطبعة الأولى ، 1989 .
3 – كتاب " عبد الحميد بن باديس ، و بناء قاعدة الثورة الجزائرية " ، بسّام العسلي ، دار النفائس ، بيروت ، الطبعة الثانية ، 1986 .