عبد الحميد بن باديس مشكاة العلم والصحوة الجزائرية
بقلم: هناء سيد علي-
نقدم لكم هذه المقالة من موقع قصص واقعية تحت عنوان عبد الحميد باديس مشكاة العلم والصحوة الجزائرية، وفيها نقدم لكم قصة حياة العالم الجليل عبد الحميد باديس وصور من حياته وجهاده ضد المحتل الفرنسي.
عبد الحميد باديس:
هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي، والذي ولد في عام 1307 هجرية 1889 ميلادية، وهو ينتمي إلى الأسرة الباديسية والتي عرف عنها بأنها أسرة معروفة بالعلم والسيادة في القبيلة التي تنتمي إلى الصنهاجية والتي تمثل أحد قبائل الأمازيغ، وكان ميلاد ابن باديس في مدينة قسنطينة وقد لاقي ابن باديس الرعاية من ابيه منذ بدايته، وكانت بدايته في التعلم هي القرآن الذي ختمه في سن الثالثة عشر كما درس امور العلوم الاسلامية والعربية، وقد تلقى بن باديس العلوم على ايدي مجموعة مجموعه مميزة من علماء عصرهم ومنهم محمد النخلي القيرواني بجامعة الزيتونة بتونس والشيخ محمد الطاهر بن عاشور وغيرهم من العلماء الكبار.
ذهب عبد الحميد بن باديس إلى أراضي الحجاز لأداء الحج وهناك التقى بشيخه بن عاشور مرة أخرى وبقي معه قليل من الوقت في المدينة والمنورة، وكان مثار الاعجاب وقد كان يود البقاء بالمدينة إلا أن الشيخ حسين أحمد الهندي كانت له نصيحة مختلفة في هذا، إذ نصحه بأن بلاده بحاجة إليه للإفادة منه ومن علمه وبالفعل قرر ابن باديس العودة إلى الجزائر ووضع علمه في منفعة الناس ونصرة بلاده.
عاد عبد الحميد بن باديس إلي بلاده في عام 1913 وبدأ في عملية التعليم سواء للصغار أو للكبار حتى عام 1925 وبعدها بدأ في التوجه والتركيز على الحركة الإصلاحية، وقد بدأ في التفكير في انشاء جمعية العلماء المسلمين كما قام بإصدار صحيفة المنتقد في عام 1925 إلا أنها لم تصدر منها إلا ثمانية اعداد فقط، ثم اصدر جريدة الشهاب والتي ظلت تصدر حتى عام 1929 ومن بعدها اصدر مجموعة من الجرائد منها البصائر، السنة، الشريعة، الصراط كلها تصب في اتجاه واحد وهو العملية الاصلاحية والقضية الجزائرية.
جاء العام 1931 وهو العام الذي أسس فيه عبد الحميد بن باديس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي كان رئيسا لها، وكما عرفنا فإن ابن باديس يحمل هم بلاده المحتلة من قبل الفرنسيين فقام في عام 1936بعقد مؤتمر اسلامي الهدف منه البحث عن حلول لمشكلة الجزائر مع المحتل، وقد استجاب للدعوة الكثير من التنظيمات السياسية والبعض من الشخصيات المستقلة وكان للمؤتمر مطالب واضحة للحصول على بعض الحقوق للجزائر إلا أن هذه المطالب لم تجد اذن صاغية لدي الفرنسيين.
كان عبد الحميد بن باديس مثالًا للعالم الذي يحمل هم بلاده فلم يكتفي فقط بتعريفهم بالعلوم الاسلامية بل كان يحمل هم قضية بلاده المحتلة ويسعى في التخلص من نيران الاحتلال، فقد ربى ابن باديس اجيالًا كانت هي المشكاة الذي اشعلت الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.
توفي الشيخ عبد الحميد بن باديس في عام 1359 هجرية و1940 ميلادية وكان في وداعه مدينة قسنطينة كاملة، إلى جانب بعض الوفود التي حضرت لتشييع ابن باديس وتوديعه فقد مات المناضل الذي سعى إلى اصلاح الدين وتخليصه من بدع الشيعة ومحاربة الضلال، كما سعى في نفس الوقت إلى تخليص بلاده من الاحتلال ببعض المحاولات في حياته إلى جانب تربية أجيال تحمل الراية.