الأمير الفارس والسياسى الزعيم عبد القادر الجزائرى

بقلم: أيمن المقدم-

لكل أمة أعلام ورموز تفتخر بهم، قدموا النفيس والغالى من أجل رفعة أوطانهم وتحقيق أمجادها، ومن هؤلاء المناضل الجزائرى، الزعيم والفارس النبيل "عبد القادر الجزائرى" أيقونة ورمز الجهاد ضد المستعمر والمحتل الفرنسى، الذى سطر بأحرف من نور تاريخاً ملهماً للكفاح ضد الفرنسيين، وترك اسمه محفوراً  بمداد من الذهب فى وجدان الشعب الجزائرى لما قام به من أعمال بطولية، وتوحيد المجتمع الجزائرى القبلى لأمة واحدة تكافح ضد المحتل الغاصب، ولا تزال لليوم كلماته حافزاً وملهماً للأمة الجزائرية حتى يومنا هذا .

اسمه عبد القادر بن محيى الدين الحسينى، ولد فى 6 سبتمبر 1808 فى منطقة سهل الجريس بالقرب  من مدينة معسكر، ينتسب لعائلة كرسّت حياتها لخدمة الدين حيث تنتمى للطريقة القادرية الصوفية، فوالده الشيخ محيى الدين شيخ الطريقة القادرية الذى قام بدور بارز فى الثورة ضد الحكم العثمانى فى وهران قبل الغزو الفرنسى.

تلقى عبد القادر مبادئ تعليمه الأولى فى مدينة "القطنة" بوادى الحمام، ثم واصل دراسته فى مدينتى "أرزو" و"وهران" حيث حفظ القرآن ودرس العلوم الدينية واللغوية كما نال نصيباً فى تعلم اللغة العربية والرياضيات والتاريخ والجغرافيا وعلم الفلك وعلم النباتات الطبية والفلسفة خاصة نظريات أرسطوا وأفلاطون، وعندما بلغ السابعة عشرة من عمره إصطحبه والده لأداء فريضة الحج والقيام بجولة فى أنحاء المشرق الإسلامى ومنها مصر حيث استقبلهما محمد على باشا والى مصر بحفاوة كبيرة، كما احتفى بهما المصريين بشكل كبير نظراً لمكانتهما الدينية والأدبية .

فى مطلع شبابه شهد عبد القادر الجزائرى مرحلة جديدة حيث بدأت إرهاصات التدخل الأجنبى فى شئون البلاد على يد الفرنسيين الذين أرسلوا تحت جناح الظلام جواسيسهم لدراسة الأوضاع فى الجزائر تمهيداً لغزوها واحتلالها، وذلك تحت ستار القيام بالأعمال التجارية، حيث كانت فرنسا تريد وضع لسيطرة الحكم العثمانى فى الجزائر والذى دام 315عامأ، واعتبارها أن احتلال الجزائر فرصة لحل الأزمة الاقتصادية والسياسية التى كان يعيش فيها الفرنسيون فى ظل الحكم الملكى، وقد ساندت كل الأنظمة الملكية فى أوروبا الحملة الفرنسية  بكل قوة، ولم تعترض أية دولة على هذا عدا بريطانيا الدولة الأقوى والتى كانت تخشى من اختلال توازن القوى لغير مصلحتها لصالح فرنسا فى منطقة الشمال الإفريقي.

فى يونيو 1830قامت أساطيل فرنسا الحربية بإنزال آلاف الجنود  على السواحل الجزائرية إلا أنها واجهت مقاومة كبيرة وبخاصة فى وهران وقسطنطينة، ولذلك اكتفت باحتلال المناطق الساحلية، وحاولت التقرب للشيوخ ورؤساء القبائل لكى يعترفوا لها بالسيادة على الأقاليم الداخلية ولكنها فشلت فى ذلك ووجدت معارضة شديدة، ولكن بعدها بشهر فى يوليو 1830 أعلن والى المدينة استسلامه وقام بالتوقيع على معاهدة ضمنت له احترام الممتلكات واحترام السكان والنساء والمحافظة على حرمة الدين، إلا أن قوات الاحتلال قامت بعمليات نهب وحرق وقتل للسكان العزل بالعاصمة وصلت لحد القيام بمذابح فى  نوفمبر 1830 قام بها الضابط "تروليو" قائد الحماية حولت المدينة إلى مقبرة فى غضون ساعات  حيث امتلأت الشوارع بجثث القتلى.

وبطبيعة الحال لم يصمت الشعب الجزائرى أمام السياسة الوحشية التى اتبعها الفرنسيون فقاوم الاحتلال منذ اللحظة الأولى وظل يدافع عن تراب وطنه، واجتمع زعماء القبائل معلنين بداية المقاومة الوطنية المسلحة بقيادة الشيخ "محيى الدين الحسينى" والد عبد القادر، والذى جعل نجله يشترك معه فى هذه الحملات وقام بأعمال بطولية حققت العديد من الانتصارات على الفرنسيين، وفى صيف 1932اجتمع زعماء القبائل وقرروا الانضمام إلى سلطان مراكش " المغرب" مولاى "عبد الرحمن" الذى اضطر تحت تهديدات الفرنسيين بغزو بلاده فى حال وقوفه وتضامنه مع المقاومة الجزائرية للانسحاب، مما جعل زعماء القبائل يقررون اختيار الأمير "محيى الدين" سلطانأ عليهم  ولكن لظروف مرضه وكبر سنه قبل مضطراً على أن تكون السلطة لولده عبدالقادر فقبلوا ذلك .

فى نوفمبر 1832تمت مبايعة عبد القادر، حيث كان يبلغ حينها 25 عاماً فذهب للمسجد حيث صلى بالناس وحثهم على الطاعة والسير بمقتضى الشرع الحنيف والاقتداء بالخلفاء الراشدين وتمت البيعة له،  وتم تلقيبه بأمير المؤمنين، ودعا الجزائريين للدفاع عن وطنهم ضد الفرنسيين، وبدأ فى بناء سلطته على قاعدتين أساسيتين هما الجهاد ضد الاستعمار والمبايعة الشعبية، واشترط على القبائل أن تخوض الحرب إلى جانبه وأن تلتزم بحماية الناس والممتلكات واحترام مبادئ الإسلام.

شرع  الأمير عبد القادر فى بناء دولة قائمة على تجمع قبلى يضم القبائل التى بايعته  وفرض سيطرته على ثلث البلاد، وقام بإلغاء الفوارق التقليدية بين القبائل وجعل من مدينة "تاقدمت"عاصمة له وكان عليه أن يواجه مشكلة كبيرة متمثلة فى استمرار النزعة القبلية، والثانية الروح الإنعزالية التى تتميز بها بعض قبائل البربر خاصة أن المناطق البربرية لم تكن قد شعرت بخطورة الغزو الأجنبى لذلك لم يجدوا مبرراً للخضوع للأمير، كما أنهم لم يتعودوا على الخضوع لأى حكومة مركزية، وبالرغم من أن دولة الأمير عبدالقادر كانت تفتقر للحدود الجغرافية الواضحة بفعل الغزو الاستعمارى وإرتكازها على القبائل إلا أنه جعل فيها وحدة إدارية وعسكرية واقتصادية وقضائية قوية.

وبطبيعة الحال ركز عبد القادر على إعداد جيش قوى وحديث على دراية بالأسلحة الحديثة ومناورات الحرب، وجعل التجنيد إجبارى حتى أن جنودها كانوا يتقاضون راتباً أعلى من راتب الجنود الفرنسيين، وكان يعتمد على قوتين أولهما جيش نظامى مكون من الفرسان والمشاة، والثانية قوة المتطوعين الذين ترسلهم القبائل عند خوض المعارك الكبيرة.

وعلى الصعيد الإقتصادى كانت سياسة الإنفاق على دولته تعتمد على موارد بيت المال والضرائب وتصب فى المصلحة العامة والجيش وبناء المصانع وتشييد المدن، ومع اشتداد  وطيس المعارك اضطر الأمير لفرض ضريبة إضافية لتمويل المجهود الحربى أطلق عليها "ضريبة المعاونة"، كما قام بسك عملة خاصة به حيث أنشأ  دار خاصة سميت دار السكة كان لها أثر كبير على تأكيد سيادة الدولة تجاه القوى الخارجية وخاصة تجاه السلطة.

أما فيما يتعلق بالتعليم فقد أولى الأمير عبد القادر إهتماماً كبيراً بهذا القطاع فجعل التعليم  مجانيأ، كما خصص مبالغ لمساعدة طلاب العلم وشيوخ الزوايا ورعاية المؤسسات الدينية والثقافية.

وسياسياً أنشأ عبد القادر مجلساً للشورى مكونأ من أحد عشر عالمأ للنظر فى الشئون السياسة العليا، وكان يعتبر هذا المجلس بمثابة محكمة استئناف لمجالس الشورى التى أُلحقت بكل منطقة إدارية .

وتذكر كتب التاريخ الجزائرية أن عبد القادر الجزائري قاد حركة المقاومة طوال 17 عاماً اتبع خلالها العديد من الخطط الحربية الجديدة فى المعارك ضد الفرنسيين وبخاصة أساليب حرب العصابات وعنصرالمفاجأة وعدم مواجهة الفرنسيين فى الميادين المكشوفة، كما أظهر براعة شديدة فى إحكام الخطط العسكرية والدبلوماسية واستطاع تحقيق العديد من الانتصارات العسكرية، وعندما وصل الجنرال الفرنسى "دى ميشيل" لمنطقة غرب الجزائر كان هدفه عقد معاهدة صلح مع الأمير لكسب الوقت وتقييم الموقف وبالفعل تم توقيع معاهدة عُرفت باسم "دى ميشيل"  فى 1834 و كانت غامضة فى بعض نصوصها إلا أن بنودأ سرية ملحقة بها أعطت الأمير عدة مكاسب كان من أهمها الاعتراف بسلطته على مناطق واسعة غرب البلاد كما سمحت له بالتزود بالسلاح حتى من فرنسا ذاتها.

فى عام  1835وبعد فترة من الهدوء النسبى استغلها الأمير لتقوية جيشه وترسيخ دعائم دولته، جاءالجنرال "تريزل اليخلف دى ميشيل" على رأس قوات حاولت الهجوم على القوات الجزائرية فمنيت بهزيمة منكرة فى معركة "وادى المقطع" و استطاع عبد القادر أن يوقع القوات الفرنسية فى عدد من الكمائن حيث كان لهزيمة الفرنسيين  فى هذه المعركة صدى كبير فى فرنسا خاصة وأن خسائرها قُدرت بــ 204 قتيل بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى ساهمت فى ارتفاع الأصوات المعارضة والمطالبة بانسحاب الفرنسيين من الجزائر.

وأمام تلك التطورات اضطرت الحكومة الفرنسية لعزل "تريزل" وايفاد الجنرال "كلوزيل" ليكون حاكمأ على الجزائر، حيث أراد الانتقام من الهزيمة السابقة فسارع نحو إدخال قواته إلى مدينة "معسكر" دون استشارة الحكومة الفرنسية، وبالرغم من سقوط أحد المعسكرات التابعة للأمير فإن ذلك لم يؤثر على قواته إلا أن هزيمته فى هذه المعركة جعلت بعض القبائل تتفرق وتنصرف عنه، مما جعله يفكر فى اللجوء إلى مراكش إلا أن انسحاب الفرنسيين السريع من المعسكر جعله يعود إليها وأخذ فى معاقبة الذين خالفوه، وفى ذلك الوقت احتل الفرنسيون مدينة "تلمسان" وقاموا بفرض ضرائب باهظة على أهلها مما أدى لقيام الثورة ضدهم، والالتفاف مرة أخرى إلى جانب قوات الأمير عبد القادر التى انتهزت الفرصة لمهاجمة المدينة وطرد الفرنسيين منها بعد معركة حامية جعلت الفرنسيين يطلبون إمدادات عسكرية لمواجهة المقاومة الوطنية الجزائرية، وبعد هذه الهزيمة تم تعيين الجنرال "بيجو"  الذى أراد أن يواجه عبدالقادر بنفس أسلوبه فقام بتقّسيم الجيش الفرنسى إلى وحدات صغيرة سريعة الحركة قادرة على مواجهة حرب العصابات التى اضطر الأمير إلى الاعتماد عليها خاصة بعد فقدان أهم حصونه .

وفى عام 1836  حدث تطور دراماتيكي  حيث استطاع بيجو تسجيل انتصارات واضحة على المقاومة الوطنية  وبسبب شح الموارد وانعدام المساعدات أصبحت المواجهة صعبة وأمام هذا الواقع أقنع الأمير زعماء القبائل بضرورة الدخول فى مفاوضات مع فرنسا رغم عدم اقتناع بعضهم بهذه الخطوة، وفى العام التالى تم توقيع "معاهدة تافنا " التى وفرت بعض المكاسب وكانت فرصة لإلتقاط الأنفاس حيث إحتفظ الفرنسيون بمدن (وهران وستغانم وأرزو) واعترفوا بالمقابل بسلطة الأمير على منطقة الغرب الوهرانى وقسم كبير من مناطق الوسط،  ومع تولى "فاليه" منصب الحاكم العام بدلأ من بيجو تصاعدت قوة الأمير ورأى فاليه ان ذلك يمثل  تهديدأ لبقاء فرنسا فأخذ يتعمد إثارة المشاكل مع الأمير مما جعل الأميرعبدالقادر يشعر أن فاليه يبحث عن وسيلة يتعلل بها لنقض المعاهدة .

وفى مايو 1843 قام القوات الفرنسية بتوجيه ضربة قوية للأمير عبد القادر عندما استطاع ابن الملك الفرنسى لويس فيليب الاستيلاء على عاصمة الأمير المتنقلة والتى كانت تعتبر من أبرز إبداعات الأمير العسكرية، وفى العام التالى وجد الأمير نفسه فى موقف صعب وشعر أن وجوده فى الجزائر اصبح مستحيلآ وأراد بيجو أن يستغل تلك الظروف فأرسل إلى الأمير عرضأ بأن يسلم نفسه ولكنه رفض، واستغل بيجو الفرصة لمهاجمة الحدود المغربية التى كان الأمير يريد أن يستكمل المقاومة منها، وهكذا أرغم سلطان المغرب على طرد الأمير من بلاده واعلان الحياد بخصوص النزاع الجزائرى الفرنسى .

فى عام1845 وبعد ظهور العديد من الزعماء المحليين الذين قادوا المقاومة فى الجزائر أثناء غيابه قرر الأمير استئناف القتال مرة أخرى لاستكمال المقاومة واستطاع أن يحتفظ بنفوذه رغم تحطم قوته المادية والعسكرية، فأربك الجيوش الفرنسية وحاول بيجو أن يجاريه فى سرعته ولكن عبد القادر كان يعرف كل جزء من البلاد، وكان لهذا أثر كبير فى تفوقه واحراز انتصارات عديدة حيث استطاع أن يقضى على قوات فرنسية كبيرة وحاصر أخرى ونتيجة لهذين الانتصارين سلمت القوات الفرنسية المرابطة منطقة سيدى موسى للأمير دون قتال، وبعدها زادت قسوة الفرنسيين ضد الجزائريين مما أنهك قوة المجاهدون وانتشر الفقر والخراب فى كل مكان كما كان للحصار البحرى المفروض على سواحل الجزائر الذى فرض على الحدود المغربية والشرقية أثر فى التقليل من وصول الأسلحة والإمدادات للمجاهدين .

عندما تم تعين الدوق "دومال" حاكماً على الجزائر كان همه الأول إخضاع الأمير عبد القادر وحضه على الاستسلام وطالبه بتسريح قواته والحضور إلى مدينة فاس إلا أنه رفض، واضطر تحت الضغوط إلى الذهاب إلى الحدود فى الوقت الذى جهزت فيه القوات الفرنسية 5000جندى من أجل القبض عليه ورصدت تحركات الأمير وأقامت لذلك النقاط العسكرية، مما اضطره لإعلان الاستسلام، وطلب ذهابه إلى عكا أو الاسكندرية وتمت الموافقة على طلبه، ولكن مع تغير نظام الحكم الفرنسى ومجيئ حكومة الجمهورية الثانية  الأكثر تشددا حنثت بسابق وعودها واعتبرت الأمير ورفاقه أسرى تم إيداعهم فى قلعة "باو" ثم نقلوا لقصر قديم للإقامة، وعندما نقلت السلطة إلى نابليون الثالث قام بإطلاق سراح الأمير بمناسبة توليه السلطة  ولم يسمح له بالسفر إلى الشرق إلا فى عام 1852حيث إستقر به الأمر فى دمشق وكان مقتنعاً بأن الله هو الذى أراد هزيمة المسلمين لأنهم انحرفوا عن دينهم وعليهم أن يقبلوا بالمصير الذى انتهوا إليه هذا الموقف.

تميز الأمير عبد القادر بالعديد من الصفات والمميزات  فقد لُقب بالأمير الفارس، وعُرف عنه التواضع حتى  سمى بأمير التواضع، الى جانب  لقب الأمير العسكرى والزعيم السياسى، وتميز بروح الفروسية وكان دمس الخلق محاولاً أن يبث بين جنوده فى الوقت الذى كان يعامل فيه الفرنسيون الجزائريين بوحشية جعل الأمير مكافأة لكل عربى يأتى بجندى فرنسى، وفى حال اشتكى أحد الأسرى من سوء المعاملة يقوم الأمير بحرمان جنده من الأجر، كما تميز بحبه للعلم والقراءة فقد كانت لديه مكتبة شهيرة كان ينقلها معه من مدينة لأخرى وكانت هدفاً بعد ذلك لألسنة النار الاستعمارية ومن القصص الطريفة التى تروى عنه أنه فرض عقوبة على كل من يسيئ معاملة الكتاب، كما تميز بالانفتاح العقلى والذهنى والمسامحة فلم يكن لديه أى سبب يجعله يرفض أو يعادى وجود جمعية تدعو للمساواة وتؤمن بالله والخلود، بالإضافة إلى هذا كان رجل العلم والثقافة وكان رقيق المشاعر عندما يتحدث عن المرأة  كان له العديد من المؤلفات أو القصائد سواء التى كتبها بنفسه أو التى كتبت عنه.

ونظراً لتاريخه الطويل فى الكفاح وإيثار مصلحة الوطن على ما عداها، كرمته العديد من دول العالم، ومنحته عدة دول أوروبية أرفع أوسمتها حيث منحه نابليون الثالث الوشاح الأكبر من الدرجة الأولى، كما منحه قيصر روسيا صلبان وأوسمة تقديرأ له ومنها صليب النسر الأبيض، كما حصل من بروسيا - ألمانيا الآن – على صليب النسر الأسود، و حصل من اليونان على صليب المخلص، بينما منحته الدولة العثمانية الوسام المجيدى من المرتبة الأولى، وفى انجلترا كرمه بابا بيوس التاسع، كما حصل على بندقية مرصعة بالذهب .

فى أخر حياته أصيب الأمير بمرض الكلى ومع هذا واظب على صلاته حتى فارق الحياه فى 24مايو 1882 فى قصر بقرية "دمر" بدمشق عن عمر 74عامأ ونقل من قصره إلى داره بدمشق فى سيارة كان قد أهداها له نابليون الثالث وتم دفنه فى مقبرة الصالحية بناء على وصيته داخل القبة بجوار الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى بعد الحصول على ترخيص من الباب العالى، وظلت رفات الأمير فى دمشق أكثر من 83عامأ إلى أن أُعيد إلى موطنه الجزائر بعد أربع سنوات من الاستقلال وأُعيد دفنه فى المقبرة العالية بالجزائر فى  يوليو1966 بمناسبة أعياد الاستقلال فى احتفال رسمى ، ولما لا وهو يمثل أيقونة الكفاح والجهاد ضد المستعمر الأجنبى، ضارباً المثل بايثار بلاده على مصالحه الشخصية.

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.