الشيخ العربي التبسي ودوره التربوي والإصلاحي في الجزائر (1891- 1957)
بقلم: د. صبري كامل هادي التميمي-
من الحقائق التي يقف عندها أغلب المؤرخين، هي إن دراسة التراجم والسير الذاتية لقيادات وشخصيات أي بلد من البلدان يعد عملا ضروريا، ويرى فيه البعض عملاً وطنياً خالصاً لاستجلاء مسير الزعماء والافتخار والاعتزاز بهم وجعلهم قدوة تقتدي بهم باقي فئات المجتمع.
ويعد العربي التبسي من الشخصيات الباروة، التي أدت دورا كبيرا على الساحة الجزائرية في مقاومة الجهل والأمية اللذين فرضا على المجتمع الجزائري من الاحتلال الفرنسي الذي اتبع سياسة التجهيل والإقصاء وتشريد الشعب الجزائري, فضلاً عن دخول العربي التبسي في صرع ضد البدع والخرافات التي سيطرت على عقلية الشعب الجزائري منذ إلحاقه قسراً بالاستعمار الفرنسي الذي كان يستهدف الهوية الوطنية باعتماده على المتعاونين معه من الجزائريين, وبعض شيوخ الطرق الصوفية.
تكمن أهمية البحث في كونه يدرس شخصية لها إسهاماتها الكبيرة في الحركة الإصلاحية الجزائرية في النصف الأول من القرن العشرين، وكان له الأثر الواضح في التمهيد للأفكار الثورية عن طريق التريية والتعليم وذلك بإزإلة الاستعمار الفرنسي من العقول ومن ثم مواجهته على أرض الواقع ثانياً.
قسم البحث إلى مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة, تصدى المبحث الأول إلى حياته وملامح تكوين شخصيته الاجتماعية, موضحين فيه ولادته وتربيته وتعليمه ورحلاته العلمية إلى تونس والقاهر بحثا للمزيد من العلم والمعرفة، فضلا عن دور أساتذته في صقل موهبته العلمية, مما جعله متفوقا على أقزنه وبينا اختطافه من الاحتلال الفرنسي عام 1957 م ويرجح قتله لشدة معاداته لهم.
وتناول المبحث الثاني دور التربوي الذي بذل فيه جهودا مضنية ,واستمر فيه عقودا من الزمن , لأعادة بناء العقول من جديد, بعد ان أشاع الاستعمار الفرنسي الجهل والتخلف في الجزائر, لإدامة احتلاله لها.
وبين المبحث الثالث دور الإصلاحي وجهوده في الوقوف بوجه المحتلين للدفاع عن الدين الإسلامي واللغة العربية ومحاربة الطرق الصوفية المنحرفة من خلال تبوءه عدة مناصب في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين, والتي استغلها لتبصير أبناء جلدته وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وحثهم على التمسك بالدين الإسلامي وبالهوية الوطنية الجزائرية.
المبحث الأول: حياته وملامح تكوين شخصيته الاجتماعية
أولا: ولادته ونشأته
ولد العربي بن القاسم بن مبارك بن فرحات الجدري(1) التبسي(2) في منطقة دوار السطح في ولاية تبسة(3) عام 1891(4), وكان العريي وحيد والديه فلم ينجباه إلا بعد حوالي عقد من زواجهما(5)، نشأ وترعرع تحت وصاية ولده الذي بدأ بتعليمه القرآن الكريم لاسيما وأنه كان من دارسي مبادئ العلوم العربية والدينية وشاءت الأقدار أن يفقد التبسي حنان والده في عامه السادس وتربى تحت رعاية عمه فرحات الذي تزوج أمه آمنة بنت عبيد على عادة وأعرف قبيلة النمامشة الجرائرية(6).
وعلى الرغم من أنه تربى يتيماً فإنه تلقى رعاية وتقدير كبير من عمه وجده, مما جعله يتخطى الصعاب للوصول إلى هدفه المنشود, وقد غرست العقيدة الإسلاميه في نفسه منذ السنوات الأولى من حياته, وتكونت لديه الشخصية الاجتماعية التي تجعل من صاحبها يعمل لشعبة وأمته لا لنفسه وذلك بحكم تربيته وتنشئته المتدينة(7).
ثانيأ : تعليمه
بدأ تعلمه القرآن الكريم, حاله حال سائر الجزائريين وهو طفل لا يتجاوز عمر عشر أعوام تحت رعاية الشيخ الطيب بن الحفناوي(8) الذي كان يمتلك روية لتعليم العلوم الدينية والقرآن الكريم وفي عام 1904 انتقل إلى زاوية سيدي ناجي الرحمانية التي كانت مشهورة بالإصلاح وتحفيظ القرآن الكريم. فمكت فيها ستة أعوام, أتقن فيها حفظ القرآن الكريم بالقراءة المغربية، وتعلم مبادئ العلوم العربية والدينية(9).
رأى العربي التبسي ضرورة مواصلة تعليمه, فرحل إلى نفطة(10) عام 1910 مع اثنين من أبناء منطقته, وكانت نفطة آنذاك ملجأ للراغبين يتلقي العلوم والمعارف الإسلاميه, فضلا عن وجود العديد من الزوايا التي تستقبل الطلبة الجزائريين إيواء وإطعاماً، بدون مقابل وتحت رعاية شيوخ أجلاء متفقهين في العلوم الشرعية واللغوية(11).
نتلمذ في نفطة على يد العديد من العلماء المشهورين أمثال الشيخ التابعي بن وادي والشيخ إبرهيم بن الحداد والشيخ محمد بن أحمد النفزاوي، الذين درسوه علم الكلام والنحو والصرف والفقه والشعر والأدب, ودامت مدة دراسته في نفطه ثلاثة أعوام كانت حافلة بالجد والاجتهاد, اذ كان متفوقا على أقرانه مما جعله محط اهتمام أساتذته(12).
بعد عودته إلى تبسة عام 1913, تطلع إلى الاستزادة في تحصيل العلم فرحل إلى تونس في العام نفسه, للدراسة في جامع الزيتونة(14)، وهنا توسعت مداركه وزادت معلوماته وتلقى دروسا في العلوم الشرعية والبلاغية وعلم المنطق(15), وبعد عامين من الدراسة, نال الشهادة الأهلية عام 1915, ثم شهادتاً التحصيل عام 1917 واستمر في دراسته لنيل شهادة التطويع التي تركها عام 1919, بسبب هجرته إلى مصر لينالها عام 1927 بعد عودته منها(16).
انتقل العربي التبسي من تونس إلى مصر أواخر عام 1919 وهو على أبواب اجتياز امتحان شهادتا التطويع العالية يجامع الزيتونة على متن باخر تجارية فرنسية متجه إلى مصر, متخفيا في إحدى مقصوراتها خشية اعتقاله من الفرنسيين, الذين منعوا الجزائريين من السفر إلى الخارج لطلب العلم, لتكريس الجهل والتخلف فيها, وقد دفعته للسفر إلى مصر أسباب عدة منها :
1- الأوضاع السياسية والأمنية المتردية التي عاشتها تونس والجزائر خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها, لاسيما إجراءات الإدارة الاستعمارية الاندماجية تجاه الشعوب المغاربية.
2- وفاة والدته عام 1919 التي كانت تربطه بدوار السطح بالجزائر وبعد وفاتها لم يعد يربطه بالجزئر إلا الدين والإصلاح.
3- رغبته في طلب المزيد من العلم في الأزهر الشريف.
4- توفر فرصة مواتية للسفر إلى مصر, وسماعه تقوق وتقدم مصر وعلمائها وتطور حركتها النهضوية الرائدة(17).
التحق بجامع الأزهر(18) ولاقى خلال دراسته هناك الترحاب الكبير من سائر إخوانه الجزائريين والمغارية(19) مما ساعده على الإقبال بانتظام في الدراسة التي تفوق فيها على أقرنه من المغاربة, درس في الأزهر العلوم الشرعية واللغة العربية ومتونها والبلاغة وشروحها والفقه وعلم التقسير ومدارسه والحديث ورجاله وسنده ومتونه والمنطق وعلم الكلام والتاريخ(20) على يد كبار الشيوخ(21).
كان يتابع خلال إقامته في مصر أخبار بلاده, وواقع الإصلاح والمصلحين وما يتعرضون له من مضايقات من الاحتلال الفرنسي, وفي الوقت نقسه كان يتصل بالكتاب والأدباء والشعراء المصريين(22), ويحضر جلسات ومناقشات العديد منهم(23).
حصل عام 1925 على الشهادة العالمية الخاصة بالغرباء, ولم يكتفي بها, بل اجتهد وحصل على الشهادة العالمية في العلوم العربية والدينية عام 1927، مزوداً بتجارب دعاة الأزهر والمعلمين بمصر، وليلتحق باخوانه المصلحين بعدها في الجزائر التي دخلها من تونس أواخر شهر أيلول 1927(24).
المبحث الثاني : دوره التربوي
تصدى الشيخ العربي التبسي بعد عودته من مصر عام 1927 لمهام تربوية مختلقة, وقد أوضح مالك بن نبي(25) مسيرته التربوية والإصلاحية بعد عودته إلى تبسة قائلا : ((سار الشيخ العربي التبسي على خطى سابقيه من الشيوخ الذين بدؤ عملية الإصلاح بتبسة بعد عودتهم من زاوية نفطة بالجريد التي كانت توفر قدر من العلم الشرعي والعربي لابأًس به للطالب المريد, الذي يريد أن يعود لبلدته للإمامة والخطابة والإصلاح)).(26)
1- نشاطه التربوي في تبسة :
بدأ عمله في تبسة بالتريية والتعليم للصغار والوعظ والإرشاد للكبار في مسجد ومدرسة تبسة, ثم في مسجد سيدي أبي سعيد الذي كان يرتاده في فتر العطلة بعد عودته من الدراسة في الزوايا وجامع الزيتونة، لينظم فيه دروسا دينية يومية بعد صلاة العشاء في الحديث والتفسير والفقه والسيرة التاريخ الإسلامي تناسب مستوى العامة من الناس من سكان تبسة(27).
وظل الشيخ العربي التبسي بتبسة مدرسا وواعظا ومرشدا بمسجد سيدي أبي سعيد لمدة عامين متحديا مضايقات السلطات الفرنسية التي كانت تمنع تعليم وتبصير الشعب الجزائري فضلا عن العراقيل التي تسبب بها أتباع الإدار الاستعمارية الفرنسية من الأئمة والمشايخ وعلى رأسهم محمد الصالح جلالي(28) الذين تدخلوا لدى الإدارة الفرنسية لمنعه من الاستمرار في التدريس بتبسة(29).
وخلال مرحلته التعليمية الأولى (1927-1929) كان يراقب أوضاع بلاده, وقد تميزت هذه المرحلة بمميزت يمكن حصرها بما يلي:
1- مراقبته لظروف وأوضاع الأمة الجزائرية, وما هي عليه من جهل وتخلف وذل وتبعية .
2- انشغاله بالتدريس لعامة الناس.
3- عدم خضوعه لمضايقات السلطات الفرنسية .
4- معاداة بعض شيوخ تبسة لدعوته الإصلاحية, وعدم تقبلهم لدعوته الرائدة.
5- انتظاري الفرصة المناسبة لتبديل المكان والجماهير.
6- عدم يأسه من واقع الجزائريين المزري على كافة الأصعدة.
7- رفضه كل العروض الاغرائية التي عرضت عليه للكف عن دعوته الإصلاحية بتبسة(30).
ثانيا: نشاطه التربوي في مدينة سيق
أدرك الشيخ عبد الحميد بن باديس(31) ما كان يعانيه العربي التبسي من مضايقات فدعاه لإدارة مدرسة سيق الابتدائية بغرب الجزائر اواخر عام 1929, فترك بلدته وأهله مكوها بعد أن كانت أمانيه الإصلاحية والتريوبة كلها معلقة في مدينة تبسة, التي كان يعدها منطلقا استراتيجيا وقاعدة للنهضة والدعوة والإصلاح(32).
استقبل العربي التبسي في مدينة سيق استقبالا عظيما, لأنهم وجدوا فيه ضالتهم لمدرستهم ومدينتهم ومجتمعهم وقد بهرهم بشخصيته القوية وورعه الشديد وشدة تمسكه بالدين الإسلامي وغزارة علمه وميله إلى التسلية والمزاح(33).
سار في مدرسته الجديدة بمنهجه التربوي والتعليمي العربي الإسلامي الذي كان قد تلقاه في زوايا الجزائر والزيتونة والأزهر فكان نشاطه التربوي يستند على تقوبة الطلبة على الأمور التالية:
1- نشر العلوم الدينية وخلق حالة التوازن بين الاعتقاد والسلوك.
2- تقوية الشعور الديني اعتقادا وعملاً.
3- ترويضهم على الممارسات التربوية والتعليمية.
4- إعطاء اللغة العربية أهمية قسوى وتحبيبها إلى التلاميذ واطلاعهم على ما فيها من مواطن الجمال والبلاغة.
5- تعويدهم على التكلم والتخاطب والكتابة والتأليف.
6- التمسك بالأخلاق الإسلامية الفاضلة(34).
شكل خلال تواجده في مدينة سيق جمعية إصلاحبه تعمل لصالح الدين الإسلامى والجزائر, وظل معلما ومديرا وواعظا واماما وقاضيا بين الناس إلى أن وصل وفد من أهل تبسة(35), إلى مدينة سيق عام 1933 دعوه إلى ضرورة العودة إلى مدينته تبسة حيث أهله وعشيرته, وستجد مجهوداته التربوية والإصلاحية صداها هناك فاشترط لعودته ثلاثة شروط قبلوها مباشر وهي :
1- تأسيس جمعية خيرية.
2- بناء مدرسة عربية إسلامية .
3- بناء مسجد حر من السيطرة الاستعمارية الفرنسية, والمتعاونين معها من الأئمة والشيوخ(36).
ثالثا: عودته إلى تبسة
عاد العربي التبسي إلى مدينة تبسة عام 1933 وقد أوفى الوفد بالتزاماته وأسسو الجمعية والمدرسة والمسجد وبنوا سكن للشيخ بالقرب من المسجد, ومن يومها تولى إدارة المدرسة وإمامة الجامع لمواصلة رسالته التربوية والإصلاحية لمدينة تبسة(37).
ويذكر مالك بن نبي في مذكراته عن عودة العربي التبسي من مدينة سيق قائلا: ((كانت عودة الشيخ العربي التبسي من مدينة سيق منتظر ليوم التدشين القريب, وانظم تحت لواء الإصلاح حتى عرابدة تبسة ومدمنوها العاكفون على الخمر كما انظم كثير من الذين يعيشون في كنف الاستعمار.. وكانت الملامح الاجتماعية كلها تتغير في المدينة بينما بقيت في سيرها الإصلاحي منذ غادرتها قبل سنين))(38).
عمل على تأسيس جمعية خيرية لأهل مدينة تبسة للعمل على تقديم يعض السلع والمواد الغذائية للعوائل الفقير في خطوة تدل على التعاون والتعاضد بين الأغنياء والفقراء فضلا عن ذلك أسس مدرسة لتهذيب البنين والبنات عام 1934 والتي ضمت في صفوفها الابتدائية كل عام ما يقارب 500 تلميذ, ومنها تخرج رجال الإصلاح والسياسة والثور في تبسة وفي عام 1936 تم بناء المسجد الذي أصبح قبلة لكل أهل الإصلاح من سكان مدينة تبسة والقادمين من الأرياف(39).
وظل العربي التبسي مديرا ومعلما في النهار بالمدرسة وإماما وخطيبا وواعظا في الليل بالمسجد اذ يلقي دروسه للعامة بعد صلاة العشاء من كل يوم في التفسير أو في الحديث النبوي الشريف بحيث يناسب الواقع والحوادث أو ما عليه واقع الناس بلغة سهلة ومفهومه للجميع, واستمر في عمله هذا إلى أن ترك التدريس وإدارة المدرسة عام 1947 (40).
رابعا: نشاطه التربوي في معهد عبد الحميد بن باديس
تعود فكر تأسيس المعهد إلى عام 1947 وذلك لضمان التحاق خريجي مدارس جمعية العلماء الابتدائية من الجزائريين الفقراء إلى هذا المعهد لتكملة تعليمهم الثانوي, لاسيما وأن أغلبهم لم يستطيعوا تكملة دراستهم خارج الجزائر لكلفتها المادية والقيود المشددة التي فرضتها الإدارة الفرنسية على هجرة الجزائريين خارج بلدهم(41).
وقد ذكر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي(42) في معرض استرجاعه فكرة تأسيس المعهد في عامه الثاني أن فكر -تأسيسه كانت محصورة بينه وبين الشيخ العربي التبسي قائلا؛ ((إن كان تكوين المعهد من أساسه أعجوبة من العجائب وكان أمر دائرا بين اثنين كاتب هذه السطور بحكم منصبه في جمعية الطماء ومنزلته في الأمة والأستاذ التبسي بحكم مقامه العلمي ومكانته في الشعب وقيمته العلمية عند إخوانه العلماء)).(43)
قام العربي التبسي بدور التربوي والتعليمي في إدارة وتوجيه معلمي المعهد للارتقاء بالمستوى التعليمي للطلبة ولما ضاق المعهد بطلابه قرر العربي التبسي في 12 تشرين الأول 1951 بضرور الخروج في مظاهر للسيطر على الجامع الكبير والجامع الأخضر بعد رفض الإدار الفرنسية تسليمهما لإدارة المعهد, وقد روى محمد مبارك الميلي(44) ذلك الموقف الشجاع من قبل العربي التبسي بقوله: ((لما تخاذل البعض من أعضاء المجلس الإداري للجمعية وبعض المعلمين والمناصرين قرر الشيخ العربي تنفيذ الخطة باحكام وتحت قيادته سارت مظاهر الطلاب..))(45).
وقد بذل العربي التبسي جهودا كبير من أجل الارتقاء بمستوى التعليم في المعهد وتشجيع الأمة الجزائرية للانتساب إليه لما يقدمه من خدمات تعليمية جليلة ونورد هنا إحدى النداءات التي وجهها للأمة الجزائرية قائلا: ((ندعوا الشعب الجزائري بجميع طبقاته التي تعمل لان تبقى هذه الأمة أمة لها خواص الأمم وميزاتها ومنشأتها إلى التعاون في تسيير المعهد وتدرج له إلى اللحاق بالمعاهد الإسلامية شرفا وغربا وإلى تخليصه وانقاذه من وضعيته الشاذة الموجودة عليها اليوم, فهب إليها الشعب لإعانة معهدك ونشر تقافتك والسير مع أهل وزمانك, ولن يضيع شعب حافظ على لغته وقوميته))(46).
ولكي يتمكن العربي التبسي من تحقيق الأهداف التربوية التي سعى لتحقيقها, فقد اقترح جملة تغيرات في مناهج التعليم وطرقه وكذلك بعملية إعداد المعلمين ووضع الثوابت لمنهجه ولخصه, بالآتي: (47)
1- اللغة العربية: واشترط في تدريسها تطبيق قواعدها على الكلام الفصيح.
2- العقائد يجب أن تؤخذ مع أدلتها من آيات القرآن الكريم .
3- الأدب العربي: يعلم حسن الأداء في القراءة وإلقاء الكلام.
4- التربية الخلقية: اعتمد في تدريسها على آيات القرن الكريم وأحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وأله وسلم) وآثار السلف الصالح.
5- التاريخ
6- الجغرافية: تدرس بجميع أقسامها .
وتكون معهد عبد الحميد بن باديس من مجلس إداري برئاسة العربي التبسي ومن الهيئات التالية :
1- الهيئة العلمية: وهي مسؤولة عن الشؤون العلمية والمواد التدريسية والكتب والهيئات التعليمية وكل ماله صلة بالتكوين العلمي والفكري للطلية والأساتذة.
2- الهيئة المالية: وهي المسؤولة عن متابعة مالية المعهد ودار سكن الطلبة والأساتذة .
3- هيئة المراقبة والضبط: مهمتها متابعة ومراقبة سلوك وممارسات وأخلاق الطلبة والهيئات التعليمية(48).
ظل العربي التبسي قائما بتسيير وتوجيه وإدارة المعهد إلى يوم انتقالة إلى الجزائر العاصمة لمتابعة وقائع الثورة الجزائرية التي انطلقت في الأول من تشرين الثاني 1945, ولحضور آخر مؤتمر لجمعية العلماء الجرئريين في السابع من كانون الثاني 1956 الذي حلت فيه نفسها وانضمت إلى جبهة التحرير الوطنية الجرئرية, واغلق المعهد بناء على أوامر السلطات الفرنسية في 3 أيلول 1957 (49).
المبحث الثالث: دوره الإصلاحي
أولا: عضويته في جماعة الرواد (1928-1931)
قام العربي التبسي بأدوار كبير في مجال الإصلاح الاجتماعي والديني, اذ كان من أوائل المؤسسين لجماعة الرواد (1928-1931) ويذكر محمد خير الدين(50) في مذكرته وقائع هذا الاجتماع لعام 1928 قائلا: ((تحقق عزم الشيخ ابن باديس ووجه دعوته إلى الطلاب العائدين من جامع الزيتونة والمشرق العربي الذين رأى فيهم المقدرة والاستعداد للعمل في سبيل الدين والوطن ولبى دعوته العديد من الشيوخ ومنهم محمد البشير الإبراهيمي، ومحمد مبارك الميلي , والطيب العقبي(51) والعربي التبسي وغيرهم))(52).
وكان هذا الاجتماع بداية الإصلاح الاجتماعي في الجزائر بعد مجهودات فردية قام بها رجال الدعوة والإصلاح سابقا, وانتدب للعمل على إصلاح أحوال الجزائريين في مدينته تبسة من خلال إلقاء الدروس الخطب الدينية, ولاسيما في شهر رمضان المبارك, فضلا عن دوره في بيان البدع والخرافات التي الصقت بالدين الإسلامي وشوهت فرائضه وأحكامه خلال العصور المتأخرة, ودعوته للرجوع إلى متابعه الصافية ونبذ كل ما أدخل إليه من تحريقات مثلا من لم يكن له شيخ فشيخه الشيطان، وانتشار كتاب الأحجية والأدعية, لخدمة أعداء الشعب الجزائري من الفرنسيين والمتعاونيين معه من الجزائريين واستمر في عمله لغاية عام 1931. (53)
ويمكن إجمال أهم الأعمال الإصلاحية التي قام بها بتبسة ما يلي: (54)
1- انتشار المدارس الحرة لتعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية.
2- الالتزام بالقاء دروس الوعظ والإرشاد على عامة الناس في المساجد لتبليغ دعوته الإصلاحية.
3- الكتابة في الصحف والمجلات لتوعية الشعب الجزائري.
4- انتشار النوادي العربية للاجتماعات وإلقاء الخطب والمحاضرات .
5- تكوين فرق الكشافة الإسلامية للشباب.
6- العمل على اذكاء روح النضال في أوساط الشعب الجزائري لتحريره من العبودية والحكم الاستعماري الفرنسي.
ثانيا: دعوته لحضور الاجتماع التمهيدي لتأسيس جمعية العلماء الجزائريين عام 1931
دعي العربي التبسي لحضور الاجتماع التمهيدي لتأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين(55) المنعقد في نادي الترقي(56) بالجزإئر العاصمة في 5 أيار 1931, وعلى الرغم من حضوره الاجتماع إلا أنه لم يرشح لعضوية المجلس الإداري في جلسته الأولى، وذلك لرغبة منه في إعطاء فرصة للعلماء الآخرين لتقديم خدماتهم للشعب الجزائري, فضلا عن عدم رغبته في الحصول على المناصب(57).
ثالثا: عضويته في المجلس الإداري لجمعية العلماء (1932-1956)
ترشح العربي التبسي لعضوية المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بطلب من العلماء الحاضرين في جلستها المنعقدة يومي 27، 28 أيلول 1932 وانتخب عضوا إداريا للجمعية في عامها الثاني ونائبا للكاتب العام محمد الأمين العمودي(58) وظل عضوا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حتى عام 1956.
رإبعا: مرحلة الكاتب العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1936-1945)
أصبح العربي التبسي كاتبا عاماً لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد انتخابه لهذا المنصب خلال جلسة جمعية العلماء في يومي 27، 28 أيول 1936 بعد حصوله على 178 صوتا(59) وتصدى خلال هذه المرحلة للدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية ومقاومة السياسة الاستعمارية الفرنسية في الجزائر من خلال الوعظ والإرشاد في المساجد وفي المؤتمرات التي كانت تقيمها جمعية العلماء في المدن الجزائرية للتنديد بسياسة المستعمر وبيان أهدافه ومساعيه الحثيثة لبقاء الجزائر مستعمرة فرنسية, لذلك فقد قدم العربي التبسي خلال اجتماع جمعية العلماء في قسنطينة عام 1944 مجموعة من المطالب إلى الإدارة الفرنسية(60) داعيا فيها إلى إيجاد الحلول التي تعترض رجال جمعية العلماء ومن بين أهمها(61)
1- إعادة فتح المساجد الإسلامية وعدم التعريض لرجال الدين.
2- الاهتمام بالتعليم العربي وبالمداس العربية والمعلمين.
3- حرية الصحافة .
4- الاهتمام بالقضاء الإسلامي .
خامسا: مرجلة ئائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (1946-1952)
اجتمع أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدورهم العادية في 27 أيلول 1946, وانتخبوا مجلسا إداريا جديدا للجمعية نال العربي التبسي منصب نائب الرئيس وظل في منصبه حتى رحيل الشيخ محمد البشير الابرهيمي إلى المشرق العربي يوم 7 آذار 1952 (62).
السادسا: مرحلة رئاسة جمعية العلماء المسلمين الجرئريين (1952-1956)
بعد رحيل الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى المشرق العربي عام 1952 لطلب المعونة المادية والمعنوية من أقطارها, انتخب العربي التبسي رئيسا لجمعية العلماء وتحمل خلالها مصاعب جمة من أبرزها موقفه المؤيد للثور الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي لأنه رأى أنها الطريق الوحيد الذي يمكن للجزائريين الحصول على الاستقلال لذلك تعرض للمضايقات عديدة من الإدارة الفرنسية لثنيه عن تلك المواقف(63) وقد اعترف أعضاء جمعية العلماء بما فيهم الشيخ محمد البشير الايرهيمي ما عاناه العربي التبسي من مصاعب عديدة(64) وظل على مواقفه تلك لغاية حل جمعية العلماء نفسها في 7 كانون الثاني 1956 (65) وانضمت إلى جبهة التحرير الوطنية الجزائرية لكي لا تتورط مع الإدارة الفرنسية في الدخول بمفاوضات وطروحات استسلامية.(66)
سابعا : نتاجه الفكري
ترك العربي التبسي نتاجا فكريا ثريا كانت حصيلة نضاله وجهاده الذي دام عدة عقود, متنقلا بين الجزائر وتونس ومصر, فكان نتاجه على شكل كتابات ومقالات سياسية وفكرية وأدبية تعبر بصدق عن أفكار وأرائه ونضاله الطويل, وهذه المقالات نشرت في الجرائد والمجلات الجزائرية ولا سيما في جريدة البصائر، والسنة النبوية المحمدية, والشريعة النبوية المحمدية, وفي مجلة الشهاب, ويبدو أن انشغاله بالعمل التربوي والإصلاحي لم يترك له مجال لتأليف على الرغم من ثراء تجربته(67).
وتولى أحمد شرفي الرفاعي جمع بعض آثاره ونشرها في كتاب بجزئين أطلق عليه مقالات في الدعوة إلى النهضة الإسلامية في الجزائر عام 1981 (68).
ثامنا: وفاته
عاد إلى الجرائر عام 1967, وقدم خدمات جليلة للجرائر وشعبها تربويا ودعويا وإصلاحيا, وظل يروج للثورة ضد الفرنسيين, حاثا أبناء شعبه لبذل الغالي والنفيس من أجل طرد الفرنسيين والحصول على الاستقلال إلى أن تم اختطافه علي يد الاحتلال الفرنسي في 4 نيسان 1957 ومن ذلك التاريخ بقي أمره مجهولا(69), ويرجح قتله لشدة عداوته للفرنسيين وجهاده الطويل لإحياء الأمة الجزائرية(70).
الخاتمة
من خلال دراستنا لشخصية العربي التبسي توصلنا لعدة نتائج من بين أهمها:
1- كانت ولادته في ظل السيطرة الاستعمارية الفرنسية التي اتخذت من القتل والاستيلاء على ممتلكات الجزإئرين سلاحا فعالا للحد من قيام الثورات ضدها, فأحس بمعاناة شعبه من الظلم والاضطهاد منذ صباه, واطلع على أساليب الاستعمار وسياسته التي كانت تهدف إلى فرنسة الجزائر والسيطرة على مقدرتها الاقتصادية.
2- سلك العربي التبسي الطريق نفسه الذي سلكه غيره من المصلحين وهو طريق التعلم والدراسة في أعظم المراكز العلمية في ذلك الوقت هو جامع الزينونة والأزهر الشريف الذي يستقطب العديد من الطلبة مما أتاح له فرصة الاحتكاك وتبادل الأراء .
3- اضطلع بمهمة التريية والتعليم والوعظ والارشاد في عدة مناطق من الجزائر مما أكسبه شعبية واسعة فيها .
4- شن حملة واسعة ضد البدع والخرافات التي ألصقت بالدين الإسلامي من قبل بعضل الطرق الصوفية المتعاونين مع الإدارة الفرنسية مستغلين ضعف الوعي الديني لدى البسطاء من الشعب الجزائري.
5- أعرض طيلة حياته الدعوية والإصلاحيه عن المناصب الدنيوية التي كان يتسابق إليها المسابقون وينتافس عليها المتنافسون حسبما شهد به من عمل معه وخالطه.
6- كان من أقطاب العلماء الذين حققو للجزائر وجودها واستمرارها بفضل بيئته التبسية وتأثيرها في اعداده وتنشئته وتهيئته كعالم ومصلح من مصلحي العصر الحديث عربيا وإسلاميا.
الهواش :
1- الجدري: وهي فرع من فروع عشيرة النماشة, اسمها الحقيقي الجدور, وهي معروفة بتاريخها البطولي ومقاومتها للاستعمار الفرنسي. ينظر : محمد علي دبوز , أعلام الإصلاح في الجزائر، ج2، ط1, مطبعة البعث, قسنطينة, 1975، ص42 .
2- التبسي: وهي الكنية التي اشتهر بها نسبة إلى مدينة تبسة التي ينتمي إليها, ينظر: أحمد عيساوي. مدينة تبسة وأعلامها بوابة الشرق وردة العروبة وأريج الحضارات, ط1, دار البلاغ، الجزائر , 2005, ص 169.
3- المصدر نفسه, ص169-170 .
4- اختلف المؤرخون في سنة مولده, فالبعض يرى أنه ولد عام 1888, في حين يرى البعض أنه ولد عام 1890, ويتفق أغلب المؤرخين أنه ولد عام 1891, ويبدو أن سبب ذلك الاختلاف أن والده لم يقم بتسجيله في دائر المواليد الرسمية بالبلدية الفرنسية بدوار السطح كعادة أغلب الجزائريين, خشية تجنيده في الجيش الفرنسي, ينظر: محمد علي دبوز, المصدر السابق ص42 .
5- محمد كريز, معادلات, ((الهداية)) (مجلة), الجزائر , السنة 1، العدد 1, 1986, ص10.
6- أحمد الخطيب, جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأثرها الإصلاحي في الجزائر، ط1، المؤسسة الوطنية للكتاب, الجزائر, 1985, ص167 .
7- محمد كريز , المصدر السابق, ص٩.
8- الطيب بن الحفناوي: ولد في قربة الزوي الواقعة بين بلدتي الشريعة وخنشلة عام 1850 وهو شيخ الطريفة الرحمانية فيها, كان مشهوداً له بالمعرفة والتريية والتعليم, تخرج على يده العديد من علماء المصلحين توفي عام 1941, ينظر : أحمد عيساوي, المصدر السابق ,ص82.
9- أحمد الخطيب, المصدر السابق ص167.
10- أحمد عيساوي, المصدر السايق, ص162.
11- نفطة: مدينة تقع جنوب غرب تونس, ينظر : محمد محفوظ, ترجم المؤلفين التونسيين, ج3، ط1,تونس, د.ت, ص379-381.
12- محمد كريز, المصدر السابق, ص9.
13- محمد محفوظ, المصدر السايق, ص381.
14- جامع الزيتونة: أسسه الوالي عبد الله بن الحباب عام 732م , وأتم بنائه العباس بن الأغلب، وأصبح منذ اكتمال بناءه مركز للعلم والتدريس, ثم اعطي لقب جامعة, فأصبحت تشمل كلية العلوم الشرعية وكلية العلوم والأداب, وكان هذا الجامع مركزا لاستقطاب الطلاب والعلماء الذين يغدون إليه من مختلف المناطق لدراسة العلوم الأدبية واللغوية, ولذلك عمل الاستعمار الفرنسي عندما احتل تونس عام 1881 م على غلقه لمنع أبناء المغرب العربي من تعليم اللغة العربية, والقضاء على ثقافته الإسلامية, ينظر: خيرية عبد الصاحب وادي, الفكر القومي العربي في المغرب العربي, نشؤوه وتطوره من (1830-1962), ط1, دار الحرية للطباعة، بغداد, 1983, ص108-112.
15- عبد الكريم بوصفصاف, جمعية العلماء المسلمين الجرلئريين وعلاقتها بالحركات الجزائرية الأخرى (1931-1845), ط1, المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والتوزيع , الجزائر، 1996 ,ص86.
16- أحمد حماني, الصراع بين السنة والبدعة, ج2 , ط1 , دار البعث , قسنطينة 1984، ص93.
17- حفناوي زاعز, الإمام الشيخ العربي التبسي، ((الثقافة)) (مجلة)، الجزائر، السنة 16، العدد 94، 1986، ص123-126.
18- جامع الأزهر: بناه جوهر الصقلي بأمر من الخليقة الفاطمي المعز لدين الله عام 973م في القاهرة, وعرف في البداية بجامع القاهرة، واختلفت الأراء حول تسميته بالأزهر، وأبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه الأزهر تيمنا بفاطمة الزهرء (عليها السلام), كما أطلقوا على قصورهم اسم الزاهرة، ويرى البعض أن تسميته جاءت تفاءلا بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه , وكان محل عناية الملوك والسلاطين , وله مواقف مشهودة في التصدي لظلم الحكام والملوك, ينظر: جواد رياض, الاوهر ودوره الثقافي والعقدي والجهادي في قضايا الأمة ,ط1، مركز حجاز للنشر, المغرب, د .ت , ص7-11.
19- حفناوي رغز , المصدر السابق , صه12.
20- عمار هلال, الطلبة الجزائريون في الأزهر, ((الثقافة)) (مجلة), الجزائر , السنة 14, العدد 79، 1984 , ص119.
21- وهم كل من الشيخ يوسف الدجوي, والشيخ عبد الوهاب النجار, ومصطفى المراغي, ومحمد شاكر , وعبد الرحمن قراعة, وحسنين مخلوف, وحسين والي, وسيد المرصفي،’ وغيرهم. ينظر: محمد كامل الفقي, الأزهر وآثره في النهضة الأدبية الحديثة, ط2 , مكتبة نهضة مصر, القاهر, 1965, ص221.
22- ومنهم طه حسين, وصلاح العقاد, وأحمد حسن الزيات, وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي، وعلي الجازم, ينظر: ((الشهاب)) (جريدة), الجزائر, السنة 2 , العدد 82، 1927.
23- المصدر نفسه.
24- عمار هلال, المصدر السابق, ص 120-121.
25- مالك بن نبي: ولد في قسنطينة عام 1905م , لأبوين فقيرين , إذ كان والده موظفا في الإدارة الحكومية بتبسة, وكانت والدته تعمل خياطة لتوفر لعائلتها ما يلزم لسد شظف العيش، انتقلت عائلته وهو طفل إلى تبسة, وهناك بدأ يتردد على الكتاتيب, حفظ القرآن الكريم، خلال أربعة أعوام, واصل دراسته في قسنطينة التي أنهاها عام 1925 م , سافر إلى باريس للبحث عن عمل, وبعد فشله في الحصول على عمل هناك, عاد إلى العاصمة الجزائر، توفى في مدينة الأغواط في 31 تشرين الأول 1973, ينظر: ثناء عبدالعزيز سعيد، نهضة الأمة العربية والإسلامية في فكر مالك بن نبي, رسالة ماجستير غير منشورة، كلية العلوم السياسية، جامعة بغداد, 2004, ص 13-16.
26- مالك بني نبي, مذكرت شاهد للقرن, دار الفكر, دمشق , 1984 ,ص80.
27- بشير كاشه الفرجي, إمام المجاهدين الشهيد الشيخ العربي التبسي، ط1، دار الأفاق، الجزائر, 2004، ص 11.
28- محمد الصالح جلالي: ولد في مدينة تبسة عام 1888م , من أسرة تعاونت مع الاستعمار الفرنسي، وأثرت خلال السيطرة الاستعمارية على الجزائر لتعاونها معهم, كان إماما بالجامع العتيق, وظل في منصبه لغاية وفاته عام 1961م , ينظر: محمد علي دبوز , المصدر السابق، ص117-120.
29- مالك بن نبي, المصدر السابق , ص 100.
30- المصدر نفسه, ص 185-189.
31- عبد الحميد بن باديس: ولد بمدينة قسنطينة عام 1889م, تلقى تعليمه الأولي على يد والده، حفظ القرآن الكريم منذ صغر على يد الشيخ حمدان الونيسي, سافر إلى تونس لتلقي تعليمه الثانوي, عاد إلى قسنطينة عام 1913م, وغادر في العام نفسه إلى الحجاز لأداء فريضة الحج , والتقى هناك بأستاذه, حمدان الونيسي وتعرف على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، عاد إلى الجزائر ليباشر التعليم في الجامع الأخضر, أسس عدة جرائد من أشهرها المنتقد والشهاب والصراط السوي والبصائر, أسس عام 1931م, جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، توفي عام 1940, ينظر: شعبان حسب الله علوان الشمري, عبدالحميد بن باديس ودور الفكري والسياسي (1889-1940), أطروحه دكتوراه غير منشور , كلية التربية , الجامعة المسنتصرية , 2012.
32- بشير كاشه الفرحي, المصدر السابق, ص 14-16.
33- محمد علي دبوز , المصدر السابق , ج2, ص 25-27.
34- علي مرحوم, بلاغ من جمعية العلماء في قضية اعتقال الأستاذ العربي التيسي, (الأصالة) (مجلة), الجزائر، عدد 73 , 1974, ص96.
35- ضم الوفد كل من الصادق بو ذراع, وحواس بن اسماعيل, ومحمد رسول, وعبدالحفيظ مسقلجي، ومصطفى ميدة, ينظر: محمد علي دبوز, المصدر السابق, ص23-25.
36- أحمد عيساوي, المصدر السايق, ص107.
37- بشير كاشه الفرحي, المصدر السابق, ص16-19.
38- مالك بن نبي, المصدر السابق, ص262.
39- محمد علي دبوز, المصدر السابق, ص 31-33.
40- أحمد عيساوي, المصدر السابق, ص122.
41- ((البصائر)) (جريدة), الجزائر, السلسلة الثانية, السنة 3, العدد 92, 17 تشرين الأول 1949.
42- محمد البشير الإبراهيمي: ولد بمدينة بجاية عام 1889, نشأ وترعرع فيها, سافر إلى الحجاز, وتابع دراسته في المدينة المنور , تأثر باراء جمال الدين الأفغاني, ومحمد عبده، انتقل إلى دمشق عام 1913م , وعين مدرسا في المدرسة السلطانية, عاد إلى الجزائر عام 1920، كان من مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931م، أصبح رئيسا للجمعية عام 1940م , توفي عام 1965 م, ينظر: أحمد طالب الإبراهيمي آثار الإمام محمد البشير الابراهيمي (1929-1949)، ج1,ط1 , دار الغرب الإسلامي, بيروت, 1997، ص9-13. أبو علي حسن, شخصيات ومواقف فوق الأحداث ,ط1, دار البشير للثقافة والعلوم ,القاهرة , 1996 ,ص61-95.
43- ((البصائر)) (جربدة), الجزائر , السلسلة الثانية , السنة 3 , العدد 92، 17 تشرين الأول 1949.
44- محمد مبارك الميلي: ولد بمدينة ميله عام 1897, اتم دراسته الابتدائية على يد شيخه العالم محمد الميلي, أكمل دراسته في جامع الزيتونة, عمل في التدريس, هاجم البدع والخرافات التي الصقت بالدين الإسلامي, عمل أمينا عاما لجمعية العلماء المسلمسن الجزائريين عام 1931 م، وتوفي في 8 شباط 1945, ينظر: بسام العسلي, عبد الحميد بن باديس وبناء القاعدة الثورية الجزائرية, ط1 , دار النفائس, الجزائر , 1983 ,ص109.
45- محمد الميلي, الشيخ العربي التبسي, ط1, دار الآفاق، الجزائر, 1983 ,ص15 .
46- (البصائر) (جريدة), الجزائر, السلسلة الثانية, السنة 3 ,العدد 90، 1949.
47- محمد الميلي, المصدر السابق, ص17-18.
48- ((البصائر)) (جريدة), السلسلة الثانية, السنة 2 , غدد 90، الجزائر 1949.-
49- عبد الكريم بوصفصاف, معهد عبد الحميد بن باديس، نشأته وتطوره، ط1، دار هومة، الجرائر, 1994, ص17.
50- محمد خير الدين: ولد في بسكرة عام 1902 ,تتلمذ على يد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة، التحق بجامع الزينونة وتخرج منه عام 1927، وبعد عودته إلى بسكرة أسس جميعة الإخاء وجربدة الإصلاح, انتخب في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجرائريين بدورتها الثانية عام 1932 م شارك في أثناء الحرب العالمية الثانية بتأسيس حزب أحباب البيان والحرية, تعرض للسجن عدة مرات, وعندما إندلعت الثور الجزائرية عام 1954, دخل في مفاوضات مع الوالي الفرعي (سوستيل) عام 1955, عين ممثلا لجهة التحرير الجزائرية بالمغرب عام 1956م , توقي عام 1994م، ينظر: محمد علي دبروز, المصدر السابق ,ص131-133 .
51- الطيب العقبي: ولد بمدينة سيدي عقبة التابعة لبسكرة عام 1888م , هاجر مع عائلته إلى الحجاز عام 1890, واستقر في مكة المكرمة ودس فيها العلوم الدينية, وأصبح خطيبا وفقيها وسياسيا, نفاه العثمانيون إلى الأناضول بتهمة مشاركته في الثور العربية عام 1916م، عاد إلى الجزائر عام 1920م , كان عضوا مؤسسا بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عام 1931م, توفي 1960 م, ينظر: كمال عجالي, الفكر الإصلاحي في الجزائر, الشيخ الطيب العقبي بين الأصالة والتجديد، ط1 , سحب للطباعة الشعبية للجيش ؛ الجزائر ؛ 2007.
52- محمد خير الدين, مذكرات, ج1، ط1، مطبعة دحلب, الجزائر، 1985، ص83.
53- محمد كريز, المصدر السابق, ص18 ؛ أحمد عيساوي, المصدر السايق, ص127 .
54- ((الشهاب)) (جريدة) , الجزائر , السنة 4 , العدد 170، 1928..
55- تأسست في نادي الترقي بالجزإئر العاصمة في 5 أيار 1931, اثر دعوة وجهها الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى العلماء في الجزائر لحضور هذا الاجتماع لغرض تأسيس جمعية إسلامية, وحضر الاجتماع اثنان وسبعون عالما, وهدفت الجمعية إلى إصلاح عقيدة الجزائريين وتنقيتها من البدع والخرافات, ومحاربه الجهل بتثقيف العقول, والرجوع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة, والمحافظة على الشخصية الإسلامية للشعب الجزائري، ومقاومة سياسة التنصير الفرنسية, فضلا عن فتح المدارس للتعليم, ينظر: عبد الحميد بن باديس, الجلسة التمهيدية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين, ((الشهاب)) (مجلة) , الجزائر، م7, ج5، أيار 1931، ص341.
56- نادي الترقي: تأسس عام 1967 في الجزائر العاصمة من قبل مجموعة من أعيان وأغنياء الجزائر, وكان الغرض من تأسيسه هو طرح وبحث ومناقشة الأوضاع التي آل إليها المجتمع الجزإئري بين علماء الجزائر ومثقفيها, وأصبح يمثل مركز للدعوة الوطنية والإسلامية, ينظر: محمد العاصي, نادي الترقي تاريخه ونشاطه وأهدافه, ينظر: ((الشهاب)) (مجلة), الجزائر ,م13 ,ج7 ,تموز 1936,ص 8-11 .
57- محمد خير الدين, المصدر السابق, ص 120.
58- محمد الأمين العمودي: ولد في كوبنين بوادي سوف عام 1890م, دخل المدرسة القرآنية والفرنسية, امتهن مهنة المحاماة, ترأس جمعية الوكلاء الشرعيين في الجزائر العاصمة، انتخب في الاجتماع العام لجمعية العلماء عضوا إداريا, أصدر بمساعدة سعيد الزاهري جريدة الجحيم، تولى رئاسة المؤشر الإسلامي الجزائري عام 1936, اختطفته جمعية اليد الحمراء وقتلته في 10 تشربن الثاني 1957, ينظر : محمد الحسن فضلاء , من أعلام الإصلاح في الجزائر , ج1, ط1, مطبعة دار هومة, الجزائر , 2000, ص 120-125.
59- ((البصائر)) (جريدة), الجزائر , السلسلة الأولى, السنة 1 , العدد37، 1936 .
60- أحمد حماني, المصدر السابق, ص264.
61- أحمد عيساوي, المصدر السابق, ص214.
62- أحمد عيساوي, المصدر السابق , ص 114.
63- حفناوي زاغز, المصدر السابق, ص 13.
64- ((البصائر)) (جريدة), الجزائر , السلسلة الثانية, السنة 5 , العدد 197، 1952 .
65- عبد الحفيظ أمقرن الحسيني, المرحوم الفضيل الورتلاني عبر المقاومة الجزائرية إلى ثورة التحرير الوطني (1900-1959), ((الثقافة)) (مجلة), الجزائر, السنة 18, العدد 100, 1088 ، ص70.
66- حقناوي زاغز, المصدر السابق, ص136-137.
67- محمد علي دبوز, المصدر السابق, ص 55.
68- محمد كريز, المصدر السابق, ص 12.
69- حسن عريبي, استشهاد العربي التبسي, ذكرى وعبرة, ط1, المؤسسة الوطنية للكتاب, الجزائر, 2003, ص7 .
70- المصدر نفسه، ص 70-71.
المصدر: مجلة دراسات في التاريخ والآثار، العدد 55، سنة 2016، ص: 339-366.