رسالة الشرك ومظاهره: “تعريفا بمحتواه واستخراجا لفوائده ومزاياه”

بقلم: عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار-

ابتلي المسلمون منذ زمن بعيد بالشرك وانتشر فيهم كثير من صوره؛ منها: السحر والكهانة والطواف بالقبور ودعاء غير الله والتقرب لأصحاب القبور بأنواع من العبادات وغير ذلك من أبواب الشرك وأنواع البدع.

وقد كان للطرق الصوفية والرافضة الدور الرئيس في نشرها في أمتنا، وهو مما سبب في تخييم الجهل والخرافات والتخلف عن ركب الحضارة والتطور، وأدى ذلك إلى ضعف الدولة العثمانية وساعد دول أوربا على احتلال كثير من بلاد المسلمين بمساعدة من بعض أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا، ممن تلطخوا بالشركيات ووقعوا في البدع والمخالفات، وباعوا دينهم ووطنهم بعرض من الدنيا.
بعد الحرب العالمية الأولى قامت مجموعة من دول أوربا باتفاقية (سايكس بيكو) وذلك سنة (1916 م) التي تم التخطيط فيها لتمزيق جسد الأمة الإسلامية، وبموجب تلك الاتفاقية وقعت الجزائر تحت احتلال فرنسا، فعملت فرنسا على تنصير الشعب الجزائري ونشر الأضرحة وغير ذلك من مظاهر الشرك ما زاد الخرق على الرقع.

فقام ثلة من الغيورين من أهل العلم والفضل بمضاعفة الجهود بتعليم الناس التوحيد وما يهمهم من أمور دينهم، وتحذيرهم من الشرك والبدع والخرافات.

ولتوحيد الجهود أنشئت (جمعية علماء المسلمين الجزائرية) في سنة (1350 هـ الموافق 1932 م) التي كان لها الدور البارز والأساسي في تعليم الناس التوحيد ونشر العلم وتحذيرهم من الشرك والبدع والخرافات.

فأُنشئت المدارس، وشُيّدت المساجد، ونُشرت الجرائد، وأُلفت الكتب التي تدعوا الناس إلى التوحيد وتحذرهم من الشرك.

ومن هذه الكتب التي ألفت في باب التحذير من الشرك (رسالة الشرك ومظاهره) للعلامة المؤرخ مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي الجزائري -رحمه الله- بل له قدم السبق في هذا الباب في عصره.
تعرض فيها المؤلف للموضوع من كل جوانبه، حيث جمع ما تفرق من أبوابه وألف بينها مع حسن العرض وجودة الترتيب، والدقة في العبارات، فانتظم عقدها واكتملت حلتها فأصبحت منارا للسبيل وضياءً للسالكين، فأجاد وأفاد رحمه الله.

وقبل الشروع في دراسة الكتاب وذكر فوائده ومميزاته يحسن بنا أن نتعرف على مؤلف الكتاب.

التعريف بالمؤلف:

هو: مبارك بن محمد إبراهيمي الميلي، وأمه تركية بنت أحمد بن فرحات حمروش، ولد في قرية (الرّمامن) في جبال الميلية بشرق من أحواز قسنطينة الجزائر واختلف في سنة مولده على ثلاثة أقول: (1314 هـ 1896ف) و (1315 هـ 1897ف) و (1316 هـ 1898ف)، ونسبتُه (الميلي) إلى مدينة ميلة.
نشأ يتيمًا في حجر جده بعد وفاة أبيه وهو في الرابعة، وأمه وهو في السادسة، ثم كفله عماه: علاوة وأحمد، وربياه في البادية على القوة والصلابة، في عائلةٍ ذات غنًى ووجاهة.
حفظ القرآن في (دوار امبارك) بلدة (ميلية) وهي تقع على نحو خمسين كيلومترًا شمال مدينة قسنطينة، وأخذ مبادئ العلوم على الشيخ الزاهد: ابن معنصر الميلي، وقد تأهل للالتحاق بحلقة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس بـ (الجامع الأخضر).

رحل إلى تونس والتحق بـ (جامعة الزيتونة) وقضي بها أربع سنوات، وأخذ عن معظم أهل العلم بها، وتحصل على شهادة (التطويع) سنة (1924 م).

وكان مثالًا للطالب المجد المجتهد.

ودرس في كثير من المناطق بالجزائر وتخرج على يديه جمع غفير من أهل العلم والفضل.

وكانت له مشاركات في مجال الصحافة وخلف كثيرا من الأعمال، بالإضافة إلى بعض المؤلفات.
وبعد حياة حافلة بالعلم والعمل والجد والاجتهاد، وعودته لمدينة (الميلة) أصيب بمرض (السكري) وسافر للعلاج إلى (فيشي) بفرنسا بعد عدة محاولات في الجزائر وبعد تحسنه استفحل فيه المرض على إثره وافاه الأجل في (25صفر 1364 هـ الموافق 9 فبراير 1945 ف) ودفن في مقبرة (الميلة) رحمه الله عن عمر قصير (47 عامًا) على أقل تقدير عن حياة عامرة بالعلم والتعلم والكتابة والتدريس وحافلة ببذل الخير [1].

التعريف برسالة الشرك ومظاهره:

وبعد التعريف الموجز بالكاتب نأخذ لمحة عن الكتاب.

سبب تأليف الكتاب:

أصدرت جمعية العلماء صحيفتها ((البصائر))، وكان صدور العدد الأول منها يوم الجمعة (شوال 1354 هـ الموافق 27/12/1935 م).

قال المؤلف في (ص 37): ((وبهذه الصحيفة نشرنا سلسلة مقالات في موضوع الشرك ومظاهره، وما برزت من تلك السلسلة حلقات، حتى أخذت الرغبات من مختلف الطبقات في عدة جهات تتوارد على تجريد تلك المقالات وجمعها في رسالة خاصة؛ فاستصوبنا اقتراح الراغبين، وأمسكنا عن قراء "البصائر" ما بقي من حلقات السلسلة، وأعْلنَّا بها استعدادنا لتنفيذ مقترحهم، ثم رجعنا إلى ما كتب بالتهذيب والتبويب وتنقيح عبارات للتقريب وتغيير في الترتيب، وأضفنا إليه بعض الفصول، فجاءت في شكل غير ما ظهرت به من قبل)) اهـ.

وصف الكتاب:

قال المؤلف في (ص 37-38): ((وقد تحرّينا فيما تخيّرنا من أطراف هذا الموضوع وطرق عرضه والإِبانة عنه ما رأينا حاجة شعبنا إليه أقوى، وأسلوب العصر له أدعى، فكل أمة وحاجتها، وكل عصر وعرضه.
ولم أحتذ فيما كتبت إلا ما تخيله فكري، ولم أنسج فيما جمعت على منوال غيري؛ إذ لم أقف على كتاب مجموع على النسق الذي أردته في الموضوع؛ إلا أني بعد كتابة فصول؛ أُهدي إلي كتاب " صيانة الإِنسان "؛ فإذا فيه نبذة منقولة من كتاب " تطهير الاعتقاد من أدران الإِلحاد " لمحمد بن إسماعيل الصنعاني، أحد علماء القرن الثاني عشر، وفيه أيضاً طائفة من كتاب " الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد " لمحمد بن علي الشوكاني، فألفيتهما في موضوع رسالتي، ولكن لم أستعن بهما في تحرير مقالتي؛ إذ لم تحوهما خزانتي، ولا رأيتهما عند أهل صداقتي.

وبعد تمام التأليف، وقبل الشروع في الطبع؛ اتصلت بهدية من جدة [كذا]، من الأخ في الله السيد محمد نصيف، تشتمل على كتاب " فتح المجيد بشرح كتاب التوحيد " لابن عبد الوهاب، فعلّقت منه فوائد ألحقتها بمواضعها معزوة إليه، ولو اطلعت عليه قبل كتابة الرسالة؛ لخفف علي من عناء ابتكار العناوين وتنسيقها.

فهذه رسالة في موضوع بور، على أسلوب من عندي بكر، ولعل ذلك من أبين العذر، وأوجب الصفح عما يكون بها من خلل وضعف، على أن النقص لا يسلم منه كلام؛ إلا أن يكون وحياً؛ فلا ينتظر مني ما فوق منة الكتاب، وحسبنا محاولة الإِتقان، والله المستعان)) اهـ.

طبعات الكتاب:

1) المطبعة الإسلامية الجزائرية بقسنطينة سنة (1356 هـ 1937 م).

2) مكتبة النهضة الجزائرية سنة (1386 هـ 1966 م).

3) مطبعة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة (1397 هـ 1977 م).

4) دار البعث الجزائرية بقسنطينة لعلها سنة (1982 - 1984 م).

5) دار الراية السعودية (1422 هـ - 2001 م). وهي التي اعتمدت عليها في هذه الدراسة وهي تقع في (498) صفحة بعد المقدمات، تبدأ من الصفحة (33) وتنتهي عند الصفحة (468) وباقي الصفحات فهارس [2].

عدد مصادره:

ذكر المؤلف (108) مصدرًا كما في الطبعة الأولى (المطبعة الإسلامية الجزائرية) والأخيرة (الراية)، خلافًا للطبعات الأخرى فقد وقع فيها سقط إذ تتابعت على إثبات (28) مصدرًا فقط.
وقد قسَّمَه إلى ستة أقسام؛ هي:

• كتب متن اللغة وفقها وأدبها: (10 مصادر).
• كتب التفسير وأحكام القرآن: (15 مصدرًا).
• كتب الحديث وفقهه ورجاله: (33 مصدرا).
• كتب العقائد والمقالات وتهذيب الأخلاق: (22 مصدرا).
• كتب الفقه وقواعده وأصوله: (15 مصدرًا).
• كتب التاريخ والسير والتراجم: (13 مصادر).
محتويات الكتاب:
قسم المؤلف الكتاب إلى فصول وتحت كل فصل عدد من المباحث، وهذه الفصول هي:

1- الحاجة إلى معرفة الشرك ومظاهره.
2- الغرض من بيان الشرك ومظاهره.
3- الرجوع في بيان الشرك إلى الكتاب والسنة.
4- تنزيل الآيات النازلة في قوم على من أشبههم اليوم.
5- ذرائع الشرك وطبائعه.
6- معنى الشرك وأقسامه.
7- الشرك في قوم نوح.
8- الشرك في قوم إبراهيم.
9- الشرك عند العرب.
10- العبادة والنسك.
11- التبرك وسد الذرائع.
12- آثار الشرك في المسلمين.
13- الولاية.
14- الكرامة.
15- التصرف في الكون.
16- علم الغيب.
17- الكهانة، وما حكمها.
18- السحر.
19- الرقية والعزيمة.
20- التميمة.
21- المحبة.
22- الدعاء.
23- الوسيلة.
24- الشفاعة.
25- الزيارة والمزارات.
26- الذبائح والزردات.
27- النذر والغفارة.
28- اليمين.
29- هداة الشرك وحماته.
30- إلى الدين الخالص.
32- خاتمة في الأمر المعروف والنهي عن المنكر.

أبرز الصعوبات التي واجهة المؤلف:

لم يُسبق إلى التأليف في هذا الباب في عصره.

ابتكار العناوين وتنسيقها؛ ويظهر هذا في قوله: ((إن هذه الرسالة في موضوع بُور، على أسلوبٍ من عندي بِكْر)) اهـ.

قلة المصادر في هذا الباب.

فوائد الكتاب:

للكتاب فوائد جمة منها:

1) بيان التوحيد والتحذير من الشرك.
2) الحث على السنة وقمع للبدعة.
3) توضيح جملة من مظاهر الشرك.
4) بيان عداء الصوفية للجزائر وخطرهم عليها.

مميزات الكتاب:

للكتاب مميزات جليلة منها:

1) مؤلفه عالم سلفي، وقد أثني عليه جمع من أهل العلم.

- قال العلامة عبد الحميد بن باديس رحمه الله في ((مجالس التذكير من حديث البشير النذير)): ((ثم تلا الجميع العالم العلامة المؤرخ الكبير الأستاذ مبارك الميلى مدير جريدة "البصائر" الغراء فارتجل خطابا بليغا قارن فيه بين مكانة العلماء من نفوس العامة اليوم ومكانتهم من نفوسها بالأمس أعني قبل الإصلاح وبعد الإصلاح، فجاء بتحقيقات جليلة وتعليلات صائبة وأبحاث دقيقة، شأنه في كل المواضيع فأجاد)) اهـ.

- وقال مصطفى محمد حميداتو- رحمه الله تعالى- في كتابه ((عبد الحميد بن باديس وجهوده التربوية)): ((الشيخ مبارك بن محمد الميلي (1897-1945م): أحد أقطاب الحركة الإصلاحية تعليمًا وتأليفًا، ثم تكوينًا وتسييرًا (يمتاز في كتاباته بدقة التحليل، وعمق التفكير، ولذلك كان يُطلق عليه: فيلسوف الحركة الإصلاحية)، تولى رئاسة تحرير جريدة (البصائر)، لسان حال جمعية العلماء، كما كان مسئول المالية في الجمعية.

من مؤلفاته: رسالة الشرك ومظاهره، وتاريخ الجزائر في القديم والحديث، في جزأين)) اهـ.
- وقال العلامة محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 18-19): ((حياة كلّها جدّ وعمل، وحي كلّه فكر وعلم، وعمر كلّه درس وتحصيل، وشباب كلّه تلقٍّ واستفادة، وكهولة كلّها إنتاج وإفادة، ونفس كلّها ضميرٌ وواجبٌ، وروح كلها ذكاء وعقل، وعقل كلّه رأي وبصيرة، وبصيرة كلّها نور وإشراق، ومجموعة خلال سديدة وأعمال مفيدة قلَّ أن اجتمعت في رجل من رجال النهضات، فإذا اجتمعت هيأت لصاحبها مكانه من قيادة الجيل، ومهّدت له مقعده من زعامة النهضة.

ذلكم مبارك الميلي الذي فقدته الجزائر من ثلاث سنين، ففقدت بفقده مؤرخها الحريص على تجلية تاريخها المغمور، وإنارة جوانبه المظلمة، ووصل عراه المنفصمة، وفقدته المحافل الإصلاحية ففقدت منه عالماً بالسلفية الحقة عاملاً بها، صحيح الإدراك لفقه الكتاب والسنّة، واسع الاطلاع على النصوص والفهوم، دقيق الفهم لها، والتمييز بينها والتطبيق لكلياتها، وفقدته دواوين الكتابة ففقدت كاتباً فحل الأسلوب، جزل العبارة، لبقاً بتوزيع الألفاظ على المعاني، طبقة ممتازة في دقة التصوير والإحاطة بالأطراف وضبط الموضوع والملك لعنانه، وفقدته مجالس النظر والرأي، ففقدت مدرهاً لا يبارى في سوق الحُجّة وحضور البديهة وسداد الرميّة والصلابة في الحق والوقوف عند حدوده، وفقدته " جمعية العلماء " ففقدت ركناً باذخاً من أركانها، لا كلاً ولا وَكلاً، بل نهّاضاً بالعبء، مضطلعاً بما حُمّل من واجب، لا تؤتى " الجمعية " من الثغر الذي تكل إليه سدّه، ولا تخشى الخصم الذي تسند إليه مراسه، وفقدت بفقده عَلَماً كانت تستضيء برأيه في المشكلات، فلا يرى الرأي في معضلة إلاّ جاء مثل فلق الصبح)) اهـ.

ثم قال: ((يشهد كل من عرف مباركاً وذاكره أو ناظره أو سأله في شيء مما يتذاكر فيه الناس أو يتناظرون أو يسأل فيه جاهله عالمه أو جاذبه الحديث في أحوال الأمم ووقائع التاريخ وعوارض الاجتماع، أنه يخاطب منه عالماً أيّ عالم، وأنه يناظر منه فحل عراك وجدل حكاك، وأنه يساجل منه بحراً لا تخاض لجته، وحبراً لا تدحض حجته، وأنه يرجع منه إلى عقل متين، ورأي رصين ودليل لا يضل، ومنطق لا يختل، وقريحة خصبة، وذهن صيود، وطبع مشبوب، وألمعية كشافة.

هكذا عرفنا مباركاً وبهذا شهدنا، وهكذا عرفه من يُوثق بمعرفتهم ويُرتاح إلى إنصافهم ويطمأنّ إلى شهادتهم، لا نختلف في هذا)) اهـ.

- وقال الأستاذ أحمد حماني كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 20): ((العلامة الجليل الشيخ مبارك بن محمد الميلي رحمه الله، أكبر تلاميذ الأستاذ ابن باديس ومدرسته علماً وفضلاً وكفاءة، وأحد علماء الجزائر وبناة نهضتها العربية الإصلاحية الأفذاذ، وأوّل من ألّف للجزائر باللغة العربية والعاطفة الوطنية تاريخاً قومياً وطنياً نفيساً)) اهـ.

- وقال تلميذه الشيخ أبو بكر الأغواطي رحمه الله كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 20): ((عرفنا من الأستاذ مبارك الميلي رحمه الله صفات قلَّ بيننا اليوم من يتصف بها، وهي التي جعلت منه علماً من أعلام نهضتنا، ورجلاً من خيرة رجالنا، تلك هي حبّ العمل والجدّ فيه، وتحمل الأعباء والمصابرة على تحقيق أهداف عليا، وكلها ترجع إلى متانة خلقه وصدق عزيمته، وسداد تقديره ومحكم تدبيره)) اهـ.

2) ثناء جمعية علماء المسلمين على رسالة الشرك.

قال الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله تعالى كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 29): ((المجلس الإداري يقرر أن ما اشتملت عليه رسالة الشرك ومظاهره لمؤلفها الأستاذ مبارك الميلي هو عين السنة، وأن هذه الرسالة تعد من الكتب المؤلفة في نشر السنة ورد البدعة)) اهـ.

3) أنه بيّن بوضوح المنهج السلفي الصحيح.

4) أنه ربط بين ما عليه جمعية العلماء وما كان عليه سلف الأمة.

قال الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 27-28): ((فإن الدعوة الإصلاحية التي يقوم بها دعاة الإصلاح الإسلامي في العالم الإسلامي عامة وتقوم بها جمعية العلماء في القطر الجزائري خاصة، تتلخص في دعوة المسلمين إلى العلم والعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم، والسير على منهاج سلفهم الصالح في أخلاقهم وعباداتهم القولية والاعتقادية والعملية، وتطبيق ما هم عليه اليوم من عقائد وأعمال وآداب، على ما كان في عهد السلف الصالح؛ فما وافقه؛ عددناه من دين الله، فعملنا به، واعتبرنا القائم به قائما بدين الله، وما لم يكن معروفاً في عهد الصحابة؛ عددناه ليس من دين الله، ولا علينا فيمن أحدثه أو عمل به؛ فالدين حجة على كل أحد، وليس عمل أحد حجة على الدين)) اهـ.

ولقد عقد المؤلف في (ص 78) مبحثا بعنوان: (منزلة السلف الصالح).

5) أكثر المؤلف من الاستشهاد بالآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، والآثار السلفية في معرض الاحتجاج والاستدلال.

والناظر في فهرس الآيات القرآنية وفهرس الأحاديث والآثار يلمس هذا.

6) أبان فيها المؤلف عن دقة استنباطه.

قال المؤلف رحمه الله في (ص 354): ((وأما اتخاذ المزارات؛ فممنوع، ولو للصلاة فيها، سواء بالبناء على القبور، أم بتعليق الخيوط على أشجار، أم بوضع المباخر والمصابيح عندها)) اهـ.
ثم قال في (ص 356-357): ((السفر إلى المزارات:

وأما السفر إلى المزارات؛ ففي " الموطأ " عن أبي هريرة؛ أنه قال: لقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت؛ فقلت: من الطور. فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه؛ ما خرجت، سمعت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: ((لَا تُعْمَلُ الْمَطِيُّ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَإِلَى مَسْجِدِي هَذَا، وَإِلَى مَسْجِدِ إِيلِيَّا أَوْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)) (يَشُكُّ). وإيليا وبيت المقدس واحد، وإنما الشك فيما لفظ به الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - منهما.

وقوله: " لقيت بصرة "، قال ابن عبد البر: " الصواب: أبا بصرة، والغلط من يزيد لا من مالك ")) اهـ.
استنبط من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عدم مشروعية السفر إلى هذه المزارات.

7) أنها رسالة جامعة، فقد تطرق فيها إلى موضوعات كثيرة، يكاد يكون استوعب ما له علاقة بمادتها.

8) أن المؤلف رجع إلى كتب كثيرة أوصلها إلى (108) كتابا كما في مواد الرسالة.

9) أنّ الرسالة تُعَدُّ من أوائل الرسائل أو الكتب المؤلفة في هذا العصر في بيان التوحيد وما يضاده من الشرك، ونصر السنن وإماتة البدع.

قال المؤلف في (ص 38): ((فهذه رسالة في موضوع بور، على أسلوب من عندي بكر، ولعل ذلك من أبين العذر وأوجب الصفح عما يكون بها من خلل وضعف، على أن النقص لا يسلم منه كلام؛ إلا أن يكون وحياً؛ فلا ينتظر مني ما فوق منة الكتاب، وحسبنا محاولة الإِتقان، والله المستعان)) اهـ.

10) أنه قمع فيها البدعة وأهلها.

قال الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله في كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 29): ((فإذا هي رسالة تُعَدُّ في أوليات الرسائل أو الكتب المؤلفة في نصر السنن وإماتة البدع، تقر بها عين السنة والسنيين، وينشرح لها صدور المؤمنين، وتكون نكبة على أولئك الغاشين للإِسلام والمسلمين من جهلة المسلمين ومن أحمرة المستعمرين، الذين يجدون من هذه البدع أكبر عون لهم على استعباد الأمم؛ فيتخذون هذه البدع التي ينسبها البدعيون إلى الدين الإِسلامي مخدراً يخدرون بها عقول الجماهير، وإذا تخدرت العقول وأصبحت تروج [عليها] الأوهام وجدت الأجواء التي يرجوها غلاة المستعمرين للأمم المصابة برؤساء دينيين أو دنيويين يغشون أممهم ويتاجرون فيها)) اهـ.

11) السرد التاريخي للشرك وربطه بالعصر الحاضر.

عقد المؤلف في (ص 111) فصلا بعنوان (الشرك في قوم نوح)، وأردف في (ص 117) فصلا بعنوان (الشرك في قوم إبراهيم)، ثم ذكر في (ص 123) فصلا بعنوان (الشرك في العرب)، وربط بينها وبين واقعه المعاصر في عدة مباحث منها: في (ص 163) (مساواة هذه الأمة لمن قبلها في حكم السنن الإِلهية) وفي (ص 164) (صور من الوثنية الحاضرة) وفي (ص 165) (وجوه الشبه بين الوثنيتين: الحاضرة والغابرة) وفي (ص 162) (موازنة بين الجاهلية الغابرة والجاهلية الحاضرة).

12) قصر فقراته.

من أمثلة هذا ما قاله في (ص 148): ((الاعتقاد في أصحاب الخوارق والمخاريق:

ولضعاف الإِيمان وقليلي المعرفة وبسطاء العقول أمام الفريقين- أهل الآيات الغيبية وأصحاب الأسباب الخفية- موقفان:

أحدهما: اعتقاد أن ذواتهم مصدر لتلك الخوارق الحقيقية أو الوهمية؛ فلا يضيفونها إلى الله.
وثانيهما: اعتقاد أن لهم نفوذاً في إرادة الله، وتحكماً في قدرته يستوجبان التوسط بهم إليه في تحصيل ما قصرت عنه الأسباب.

ومن اعتقد أحد هذين الاعتقادين؛ فقد اعتقد عقيدة الكلدان في الكواكب، أو عقيدة العرب في الأصنام، فكان مشركاً صرفاً، وإن أشبه الموحدين في شيء من أقوالهم وأفعالهم الدينية)) اهـ.
وقال في (ص 417): ((عجز الغلو في التشيع عن نشر الشرك:

وقد كان ضلال الرافضة مكشوفاً للعامة والخاصة من الفرق الإِسلامية؛ فكانوا ممقوتين في المجتمعات، لا تروج لهم بضاعة في جميع الطبقات، إلا أن يجدوا غرة في بعض الجهات التي لا تعرف من الدين أكثر من التلفظ بالشهادتين أو صور العبادة المتكررة الفاشية)) اهـ.

13) تنوع محتوياته ومواضيعه.

لا يمل القارئ عند قراءته للكتاب؛ فاستشهاده بالآيات والأحاديث، ونقله لبعض الآثار، واحتجاجه بأقوال العلماء، وسرده لبعض الأحداث التاريخية، وذكره لبعض القصص الواقعية، مع تعرّضه للجانب اللغوي وغير ذلك، كل هذا من التنوع.

14) كثرة تعرضه للتعريفات اللغوية لبعض مصطلحات مظاهر الشرك.
قال رحمه الله في (ص 101-102): ((معنى الشرك في اللغة: تقول: شرِكته في الأمر، أشرَكه- من باب تعب-، شركاً، وشركة؛ بفتح الأول، وكسر الثاني فيهما، ويخففان بكسر الأول وسكون الثاني، وذلك إذا صرت له شريكاً، وشاركته كذلك، وأشركته: جعلته شريكاً، قال تعالى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 31]؛ أي: اجعله شريكي فيه، وشرّكت بينهما في المال تشريكاً، واشتركنا، وتشاركنا في الشيء ...)) إلخ.

وعرف أيضًا العبادة في اللغة والكرامة والسحر الرقية وغير ذلك.

15) يذكر الفروق بين المصطلحات ومظاهر الشرك.

قال رحمه الله في (ص 213): ((الفرق بينها [أي: الكهانة] وبين العرافة: وفي " المصباح ": العراف مثقل: بمعنى المنجم والكاهن، وقيل: العراف يخبر عن الماضي، والكاهن يخبر عن الماضي والمستقبل.
وفي "مفردات الراغب": الكاهن هو الذي يخبر بالأخبار الماضية الخفية بضرب من الظن، والعراف الذي يخبر بالأخبار المستقبلة على نحو ذلك)) اهـ.

وذكر في (ص 215) الفرق بين الطيرة والفأل، والفرق بين الرقية والسحر، وفي (ص 242) الفرق بين العزيمة والرقية، وفي (ص 289) نقل الفرق بينهما عن القرافي من كتابه الفروق، والفرق بين الوسيلة والذريعة.

وفي (ص 105) نقل الفرق بين الكفر والشرك وفي (ص 134) الفرق بين العبادة والطاعة عن أبي هلال العسكري في كتابه " الفروق اللغوية".

16) تقريب الصورة وضرب الأمثال.

قال رحمه الله في (ص 34): ((وإن نسبة الشرك من التوحيد نسبة الليل من النهار، والعمى من الإِبصار، يعرض للأمم الموحدة كما يعرض الظلام للضياء، ويطرأ عليها كما تطرأ الأسقام على الأجسام؛ غير أن الظلام باعث لنوم الأبصار لإِفادة الراحة للأشباح، أما الشرك، فعلة لنوم البصائر، الموجب لشقاء الأرواح.

وإذا كان حفظ الصحة بالغذاء والدواء، فإن حفظ التوحيد بالعلم والدعوة، ولا يحفظ التوحيد علم كعلم الكتاب والسنة، ولا تجلّي الشرك دعوة كالدعوة بأسلوبهما)) اهـ.

17) أنه ربط الجانب النظري لمظاهر الشرك مع قصص واقعية في عصره.

قال المؤلف في (ص 194-195): ((حكايتان عن العامة: فقد حدثني بقرية أبي سعادة من حضر مجلساً فيه كاهن سكير ممن يعرفون في العرف بالمرابطين، فطلب رجل من مرابطه ذلك ولداً ذكراً، فأعطاه إياه، وعيَّن له علامة تكون بجسمه عند الوضع، وقال له: إن وضع بها، فهو مني، وإن خلا منها؛ فهو من الله!!

ولهذه الطامة أشباه ونظائر يعرفها من اختلط بالعامة وسمع أخبارهم مع أوليائهم.
وقد كنت سنة أربع وأربعين مع فقيه ميلي بمقهى في قسنطينة، فقص علينا رجل مصيبة أيس من السلامة منها، ثم حصل له الفرج، فعبر عن خطورتها قائلًا: لوما الناس الصالحين ... فقال له صاحبي مرشداً أو منكتاً: وربي؟ فأجابه: ربي والناس الصالحين. فقال له: وربي وحده. فلم يجاره، وقال له: هكذا سمعنا الناس يقولون.

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8])) اهـ.
18) خلال ذكره لمظاهر الشرك يذكر السبب الذي أدى إليه.

19) تشخيص الداء مع ذكر الدواء، يذكر العلاج لمظاهر الشرك عند ذكره الأسباب التي أدت إليها.
قال المؤلف في (ص 161): ((إن الأمّة متى فقدت العالم البصير، والدليل الناصح، والمرشد المهتدي، تراكمت على عقولها سحائب الجهالات، وران على بصائرها قبائح العادات، وسهل عليها الإِيمان بالخيالات؛ فانقادت لعالم طماع، وجاهل خداع، ومرشد دجال، ودليل محتال، وازدادت بهم حيرتها، واختلت سيرتها، والتبست عليها الطرائق، وانعكست لديها الحقائق؛ فتتهم العقل، وتقبل المحال، وتشرد من الصواب، وتأنس بالسراب ... هذا يتقدم إليها بما له [مِنْ] أسباب خفية؛ فتراه تصرفاً في الكون، وذلك يلقي إليها بأقوال مجملة ينزلها كل سامع على ما في نفسه، فتراه من علم الغيب، وتقول: " سيدي فلان جاء بالخبر "، ثم نجد من تسميه عالماً يثبت قدمها في هذا الخبال، ويزعم لها أن الحقيقة في هذا الخيال ...)) اهـ.

ثم ذكر رحمه الله العلاج فقال في (ص 161): ((وفي مثل هذه الحالة جاء حديث "الصحيحين" عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا; اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَّلُوا وَأَضَلُّوا)) اهـ.

يعني العلاج لذلك الداء التحذير من سؤال الجهال.

20) بيّن أن العلماء العاملين لهم قصب السبق في بيان المخالفات والرد عليها ودحرها.
قال المؤلف رحمه الله في (ص 461): (( على أن العلماء العاملين لم يتواطؤوا على السكوت، وقد نقلنا في هذه الرسالة من الأقوال ما تعرف به استمرار الإِنكار على البدع في كل زمان، وأن ما أنكرناه على أهل زماننا أنكره مَن قبلنا على أهل زمانهم، ولم ينفرد بهذه الخطة التقي ابن تيمية رحمه الله، وإن انفرد بالشهرة فيها)) اهـ.

21) أنه ينبه على بعض العوائد الفاسدة.

قال الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رحمه الله في كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 29): ((وجمع رسالة تحت عنوان ((رسالة الشرك ومظاهره))؛ خدم بها الإِسلام، ونصر بها السنة، وقاوم بها العوائد الضالة والخرافات المفسدة للعقول)) اهـ.

22) في كلامه سجع غير متكلَّف.

قال رحمه الله في (ص 86): ((فهذه دلائل وشواهد تريك صواب العلماء المجددين في تحذيرهم لإِخوانهم المسلمين، وتكشف لك عن غرض المبطلين وخطأ المعارضين)) اهـ.

وقال في (ص 177): ((وحق الولي حقّاً على العباد أن يوالوه ولا يعادوه، وأن يحبوه ولا يبغضوه، وأن يحترموه ولا يهينوه)) اهـ.

23) أبرز فيه بعض الاجتهادات.

قال رحمه الله في (ص 154-156): ((شروط التبرك: والذي تفيده النقول السابقة في مجموعها إثباتاً ونفياً وتوجيهاً: أن التبرك مشروع، ولكنه مقيد بقيود: أحدها: أن يكون التبرك بفعل طاعة مشروعة؛ كصلاة، ودعاء، ورجاء القبول، وزيادة الأجر، لا بِحَمْلِ تراب أو بخور وغيرهما من أجزاء المكان المتبرك به، أو الأشياء الموضوعة فيه.

نعم؛ ثبت عن الصحابة أنهم تبركوا بالتمسح بفضل وضوئه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتدلك بنخامته، بل إن منهم من شرب دم حجامته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ولكن لم يرد أنهم فعلوا نحو ذلك مع غيره شيئاً من خلفائه الراشدين وأهل بيته الطاهرين، فيكون هذا الضرب من التبرك مقصوراً على ذاته الشريفة، منقطعاً بموته، وقد بسط الحديث في ذلك صاحب " الاعتصام " (2/ 6 - 9).

ثانيها: أن لا يحمل المتبرك غيره على التبرك، ولا أن يدعوه إليه؛ فلا ينصب شيء للعموم يتبركون به.
ثالثها: أن يتفق له المرور بمكان التبرك، لا أن يقصد إليه من بعيد ويقتحم السفر من أجله.
رابعها: أن يكون من المعرفة بدينه بحيث لا تضله خطرات النفس، ولا نزغات الشيطان، لا أن يكون ضعيف الإِيمان قليل المعرفة.

ولقلة اطلاعي؛ لم أر من أفصح عن هذه الشروط، ولكنها مقتضى العلم ووحي النصيحة)) اهـ.

24) جودة العرض وحسن الترتيب.

25) القوة في العبارة، والدقة في اختيار الكلمات والأسلوب الرائق.

قال أمير البيان شكيب أرسلان رحمه الله في كما في مقدمة محقق الكتاب (ص 17): (وأمّا ((تاريخ الجزائر)) فوالله ما كنت أظن في الجزائر من يفري هذا الفريّ، ولقد أعجبت به كثيراً، كما إني معجب بكتابة ابن باديس، فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري: حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة)) اهـ.

26) التوضيح باستخدام القسمة العقلية.

قال في (ص 318): ((والشفاعة لا تعدو ثلاثة أحوال: إما أن تكون من المخلوق إلى مثله، أو من الخالق إلى المخلوق، أو من المخلوق إلى الخالق)) اهـ.

27) استشهاده بالأبيات الشعرية.

قال في (ص 141): ((ومن العرب من أنكر عبادة الأصنام قبل الإِسلام؛ منهم زيد بن عمرو بن نفيل؛ قال:

تَرَكْتُ اللّاتَ وَالْعُزَّى جَمِيعًا … كَذَلِكَ يَفْعَلُ الْجَلِدُ الصَّبُورُ

فَلَا الْعُزَّى أَدِينُ وَلَا ابْنَتَيْهَا … وَلَا صَنَمَيْ بَنِي غُنْمٍ أَزُورُ

وَلَا هُبَلاً أَزُورُ وَكَانَ رَبًّا … لَنَا فِي الدَّهْرِ إِذْ حُلُمِي صَغِيرُ)) اهـ.

28) ختم المؤلف الكتاب بفصل (الأمر المعروف والنهي عن المنكر).

وفي هذا بيان أن القيام بواجب الأمر المعروف والنهي عن المنكر يخلص الأمة من كثير من الشركيات والخرافات والبدع والعوائد المضلة.

قال المؤلف رحمه الله في (ص 453): ((الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مِلاك أمر الدين، وصيانة حرمته بين المسلمين، والقيام بهما يحفظ عليهم علم الشريعة المنير للعقول، ويبث فيهم المواعظ المحيية للقلوب، ومن خسر عقله بالجهل وقلبه بالغفلة؛ فقد خسر نفسه وخسر الدنيا والآخرة {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} [الحج: 11 والزمر: 15])) اهـ.

وفي الختام فالكتاب حافل بالفوائد والدرر يحتاج متخصصا ليغوص في بحاره ويخرج لنا منه اللآلئ من مميزاته التي ندّ القلم عن ذكرها.

ولا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بالتهذيب الذي قام به العلامة سعد الحصين رحمه الله، وهو بعنوان: (تهذيب رسالة الشرك ومظاهره) ، طبع في دار الإمام أحمد مصر.

هذا ما تيسر إعداده، والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الهوامش:

[1] مستفاد مما كتبه محقق الكتاب (ص 13-23).

[2] استنفدته من محقق الكتاب طبعة دار الراية؛ انظر: حاشية (ص 10).

(1) تعليق

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.