معنى العيد

بقلم: الشيخ محمد الشير الإبراهيمي-
العيد في معناه الديني كلمة شكر على تمام العبادة ؛ لا يقولها المؤمن بلسانه ، ولكنها تعتلج في سرائره رضى واطمئنانا ، وتنبلج في علانيته فرحا وابتهاجا ، وتسفر بين نفوس المؤمنين بالبشاشة والطلاقة والأنس ، وتمسح ما بين الفقراء والأغنياء من جفوة .

والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني وضعف الفقير على اشتراكية من وحي السماء عنوانها " الزكاة " و"الإحسان " و " التوسعة " ؛ فيطرح الفقير همومه ، ويسمو إلى أفق كانت تصوره له أحلامه ، ويتنزل الغني عن ألوهية كاذبة خضوعا لألوهية الحق

والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس ، وتسكن إليه الجوارح ، وبين انطلاق تنفتح له اللهوات ، وتتنبه له الشهوات .

والعيد في معناه الزمني قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم ، واطراح الكلف ، واستجمام القوى الجاهدة في الحياة .

والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح ، ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة ، ويوم الأرحام يجمعها على الصلة والبر ، ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور .

أما العيد عندنا فهو في ألسنتنا كلمة أفرغت من مدلولها ؛ فهي مهملة ، وفي عاداتنا هنة قطعت من أصولها ؛ فهي مبتذلة ، وفي فهومنا آية نسخ حكمها ؛ فهي معطلة)).

 

* نشر في جريدة " البصائر " العدد 162 ، 2 / 07 / 1951 م -  الآثار ج 3 / 479.

 

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.