أحمد البوني وكتابه: التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف

بقلم: د.سعد بو فلاقة-

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على مصنَّف مُهمٍّ من مُصَنّفات عَلَم من أعلام الفكر في حضارتنا العربية الإسلامية، وهذا المصنَّفُ يتمثل في كتاب "التعريف ببونة ([1]) إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف ([2])" ([3]) لأحمد بن قاسم البوني أحد مشاهير الكُتّاب وأكثرهم خصباً وإنتاجاً في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر للهجرة.

 وتتناول هذه الدراسة في شقها الأول: حياة وآثار أحمد بن قاسم البوني.

أمَّا في شقها الثاني، فتتناول كتابه المذكور بالتعريف والتحليل، هذا الكتاب الذي يعدُّ من أهم الكتب التي عرّفت ببونة وعلمائها، لأنَّ مصنفاته في التاريخ لم يصلنا منها إلا هذا الكتاب ومنظومته المسماة: "الدّرة المصونة في علماء وصلحاء بونة" ([4])، وهي المنظومة التي اختصرها من منظومته الكبرى المحتوية على ثلاثة آلاف بيت، وتحتوي المنظومة المختصرة على ألف بيت، وقد شرحها، وإنَّ شرحها كان متداولاً إلى عهد قريبٍ، ومصيرهُ مصير كثير من كتب التراث، فقد ضاعت بين "جامد وجاهد" ([5]).

سنستعرض التعريف بالكتاب، ودوافع تأليفه ثم مصادره ومحتواه، وقيمته العلمية والتاريخية.

ونختم الدّراسة بفذلكة نلخص فيها أهمّ الأفكار التي وردت في الكتاب.

أوّلاً: حياته وآثاره

1-حياته (موجز ترجمته):

هو أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني، وُلد ببونة المعروفة الآن بعنابة في شرقي الجزائر سنة (1063ه‍ /1653م)، وتوفى فيها سنة (1139ه‍ /1726م). نشأ في أسرة ميسورة الحال، فقد كانت عائلتُه تنتمي إلى "مجموعة بشرية واسعة مُمتدّة غرباً إلى نواحي قسنطينة، وشرقاً إلى نواحي الكاف وباجة، حيث أخذ أحمد بن قاسم العلم من هذه النواحي" ([6]).

وفي بونة بدأ تعليمه على يد والده قاسم، وجدّه محمد ساسي، والإمام الشيخ إبراهيم بن التومي (سيدي إبراهيم)، وغيرهم، ثم واصل دراسته متنقلاً بين المغرب الأقصى وتونس، كما رحل إلى المشرق العربي، وأخذ بمصر عن الشيخ عبد الباقي الزرقاني المتوفى سنة (1099ه‍ /1688م)، والشيخ يحي الشاوي الملياني بعد عودته من الحج، وتصدّره للإقراء بالأزهر الشريف، وغيرهما، ثم عاد إلى بونة مسقط رأسه وتفرغ للتدريس والتأليف، وقد أخذ عنه مجموعة من العلماء، منهم: عبد الرحمن الجامعي، وعبد القادر الراشدي القسنطيني، وسواهما، وكان فقيهاً مالكياً، من كبار فقهاء المالكية، وعالماً بالحديث ([7])، وله مؤلفات كثيرة، سنذكر بعضاً منها بعد حين.

2-آثاره:

أ-شعره:

يعد أحمد بن قاسم البوني من الشخصيات المتعددة الثقافية، فهو مع رسوخ قدمه في الفقه المالكي، والحديث النبوي الشريف، لـه ديوان شعر ([8])، ومنظومات شعرية كثيرة في موضوعات متعدّدة، ولكن الشّعر التعليمي قد حظي عنده بنصيب وافرٍ من العناية، وقد كان انتشارُ التعليم في هذا العصر سبباً في تفكير أحمد البوني في تبسيط هذه العلوم، وقد نظم كتاب غريب القرآن الكريم لِلْعَزِيزي في نحو أربعة آلاف بيت، ونظم الخصائص الكبرى للسيوطي في نحو ثمان مائة بيت، ونظم الأجرومية في تسعين بيتاً ونظم في التاريخ المنظومة المسماة "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة" وهي ألف بيت وقد اختصرها من منظومته الكبرى المحتوية على ثلاثة آلاف بيت كما أسلفت، وغيرها كثير.

وحسبك من شعره درته هذه، فقد ذكر فيها تراجم علماء بونة، فبدأ بأساتَذته وأقاربه من سكان المدينة، ثم علماء القرى المجاورة، والعلماء الواردين على بونة، سواء أكانوا عابري سبيل أم مقيمين من مختلف جهات القطر، وقد استفاد من تأليف علي فضلون البوني الذي صنّف كتاباً في تاريخ بونة بعنوان "الكلل والحلل" ([9])، وهو من علماء القرن التاسع الهجري، وقد ضاع تأليف علي فضلون الذي استوعبه تأليف أحمد بن قاسم البوني المذكور "الدرة المصونة.." وقد انتهى أحمد البوني من تأليفه أواخر القرن الحادي عشر، وفي ذلك يقول: "في عام تسعين وألف نظمتُ وآن أنْ أدعو لمّا تمَمْتُ" ([10])

وقد اشترط في مترجميه العلم مع الاستقامة والصلاح، يقول:

بشرْطٍ إنْ كانوا لعلْمٍ دَرَسوا

 

أوْ لِصَلاحٍ نُسِبُوا ما انْدرسُوا

ويبدو أنَ أحد طُلاَّبه هو الذي طلب منه تأليف درته، كما ذكر وكان على أهبة السَّفر، فاستعجله، فقال:

طالَبَهَا مُسافِرً وذو عَجل

 

زوَّدتُه بها وإنّي في خَجَل

وفيها يقول:

لِذَاكَ رامَ مِنّي بعضُ الأذكياء

 

تَوَسلاً بذِكرِ بَعضِ الأزكياء

فجئْتُهُ "بدُرَّةٍ مَصوُنّهْ"

 

ذَكَرْتُ فِيهَا أوْلياءَ بُونَهْ

لَكن بلا طولٍ وَلاَ تاريخ

 

لضيق نَظمِي بهِم صَريخِي

وبعد ذلك يُشير إلى أنّ مترجَميه، الذين عاشوا قبل القرن التاسع، مذكورون في تأليف علي فضلون، يقول:

حَوَاهُم جَمْعُ "علي فضلوني"

 

لآخر التَّاسعِ مِنْ قرون

ثم أتيت بالذينَ بَعدَهْ

 

أرجُو بهِم تفْريجَ كُلِّ كُرْبَهْ

مِن عاشِرِ القُرونِ والحادي عَشر

 

وفي البلادِ ذِكْرُهُم قدِ انتَشرْ

وبعد نهاية الشاعر من ذكر مترجَميه من علماء بونة، يختمُ القصيدة بالموازنة بينهم وبين معاصريه، فيقول:

والآن يَلْحَنون فوقَ المنبرِ

 

لا يقبَلونَ النّصْحَ حَتّى مِنْ بَري

وكُتِبَ الجَهلُ على جباههم

 

اليَومَ يخْتَمُ على أفواهِهمْ

لَيتَ الجُدودَ نظَروا إلَيْهِمْ

 

ولَوْ رَأوْهُم لَبَكوا عَليهمْ ([11])

من خلال هذه الموازنة نستشفُ أنَّ بونة في القرن الحادي عشر الهجري عَرَفَت انحطاطاً لا نظير له. ولكنّها في الوقت نفسه كانت مقراً لمحمد "بكداش" ([12])، وهو أحد الأتراك الذين أقاموا بها وتزوجوا فيها وأخذوا عن أساتذتها، منهم أحمد بن قاسم، ووالدُه، فارتقى ذلك التركي، وعُيِّنَ باشا الجزائر، فكان وفيّاً لبونة ولأساتذته بها. وهو الذي فتح وهران سنة 1120ه‍، بعد احتلالها من قبل الأسبان مدة ستّ ومائتي سنة ([13]) وقد ذكر ذلك أحمد البوني في درته حين قال:

وفتحتْ على يديهِ وهرانُ

 

فكَملَ المَجْدُ لـه والبرهان

ثم كاتبه بهذه الأرجوزة مهنِّئاً إياه بفتح وهران، ولافِتَاً نظره إلى حال مدينة بونة، فقال:

يا حاكَم الجَزائر

 

يا أنْس نَفْس الزَائرِ

أريدُ أنْ أخْبركُمْ

 

أدَامَ رَبَّيِ نَصْركُمْ

بحَالِ هَذي القرْيَةِ ([14])

 

بِالصّدْق لاَ بالفريةِ

قدْ صَالَ فيهَا الظَّالِمُ

 

وهَان فِيهَا العالِمُ

خُرّبَتِ المسَاجِدُ

 

وقلَّ فيها السَّاجِدُ

حُبُسُهَا قَدْ أسرفَا

 

نَاظِرُهُ فأشْرفَا

وأهْمِلَتْ أسْعَارُها

 

وبُدِّلَتْ شِعَارُهَا

والشّرْعُ فِيها باطِلُ

 

والظلمُ فيها هَاطِلُ

والخَوفُ في سُبُلِهَا

 

والقحط في سُنْبُلِهَا

وَكَمْ من القبَائِحِ

 

وكَمْ من الفضائِحِ

يَضيقُ عَنها النّظمُ

 

وَخارَ مِنْهَا العَظمُ

نِبكي عليها بالدمِ

 

قدْ قرُبَتْ مِنُ عَدِمِ

والله قَدْ وَلاكُم

 

حُكماً وقدْ عَلاكُمٌ

فداركوا الإسْلاَمَا

 

ونوّروُا الظَّلامَا

وسَدِّدُوا الأحْكَامَا

 

وقرِّحُوا الأنَامَا ([15])

"فكافأه -محمد بكداش -على هذه الدُّرر، بمنقوش في صفحة القمر، وأعطاه فوق ما طلب، وكمُلَ له المقصود والأدب" ([16]).

كانت هذه نماذج شعرية لأحمد البوني من خلال منظومته "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة"، وكذلك من خلال أرجوزته التي أبدع فيها وأوجز، وهي نماذج قليلة لا نستطيع من خلالها أن نحكم على شاعريته، غير أنّنا نستطيع أن نقول: إنَّ منظومته الشعرية هي ممّا يذكر لقيمتها التاريخية الهامة، فقد عكست واقع بونة على مستويات شتّى، ولكنّها ركيكة الأسلوب، ولغتها قلقة مضطربة، وقد اعتورتها العلة من جوانب مختلفة كشعر العلماء وبعض الفقهاء الذين يتعاطون النظم وليس لهم من الأدب حظ ولا نصيب، فيتكلَّفون ما ليس من سجيتهم فيأتي نظمهم بارداً سخيفاً. أمَّا الأرجوزة فقيلت بأسلوب سهل سلس، وبلغةٍ رقيقة عذبة في مجملها.

ب-مؤلفاته:

بلغت مصنفات أحمد بن قاسم البوني نحو مائة كتاب ما بين مختصر ومسهب حسب ما ورد في كتابه "التعريف بما للفقير من التأليف" الذي عدَّدَ فيه أسماء مؤلفاته، وقد نشر الحفناوي قائمة لتلك التأليف في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف" (17)، إلا أنَّ الأستاذ سعيد دحماني، ذكر أثناء ترجمته للشيخ أحمد بن قاسم البوني، أنَّ تآليفه بلغت زهاء (165) عنواناً، معظمُها "منظومة في قالب (أراجيز)، مواضيعها تتعلق بالحديث والسنة والقرآن"(18).‏

وسنتعرضُ في حديثنا عن هذه المؤلفات لفئتين متباينتين مْنِهَا، هما:‏

1-المطبوعة:‏

لأحمد البوني كتابان مطبوعان فقط -فيما أعلم -عمل بعض أهل العلم والفضل على نشرهما وإخراجهما للوجود، لينتفع بهما الطلاب والدارسون، والكتابان المطبوعان كلاهما في التاريخ، وهما:‏

أ-الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة، نشر الأستاذ ابن أبي شنب، في التقويم الجزائري لسنة 1331ه‍ /1913م.‏

ب-التعريف ببونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف (تقديم الأستاذ سعيد دحماني)، نشر المجلس الشعبي البلدي بعنابة، سنة 2001م.‏

2-المخطوطة:‏

ونعني بها تلك المصنَّفات التي أشار إليها أحمد البوني في كتابه "التعريف بما للفقير من التآليف"، ونشر الحفناوي قائمة بأسمائها في كتابه "تعريف الخلف برجال السلف".‏

وتوجد صورة شمسية لمجموعة عناوين منها بحوزة الأستاذ سعيد دحماني (19) وهذا ثبت ببعضها حسب الترتيب الهجائي:‏

1-إتحاف الأقران ببعض مسائل القرآن.‏

2-إتحاف الألبان بأدوية الأطباء.‏

3-إتحاف النجباء بمواعظ الخطباء.‏

4-إظهار القوة بإحكام الباب والكوة.‏

5-الإعانة على بعض مسائل الحصانة.‏

6-إعلام الأحبار بغرائب الأخبار.‏

7-إعلام أرباب القريحة بالأدوية الصحيحة.‏

8-إعلام القوم بفضائل الصوم.‏

9-إلهام السعداء لما يبلغ لمراتب الشهداء.‏

10-الإلهام والانتباه في رفع الإبْهام والاشتباه.‏

11-أنس النفوس بفوائد القاموس.‏

12-تحفة الأريب بأشرف غريب.‏

13-الترياق الفاروق لقراء وظيفة الشيخ زروق.‏

14-تعجيز التصدير وتصدير التعجيز.‏

15-تلقيح الأفكار بتنقيح الأذكار.‏

16-تليين القاسي من نظم الإمام الفاسي.‏

17-تنوير قلوب أولي الصفا بذكر بعض شمائل الحبيب المصطفى.‏

18-الثمار المهتصرة في مناقب العشرة.‏

19-الجوهرة المضيَّة في نظم الرسالة القدسية (أبياتها نحو 775 بيتاً).‏

20-حث الوُرّاد على حب الأوراد (في ثمانية أجزاء).‏

21-خلاصة العقائد للقاني والتواتي.‏

22-رفع العناء عن طالب الغناء.‏

23-الظل الوريف في البحث عن العلم الشريف.‏

24-الفتح المتوالي بنظم عقيدة الغزالي.‏

25-الكواكب النيرات المعلقة على دلائل الخيرات.‏

26-لبّ اللباب في ذكر رب الأرباب.‏

27-المنهج المبسوط في نظم عقيدة السيوط.‏

28-نظم تراجم كتاب الشمائل للترمذي.‏

29-نظم كتاب البخاري.‏

30-الياقوتتان: الكبرى والصغرى في التوحيد، وغيرها كثير (20).‏

ثانياً: كتابه "التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف"‏

تقديم:‏

صدر هذا الكتاب عن منشورات "المجلس الشعبي البلدي" في عنابة بالجزائر، في طبعته الأولى سنة 2001م، وقد تولّى تقديمه للقرّاء والتعليق عليه الأستاذ سعيد دحماني.‏

وكتاب التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف يقع في ثلاث وعشرين ومائة صفحة من الحجم المتوسط، ويضمُّ في طياته صفحات عن تاريخ بونة (عنابة) وشخصياتها العلمية خلال القرون: الخامس، والسابع، والثامن، والتاسع الهجري (الحادي عشر، والثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر الميلادي).‏

1-دوافع تأليف الكتاب ومصادره:‏

الكتاب بمثابة رد على ما أورده الرحالة محمد العبدري البلنسي (21) عن بونة في كتابه: الرحلة المغربية، فعندما زارها في أواخر القرن السابع الهجري (نحو سنة 688ه‍ /1289م)، وصفها بقوله: "ثم وصلنا إلى مدينة بونة، فوجدناها بلدة بطوارق الغير مغبونة، مبسوطة البسيط، ولكنَّها بزحف النوائب مطوية مخبونة، تلاحظُ من كثب فحوصاً ممتدة، وتراعي من البحر جزره ومدَّه، تغازِلُها العيون من جور النوائب وتَأسَى لها النفوس من الأسهم الصوائب، وقد أزعج السفرُ عن حلولها، فلمْ أقضِ وطراً من دخولها، ومن أغرب المسموعات أنْ صادفنا وقتَ المرور بها زُويرقاً للنَّصارى لا تبلغ عمارتَه عشرين شخصاً، وقد حصروا البلد حتَّى قطعوا عنه الدخول والخروج، وأسروا من البر أشخاصاً فأمسكوهم للفداء بمرسى البلد، وتركناهم ناظرين في فدائهم، ومن مولانا اللطيف الخبير نسأل اللطف بنا في أحكام المقادير" (22)‏

ويبدو أنَّ العبدري كان متشائماً، ويراعي مقاييس لا يقرُّه عليها جُلّ الباحثين، إذ وصف في رحلته كثيراً من العواصم لا تتفقُ مع واقعها (23). إلا أنّه لا ينبغي أنْ نغفل عن دقة ملاحظاته، فهو لا يغترّ بالمظاهر، وقد اختص بميزة في رحلته لم يشاركه فيها أحدٌ من الرّحالين، هي الجرأةُ في التعبير عن رأيه وشعوره، والنقد اللاذع. لقد وصف مِصَر وأهل مصرَ في أخلاقهم وعاداتهم وصفاً دقيقاً، وأصلاهم ناراً حامية من نقداته، كما أصلى العنانبة حين وصفهم بالجُبن، فقد غلبهم من الكفار عشرون. ويبدو أنَّ عدم ترحاب البونيين به أثَّر في نفسه حتى قال فيهم هذا الكلام (وقد أزعج السفرُ عن حلولها، فلم أقض وطراً من دخولها). وكان مذهبه أنَّ الناس هم يعلِّمون الشاعرَ الهجاء بسوء أخلاقهم (24).‏

لذلك تصدَّى لـه أحمد بن قاسم البوني بهذا الكتاب واتهمه بأنّه "أخلَّ بالتعريف ببلد العبد الضعيف بل ذكر لها نقيصة عظيمة، فعقَبَ (أحمد البوني) في التعريف ببونة إفريقية.. على مقالة العبدري معتمداً على مؤرخ بوني عاش في القرن التاسع الهجري، وهو أبو الحسن على فضلون الذي صنف كتاباً في تاريخ المدينة بعنوان (الكلل والحلل)" (25).‏

محتوى الكتاب:‏

ذكر أحمد بن قاسم البوني في كتابه هذا، وفي منظومته "الدرة المصونة في علماء وصُلحاء بونة" (26) تراجم علماء بونة من القرن الخامس إلى القرن الهجريين. ويبقى أنَّ ما تركه أحمد بن قاسم البوني عن وضع بونة (عنابة) الفكري في الكتابين المذكورين من الوثائق الفريدة الخاصة بتاريخ المدينة، في انتظار العثور -يوماً -عَلى كتاب أبي الحسن علي فضلون "الكلل والحلل" وغيره(27).‏

وجاء الكتاب (التعريف ببونة إفريقية..) بعد التمهيد، والمقدمة، والتوطئة والتقديم، وترجمة مصنف الكتاب (28). في عدة مباحث، وقد ورد في التقديم أنَّ هذا الكتاب جزء من مجموعة نصوص من أعمال الشيخ أحمد بن قاسم بن محمد ساسي البوني، والمجموعة تشمل ثمانية عشر عنواناً، منها:‏

1-الدرة المصونة في أولياء بونة، وهو نظم لأحمد بن قاسم.‏

2-الدّخر الأسنى بذكر أسماء الله الحسنى، نظم لأحمد بن قاسم.‏

3-التعريف ببونة إفريقية، بلد سيدي أبي مروان الشريف، لأحمد بن قاسم (وهو هذا الكتاب الذي نحن بصدد عرضه..)‏

وجاء الكل في سفر من أربع ومائتي صفحة من الحجم المتوسط (29).‏

المقدمة:‏

أمّا المقدمة، فقد ذكر فيها المصنّف أسباب تأليفه لهذا الكتاب، فقال: "لمّا كتبتُ بإعانة الله تعالى رحلة الإمام العبدري رحمه الله تعالى، عثرتُ على بعض الأماكن ارتكب فيها غير الصّواب، عند ذكره بلدنا وبلد قسنطينة فأردتُ التنبيه عليها ليعلمها كل أوّاب، وقد كتبتُ عليها أزيد من 300 طرة، كلُّ واحدة أحسن من دُرّة عند ذي نفس برة، فمن أضافها لهذه الأوراق، كانت حاشية عليها عذب موردها وراف، وقد أعجلني الوقت عن فعل ذلك، وقد أذنت غيري أن يفعله ساعياً في خير المسالك، راجياً ثواب الإعانة على العلم الشريف ذي الظل الوريف. وقد أخل بالتعريف ببلد هذا العبد الضعيف، بل ذكر لها نقيصة عظيمة، وأموراً مخلة بها هضيمة، لا يقبلها عقل عاقل، ولا يصدق بها ناقل، وسأفَصّلُ ذلك تفصيلاً حسناً، وأؤصّلُ فضلها تأصيلاً بسنا، قولاً بالحق لا مبالغة فيه ولا إيقالَ، وإن كنت في كثير من الاشتغال، وسميت هذه الأوراق (ببعض التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف)" (30).‏

1-الرد على اعتراض العبدري على الشيخ الفكون:‏

أمّا في المبحث الأول، فيتحدث المؤلف عن اعتراض العبدري على الشيخ الفكون القسنطيني صاحب الرحلة المنظومة (31)، وانتقاد العبدري لبعض الكلمات التي وردت في قصيدة الفكون المشهورة "في رحلته من قسنطينية إلى مراكش" (كالغنج، وبدور، وبهي، وغيرها)، وقد كشف أحمد البوني في هذا المبحث أخطاء العبدري، ودافع عن صحة تلك الكلمات، مقدّماً حججاً علمية لا يرقى إليها الشك، وختم المبحث بقوله: "والمصنف رحمهُ الله تعالى قطّ ما التمس عُذراً لأحدٍ في هذه الرحلة المباركة، وإنّما شأنُه الانتقاد حتى على أشياخه الأسياد، أهل الإسناد، وتلا شنشنة المقاربة حتى الآن" (32).‏

2-نقد وصف العبدري لبونة:‏

وفي المبحث الثاني ينتقد وصف العبدري لبونة، فيقول: "وأما كلامه في بلدنا بونة، فلا يقبلُ إلاّ كلُّ ذي نفس بتصديق الكذب مغبونة، أيمكن في عقل عاقل أن تكون بلد فيها من رجال المؤمنين مئون حذرون يغلبهم من الكفار عشرون؟ كلاَّ‍! لا يقبل هذا عقل عاقل وإنَّما هو كذب من الناقل.. وما خلق الله تعالى العقل في الإنسان إلا ليميّز به بين الكذب والصدق.. الخ" (33)‏

3-ترجمة الشيخ سيدي أبي مروان:‏

أمّا في القسم الثالث من الكتاب، فيحدثنا المؤلف عن سيدي أبي مروان الشريف، شارح الموطأ، وصحيح البخاري، ومّما قاله عنه بعد كلام: "كان رجلاً صالحاً فاضلاً حافظاً ناقداً في الفقه والحديث، وأصله من قرطبة.. وقد توفى سنة 501ه‍ /1108م" (34).‏

4-ترجمة أحمد بن علي البوني:‏

وفي القسم الرابع: يتحدّثُ المؤلف عن مشاهير بونة المحروسة، من خلال موجز ترجمة الشيخ أحمد بن علي البوني دفين تونس، يقول: "وقبره بجبانتها مشهور، زرته، وبركت به، رحمهُ الله تعالى.. وهو صاحب كتاب (الوعظ الغريب) وعظه يذيب الصُّخور، وطيبه يعبق دون بخور، وكتابه (شمس المعارف) الذي كلامه يغني عن سماع المعازف (35)، لا ينبُو عنه إلا غير عارف، ومن بحره غير غارف..، وقد كان من حال هذا الشيخ، رضي الله تعالى عنه، أنّه يتناول التراب، فيرجع في يده المباركة ذهباً، وإلى ذلك أشرت في الألفية المذكورة" (36) يعني "الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة".‏

5-ترجمة أبي عبد الله محمد المراكشي الضرير:‏

يواصل المؤلف في القسم الخامس من الكتاب الحديث عن مشاهير بونة المحروسة، فيحدثنا عن العالم الصالح القارئ الناثر النحوي اللغوي العروضي أبي عبد الله محمد المراكشي الضرير، وهو من علماء بونة في القرنين: السابع والثامن الهجريين، قدم إلى بونة "بعلوم كثيرة، ونوادر غزيرة، فأعجبته واستوطنها، وكان آية في العرفان، لم يسمع بمثله الزّمان، ألّف في البيان، وفي تفسير القرآن، (وألَّف) كتاب إسماع الصُّم في إثبات الشرف من قبل الأم، وشرحاً عظيماً على "بانت سعاد"، وكان يدرّس بالجامع الأعظم، وكان يحفظ من عرضة واحدة، وتلميذه أبو القاسم بن أبي موسى من عرضتين، وتلمِيذهُ الهناد من ثلاثٍ (من كتاب ابن فضلون)، وقد ذكرتُ ذلك في الألفية"(37).‏

6-موجز ترجمة فقهاء بونة:‏

ولم يفت صاحب التعريف ببونة أنْ يدّونَ بعض تراجم فقهاء بونة في كتابه، فتحدّث في القسم السادس، والسابع، والثامن، والتاسع، والعاشر، والحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، والرابع عشر، عن طائفة من فقهاء بونة، فذكر منهم: الفقيه العلامة عبد الرحمن آملال (38)، والفقيه المؤرّخ الشاعر أبا القاسم الجذامي (39)، وأبا زكرياء يحيى الكسيلي (40)، وأحمد بن فارح الضرير (41)، ومحمد بن إبراهيم التمتام (42)، ومحمد بن أحمد التمتام (43)، وأبا إسحاق إبراهيم التمتام (44)، ومحمد الهواري(45)، ومحمد بن عبد الجليل (46) وغيرهم.‏

وتتعلّق هذه الأقسام بهؤلاء الفقهاء من حيث التعريف بهم، والتقصي عن أنبائهم وذكر مؤلفاتهم.‏

7-هجومات النصارى على بلد العُناب:‏

وتحدّث في القسم الخامس عشر من هذا الكتاب عن هجومات النصارى على بلد العناب (بونة)، فقال:‏

فإن قلت: كم هجمت النّصارى على بلدكم بلد العُناب، قلت: فيما أعلم، أربع مرات.‏

أولاهن: قريبة من زمن الشيخ الهواري، وقد كان في السادسة من عمره (47). والثانية في حياة ابن عبد الجليل المذكور (48). والثالثة عام 982ه‍ /1574م (49). والرابعة سنة 1016ه‍ /1607م (50)‏

8-في مَن مدح بونة:‏

وفي القسم السادس عشر من كتاب التعريف ببونة يتحدُّ المؤلف عن الشعراء الذين مدحوا بونة، فذكر منهم أربعة مع نماذج من شعرهم، وهم:‏

محمد بن عبد الكريم الفكون (51)، ومنصور السويدي (52)، ومصطفى الجنيني العنابي (53)، وعبد الرحمن الجامعي (54).‏

9-أقطاب بونة (55):‏

أمّا القسم السابع عشر من الكتاب، فتحدث فيه عن أقطاب بونة، وهم خمسة:‏

أولهم سيدي أبي مروان.‏

وثانيهم البوني صاحب شمس المعارف.‏

وثالثهم الذي أكل مع القطب، وهو أبو العباس أحمد بن فارح الضرير.‏

ورابعهم جدّنا، ولي الله، سيدي محمد ساسي.‏

وخامسهم شيخنا، سيدي إبراهيم بن التومي، المتوفى سنة 1087ه‍ /1676م (56).‏

10-ذَم بونة وحديث عن العبدري:‏

أمَّا القسم الثامن عشر من الكتاب: فتحدّث فيه المؤلف عن الشيخ ابن عروس التونسي (57) الذي ذمَّ بونة، فقال: "أكذب من كُلَّ كذّاب مَنْ مدح مدينة العُنّاب" (58). وبالرغم من ذلك فإنَّ المؤلفَ التمس له عذراً، واتّهم الناقلَ بتحريف العبارة، وذكر بأنَّ أصلها: "من ذمَّ بلد العُنّاب أكذب من كل كذاب" وفي هذا الشأن يورد عدة أحاديث عن العبدري لعدد من العلماء والمؤرخين يعاتبونه فيها عن قدْحه لبونة، وبعضهم هجاه بقوله: "لعلَّ قدحه فيها كان حالة غيبة عقله، وأيُّ قدح يقبل مِنْ آخِذٍ عن حلوف اليهودي -لعنهُ الله تعالى -" (59).‏

11-وصف بُونة:‏

وفي القسم التاسع عشر يصف لنا المؤلف بونة، فيقول: "هي بلد جمعت بين البر والبحر، فهي كالحلي في النحر، وبها من العلماء والصلحاء ما لا يحصى، ومدحها للمنصف لا يستقصى، مياهها عذبة، وثمارها كثيرة: يابسة ورطبة، وأوديتها كثيرة عذبة، جارية غزيرة كبيرة، ذات منظر وبهاء... إلخ" (60).‏

12-مسائل مختلفة:‏

ويحتوي الكتاب -بالإضافة إلى ما سبق ذكره -مسائل لغوية حول الاقتباس واستشكال العبدري للآية الكريمة (وَغَرابيبُ سُودٌ( وتفسيرها من قبل طائفة من المفسرين، وكذلك يشتمل الكتاب على ملحقات تتعلق برسالة محمد ساسي إلى أبي الجمال يوسف باشا، وجواب يوسف باشا، ووفيات بعض أعلام بونة وغيرها (61).‏

2-قيمته العلمية والتاريخية:‏

يعد كتاب التعريف ببونة من المصادر المهمة التي يرجع إليها الباحثون في تاريخ بونة السياسي والاجتماعي والأدبي، وقد امتاز عن كثير من الكتب القديمة بتفردهِ بالحديث عن الحركة العلمية التي كانت سائدة في بونة خلال عدة قرون، والتي قدمّها لنا أحمد البوني من خلال التراجم الوافية التي أعدّها عن علماء وفقهاء بونة الذين كان لهم دور علمي بارز. ويستمد هذا الكتاب قيمته وأهميته من كونه يعالج موضوع تاريخ بونة وعلمائها معالجة علمية، فهو لا يترك مسألة من المسائل التي عالجها دون تعليل، ولذلك فالكتابُ صالح للجمهور والباحثين معاً.‏

فذلكة:‏

وبعد، فقد توقفنا في هذه الرحلة مع أحمد بن قاسم البوني وكتابه:‏

التعريف ببونة إفريقية بلد سيدي أبي مروان الشريف.‏

وقسّمنا هذه الرحلة إلى قسمين اثنين: فكان القسم الأول منها منصباً على دراسة شخصية أحمد البوني، وعلى كُلّ ما يتصل بها، وبنتاجها العلمي والأدبي، وقد اصطحبنا أحمد البوني في جميع مراحل حياته، وحاولنا أن نقدم صورة عنه، في نفسه، وشعره، ومؤلفاته.‏

أمَّا القسم الثاني، فكان منصبا على دراسة كتاب "التعريف ببونة..." وتحليل محتواه.‏

وقد يكون من غير المتيسّر ولا المناسب في هذه المعالجة الإلمام بجميع القضايا التي عالجها المؤلف في كتابه، وهي كثيرة، وإنما نشير إلى أهمّها، وهي كالآتي:‏

1-الرّد على اعتراض العبدري على الشيخ الفكون وانتقاده لبونة.‏

2-وصف الحياة العلمية في بونة في عدة قرون، وما كان فيها من علماء وفقهاء، وإسهامهم في مختلف العلوم.‏

3-التغني بجمال طبيعة بونة، ووفرة مياهها، وفواكهها وأزهارها..‏

4-نقد العنانبة ووصفهم بالجبن، وذم بلدهم من قبل بعض الشيوخ (العبدري، والشيخ ابن عروس التونسي).‏

5-وقد فاضل أحمد بن قاسم البوني في أرجوزته التي أرسلها إلى محمد بكداش بين عهدين، فمدح أحدهما، وهو عهد ازدهار بونة في الماضي، وذم عصره..‏

وإنّه لمن المفيد حقاً أن نرى اليوم كيف كانت هذه المدينة في القرون الماضية في محاسنها وعيوبها، وأنْ نحدّد ما أصابته وأصابه أهلوها من تقدم وتطور أو تقهقر وتراجع في عصرنا هذا.‏

 

المصادر والمراجع:‏

*  كلية الآداب- جامعة عنابة- الجزائر.

([1]) -بونة: هي مدينة (عنابة) الحالية، تقع في الشرق الجزائري، على الساحل، على مسافة 600 كلم شرق الجزائر العاصمة، أسّسها الفينيقيون، وغزتها قرطجنة، ثم استولى عليها ملوك نوميديا، ولمَّا هُزم يوغرطة (سنة 105 ق. م)، ضُمّت المدينة وأراضيها إلى ما يسمى بولاية إفريقية الرومانية، وقد أصبحت بونة مدينة مزدهرة، كما أصبحت من أهم المراكز الدينية (مقر الأسقفية) بعدما انتشرت فيها المسيحية، وفتحها المسلمون سنة 78ه‍.. انظر المُدن المغربية: إسماعيل العربي، ص: 196 وما بعدها.

([2])-هو أبو مروان عبد الملك بن علي الأندلسي القرطبي الأصل، سكن بونة من بلاد إفريقية، كان من الفقهاء المعتنين، وشرحه على الموطأ مشهور حسن، رَوَاهُ عنهُ الناس.. وكانَ رجلاً صالحاً، فاضلاً، حافظاً، نافداً في الفقه والحديث، توفى سنة 501ه‍ (التعريف ببونة إفريقية بلد أبي مروان الشريف: أحمد بن قاسم البوني، ص: 49 - 50. وانظر أيضاً كشف الظنون: حاجي خليفة، مج6، ص: 427. ومعجم البلدان: الحموي، مج1، ص: 512.

([3])-صدر الكتاب عن منشورات "المجلس الشعبي البلدي" بعنابة، في طبعته الأولى، سنة 2000م.

([4])-نشرها الأستاذ ابن أبي شنب في التقويم الجزائري لسنة 1331 ه‍ /1913م.

([5])-لمحات من تاريخ بونة الثقافي والسياسي.. محاضرات المتلقي العاشر للفكر الإسلامي المنعقد بعنابة ما بين: 10 19 يوليو 1976م: الأستاذ المهدي البوعبدلي، المجلد الأول، ص: 54.

([6])-التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 32.

([7]) -انظر: تعريف الخلف برجال السلف: الحفناوي، ج2، ص: 376 وما بعدها. والأعلام: الزركلي، مج1، ص: 199. ومعجم أعلام الجزائر: عادل نويهض: ص: 49. والتحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية: محمد بن ميمون الجزائري، ص: 77.

([8]) -انظر معجم أعلام الجزائر: عادل نويهض، ص: 50، والتعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 25. والديوان لم يطبع حتى الآن.

([9]) -انظر التعريف ببونة...: أحمد البوني، ص: 26.

([10]) -لمحات من تاريخ بونة.. البوعبدلي، ص: 54.

([11]) -لمحات من تاريخ بونة..: البوعبدلي، ص: 54 وما بعدها.

([12]) -بكداش: كلمة تركية معناها الحجر الصلب (انظر: التحفة المرضية في الدولة البكدشية: محمد بن ميمون الجزائري:، ص: 112 هامش: 4).

([13]) -لمحات من تاريخ بونة..: البوعبدلي، ص: 55.

([14]) -التحفة المرضية في الدولة البكداشية: محمد بن ميمون الجزائري، ص: 129 -130.

([15]) -التحفة المرضية في الدولة البكداشية: محمد بن ميمون الجزائري، ص: 129 -130.

([16]) -المصدر نفسه: محمد بن ميمون الجزائري، ص: 133.

17- الأعلام: الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط5، 1980م.‏

18- تاريخ ابن خلدون، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1992م.‏

19- التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية:‏

محمد بن ميمون الجزائري -تح. محمد بن عبد الكريم -الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، ط1 1972م.‏

20- التعريف ببونة إفريقية بلد أبي مروان الشريف: أحمد بن قاسم البوني، دار الهدى، الجزائر، 2001م.‏

21-تعريف الخلف برجال السلف: الحفناوي، موفم للنشر، الجزائر 1991م.‏

22-الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة: أحمد بن قاسم البوني (نشرها ابن أبي شنب) بالجزائر، سنة 1913م.‏

23-الرحلة المغربية: محمد العبدري البلنسي (تح. أحمد بن جدو) نشر كلية الآداب جامعة الجزائر، الجزائر (د. ت).‏

24-كشف الظنون: حاجي خليفة، دار الفكر، بيروت، 1981م.‏

25-محاضرات المتلقي العاشر للفكر الإسلامي المنعقد بعنابة ما بين:‏

26- 10يوليو 1976م -نشر وزارة الشؤون الدينية، الجزائر.‏

27-المدن المغربية: إسماعيل العربي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1984م.‏

28- المشرق في نظر المغاربة والأندلسيين في القرون الوسطى: صلاح الدين المنجد، دار الكتاب الجديد، بيروت، 1963م.‏

29-معجم أعلام الجزائر: عادل نويهض، بيروت، 1980م.‏

30-معجم البلدان: الحموي، دار بيروت للطباعة والنشر، بيروت، 1984م.‏

(31) -انظر تعريف الخلف برجال السلف: الحفناوي، ج2، ص: 376 وما بعدها.‏

(32) -انظر التعريف ببونة..: أحمد بن قاسم البوني، ص: 34 -35.‏

(33) -انظر قائمة العناوين في المصدر السابق، ص: 24 وما بعدها.‏

(34)-انظر تعريف الخلف برجال السلف: الحفناوي، ج2، ص: 376 وما بعدها. والتعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 24 وما بعدها. ومعجم أعلام الجزائر: عادل نويهض، ص: 49 وما بعدها. وكشف الظنون: حاجي خليفة، مج6، ص: 427. ومعجم البلدان: الحموي، مج1، ص: 512.‏

(35)-هو محمد بن محمد بن علي العبدري -نسبه إلى عبد الدار، قبيلة -من جنوب المغرب الأقصى، كان يسكن في السوس، وكان من العلماء، بل إنَّ المقروءات التي قرأها، والمسموعات التي سمعها من الشيوخ تدل على علوّ كعبه في العلم والأدب، وكان واسع المحفوظ، يقول الشعر.‏

عزم على الرحلة إلى المشرق، فسافر إليه في سنة 688ه‍، وسجّل كل ما رآه في ذهابه وإيابه .‏

(المشرق في نظر المغاربة والأندلسيين في القرون الوسطى: الدكتور صلاح الدين المنجد، ص: 70. وانظر الأعلام: الزركلي، مج7، ص: 260).‏

(36)-الرحلة المغربية: محمد العبدري البلنسي (تح: الأستاذ أحمد بن جدُّو)، ص: 30.‏

(37)-لمحات من تاريخ تونة الثقافي والسياسي: المهدي البوعبدلي (محاضرات ومناقشات الملتقي العاشر للفكر الإسلامي، عنابة 10 -19 يونيو 1976م)مج1، ص: 52.‏

(38)-المرجع السابق: د. صلاح الدين المنجد، ص: 71.‏

(39)-التعريف ببونة....: أحمد بن قاسم البوني، ص: 26.‏

(40)-منظومة الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة، نشرها الأستاذ ابن أبي شنب، في التقويم الجزائري لسنة 1331ه‍ /1913م.‏

(41)-المرجع نفسه: أحمد بن قاسم البوني، ص: 27.‏

(42)-هذه المقدمات من إنجاز الأستاذ سعيد دحماني، وغيره.‏

(43) -التعريف ببونة: أحمد بن قاسم البوني، ص: 24 وما بعدها. وانظر بقية عناوين المجموعة هناك.‏

(44) -انظر: المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 41 -42.‏

(45) -هو أبو علي حسن بن علي بن عمر القسنطيني المعروف بابن الفكون: شاعر المغرب الأوسط في وقته، من أهل قسنطينة، رحل إلى مراكش ومَدَحَ خليفة عبد المؤمن، له ديوان شعر، كان حيّاً سنة 602ه‍ /1205م. (انظر: معجم أعلام الجزائر: عادل نويهض، ص: 253 -254. والرحلة المغربية: العبدري، ص: 30).‏

(46)-التعريف ببونة.. أحمد البوني، ص 47 -47.‏

(47)-التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 47 -48.‏

(48)-المصدر نفسه، ص: 50. وانظر عنه، ص: 49 وما بعدها. وانظر أيضاً: الدرة المصونة في صلحاء وعلماء بونة للمؤلف نفسه، ص: 87 -96.‏

(49)-المعازف: جمع مفرده: العزيف: صوت الجن وهو جرس يسمع بالمفاوز بالليل (انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 60 (هامش 50).‏

(50)-انظر التعريف ببونة..:أحمد البوني، ص: 60.‏

(51) -انظر المصدر نفسه، ص: 61 وما بعدها.‏

(52) -انظر التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 66.‏

(53) -انظر المصدر نفسه، ص: 66 -67.‏

(54) -انظر المصدر نفسه، ص: 67.‏

(55) -انظر المصدر نفسه، ص: 68.‏

(56) -انظر المصدر نفسه، ص: 69.‏

(57) -انظر المصدر نفسه، ص: 70.‏

(58) -انظر المصدر نفسه، ص: 71.‏

(59) -انظر المصدر نفسه، ص: 73.‏

(60)-انظر المصدر نفسه، ص: 74 -75.‏

(61)-لعلّهُ يشير إلى هجوم بيزاني (من جمهورية بيزا بإيطاليا) أعقبه احتلال المدينة سنة 426ه‍ /1034م. (انظر التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 76 "هامش 84").‏

(62)-هي حملة قامت بها فلنسية وميورقة سنة 801ه‍ /1399م، وباءت بفشل ذريع، وكان ذلك من 27 أوت إلى 02 سبتمبر 1399م (انظر المصدر نفسه، ص: 76 "هامش 85").‏

(33)- انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 76.‏

(63)-وهي غزوة التحالف "الطوسكاني -البروفلسالي" التي وقعت في منتصف سبتمبر، وبعد ست ساعات من الهجوم، انسحب الغزاة، وقد أسروا مائتين (200) من المدنيين الذين كانوا بالقلعة (القصبة) وخمسمائة وألف شخص (1500) من المدينة (انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 77 "هامش 89").‏

(64)-انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 8. وانظر أيضاً تعريف الخلف برجال السلف: محمد الحفناوي: ج1، ص 166.‏

(65)-انظر التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 83. وذكره أحمد بن قاسم في ألفيته من بين فضلاء قسنطينة.‏

(66)-انظر التعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 85.‏

(67)-انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 87.‏

(68)-الأقطاب: مفرد قطب: وهي أعلى مرتبة في سلم القيادة عند الصوفية، وذكر ابن خلدون في المقدمة: إنّ معناه رأسُ العارفين، ويزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه في المعرفة حتى يقبضه الله سبحانه وتعالى، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان (الفصل السابع عشر في علم التصويف نقلاً عن التعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 88 "هامش 104").‏

(69)-انظر التعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 88 -89.‏

(70)-هو أبو العباس أحمد بن عروس، المتوفى سنة 868ه‍ /1463م، من أهم صلحاء مدينة تونس، وزاويته لا تزال قائمة (انظر التعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 90 "هامش 107").‏

(71)-التعريف ببونة: أحمد البوني، ص: 90.‏

(72)-التعريف ببونة..: أحمد البوني، ص: 94. وحلوف اليهود أحد أساتذته الذين أخذ عنهم العبدري.‏

(73)-انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 96 وما بعدها.‏

(74)- انظر المصدر نفسه: أحمد البوني، ص: 99وما بعدها.‏ 

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.