بعض الوثائق السرية لدى المخابرات الفرنسية تتعلق بالشيخ البشير الإبراهيمي (2)
عمار طالبي

بعض الوثائق السرية لدى المخابرات الفرنسية تتعلق بالشيخ البشير الإبراهيمي (2)

بقلم: أ.د. عمار طالبي-

تعليقا على التقارير السابقة، أقول إنها تحدثت عن تفاصيل حياة أعضاء جمعية العلماء، بعضها لا يعرفه المؤرخون مثلا الشيخ الإبراهيمي ذكرت والدته حدة بنت محمد، ووالده سعدي بن عمار وأن له ثلاثة أولاد، وذكر عنوانه بالقاهرة، 36 شارع الشريف باشا، وفي الجزائر فيلا البركة نهج بن دانوس، القبة الجزائر.

وأن معلوماته بالفرنسية ضئيلة وأنه لم يؤخذ للجندية الفرنسية، وأنه وظف لدى عائلة بن علي الشريف وأنه كان بقالا في توكفيل، ثم أفلس سنة 1922 وعرضت عليه وظيفة في السلك الديني ولكن رفض أن يؤدي امتحانا، وأنه قبل في الماسونية، وأنه تعاون مع الفاشية الإيطالية، ولذلك ينبغي للمؤرخين أن يبحثوا مثل هذا الاتهام، وهكذا نجد معلومات كثيرة مفصلة في التقارير التي كتبت عن عدد من أعضاء جمعية العلماء تحتاج إلى تحقيق، وأشار التقرير إلى أن الإبراهيمي نشط سياسيا في 5 أوت 1951 فأنشأ مع الجبهة الجزائرية للدفاع واحترام الحريات Front Algérien pour la défence et le respect des libertés تجمع العلماء وPCA وUDMA وMTLD، كما أنشأ الشيخ الإبراهيمي لجنة الوحدة والعمل الشمال الإفريقية Comité d’unité et d’action Nord-africaines بتاريخ 1952/02/02 بباريس وأنه في سنة 1952، شارك بباكستان في المؤتمر العالمي الإسلامي Congrès Mondial Musulman وكان نائبا لرئيس المؤتمر، وأنه كان يبث الدعاية في الشرق الأوسط ضد الاستعمار الفرنسي بقوة، وكان يمثل الجزائر في عدة مناسبات وخاصة في مؤتمر القدس وانتخب عضوا مراسلا في مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وعندما اندلعت حرب التحرير دعا إلى الجهاد ضد فرنسا، وأعلن ذلك، وكان يرأس الوفود التي تجمع الأموال لصالح الجزائر بغرض تدويل قضية الجزائر في ذلك الصراع في إطار الدول العربية، وفي ديسمبر 1954 دعا اتحاد أحزاب شمال إفريقيا وشارك فيه، أنشىء تحت رعاية الأمير عبد الكريم الخطابي لتجديد لجنة تحرير المغرب العربي وكان في الوقت نفسه كاتبا عاما للجنة الدفاع عن الجزائر، وشارك في مؤتمر الشعوب العربية في الاجتماع من أجل الاحتجاج ضد الاتفاق التركي العراقي وذلك في فيفري 1955 وفي 20 فيفري أيضا وقع مع اللاجئين الجزائريين في القاهرة بيانا أعلن عن تشكيل جبهة تحرير الجزائر. ودعا اللجنة السياسية لجامعة الدول العربية إلى مقاطعة فرنسا اقتصاديا وثقافيا. ويقول التقرير أنه على إثر طلب تبرير استعمال المساعدات التي قدمتها جامعة الدول العربية وطلب من الإبراهيمي في 30 أوت 1955 أن يغادر مصر، فخرج منها في 01/02/1956، إلى السعودية وكان قريبا من الإخوان المسلمين، وهذا لا يرضي السلطة المصرية في ذلك العهد، وكان قريبا من المصاليين ثم انضم إلى جبهة التحرير، وزار سوريا ولبنان، والسعودية، وهذا الانضمام إلى الجبهة كان في 2 مارس 1956، وكانت له علاقة متصلة باللجنة السياسية التابعة لجامعة الدول العربية وخروجه من دمشق إلى القاهرة كان في 23 ماي 1956، أما إشارة التقرير إلى مساعدات الجامعة للطلبة الجزائريين عن طريق الشيخ البشير، فقد قدم الطلبة شكوى ضده، وأنه لا يمكنهم من ذلك وتظاهروا وهذا يؤكده أو ينفيه بعض هؤلاء الطلبة الذين هم الآن على قيد الحياة ومنهم الوزير السابق الأستاذ عميمور الذي شارك في هذا الاحتجاج ومنهم الأستاذ قناطف المكي الذي ادعى أن ابنه جرح من قبل الشيخ الإبراهيمي وسأنشر هذه التقارير بنصها الفرنسي لتكون مادة للمؤرخين، لأنه ليس كل ما تنقله المخابرات الفرنسية وتدعيه صحيحا، فقد تنقل إليها أخبار مزيفة لا أساس لها رغم ما يدعون أن مصادرها صحيحة، ولكن بعضها صحيح بلا شك تواترت به الأخبار من مصادر أخرى. وبين التقرير أن أصل الشيخ أحمد توفيق المدني تركي جزائري ولد في تونس 16 جوان 1899، ينتمي إلى عائلات جزائرية مثل عائلة موهوب، وشكيكن، وقلاتي، وبن سماية وزوجته الأمين زكية ولدت في الجزائر 4 ماي 1907 وله خمسة أطفال. وأخوه رجل قانون في تونس (اسمه المدني) وهو تونسي الجنسية إلى سنة 1949، وأصبح ذا جنسية فرنسية في سنة 1949، سكن في نهج سانت أوجان الجزائر، مكتبه زنقة Berbrugger رقم 1 الجزائر، يسير العقارات Gérant d’immeubles كاتب موهوب، خطيب ممتاز له مؤلفات بالعربية منها: تونس أمام «جمعية الأمم» سنة 1922، محمد عثمان داي الجزائر 1926،كتاب الجزائر سنة 1938، المسلمون في صقلية في جنوب إيطاليا سنة 1947، جغرافية الجزائر لاستعمال الشباب المسلم 1948، ومسرحية حنبعل.

لا تعليقات

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.