قراءة في كتاب الشيخ محمد الصالح بن عتيق: أحداث ومواقف في مجال الدعوة الإصلاحية والحركة الوطنية
بقلم: د.حسين بوبيدي-
1-المذكرات بين التأريخ وبناء الذاكرة الجماعية وحفظ هوية الأمة:
من أهم ما يميز الكتابات ذات الطابع التاريخي – ومن بينها المذكرات- لقيادات العمل الإصلاحي، أن الهمّ الذي يحمله أصحابها لم يكن فقط همّ التأريخ من خلال تدوين الأحداث كي لا يطالها النسيان، أو من أجل تثبيت وجهة نطر محددة في مسائل تاريخية مختلف حولها، ولكن أيضا من أجل الإسهام في بناء الذاكرة الجماعية للجزائريين، باعتبار المرحلة المؤرخ لها إحدى أهم محطات تاريخهم الطويل وجزءا من الهوية التاريخية لهم، بل وأحد أهم أسس الروح الوطنية التي تجمعهم.
وتتضح هذه الرغبة في تشكيل الوعي الجمعي للجزائريين بالخروج كثيرا من سياق التدوين، إلى التأكيد على بعض القضايا والإسهاب في توضيح بعض المواقف، واستحضار صورة الوعي الذي يجب أن يصل إلى القارئ عموما، ومن لم يعايش الأحداث بشكل أخص (جيل ما بعد الاستقلال)، لإثبات الصورة العظيمة المقدمة عن هذه الجهود والتضحيات، وأنها هي المؤسس لصورة الجزائر الحرة المستقلة، ولغرس الاعتزاز بها لدى الأجيال، وشحن نفوسهم بالروح الوطنية وفخر الانتماء إلى الجزائر.
ومن أهم الفوائد التي تجنيها الأمة من إعادة إحياء تراجم الأعلام هو العمل على إعادة موضعة فكرهم، وإعطائه سياقات أخرى للتأثير والإصلاح، قد لا تكون توفرت له في المرحلة التي عاش فيها صاحبه، والملاحظ على الكثير من الأفكار أنها لم تكن ذات أثر كبير في حياة أصحابها؛ لأن العقل الإنساني حينها لم يستطع التعرف على القفزة المعرفية التي تمثلها، ولكنها تمكنت بسبب التحولات التي تطرأ على المنظومة المعرفية للناس من التموقع الجديد والإبداع والنفاذ إلى عقولهم.
إن الكثير من السياقات التي ظهر فيها بعض الأعلام كانت تعاني مما يمكننا تسميته بسيسيولوجيا الفشل، وكانت إنجازاتهم سابقة لزمانها، ولذلك لم تتمكن من تحريك النشاط الثقافي وجلب الأنظار إليها، وبسبب عقدة عدم الانتباه إلى الكفاءات في محيطها المحلي، تم التعامل معها باعتبارها كغيرها من آحاد الناس، لكننا استنادا إلى إعادة طرح ما دونوه نستطيع أن نحول أفكارهم ومسارهم النضالي إلى رمزية قادرة على المساهمة في النشاط الفكري وبناء النماذج والقدوة.
إن الأمثلة عن عجز بعض الفاعلين في إثراء الساحة الفكرية بكتاباتهم الرائدة كثيرة جدا، من أهمها مقدمة ابن خلدون التي بقيت في زمانها مجرد تأليف ضمن تآليف تاريخية كثيرة، ولكنها تحولت منذ القرن التاسع عشر إلى نظريات ودراسات وأسهمت في التحول الكبير الذي طرأ على الدراسات التاريخية والاجتماعية والسياسية والفلسفية وغيرها، ونحن نشهد في السنوات الأخيرة اهتماما لافتا بكتابات مالك بن نبي وأفكاره بين الجيل المعتز بانتمائه الحضاري والمشبع برغبة جامحة لبناء حضارة قوية تنتمي لهويتها الخاصة وتتطلع للحاضر بأداواته وللمستقبل بتحدياته.
2- قراءة أعمال رجالات الإصلاح في سياقها الزمني :
لا يمكن فهم الدور الكبير الذي قامت به الحركة الإصلاحية في الجزائر إلا من خلال تلمس الواقع القائم في المرلة التي عملت فيها على بعث اللغة العربية وإصلاح الفهوم التي انحرفت بها مختلف التيارات المنحرفة حول الدين الإسلامي، سواء من المتأثرين بلوثة التغريب، أو أسرى الخطاب الطرقي الذي تمظهر يومها في صور بائسة بسبب قرون من فقدان روحه الأولى، وعقود من مساهمة الاستعمار في تغليب النموذج المتوكل منه على النموذج المقاوم المجاهد – مع الإشارة إلى عدم نكران الدور التعليمي الإيجابي للزوايا في ميادين التعليم وحفظ الهوية ولكن الحديث عن الزوايا التي انحرفت بالدين إلى نوع من السحر والشعوذة والتواكلية وسادتها البدع والإنحرافات ومظاهر الشرك- ذلك أن الفترة كان يخيم عليها الجهل والتخلف بسبب ترسانة القوانين الفرنسية التي تعمل على فصل الأمة عنه انتمائها الحضاري.
لم يكن التعليم عندما توجه له المصلحون في جمعية العلماء سوى نوع من المغالبة الدينية والثقافية والوطنية والهوياتية في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وكان الصبر على متطلباته أشبه بالتضحية بكل شيء، كما أن اعتباره طريقا نحو تغيير الوضع الجزائري كان منطلقا من وعي عميق أن الاستعمار لم يكن قادرا على الاستمرار في السيطرة على الجزائر طيلة تلك العقود إلا بعد أن نجح في تجهيل الشعب وقطع صلته بمكونات هويته وفي مقدمتها اللغة والدين والتاريخ.
إن من الخطأ الشنيع أن ينظر اليوم إلى المعلم في النصف الأول من القرن العشرين نظرتنا إليه اليوم، حيث التعليم الإجباري والمدارس الكثيرة والجامعات التي لا تخلو منها ولاية، وحيث صار يبدو أن تحصيل القراءة والكتابة أشبه بالضروريات التي يمثل لها بالأكل والشرب، ولكن لابد من النظر إلى جهود الإصلاحيين ضمن الفترة التي عاشوا فيها، آخذين بالاعتبار المعوقات التي وضعت أمامهم من قبل الاستعمار من أجل التضييق على أنشطتهم.
إن النظر إلى تلك الجهود ينبغي أن يعود بنا إلى سياقاتها، ثم إلى نتائجها، لأنها لم تكن مجرد دروس تلقى أو مواعظ تقدم أو حروفا تخط على الألواح، بل كانت أمة تنتشل من غياهب الجهل ويعاد لها الاعتبار، وتقدم لنفسها من جديد في الصورة التي تسمح لها أن تكون فاعلة ورائدة وقادرة على التموقع من جديد في سجل التاريخ، بعد أن جعلها الاستعمـار مجرد تابعة له في كل ميادين الحياة، عاملا على استنزافها وتسخير إمكانياتها بما يحقق له دوام ظلمه المسلط عليها.
3-كتاب الشيخ محمد الصالح بن عتيق: أحداث ومواقف في مجال الدعوة الإصلاحية والحركة الوطنية:
أ- التأريخ:
تعد المذكرات والذكريات التي حفظها لنا كتاب محمد الصالح بن عتيق مادة بالغة الأهمية في التأريخ الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي الجزائري، ذلك أنها تضمنت معلومات بالغة الأهمية عن ظروف المجتمع الجزائري في النصف الأول من القرن العشرين؛ خاصة ما تعلق بالفقر والأمية وسيطرة الأفكار الخرافية وتحول الدين إلى مجرد طقوس دون مضامين روحية وعقلية، كما رصد لنا مجموع التيارات الفكرية التي كانت حاضرة في هذه الفترة، منبها إلى أن بعض الجزائريين قد تشربوا الثقافة الفرنسية وصاروا ينظرون بعين الإزدراء إلى اللغة العربية والعمل الإصلاحي باعتبارهـا علامة على رفض الحضارة والمدنية، كما نقل لنا مختلف الجهود التي بذلها الإصلاحيون في النهوض باللغة وتدريس أحكام الدين الاسلامي، ومبينا الظروف الصعبة التي كان يتم فيها النشاط، ومقدما لنا نماذج عن تلك المدارس الاصلاحية التي سـاهم في تأسيسها أو إدارتها أو التدريس بها، مثل مدرسة الميلية وتيهرت وسكيكدة وقلعة بني عباس.
وقد خصص الشيخ بن عتيق صفحات طويلة للترجمة لمشايخ الإصلاح ، ولبعض مواقفه معهم خاصة ما تعلق بالنشاط التعليمي وإدارة المدارس، واحتل الشيخ ابن باديس المكانة الأعلى من الاهتمام، وهو ما يدل على التأثير الكبير الذي مارسه الأستاذ على تلميذه، حيث ترجم له ترجمة مستقلة، كما أتى على ذكره في الكثير من مباحث الكتاب، إلى الحدّ الذي يمكننا أن نعدّ كتاب محمد الصالح بن عتيق بمثابة الترجمة المصدرية للشيخ بن باديس، حيث خصص له حوالي 15 بالمائة من مادة كتابه بما فيها حادثة محاولة اغتياله، بينما خصص 15 بالمائة أخرى لمشايخ الإصلاح؛ مثل الشيخ الإبراهيمي ومبارك الميلي والعربي التبسي وأحمد حماني، وأشار أيضا إلى الشيوخ: مصباح حويذق وأحمد سحنون والمناضل النقابي الجيجلي: العربي رولة، وغيرهم من الشخصيات التي التقاها في مختلف السجون التي نقله الاستعمار إليها.
وقد عمد الشيخ ابن عتيق إلى تبيان موقف الشعب الجزائري من مسيرة الإصلاح، والكشف عن المعاناة التي وجدها في بعض المناطق والترحاب الذي وجده في مناطق أخرى ، لكن صبره وجهده سمح له بتجاوز العقبات، حيث نجحت مختلف المدارس في جلب الجزائريين إليها لسماع صوت الإصلاح، كما أبرز الدعم الذي كانت تلقاه جمعية العلماء من مختلف شرائح المجتمع.
ولم يغفل الشيخ بن عتيق عن التعرض إلى الطريقة التي كانت تدير بها جمعية العلماء المدارس الإصلاحية والاهتمامات التي كانت تحركها، وطريقة اختيار المدرسين لها، وأشار في مرحلة تحصيله العلمي إلى طرق التعليم في مختلف الزوايا التابعة لمختلف الطرق بميلة وقسنطينة، حيث بيّن بعض نماذج القصور الموجودة فيها، والتي تعود أحيانا إلى بعض الأفكار البالية مثل الاعتقاد أن خدمة الشيخ يحقق البركة أحسن من الدراسة؟؟ كما حفظ لنا بعض المعلومات الهامة المتعلقة بطرق التدريس في جامع الزيتونة، والفروق التي لا حظها عن المستوى العلمي للمدرسين، واعتبار هذا الجامع بمثابة المنارة التي كانت تخرج رجال الإصلاح في بلاد المغرب، ولم يغفل محمد الصالح بن عتيق الإشارة إلى طرق انتشار الدعوة الاصلاحية، مثل التواصل مع الناس، والانتقـال من مكان إلى آخر، والدور البارز للنشاط التجاري في إيصال كلمة الإصلاح للمناطق التي لم تبلغها مدارس جمعية العلماء.
وعن الثورة التحريرية، فقد رصد لنا أولى انطباعات الجزائريين والمستوطنين حول انفجار ثورة أول نوفمبر، ورد الفعل الاستعماري عليها، والطريقة التي كانت تصل بها أخبارها إلى المعتقلات والسجون، وإذا كان العمل الإصلاحي هو ما حاز النسبة الأكبر من اهتمامات صاحب الكتاب، فإنه نبه أيضا إلى الأساليب الاستعمارية في قمع الجزائريين، وخاصة من خلال تخصيصه حوالي 20 بالمائة (41صفحة ) من الكتاب، للحديث عن مختلف المعتقلات التي أعتقل فيها، مبرزا الظروف التي كان يحياها السجناء، وأساليب التعامل الوحشية التي كان يتعرض لها الجزائريون، كما حفظ لنا معلومات هامة عن الشخصيات الوطنية التي تعرضت للاعتقال منبها إلى بعض أسبابها.
ب- بناء الذاكرة الجماعية وحفظ مقومات الهوية:
إن المؤرخ الذي يشتغل على حضور الرغبة في بناء الذاكرة الجماعية من خلال تسجيل الشخصيات الوطنية لمذكراتهم إنما يبحث عن الدوافع النفسية للكتـابة، وليس على الخلفيات الشخصية والسياسية والجهوية والإيديولوجية، ودوافع الكتابة التي تتجه إلى تأكيد بعض المفـاهيم القيمية في المجتمع من أهم الأدوار المنوطة بالتاريخ، لأن التاريخ حريص على وضع الإنسان في حيزه الاجتماعي، لكي يدرك العلاقات التي تربطه بمن حوله، وأثر هذه العلاقات في تكوين شخصيته، ما يؤكد الدور الكبير للمذكرات – بهذا المعنى- في حفظ اللحمة وحماية النسيج الوطني.
إن التاريخ بهذا المنظور، يستخدم في تنشئة مواطنين مخلصين، خاصة عندما يكون تاريخ الوطن تاريخا يحق للمواطن الفخر به، ويؤدي استغلاله إلى بعث روح السموّ والاعتزاز، وهو كذلك وسيلة للبعث، في الفترات التي تخبو فيها تلك الأمجاد، ويصبح الماضي أكثر إشعاعا من الحاضر، لأن عملية بناء الذاكرة الجماعية وتشكيل الضمير الوطني تكون بمثابة استحضار لحزمة من النور لإضاءة عتمة الحاضر.
وفي صورة مذكرات الشيخ المجاهد محمد الصالح بن عتيق التي كان المعتقل هو موطنها الأصلي فكرة وحبرا، فقد كان الهدف منها نقل تجربته إلى أهله وتلامذته وأصدقائه خارج السجن، لكي تكون لبنة في تشكيل شخصيتهم، وقد اعتبر مشروع المذكرات في رسـالته لابنته فاطمة بمثابة القصة التي تحمل الدروس والعبر، منبها في مقدمة كتابه أنه عمل على أن لا يغير ما كتبه سابقا، لكي يحافظ على نفس تلك الروح التي صدرت عنها المذكرات.
يمكننا أن نلحظ ببساطة الكثير من القضايا التي يعمل الشيخ محمد الصالح بن عتيق على تأكيدها من خلال الخروج من سياق التأريخ إلى سياق التأسيس الفكري، ذلك أن هذه المذكرات تعد تذكيرا بجملة من الظروف والأحداث يرى كاتبها أنها ينبغي أن لا تغيب عن ذاكرة الأمة، ومن أهمها:
• بيان شناعة الممارسات الاستعمارية في الجزائر، ونتاج سياساته المختلفة، والتي نجح من خلالها في تحويل المجتمع الجزائري إلى مجتمع جاهل فقير متخلف، وكيف أنه عمد إلى دعم أشكال منحرفة من التدين المغشوش بحيث يمكنه استغلاله لاستمرار سيطرته على البلاد والعباد.
• إيضاح الدور الكبير الذي قامت به الجمعية عبر مدارسها في إعادة بعث مقومات الأمة وإخراجهـا من مستنقع الجهل إلى أنوار العلم عبر تصوير المعوقات الكبيرة التي كانت تكتنف هذا العمل وموضعة هذه الأعمال ضمن السياق الزمني لإدراك أهميتها.
• إبراز ما تحمله رجال الجمعية في نضالهم الإصلاحي سواء في مواجهة الإدارة الاستعمارية التي عملت على وضع مختلف الألغام في طريق المصلحين، أو ما تعلق بالتقاليد البالية التي تسللت إلى العقل المسلم باعتبارها تمثل الدين الإسلامي كما تقدمه بعض التيارات الطرقية المستفيدة من استمرار الوضع القائم.
• تبيان الخطورة التي كانت تمثلها بعض المشاريع التي تصدت لها جمعية العلماء على هوية الأمة وفي مقدمتها المشروع الإدماجي، مع إيضاح مختلف الأساليب التي لجأت إليها الجمعية في توجيه الشعب الجزائري إلى رفض قبول هذه المقترحات باعتبارها نوعا من التخلي عن الالتزامات الدينية بالإضافة إلى الانتساب الوطني.
• الدور البارز للعمل الإصلاحي في بناء القاعدة الثورية باعتبارها انطلقت من الوعي المتشكل من خلال النشاط العلمي والتوجيه المعرفي وإحياء روح الوطنية والانتساب إلى الأمة الجزائرية، وأن الثورة ما كانت لتوجد من فراغ، ومن ثمة يبرز اتحاد الغاية بين التيارات السياسية والإصلاحية، ويظهر الثورة باعتبارها منتوجا جزائريا جماعيا شارك كل طرف فيه بلبنة في البناء والتشييد، وهذا ما أقرت به التقارير الاستعمارية السرية، فقد أشار الدكتور علاوة عمارة في دراسته الرصينة حول الشهيدين عمار وعلاوة بوضرسة إلى وثيقة أعدها مركز الاتصالات والاستغلال (CLE) التابع لهيئة قيادة الأركان المشتركة لقوات الاحتلال بالشرق الجزائري، وتخص تطور الثورة التحريرية في الفترة الممتدة ما بين 1954-1957 تعتبر الثورة مؤطرة سياسيا من قبل مجموعات تنحدر من الحزب الاستقلالي الذي أسسه مصالي الحاج، لكن على المستوى النفسي والديني فقد تهيئت بفضل المجهودات العلماء.
• في قضية الهوية نلحظ التأكيد الكبير للشيخ على سبب اهتمام الجمعية بالتعليم وإنشاء المدارس باعتباره وسيلة إنقاذ الأمة وتخليصها من حالة الاستلاب التي تحياها، وإعادة إحياء الإسلام الصحيح في نفوسها، وترسيخ الإنتماء إلى اللسان العربي، وتأكيد التمازج الموجود بين اللغة والدين والوطن، لأن الوطن هو الوعاء الجغرافي للانتماء، والدين واللغة هي المرتكزات التي من خلالها نحيا متميزين داخل هذا الفضاء الذي انتمينا إليه في سياق التاريخ.
هذه القراءة البسيطة في هذه المذكرات لأحد رموز الإصلاح ليست سوى تذكير بالأهمية الكبيرة للاشتغال على تراث المصلحين، وإحيائه، ونشره، وإعادة بعثه بين الناس خدمة لرسالتهم التي قامت ولا زالت على ثلاثية: الإسلام والعروبة والجزائر.
*د.حسين بوبيدي- أستاذ التاريخ جامعة قسنطينة 2 عبد الحميد مهري