أحمد قصيبة الشيخ الكاتب المناضل المصلح

بقلم: محمد الطيب-

أحمد أبو زيد قصيبة الأغواطي، ولد بالأغواط في 1919، نشأ فيها بين الكتاتيب فكان أول مشائخه الشيخ محمد بن علي وآخرهم الذي ختم القرآن على يد الشيخ محمد بن عمر بن يونس، كما نشأ في أحضان الكشافة الإسلامية، وتتلمذ على بعض من علماء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كمبارك الميلي والسعيد الزاهري.

انتقل إلى جامع الزيتونة سنة 1933، ضمن بعثة الجمعية الخيرية الإسلامية التي كان يشرف عليها مبارك الميلي، فتتلمذ هناك على يد الشيخ محمد الطاهر بن عاشور، وكان رفقة أعلام من المنطقة أبرزهم أبو بكر الحاج عيسى ومحمد دهينة..، وبعد تخرجه رجع إلى الوطن في أواخر الثلاثينات فاشتغل بالتعليم، وكان أن كتب إذ ذاك رسالة موجزة وصف فيها رحلته إلى تونس "كيف هاجرت إلى تونس".

لم تزل علاقته بالجمعية قائمة في بداية طلبه للعلم حتى توطدت بعد تخرجه من الزيتونة، ثم اتصاله بالشيخ البشير الإبراهيمي إبان فترة نفيه بآفلو، واختير كاتبا عاما للجمعية بعد تأسيس مركزها بالقبة بالعاصمة سنة 1946، ثم رجع للأغواط بعد حضر الجمعية من طرف السلطات الفرنسية، وفي الثورة التحريرية المباركة يقول الشيخ أحمد حماني "كان على اتصال بنا في مركز الجمعية وعلى اتصال وثيق برجال الجيش يبلغ عن كل التحركات المشبوهة لقوات الجنرال بلونيس، وحدث أن زار المركز عام 1956 وبلغ أنباءه إلى القيادة الثورية التي تولاها "عبان رمضان وبن مهيدي وسي صالح، وبن خدة".

تولى بعد الاستقلال إدارة الشؤون الدينية بولاية الأغواط التي كانت تشمل ولاية غرداية اليوم وتشرق إلى ورقلة، كما تولى إدارة المعهد الإسلامي بالأغواط بين سنوات 1964 و1979، وأحيل على التقاعد عام 1980، وبعدها أدركته الشيخوخة وتوالى عليه المرض، ورغم ذلك لم يبخل بمحاضراته وإن كانت قليلة حتى انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم 04 جويلية 1994م (1415هـ)، عن عمر يناهز 80 سنة، رحمه الله، ونفعنا بعلمه.

لا تعليقات

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.