عمر العرباوي الشيخ الإمام المصلح
بقلم: محمد الطيب-
من رجالات الإصلاح والتعليم في الجزائر ومن أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولد سنة 1907م بمنطقة أولاد سيدي عامر بسيدي عيسى بالمسيلة، نشأ في أسرة متواضعة، وهو الحملاوي ابن الشيخ صالح بن عبد الكريم الذي كان معلماً في الكتاتيب القرآنية.
بدأ تعليمه على يد والده وبعض المشايخ، ثمّ توجّه إلى زاوية سيدي ساعد البوطويلي عند أخواله بشلالة العذاورة بالمدية فحفظ القرآن وعمره 15 سنة، ثم انتقل إلى زاوية سيدي المهدي بالبليدة درس هناك القرآن وأحكامه وأصول الفقه، ولمّا تمّ تعليمه شرع في إعطاء الدروس لطلبة البليدة، انتقل بعدها إلى بئر الخادم حيث أسّس هناك مدرسة لتعليم مبادئ الإسلام واللغة العربية.
اتصل بالشيخ الطيب العقبي وتأثّر بحركته الإصلاحية، ثم بعدها بأعضاء جمعية العلماء المسلمين، فأصبح عضوا نشطا فيها، قام بتربية مجموعة من الطلبة بالسحاولة لمدّة من الزمن، انتقل بعدها إلى باب الواد وبلكور، فعلّم في مدارسها وأعطى دروسا في الوعظ والإرشاد في مساجدها إلى سنة 1955.
في رمضان ألقت السلطات الاستعمارية عليه القبض وهو يصلي بالناس الجمعة في المسجد العتيق ببلكور بحجّة أنّه كان يحثم ويدعوهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني والجهاد في سبيل الله، فاستنطق وعذّب عذابا شديدا، ثم نقل إلى سجن البرواقية، ففتح مدرسة يعلّم المسجونين اللغة العربية والعلوم الشرعية، وبقي هناك مدّة 3 سنوات، نقل بعدها إلى معتقل "بوسوّي" أين التقى بالشيخ أحمد سحنون والشيخ مصباح، اقتيد بعدها إلى معتقل "أركول" حتّى أواخر سنة 1961 حيث أفرج عنه، وبقي تحت الإقامة الجبرية حتّى الاستقلال.
بعدها انخرط في صفوف المعلمين وواصل مهمة الوعظ والإرشاد بمساجد العاصمة وضواحيها إلى غاية 1967، انتقل بعدها إلى الحراش فاستقرّ بها وركّز إصلاحه في هذه الفترة على تكوين الشباب وغرس العقيدة الإسلامية السليمة، وتوجيههم توجيها صالحا إلى 1975، وبعد التقاعد قضى الفترة الأخيرة من حياته في التأليف والوعظ والإرشاد ومطالعة الكتب، أدّى الشيخ فريضة الحج واعتمر مرات عديدة ولم يتوقف نشاطه حتى وفاته يوم الأحد 2 ديسمبر 1984 (1405هـ)، عن عمر يناهز 77 سنة، وقد شيعت جنازته في اليوم الموالي بمقبرة سيدي رزين "طريق براقي" حيث حضرها الألاف، رحمه الله.