لمحات من حياة الشيخ عمر العرباوي (1405 هـ- 1984)

بقلم: مهدي جيدال-

من فضل الله- جل وعلا- على الأمة الجزائرية أن قيضى لها علماء عامليىن ودعاة مصلحين، يرشدون الناس إلى دين رب العالمين، بنصوص القرآن وسنة النبي الأمين -صلى الله عليه وسلم-، وفق فهم السلف الأولين.

ومن هؤلاء الأفاضل الشيخ الإمام: عمر العرباوي -رحمه الله وغفر له- نزيل منطقة (الحراش) بالجزائر العاصمة.
يعد الشيح العرباوي -رحمه الله- من أبرز مشايخ جمعية العلماء المسلمين الجرائريين الذين عمروا بعد افتكاك الجزائر لاستقلالها، وأحيوا عهد الدعوة الإصلاحية إثرها، وقد قلت، بل ندرت الكتابة حول هذا العلم الجليل إلا ما نثر هنا وهنالك في بعض الصحف والمجلات.

وأحاول في مقالتي هذه أن أقرب إلى القراء شيئا من سيرة هذا الإمام، لا أنسى تلك العبارة التي رددها علي جل من التقيتهم في شهاداتهم عن الشيح -رحمه الله-، خاصة عن حياته الأولى أن الشيخ لطالما كان يرفض ويأبى أن يذكر محطات حياته ويقول: نحن عملنا لله، أما أن تبحث عن مكان ولادتي، وأين تربيت، وأين درست، وما عملت، فلا.

المولد والنشأة:

هو الشيخ الإمام المصلح: الحملاوي العرباوي المعروف باسم: عمر العرباوي(1). والده هو الشيخ صالح بن عبد الكريم العرباوي، وأمه السيدة فاطمة بنت القاسم رحمهم الله.

ولد الشيخ حوالي (سنة 1324 هـ/1907) بمدينة (سيدي عيسى)- التابعة إداريا اليوم لولاية المسيلة. وتنتمي عائلته إلى العرش الأحمر المعروف في تلك النواحي، في بيت طبعه التدين، فقد كان والده معلما في الكتاتيب القرآنية(2).

حفظه للقرآن الكريم وطلبه للعلم (3):

ابتدأ الشيخ حفط القرآن الكريم في مسقط رأسه على يد والده، ولما أتقن بعض الأجزاء منه نظمه والده ضمن طلبة زاوية (سيدى ساعد البوطويلي) في شلالة العذاورة بـ(سيدي عيسى) فأتم حفط القرآن الكريم هنالك وسنه لا يتجاوز 15 ستة.

ثم شد رحله قبالة ولاية (البليدة) لينضم إلى زاوية (سيدي المهدي)، فينهل فيها من علوم الشريعة (من تفسير وفقه وحديث)...

- وكانت عائلة الشيخ العرباوي في تلك الفترة تعيش في ضيق وعوز مادي كباقي العوائل الجزائرية-، وخاصة في تلك المناطق النائية-، وحيث إن الشيخ كان شغوفا بطلب العلم اضطر إلى بيع غنيمات كان يملكها هو وابن عمه الشيخ عامر (الذي كان رفيق درب الشيخ في طلب العلم) من أجل اقتناء نسخة من كتاب "مختصر خليل في الفقه المالكي".

- ثم أرسله والده إلى عمته في مدينة (بئر خادم) بالعاصمة ليواصل دراسته هناك(4)، وكان بالموازاة مع ذلك (يزاول مهنة جني المحاصيل في مزارع (الكولون) حتى لا يكور عالة على عمته..)(5).

التلقين بعد التحصيل .. والتصدر بعد التأهل:

انقطعت أخبار الشيخ بعد فترة (بئر خادم) إلا ما نعلمه من مشاركته في الحرب العالمية الثانية) 1939 - 1945م)، فقد زج به، وهو في التلاثينيات من عمره. في جحيم حرب لا ناقة له فيها ولا حمل، كما فعل بأبناء هذا الوطن، إذ لما لاحت غويم الحرب مع الألمان أخذ إلى جبهات القتال في بلجيكا، ورحى الحرب على أوجها هنالك، ولم تطل مدة مكثه، فقد تمكن من الفرار، والعودة للديار عبر تونس(6).

حل إذاك بمدينة (البليدة)، وبالضبط في ضاحية (حلوية ببوفاريك)(7).

فبعد أن اشتد ساعده وقوي عوده علميا آن له أن يؤدي الأمانة التي تحملها؛ وذلك بركع الجهل عن أمته تعليما ووعظا وإرشادا، فألسس في (حلوية) مدرسة قرآنيه أو زاوية (بالمصطلح المعروف) فكان يؤم الناس بها ويلقن من بها الطلبة مبادئ الإسلام ويعلمهم اللغة العربية، ثم انتقل بعدها إلى (أولاد يعيش) في (البليدة) كذلك، ليرجع بعدها إلى عشه الأول (سيدي عيسى) ليكون ذلك الان البار الذي يخدم بلدته، فكان إماما يؤم الناس وواعضا يذكرهم، وينشر بينهم العلم النافع ويحثهم على العمل الصالح.

إلتحاقه بركب المصلحين مع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

- تأثر الشيخ العرباوي بالحركة الإصلاحية للشيخ الطيب العقبي. -رحمة الله عليهما-، وكان كثير التردد بعدها على نادي الترقي بالجزائر العاصمة غي أواخر الأربعينيات، وهنالك تعرف على بقية الأئمة العلماء رواد الإصلاح وحاملي لوائه: الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، والشيخ العربي التبسي، والشيخ عبد اللطيف سلطاني ...

- لا نعلم تحديدا السنة التي التحق فيها الشيخ عمر العرباوي بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ولكن نجزم أن التحاقه بالجمعية كان بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما استقيناه من تواريخ مقالاته المنشورة في السلسلة الثانية من جريدة "البصائر"(8)، وقوائم توزيع المعلمين التي كانت تنشر في هذه الجريدة كذلك.

- انضوى -رحمه الله- تحت راية كتيبة المعلمين في جمعية العلماء، وأنشأ عدة مدارس حيث حل وارتحل كمدرسة بئر خادم والتي كان مدرسا بها(9). وقد نظم في هذه المدينة حفلا حضره الشيخ الطيب العقبي -رحمه الله- وثلة من الأفاضل، ألقوا خلاله كلمات ومواعظ حثوا فيها الحاضرين على التبرع لتجهيز هذه المدرسة(10)، ثم انتقل إلى (السحاولة) وأسس بها مدرسة وتزوج هنالك(11)، ثم اشتغل مدرسا في المدرسة التهذيبية(12) بـ(سانت أوجين) (بولوغين حاليا) وخطيبا في مسجدها، ثم كلف بالخطابة بمسجد في (بلوزداد) (مسجد العربي التبسي حاليا) إلى غاية اعتقاله في سنة 1956م، كما كانت له عدة إسهامات في مناطق أخرى خارج العاصمة، وكان ذا قلم سيال، تشهد له بذلك مقالاته في جريدة "البصائر" في سلسلتها الثانية.

وقد ترأس كذلك شعبة جمعية العلماء المسلمين في الجزائر العاصمة إلى غاية سنة (1956م) وهي السنة التي سجن فيها.

وجاءت ثورة التحرير ومن المحن تأتي المنح:

كان الشيخ (رحمة الله) ممن ساندوا الثورة وأيدوها وحثوا الشباب على الجهاد والالتحاق بصفوف المجاهدين، وقد كلفته جمعية العلماء المسلمين بتوجيه الشباب الراغب في الالتحاق بالثورة، وكان يجمع المال والسلاح ويرسله للمجاهدين (13)، حيث إن الشيخ العربي التبسي -رحمه الله- قام بتوزيع المهام على مشايخ ودعاة الجمعية من أجل التعبئة المادية والمعنوية لجهاد المستدمر الفرنسي الصليبي الحقود، وقد أوكل له الشيخ العربي التبسي مهمة الخطابة في المسجد العتيق (ببلكور) (14) آنذاك مع مزاولة عمله في المدرسمة التهذيبية في (سانت أوجين) (بولوغين حاليا).

في هذه الفترة كان الشيخ لا يزال يقيم في مدينة (السحاولة)، حيث كان يتنقل منها إلى (بلكور) رفقة ابن عمه لإلقاء خطب الجمعة(15)، وفي جمعة من جمعات رمضان عام 1375هـ/الموافق لـ أفريل سنة 1956م، وبعد ارتقاء الشيخ للمنبر فوجئ بالبوليس الفرنسي عند مدخل المسجد يطلبون منه النزول لأجل اعتقاله(16).

وقد ذكر الشيخ لأحد المقربين منه إنه لما ابتدأ خطبة الجمعة إذ بـ (البوليس الفرنسي) عند مدخل المسجد، ولم يقتحموه وأشاروا إليه أن أنزل من المنبر بقولهم (descend descend)، ولكنه رفض وأبى إلا أن يتم خطبته، وبعد الصلاة اقتادوه إلى مركز الاستنطاق، وزجوا به في زنزانة مدة أسبوع كامل، وأفاده كذلك -رحمه الله- أنهم قد نسوه بها؛ ولا ندري إن كانوا نسوه حقيقة أم كان أمرا مدبرا كي يموت جوعا، ولكن الله عز وجل سلم، فقد أدخل الشيخ معه- كما ذكر - قطعة خبز كان يأكل منها مدة أسبوع حتى فتحوا عليه الزنزانة (17).

بعدها نقل الشيخ إلى مركز عسكري في العاصمة؛ وكان هذا المركز يجمع فيه السجناء ويقسمون في أفواج ويرسلون إلى السجون عبر القطر الجزائري. لم تعلم عائلة الشيخ بمكانه آنذاك، حتى وصلتهم رسالة منه يعلمهم فيها أنه في سجن (البرواقية).

قاسم الشيخ العرباوي -رحمه الله- في سجن (البرواقية) ثلة من المشايخ، كالشيخ أحمد سحنون، والشيخ مصباح الحويذق رحمهم الله.

مما يذكره العم عبد الرحمن العرباوي فيما حدثه عنه الشيخ عن فترة سجن (البرواقية) أن النخبة هنالك كانت تعلم المساجين أمور دينهم ومبادئ اللغة العربية.

أمضى الشيخ في (البرواقية) ثلاث سنوات نقل بعمها إلى معتقل (بوسوي بوهران) رفقة رفاق الدعوة والجهاد الشيخ مصباح والشيخ سحنون.

لبث الشيخ في (بوسوي) قرابة السنة والنصف، ثم نقل إلى سجن (آركول)، لكن لم تطل مدة مكثه في هذا الأخير، ليطلق سراحه ويوضع تحت الإقامة الحبرية في مسكنه بالسحاولة، ثم انتقلت العائلة إلى مدينة (بلكور) وبقي كذلك تحت الإقامة الجبرية إلى غاية افتكاك الجزائر لحريتها (18).

وأشرقت شمس الاستقلال واندحر المستدمر ... لكن مسيرة الإصلاح لم تنته:

إلتحق الشيخ -رحمه الله- بصفوف المعلمين في المدارس الجزائرية، دون أن يهمل مهمته الأخرى وهي الوعظ والإرشاد، فكان إماما متطوعا في مسجد النصر بـ (باب الوادي) (19)، ومعلما ومرشدا بجامع (بلكور)(20)، لينتقل سنة (1967م) إلى مدينة (الحراش) ويستوطنها إلى أن وافاه أجله -رحمه الله-، حيث جعل مساجد هذه البلدة منارات لنشر العلم الشرعي، وهذا في كل من: مسجد (الأربعة طرق)، فمسجد (جنان مبروك)، ثم مسجد (الجردي)، وأخيرا المسجد الكبير (مسجد الإمام الشافعي حاليا).

مع جمعية القيم:

وهي جمعية دينية ثقافية، تأسست في الخامس عشر من رمضان عام (1383هـ. الموافق لـ: 9 فبراير 1963م).

وللجمعية مجلة موسومة بـ: "التهذيب الإسلامي" تصدر باللغتين العربية والفرنسية، وصدر من الأولى عشرة أعداد، ومن الثانية أحد عشر عددا، وقد صودر عددها الثاني عشر.

وقد كان الشيخ العرباوي ضمن الأمانة العامة واللجنة الأدبية كذلك، وكانت له مشاركة فيها.

واقع مر.. وحال مبك.. وعزيمة صلبة:

لقد عاث المستدمر الفرنسي الصليبي في بلادنا فسادا في شتى الميادين وعلى نطاقات واسعة، ففساد في الأخلاق والقيم، وفساد في الاقتصاد، وإفساد في البنى الاجتماعية للمجتمع الجرائري آنذاك، وهذا مذ وطأت رجل فرنسا الخبيثة أرض بلادنا المسلمة، ومن أبشع وأفظع بل وأعفن فساد مارسه المحتل، هو الفساد العقدي الذي صال وجال لأجل تحقيقه في البلاد ولم يرحل المستدمر من بلادنا إلا بعد أن ترك طائفة غذاها بلبانها، فبثت الإلحاد والميوعة الفكرية في أوساطها.
يقول الشيخ عمر العرباوي -رحمه الله- ذاكرا حال هؤلاء عقب الاستقلال في كتابه "التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد": "ولما تم الانتصار على العدو وطرد من البلاد، أخذ الجزائريون زمام الحكم بأيديهم، ولكن سرعان ما تنكر بعض الشبب للدين ولعوائده وأخلاقه، وقطعوا صلتهم به، لعبت المادة والشهوات بعقولهم، فراحت موجة ناتجة من الإلحاد كادت أن تعم طبقات الشعب، وأصبح الإسلام يتهم بالرجعية والتأخر، واختلط الذكور بالإناث في العمل والداسة، وفتحت مصراعيها للأفكار الهدامة والإباحية المطلقة، فتحول المجتمع إلى مجتمع غربي في عوائده ولغته وأخلاقه، وأصبحنا في كل يوم نرى تدهور الشباب نحو الرذيلة والفساد، لأنه لا يريد إلا الهوى المضلل، وإطلاق العنان لشهواته العارمة التي لا تعرف الحدود ... وترك الأخلاق الفاضلة التي كانت لأجدادهم وأسلافهم، والتي حفظت المجتمع الجزائري منذ فجر التاريخ إلى الثورة المطفرة الكبرى.

فبهذه الأخلاق الحميدة برز المجاهدون الأبرار ورأينا قانون الإسلام هو السائد على البلاد كلها .."(21)
وفي أواخر السبعينيات ظهرت نابتة جعلت حمل السلاح طريقا ومنهجا لها في التغيير، بلا سند علمي يتوكأون عليه، فقصدوا الشيخ عمر العرباوي -رحمه الله- حتى يظفروا منه ولو بالسكوت عن أعمالهم، وما كان ذهابهم إليه إلا بعد أن أعلنوا عن عملهم المسلح وانتشر أمرهم، على مذهب: (اعمل ثم استدل)، لكن (الشيخ رفض ذلك بشدة، أما ما يشاع من أن الجماعة كانت تستفتيه في حكم ذلك، فهو لا يزيد عن كونه إشاعة، فقبل أن تشتد أحداث السلاح رفض الشيخ العرباوي بدايتها)(22).

ثورة الروافض .. وبداية المد الشيعي:

لقد كان لفئام من أمتنا نصيب من التأثر بالثورة الإرانية الشيعية أواخر السبعينيات، فمن متعاطف معها، ومن مشيد بإسلاميتها (زعموا)، ومن متشرب لأفكارها عياذا بالله، فقد أصاب الناس آنذاك جنون وهوس بذلك المد الخبيث، وقد كان الشيخ -رحمه الله- بالمرصاد لدحض هذا الفكر الملوث بالتوجيه والتعليم من جهة، وبالتذكير بسنية هذه البلاد -بلاد الجزائر- من جهة أخرى، وبالتنويه بثورتها التي قامت بصيحات: الله أكبر ولإعلاء كلمة الإسلام الحق بعد طرد المستدمر الفرنسي الصليبي، فقد كان -رحمه الله- على دراية تامة بمروق هذا المذهب وأهله، لكن الشيخ -رحمه الله- لم يعمر طويلا إذ عاجلته المنية مع السنوات الأولى لبداية ظهور هذا المرض العقدي.

ومما يذكر عن مواقفه تلك الخطبة التي ألقاها في المسجد الكبير (المعروف حاليا بالشافعي) بالحراش حيت (إن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف كانت تنظم ملتقيات الفكر الإسلامي سنويا، وقد سنت في أثناء الملتقى إرسال بعض العلماء والأساتذة والباحثين ممن يدعون إلى الملتقى من أقطار شتى أن يتوزعوا على مساجد الجزائر من أجل توعية الناس وتوجيههم، وفي إحدى السنوات (23)... كان من نصيب مسجد الشافعي بالحراش مجيء أحد المفكرين الشيعة وهو التسخيري)(24).

يذكر الأستاذ محمد العلجي عن تلك الواقعة أن الحضور كانوا يظنون أن التسخيري هو سيلقي خطبة الجمعة، فلما تأخر عن الحضور شرع الشيخ العرباوي -رحمه الله- في إلقاء درس الجمعة، وبعد شروعه بقليل جاءه خبر قدوم هذا الرافضي، فقام فاسحا المجال له مع دهشة الحضور لهذا التصرف، لكن يبدو أن الشيخ قام لأجل حاجة في نفسه كان أعدها (25).

حاول التسخيري أن يحرك مشاعر الحاضرين بذكر أمجاد الثورة الإرانية وأنها إسلامية لا شرقية ولا غربية، وكأنها أعظم ثورة في القرن العشرين)(26)، لكن وبينما كلى هذا الموفد يسرد مآثر ثورتهم المزعومة... إذ بالشيخ ينظر إلى الوقت ثم يعتلي المنبر إيذانا منه بإلقائه خطبة الجمعة، مع أن المدرس لم ينه كلامه بعد، فما كان منه -رحمه الله- بعد أن شرع في خطبته (إلا أن ذكر بأمجاد الثورة الجزائرية وإسلاميتها وبطولات المجاهدين بحيث أرجع الناس إلى جادة الصواب بعد أن كاد يزيع قلوب بعضهم) (27).

يقول الأستاذ العلجي: هنا بدأ التساؤل منا فبعد أن كان الحضور يترقبون إلقاء التسخيري خطبة الجمعة إذ به يلقي الدرس عوضا عنها، وحتى هذا الدرس بتره الشيخ بصعوده المنبر ليخطب في الناس الجمعة.

ويذكر الشيخ فريد عزوق أن الشيخ - رحمه الله - نبههم بعد الخطبة إلى سبب ذكره لثورة الجزائر وإسلاميتها، وذلك أنه خشي من خطر التشيع على الحاضرين.

وكان يرفض ذهاب الشباب إلى إيران لطلب العلم، وكل من كان يستشير الشيخ في ذلك ينصحه بالذهاب إلى الأزهر في مصر، في هذا الوقت لم تكن العامة تعرف معنى هذا الأخطبوط الشيعي، ناهيك عن معرفتها بحقيقة دين الروافض، لذلك كان الشيخ يتحاشى ذكر مثالب القوم وبطلان دينهم إلا فيما ندر حفاظا على عقول العامة كونها لا تستوعب مثل هذا الأمر آنذاك) (28).

بل وكان الشيخ يشد من أزر طلبته ويحثهم على تبيان ضلال دين الروا! فض، ومن ذلك ما حدثني به الشيخ فريد عزوق حيث قال: وأذكر أن بعض الناس حاول أن يحط من قدر الشيخيىن (الشيخ محمود لقدر والشيخ محمد السعيد رزاز - رحمهما الله - أمامه ويبين له جرم ما صنعوا، لكن ما كان من الشيخ إلا أن أثنى على جهدهما، وكان الشيخ السعيد رزاز - رحمه الله - حاضر في تلك الجلسة فأتاح له الشيخ المجال أن يتكلم بين يديه عن رأيه في الثورة الإرانية وما يعرفه عنها.

طريقة الشيخ عمر العرباوي في التدريس والخطابة:

نحا الشيخ في دروسه طريقتين في الإلقاء والتعليم وذلك بحسب الحضور:

- طريقته مع العوام: والتي غالبا ما يكون الطرح فيها سهلا حتى يحصل المأمول منها: فكان ينتقي آية من كتاب الله أو حديثا من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويسهل معانيهما، ويربط هذه النصوص بالواقع المعاش حتى يحصل النفع من هذا الدرس: يقول الشيخ فريد عزوق: كان الشيخ -رحمه الله- يأخذ بعض الآيات أو بعض الأحاديث ويشرحها للعوام بشرح سهل، ويربطها بالواقع ويشير إلى بعض الأمور التي ينبغي أن يدخلها الإصلاح مما يتعلق بحياة الأسر أو ما يتعلق بالشؤون العامة.
يشير فيها الى ضرورة التزام الدين والمحافظة على الصلوات الخمس في المساجد، وضرورة التزام الحشمة والاحتجاب بالنسبة للمرأة، والابتعاد عن المنكرات والمحرمات كالتدخين والخمر والزنا (29).

-طريقته مع طلبة العلم: كان الشيخ -رحمه الله- يسلك مع طلبته في هذه الحلقات الطريقة الأكاديمية في التدريس. وقد كان الشيخ مدرسا في متوسطة الفرزدق. فقد كان - رحمه الله - يوصي بكتابة الدرس المراد شرحه في السبورة بيوم قبل إلقائه، وينقله الطلبة في كراساتهم بغية استعداد الطلبة وتهيئتهم لشرح المادة التي ستلقى سواء كانت فقها أم عقيدة (30)، وكان يسأل عن الدرس السابق قصد الوقوف على مدى اهتمام الطلبة بالمذاكرة والمراجعة، وكان فيه نوع من الشدة في هذه الأمور.

وعامة ما كان يعقده الشيخ من دروس لطلبة العلم كان في مادتي الفقه والعقيدة، وله منهجية فيهما، فقد كان -رحمه الله- حريصا على بسط المادة العلمية بدليلها، ففي الفقه مثلا لم يكن يتعصب لمذهب مالك -رضي الله عنه- في الفتوى أو التدريس، مع أنه كان مالكي المنشأ، بل كان ميالا للدليل نزاعا إليه.

يقول الشيخ عبد الغني عوسات: ... كانت البدانة سنة ألف وتسعمائة وأربع وسبعين (1974)، حيث كان لنا والحمد لله دراسات وجلسات استمرت واستغرقت سنتين مع الشيخ عمر العرباوي -رحمه الله- في كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد المالكي، ثم مع تعرفي عليه ومعرفتي به، ألفيته رجلا يحب الأدلة وينبذ التعصب المذهبي، ويسير مع الدليل ويثبت عليه ويصير إليه ويتوقف عنده، ذكرا وأثرا وحجة، وقوة .. ؛ كل ذلك جعلني أرتبط به وأقرأ عليه بعض الكتب كـ"الاعتصام" وفصولا كثيرة من "الموافقات"؛ كلاهما للشاطبي، وكتاب "تفسير الأحكام" للسايس (31).

وقد اشتهر الشيخ -رحمه الله- بتدريسه لكتاب "بداية المجتهد ونهاية القصد" لابن رشد المالكي، ثم اتخذ مؤلفا له خاص كان يملي درسه منه.

وكذلك كان الشأن في درس التوحيد، فقد سلك الشيخ فيه نفس المنهج المتبع في تدريسه لمادة الفقه، من اتباع للدليل ومن الوقوف عند أقوال العلماء ممن لهم القدم الراسخة في هذا العلم الجليل.

خطبه الجمعية:

كان الشيخ -رحمه الله- بحق خطيبا بليغا وواعظا مؤثرا، يقول الشيخ فريد عزوق واصفا خطب الشيخ: خطبة الجمعة تختلف عن دروسه ومحاضراته، فخطب الجمعة ليست طويلة، وثانيا كانت فيها هيبة، فالشيخ يغير نبرة صوته، يرفع صوته على مرض فيه وضعف، وكان يتقصد فيها حسن البيان، كنت أستمع لخطبه وأرى فيها هيبة وصوتا جهوريا، وحسنا في السبك والبيان والصياغة، بحيث يتقصد الشيخ أن تكون الخطبة مسبوكة بطريقة بلاغية رائعة، من السهل الممتنع، يفهمها العوام، ويعجب بها أصحاب البيان، ولا عجب فهو أستاذ اللغة، لذلك كان له من القدرة البلاغية والبيانية على صياغة خطبه، ...وخطبته كانت مليئة بالأدلة من القرآن والسنة.

مؤلفات الشيخ عمر العرباوي وآثاره:

خلف الشيخ - رحمه الله - تراثا طيبا بين: مؤلف مطبوع، ومسود يدرس منه، ومقالات منشورة في الصحف والمجلات.

أما مؤلفاته المطبوعة فهي من أنفس ما ألف وطبع في مجال الدعوة آنذاك، وأقصد بذلك كتابي الشيخ:

- "الاعتصام بالإسلام".

-كتاب التوحيد المسمى: "التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد".

"كتاب الاعتصام بالإسلام": والذي طبع طبعته الأولى والوحيدة سنة 1402هـ/1982م، هذا الكتاب كما يقول عنه الشيخ في تصديره له: يشتمل هذا الكتاب على جزأين: الجزء الأول يتكلم على التدهور الذي أصاب المسلمين من بعد سقوط الخلافة، منذ ذلك الوقت لم ينعم المسلمون بالوحدة التي أمرهم بها القرآن، والتي عليها أسلافهم الميامين ... والجزء الثاني يتكلم عن الثورة الجزائرية حين خاضت الحرب باسم الإسلام، فكان لها نصر مؤزر رغم أنها لا تملك من السلاح إلا الشيء التافه، ولكن الجزائريين تسلحوا في هذه الحرب بسلاح قوي لا يقهر ولا يغلب ألا وهو سلاح الإيمان بالله عز وجل، والوحدة المتينة (32).

وقد تزامن طبع هذا الكتاب مع ظهور كتاب آخر سبقه هو كتاب (المزدكية هو أصل الاشتراكية) للعلامة الفاضل الشيخ عبد اللطيف سلطاني - رحمه الله -، وكان كتاب (الاعتصام بالإسلام) جاء مكملا لكتاب (المزدكية) إذ كان في أحدهما هدم للأفكار الدخيلة والثاني تذكير وتبيان للحق الذي يجب التزام غرزه، وهو الإسلام.

كتاب التوحيد المسمى "التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد": والذي طبع طبعته الأولى والوحيدة كذلك في رمضان سنة 1404 هـ/ لـ جوان 1984م، قرابة ستة أشهر قبل وفاته -رحمه الله-، وهو عبارة عن مجموعة دروس في التوحيد والعقيدة كان يمليها الشيخ -رحمه الله- على طلبته.

يقول الشيخ العرباوي - رحمه الله - في تعريفه بكتابه هذا: "وإني أقدم تأليفا متواضعا في العقائد الإسلامية السلفية إلى الشباب المسلم ليتسلح بالتوحيد الخالص والإيمان العميق لعله يجد فيه ما يشفي غليله؛ لأنه مدعم بالأدلة الساطعة والبراهين القاطعة وأقوال الأئمة المجتهدين أمثال: ابن تيمية، ابن قيم الجوزية، عبد الحميد بن باديس، والغزالي، وغيرهم كثيرون رضوان الله عليهم" (33).

وقد عرض الشيخ عمر العرباوي الكتاب على المجلس الإسلامي الأعلى للنظر فيه وقد أجازوه على طبع الكتاب. يقول الشيخ أحمد حماني - رحمه الله -: " ... ولما كان هذا الكتاب قد سلم من عثرات وقع فيها بعض من تكلموا في هذا الموضوع من قبل، كالذين أنكروا بعض الصفات فكانوا معطلين، أو كالذين ضربوا لله الأمثال فكانوا مجسمين مشبهين، فإن المجلس لا يرى مانعا من طبع هذا الكتاب وترويجه، ورجاء النفع به لسلامته من هذه العثرات المردية والمذاهب الزائفة.

وهذا لا يمنعنا من أن نلاحظ لمؤلفه الفاضل ملاحظات تنفع المطلع على الكتاب ولا تضر بسمعة مؤلفه ... " (34).

وكان للشيخ العرباوي كذلك كراستان إحداهما في التفسير والأخرى في الفقه:

- كراسة في التفسير: والتي كتبها في سجن (البرواقية) إبان الثورة.

-كراسة في الفقه: وهي التي كان يدرسها لطلبته (35).

وله كذلك عدة محاضرات مسجلة (36)، ومقالات في جريدة "البصائر" ومجلة التهذيب الإسلامي(37).

نماذج من غرر أقواله ودرر كتاباته:

لقد بني -رحمه الله- تأثير العقيدة الإسلامية في السلف الصالح وأنهم جسدوها في واقع معاش يقول -رحمه الله-: لا نعلم أمة أثرت فيها العقيدة الدينية كسلف هذه الأمة فبمجرد اعتناق أحدهم لها تهيمن عليه في الحال، وسرعان ما تراه ينبذ جميع ما كان له من اعتقادات فاسدة وأخلاق سيئة، وتحل محلها روح جياشة بالمعاني السامية، والحكم البالغة، والبطولة النادرة، فتراه، إذا تكلم يصيب الصواب ويحسم النزاع في ألفاظ وجيزة، وإذا قاتل فتجد الأبطال يفرون من أمامه، وإذ احكم يصير مضرب الأمثال في العدل وتحري الحقائق.

وقد تجردوا من كل شيء لهذه العقيدة، واشتغلوا بنشرها بني الناس واستقرارها في النفوس، واستعذبوا كل ضحية جسيمة في سبيلها. حتى زلزلوا عروش الطغاة والجبابرة وحطموا الوثنية، وغيروا مجرى العالم، وبدلوا موقفه، وقضوا على الظلم والفساد، وكونوا من جميع العناصر أمة شعارها الناس -مهما كانوا- من أصل واحد (38).

ولقد بين كغيره من علماء الجزائر سبب تخلف الأمة عن الركب ورجوعها القهقرى وأن ما آلوا إليه كان جراء نبذهم وتركهم لتعاليم الإسلام: "ولما صار المسلمون لا يعملون بأوامر الإسلام الذي هو دستورهم الطبيعي وقعوا في مجاهل مظلمة وطريق وعرة وعقبة كأداء، لم يستطيعوا اجتيازها الآن، ومشاكل العالم الإسلامي الحالية سواء مع الاستعمار أو مع بعضه لبعض لا يحسمها إلا الإسلام، فإذا لم يحافظ على وحدتها من التصدع والإهمال، فإنها ترجع إلى ما كانت عليه قبل الإسلام من عبادة الأهواء والشهوات والتفرق، فالإسلام هو الذي حرس هذه الأمم من أعدائها، أيام كانت متمسكة به، وحافظ على كيانها ومقوماتها من الانهيار، ولم تر عزها وسيادتها فيه فحسب، بل وجدت نفسها أقوى أمة في العالم، مدفوعة بتعاليمه السماوية، نحو المثل العليا والكمال الإنساني، حتى قادت الأمم إلى ما تطمح إليه، من أخوة عادلة، وتعاون وثيق، ومساواة تامة، لم تتحقق بغير الإسلام، لو أن المسلمين حافظوا على أوامر الإسلام واتبعوا منهجه، أكان الاستعمار يغزوهم في عقر ديارهم، ويسخرهم لخدمته ومصالحه، وتنفذ فيهم وساوسه وحيله الشيطانية، وتراهم يصبرون على هوانه ومذلته طوال هذه الحقب بدون أن يخلعوا عن أنفسهم الأغلال والقيود، ولو أن المجتمع كان مجتمعا إسلاميا أكانت المشاكل الداخلية تقف حاجزا بينه وبين ما يصبو إليه، فلا يستطيع تحطيمها والقضاء عليها قضاء تاما؟ ولو كانت جامعة الدول العربية متمسكة بالإسلام أكانت إسرائيل (39) تغزوها وتقطع جزء نفيسا من كيانها، وتظهرها أمام العالم أجمع بمظاهر الضعف والخور!) (40).

وفي بيان ما آلت إليه أوضاع الأمة من الانتساب إلى الإسلام في الظاهر وتقليد الغرب الكافر في الواقع يقول -رحمه الله-: (يقول المسلمون اليوم فينا غيرة على الإسلام، المساجد بحمد الله قائمة بيننا والقرآن يتلى وأحاديث الدين تذاع، والتصريحات الرسمية بمحاسن الإسلام موجودة، والدساتير تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة هذه المظاهر موجودة كلها، ولكن الإسلام ليس مجرد مظاهر وكلام، إنه عقيدة ونظام وعمل وتشريع وآداب، فما مدى تفاعل حياتنا معه، وأين واقعنا الحاضر منه؟ فهناك جمهور كبير من الأمة الإسلامية بهرتهم مدنية الغرب، فنسوا العمل بالإسلام وأصبحوا يشكون في عدالته، فصاروا يعيشون بذوات غربية فلا يسمعون إلا جرسها، ولا يتعبدون إلا بفنونها ولا يؤمنون إلا بحضارتها وقانونها فلم يتصوروا أبدا أن هناك أنظمة إسلامية وقوانين وتشريعات قرآنية) (41).

وقال أيضا - رحمه الله - في كتاب "الاعتصام بالإسلام": (إذا تركت الشعوب الإسلامية الدين بعيدا عن حياتها كما هو الآن في أوطان المسلمين، ولم تجعله أساسا لشؤونها فإنها لن تستطيع أن تقوم بنهضة قوية، وعندئذ لا يقدر أي مبدأ من المبادئ المستوردة أن يوحد بينها، فتنتابها عوامل الضعف والتخاذل والتفرقة، وهذا ما وقع في الماضي، وكان السبب في سقوطها فريسة بين أيدي أعدائها ولا زال هذا التفرق إلى الآن بكل أسف) (42).

وجاءت اللحظة الفارقة ...

بعد حياة قاربت الثمانين عاما ملؤها النصح والتعليم والإرشاد والتدريس، آن لهذه السفينة أن ترسو، ولهذا الوميض أن يخبو، وأن تسلم الروح إلى خالقها وباريها، بعد ابتلاء مرير مع أدواء وأوجاع كان يجدها الشيخ عمر العرباوي - رحمه الله - في جسمه، لتفيض روحه في صبيحة يوم الأحد التاسع من ربيع الأول سنة 1405هـ / الموافق لـ 2 ديسمبر 1984م.

وفي جنازته خرجت مدينة (الحراش) زرافات ووحدانا لتشييع فقيدها بل وفقيد الأمة الإسلامية، في جنازة مشهودة حضرها الآلاف، انطلاقا من بيته في المنظر الجميل بالحراش وسيرا على الأقدام حتى مقبرة (سيدي ارزين) على الطريق الرابط ببن (الحراش وبراقي) (43).

وقد رثاه أحد محبيه بأبيات مطلعها:

بماذا أبكيك وأنت الدمع والنصر ... بماذا أرثيك وأنت اللسان والعبر

فرحم الله شيخنا الجليل، سائلين الله عز وجل أن يعلي ذكره، ويرفع قدره عنده سبحانه في جنات عدن، وأن يحشره {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} آمين.


الهوامش:

(1) عرف الشيخ -رحمه الله- باسم عمر العرباوي، وقد كان يمضي رسائله بسم: الحملاوي العرباوي المعروف بعمر، واسم (الحملاوي) هو اسمه الإداري كما هو مثبت في أوراقفه الرسمية -رحمه الله -
(2) الداعية القدوة (عبارة عن لمحة بسيطه عن حياة الشيخ عمر العرباوي - رحمه الله - في صفحتين أعدتها عائلة الشيخ - رحمه الله -) ص1.

(3) ما أذكره تحت هذا العنوان والذي بعده مستقى من لقائي مع أفراد من عائلة الشيخ العرباوي - رحمه الله - في فترات متعدة في مدينة (الحراش).

(4) ولم أقف على تفاصيل أكثر عن هذه الفترة من حياة الشيخ (رحمه الله).

(5) الشيخ عمر العرباوي - رحمه الله - ... مدرسة متنقلة، مقال منشور في أسبوعية البيان: السبت الجمعة (من 7 إلى 13) جانفي 2006م.

(6) لقاءاتي مع عائلة الشيخ العرباوي (رحمه الله).

(7) وكان ذلك قبل الإنزال الأمريكي في الجزائر إبان الحرب العالمية الثانية وذلك في نوفمبر 1942م.
(8) أول مقالة نشرت له كانت بعنوان: الوطنية الصادرة في العدد: 73، الصادر في جمادى الآخرة 1368هـ / مارس 1949م.
(9) كما هو مثبت في قائمة المعلمين المنشورة في السلسلة الثانية من البصائر ع: 57 الصادر في المحرم 1368 هـ / نوفمبر 1948م/ وقد كان لإنشاء هذه المدرسة قصة إذ إن إحدى العائلات المشهورة في (بئر خادم) تبرعت بإسطبل كانت تملكه، وذلك لما عدم المكان لتدريس أبناء الفقراء إذاك (عائلة الشيخ العرباوي).
(10) انظر مقالة: تدشين مدرسة بئر خادم للشيخ عمر العرباوي / البصائر، العدد: 83، الصادرة في شعبان 1368هـ / جوان 1949م.
(11) وكان هذا حوالي سنة 1949م.
(12) انظر المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر (القطاع الجزائري) ص: 81. 82

(13) "الداعية القدوة" ص: 1
(14) هو مسجد العربي التبسي حاليا في بلوزداد.
(15) العم عبد الرحمن العرباوي: ابن عم الشيخ (رحمه الله) وجل المعلومات على حياة الشيخ قبل الاستقلال أفادني بها هو جزاه الله خيرا.
(16) وهذا المسجد له مدخلان مدخل من الشارع الفوقاني، والآخر من الشارع التحتاني، والمار بلمسجد يقابله المنبر مباشرة.
(17) لقاء مع الأستاذ محمد العلجي في ديسمبر (2009م).
(18) في ذكرى وفاة الإمام الشيخ عمر العرباوي ... "الداعية القدوة" (ص1)، وكذلك لقائي مع عائلة الشيخ العرباوي.
(19) "الداعية القدوة" (ص2). (20) مجلة التهذيب الإسلامي" (ع 8، ذو الحجة 1385هـ / مارس 1966م).
(21) "التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد" (ص 8).
(22) "محطات في تاريخ الحركة الإسلامية بالجزائر" (ص 189)

(23) وكان هذا الملتقى سنة (1981م) بالجزائر العاصمة.
(24) من لقائي لي مع الشيخ فريد عزوق.
(25) لقائي مع الأستاذ محمد العلجي.
(26) لقائي مع الشيخ فريد عزوق.
(27) المصدر السابق.
(28) لقائي مع الأستاذ محمد العلجي.
(29) لقائي مع الشيخ فريد عزوق.

(30) كما أفادني به الشيخ أبو عبد الرحمن محمود لقدر، وهذا أثناء دراستهم على الشيخ في مسجد (جنان مبروك)، وكذلك نفس الطريقة التي بقي ينتهجها الشيخ في مسجد الشافعي كما ذكر لي الشيخ فريد عزوق.
(31) نبذة عن حياة الشيخ عبد الغني عوسات نقلا من موقعه حفظه الله: http//www.aoussat.com.
(32) الاعتصام بالإسلام ص: 4

(33) "التخلي عن التقليد والتحلي بالأصل المفيد" (ص13).
(34) انظر "فتاوى الشيخ أحمد حماني - رحمه الله - (1/ 591.599).
(35) وهاتان الكراستان مفقودتان، للأسف.
(36) وللأسف لم أظفر إلا باثنتين منها فقط؛ والله المستعان.
(37) وقد قمت بجمع كل ما طالته يدي منها، وتنضيدها وضبطها. يسر الله نشرها.
(38) البصائر، ع: 277، ذي القعدة 1373هـ/ جويلية 1954م.

(39) المقصود به دولة اليهود، وإلا فإسرائيل هو يعقوب عليه الغلام.
(40) مقال بعنوان: (مشاكل العالم الإسلامي لا يحلها إلا الإسلام)، نشر في البصائر، ع: 299، الصادر في: جمادى الأولى 1374هـ/ ديسمبر 1954م.
(41) مقال بعنوان: (الإسلام دين تام)، نشر في مجلة التهذيب الإسلامي. العدد: 08، الصادر في ذي الحجة 1385هـ/ مارس 1966م ..
(42) كتاب الاعتصام بالإسلام ص: 10 ..
(43) وقد أوصى - رحمه الله - بدفنه في هذه المقبرة، وسبب ذلك أنه حضر جنازة احد معارفه، ورأى من تواضع المقبرة؛ إذ ليس فيها تشييد للقبور، وكذلك أوصى بأن لا يوضع شيء على قبره.


مجلة الإصلاح
السنة السادسة - العدد الثالث والثلاثون: رمضان / شعبان 1433 هـ الموافق لـ سبتمبر / أكتوبر 2012م

لا تعليقات

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.