محمد الشريف قاهر الشيخ العلامة
بقلم: محمد الطيب-
لقب بابو جمال يعد من أحفاد الولي الصالح يحيى العيدلي، يعود نسبه إلى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، ولد بقرية "تموقرة" ببجاية في 2 جانفي 1933، من عائلة محافظة ومتواضعة تعيش على الفلاحة ولها أراضي عديدة في قريته.
بدأ تعليمه في سن مبكرة في مسجد القرية، وفي 1949 التحق بزاوية سيدي يحي العيدلي، وقد كان شيخه الأول آنذاك هو الشيخ "محمد الطاهر آيت علجت"، حيث أتمّ حفظ القرآن كله بالزاوية، كما أخذ المعلومات الأولى في حفظ المُتون، سواء كانت نثرا أم نَظما، في رسالة أبي زيد القيرواني وابن عاشر ولامية الأفعال والصرف الحديث والبلاغة الواضحة وألفية ابن مالك والعاصمية وعلوم الحساب والفرائض، وفي 1951 التحق بجامع الزيتونة، وحصل على شهادة الأهلية بامتياز عام 1954، وفي 1957 نال شهادة التحصيل، وبعدها في 1959 نال شهادة العالِمية في الشريعة، التحق بعدها بجامعة بغداد التي حصل منها، بعد ثلاث سنوات، على البكالوريوس في اللغة العربية، وفي 1962 ومباشرة بعد الإعلان عن الاستقلال، عاد إلى الجزائر حيث عُيِّن أستاذا بثانوية ابن تومرت ببوفاريك، وبعدها بسنة انتقل إلى ثانوية عقبة بباب الوادي بالعاصمة، وبعدها التحق بالمعهد التربوي للجنة التأليف، ثم بعد ذلك التحق بجامعة الجزائر التي تحصّل منها على شهادة الدكتوراه من الدرجة الثالثة بين سنتي 1972-1973 حول "الأدب الأندلسي"، وبعدها بقي يدرس بالجامعة إلى غاية 1983، حيث عُيِّن مديرا بمعهد العلوم الإسلامية التابع لجامعة الجزائر ليتحوَّل فيما بعد إلى المعهد الوطني العالي لأصول الدين، وبقي مديرا بهذا المعهد لمدة تسع سنوات؛ أي إلى غاية 1990، بعدها عُيّن أستاذا مكلفا بالمحاضرات، ودرَّس المقررات: "الأدب الجاهلي، الأموي، الأندلسي، المملوكي والعثماني، المغربي القديم، وأخيرا علَّم القرآن والحديث.
وفي فيفري 2000 تحصَّل على شهادة دكتوراه الدولة، وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه وغيرها، وكان عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى للجزائر الذي أسندَ إليه منذ الثمانينيات، وأستاذ مادة علوم القرآن، وعضوا في اللجنة الوطنية للأهلَّة، ورئاسة لجنة الإفتاء بالمجلس الإسلامي الأعلى منذ 1992.
ناضل وشارك في الثورة التحريرية، فهو مجاهدٌ في جيش التحرير الوطني، وعضو في جبهة التحرير.
من أعماله "تحقيق ديوان لسان الدين بن الخطيب "الصيب والجهام والماضي والكهام" (1973)، تحقيق كتاب "الأنوار في آيات النبيّ المختار" للشيخ عبد الرحمن الثعالبي، في ثلاثة أجزاء، (2001)، كتاب في الأدب الأندلسي، كما شارك في كتاب "مشاهير المغاربة" ضمن لجنة البحث التابعة لجامعة الجزائر".
واصل نشاطه النقي المثمر إلى وفاته بعد مرض، مع صلاة الفجر يوم الجمعة 23 ديسمبر 2016، الموافق لـ 24 ربيع الأول 1438هـ، عن عمر يناهز 83 سنة، خسرت الجزائر والعالم الإسلامي رمزا للفقه الإسلامي والعربي والأندلسي، رحمه الله، ونفعنا بعلمه وبركاته.