الشيخ سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي -من المهد إلى اللحد-
بقلم: د. إدريس بن خويا وفاطمة برماتي -
يعد العلّامة الشيخ سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي من العلماء الأفذاذ الذين استطاعوا أن يحتلوا مكانة عالية في أوساط العلماء وأيضا في الفكر الإسلامي العربي والإفريقي على حد السواء، من خلال ما ألّفه من مؤلفات مست جوانب عديدة من المعارف، التي منها علوم اللغة، علوم التفسير، علم المنطق، الفقه والتصوف... وهو ما جعل بالباحثين والدارسين يهتمون بدراسة وتحقيق مؤلفاته المختلفة المعارف، دون أن نغفل مخطوطاته التي لا زالت مفقودة إلى يومنا هذا، ومنها البدر المنير في التفسير على سبيل الذكر لا الحصر.
1-الشيـخ المغيـلي في سطور(1):
أ-اسمه ومولده ونسبه:
لم تختلف كتب التراجم والفهارس في اسمه، فهو: محمد بن عبد الكريم بن محمد، أبو عبدالله، محيي الدين، المغيلي، التلمساني، التواتي، الجزائري. فاسمه محمد، وأبوه عبد الكريم، وجده محمد.
لكن هناك من كتب التراجم والفهارس من تحصر اسمه في: محمد بن عبدالكريم المغيلي فقط، دون إضافة اسم الجد.
ومصنفات أخرى تذكر لنا نسبته مضافة إلى اسم الجد، وهي: محمد بن عبدالكريم بن محمد المغيلي.
فالنسب الكامل هو: "محمد بن عبدالكريم بن محمد بن مخلوف بن علي بن الحسن بن يحي بن علي ابن أحمد بن عبد القوي بن العباس بن عطية بن مناذ بن السري بن قيس بن غالب بن أبي بكر بن أبي بكر-مكررة- بن عبد الله بن ادريس الأصغر بن ادريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى السبط ابن علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء بنت النبي الأكرم محمد عليه وآله أفضل الصلاة و التسليم".
فيصل نسب المغيلي من جهة أبيه إلى الحسن المثنى ابن فاطمة الزهراءرضي الله عنها، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
المغيلي: بفتح الميم نسبة إلى مغيلة قبيلة من البربر استوطنت تلمسان ووهران والمغرب الأقصى، وهي فرع من قبيلة صنهاجة كبرى شعوب الأفارقة البيض. ومغيلة مدينة صغيرة، أسسها الرومان، وأن لهذه المدينة أرض طيبة في الجبل، وأرض جميلة في السهل.
التلمساني: نسبة إلى تلمسان، باعتبار ميلاد الشيخ ونشأته بها.
التواتي: نسبة إلى إقليم توات بولاية أدرار حاليا. والنسبة إلى توات باعتبار رحلة الشيخ المغيلي إليها، ووفاته بها.
الأشعري: نسبة إلى مذهبه في العقيدة، وهو مذهب الإمام الأشعري رحمه الله.
ب-كنيته ولقبه:
يكنى الإمام المغيلي بـ"أبي عبد الله"، وقد ذكرت هذه الكنية عند بعض المترجمين دون بعض. إذ إنه من بعض أهم مصادر التراجم لم تشر إليها ككفاية المحتاج ونيل الابتهاج وتعريف الخلف، وكذلك بعض المراجع كالأعلام.
وتكنيته بـ" أبي عبد الله" نسبة إلى ابنه عبد الله، ولم يجر على عادة العرب في التكنية بالابن البكر، بل ابنه عبد الله هو الابن الأصغر من ضمن الأبناء الثلاثة. وربما تكنى به مبالغة في تدليله وزيادة في حبه.
أما عن لقبه فجاء في مخطوط "أحكام أهل الذمة" أنه يلقب بـ "شمس الدين"، ولم نقف على أحد ذكر هذا اللقب ما عدا الكتاب المذكور من قبل. ولا ندري هل هو لقب حقيقي له، أم أن ناسخ الكتاب اعتبر المغيلي كالشمس التي سطعت من وراء سحاب فبددته، باعتبار أن الشيخ المغيلي قهر اليهود بالجزائر، فبددهم وأجلاهم كمثال الشمس للسحب؛ فناسب أن يلقبه بـ "شمس الدين".
وورد في كتاب أسئلة الأسكيا وأجوبة المغيلي لقب "محيي الدين" وهي عبارة مدونة من الناسخ قبل البدء في كتابةة نص المتن من الشيخ المغيلي. والقول في هذا اللقب مثل القول في اللقب السابق "شمس الدين".
جـ-مولده ونشأته:
ولد الشيخ المغيلي في مدينة مغيلة بتلمسان سنة 831هـ الموافق لـ: 1427م.
لقد نشأ الإمام المغيلي بين أحضان عائلته المشهورة بالعلم والتقوى والتصوف حيث ظهر العديد من العلماءونبغ أعلام منهم على سبيل المثال: الشيخ موسى بن يحي بن عيسى المغيلي المازوني.
كما ترعرع ونشأ بين أحضان شيخ مغيلة (محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي) الشهير بالجلاب، فحفظ عليه القرآن الكريم كما أخذ عنه مبادئ الفقه وأمهات الكتب الفقهية للمذهب المالكي كالرسالة ومختصر خليل، وابن الحاجب وابن يونس.
كما أخذ الحديث عن الإمام (سعيد المقري) وعلوم العربية من الإمام (يحي بن ايدر)، وتربى على يد (أبي العباس الوغليسي)، ثم رحل مترجمنا عليه رحمة الله في طلب العلم فقصد مدينة بجاية وهي يومئذ بلاد علم، وأدرك بها علماء أجلاء ومشايخ فضلاء، فانتفع بمادة ثرية من العلوم كالتفسير والحديث والفقه والأصول وعلوم العربية، ومن بجاية التحق بسيدي عبد الرحمن الثعالبي فنهل منه علوم التصوف وأعطاه الطريقة القادرية لينشرها في قصور توات وإفريقيا الغربية. وأما عن نشأته العلمية فقد "بدأ المغيلي دراسته الأولى في مسقط رأسه مغيلة"(2) ، وبعدها اتجه نحو "تلمسان حيث حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة على يد الشيخ محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي(3)، كما درس على يديه بعض الكتب الفقهية المالكية الشهيرة كالمدونة ، والرّسالة ، ومختصر خليل وابن الحاجب"(4)، بالإضافة إلى كتب ابن يونس(5)، وبعد ذلك اعتكف على" دراسة العلوم العربية والإسلامية اللغوية والدينية، والعقلية والنقلية"(6)، كما اخذ أيضا عن الشيخ يحي بن يدر(7)، وأبي العباس الوغليسي(8)، وقد أجاد فنونا مختلفة وتفقه في مذهب الإمام مالك بن أنس(9).
ولم يكتف الشيخ المغيلي بهذا فحسب بل" استزاد من علوم أخرى من صدور شيوخ آخرين فلزم الشيخ محمد التلمساني، وأخذ عنه بعض علومه التي يتقنها"(10).
والرجل كما يبدو كان شغوفا بتحصيل العلـوم والمعارف في شتى المجالات فقد كانت له" نفس تواقة للعلم والتعلم راغبة في معالي الأمور زاهدة في الدنيا ومتاعها ، مبتغية وجه الله العظيم في كل مسعى"(11)، الشيء الذي دفـع به إلى مغادرة تلمسان باتجاه "بجاية(12) طالبا العلـم من علمائها وزواياها المنتشرة التي تعج بالطلاب من كل الأقطار العربية وغير العربية"(13)، فقد كانت بجاية آنذاك "حاضرة العلم والثقافة العربية الإسلامية"(14)، غير أنّه "لم يبقَ بها كثيرا فخرج منها في طريقه إلى الجزائر(15)، مُدْركا من بعض زملائه الطلّاب شهرة ومدرسة الإمام عبد الرحمان الثعالبي(16) فنزل عنده لطلب العلم والمعرفة"(17)، وأخذ عنه "التفسير والتصوف والقراءات"(18)، ولمّا رأى فيه شيخه التّلميذ المجدّ والرجل الصالح اختاره زوجا لابنته زينب(19) التي أنجبت له ثلاثة أولاد هم: علي الذي توفي في أولاد سعيد(20)، وعبد الجبار الذي جعله أبوه على إمارة توات، وقد قُتل فيها من قبل اليهود(21)، أما عبد الله فهو ابنه الثالث وقد كان الشيخ المغيلي رحمه الله يكنى باسمه(22) ، كما كانت له زوجة ثانية تزوجها عندما استقر في السودان الغربي وأنجب منها(23).
وقبل عودة الشيخ المغيلي إلى مسقط رأسه تلمسان أوصاه الشيخ الثعالبي وصية قيِّمة دعاه فيها بأنْ "لا يُعاشر أهل سفاهة ، ولا يستوطن مكان إهانة"(24)، وبالفعل عَمِل بنصيحة شيخه فما إن وطأت قدماه أرض تلمسان حتى بدت له "توات لأنه وَجَد فسادا مستشريا بين ساسة تلمسان وحكامها فخرج منها ساخطا على فسادها"(25)، فغادرها عازما على إقامة حدود الله ورسوله والدفاع عنها بنشر الدعوة إلى الله تعالى(26)، فقصد أعماق الصحراء و"استقر لدى أولاد يعقوب في واحة تمنطيط(27) "(28) التي كانت يومها "مدينة علمية بالمعنى الكامل"(29)، ثم انتقل بعدها إلى "واحة بوعلي(30) الهني وأسس هناك زاويته الدينية التي ما تزال حتى اليوم تحمل اسمه"(31) .
د-مشايـخـه(32):
ليس من الممكن حصر شيوخ المغيلي ولا معرفة عددهم، نظرا لكثرة أسفار الشيخ وترحاله، فلم يستقر به المقام في مكان معين إلا تحول إلى آخر. ومع ذلك فقد حفظ لنا التاريخ أجل شيوخه الذين نذكر منهم:
-عبد الكريم المغيلي: هو سيدي عبد الكريم بن محمد المغيلي، والد الشيخ المغيلي الذي نحن بصدد الحديث عنه، المشتهر بالعلم والصلاح. حفظ ابنه على يديه القرآن الكريم، وأخذ عليه مبادئ العربية من نحو وصرف وبيان، كما قرأ عليه أيضا موطأ الإمام مالك وكتاب ابن الحاجب الأصلي.
-أبو العباس الوغليسي: لم يذكر هذا الشيخ أحد ممن ترجم للشيخ المغيلي ما عدا الأستاذ مبروك مقدم، فقد ذكر أن الشيخ المغيلي تربى على يد أبي العباس الوغليسي.
-أحمد بن ابراهيم البجائي: هو الشيخ أحمد بن إبراهيم البجائي إمام جليل، اشتهر بالتفسير والفقه، تتلمذ له الشيخ الثعالبي. كما تتلمذ عليه المغيلي عند سفره إلى بجاية، وأخذ عنه التفسير والفقه. توفى سنة: 840هـ/1434م.
محمد التلمساني "ابن الإمام": هو محمد بن يحي- أو ابراهيم- بن عبد الرحمن، التلمساني، المغربي، المالكي، المعروف بابن الإمام؛ وهو بكنيته أشهر. عالم بالتفسير والفقه، مشارك في علوم الأدب والطب والتصوف.
-محمد بن أحمد المغيلي: هو محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي، الشهير بالجلاب، التلمساني؛ المتوفى سنة 875هـ/1470م. أحد شيوخ أبي العباس الونشريسي والإمام السنوسي. وأخذ عنه الشيخ المغيلي بعض التفسير والقراءات، ولقنه الفقه المالكي، ككتاب االمدونة، الرسالة، مختصر خليل، الفرائض من مختصر ابن الحاجب، وبعض كتب ابن يونس.
-منصور الزواوي: منصور بن علي بن عثمان، أبو علي، الزواووي، المنجلاتي. أحد كبار علماء وفقهاء بجاية، ومن ذوي العصبية والقوة فيها، وكان من أصحاب الرأي والتدخل في الأحداث السياسية لمكانته المرموقة. أخذ عنه الشيخ المغيلي العلم عند حلوله ببجاية.
-عبد الرحمن الثعالبي: هو عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف، أبو زيد، الثعالبي، المالكي. العارف بالله، صاحب التصانيف المفيدة، المفسر، الفقيه، الصوفي، المتكلم، علامة الجزائر في زمنه. أخذ العلم عن ابن مرزوق الحفيد والبرزلي وغيرهما. وعنه أخذ ابن مرزوق الكفيف والإمام السنوسي. ولد سنة:785هـ/1383م، وتوفي سنة: 875هـ/1470م. وقد أخذ منه الشيخ المغيلي: التفسير، التصوف، والقراءات. وركز كثيرا على أن يأخذ منه علم التصوف.
-يحي التدلسي: هو يحي بن يدير بن عتيق، أبو زكرياء، التدلسي، القاضي، من كبار فقهاء المالكية، من أهل تدلس، تعلم بتلمسان. وولي القضاء بتوات. أخذ عن الإمام ابن زاغو وغيره، وعنه أبي العباس الغليسي والمغيلي. توفى يوم الجمعة، العاشر من صفر، سنة 877هـ/ 1472م.
هـ-تلامـذته:
تعدد تلاميذ الشيخ المغيلي بتعدد رحلاته وأسفاره في تلمسان وبجاية والجزائر، وبصفة خاصة في توات وإفريقيا الغربية. ولكن لم يصلنا عن تلاميذه شيء، ما عدا بعض التلاميذ الذين أوردناهم هنا؛ وهذا تعريف ببعض الموقوف عليهم.
-محمد أيد أحمد: هو محمد بن أحمد بن أبي محمد، التازختي والمشهور بلقب أيد أحمد. كان شيخا فقيها عالما علامة، محققا فهامة، رحلة، شهيرا محصلا لكثير من العلوم. رحل إلى تكدة، فلقي فيها المغيلي، وحضر دروسه، ثم رحل إلى المشرق وأخذ عن نفر من العلماء في مصر ومكة.
-العاقب الأنصمي: العاقب بن عبد الله الأنصمي، المسوفي –نسبة لقرية بالسودان-. الإمام، الفقيه، الذكي، واحد الزمان وفريد العصر والأوان. أخذ عن المغيلي والجلال السيوطي، وغيرهما.كان بالحياة قريبا من سنة 950هـ/1543م.
-محمد بن عبد الجبار الفجيجي: هو محمد بن عبد الجبار، أبو عبد الله، الفجيجي. كان فقيها عارفا أديبا شاعرا ماجدا فاضلا نزيها خيرا، صاحب كرامات، محمبا للفقراء، مكثرا للصدقات. توفي رحمه الله في أوائل الرابعة ببلاد فجيج. أخذ عن أحمد بن يوسف الراشدي ومحمد بن عبد الرحمن الكفيف والشيخ المغيلي. وأخذ عنه أحمد الغماري التلمساني وغيره. توفى سنة 950هـ/1543م.
-عمر الشيخ الكنتي: هو سيدي عمر بن محمد بن علي، الكنتي. المشهور بالعلم والولاية، الحافظ لكثير من فنون العلم. رحل إلى بعض بلدان المغرب وأخذ العلم منها. توفى في حدود سنة 960هـ/1553م، ودفن على رأس جبل من جبال سوسن، وله ضريح مشهور يزار.
و-أثر الشيخ على تلامذته:
يظهر هذا التأثير من الشيخ المغيلي في تلاميذه من حيث تآليفهم، وانتهاجهم طريقته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فهذا تلميذه الفقيه أيد أحمد يستفيد من فقه شيخه، وضع عملا مضاهيا لشيخه، ومن آثاره تقاييد وطرر على مختصر خليل، وقد شرح الشيخ قبله ثلاثة أرباع المختصر.
وكذلك تلميذه الشيخ الأدرعي الذي التقى به في الطريق إلى الحج، وانتفع به، ووضع تعاليق على مواضع من مختصر خليل.
كما أن تلميذه العاقب الأنصمي يستفيد من فقهه، ويستلهم مما أخذه عن شيخه من جلسات شرحه على مختصر خليل.
كما أن تلميذه الفجيجي كان شاعرا ومداحا للنبي صلى الله عليه وسلم، ويحتمل أن يكون قد وقف على قصيدة شيخه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، فاستلهم منها، ووضع مجلده الكبير في مدح النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي تأثر به كثيرا هو تلميذه عمر الكنتي، الذي انخلع لشيخه المغيلي من جميع ما بين يديه من علم، وسلم له في كل علومه، ولازمه برسم الصحبة ثلاثين سنة على آخر أيام شيخه، حيث أوصاه بتغسيله ودفنه، وكان من تلميذه الكنتي ما أوصاه به الشيخ. وبعد موت شيخه سار على نهجه، فاستن بسنته في الدعوة إلى الله تعالى، وإرشاد الضال، وتعليم الجاهل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وزجر الطغاة والظلمة، والأخذ على أيديهم.
المكانة العلمية للشيخ :
العلَّامة محمد بن عبد الكريم المغيلي لقي مكانة علمية مرموقة بين معاصريه من العلماء والأولياء ، فقد كان رحمه الله "رجل علم ومعرفة"(33)، وهو من أولياء الله الصاحين ، كانت له كرامات في عصره نقلها بعض من ألفوا عنه ، فقد رُوِي أنَّ "بعض ملاعين اليهود(34) أو غيرهم مشى لقبره فبال عليه فعمى مكانه"(35)، كما كان من "أكابر العلماء وأفاضِل الأتقياء ، وكان شديد الشكيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(36)، وكان الشيخ المغيلي أيضا ممن آتاهم الله الفهم والعلم والذكاء فهو "الإمام العلَّامة الفهَّامة القدوة الصالح السُنِّي أحد الأذكياء ممن له بسطة في الفهم والتقدُّم"(37).
ومما يلفت النظر النعوت والأوصاف التي كان يوصف بها الإمام المغيلي سواء من معاصريه أو مترجميه ومؤرخيه(38)، فنجد التنبكتي يصفه "بخاتمة المحققين"(39)، ويخاطبه السنوسي(40) بـ"الأخ الحبيب القائم بما اندرس في فاسد الَّزمان من فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"(41)، وهاهو الإمام السيوطي ينعته بالحَبْر النَّبيل معترفا بفضله عليه من خلال مراسلة جرت بينهما في علم المنطق ، ومحاورة مشهورة نقلتها أغلب الكتب التاريخية(42)، حيث يقول(43) :
عَجِبْتُ لِنَظْمٍ مَا سَمِعْتُ بِمِثْلِهِ *** أَتَانِيَ عَنْ حَبْرٍ أُقِرُّ بِنُبْلِهِ
وفي الختام يقول:
سَلَامٌ عَلَى هَذَا الإِمَامِ فَكَمْ لَهُ *** لَدَيَّ ثَنَاءٌ وَاعْتِرَافٌ بِفَضْلِهِ
وهذه الأوصاف كلّها إنْ دلَّت على شيء فإنَّما تدل على عظمة هذا الرجل الذي ذاع صيته حتى بلغ العديد من المناطق حيث "اقترن اسم المغيلي بمنطقة توات وبمدينة تمنطيط ، وبمنطقة السودان الغربي والتكرور وغيرها من البلاد ، فلا يخلو كتاب تراجم أو نوازل أو تاريخ يتحدَّث عن هذه المناطق إلّا وكان اسمه على رأس شيوخها وأعيانها وعلمائها ومصلحيها وزُهَّادها"(44).
ز-مؤلفاته:
خلف لنا الشيخ المغيلي العديد من المؤلفات شملت علوما عديدة، منها التفسير والحديث، والفقه واللغة زادت عن عشرن مؤلفا، محققا وغير محقق، نوجز منها الآتي(45):
-البدر المنير في علوم التفسير.
-الأربعون المغيلية، أو أربعون حديثا.
-تفسير سورة الفاتحة.
-عمل اليوم والليلة.
- كتاب لُبّ اللُّباب في ردِّ الفكر إلى الصواب.
- مفتاح النظر في الحديث.
- إفهام الأنجال احكام الآجال.
- إكليل المغني.
- إيضاح السبيل في بيوع آجال خليل.
- تأليف في المنهيات.
- حاشية على المختصر.
- شرح بيوع الآجال من ابن الحاجب
- مصباح الأرواح في أصول الفلاح
- مفتاح الكنوز.
- أجوبة اسئلة الأمير أسكيا للإمام المغيلي
- هدية المسترشدين ونصيحة المهتدين
- الرد على المعتزلة
- مناظرة المغيلي للسنوسي
- مجموعة من القصائد كالميمية على وزن البردة ورويّها في مدح النبي صلى الله عليه وسلّم ، نسجها وألقاها عند دخوله الروضة الشريفة، التي مطلعها :
بُشْرَاكَ يَا قَلْبِي هَذَا سَيِّدُ الأُمَمِ *** وَهَذِهِ حَضْرَة المُخْتَارِ فِي الحَرَمِ
- الوصية....
ح-وفـاته:
لم يكن فيه اختلاف كبير في تاريخ وفاته، ولكن التاريخ الذي رجّحه الكثير من الدارسين هو غرة شهر رمضان سنة 909هـ(46).
2-كتاب شرح التبيان في علم البيان و سبب تأليفه:
أن المغيلي يكون قد بادر بهذا التأليف لتقريب قواعد اللغة العربية للطلبة المبتدئين، ولأجل هذا سماها مقدمة، وقد يكون عمله هذا شبيها بعمل ابن آجروم صاحب المقدمة في علم اللغة العربية المشهورة باسم "الاجرومية في قواعد علم اللغة العربية.
لكن يعكر صفو هذا التحليل أن علم العربية لا يعني علم النحو وحده فقد يعني به علوم البلاغة المشتمل على ثلاثة فنون: المعاني، البيان، والبديع؛ ويكون الشيخ المغيلي قد وضع مقدمة في هذا النوع من علوم اللغة.
وعند صدور كتاب باسم "شرح التبيان في علم البيان" لم يضف المترجمون للشيخ هذا العنوان، بل أضافوا له كتاب:" مقدمة في العربية". وكان هناك احتمال آخر كون مقدمة في العربية هو مقدمة في علم النحو، وأن هذا الاحتمال قد زال، وبقي القول الراجح أن كتاب "مقدمة في العربية" ما هو إلا مقدمة في علم البيان حسب عبد القادر باجي(47).
وأما عن قيمة الكتاب، فهو يعد لبنة جديدة تضاف إلى ما كتبه البلاغيون في هذا الفن عامة، وإلى ماكتبه الجزائريون ومنهم أهل توات على وجه الخصوص؛ فإلى جانب كتاب أسرار البلاغة للجرجاني، ومفتاح العلوم للسكاكي، وتلخيص المفتاح والإيضاح في علوم البلاغة كلاهما للخطيب القزويني، توالت الشروح والحواشي والملخصات والمختصرات. فكان الشيخ المغيلي متما لهذا الصرح البلاغي.
أضف إلى أن هذا التأليف يفيدنا في الوقوف على مدى قدرة الشيخ المغيلي من أخذه بناصية هذا العلم، وبراعته فيه، بالإضافة إلى معرفة منهجيته في التأليف والإحاطة بهذا العلم. فهو تأليف لا يستغني عنه عالم بلاغة أو طالب في التخصص لأجل الأخذ منه والمقارنة بينه وبين أعمال سابقيه(48).
وأما من حيث محتوياته، فنجده يشمل خطة منهجية محكمة شأنه في شأن الدارسين محدثين والمعاصرين في تآليفهم؛ فقد ابتدأ بمقدمة ذكر فيها سبب التأليف واسم الكتاب، ثم قبل دخولها في صلب الموضع حاول أن يبسط العلاقة بين الفصاحة والبلاغة، وشأنه في ذلك شأن البلاغيين القدامى الذين ساروا على هذا النهج. ثم تناول البلاغة من زواياها الثلاث المعروفة؛ المعاني، والبيان والبديع.
وأما من حيث منهجيته في التأليف فأنه يستعمل ألفاظا بلاغية سهلة على الدارسين ومختصرة، بالإضافة إلى حمولة كتابه لشواهد قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، وأبيات شعرية كثيرة، مما يعكس على ثقافة الشيخ المغيلي الواسعة، وإلمامه بالجوانب المتعلق بهذا العلم، أضف إلى ذلك الأقوال والأمثلة النحوية المتنوعة التي وُظفت أيّما توظيف وفي مواطن مختلفة ليُدعم بها الرأي؛ وهذا ناتج بالطبع عن تداخل علم النحو مع علم البلاغة.
الهوامش:
- ينظر في ترجمته: الإمام المغيلي عصره وحياته، دراسة تاريخية، تحليلية وتوثيقية، عبد القادر باجي، 1/103-127، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الجزائر، 2011م، والفقيه المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي-الإطار المعرفي والتعاون مع المكانية، د.أحمد الحمدي، ص19-22، مكتبة الرشاد، سيدي بلعباس، الجزائر، ط1، 1433هـ-2012م، والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي وأثره الإصلاحي بإمارات ومماليك إفريقيا الغربية خلال القرن الثامن والتاسع والعاشر للهجرة، مبروك المقدم، ص49-52، دار الغرب، وهران، الجزائر، 2002م، والحركة العلمية والثقافية في السودان الغربي من 400هـ إلى 1100هـ، د.أبوبكر إسماعيل ميقا، ص101-103، مكتبة التوبة، الرياض، السعودية، ط1، 1417هـ-1997م.
النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 78.
محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي (ت 875هـ/1470م ) الشهير بالجلاب التلمساني ، فقيه مالكي ، حافظ للحديث ، من أهل تلمسان ، أخذ عنه الإمام السنوسي والونشريسي وأثنيا عليه ، من مؤلفاته: فتاوى في المازونية والمعيار ، ينظر: معجم أعلام الجزائر ، مادة (تل) ، ص 76.
سلسلة النوات في إبراز شخصيات من علماء وصالحي إقليم توات ، مولاي التهامي ، 1/32 ، المطبعة الحديثة للفنون المطبعية ، أدرار ، ط1 ، 2005م.
ينظر: الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 41.
أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة ، د. يحي بوعزيز ، 2/143 ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت ، ط1 ، 1995م.
يحي بن يدير بن عتيق التدلسي التلمساني ( ت 877هـ/1473م ) : الفقيه العلامة قاضي توات أخذ عن الإمام ابن زاغو وغيره ، وأخذ عنه الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي توفي يوم الجمعة قبل الزوال ، ينظر: نيل الابتهاج ، ص637.
أبي العباس الوغليسي : هو محمد بن إبراهيم الوغليسي من علماء القرن السابع الهجري والرابع عشر الميلادي ، كاتب ، خطيب ، من الفقهاء ، نشأ وتعلم ببجاية ، ينظر: معجم أعلام الجزائر ، مادة ( وغ ) ، ص 343.
ينظر: الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 41.
الإمام المغيلي عصره وحياته دراسة تاريخية ، تحليلية توثيقية ، عبد القادر رباجي ، 1/116 ، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، تلمسان ، الجزائر ، 2011م .
النبذة في تاريخ توات وأعلامها، ص 78.
بجاية: مدينة على الساحل البحر بين إفريقية والمغرب ، كانت قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة ، وهي في لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت قاعدة ملك بني حماد وتسمى الناصرية باسم بانيها ، ينظر: معجم البلدان ، ياقوت الحموي ، مادة (بج) 1/339 ، دار صادر ، بيروت ، طبعة 1397هـ/1977م.
الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 41 .
الإمام المغيلي عصره وحياته ، عبد القادر رباجي ، 1/116 .
الجزائر: مدينة على ضفة البحر بين إفريقية والمغرب كانت من خواص بني حماد بن زيري بن مناد الصنهاجي ، وتعرف بجزائر بني مزغناي وهي مدينة جليلة قديمة البنيان فيها آثار لأول عجيبة وآزاج تدل على أنها كانت دار ملك لسالف الأمم ينظر: معجم البلدان ، 2/132.
عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري (875هـ/1470م ) : من أولياء الله المعرضين عن الدنيا وأهلها ، اختصر تفسير ابن عطية في جزأين وشرح ابن الحاجب الفرعي في جزأين ، وعمل في الوعظ والرقائق وغيرها ، طلب العلم من ناحية الجزائر في آخر القرن الثامن ، وبعدها انتقل إلى بجاية عام اثنين وثمانمائة والتقى بعبد الرحمان الوغليسي ، سافر بعدها إلى المشرق وجلس إلى أبي عبد الله البساطي ، رجع بعدها إلى تونس وأخذ عن البرزلي ، من شيوخه: عبد الواحد الغرياني ، وأبو القاسم العبدوسي وابن قريشية ، من آثاره : تفسير الجواهر الحسان في غاية الحسن ، روضة الأنوار ونزهة الأخيار ، الأنوار في معجزات النبي المختار...أخذ عنه مجموعة من العلماء كالشيخ محمد بن محمد بن مرزوق ومحمد بن عبد الكريم المغيلي ، ينظر: نيل الابتهاج ، ص 257-260.
الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 41 ، 42.
النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 78.
ينظر: الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم، ص 42.
أولاد سعيد: مجموعة من القصور والواحات الواقعة بمنطقة قورارة القريبة من تيميمون الحالية ، ومن قصورها: بدارة ، لازورة ، أولاد عبد لي ، قمنتزات ، ينظر: الفكر السياسي عند الشيخ المغيلي التلمساني ودعوته الإصلاحية بتوات والسودان الغربي ، ياسين شبايبي ، ص 13 ، إشراف : جهيدة بوجمعة ، ماجستير ، جامعة وهران ، 1427هـ/2006م.
ينظر قصة مقتل ابنه عبد الجبار في الكتب الآتية : النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 28 والإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 114.
ينظر : النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 77 ، 78.
ينظر : أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة ، 2/152.
الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 42.
الإمام المغيلي عصره وحياته ، عبد القادر رباجي ، 1/117.
ينظر : الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 42.
تمنطيط : كلمة بربرية مركبة تعني نهاية العين ، وهي مدينة بُنِيت على هضبة نهايتها على شكل حاجب العين ، وقصورها متصلة ببعضها البعض ، ينظر : الفكر السياسي عند الشيخ المغيلي ، ص 14.
الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي التلمساني المصلح الثائر وفكره الإصلاحي في توات والسودان الغربي ، د. خير الدين شترة 2/349 ، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ، تلمسان ، 2011م.
الإمام المغيلي عصره وحياته ، عبد القادر باجي ، 1/117.
واحة بوعلي : قصر يقع ضمن قصور أولاد سيدي حم بن الحاج المكونة من 16 قصرا ، وهي من القصور الواقعة في المنطقة الوسطى من إقليم توات ، ينظر : الفكر السياسي عند الشيخ المغيلي ، ص 14.
أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة ، 2/144.
- ينظر في ترجمته: الإمام المغيلي عصره وحياته، دراسة تاريخية، تحليلية وتوثيقية، عبد القادر باجي، 1/103-127، منشورات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، الجزائر، 2011م، والفقيه المصلح محمد بن عبد الكريم المغيلي-الإطار المعرفي والتعاون مع المكانية، د.أحمد الحمدي، ص19-22، مكتبة الرشاد، سيدي بلعباس، الجزائر، ط1، 1433هـ-2012م، والشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي وأثره الإصلاحي بإمارات ومماليك إفريقيا الغربية خلال القرن الثامن والتاسع والعاشر للهجرة، مبروك المقدم، ص49-52، دار الغرب، وهران، الجزائر، 2002م، والحركة العلمية والثقافية في السودان الغربي من 400هـ إلى 1100هـ، د.أبوبكر إسماعيل ميقا، ص101-103، مكتبة التوبة، الرياض، السعودية، ط1، 1417هـ-1997م، ونيل الابتهاج ، ص 578 وتعريف الخلف برجال السلف ، 1/199 والبستان ، ص274 والنبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص79، و الإمام المغيلي عصره وحياته ، عبد القادر باجي ، 1/120.
النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 27.
عندما جاء الشيخ المغيلي إلى توات وجدها مملوءة على عروشها باليهود فحاربهم وتصدى لهم ، ووقعت بينه وينهم نزاعات حادة ، ينظر قصة المغيلي مع يهود توات في الكتب الآتية : النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص28 ، والإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 59 ، وأعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة 2/146 ، 147.
تعريف الخلف برجال السلف ، 1/198.
دوحة الناشر ، ص 130.
البستــان ، ص 272.
ينظر : الفكر السياسي عند الشيخ المغيلي التلمساني ، ص 22.
نيل الابتهاج ، ص 577.
السنوسي : محمد بن يوسف بن عمر بن شعيب أبو عبد الله السنوسي الحسني كبير علماء تلمسان وزهادها في عصره ، عالم في التفسير والحديث والتوحيد ، أخد عن الحسن أبركان ونصر الزواوي وغيرهما ، له تآليف كثيرة منها : عقيدة أهل التوحيد والعقيدة الوسطى وشرح صغرى الصغرى...، ينظر : معجم أعلام الجزائر ، مادة (سن) ، ص 180.
تعريف الخلف برجال السلف ، 1/197.
ينظر : أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة ، 2/153 ، و الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 119 ، و النبذة في تاريخ توات وأعلامها ، ص 33 .
ينظر : نيل الابتهاج ، ص 578 ، 579 .
الفكر السياسي عند الشيخ المغيلي التلمساني ، ص 23 ، وينظر البحث الدلالي عند الشيخ المغيلي من خلال كتاب لب اللباب فيرد الفكر إلى الصواب، ص09-10، سعاد داودي، مذكرة ماستر، جامعة أدرار، جوان 2013.
- ينظر شرح التبيان في علم البيان، الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي، ص34-52، دراسة وتحقيق: د.أبو أزهر بلخير هادم، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 2010م، و نيل الابتهاج ، ص 577 ، 578 وتعريف الخلف برجال السلف ، 1/199 ، والإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي من خلال المصادر والوثائق التاريخية ، مقدم مبروك مقدم ، ص 123-125 ، والإمام المغيلي عصره وحياته ، عبد القادر رباجي ، ص 2/190 ، ومعجم أعلام الجزائر ، مادة ( مع ) ، ص308 ، وأعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة ، 2/152.
- ينظر الإمام المغيلي عصره وحياته، 1/152.
- هناك من يعد كتاب مقدمة في العربية هو نفسه التبيان في علم البيان، وهناك من يعد كتاب مقدمة في العربية مستقلا بنفسه، وكتاب التبيان مستقلا بنفسه هو الآخر، ينظر في هذا الخلاف الإمام المغيلي عصره وحياته، 2/203، وشرح التبيان في علم البيان، ص47.
- ينظر الإمام المغيلي عصره وحياته، 2/206.