توظيف الإمام ابن باديس للصحافة المكتوبة ومنهجيته في العمل الإعلامي
بقلم: د. نور الدین لبجیري –
الإمام عبد الحميد بن باديس واحد من المجددين الكبار الذين كان لهم أثر كبير في تغيير الوضع في منطقة المغرب الإسلامي، بالوقوف في وجه المخططات الغربية التي كانت منصبة على مشروع استكمال إلحاق المسلمين بالعالم المسيحي، حيث عمل على إزالة الشوائب عن الموروث الديني والحضاري للمسلمين، الذي هو أساس نهضتهم، كما عمل على غرس الأمل وروح المبادرة وحب العمل في نفوس الناشئة، لعلمه بضرورة هذا الشرط في استكمال أسس النهضة والتقدم.
إن دراسة منهج الإمام ابن باديس في التغيير والإصلاح يتطلب الإحاطة برؤية الإمام للوضع الذي كان يسعى إلى تغييره، وكذا معرفة التحديات التي كانت تواجهه، والأهداف التي رصدها، والوسائل التي اعتمدها لتحقيق ذلك، لكن هذا الأمر يتطلب تضافر جهود كبيرة، كما يتطلب التخصص العلمي في تتبع مختلف الجوانب المرتبطة بخطة الإمام ابن باديس الإصلاحية، ولذلك فقد ارتأيت أن أتناول في هذه الدراسة وسيلة الصحافة المكتوبة ومكانتها ضمن الوسائل التي اعتمدها الإمام ابن باديس في العمل الإصلاحي، بحكم أنها تندرج ضمن تخصصي العلمي، حيث قسمت الدراسة إلى سبعة عناصر، تناولت في العنصر الأول تعريف الصحافة المكتوبة، ثم أشرت في العنصر الثاني إلى أهمية الصحافة المكتوبة في الدعاية للأفكار، بحكم ما تتميز به من خصائص تمكنها من الإطلاع بهذا الدور، وخصصت العنصر الثالث للحديث عن موقع وسيلة الصحافة المكتوبة ضمن الوسائل التي وظفها الإمام ابن باديس، وتناولت في العنصر الرابع حجم هذا التوظيف ومدته، وجعلت العنصر الخامس للحديث عن المميزات الصحافية للإمام، وفي العنصر السادس بحثت منهج الإمام في العمل الصحفي، ثم ذكرت أهم مميزات صحافة الإمام وذلك في العنصر السابع، وختمت الدراسة بمجموعة من النتائج بهدف استثمارها في الواقع العملي لحياة النخبة الإسلامية.
أولا: تعريف الصحافة المكتوبة
لغة: الصحافة من الصحيفة، جاء في لسان العرب: "الصحيفة: التي يكتب فيها، والجمع صحائف وصُحُف وصُحْف وفي التنزيل: {إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى } ؛ يعني الكتب المنزلة عليهم...وصحيفة الوجه بشرة جلده...
والمُصْحَف والمِصْحف: الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين كأنه أصْجِف.
وقال الجوهري: والصحيفة الكتاب
والمُصحّْف والصَّحَفيّ: الذي يَروي الخَطأ عن قراءة الصحف بأشباه الحروف...1
اصطلاحا: قدمت عدة تعريفات للصحيفة، نذكر منها:
تعريف فؤاد توفيق العاني: سجل ووسيلة لنشر الأخبار والحوادث والمعلومات وروايتها وتعميمها بين طبقات الناس.2
تعريف أديب مروة: كل نشرة مطبوعة، تشمل على أخبار، ومعارف عامة، وتتضمن سير الحوادث والملاحظات والانتقادات التي تعبر عن مشاعر الرأي العام، وتعد للبيع في مواعيد دورية، وتعرض على الجمهور عن طريق الشراء والاشتراك.3
تعريف خليل صابات: هي نشرة تطبع آليا من عدة نسخ، وتصدر عن مؤسسة، وتظهر في مواعيد منتظمة، وذات طابع جماهيري وفائدة عامة، وهي تنشر الأخبار وتفسرها، وتذيع الأفكار وتحكم على الأشياء، وتقدم المعلومات بقصد تكوين جمهورها والاحتفاظ به.4
ويعود هذا الاستعمال لمصطلح الصحافة في الكتابات العربية، إلى مطلع القرن التاسع عشر، حيث أنه كان يطلق على الصحف والجرائد الأولى التي ظهرت في العالم العربي مصطلح جرنال مترجم عن اللغة الفرنسية Journal، "وكان أول من اختار لفظة صحيفة هو الكونت رشيد الدحداح ( 1836-1907)، إلا أن أحمد فارس الشدياق صاحب جريدة "الجوائب"، ومناظر الدحداح في المسائل اللغوية استعمل لفظة جريدة . وهي مأخوذة عن الجرائد: أي قضبان النخل المجردة من خوصها.5
ويعتبر نجيب حداد، منشى صحيفة لسان العرب في الإسكندرية، هو أول من استعمل لفظة الصحافة بمعنى صناعة الصحف والكتابة فيها6.
ويطلق هذا المصطلح، في بعض الدراسات، ليشير إلى كل النشاطات التي تؤدى في إطار الصحيفة حتى تصل إلى القارئ، من تحرير وإخراج وتصوير وتوزيع وبيع.
ثانيا: أهمية الصحافة المكتوبة ودورها في الدعاية للأفكار والمذاهب في عصر الإمام ابن بادیس
ظهرت الصحافة (بالمفهوم الحديث لهذا المصطلح) بعد اكتشاف المطبعة في أواسط القرن الخامس عشر الميلادي، ثم تطورت بشكل ملحوظ واتخذت أشكالا مختلفة، ومع مطلع القرن السابع عشر ظهرت الدوريات الشهرية والنصف شهرية والأسبوعية ( بدءا من 1597م)، وبعد سنوات (بدءا من سنة 1660م) من هذا التاريخ ظهرت اليوميات7، أما في العالم العربي فلم تظهر الصحافة المكتوبة بشكل رسمي إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، وفي الجزائر دخلت مع المستعمر، ثم توال إصدار الجرائد من طرف الأوروبيين والإدارة الاستعمارية حتى بلغ مع نهاية القرن التاسع عشر حوالي 150 جريدة، وقد سجل لنا الباحث الزبير سيف الإسلام أرقاما مهمة عن تطور عدد الصحف في الجزائر فكتب يقول: " دلت الإحصائيات على أن عددها - يقصد الصحف الفرنسية في الجزائر – بلغ عام 1891: 123 جريدة.
وفي عام 1893: 130 جريدة.
وفي عام 1894: 150 جريدة.8
وشيئا فشيئا انخرط فيها الكتاب الجزائريون بعد أن كانت حكرا على المعمرين، خاصة وأن هذه الوسيلة قد تم توظيفها من طرف أدباء ومفكرين وعلماء كبار، في الكثير من الدول العربية والإسلامية، وقد كانت تصل بعض الصحف والمجلات العريقة إلى القطر الجزائري، مثل مجلة المنار لرشيد رضا، العروة الوثقى لجمال الدين الأفغاني، وجريدة الاعتدال للكواكبي، ومصر الفتاة لعبد الله النديم وغيرها كثير9، إذ لم يكن الجزائريون بمنأى عن ما يقع في الدول العربية10، التي عرفت تطورا ملحوظا في توظيف هذه الوسيلة، وكان لها دورا كبيرا في التأثير على مجريات الأحداث السياسية والثقافية والدينية والعلمية، ويعود اهتمام المفكرين والمصلحين والساسة وغيرهم بهذه الوسيلة؛ لما تتميز به من خصائص تجعلها قادرة على إيصال أفكارهم وآرائهم.
أ- خصائص الصحافة المكتوبة كوسيلة جماهيرية
• تسامح بأن يتحکم القاری في وقت قراءتها.
• تسمح مساحتها بتحليل الأخبار بشكل أكبر من الوسائل الأخرى، من خلال عرض تفاصيل الأحداث والأخبار والوقائع وكذا البيانات والمعلومات والشروح.
• تعد مصدرا حيا يمكن الرجوع إليه كوثيقة تاريخية11
•تخدم بتنوع فنونها، مختلف الأذواق والاتجاهات والأعمار، والحاجات الفردية والجماعية، نظرا لاتساع مساحة عرضها وشيوعها.
• تمكن القارئ من حرية اختيار وترتيب المواضيع التي يرغب في قراءتها.
• تمكن القارئ من الاحتفاظ بالمضمون، مع إمكانية الرجوع إليه في فترات زمنية
ب – نماذج لتوظيف الصحافة في الدعاية للأفكار والمبادئ في عصر الإمام ابن باديس
النماذج الإيجابية:
النموذج الأول: يتمثل في مجلة المنار التي أنشأها العلامة رشيد رضا وصدر العدد الأول منها في مارس من عام 1898، وجعلها ميدانا للعمل الإصلاحي، فأحدثت ثورة في العالم الإسلامي.
النموذج الثاني : يتمثل في مجلة العروة الوثقى 1884م، لجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده، وقد سمح لها صدورها في أرض المهجر من الانفتاح على قضايا العالم الإسلامي، ورغم أنها لم تدم طويلا إلا أن شهرتها قد بلغت أقطار العالم الإسلامي.
النماذج السلبية:
صحف الاستعمار التي كانت تنافح وتناضل من أجل إنجاح خطط السلطة الاستعمارية، إضافة إلى صحف الجماعات الطرقية.
في هذا الخضم لم يكن على مصلح كبير مثل الإمام بن باديس أن يتخلى عن توظيف هذه الوسيلة الجماهيرية، لأهميتها في إيصال رسالته، وقدرتها على بلوغ أعداد كبيرة من الجمهور المتلقي، ولأنها وسيلة كانت موظفة من طرف نخبة المجتمع الجزائري، ومثقفيه وقادته، للدعاية لأفكارهم، مثل عمر بن قدور الجزائري، الذي أسس عدة جرائد منها الفاروق 1913 وكذلك الصديق، وعمر راسم الذي أصدر أيضا الحق الوهرانية وذو الفقار، كما أنها وسيلة كانت موظفة من طرف أعداء الإمام والفكر الإصلاحي والجزائريين، حيث أن الاستعمار كان يوظفها على نطاق واسع، ويسخر لها وسائل مادية وبشرية كبيرة، ووظفها الطرقيون أيضا وبثوا من خلالها الدعاية لأرائهم وأفكارهم ومعتقداتهم (جريدة البلاغ).
ثالثا: موقع الصحافة المكتوبة ضمن الوسائل التي وظفها الإمام في نشاطه الإصلاحي
اهتم الإمام ابن باديس بوسائل الإصلاح لدرجة كبيرة، وكان يختار الوسائل ويعتني بها، فنقرأ مثلا في آخر درس ختم به تفسير القرآن نقده لطريقة التعليم بعد عصر الرواية التي كانت تعتمد على " التزام كتاب تتعدد نسخه بتعدد المتلقين له، يحل الشيخ عباراته ويشرح معانيه، وانحطات وظيفة السامعين من الكتابة والتقييد إلى الاستماع المجرد ... ننعى على السامعين إهمالهم لكتابة ما يسمعون، فتضيع عليهم الفوائد التي يلقيها عليهم الأستاذ، وقد تكون قيمة، كما تضيع في عصرنا هذا الخطب والمحاضرات المرتجلة التي لا يكتبها ملقيها ولا متلقيها.12، كما نشر مقالا يوضح فيه اقتراحاته لتعديل مناهج التدريس بجامع الزيتونة، جاء بعنوان: إصلاح التعليم بجامع الزيتونة عمره الله13، حيث اقترح من خلاله ضرورة تقسيم مسار التعليم إلى قسمين قسم سماه المشاركة (وهو ما يسمى في وقتنا الجذع المشترك) والقسم الثاني سماه التخصص، لأن المتخرجون من جامع الزيتونة ليسوا صنفا واحدا بل هم ثلاثة أصناف" رجال القضاء والفتوى ورجال الإمامة والخطابة ورجال التعليم... فأما قسم المشاركة فيتساوى فيه المتعلمون في المعلومات على طبقاتهم ....، وأما قسم التخصص فيفرع إلى ثلاثة فروع: فرع للتخصص في القضاء والإفتاء، وفرع للتخصص في الخطابة، وفرع للتخصص في التعليم14، وفي هذا الإطار يذكر عمار الطالبي: "تعرض لنقد طرق التدريس في جامع الزيتونة وبين أنها ليست وسيلة تؤدي إلى تحقيق الغرض من التربية كما يتصوره، بل إنما تكوّن ثقافة لفظية، يهتم أصحابها بالمناقشات اللفظية العقيمة طوال سني الدراسة...، ومن وجوه النقد التي يوجهها إلى طرق التدريس في المغرب الإسلامي، الاقتصار على دراسة الفروع الفقهية دون الرجوع إلى الأصول، ودون الاعتماد على الاستدلال والتعليل والقياس. ".15
لذلك رأيناه يهتم بالوسائل الموصلة لأهدافه اهتماما بالغا، ويحاول تكييفها مع الواقع الذي يسعى لإصلاحه، ويلائمها مع مقتضيات أحكام الدين، لأنه لا يمكن إصلاح حال المجتمع ما لم نوظف الوسائل المؤثرة فيه، خاصة الوسائل الحديثة التي ساهمت في تغييره وتعديله، لأن الوسيلة ذو حدين، وموظفها هو الذي ينحى بها يمينا أو شمالا، والمتتبع لنشاط الإمام يلحظ أنه وظف جل وسائل عصره، المتاحة له في تلك المرحلة، فقد عمل على تأسيس جمعيات لتأطير وتنظيم العمل الإصلاحي منها جمعية العلماء، وجمعية التربية والتعليم الإسلامية، جاء في المادة الثالثة من القانون الأساسي لهذه الجمعية: " تسعى الجمعية لمقصدها هذا،
أولا – بتأسيس مكتب للتعليم،
ثانيا – بتأسيس ملجأ للأيتام،
ثالثا – بتأسيس ناد للمحاضرات،
رابعا – بتأسيس مصنعا للصنائع،
خامسا – بإرسال التلامذة على نفقتها إلى الكليات والمعامل الكبرى16 "
كما وظف المحاضرات والدروس في المساجد، فهو أول من سن درس الجمعة قبل خطبة الجمعة والذي أصبح عادة في الجزائر، وكذلك وظف الكتابة في الصحافة المكتوبة...الخ. وتحتل الصحافة المكتوبة موقعا جوهريا ضمن الوسائل الكثيرة التي وظفها الإمام، فهي الوسيلة التي كانت تستحوذ على جل وقته وكانت تسمح له بتوسيع نطاق فكرته إلى الأماكن التي لا يمكن الوصول إليها دائما وفي الأوقات التي يرغب فيها، كما أنها كانت تسمح له بإبلاغ صوته وآرائه وأفكاره إلى الجهات التي تضع حواجز بينها وبينه (الاستعمار والطرقية وبعض المثقفين وبعض الأحزاب....)، لذلك فقد عمد الإمام إلى عدم التخلي عنها حتى في الأوقات الصعبة، وكان يؤسس صحفا جديدة كلما صادرت ومنعت سلطات الاحتلال صحفه، فقد أسس جريدة الشهاب ( تحولت إلى مجلة سنة 1929) بعد توقيف الاستعمار لجريدة المنتقد، وباسم الجمعية أسس الشريعة المحمدية بعد توقيف السنة النبوية المحمدية، ثم الصراط السوي بعد توقيف الشريعة ثم البصائر، وفي بعض الأوقات كان يصدر عدة صحف، بعضها باسمه الخاص، والبعض الأخر كلسان حال لجمعية العلماء، كما كان يكتب ويشترك في تأسيس أو تحرير صحف أخرى، تعمل في نفس خط الإصلاح الذي تبناه الإمام، ويمكن القول أن نشاطه الصحافي لم ينقطع طوال مسيرته الإصلاحية، كل هذا يؤكد أهمية هذه الوسيلة في خطته الإصلاحية، لأنه لا يمكن إصلاح الواقع بغير وسائل عصره، خاصة الوسائل ذات التأثير القوي والواسع مثل وسيلة الصحافة المكتوبة في زمن الإمام.
رابعا: حجم توظيف الإمام ابن باديس للصحافة المكتوبة ومدته
رتبط الحديث عن حجم توظيف الصحافة المكتوبة في النشاط الإصلاحي للإمام ابن باديس بعدد الصحف التي أنشأها أو شغل وظائف فيها، أما مدة التوظيف فترتبط بالفترة الزمنية التي وظف فيها هذه الوسيلة، وهي تقريبا المدة نفسها التي عاشها الإمام في النشاط الإصلاحي والدعوي والإعلامي، وفي هذا الإطار تؤكد المصادر التاريخية أن انخراط الإمام ابن باديس في عالم الصحافة كان سنة 1919م، عندما اشترك مع الشيخ عبد الحفيظ الهاشمي في تأسيس وتحرير جريدة النجاح17، حيث كان يكتب فيها باسم مستعار هو "القسنطيني" أو "العبسي"، وقد كان إذ ذاك في سن الثلاثين، حيث منحته هذه التجربة النضج الإعلامي، فانطلق بداية من سنة 1925 في تأسيس مؤسسات إعلامية كاملة ( صحف ومجلات بطاقم تحريريهما، ومؤسسات للتوزيع مستقلة، ومطبعة هي المطبعة الجزائرية الإسلامية، التي اشتهرت بتسمية مطبعة الشهاب)، وبقي ينشط في هذا المجال إلى أن وافته المنية في 16 أفريل 1940م، ولمعرفة حجم هذا التوظيف يكفي أن نقول أن جل ما كتبه الإمام (إن لم نقل كله ) هو مما نشره عبر هذه الجرائد والمجلات، إذا استثنينا تلك الكراريس التي احتفظ بها بعض تلاميذه مما أملاه عليهم من دروس، وبعض الخطب والدروس والمحاضرات التي دونها بعض من حضرها سواء من العلماء مثل ما كتبه الإمام البشير الإبراهيمي في درس ختم القرآن، أو مما كتبه تلاميذه ممن حضر، كما أن مدة توظيفه لهذه الوسيلة هي تقريبا كل فترة جهاده العلمي والثقافي، وسنذكر تعريفا مختصرا بالصحف التي أسسها أو ساهم في تأسيسها:
• تعريف بجريدة المنتقد: وهي جريدة سياسية تهذيبية انتقادية، شعارها الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء، صدر العدد الأول منها يوم الخميس 11 ذي الحجة 1343هـ الموافق لـ2جويلية 1925م، وذكر أسفل العنوان "في الإطار المخصص للعنوان وملحقاته" أن الجريدة تصدرها نخبة من الشبيبة الجزائرية، وعلى اليمين ذكر أن الرسائل والمكاتبات ترسل باسم مدير الجريدة بوشمال أحمد، وفي الجهة اليسرى ذكر ثمن العدد وثمن الاشتراك السنوي والنصف سنوي داخل الوطن وفي تونس والمغرب وفي باقي الدول، ونشير إلى أنها كانت أسبوعية تصدر كل خميس، بأربع صفحات في كل عدد إلا العدد رقم 16 صدر في صفحتين فقط ( وتم إدراج اعتذار للقراء عن هذا الأمر)، حيث تخصص الصفحة الأخيرة دائما للإعلانات، كما أنها تقسم الصفحة إلى خمسة أعمدة ( في الغالب)، وما نلاحظه هو غياب شبه كلي لاسم الإمام ابن باديس، وحتى المقالات التي كان يكتبها لا نجد فيها إمضاءاته إلا نادرا18، رغم أننا نعلم أن الإمام كان هو مديرها الفعلي ورئيس تحريرها، لكن الذي يقرأ ما بين الأسطر يكتشف بسهولة من خلال أسلوبه أو من خلال تعليقه في العدد الثالث على رسالة ابن وطاف أنه هو رئيس التحرير، فقد كتب ملاحظات ممضاة باسمه (عبد الحميد بن باديس) على رسالة ابن وطاف جاء في مقدمتها: " نشرنا رسالة السيد ابن وطاف على ما فيها من خلط وغمز ولمز لنحقق له تمسكنا بمبدأ حرية النشر وإننا فوق الشخصيات والحزبيات ونلاحظ له – وسجل سبع ملاحظات –19، وقد كتب في كل أعدادها لكن باسم مستعار أو باسم التحرير أو بدون إمضاء، ونقرأ افتتاحية العدد الأول بعنوان "خطتنا مبادينا وغايتنا وشعارنا "ممضاة بالنخبة، وهو أحد الأسماء التي كان يمضي بها مقالاته، وفي العدد الثاني نقرأ عنوان "شيء عن الحجاز" بدون إمضاء وهي أيضا مما كتبه قلم الإمام، ونقرأ له أيضا في العدد السادس عشر مقالا افتتاحيا بعنوان" الانتخابات وتمثيل الأمة" بإمضاء القسنطيني، ومقالا آخر له أيضا في نفس العدد السابق بعنوان" إفريقيا الشمالية الناكرة للمعروف" بإمضاء الجزائري....، صدر العدد الأخير منها يوم الخميس 15 ربيع الثاني 1344هـ الموافق ل 29 أكتوبر 1925م، حيث تم توقيفها بعد هذا العدد الثامن عشر" من طرف السلطات الاستعمارية، والملاحظ أن الإمام ابن باديس لم يكتب في هذا العدد مقالات باستثناء تعقيبين باسم "المنتقد" تحت عنوان ملاحظاتي، فنقرأ مقالا افتتاحيا بعنوان "معامل العقول" بإمضاء الشيخ أبي اليقظان، ومقالا للشيخ مبارك الميلي بعنوان" حول عنوان هذه جزائركم تحتضر"، ومقالين للشيخ الطيب العقبي الأول بعنوان" أعوان اللصوص يسترهبون الدولة" والثاني بعنوان" حول القصيدة العاشورية"، ومقالات أخرى.
تميزت هذه الجريدة بلهجة صريحة وصادقة وانتقادية، ويشير زهير احدادن إلى أن "توقيف جريدة المنتقد كان بسبب تأييدها للأمير عبد الكريم الخطابي في ثورته.20
• تعريف بجريدة الشهاب: جريدة أسبوعية أصدرها الإمام ابن باديس عام 1343هـ الموافق لـ1925م، وتم تحويلها إلى مجلة بإرادة من الإمام وذلك سنة 1929م، وكان مدير شؤونها هو أحمد بوشمال، وقد أشار الإمام باقتضاب إلى سبب تحويل جريدة الشهاب إلى مجلة شهرية فقال: "صدرت جريدة الشهاب إثر تعطيل المنتقد على مباديه وخطته، فلاقت ما لاقت في سبيلها من العناء والبلاء فثبتت وصبرت وصابرت وثابرت على العمل، تشتد مرة وتلين أخرى، وصدمتها في سنتها الرابعة أزمة مالية كادت تقضي عليها، فصدرت مجلة شهرية فوق ما كانت يوم ذلك تستطيع قوتها ثم تدحرجت حسب تيسير الله حتى تممت اليوم العقد الأول من حياتها.21
• تعريف بمجلة الشهاب: تحولت جريدة الشهاب الأسبوعي إلى مجلة شهرية، بصدور عدد رمضان 1347هـ الموافق لـ فيفري 1929م، وبقيت تحت إدارة منشئها الإمام ابن باديس، وبقي أحمد بوشمال مديرا لشؤونها، توقفت في سبتمبر من عام 1939م، وتعتبر هذه المجلة هي الوعاء الذي كان يصب فيه الإمام أفكاره وآراءه الإصلاحية بالدرجة الأولى، وكان حجمها يفي بهذا الغرض حيث كان يتجاوز الستين صفحة.
• تعريف بجريدة السنة النبوية المحمدية: وهي أول جريدة أصدرتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين برئاسة الإمام ابن باديس، وذلك يوم الاثنين 8 ذي الحجة 1351 هـ (1933م)، ثم أوقفتها السلطة الاستعمارية، وصدر العدد الأخير منها يوم الاثنين 10 ربيع الأول 1352هـ الموافق ل03 جويلية 1933م.
• تعريف بجريدة الشريعة المحمدية: وهي جريدة أسبوعية أصدرتها جمعية العلماء تحت رئاسة الإمام ابن باديس، وكانت لسان حالها، رأس تحريرها الأستاذان: العقبي والزاهري، صدر العدد الأول يوم الاثنين 24 ربيع الأول 1352 هـ الموافق ل 17 جويلية 1933م، وهي جريدة لم تعمر طويلا، فقد بادرت السلطات الاستعمارية إلى توقيفها (مثلما أوقفت المنتقد والسنة النبوية المحمدية من قبل)، وذلك بعد صدور سبعة أعداد منها فقط ، حيث صدر العدد السابع والأخير منها يوم الاثنين 7 جمادى الأولى 1352هـ الموافق ل 28 أوت 1933م، ونشير إلى أنها كانت تصدر في ثمان صفحات، مخصصة كلها للمادة التحريرية، بحيث لا توجد بها صفحات للإعلانات، كما أنها تعتمد على تقسيم صفحتها إلى ثلاث أعمدة.
• تعريف بجريدة الصراط السوي : خلفت الشريعة كلسان حال لجمعية العلماء، حيث صدر العدد الأول منها يوم الاثنين 21 جمادى الأولى 1352هـ الموافق لـ 11 سبتمبر 1933م، وتم توقيفها أيضا، وصدر آخر عدد منها في 22 رمضان 1353هـ الموافق لـ جانفي 1934م، وبلغ عدد الأعداد التي صدرت منها سبعة عشر عددا.
• تعريف بجريدة البصائر: خلفت الصراط السوي، صدر أول أعدادها يوم الجمعة 1 شوال 1354هـ الموافق ل 27 ديسمبر 1935م، واستمرت في الصدور إلى عام 1956م.
خامسا: مميزات الإمام ابن باديس وصفاته كصحافي
• عدم الاقتصار على وظيفة واحدة داخل العمل الصحافى: يشير بعض المؤرخين إلى أن السجلات الفرنسية كانت تدون تسمية الإمام (في البداية وقبل تأسيس جمعية العلماء وامتداد نشاطه) بالصحافي ابن باديس، لأنه بالفعل لم يكن بالنسبة إليها إماما معينا، ولا مفتيا رسميا، بل كان مؤسسا ومحررا صحفيا، لكن نشاطه الإعلامي كان أكثر من ذلك؛ فقد كان مديرا للعديد من الجرائد ورئيس تحريرها ومصحح مواضيعها، وكاتب مقالاتها وافتتاحياتها، ومراسل يقوم بتغطية بعض الأحداث المهمة ونقلها، وبائع لجرائدها في بعض الأوقات، ومفاوضا للمؤسسات المعلنة، وفي بعض المراحل كان هو المؤسسة الصحفية، واذا حاولنا تتبع المجالات التي كتب فيها الإمام نجدها كثيرة جدا فقد كتب في السياسة والثقافة والتعليم وفي علوم الشريعة المختلفة، وفي الشعر، كما وظف العديد من فنون التحرير المعروفة في زمانه نذكر منها على سبيل المثال :
– الافتتاحية أو المقال القائد: وقد اشتهر به سواء في جريدة المنتقد، أو جرائد جمعية العلماء، رغم أن هذا النوع الصحفي قد تطور الآن وأصبح له كتاب متخصصون، ولهذا النوع ضوابط منصوص عليها في كتب فنيات التحرير الصحفي.
– المقال النقدي: كان يرد على مقالات وآراء غيره في مواضيع سياسية ودينية وثقافية، من ذلك مقال بعنوان "حول كلمات الأستاذ الكبير في تفسير آيات الزينة والستر22، رد فيه على العلامة الشيخ محمد بن يوسف مفتي الأحناف في تونس حول تفسير آيات الزينة والستر.
– المقال التحليلي: حيث وظف هذا النوع كثيرا في كتاباته، خاصة في مجلة الشهاب، التي كان يكتب فيها مقالات تحليلية راقية جدا.
– التقرير بأنواعه ( التقرير الإخباري، والحي، وتقرير الشخصيات ): مثل التقرير الذي كتبه الإمام حول أحداث اليهود في قسنطينة. 23
– الاستطلاعات : مثل تغطية رحلة وفد المؤتمر الإسلامي، نشرها تحت عنوان: "مشاهدات وملاحظات24.
– التعليق: وهو كثير نذكر على سبيل المثال: تعليق كتبه بعنوان: "ليست الزردة وحدها ولكن وراء الأكمة ما وراءها 25.
– الإعلان الإداري: فقد كان يحرر إعلانات إدارية تخص بلاغات الجمعية، ومن ذلك الإعلان الذي أبلغ فيه عن فتح الدروس العلمية الإسلامية بقسنطينة 26، وكذلك الإعلان الذي وجهه إلى معلمي المدارس والمكاتب القرآنية الذين نزعت منهم رخصة التعليم للاتصال بالإمام ابن باديس 27
• الخطابات المفتوحة والشكاوى: انظر مقالة نشرت بعنوان: كتاب مفتوح إلى السيد الوالي العام على القطر الجزائري، البصائر، جوان 1938.
• اتصافه بالأمانة والصدق والموضوعية والصراحة: وهي سجية فيه، لأنه عالم عامل، إضافة إلى كونه صحافي، تفرض عليه قواعد وأخلاقيات المهنة الالتزام بالأمانة28 والصدق والموضوعية في نشاطه المهني، والقارئ لمقالاته يكتشف بسهولة هذه الصفات، ففي افتتاحية العدد الأول من جريدة المنتقد عقد "البيعة" والعزم على الالتزام بهذه المبادئ أمام الأمة، وهو ما تؤكده مقالاته في جرائده المختلفة، فقد كان أمينا وصادقا في نقل الأخبار والوقائع والأحداث (ينظر ما كتبه عندما روى حادثة اليهود في قسنطينة، كان يروي الحادثة مشيرا حتى إلى أسماء مصادر خبره 29)، وكان صريحا في كتاباته فقد قدم رأيه في العديد من القضايا الخطيرة في زمنه مثل قضية التجنيس، وثورة الأمير عبد الكريم الخطابي في الريف المغربي، وقضية فلسطين، وكتب في تعليم المرأة، و كتب في الوطنية، ورد على بن جلول وفرحات عباس، وكتب في مواضيع دينية کانت محلی نقاشی مفتوح ورد علی شیخه الطاهر بن عاشور ... الخ، والتزم بالموضوعیه في عرض الأراء، وتحليل المواضيع والأحداث والوقائع (ينظر على سبيل المثال افتتاحيات مجلة الشهاب).
• قدرته على التكيف مع ظروف الواقع الصعب دون الذوبان فيه: وقد كان شعاره: "أتستطيع الظروف تكييفنا ولا تستطيع بإذن الله إتلافنا"، لذلك استطاع بحنكته تخطي ظروف الاستعمار والقوانين المجحفة، والواقع الثقافي والديني الصعب، وعمل على ضمان استمرار نشاطه الصحافي، رغم تدخلات المستعمر المتواصلة لثنيه عن هذا النشاط، كما أنه عمل على توفير ظروف استمرار العمل، من خلال ضمان مصادر تمويل لصحفه مستقلة عن الإدارة الاستعمارية، وكذلك عمل على إنشاء مطبعة خاصة به، إضافة إلى مؤسسة توزيع مستقلة رغم ضعف وسائلها.
• قدرته على تجاوز الصعاب والمحن التى حلت بجرائده: وهي محن يصعد على الرجل العادي تحملها ومجاراتها، لكن إمامنا لم يكن من هذا الصنف، فقد اختار منذ البداية طريق إصلاح الأمة وتعديل الوضع.
• التزامه بأخلاقيات المهنة:التي كانت سجية فيه، بحكم تخلقه بأخلاق الإسلام، فمصادر أخباره واضحة، ومعلوماته مثبتة وصادقة، وهو ملتزم بالابتعاد عن التجريح والشتم والقذف، ونشر أخبار الفضائح، كما شاع في تلك الفترة في العديد من الدول الغربية وحتى في بعض الدول العربية....، على خلاف صحافيي وقتنا الذين يوقعون على مواثيق شرف المهنة ثم يخرقونها مع أول فرصة تتاح لهم لزيادة "غنائمهم".
سادسا: منهج الإمام ابن باديس في العمل الإعلامي
سنعالج هذا العنصر من خلال الحديث عن منهجية الإمام في التعرض للواقع وأشخاصه، ثم لمنهجيته في الكتابة الصحافية، ثم منهجيته في إخراج المادة التحريرية، ومنهجيته في التعامل مع الجوانب الإدارية، ومنهجيته في زيادة توسيع جمهور جرائده.
أ– منهجية الإمام في التعرض للواقع وأشخاصه عند الكتابة الصحافية: نوضحها في افتتاحية العدد الأول من جريدة المنتقد في مقال بعنوان: "مبادؤنا وغاياتنا وشعارنا"، فكتب يقول: في الهيئة الاجتماعية أشخاص تقدموا للأمة وتولوا أو يريدون أن يتولوا قيادتها وتدبير شؤونها الاجتماعية سياسية أو اقتصادية أو علمية أو دينية، ولهم صفات خاصة بأشخاصهم وشؤونهم في أنفسهم وأعمال في دائرتهم وحدهم، وصفات بها يباشرون من شؤون الأمة ما يباشرون وأعمال تتعلق بأحوال العموم.
فأما صفاتهم الشخصية وأعمالهم الخاصة فلا يجوز لنا أن نعرض لها بشيء، وأما صفاتهم وأعمالهم العمومية فهي التي نعرض لها وننتقدها؛ فننتقد الحكام والمديرين والنواب والقضاة والعلماء والمقاديم وكل من يتولى شأنا عاما من أكبر كبير إلى أصغر صغير، من الفرنسيين والوطنيين، ونناهض المفسدين والمستبدين من الناس أجمعين، فننصر الضعيف والمظلوم بنشر شكواه والتنديد بمظالمه كائنا من كان، لأننا ننظر من الناس إلى أعمالهم لا إلى أقدارهم، فإذا قمنا بالواجب فالأشخاص هم منا كل احترام وسنسلك في انتقادنا طريق الحقيقة المجردة والصدق والإخلاص والنزاهة والنظافة في الكلام، وننشر كل انتقاد يكون على هذه الصفات، علينا أو على غيرنا، على مبدأ الإنصاف الذي لا يتوصل للتفاهم والحقائق إلا به.30
وهي مبادئ تؤكد الكفاءة العالية للإمام في هذا المجال، وكذا معرفته وإطلاعه على أخلاقيات المهنة، وهو إلى جانب ذلك رجل علم وتقوى، مدرك وملتزم بما يأمره به دينه في هذا المجال، لذلك فقد كان ينتقد الصحف التي لا تلتزم بهذه المبادئ وهذه الأخلاق المهنية، فكتب يرد على جريدة "الطان" الفرنسية بمقال عنوانه: سياسة وخز الدبابيس"؛ وذكر أنها تمارس الاختلاق والإفك والبهتان " دفاعا عن مصالح مادية لبعض الهيئات التي تغذي صناديق تلك الصحف الكبرى31
ب– منهجية الإمام في الكتابة الصحفية: وفي كتاباته كان يمزج بين الأسلوب التربوي التعليمي والأسلوب الصحافي، بما يحقق له وضوح المعنى، كما يمكن القارئ العادي من فهمه، إضافة إلى تحقيق التأثير الإيجابي على القارئ الذي هو محور مقاصد كتابات الإمام.
ج – منهجية الإمام في إخراج المادة التحريرية: اهتم الإمام ابن باديس بالإخراج الصحفي في جرائده، حيث كانت عوامل الجذب (المشتهرة في جرائد ومجلات وقته) بارزة في جرائده ومجلاته، خاصة ما كان يتعلق بإخراج الواجهة (مثل كتابة العنوان، والشعار وذكر المسؤول عن النشر، والثمن، وطريقة الاشتراك، وكيفية الاتصال بالجريدة، وعنوان الاتصال لإرسال الرسائل والمقالات، ونوع الجريدة (أسبوعي أو يومي، إخبارية أو متخصصة...)، أو ما تعلق بالمادة التحريرية وفنونها (مثل توزيع المادة التحريرية في الجرائد إلى أعمدة ...)، وكذلك توظيف الصور لتدعيم المادة التحريرية.
د- منهجيته في التعامل مع الجوانب الإدارية: لقد كان الإمام عبد الحميد بن باديس على معرفة تامة بكل ما يتعلق بإدارة المؤسسات الإعلامية؛ من ذلك معرفته بالأحكام القانونية التي يتطلبها الحصول على رخصة الإصدار، لذلك فقد كان يداري السلطات الاستعمارية من أجل عدم التعرض لصحفه، ولتجنب الضغط على نشاطاته المختلفة، كما كان على دراية تامة بكافة العمليات التي يتطلبها إنجاح المؤسسة الصحفية والحفاظ على استمراريتها، لذلك لم يتوان في تخصيص صفحة كاملة في جريدة المنتقد للإعلانات، وهذا لمعرفته بقوة هذا المورد المالي لحياة الجريدة، خاصة في بداية مشوارها، بينما رأيناه يتخلى عن هذا المورد في جرائد جمعية العلماء، ولعل السبب في ذلك أن الجمعية هي التي كانت تمول الجريدة، إضافة إلى عائدات بيع النسخ والاشتراكات والتبرعات، كما أن الإمام كصحافي كان يملك تصورا واضحا عن تقنيات توسع الجرائد وزيادة انتشارها، وبلوغها لمختلف شرائح المجتمع، ومختلف ربوع الوطن، سنفرد له الحديث في العنصر الموالي لأهميته.
و – منهجية تعامل الإمام مع زيادة توسيع انتشار صحفه ومجلاته: وظف الإمام عدة أساليب لزيادة توسيع نطاق انتشار صحفه، ولزيادة كسب قراء جدد لصحفه ومجلاته؛ ومن أهم هذه الأساليب نذكر:
– الأسلوب الأول: استقطاب كبار الكتاب: فقد كتب في جريدة المنتقد التي صدرت قبل تأسيس جمعية العلماء، جل العلماء والكتاب الذين سيصبحون فيما بعد من الأعضاء الفاعلين في جمعية العلماء، مثل الطيب العقبي ومبارك الميلي والعربي التبسي وأبو اليقظان، وكذلك علماء ومفكرين من خارج الوطن مثل شكيب ارسلان ...وغيرهم كثير، ونحن نعلم ما لهذا الأسلوب من التعريف بالجريدة، ونشرها في أوساط محبي هؤلاء الشخصيات، وأهاليهم وتلاميذهم.
– الأسلوب الثاني: توظيف القصص والروايات والسير وتراجم الأعلام: لما لهذا الفن من شعبية في أوساط القراء، ولما له من تأثير على نفوسهم، ولذلك كان ينتقي الإمام الروايات الهادفة وسير الصحابة وتراجم أعلام الإسلام والمسلمين، من أجل استخراج العبرة والاقتداء بهم ؛ فقد نشرت جريدة المنتقد رواية متسلسلة بداية من العدد الثالث، وتم الإعلان لها في العدد الأول32، أما السير والتراجم فلا يخلوا – تقريبا – منها عدد من مجلة الشهاب.
– الأسلوب الثالث: تنويع المواضيع: من سياسية إلى ثقافية إلى أدبية إلى علمية إلى دينية...، وهو أسلوب يسمح بتعدد قراء الجريدة، لأنها موجهة لمشارب وفئات قطاعية واسعة.
– الأسلوب الرابع: عرض قضايا الأمة للطرح والنقاش : وهي ميزة سمحت بإنشاء قنوات وأطر للحوار بين الجزائريين، في المسائل المهمة، وحتى بين شعوب دول الجوار، خاصة أن الصحافة المكتوبة كانت هي الوسيلة الوحيدة المتاحة للجزائريين في تلك المرحلة، لمناقشة قضايا وطنهم علانية، وعلى نطاق واسع، لأن الندوات والمحاضرات لم تكن تتوفر على هذه الميزة، وهذا الأسلوب يدفع إلى تتبع مواضيع هذه الجريدة والمشاركة فيه من طرف المهتمين بالشأن الجزائري.
– الأسلوب الخامس: معالجة مختلف قضايا وأحداث الوطن والقضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي والغربي: فقد تناولت جرائد الإمام أهم قضايا الشعب الجزائري والعالم الإسلامي (فلسطين، المغرب، ليبيا...) وحتى القضايا العادلة في العالم.
– الأسلوب السادس: تخصيص صفحة للقراء في مجلة الشهاب وكذلك تخصيص فضاءات في جريدة المنتقد.
– الأسلوب السابع: توظيف الإعلان: في بعض جرائده مثل جريدة المنتقد ومجلة الشهاب، فهو إلى جانب كونه موردا مهما للجريدة، فإنه يدفع إلى استمالة بعض شرائح المجتمع من تجار وطالبي السلع، سواء للتشهير بمنتجاتهم، أو للاطلاع عليها بغرض الشراء أو معرفة مواصفات السلعة أو ثمنها.
– الأسلوب الثامن: المسابقات (في العدد 128 من الشهاب مسابقة في كتابة مقال)، وهو أسلوب حديث لاستمالة فئات مهمة من جمهور القراء المهتم بمثل هذه الأمور، لكن هذه المسابقات كانت علمية وتتم وفق أحكام الشريعة، بخلاف ما هو حاصل في صحافتنا الآن من توظيف لهذه الوسيلة خارج الضوابط الإسلامية، واستعمال أساليب فيها تغرير وخداع لجمهور القراء.
– الأسلوب التاسع: المناقشات العلمية والردود: بأسلوب راق ومتخلق، وقد اشتهر الإمام ابن باديس بالكتابة فيه حيث رد وناقش آراء الكثير من الساسة وعلماء الشريعة في مواضيع متنوعة ( ابن جلول، فرحات عباس، الطاهر بن عاشور، جريدة الطان ...الخ)، وهي وسيلة تشوق طلاب العلم والباحثين عن الحقيقة لتتبع جوانب الموضوع من أجل تكوين فكرة صائبة حوله، وهذا الأمر يدفع إلى زيادة طلب الجريدة والإطلاع عليها وشرائها.
– الأسلوب العاشر: وضوح المعني وعدم التكلف في الأسلوب: وكان بإمكانه استعمال أسلوب المتقدمين، لكنه يدرك تماما نوعية الجمهور الذي يخاطبه، ومستواه، والأسلوب الذي يصلح معه.
– الأسلوب الحادي عشر: الإعلان عن المواضيع المهمة قبل نشرها: في العدد الأول من المنتقد أعلن عن نشر رواية ..
– الأسلوب الثاني عشر: توظيف عدة أنواع من فنون التحرير: المقالات والافتتاحيات والأخبار والتغطيات الصحفية والروايات والقصص، وهو أسلوب يدفع إلى راحة القارئ والاستمتاع
– الأسلوب الثالث عشر: توظيف عناصر الجذب في جرائده: نلحظها في كتابة العناوين وكذلك في المواضيع من استعمال الحجج والأدلة القوية، ووضوح المعنى، إضافة إلى العناية بإخراج الواجهة بشكل جذاب، وتوزيع المواد التحريرية على أعمدة، وجعل صفحة الإعلانات مستقلة، وليست مختلطة بالمادة التحريرية كما هو عليه الحال الآن.
سابعا: خصائص صحف ومجلات الإمام ابن باديس
تتميز الصحف التي أنشأها الإمام بالميزات الآتية:
• أنها نضالية بالدرجة الأولى: لأنها ما جاءت إلا لتوعية الشعب بحقوقه والدفاع عنه، ولنصرة الفكرة الإصلاحية ومبادئها، ومحاربة البدع والخرافات التي كانت منتشرة في تلك الفترة، وهي نضالية أيضا لأنها كانت تنشر الوعي الديني والوطني وتحارب الأفكار الغربية الهدامة، ونضالية أيضا لأنها كانت تناصر وتنافح عن القضايا العادلة في العالم العربي والإسلامي والعالمي، نستشف ذلك من مضمون هذه الصحف وكذلك من الشعارات التي كان يضعها الإمام لكل صحيفة؛ فنقرأ مثلا شعار جريدة المنتقد: "الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء " وشعار الشهاب "الحق والعدل والمؤاخاة في إعطاء جميع الحقوق للذين قاموا بجميع الواجبات"، ولقد كانت ضمن كتابات الإمام ردود ومنافحات على مواقف جمعية العلماء، ومواقف إخوانه العلماء، وبعض القادة في العالم العربي والإسلامي، كما كانت له منافحات على العلماء الجزائريين وبعض الشخصيات (منافحاته على الشيخ الطيب العقبي).
كما أن الإمام لم يتوان لحظة في التعبير عن رأيه، ورأي جمعية العلماء، في الأحداث التي تجري في الواقع المحلي والدولي؛ فقد كان يصدع برأيه مباشرة وبدون خوف، إلا فيما يتصل بالمصلحة العليا التي تقتضي منه مداراة السلطة أحيانا، حتى لا تضطره الظروف إلى مواجهتها قبل التحضير لهذا الأمر، فقد نافح عن شيوخ الجمعية في ظروف صعبة، وتكلم عن أحداث اليهود في قسنطينة، وعن الاغتيالات التي اتهم فيها بعض أعضاء الجمعية، وعن موقفه من الاندماج وكذا اللغة العربية، وتعليم المرأة، وحقوق الشعب ؛ فنقرأ مثلا في العدد السادس من الشريعة النبوية المحمدية احتجاج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ضد اعتداء النائب المالي غراب وافترائه....، ونقرأ في التقرير الأدبي الذي ألقاه الإمام في افتتاح اجتماع الجمعية السنوي العام سنة 1935، كتب: " فالمساجد ما تزال موصدة الأبواب في وجوه الوعاظ والمرشدين والمكاتب العربية مازالت تلقى العراقيل الشديدة، وصحيفة الجمعية ما تزال في نطاق المنع والتحجير وما يزال رجال من أشخاص الجمعية البارزين تحت الرقابة والشدة بغير ذنب"، نقرأ مثلا في البصائر سلسلة من المقالات حول قانون 8 مارس المشؤوم، وبقي الإمام يكتب في هذا الموضوع لفترة قاربت الخمسة أشهر.
• أنها عربية اللسان: فرغم أن قانون حرية الصحافة الصادر سنة 1881 كان يعتبر الجرائد المكتوبة باللغة العربية صحافة أجنبية، و" تسمح المادة 14 منه للسلطة الإدارية اتخاذ جميع التدابير الضرورية ضد الصحافة الأجنبية دون إحالتها مسبقا على المحاكم الشرعية، كما هو الشأن بالنسبة للصحافة الفرنسية33، إلا أن الإمام أثر الخوض في هذه الجبهة رغم علمه المسبق بالعراقيل والأخطار التي ستواجهه، ولذلك سجل المؤرخون أن أول تفعيل لهذه المادة كان مع جريدة المنتقد سنة 1925، بعد تأييدها للأمير عبد الكريم الخطابي في ثورته على اسبانيا وفرنسا في الريف المغربي، لكن هذا لا يعني معارضة الإمام للكتابة بلغات أخرى، لأننا نعلم أن بعض أعضاء جمعية العلماء أسس صحفا ناطقة باللغة الفرنسية (الأمين العمودي)، ولكن مرامي ابن باديس كانت أكبر من هذه القضية؛ إذ أننا نعلم كيف حاربت فرنسا لغتنا، وقننت هذا الصراع، وكان لزاما مواجهتها على هذه الجبهة.
• أنها متنوعة المضمون: من السياسي إلى الثقافي إلى الديني إلى العلمي إلى الأدبي....
• أنها واقعية: سواء الجرائد أو مجلة الشهاب؛ إذ كانت تعالج قضايا واقعية، أو مرتبطة بالواقع، ولا نقصد بالواقعية هنا خضوع هذه الجرائد والمجلات للواقع، وإنما ارتباطها بالواقع المعيش ومعالجتها لقضايا المجتمع المختلفة؛ لذلك رأينا تلك النزعة الإسقاطية في ما تنشره حتى ولو كان مرتبطا بمواضيع تاريخية أو شرعية كتفسير القرآن، مثل الافتتاحيات التي كان يكتبها الإمام في مجلة الشهاب والمرتبطة بتفسير آيات القرآن الكريم، كانت لها إسقاطات واقعية كثيرة على حالات معاشة سواء لتصحيحها أو لتعليم النشء، بخلاف ما نلاحظه في بعض المجلات التي كانت تدفن نفسها في التاريخ، مبتعدة تمام البعد عن مواضيع المجتمع، وكمثال على ذلك نجد الإمام حتى وهو يفسر القرآن الكريم يذكر بدائع ولطائف لخدمة وطنه وأمته، ومعالجة مشاكل الواقع أو توعية الشعب؛ فعندما فسر آية النملة تحدث عن الوطنية قائلا: " عاطفة الجنسية غريزة طبيعية، ولم ينسها هول ما رأت (يقصد النملة المذكورة في القرآن التي نادت على قومها حتى لا يحطمها سليمان عليه السلام وجنوده) من عظمة ذلك الجند، إنذار بني جنسها، إذ كانت تدرك بفطرتها أن لا حياة لها بدونهم ولا نجاة لها إذا لم تنج معهم ...34
خاتمة
يمكن القول أن وسيلة الصحافة المكتوبة كانت بالنسبة للإمام ابن باديس، عبارة عن جناحين تحمل الأفكار الإصلاحية وتطير بها إلى مختلف المناطق، وتلج مختلف العقول، وبفضلها – بعد الله سبحانه وتعالى تمكن الإمام من نثر بذور العلم والأخلاق والوعي الديني والوطني، وإزاحة الشوائب، التي ظلت عالقة لسنين طوال على قلوب الجزائريين، ورسم بذلك منهجا علميا رصينا للأجيال اللاحقة في طريقة تعاملها مع الوسائل المتاحة في كل عصر، وخاصة وسيلة الصحافة المكتوبة، وفتح لها بذلك أفاق تطوير وتطويع الوسائل لخدمة الأهداف النبيلة.
ولقد سمحت لنا هذه الدراسة مل استخلاص النتائج الآتية:
– توظيف وسيلة الصحافة المكتوبة من طرف الإمام ابن باديس كان قويا ومعتبرا، ويشهد له المؤشرات الآتية:
• اتساع حجم توظيف الإمام ابن باديس للصحافة المكتوبة ليشمل المجلات والجرائد.
• الاستمرارية في توظيف هذه الوسيلة رغم تعرضه لتحديات كبيرة.
• مدة استغراق توظيف هذه الوسيلة (الصحافة المكتوبة) كان كبيرا، بحيث استوعب الفترة الأكبر من النشاط الإصلاحي للإمام ابن باديس.
– تميزت منهجية الإمام ابن باديس في التعرض للواقع وأشخاصه، باعتمادها على المبدأ الخلقي، والانضباط الشرعي، والابتعاد عن الارتجالية، واستحضار ظروف المجتمع وحالة الأمة عند الكتابة الصحفية.
– تنوعت الأساليب التي وظفها الإمام ابن باديس لكسب جمهور القراء وزيادة توسيع انتشار جرائده ومجلاته، بين الأسلوب العقلي (وهو الأكبر حجما في التوظيف) والأسلوب العاطفي المنضبط بأخلاقيات المهنة.
آلبجیري نورالدین – جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة
قائمة المصادر والمراجع:
1- ابن منظور، جمال الدين بن مكرم : لسان العرب، دار صادر بيروت، (د ت)، مج 9.
2- فؤاد توفيق العاني: الصحافة الإسلامية ودورها في الدعوة، مؤسسة الرسالة بيروت، ط1، 1414 هـ/1993م.
3-أديب مروة: الصحافة العربية: نشأتها وتطورها، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت لبنان، 1960.
4- خليل صابات: الصحافة مهنة ورسالة، دار المعارف القاهرة، (بات).
5- زهير أحدادن: الصحافة المكتوبة في الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون الجزائر، (بات).
6- الزبير سيف الإسلام: تاريخ الصحافة في الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1985.
7- زيدان عبد الباقي: وسائل وأساليب الاتصال في المجالات الاجتماعية والتربوية، الإدارية والإعلامية، دار النهضة المصرية القاهرة، ط2، 1979 .
8- آثار ابن باديس، الشركة الجزائرية، الجزائر، ط3 ، 1997.
9- مجلة الشهاب، للإمام عبد الحميد بن باديس، الأعداد الأتية: – ج10 مج 7 ، غرة جمادى الثانية 1350 هـ الموافق لـ أكتوبر 1931م. – ج 3 مج 5 ، غرة ذي القعدة 1347 هـ الموافق لمن أفريل 1929م. – ج 10 مج 10 بتاريخ ديسمبر 1934م. – ج7 مجا 12 ، رجب 1355 هـ الموافق ل أكتوبر 1936. – ج 1 مج 11، محرم 1345هـ – أفريل 1935. – ج 4 مج 14 ، ربيع الثاني وجمادى الأولى 1357 هـ الموافق لـ: جوان/جويلية 1938م. – ج 10 مج 10، غرة جمادى الثانية 1353 هـ 11 ديسمبر 1934م. – ج12 ميج 11، ذي الحجة 1354 هـ الموافق لـ: مارس 1936م. - ج3 ميج 15، غرة ربيع الثاني 1358 هـ الموافق ل ماي 1939م. – ج ا من مج 11، المؤرخ في أبريل 1935. - مج 7 ج 2، الصادر شوال 1349 هـ الموافق لـ مارس 1931م.
10- جريدة المنتقد، للإمام عبد الحميد بن باديس، الأعداد: - العدد 3، ليوم الخميس 24 ذي الحجة 1343 هـ 16 جويلية 1925م. – العدد الأول، الصادر الخميس 11 ذي الحجة 1343هـ الموافق لـ2 جويلية 1925م. - جريدة المنتقد في العدد رقم 15 المؤرخ في 8 أكتوبر 1925م .
11- جريدة البصائر لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين: – السنة 1 العدد 43، الصادر يوم الجمعة 28 شعبان 1355 هـ الموافق ل13 نوفمير 1936م. – عدد الجمعة 7 محرم 1357هـ الموافق ل 8 أفريل 1938م.
12– الصراط السوي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، السنة الأولى، العدد 4 ، يوم الاثنين 19 جمادى الثانية، 1352هـ الموافق ل 19 أكتوبر 1933م.
الهوامش:
1- ابن منظور، جمال الدین بن مکرم: لسان العرب، دار صادر بیروت، (د.ت)، مج 9، ص 86- 187.
2- فؤاد توفيق العاني: الصحافة الإسلامية و دورها في الدعوة، ط1، مؤسسة الرسالة بیروت، 1414هـ/1993م، ص20.
3-أديب مروة : الصحافة العربية: نشأتها وتطورها، منشورات دار مکتبة الحياة، بیروت لبنان، 1960، ص 15.
4- خليل صابات: الصحافة مهنة ورسالة، دار المعارف القاهرة، ص3 -4.
5 – أديب مروة، مرجع سبق ذكره، ص 13-14.
6- المرجع نفسه، ص 15 .
7– زهير احدادن: الصحافة المكتوبة في الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، بن عكنون الجزائر، (بات)، ص 16–17
8- الزبير سيف الإسلام: تاريخ الصحافة في الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1985، ص 46-48
9- والمتتبع لصحف الإمام ابن باديس يجد نقولات كثيرة من بعض الصحف والمجلات المعروفة آنذاك في العالم الإسلامي. نقل عن صدى الشبان المسلمين (عراقية) حوارا مع الأمير شكيب أرسلان انظر مجلة الشهاب مج 11 ج 11، ونقل عن مجلة الزهرة التونسية، ومجلة المنار، ومجلة الزهو ، ومجلة القلم ، ومجلة الشرق رغم أنها كانت تصدر في سان باولو بالبرازيل، فقد نقلت عنها المجلة بعد ترجمة مقالها إلى العربية وذلك في ج 1 من مج 11، المؤرخ في أبريل 1935، ونقلت جريدة المنتقد في العدد رقم 15 المؤرخ في 8 أكتوبر 1925م مقالا لشکیب أرسلان منقولا مجلة الزهراء بعنوان: الإسلام والحضارة العصرية ".. وغيرهم.
10– ساهم الكثير من الكتاب والمثقفين الجزائريين في المجلات بكتابة المقالات و التغطيات الصحفية والتعريف بالشخصيات ...الخ ؛ نذكر على سبيل المثال التغطية الصحفية لاجتماع وقع في الجزائر أمام دار البلدية، كتبها الصحفي الكبير عمر بن قدور عام 1911م لجريدة الحضارة" العثمانية.
11- زيدان عبد الباقي : وسائل وأساليب الاتصال في المجالات الاجتماعية والتربوية، الإدارية والإعلامية، دار النهضة المصرية القاهرة، ط2، 1979، ص 376-377.
12- خلاصة تفسير المعوذتين، من درس الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي ختم به تفسير القرآن، مجلة الشهاب، ج4، مج14، ربيع الثاني و جمادی الأولى 1357 هـ الموافق لجوان جويلية 1938م.
13 – الشهاب، ج 10 مجل 7 ، غرة جمادى الثانية 1350 هـ الموافق لـ أكتوبر 1931م.
14- الموضع نفسه.
15– آثار ابن باديس، الشركة الجزائرية، الجزائر، ط3 ، 1997، ص ص 107-108.
16- ينظر ابن باديس : جمعية التربية والتعليم الإسلامية، مجلة الشهاب مج 7 ج 2، الصادر شوال 1349 هـ الموافق ل مارس 1931م.
17- لكنه سرعان ما انفصل عنها بعد أن ارتبطت بفرنسا.
18- في العدد الثالث أمضی تعليقا بعنوان "ملاحظاتي" ، سجل فيها سبع ملاحظات تتعلق برسالة وطاف.
19- عبد الحميد باديس: جريدة المنتقد، العدد3، ليوم الخميس 24 ذي الحجة 1343 هـ 16 جويلية 1925، ص3.
20- الصحافة المكتوبة في الجزائر، مرجع سبق ذکره، صری 36.
21- ابن بادیس: بعد عقد من السنين، مجلة الشهاب، ج1، مج11، محرم 1345هـ – أفريل 1935 حصل ص1-3.
22- الشهاب ج 3 مج 5 ، غرة ذي القعدة 1347 هـ الموافق لـ أفريل 1929م.
23- نشرية الشهاب في ج10 مج10 بتاريخ ديسمبر 1034 م.
24- الشهاب ج7 مج12 ، رجب 1355 هد الموافق ل أكتوبر 1936 م.
25– البصائر، السنة 1 العدد 43، الصادر يوم الجمعة 28 شعبان 1355 هـ الموافق لـ13 نوفمير 1936م، ص1-3 .
26– نشر في الصراط السوي، السنة الأولى، العدد 4 ، يوم الاثنين 19 جمادى الثانية، 1352هـ الموافق ل 19 أكتوبر 1933م، ص3.
27- جريدة البصائر، الجمعة 7 محرم 1357هـ الموافق لـ8 أفريل 1938 ص1-2
28- ينظر فقط البيان الذي كتبه حول الإعانات التي قدمها الشيخ محمد أمين الحسيني باسم سكان القدس لمنكوبي حوادث 5 أوت، وضمنه أسماء المستفيدين من الإعانة و المبالغ الممنوحة لهم والمبلغ المتبقي، نشر بالشهاب ج 1 مج 11، ص ص 59-61.
29- ينظر ابن باديس: فاجعة قسنطينة، مجلة الشهاب ج 10 مج 10، غرة جمادى الثانية 1353 هـ 11 ديسمبر 1934م.
30-المنتقد العدد الأول، الصادر الخميس 11 ذي الحجة 1343 هـ الموافق لـ2 جويلية 1925م ص 1.
31- الشهاب: ج12 مج 11، ذي الحجة 1354 هـ الموافق له: مارس 1936م.
32- هي رواية الشبح الأسود، العدد الثالث، سبق ذکره، ص 3.
33- زهير احدادن : مرجع سبق ذکره، ص36.
34- الشهاب ج 3 مج 15، غرة ربيع الثاني 1358هـ الموافق لـ ماي 1939م.