الدكتور الراحل جمال قنان... مسيرة مجاهد ومؤرخ
الصالح بن سالم

الدكتور الراحل جمال قنان… مسيرة مجاهد ومؤرخ

بقلم: د. الصالح بن سالم-

بتاريخ 12 أوت 2021م فقدت الجزائر المجاهد والمؤرخ الدكتور جمال قنان والذي يعد أحد أعمدة مدرسة التاريخ الجزائرية، وهو الذي جمع بين المسار السياسي والثوري والأكاديمي، وسنحاول في هذا المقال المتواضع التطرق لمسيرته الحافلة بالإنجازات والمشبعة بالروح الوطنية، هذا الوطن الذي ناضل وكافح جمال قنان من أجله بسلاحه وقلمه في شبابه وكهولته، وحتى في آخر دقائق حياته كان يوصي أسرته الصغيرة خيرا بالجزائر ويحثهم على المحافظة عليها بقوله: (أوصيكم بالجزائر خيرا وأتركها أمانة في رقابكم) قالها باللغة العربية ورددها باللهجة الأمازيغية.

مولده ونشأته العلمية

ببلدة قنزات شمال ولاية سطيف ولد جمال قنان بتاريخ 12 أوت 1936م في وسط أسرة ميسورة الحال ومتعلمة والده هو سي الفضيل قنان وأمه بوشامة فطومة، والتي بدورها تنتمي لأسرة شهيرة بالعلم والنضال فشقيقها هو الشاعر الكبير بجمعية علماء المسلمين الشهيد الربيع بوشامة، والتحق جمال قنان لأول مرة بمسجد سيدي عبد السلام القريب من منزل العائلة، وهناك حفظ قسطا وافرا من القرآن الكريم وبعض المتون الشرعية والمبادئ اللغوية قبل أن ينخرط في المدرسة الابتدائية الفرنسية بالقرية والتي درس بها حوالي ثلاث أو أربع سنوات قبل أن ينتقل برفقة أسرته لبلدة عين تاغروت ببرج بوعريريج.

في رحاب معهد ابن باديس والثورة التحريرية

نظرا لتأثير خاله شاعر جمعية علماء المسلمين الربيع بوشامة في شخصيته قرر جمال قنان سنة 1952م الالتحاق بمعهد عبد الحميد بن باديس بقسنطينة والذي فتح أبوابه للطلبة سنة 1947م، وبعد ثلاث سنوات من الدراسة قرر التنقل لجامع الزيتونة بتونس سنة 1955م رغم أن رغبته الأولى كانت تتمثل في الانتقال لجامع الازهر الشريف بمصر حسب ابن عمته الأستاذ الحسين لقدر، وهناك بتونس قرر الانخراط في الثورة التحريرية حيث اتصل بالمجاهد السعيد السوفي وعرض عليه الفكرة. لكن هذا الأخير وقبل أن يمنحه الموافقة طلب منه تنفيذ عملية فدائية لضمه في صفوف جيش التحرير الوطني، وهو ما تم بنجاح وعلى إثرها التحق جمال قنان بصفوف جيش التحرير برتبة ضابط، وقبل ذلك كان جمال قنان قد التحق بصفوف حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية بزعامة مصالي الحاج.
وقد كلف جمال قنان بعدة مهام منها الاتصالات والإشراف على الجالية الجزائرية بتونس، وتوعية الشباب وحثهم على الالتحاق بالثورة، وكذا نقل الأسلحة من القاعدة الشرقية إلى الولاية الثالثة التاريخية التي ربط مع قياداتها علاقات متينة، وعلى رأسهم العقيد عميروش آيت حمودة الذي كان على تواصل مع الطلبة ويشجهم على مواصلة تعليمهم لحاجة الجزائر لهم بعد الاستقلال، وفي سنة 1956 شرعت قيادة جبهة التحرير الوطني بإرسال وفود الطلبة للتكوين العسكري بالمشرق العربي. حيث تقرر تحويل جمال قنان للتكوين العسكري بالقاهرة المصرية لمدة سنتين (1958-1956م).

مساره الأكاديمي والمهني وتجربته السياسية

بعد نهاية تكوينه العسكري قرر جمال قنان الالتحاق بجامعة القاهرة سنة 1958م لإكمال دراسته العليا حيث حاز منها على شهادة الليسانس في التاريخ سنة 1963م، وبعد عودته للجزائر ونتيجة للاضطرابات السياسية قرر جمال قنان الالتحاق بجامعة السوربون بفرنسا لتحضير شهادة الدكتوراه في التاريخ سنة 1965م، والتي استغرقت منه حوالي خمس سنوات تبحر خلالها في أرشيفات فانسان وآكس آن بروفانس وغيرها من الأرشيفات الفرنسية والأوروبية، ونال في الأخير شهادة الدكتوراه في ماي 1970م، وقـد كـان تحدیـه واضـحا للمدرسـة الكولونيالية الفرنسية باختياره موضــوعا حساســا كــان حكــرا علــى المدرســة الفرنسية والموسوم بـ (العلاقات الفرنسية الألمانية والشؤون المغاربية) .

ورغم امتلاكه امكانية البقاء في فرنسا والتدريس بجامعاتها إلا أن الدكتور جمال قنان قرر العودة لأرض الوطن بعدما انضم لهيئة التدريس بجامعة الجزائر سنة 1970م، وسرعان ما عين رئيسا لقسم التاريخ بها سنة 1971م ثم مديرا لمعهد العلوم الاجتماعية سنة 1979م، ولم يتقاعد الدكتور جمال قنان عن العمل إلا سنة 2018م عن عمر يناهز 82 سنة، وإلى جانب التدريس والإدارة بالجامعة تقلد الدكتور جمال قنان عضوية عديد المؤسسات والهيئات داخل وخارج الوطن حيث عين رئيسا للمجلس العلمي لمتحف المجاهد، وعضوا بالمجلس الاستشاري للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954م، وعضوا باتحاد المؤرخين الجزائريين والعرب…

وفي سنة 1989م وعلى اثر التعددية السياسية التي عرفتها الجزائر قرر جمال قنان الانخراط في الحياة السياسية من بوابة حزب (الحركة من أجل الديمقراطية في الجزائر)، وهو حزب أسسه الرئيس الجزائري الأسبق أحمد بن بلة سنة 1984م ولم ينل الاعتماد سوى في 1989م وتم حله نهائيا سنة 1997م، وقد كان أحمد بن بلة صديقا مقربا للدكتور جمال قنان نظرا للتقارب الايديولوجي بينهما (التيار العروبي القومي)، وهو ما جعل أحمد بن بلة يعين الدكتور جمال قنان أمينا عاما لحزبه إلا أن هذا النشاط لم يدم سوى سنتين حيث قرر جمال قنان الانسحاب من الحياة السياسية نهائيا سنة 1991م بعيد الانتخابات التشريعية وما أفرزتها من اضطرابات سياسية، وقرر على اثرها العودة لنشاطه الأكاديمي والعلمي.

انتاجه العلمي

لقد أثث الدكتور جمال قنان المكتبة التاريخية الجزائرية بعشرات الأعمال بين مؤلفات ومقالات متنوعة المواضيع والمجالات، فلم يبق محصورا في تاريخ الجزائر بل تناول مواضيع تخص تاريخ بلاد المغرب وأروربا، وقد قدر عدد أعماله المطبوعة حوالي 14 عنوانا من بينها: العلاقات الجزائرية الفرنسية (1790-1830م)، قضايا ودراسات في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر. نصوص ووثائق في تاريخ الجزائر الحديث (1500-1830م).

كما صدر له عديد المقالات بمختلف المجلات العلمية الوطنية والدولية نذكر منها:المسائل الافريقية في السياسة الأوروبية قبيل الحرب الكبرى اتفاق 4 نوفمبر 1911م الفرنسي الألماني حول المغرب والكونغو، نشر سنة 1988م بمجلة الدراسات التاريخية. مدرسة التاريخ الاستعماري بين الايديولوجية والموضوعية حول بعض قضايا تاريخ الجزائر المعاصر، نشر سنة 2004م بمجلة الدراسات التاريخية. مشاغل المجتمع الجزائري من خلال الصحافة (1882-1914م)، نشر سنة 2005م بمجلة المصادر.

جمال قنان وبواعث المدرسة التاريخية الجزائرية

لقد حاولت المدرسة الكولونيالية الفرنسية قدر المستطاع تشويه تاريخ الجزائر ونسفه تماما، وجعله محطتين لا ثالث لهما. الفترة الرومانية (146 ق.م – 429م) والفترة الفرنسية (1830-1962م)، وبقية الحقب بالنسبة لها هي مراحل من الظلام المليء بالجهل والخرافة لا بناء فيها ولا حضارة، وهو ما حتم على رواد المدرسة التاريخية في مطلع القرن العشرين الرد على هاته الأقلام من خلال التذكير بالحقب الفينيقية والعربية الإسلامية والعثمانية، والتي ساهمت في منح هوية ثقافية للشعب الجزائري، ولعل من أبرز هاته الأقلام الجزائرية مبارك الميلي وكتابه (تاريخ الجزائر في القديم والحديث)، وعبد الرحمن الجيلالي وكتابه (تاريخ الجزائر العام)، وأحمد توفيق المدني وكتابه (هذه هي الجزائر)، والمتمعن في سيرة هؤلاء يجد أغلبهم أعضاء في جمعية العلماء المسلمين التي أخذت على عاتقها بداية من 05 ماي 1931م نشر الثقافة العربية الإسلامية بالجزائر.

لكن المتعمق في هاته الأعمال يجدها بعيدة نوعا ما عن الأكاديمية، وهو ما جعل أقلاما أخرى تظهر بعد الاستقلال استفادت من الجيل الأول وأغلب هؤلاء متحصلون على شهادات عليا (الماجيستير والدكتوراه) في التاريخ من مختلف الجامعات العربية والأوروبية. نذكر منهم: محمد الصغير غانم ومحمد البشير شنيتي ومحمد الطاهر العدواني في التاريخ القديم، وموسى لقبال وعبد الحميد حاجيات واسماعيل العربي في التاريخ الوسيط، وأبو القاسم سعد الله وناصر الدين سعيدوني ومولاي بلحميسي في التاريخ العثماني، ومحفوظ قداش وعبد الحميد زوزو وجمال قنان في التاريخ الحديث والمعاصر.
هذا الأخير (جمال قنان) كما يذكر الدكتور مولود عويمر في كتابه «حوارات في الفكر والتاريخ» (ط2/2021م) يعد أحد أعمدة المدرسة التاريخية الجزائرية بعد الاستقلال، فقد ساهم في تكوين أجيال من الباحثين في حقل التاريخ هم اليوم منتشرون في مختلف أقسام التاريخ بالجامعة الجزائرية، وإلى جانب الجهد التعليمي والإداري للدكتور جمال قنان فقد ساهم في انتاج المعرفة التاريخية بأبحاثه وكتبه ومقالاته ومحاضراته في الندوات والملتقيات العلمية والفكرية، وأعماله المطبوعة قدمت إضافات نوعية في مجال البحث التاريخي من حيث المقاربات المقدمة، والموضوعات المدروسة، وكذا نوعية الوثائق المعتمد عليها.

رحلته مع المرض ووفاته

لقد أصيب الدكتور جمال قنان بمرض عضال جعله يتنقل بين المستشفيات الجزائرية والأجنبية منذ سنوات وعلى نفقته الخاصة، فقد سبق وأن عرض عليه وزير المجاهدين الأسبق السعيد عبادو التنقل للخارج للعلاج على نفقة الدولة ووزارة المجاهدين لكنه رفض ذلك واعتذر له بلباقة قائلا له بأن راتبه بالجامعة يسمح له بالعلاج على نفقته الخاصة، ومع مطلع 2020م قرر الدكتور جمال قنان التنقل لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث تقطن هناك ابنته ونتيجة لانتشار وباء كورونا وغلق المجال الجوي الجزائري قررت أسرته الصغيرة تحويله لإنجلترا حيث يقيم ولده الدكتور عماد (أستاذ بجامعة لندن) من أجل ضمان راحته وعلاجه.

وبعد مرور 16 شهر على مكوثه في لندن واستحكام مرضه ناشدت أسرته السلطات الجزائرية بنقله لأرض الوطن، وذلك بسبب الغلق الجوي الذي تفرضه السلطات الانجليزية، وقد كانت أمنية المجاهد والمؤرخ جمال قنان رؤية بلده الذي – ناضل وكافح لأجله – للمرة الأخيرة قبل الوفاة. لكن الأجل سبقه لتحقيق ذلك بتاريخ 12 أوت 2021م وهو التاريخ الذي يمثل عيد ميلاده 85، لتتحرك أسرته وسعت لعودة جثمانه لبلده، وهو ما تم في الأخير حيث عاد للجزائر ودفن بمقبرة العالية بمربع الشهداء بتاريخ 23 أوت 2021م.

لقد فقدت الجزائر بوفاة الدكتور جمال قنان مجاهدا عظيما ومؤرخا كبيرا دافع بسلاحه وقلمه ولسانه عنها عبر مختلف محطات حياته، فرحمة الله عليه وأسكنه فسيح جنانه وجعل جهاده وعلمه صدقة جارية له يوم لا ينفع مال ولا بنون.


***

نص الكلمة التي شيعت بها جمعية «حراء» الاسلامية في لندن جثمان المجاهد الدكتور. جمال قنان رحمه الله…

معشر الإخوة في الله تحية اسلامية ايمانية لكل فرد في هذا الجمع الكريم الشاهد والمشهود الذي يلتقي يوم جمعة لتوديع هذه النفس الطيبة التي وافتها المنية هنا عندنا و بيننا واتاها الاجل المحتوم الذي لا يستأخر ساعة ولا يستقدمها وكل واحد منا مهما عمّر و تأخر اجله المسمى فهو ذائقها يوما مثل مودعنا وفقيدنا دون ان يعلم ساعة ومكان حضورها لحكمة بالغة لا يعلمها إلا خالقها ….
وهو بالضبط ما ينطبق علي حال اخينا في الله والدين والوطن والانتماء والولاء… الاستاذ المجاهد الدكتور جمال قنان الذي نودعه اليوم ونشيعه الي مسقط رأسه ليدفن في تربة وطنه الذي افنى حياته كلها في الجهاد (الأصغر والأكبر) مجاهدا فيه مع الرعيل الأول من الرجال ضد الاحتلال بالسلاح ومواصلا الكفاح للدفاع عن هذا الاستقلال الوطني الغالي واستكمال بناء أركانه وثوابت بقائه بالفكر والقلم مُرَبّيًا ومقاوما وذائدا عن حياضه ومقومات وحدته وبقائه في كل مجال كان يدخل في دائرة اختصاصه ونشاطه العلمي والسياسي والتربوي والتوجيهي… الى ان اعجزه المرض العضال الذي اتى به لتفيض روحه إلى بارئها هنا بيننا مصداقا لقوله تعالى المدبر العليم في كتابه العزيز الحكيم : ((إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت)).

وكما تشهدون فان هذا الكلام الحكيم المسطر في اللوح المحفوظ ينطبق انطباقا يكاد يكون مسطريا وحرفيا على حال فقيد الوطن والأمة مودعنا اليوم كما سينطبق حتما على كل واحد منا معشر المنتظرين الى حين دون ان يعلم اي متكهن منا متى و اين وكيف ياتي هذا اليقين، في موطن مولده او في مكان سعيه من اجل رزقه او هجرته مغتربا عن وطنه لاي سبب من الأسباب الكثيرة التي يعرفها كل واحد منا حق المعرفة ويستخرج منها العبرة ان كان من اولي الابصار والافكار والتدبر والاعتبار ، كما يأمرنا به ديننا الحنيف الذي يميزنا عن كل الاغيار والذي جمعنا كأصحاب وأهل «حِراء» الاولين في هذه الديار من كل الاقطار ودين المسلم الحق هو وطنه وأهله وهويته كفصيلة دمه حيثما حل وارتحل وعَمّر وسبق وأَخّرَ!؟

وان المسلم الناجح والصالح لنفسه ولدينه ووطنه في اعتقادنا هو ذلك الذي يعمل بكل جد وإخلاص (حسب طاقته وليس حسب حاجته) ليكسب رزقه الحلال لنفسه ولأهله وعشيرته ووطنه وأمته حيث ما حل وارتحل في ارض الله الواسعة ، وهو يحرص على العمل للنجاح في دنياه بدينه لأخراه، فيوفق في كلا الدارين (العاجلة والآجلة) لان هذه العبادة لله في الدنيا من اجل الاخرة هي ذات غاية مزدوجة متكاملة تتمثل في العيش حياة طيبة آنية هنا في الدنيا العاجلة وسعادة ابدية آتية حقا هناك في الآجلة للمخلوق المؤمن العابد لربه طوال حياته والتي هي غاية خلقه من ربه.
ولا يبقى بعد زوال كل البشر الا العمل الصالح والذكر الطيب والأثر الصامد فوق الارض مثل الحجر !!
وإننا معشر المغتربين في بلاد المهجر البعيد عن وطننا، وقد ساقنا القدر مثله في انتظار دورنا نحن كذلك لنشيّع من رفاق غربتنا الي مسقط رأسنا ومكان مولدنا..

في انتظار ذلك اليوم المحتوم نبعث مع المرحوم رسالة الي كل اهلنا في الوطن العزيز مؤكدين لهم اننا وان كنا لا نعيش في الجزائر للأسباب المعروفة (المذكورة وغير المذكورة) ، فان الجزائر تعيش في وجدان كل واحد منا سلوكا ووفاء وانتماء وتمثيلا لقيم ديننا ووطننا المفدى الذي ضحى من اجله الاحرار على غرار فقيدنا المجاهد حامل رسالتنا اليكم والى كل زملائه السابقين من رجال الوطن الاخيار و الشهداء الابرار الذين لقوا ربهم ثابتين على عهدهم مستبشرين برضا ربهم ،ومستأمنين على الوطن العزيز من يخلفهم في مواصلة حمل الراية والأمانة الي النهاية !؟

ونرجو من الله ان يلهم اهله في اسرته القروية الصغرى وعائلته الوطنية الكبري الصبر والسلوان ونطلب من العلي القدير ان يحشرنا واياهم جميعا سعداء مستبشرين بما قدمت ايدينا ليوم ذلك اللقاء والخلود في اليوم الموعود !؟

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.