تاريخ ومؤرخو زواوة: رابح بونار
بقلم: الصالح بن سالم-
نتطرق اليوم لشخصية أخرى من إقليم زواوة عرف عنه غزارة الانتاج والأخلاق والتواضع والبساطة ومحبة الباحثين له هو المرحوم رابح بونار.
من مواليد تيزي وزو بتاريخ 25 أفريل 1923م درس في كتاتيب وزوايا المنطقة فحفظ القرآن الكريم ومختلف العلوم الشرعية واللغوية قبل أن يلتحق بمدرسة التهذيب بتبسة وهناك تتلمذ على يد العربي التبسي ومنها حط الرحال بالزيتونة بتونس أين حاز على شهادة الأهلية عام 1944م وشهادة التحصيل عام 1951م.
عاد لزواوة كإمام ومرشد باللغتين العربية والأمازيغية وكمدرس بمدرسة الشبيبة بتيزي وزو التابعة لجمعية العلماء، وانخرط في الثورة كقاضي للأحكام الشرعية بالولاية الثالثة لغاية الاستقلال أين تحول للتعليم بثانوية الادريسي بالعاصمة، وفي سنة 1969م أنتدب بالمكتبة الوطنية مكلف بفهرسة المخطوطات، وهناك كانت انطلاقته في مجال التأليف والتحقيق، فقد صدر له العشرات من المقالات بالأصالة والثقافة، كما أشتهر بكتابه القيم ( المغرب العربي تاريخه وثقافته ) لكن رابح بونار ارتبط أكثر بالتحقيق فقد حقق عديد الأعمال القيمة أبرزها:
√ عنوان الدراية للغبريني
√ مجاعات قسنطينة للعنتري
√ تاريخ قسنطينة لابن العطار
√ جامع جوامع الاختصار والتبيان للمغراوي
√ مصباح الأرواح للمغيلي
√ ديوان سعيد المنداسي
√ أنيس الغريب والمسافر لمسلم عبد القادر
√ تاريخ بايات وهران المتأخرين
والشيء المؤسف بعد كل هذه الخدمات المقدمة من قبل رابح بونار في خدمة التراث الجزائري، فقد تعرض لاهمال كبير بمكان عمله حيث كان عرضة للجراثيم والسموم والرطوبة ولم تتح له وسائل الوقاية في فهرسة المخطوطات، فقد توفي رحمه الله بتاريخ 25 أكتوبر 1974 م بسرطان أصاب شفته السفلى بفمه بسبب استعماله اللعاب في تبليل أصابعه أثناء تقليب الصفحات والأوراق حسب مانشرته جريدة المساء سنة 1991م من طرف أحد زملاء العمل رفض الافصاح عن اسمه خوفا من المتابعات
وقد كتب عن سيرة رابح بونار كل من المؤرخ محمد الصالح الصديق والدكتورين مولود عويمر ومحند أرزقي فراد، ونتمنى أن نشاهد أحد الرسائل الجامعية عن هذه الشخصية العملاقة ... رحمة الله عليه فلا يوجد باحث في التاريخ لم يستفد من أعماله الجليلة.