مراكز الثقافة والتعليم بقسنطينة في العهد الباديسي
بقلم: محمد بسكر-
دخلت مدينة قسنطينة منحى جديدا من النشاط الثقافي منتصف العشرية الثانية من القرن العشرين، بسبب اهتمام وتركيز الإمام عبد الحميد بن باديس على التربية والتعليمة، باعتبارهما أساس النّهضة الفكرية التي بمقدورها تغيير واقع المجتمع الجزائري، وإحياء ما أماته المستعمر، أو حاول القضاء عليه من مقومات الشخصية الوطنية، وسبق لابن باديس قبل شروعه في بنائه الحضاري أخذ فكرة عامّة عن منهاج التعليم – بعد رحلته إلى المشرق – مبنيّة على استقراء ودراسة لواقعه في البلدان الإسلامية عموما.
اختار ابن باديس قسنطينة مكانا لنشاطه الثقافي والاجتماعي، وميدانا لمشروعه الإصلاحي لأسباب كثيرة، أبرزها:
• كونها مسقط الرأس، فهو يعرف ناسها باختلاف أفكارهم واتجاهاتهم.
• أنّ عموم أهالي قسنطينة يعظّمون أسرته، ويعتبرونها من البيوت العلمية والسياسية المحترمة، التي لها الصّدارة من سالف العهود.
• أنّ المدّ الثقافي لم ينقطع فيها رغم التقلبات السّياسية والاجتماعية التي شهدتها عبر تاريخها الطويل.
•أنها المدينة التي شهدت نهضة إصلاحية حديثة مطلع القرن العشرين، قادها عدد من شيوخها، أمثال: حمدان الونيسي وعبد القادر المجاوي والمولود بن الموهوب.
• إضافة إلى التأثير القريب منها الوافد من جامع الزيتونة.
شهدت مدينة قسنطينة مطلع القرن العشرين تأسيس الكثير من الجمعيات الخيرية والدّينية والنّوادي الثقافية التي كان لها الفضل في الحفاظ على النشاط العلمي المعهود فيها، ومن بين المؤسّسات التي يمكن الإشارة إليها:
1- جامع سيّدي الكتاني: كان يُدرس فيه مطلع القرن العشرين الشّيخ أحمد بن سعيد (ابن م رزوق) الأحبيباتني، من الوجوه العلمية التي تركت أثرا طيّبا في المجال المعرفي في مدينة قسنطينة. تعلّم الشّيخ الأحبيباتني القرآن وبعض مبادئ العلوم بدار حافظ، ثم توجه إلى قسنطينة فأخذ عن المجاوي وحمدان الونيسي، وانتصب بعد تخرّجه للتدريس بمسجد سيّدي الكتاني، وألقي دروسا أيضا في (زاوية عيساوة)، كانت خاضعة للرقابة من الإدارة الفرنسية، ففي تقرير لمفتش المدرسين الفرنسي ” سان هاتي”، سجّله خلال السنة الدراسية (1912/1913)، ذكر فيه أنّ عدد المتعلمين يبلغ 20 تلميذا، يمثّلون مختلف جهات العمالة.
اشتهر الشّيخ الأحبيباتني بالصّلاح والتواضع ودماثة الأخلاق، ودام في كرسي التدريس بجامع سيّدي الكتاني 42 سنة، إلى أن توفّاه الله سنة 1937م، فتأثر أهل قسنطينة بفقده، وابّنته الشخصيات العلمية والاجتماعية، وكتبت جريدة النجاح في عددها (1973)، في صفحتها الثانية: (الفاجعة العلمية الكبرى، حزن العلم والورع ومكارم الأخلاق الشّيخ سيّدي أحمد الأحبيباتني، الأستاذ بمسجد سيّدي الكتاني يرتحل إلى الدار الآخرة)، وقالت في وصفه: «..كان يتألم كثيرا على ما أصاب المسلمين من الخلاف وتفرق الكلمة، ويرشد النّاس في دروسه إلى إخلاصهم لبعضهم، فأعماله القولية لفائدة الدّين والوطنية، والدّعاية لبث العرفان كانت لا تنقطع أبدا، ودروسه النفيسة لا تنقطع أيضا في جميع الفصول، فيدرس الفقه والتوحيد والبلاغة والمنطق والعلوم الرياضية إلى غيرها من العلوم النقلية».
2- مسجد الأربعين شريفا: يوجد هذا الجامع الذي عُرف بمسجد الأربعين بنهج الشّيخ عبد الحميد ابن باديس، وقد أدخل عليه الفرنسيون تعديلات، وأضافوا إليه مكاتب المحكمة الشّرعية الإسلامية، درّس فيه الشّيخ الطاهر بن زقوطة، وهو حفيد عمار بن زقوطة الذي قاد حملة الدفاع عن قسنطينة وعنابة سنة 1837م، وكانت حلقته تضم 20 طالبا، ويذكر الشّيخ محمّد خير الدّين أنّه درس عليه في مسجده مدّة عامين ابتداء من سنة 1916م، أخذ عنه شرح الأجرومية، ومنظومة الرّحبية، ورسالة أبي زيد القيراوني في الفقه.
3- الجامع الأخضر: تمّ تأسيس المسجد الأخضر سنة (1156هـ/1743م) في عهد الباي حسن أبو حنك، وبنيت بجواره مدرسة لتعليم العلوم الإسلامية، شرع ابن باديس في نشاطه الثقافي والتربوي بالجامع الكبير بداية من سنة 1913م، ثمّ انتقل إلى الجامع الأخضر، واستأنف دروسه فيه بداية شهر جمادي الأولى 1332هـ الموافق أبريل 1914م، واستمر على ذلك أكثر من ربع قرن، يفسر القرآن، ويشرح الحديث النبوي، ويربي الأجيال، ويكون الرّجال، في عمل دؤوب ومنظم، وختم فيه تفسير القرآن الكريم، وشرح موطأ الإمام مالك بن أنس.
كانت دروس ابن باديس ((تستغرق معظم النهار، فمن بعد صلاة الفجر إلى ما بعد صلاة العشاء، لا ينقطع عن التدريس إلّا لراحة قصيرة، أو عمل في مكتبه بجريدة، أو مجلة الشهاب، يعلّم الصغار الذين لم يجدوا مكانا في المدارس الفرنسية صباحا، ويعلم طلبة المدارس الفرنسية عصرا بعد خروجهم من المدرسة، ليربطهم بعقيدتهم وتراثهم الحضاري، ولم يكن ابن باديس يهدف إلى تكوين معلمين محترفين ليمارسوا مهنة التعليم بل لتكوين دعاة على أساس العلم والعمل)).
ساعده في التدريس مجموعة من الأساتذة، أمثال: الشريف الصائغي، وعبد العلي الأخضري، ومبارك الميلي، ومحمد السّعيد الزموشي، وعبدالمجيد حيرش، وحمزة بوكوشة. كما ساعده أنجب طلبته أمثال: الفضيل الورتلاني، وبلقاسم الزغداني، والجلالي الفاسي، وعيسى الدرّاجي، ومحمّد الملياني.
أحدثت دروس ابن باديس التي دامت سنوات دون انقطاع ثورة علمية في القطر الجزائري كلّه، فإلى جانب العدد الكبير من المنخرطين بانتظام في مجلسه العلمي، انتشر الوعي الثقافي والسياسي بين عموم الناس، قال الشّيخ البشير الإبراهيمي: ((..بدروسه الحيّة والتربية الصّحيحة التي كان يأخذ بها تلاميذه، والتعاليم الحقّة التي كان يبثها في نفوسهم الطّاهرة النقية، الإعداد البعيد المدى الذي كان يغذي به أرواحهم الوثابة الفتية، فما كادت تنقضي مدّة حتى كان الفوج الأول من تلاميذ ابن باديس مستكمل الأدوات من فِكَر صحيحة، وعقول نيرة، ونفوس طامحة، وعزائم صادقة، وألسن صقيلة، وأقلام كاتبة، وتلك الكتائب الأولى من تلاميذ ابن باديس هي طلائع العهد الجديد الزاهر، وقد سمع النّاس لأوّل مرّة في الجزائر من بعض تلك البلابل شعرا يؤدي معنى الشعر كاملا، وقرأوا كتابة تؤدي معنى الكتابة )).
4- الجمعية الخيرية الإسلامية: تأسست هذه الجمعية سنة 1917م، واتّخذت من نهج علي موسى بالرماح مقرًا لها (الإخوة شراك)، جاء في جريدة النجاح (العدد: 382/1926م)، جواب الجمعية الخيرية القسنطينية لإدارة النجاح «…علم الله والمنصفون من عباده، أنّنا منذ تأسيسنا لجمعيتنا هاته؛ أي منذ عشر سنوات فارطة ما فتئنا نطلب لها التقدّم والرّقي المادي والأدبي، وبودّنا أن نوسّع في دائرة أعمالها الخيرية جهدنا، وفوق جهدنا ما وجدنا لذلك سبيلا، ولا نعني بالسبيل إلّا سبيل المال، وهو أساس الأعمال…وأنّه لم يبق عذر لمطلق فرد في عدم معرفة إرسال التبرعات مثلا، ولمن تُرسل، وبِيد من، إلى غير ذلك من الأعذار، ونحن كثيرا ما ننشر بلسان الجريدة، ونكرر بأنّ كلّ من تبرع بمطلق عدد، فليرسله باسم السّيد: الأمين علاوة بوشريط، أمين كيس الجمعية الخيرية طريق سيرني».
كانت إدارة الجمعية الخيرية تقيم كلّ سنة مجلسا عاما يحضره أعضاء إدارتها، وتوجّه فيه الدعوات إلى شخصيات علمية واجتماعية، فكان يحضر مجالسها واحتفالاتها السنوية: الشيخ المولود بن الموهوب مفتي قسنطينة، والسّيد الصالح بن العابد المدرس بالمدرسة العلمية، والسّيد محمد الجيلي الباش عدل بالقسم الأول، والطبيب محمد زرقين وغيرهم.
5- المكتب الابتدائي العربي: من الجهود التي بذلها أهالي قسنطينة لتغيير واقعهم الثقافي، والخروج من هيمنة المدارس الفرنسية محاولة إنشاء بعض المدارس الحديثة، فكان من ثمرة نشاطهم تأسيس المكتب الابتدائي سنة 1922م تقريبا، وهو مدرسة متواضعة في مرافقها، تتمثّل في محل كبير يسع نحو الستين طالبا، يُدرس به بعض أتباع الشّيخ ابن باديس، منهم الشّيخ محمّد المبارك الميلي، الذي كتب عنه تقريرا بعد أربع سنوات من تكوينه ونشره في الشهاب، جاء فيه: هذا المكتب هو محل يسع نحو الستين تلميذا، وليس به أقسام، وإنّما به طبقات تأتيه كلّ طبقة في وقت خاص بها.
6- نادي السّعادة: بدأ نشاطه سنة 1925م، وكان مقره بنهج الشهيد الحملاوي بالقرب من رحبة الجمال، يعتبر من الأندية النشطة في قسنطينة، وضم في صفوفه النخبة من الطبقة المثقفة، كتبت عنه جريدة النجاح بعد الإعلان عن تأسيسه مقالا في صفحتها الأولى تحت عنوان “نادي السّعادة انتخاب الهيئة الإدارية” قالت فيه: «وقع اجتماع بعض الفضلاء بقهوة السعادة، وبعد افتتاح الجلسة، حدث نقاش بين الحضور حول محاور القانون الأساسي للنادي، وقد جاء قانونه على نمط محكم الأركان والجوانب ليس فيه ما يستوجب الخدش».
7- الرابطة الأدبية: عقد اجتماع اللجنة المكونة لها، يوم الأحد 27 ماي 1928م، وحضرته عدّة وجوه علمية وأدبية، إضافة إلى أعيان البلدة، كالأديب عبد الكريم بن علي خوجة، والكاتب الحفيظ الجنان، والأديب محمّد زغياش، والسّيد الونيسي أحمد الطاهر..وغيرهم، وتمّ انتخاب هيئة إدارة الرابطة التي ترأسها السيد محمّد النجار الحركاتي.
ألقى بعض الأدباء والمفكرين كلمات بالمناسبة، من بينهم: السّيد النجار، الأديب خبشاش محمّد صالح، وأحمد الجيجلي، والشّيخ ابن باديس، الذي قال في كلمته: «إنّ الجزائريين لم يبقوا على حالتهم الأولى سائرين في طريق الجهل المميت، بل تقدّموا إلى صف الرجال العظام، مثل أجدادهم الذين ملؤوا باسمهم العالم أعصرا ودهورا، ثمّ أخذتهم القهقري وتشتّتوا وذهبوا هباء منثورا».
8- جمعية العائلات الكبيرة الإسلامية القسنطينية: هذه الجمعية كانت تنشط في مدينة قسنطينة بهذا الاسم، وتهتم بالتعليم بصفة عامة، استطاعت بفضل نشاط أعضائها فتح عدة مكاتب لتعليم الأبناء القراءة، وقد شهّرت مجلة الشهاب لأحد اجتماعاتها سنة 1931م، حيث انتخب فيه أعضاء إدارتها، وأسفرت نتيجة الاقتراع على أسماء الأعضاء برئاسة الأستاذ الشّيخ الصالح بن العابد.
قالت الشهاب في كلمتها التقييمة لنشاط هذه الجمعية، بعد سنة من تكوينها: «وقد كانت الجمعية ناجحة في أعمالها في سنتها الماضية من الوجهتين، المادية والأدبية، فإنّ أعضاءها كانوا 365 في سنة 1931م، أمّا في سنة 1932م فبلغوا 496 عضوا، وهي زائدة لا محالة، ولكنها قليلة بالنّسبة إلى كثرتنا، فنحث أبناء العائلات على الانخراط في الجمعية، فبهم تتقوى وتحصل على المنح الدولية موفورة».
9- جمعية التربية والتعليم الإسلامية: تمّ تأسيس هذه الجمعية بموجب القرار الصادر في الجريدة الرسمية، في شهر فبراير من سنة 1931م، وهي تتكون من عشرة أعضاء على رأسهم عبد الحميد بن باديس، وحسب المادة الثانية من قانونها الأساسي:« أنّ مقصود الجمعية، هو نشر الأخلاق الفاضلة، والمعارف العربية الفرنسوية والصنائع اليدوية بين أبناء وبنات المسلمين».
10- نادي الاتحاد: مركز ثقافي وتعليمي، أسّس لغاية تربوية واجتماعية، تجتمع فيه النخبة المتعلمة، وتقام فيه المسامرات والمحاضرات الأسبوعية التي يشرف عليها شيوخ وأساتذة قسنطينة، أمثال الشّيخ عبد الحميد ابن باديس، والأديب الشّيخ محمّد النجار.
أخذ النادي مركزا جميلا بالمدينة يطل بشرفاته على بطحاء باب الوادي، وتمّ افتتاحه يوم 13 من شهر ربيع الأول، من سنة 1932م، وألقى بالمناسبة أساتذة وشيوخ خطابات موجزة، منهم: الدكتور محمد الصالح بن جلول رئيس هيئة النادي، والشّيخ عبد الحميد ابن باديس، والأستاذ محمد المبارك الميلي، والأستاذ العربي بن بلقاسم التبسي.
11- جمعية السّلام: تمّ تكوين هذه الجمعية سنة 1934م، وحضر الاجتماع التأسيسي لها أعيان البلدة وعلماؤها، وترأسه الدكتور ابن جلول النائب العمالي لدائرة قسنطينة، وحضره الشّيخ المولود بن الموهوب مفتي البلدة، والسّيد حسن بن خلاف النائب العمالي لدائرة جيجل، والسّيد عبد الكريم بوصوف النائب العمالي لدائرة ميلة، والحكيم الأخضري النائب العمالي لدائرة قالمة، والحكيم سعدان النائب العمالي لدائرة باتنة، والسيد عمار بن جيكو العضو بالغرفة التجارية، ومن العلماء: إسماعيل زغيش، والأستاذ بيوض إبراهيم، والأستاذ شريف الصائغي، وجمع غفير من وجهاء قسنطينة.
12- جمعية محبي الفنّ: مجال نشاط هذه الجمعية يقتصر على النشاط الثقافي ،تهتم بنشر الروايات وتعرض المسرحيات، تحدثت جريدة النجاح عن دورها في الوسط الاجتماعي، فقالت: مازالت هاته الجمعية موالية سعيها في خدمة الفنّ، موسيقى وتمثيلا، بطريقة النقط، وقد هيأت معلما خاصا بتعليم هاته الدروس، وإضافة إلى اهتمامها بالفنّ، كانت تشجع الأدباء والمفكرين على الابتكار، وتنشر إشهار المسابقات الأدبية على صفحات أكثر من جريدة، وتعدّ لذلك جوائز معتبرة.
13- جمعية الشباب الفني: مهتمة بإحياء الفن التمثيلي والموسيقي، وغرضها جمع نخبة من الشباب تعمل لصالح المجتمع بما تقدمه من روايات مفيدة. كان يترأسها الأستاذ محمد الشريف بن الحاج السعيد، ونوابه: قرداشي محمد، وابن جيكو محمد الصالح، والصحفي أحمد بوشمال، ومدير الفرع التمثيلي جاقر محمد، ومدير الفرع الموسيقي عموشي إبراهيم.
وقد قدمت جمعية الشباب على المسرح البلدي بقسنطينة عدّة أعمال نشرت في بعض المجلات والجرائد، من بين ذلك رواية “شبان اليوم”، التي نشرتها الشهاب، وقالت عنها: بأنها رواية ذات ثلاثة فصول حوادثها من صميم حياة الأمة، حاول مؤلّفها تصوير مناظر من مجتمعات الشباب والتنفير منها، وقامت بتلخيص فصولها الثلاثة، الأول: في الحانة حول مواد الخمور، والثاني: حفلة الزفاف، والثالث: المحاكمة.
14- الجمعية الطرقية الدّينية الإسلامية: ضمّت في صفوفها جميع الزّوايا والطّرق الدّينية المعروفة في القطر الجزائري، ووضع المؤسّسون لها قانونا خاصا يشتمل على عشرة فصول، وأعضاؤها يتكوّنون من رؤساء الزوايا داخل القطر، ويديرها مجلس إدارة منتخب من أربعين عضوا، يسيرها رئيس ونائبان، وآمين مال ومساعده، وكاتب عام باللّسان العربي وآخر باللغة الفرنسية وثلاثة مراقبين، وبقية الأعضاء يمثلون الهيئة الاستشارية.
عقد اجتماع تأسيسها سنة 1937م، بالزّاوية التيجانية بالشّط بقسنطينة، وحضرته شخصيات معروفة أمثال: الشّيخ ابن الموهوب المدرس بالجامع الأعظم، وألقى كاتبها العام بيانا عن قوانينها ونظامها الدّاخلي وأسماء مجلس الإدارة، ومشاريعها وما تنوي القيام به من أعمال. ولخصت جريدة النجاح على صفحاتها محتوى هذا الملتقى وأهدافه ،وختمته بقولها: «ونحن باسم المعيّة الطّرقية الدّينية الإسلامية لعمالة قسنطينة، نشكر من صميم الفؤاد الذين حضروا، والذين تبرعوا، حاضرين أو غائبين، على ما أبدوا من الكرم الحاتمي والعطف الإنساني».
15- شباب الجامعة الإسلامية: هذه الجمعية بدأت نشاطها بتاريخ 20 مارس من سنة 1939م، وهدفها كما جاء في إعلان التأسيس، هو توسيع نطاق الدعاية للدّين الإسلامي وتعاليمه، بالوعظ والإرشاد، وإلقاء المحاضرات والخطب والمقالات الاجتماعية الدينية داخل قسنطينة، وهذه الجمعية تعتبر فرعا من فروع الجمعية الدّينية الطّرقية الإسلامية.
16- جمعية الحياة: تمّ الإعلان عن هذه الجمعية الثقافية يوم الثلاثاء 20 ديسمبر سنة 1939م، وأقيم حفل بالمناسبة حضره جمهور غفير من أهالي قسنطينة، إضافة إلى الهيئات الدينية والشرعية والعلمية، ورجال الصحافة العربية والفرنسية، والجمعيات على اختلاف أنواعها، منهم أعضاء من جمعية العلماء المسلمين، وكان من بين الحضور الشيخ محمد العيد بوشارب الهاملي مفتي سور الغزلان، ومحمد المهدي القالمي، ومحمد اسطنبولي، ومحمد العاصمي، وحضرها وزير المعارف المغربي الشيخ محمد حجي الذي كان في زيارة لمدينة قسنطينة وألقى بالمناسبة محاضرة ماتعة.
أمّا رئيس الجمعية فهو الأديب الشاعر الأستاذ أحمد الأكحل، الذي رحب في كلمته بالضيوف، وبيّن أهداف ومرامي جمعية الحياة، والتي من بينها التعريف بالفنون الثلاث (الموسيقى، والأدب، والرياضة).
17- جمعية الهلال التمثيلي: تحدثت جريدة النجاح عن هذه الجمعية، التي من أهدافها خدمة الفنّ التمثيلي العربي وترقيته، ونشرت على صفحاتها إحدى اجتماعاتها الدورية، التي تمّ فيها تجديد أعضاء إدارتها، بتاريخ 15 جمادى الأولى من سنة 1365هـ، بإحدى قاعات دار البلدية.
18- الكلية الكتّانية: تمّ افتتاح الكلية الكتانية الجديدة بالشط سنة 1907م، وأغلقت مدرسة سيّدي الكتاني التي بناها صالح باي، واستقرت بدلها إدارة الإذاعة المحلية سنة 1945م، وبداية من سنة 1946م أشرف الشيخ عمر بن الحملاوي رئيس الزاوية الحملاوية على تسيير المدرسة الكتانية، التي أصبحت تعرف بالمدرسة الكتانية القرآنية، لها كيانها الخاص بها إداريا وتربويا، وتتكون من قسمين: المدرسة الكتانية القرآنية الحرّة، والكلية الكتانية الشريفة، وكان من أساتذتها: الطاهر بن زقوطة، والزواوي بن الفقون، وعبد الحفيظ بن الحاج الصادق، وعبد الحفيظ الهاشمي، وعبد العلي الأخضري وغيرهم.
للموضوع مصادره