أحمد رضا حوحو المدرس الأديب الشهيد
محمد الطيب

أحمد رضا حوحو المدرس الأديب الشهيد

بقلم: محمد الطيب-

أحد أعلام الأدب الجزائري في القرن العشرين، وهو رائد القصة القصيرة في الجزائر، عُرِف بمناهضته للاستعمار الفرنسي ودعوته لمقاومة المحتل، ناقد ساخر، يهوى الفن والتمثيل والموسيقى ويعزف على آلة العود..

ولد في سيدي عقبة ببسكرة في 15 ديسمبر 1910، في السادسة من عمره أرسله أبوه ليلتحق بالمدرسة الابتدائية، ثم أكمل دراسته بسكيكدة باللغتين العربية والفرنسية، فحصل على شهادة الأهلية في 1927، لكنه منع من التعليم عام 1928، فأشتغل بمصلحة البريد لفترة قصيرة، ثم هاجر بعدها رفقة أهله إلى الحجاز، حيث التحق بكلية الشريعة في المدينة المنورة سنة 1935، وحصل منها على أعلى الدرجات في 1938، مما أهَّله للعمل بها وشارك في تحرير مجلة "المنهل"، وكذلك في مجلة الرابطة العربية المصرية، بقصص يترجمها من الأدب الفرنسي ومقالات، كما عُيِّنَ بعدها سكرتيرًا للتحرير لمدة عامين، ثم انتقل بعد ذلك إلى مكة المُكَرَّمَة وعمِل في مصلحة "الهواتف والبرق"، ثم عاد إلى الجزائر سنة 1946 بعد وفاة والديه، وانضم إلى جمعية العلماء وكان عضوًا نشِطًا بها، فعمل مدرسا، ثم عيِّن مديراً لمدرسة "التربية والتعليم" التي أسسها الشيخ ابن باديس، وبقي فيها ما يقارب سنيتن، ثم انتدب لإدارة مدرسة "التهذيب" بضواحي قسنطينة، ولم يمكث فيها إلا مدة قصيرة ليعود مجدداً لقسنطينة ليشتغل مفتشا للتعليم، ثم كاتبا عاما لمعهد ابن باديس.

وفي 25 سبتمبر من 1946 نشر أول مقال في "البصائر" تحت عنوان "خواطر حائر"، وفي 1948 انتخب عضو في المجلس الإداري لجمعية العلماء، وفي ماي 1949 شارك كممثل الجزائر في مؤتمر "باريس الدولي للسلام"، وفي 27 أكتوبر قام بتأسيس جمعية "المظهر القسنطيني" للمسرح والموسيقى ومن خلالها عرض مسرحيات كـ "البخيل، ملكة غرناطة، وبائعة الورود"، واشتغل أيضا في الإعلام بمقالات في جريدة "البصائر" بعناوين: ما لهم لا ينطقون؟ ما لهم يثرثون؟ كما كتب في جريدة "الشعلة الأسبوعية" الصادرة بقسنطينة بأسلوب تهكمي ساخر لجلب انتباه القارئ، ومن مؤلفاته في مجال القصص "غادة أم القرى (1947)، مع حمار الحكيم (1953)، صاحبة الوحي (1954)، الأديب الأخير، يأفل نجم الأدب، وابن الوادي.."، وهو رائد القصة القصيرة الجزائرية، وقد ترجم أيضًا العديد من الكتب الأدبية من الفرنسية كـ "نماذج بشرية" (1955)...

قال الأستاذ عبد الرحمان شيبان: "يمتاز أدب الأستاذ حوحو بطابع الخفة والصدق والانتقاد، فإنك لا تكاد تقرأ له فصلا من فصوله أو قصة من قصصه أو تشاهد له مسرحية من مسرحياته حتى يفاجئك هذا الثالوث الجميل وتبعث من نفسه الحقيقة الصادقة النافذة، فهو خفيف في كلامه، وفي حركته وسكونه وهو يعالج من الشؤون بكل صدق"

وفي 29 مارس 1956 اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة، واعتقل حوحو من منزله مساء، وسجن بالكدية باعتباره مسئولًا عن أعمال تحريض وعنف تُرتكب ضد المستعمِر، وهُدِّدَ بالإعدام، ومنه حُوِّل إلى جبل الوحش وتم إعدامه هناك، وعمره 46 سنة، وبعد الاستقلال وجد جثمانه برفقة ثمان جثث أخرى مدفونة بشكل جماعي بوادي حميمين ليعاد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب، كان شهيد النضال، نضال الكلمة والوطن، حين حمل أمانة الثورة بنوعيها الاجتماعي والسياسي، وخط لأدب جزائري خاص، رحمه الله.

لا تعليقات

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.