
ترجمة الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي الحسني (832-895 هـ)
بقلم: نزار حمادي -
هو الإمام أبو عبد الله محمد ابن الولي الصالح أبي يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب السنوسي، وبه عرف. فالسنوسي نسبة لقبيلة بني سنوس بالمغرب، والحسني نسبة للحسن بن علي من جهة أم أبيه.
كان رحمه الله إماماً عالماً عَلَماً من أئمة أهل السنة وممن أظهر الله به الدين وأسّس أصوله. تبحّر في العلوم كلها، وبلغ من الورع والزهد الغاية القصوى، وتخرّج بمشايخ أجلة يأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى.
وقد ألَّف تلميذه الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر الملالي مجلَّداً في مناقبه، وذكر أشياخه وما ظهر من كراماته في حياته وبعد مماته، وسماه (المواهب القدوسية في المناقب السنوسية)، ومنه نستخلص هذه الإشارات في ترجمة الإمام السنوسي.
نشأته وتربيته:
نشأ الإمام السنوسي فاضلاً مباركاً ديناً ورعاً في كنف والده العالم الولي الصالح يوسف السنوسي، فحفظ على يديه القرآن في صغره، وأخذ عنه مبادئ العلوم الشرعية، ولا شك أنه قد كان لتلك الأبوة التي حظي بها الأثر البعيد في توجيهه لتلقي سائر العلوم العقلية والشرعية على أعيان علماء تلمسان آنذاك، سيما أنّ علامات النبوغ قد ظهرت على الإمام السنوسي مبكراً كما صرح بذلك مشايخه، حتى إن الإمام ابن مرزوق الحفيد كان إذا لقيه يضع يده على رأسه ويقول: (نقرة خالصة) إشارة إلى صفاء معدن السنوسي وتميزه عن أقرانه. (وقد كان – رحمه الله تعالى – ممن يشار إليه بالصلاح في صغره؛ لكثرة حيائه وصمته وكثرة صدقته على الفقراء والمساكين وعظيم شفقته ورحمته، وغير ذلك من محاسنه التي جُبل عليها في صغره)(1)، وقد ذكر الملالي طرفاً منها في (المواهب القدوسية).
علمه:
لخّص الشيخ الملالي مكانة الإمام السنوسي العلمية قائلاً: (اعلم أن العلم ينقسم إلى علم ظاهر وهو علم الشريعة، وباطن وهو علم الحقيقة، وهو أفضل العلوم، وقد جمع الله تعالى للشيخ – رضي الله تعالى عنه – بين العلمين على أكمل وجه؛ أما العلوم الظاهرة، فقد فاز منها بأوفر نصيب، وحاز في الفروع والأصول السهم والتعصيب، ورمى إلى كل فضيلة ومكرمة بسهم مصيب، ولهذا كان – رضي الله تعالى عنه – لا تتحدث معه في علم من العلوم إلا تحدّث معك فيه، حتى يقول السامع: إنه لا يُحسِن غير هذا العلم، لا سيما علم التوحيد وعلم المعقول، وقد شارك الفقهاء في العلوم الظاهرة، ولم يشاركوه في العلوم الباطنة، بل زاد على الفقهاء في العلوم الظاهرة زيادة لا يمكن وصفها: وهو حل إقفال المشكلات، وما يعرض من الشُّبَهِ والدواهي المعضلات، لا سيما علم التوحيد، وهذا هو العلم على الحقيقة الذي يُعرَف به حقائق الأشياء ويزيل بأنوار علومه وفهومه من القلب داءَ الشُّبَهِ وضروب الشكوك والامتراء). اهـ(2).
وقد عُرف الإمام السنوسي بتصانيفه المتقنة والمتنوعة المستويات في العقائد الإسلامية على منهج أهل السنة الأشعرية، فقد بالغ في إيضاح الأدلة وَرَدِّ الشبهات، وصنَّف للمبتدئين والمتوسطين والمنتهين، فبدءاً بالمتون المختصرة الواضحة كالعقيدة الصغرى وشرحها، وصغرى الصغرى وشرحها الّذين يُحصِّلان لقارئهما وفاهمهما العلمَ بأصول الدين الإسلامي بطريقة سهلة واضحة، انتهاءً بشرح كتاب (جواهر العلوم) للعلامة عضد الدين الإيجي، وهو من أدق ما كتب في علم أصول الدين والرد على الفلاسفة ومن نحى نحوهم من المعتزلة والمشبِّهة من المخالفين لعقائد أهل السنة، وعدد مصنفاته رضي الله عنه في أصول الدين وتنوعها يبيّن مدى اهتمامه بذلك العلم الذي تقرَّر اتفاقاً أنه أشرف العلوم وآكدها، وقد قال الشيخ الملالي ناقلاً عنه: (وسَمعتُه – رضي الله تعالى عنه – يقول ما معناه: إنه ليس ثَمَّ علمٌ من العلوم الظاهرة يورث المعرفة بالله تعالى والخشية منه والمراقبة إلا علم التوحيد، وبه يفتح اللهُ له فهم سائر العلوم كلها، وعلى قدر معرفته به يزداد خوفه من المولى تبارك وتعالى وقربه منه). اهـ(3).
ثم قال: وبالجملة، فشيخنا ومولانا وسيدنا وإمامنا لا يعادله أحد في معرفته بالتوحيد ولا نظير له فيه، بل لا نظير له في كل شيء، ولا تجد بعده من يشفي لك الغليل ويزيل داء الشكوك والشُّبَهِ والدواهي المعضلة من القلب العليل، ولم يبق في هذا الزمان الكثيرِ الشرَّ القليلِ الخيرَ في الغالب إلا من يحفظ المسائل من الكتب من غير تحقيق ولا دليل). اهـ(4).
شيوخه:
إضافة إلى البيئة العلمية التي نشأ فيها الإمام السنوسي، والتي أنجبت فحول علماء الغرب الإسلامي آنذاك، كالإمام الشريف التلمساني، والإمام محمد بن عرفة، والإمام سعيد العقباني، وغيرهم ممن كان لهم الأثر الكبير في توجّهه العلمي وفي تصنيفه، إضافة إلى جميع ذلك فقد تتلمذ على ثلة من العلماء الأجلة الذين ساهموا في استكمال تكوينه العلمي في شتى العلوم العقلية والنقلية، وفيما يلي ثبت بأبرزهم:
أبو يعقوب يوسف بن عمر بن شعيب، السنوسي نسبة إلى القبيلة المعروفة بالمغرب من قبل أبيه، الحسني نسبة إلى سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، والد الإمام السنوسي، نعته الشيخ الملالي بالشيخ الصالح المبارك الزاهد العابد الأستاذ المحقق المقرئ الخاشع المقدّس المرحوم، وذكر أنه في عدد أشياخ الإمام السنوسي، حيث إنه قرأ عليه بعض القرآن العزيز في صغره.
نصر الزواوي التلمساني(5). كان عَالِماً محقِّقاً زاهداً عابداً ولياً صالحاً ناصحاً، من أكابر تلاميذ الإمام محمد بن مرزوق. أخذ عنه الإمام السنوسي كثيراً من العربية ولازمه كثيراً.
الحسن بن مخلوف بن مسعود المزيلي الراشدي، الشهير بـ: أبركان(6) (ت868هـ) فقيه عالم من كبار علماء تلمسان. من أبرز مشايخ الإمام السنوسي، وقد انتفع به كثيراً وكان يحبه ويدعو له.
محمد بن قاسم بن تُوْنَرَتْ الصنهاجي التلمساني(7): العلامة الفقيه المشارك المحقِّق. وذكر الملالي أن الإمام السنوسي قرأ عليه في زمن صغره جملة من الحساب والفرائض.
أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن علي القرشي الشهير بالقلصادي(8) (ت891هـ): فقيه عالم بارع، له تآليف عديدة أكثرها في الحساب والفرائض. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي قرأ عليه جملة من الحساب والفرائض، وأجازه القلصادي في جميع ما يرويه.
أبو الحجاج يوسف بن أحمد بن محمد الشريف الحسني(9). كان فقيهاً وجيهاً نزيهاً، عالماً أستاذاً مقرئاً محققاً. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي قرأ عليه القرآن الكريم بالمقارئ السبعة المشهورة من أم القرآن إلى آخره ختمتين، زاد من الختمة الثالثة قدراً صالحاً، وأجازه فيها وفي جميع مروياته.
أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن عيسى العيادي الشهير بابن العباس (ت871هـ(10): نعته الملالي بالشيخ الإمام العامل الحافظ المحصل المتفنن الصالح البركة، وذكر أن الإمام السنوسي قرأ عليه شيئاً من علم الأصول، وقرأ عليه من كتب المنطق (الجمل) للخونجي من أوله إلى آخره في مدة يسيرة نحو ثلاثة أيام (11).
محمد بن أحمد بن عيسى المغيلي الشريف الشهير بالجلاب(12) (ت875هـ): الفقيه النوازلي. ذكر الملالي أن الإمام السنوسي كان يحدثه عن شيخه الجلاب فيقول: هو حافظ لمسائل الفقه. وذكر أيضاً أن بعض الفقهاء أخبروه بأن الإمام السنوسي كان يقرأ عليه المقدمة، وأن بعض الطلبة ذكر له أنه ختمها عليه مرتين.
أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الحباك. قال الملالي: الشيخ الأجلّ الصالح المعدّل، قرأ عليه الشيخ السنوسي رضي الله عنه كثيراً من علم الاسطرلاب، وقد ذكره الشيخ في شرح الأرجوزة التي ألفها شيخه المذكور وصرّح فيه بأنه شيخه، وسمى قصيدته بـ(بغية الطلاب في علم الاسطرلاب).
أبو الحسن علي بن محمد السنوسي الشهير بالتالوتي(13) الأنصاري (ت895هـ)، أخو الإمام السنوسي لأمّه، نعته الملالي بالشيخ الفقيه الحافظ المتفنن العالم الصالح البركة، وكان حافظاً لكتاب ابن الحاجب الفرعي مستحضِراً له وكان بين عينيه، وذكر أن الإمام السنوسي أخذ عنه في زمن صغره رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
أبو القاسم الكناشي البجائي نعته الملالي بالشيخ الإمام العالم الورع الصالح، وذكر أن الإمام السنوسي وأخوه التالوتي قرآ عليه كتاب (الإرشاد) لأبي المعالي الجويني في أصول الدين، وأجازهما جميع مروياته.
أبو زيد عبد الرحمن الثعالبي، صاحب تفسير (الجواهر الحسان) وغيره من المصنفات المفيدة، نعته الملالي بالشيخ الإمام حجة الإسلام العالم العامل الزاهد العابد الورع الصالح الولي الناصح. وقال: قرأ الشيخ السنوسي – رضي الله عنه – عليه صحيح البخاري ومسلم وغيرهما من كتب الحديث.
تلاميذه:
سخّر الإمام السنوسي جُلَّ وقته لتعليم العلوم الشرعية والعقلية، وقد ذكر الملالي أن درسه كان يزخر بطلبة العلوم الذين وجدوا فيه ضالتهم، وذلك لما في درسه من البيان بالتلطف وترقيق القلوب والصدق والإخلاص وغيرها من الخصال التي عرف بها الإمام السنوسي، وقد حفظت لنا بعض كتب التراجم ثلة ممن تخرجوا به أو جالسوه لتلقي بعض العلوم عليه، فمنهم:
محمد بن عمر بن إبراهيم الملالي التلمساني (كان حياً سنة 897هـ). وهو صاحب (المواهب القدوسية في المناقب السنوسية) الذي ترجم فيه لشيخه الإمام السنوسي وتكلم فيه على جميع نواحي حياته العلمية والأخلاقية وغير ذلك مما لا يوجد في غيره من الكتب. وله أيضاً شرح وجيز على العقيدة الصغرى المعروفة بـ(أم البراهين).
بلقاسم بن محمد الزواوي، من أكابر أصحاب الإمام السنوسي وقدمائهم(14).
محمد بن أبي مدين التلمساني، نقل الحضيكي في طبقاته عن أبي عبد الله بن العباس قوله عن أبي مدين: شيخنا كان علامة فاضلاً، أحيا علوم الشريعة، علم الأعلام، حائز قصب السبق معقولاً ومنقولاً سيما علم الكلام، بل المعقول بأسره. تفقهت عليه في كتب شيخه السنوسي وصحيح البخاري وغير ذلك، وكان حياً قرب العشرين وتسعمائة(15).
محمد بن صعد التلمساني (ت901هـ). قال الحضيكي: الفقيه العالم المحصل، أخذ رضي الله عنه عن الإمام ابن العباس والحافظ التنسي والسنوسي. وألف: (النجم الثاقب فيما للأولياء من المناقب(16) وغيره.
أحمد بن محمد المعروف بابن الحاج البيدري التلمساني (توفي نحو سنة 930هـ)، أديب لغوي له تآليف كثيرة(17)
محمد القلعي، من كبار تلاميذ الإمام السنوسي، فقيه متصوف، له (الأسئلة القلعية)(18)
محمد بن عبد الرحمن الحوضي،(19) (ت910هـ) الفقيه الأصولي التلمساني. كان رضي الله عنه عالماً شاعراً مكثراً، له نظر في العقائد وهو (واسطة السلوك)، وقد شرحها الإمام السنوسي بطلب منه.
مصنفاته:
لقد ظهرت علامات نبوغ الإمام السنوسي وثمرات جده واجتهاده في طلب العلوم باكراً، حيث إنه أتم أول مصنف له وفي أصعب العلوم في سن الثامنة عشر أو التاسعة عشر، قال الملالي: (لمّا فرغ الشيخ – رضي الله تعالى عنه – من جمع هذا التقييد [وهو المقرِّب المستوفي في شرح فرائض الحوفي] اطلع عليه الشيخ الولي العارف بالله تعالى سيدي الحسن بن مخلوف الشهير بأبركان – رضي الله تعالى عنه -، فنظر فيه وتأمله كله فأعجبه كثيراً، ثم أمر بإخفائه وعدم ظهوره، وقال: لا تظهروا هذا الشرح إلا بعد حين! وأظنه قال: حتى يبلغ عمرُ مؤلفه أربعين سنة، وقال: هذا الشرح لا نظير له فيما علمت، فإذا ظهر هذا اليومَ مع صغر سن المؤلف ربما يُحسَد عليه وتصيبه العين، أو كما قال، فلم يظهر الشرح إلا بعد حين). اهـ.
ثم توالت كتبات الإمام السنوسي في شتى العلوم وأدقها، سيما علم التوحيد، وجلها قد اشتهر وبسط لها القبول بين العوام والخواص شرقاً وغرباً، ولا تزال تدرس إلى يومنا هذا كعقائده المباركة التي وُضِعَتْ عليه شروحٌ وحواشي لا تحصى كثرة، ومنها ما لم يتمه رحمه الله تعالى كتفسيره للقرآن العزيز وغيره، ومنها ما يعتبر في عداد المفقود. وفيما يلي ثبتٌ بالكتب التي أحصاها له تلميذه الشيخ الملالي بالترتيب الذي ذكره:
1- (المقرِّب المستوفي في شرح فرائض الحَوْفِي).
2- (عقيدة أهل التوحيد المُخرِجةُ بعون الله من ظلمات الجهل وربقة التقليد المرغمة بفضل الله تعالى أنف كل مبتدع وعنيد).
3- (شرح العقيدة الكبرى) المسمى بـ: (عمدة أهل التوفيق والتسديد في شرح عقيدة أهل التوحيد).
4- (العقيدة الوسطى).
5- (شرح العقيدة الوسطى).
6- (العقيدة الصغرى) الشهيرة بـ: (ذات البراهين).
7- (شرح العقيدة الصغرى).
8- (عقيدة صغرى الصغرى).
9- (شرح صغرى الصغرى).
صفحة 17
10- (عقيدة صغرى صغرى الصغرى).
11- (المقدّمات).
12- (شرح المقدّمات).
13- (شرح واسطة السلوك)، وهو شرح على عقيدة مرجزة وضعها صاحبه الفقيه الأجل أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحوضي.
14- (المنهج السديد في شرح كفاية المريد).
15- (شرح الأسماء الحسنى) (موضوع التحقيق).
16- (شرح التسبيح).
17- (مكمِّل إكمال الإكمال).
18- (شرح صحيح البخاري).
19- (شرح مشكلات البخاري).
20- (اختصار شرح الزركشي على صحيح البخاري).
21- (اختصار حواشي التفتازاني على كشاف الزمخشري).
22- (شرح مقدّمة ابن ياسمين).
23- (شرح الجُمَلِ) وهو متن الخونجي الشهير في المنطق.
24- (شرح إيساغوجي في المنطق) والمتن للشيخ أبي الحسن إبراهيم بن عمر بن الحسن الرباط بن علي بن أبي البقاعي الشافعي.
25- (شرح مختصر ابن عرفة في المنطق).
26- (المختصر في المنطق).
27- (شرح المختصر في المنطق).
28- (شرح بغية الطلاب في علوم الاسطرلاب).
29- (شرح أرجوزة ابن سينا في الطب).
30- (اختصار لكتاب في القراءات السبع).
31- (شرح الشاطبية الكبرى).
32- (شرح المدونة).
33- (شرح الوغليسية) في الفقه.
34- (نظم في الفرائض).
35- (اختصار كتاب الرعاية للمحاسبي).
36- (اختصار الروض الأنف) للسهيلي.
37- (اختصار بغية السالك في أشرف المسالك) وهو تأليف للساحلي.
38- (شرح أبيات في التصوف) تنسب للإمام الألبيري، وصدرها:
رأيت ربي بعين قلبي … فقلت لا شك أنت أنتَ
39- (شرح أبيات في التصوف) لبعض العارفين، وصدرها:
تطهر بما الغيب إن كنت ذا سرّ
وهي ثلاث أبيات.
40- (شرح لبيتين لبعض العارفين في التصوف). أولها:
شمس النهار تغيب بليل … وشمس الليل لا تغيب
41- (شرح المرشدة) لابن تومرت.
42- (الدر المنظوم في شرح قواعد ابن آجروم).
43- (شرح جواهر العلوم) لعضد الدين الإيجي في علم الكلام.
44- (تفسير القرآن العزيز).
45- (تفسير سورة ص وما تحتها من السور).
قال الملالي: فهذا ما علمت من تآليفه رضي الله عنه، وزد مع ذلك ما كتبه من الأجوبة على المسائل التي ترد عليه في جل الأوقات، وبعض الأجوبة يحسن أن يعدها من تآليفه رضي الله عنه لكبرها واستقلالها بنفسها، وما كتب من المواعظ والوصايا والرسائل والحجب التي يطلب فيها، وما نسخ بيده من تصانيف العلماء ودواوين القدماء. اهـ.
وزاد التنبكتي في (كفاية المحتاج)(20)
46- (تعليق على ابن الحاجب الفرعي).
47- (تفسير (المعدة بيت الداء)).
وفاته رحمه الله تعالى:
قال الملالي: (كانت مدّة مرضه عشرة أيام، وفي كل ساعة يتقوى مرضه ويتضاعف ألمُه وتضعف قوته وحركته ويقل لسانه، وهو مع ذلك ثابت العقل، يتأوّه ولا أَنَّ بالكلية، ثم تجده مع ذلك يكلّم من كلّمه ويسلّم على من سلّم عليه أو يشير له، فلمّا قرب أجله بثلاثة أيام دخلته سكرات الموت، فرجع يتأوّه بالقهر ويميل يميناً وشمالاً. ثم قال: وتوفي – رحمه الله ورضي عنه – يوم الأحد بعد العصر، الثامن عشر من جمادى الآخرة من عام خمسة وتسعين بعد ثمانمائة (895هـ).
نسأله سبحانه أن يقدّس روحه وأن يسكنه في أعالي الفردوس فسيحه، وأن يجعله ممن يتنعّم في كل لحظة برؤية ذاته العلية العديمة النظير والمثال، وأن ينفعنا به في الدنيا والآخرة، وأن يجمعنا معه بفضله وكرمه في أعلى المنازل الفاخرة بجاه سيدنا ونبينا ومولانا محمد – صلى الله عليه وسلم وعلى آله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشة ومداد كلماته) اهـ.
الهوامش:
[1] المواهب القدوسية، للملالي. (مخ).
[2] المصدر السابق.
[3] المواهب القدوسية، للملالي. (مخ).
[4] المصدر السابق.
[5] ترجم له في: كفاية المحتاج ص445، وطبقات الحضيكي 1/ 234.
[6] ترجم له في: المواهب القدوسية، ونيل الابتهاج ص109.
[7] ترجم له في: المواهب القدوسية، ونيل الابتهاج ص321.
[8] ترجم له في: المواهب القدوسية، ونيل الابتهاج ص209.
[9] ترجم له في: المواهب القدوسية، ونيل الابتهاج ص354، وطبقات الحضيكي 2/ 617.
[10] ترجم له في: المواهب القدوسية، والبستان ص223.
[11] المواهب القدوسية، للملالي.
[12] ترجم له في: المواهب القدوسية، والبستان ص236.
[13] ترجم له في: المواهب القدوسية، وشجرة النور ص266.
[14] راجع ترجمته في: البستان، ص71.
[15] طبقات الحضيكي 1/ 250، وراجع ترجمته في: شجرة النور ص275، وكفاية المحتاج ص344.
[16] طبقات الحضيكي 1/ 244، وراجع ترجمته في: شجرة النور ص268.
[17] راجع ترجمته في: نيل الابتهاج ص88، والبستان ص8.
[18] راجع: البستان ص272.
[19] راجع ترجمته في نيل الابتهاج ص332، طبقات الحضيكي 1/ 244، الأعلام 6/ 195.
[20] 1 / 208
المصدر: شرح الأسماء الحسنى، تأليف محمد بن يوسف السنوسي، تحقيق نزار حمادي، دار النشر: المعارف بيروت.