الشيخ محمد خير الدين… من أعلام الجزائر

بقلم: الشيخ محمد الحسن فضلاء-

الشيخ محمد خير الدين رائد من رواد الأوائل، و عالم من علمائنا المصلحين، و أحد أقطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في عهدها الأول والثاني، ونائب رئيس الجمعية في عهدها الثاني. له نشاط واسع في تأسيس المدارس وباع  طويل في كل الميادين الدينية و الاجتماعية والسياسية.

مولده و تعلمه و عمله

ولد في (فرفار) و هي واحة من واحات الزيبان في شهر ديسمبر 1902، واهتم والده بتربيته و تربية إخوته تربية دينية إسلامية، فغرس في تفوسهم حب الفضيلة و تعوّد أداء الصلوات في أوقاتها و تعلم القرآن الكريم.

وعندما حفظ القرآن العظيم ارتحل- في طلب العلم إلى قسنطينة، وانضم إلى (مسجد الأربعين شريفا) و تعلم فيه النحو و الفقه على الشيخ الطاهر بن زكوطة الذي اشتغل فيه بالإمامة و التدريس، و هو أحد علماء قسنطينة.

وفي سنة 1918 هاجر إلى تونس و أقام في الزيتونة سبع سنوات حصل بعدها على (شهادة التطويع) وذلك في سنة 1925 .

في طريق الخطة العملية:

و في طريق عودته من تونس عرَّج على الشيخ عبد الحميد بن باديس كبقية زملائه العائدين من الزيتونة للاتفاق معه على طريقة العمل.

وفي سنة 1928 وجّه الأستاذ ابن باديس دعوته إلى الأساتذة العائدين من تونس و المشرق العربي الذي رأى فيهم مقدرة و استعدادا للعمل في سبيل الدين والوطن، و لبّى دعوته الأساتذة: محمد البشير الإبراهيمي، مبارك الميلي، الطيب العقبي، العربي التبسي، السعيد الزاهري، محمد خير الدين، و اجتمع هؤلاء القادة في أول اجتماع لهم في إدارة مجلة الشهاب، و مشاعر الجميع تفيض حماسا وعزيمة صادقة، و استعدادا للتضحية في سبيل الله و الوطن.

خطة العمل ما يلي:

تكوين لجنة منهم للتسيير و التنفيذ.

إنشاء مدارس الحرَّة لتعليم اللغة العربية و التربية الإسلامية.

الاتزام بإلقاء دروس الوعظ و الإرشاد لعامة المسلمين في المساجد الحرَّة و الجولان في أنحاء الوطن لتبليغ الإصلاح لجميع الناس.

الكتابة في الصحف و المجلات لتوعية طبقات الشعب.

إنشاء النوادي العربية للاجتماعات و إلقاء الخطب و المحاضرات.

إنشاء فرق الكشافة الإسلامية للشباب في كافة أنحاء البلاد.

العمل على إذكاء روح النضال في أوساط الشعب لتحرير البلاد من العبودية و الحكم الأجنبي، لأن مبدأ الجمعية الذي يجب أن تسير عليه هو إتباع هدي الرسول صلى الله عليه و سلم الذي علم أصحابه أولا العقيدة  و الإسلام ثم سلَّحهم بالسيوف و أدوات القتال فكلا السلاحين لا يغني أحدهما عن الآخر.

المهام التي تولاها في نطاق الجمعية:

تولى امتياز جريدة منذ صدورها في 27 ديسمبر 1935 إلى أن توقف عند العدد 180 في 25 أوت 1939 و الجمعية هي التي أوقفتها حتى لا تكون مضطرة إلى نشر ما يخالف مبادئها و كذلك فعلت بمجلة شهاب.

تولى نيابة رئاسة الجمعية في عهدها الثاني من 1946 إلى 1956 .

تولى نيابة إدارة معهد ابن باديس بقسنطينة.

ترأس لجنة التعليم.

جال في طول الجزائر و عرضها شرقا و غربا و شمالا و جنوبا لتأسيس المدارس و تدعيمها و إذكاء روح النضال فيها و تحرير الناس من الخرافة و الدروشة والاستعداد و العودة إلى الأصالة.

واندلعت الثورة التحريرية:

وحين انطلقت الثورة التحريرية وقف أمام تلاميذ معهد ابن باديس وأساتذته محرّضا على الدخول في خضم الجهاد السياسي و العسكري فبدأ بنفسه و أخذ يعمل في ميادين جبهة التحرير الوطني مع قادتها إلى أن كلّف بمهمة و مسؤولية في المغرب الأقصى فالتحق بها و ظل مكافحا إلى الاستقلال.

فكان المنصب الأول الذي تولاه في عهد الاستقلال هو نيابته في المجلس الوطني الجزائري من 1962 إلى 1964.

وأخيرا تولى شؤون أمواله و تجارته مع إخوته و ذويه واستقر بالجزائر العاصمة و استقر بالجزائر العاصمة في حي بير الخادم.

وفاتــه:

وتوفي- رحمه الله- يوم 26 جمادى الثانية 1414 ه يوافقه 10 ديسمبر 1993م عن عمر ثمانية و تسعين عاما رحمه الله و حشره مع العلماء العاملين و الصالحين وأسكنه فرادسس الجنان.

آثاره و إنتاجه:

يملك مكتبة هائلة زاخرة بشتى أمهات الكتب القديمة و الحديثة من كل فن من فنون المعرفة، وقد قدمها كلها هدية لمكتبة الجامعة الإسلامية بقسنطينة.

أصدر الكتاب الأول (مذكرات الشيخ محمد خير الدين) و الكتاب يشتمل على كل نشاطه منذ صغره إلى قيام الثورة التحريرية.

و أصدر الكتاب الثاني الذي يتحدث على كل نشاطه منذ قيام الثورة التحريرية إلى غاية الاستقلال.

 

* من كتابمن أعلام الإصلاح في الجزائر للشيخ محمد الحسن فضلاء



آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.