الشيخ أحمد بن أبي زيد قصيبة عالم زيتوني من علماء الأغواط
بقلم : محمد رميلات-
الشيخ أحمد قصيبة هو أحد العلماء الذين تخرجوا في جامع الزيتونة المعمور بشهادة التطويع وهي تعادل شهادة الماجستير في عصرنا الحالي ، وكان أعلام الزيتونة في ذلكم العصر أشحاء بالشهادات والإجازات إلا مَن أخذها بحقها وعن جدارة واستحقاق.
وبعد أربعة أعوام من التحصيل العلمي في جامع الزيتونة من سنة 1933 إلى 1937 عاد الشيخ قصيبة إلى مسقط رأسه الأغواط وهنالك اشتغل بالتدريس ثم تولى رئاسة تحرير جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم انضم إلى اللجنة الثورية التي أسسها الشيخ الشهيد سي زيان عاشور وهو أحد مشايخ الزاوية المختارية وبعد ما نالت الجزائر استقلالها تولى إدارة الشؤون الدينية لمنطقة الواحات التي كانت تضم آنذاك غرداية والأغواط وورڨلة، وكانت المناصب آنذاك تسند للعلماء الأعلام وللمشايخ العظام ، ثم تولى الشيخ أحمد قصيبة إدارة المعهد الأصلي بين سنتي 1964 و1979 وكان المعهد آنذاك يؤطر رجال التعليم ويقدم لهم تكوينا رصينا مكيناً ولذلك كان مستوى المتمدرسين خلال سنوات السبيعينات والثمانينات أمثل طريقة وأقوم منهاجا.
الشيخ أحمد بن أبي زيد قصيبة هو أحد شيوخ جمعية العلماء ، بل من أعضائها البارزين في عهدها الثاني ، وله ثلاث كتب مخطوطة لم تُطبع ولم أقف على عناوينها ، كما كتب الشيخ رحمه الله في مجلة الأصالة مقالات ذات معنى ومبنى، وفر الآن ذاته كانت مساجد الأغواط لا تخلو من دروس ومواعظ الشيخ أحمد قصيبة ... وكان الشيخ رحمه الله أحد أعيان الأغواط الذين لا يُشق لهم غبار ولا يُراد لهم قرار ، بل كان مسموع الكلمة من كل قبائل المنطقة.
ولد الشيخ قصيبة رحمه الله سنة 1919 بمدينة الأغواط، وتعلم العربية وحفظ القرآن في الزاوية الرحمانية بها . وتردد على المدرسة العربية ، وأخذ آداب اللغة العربية وفنونها عن الشيخ سعيد الزاهري ثم انتقل إلى جامع الزيتونة وتخرج فيه سنة 1937 ولما عاد إلى الوطن شمر عن ساعده فقضى أغلب أيام عمره بين المحابر والمنابر معلما ومرشدا ومكونا إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى يوم الاثنين 24 محرم 1415 ﻫ ، الموافق لـ 4 جوان 1994، عن عمر ناهز الخامسة والسبعين عاما ، نسأل الله له الرحمة والمغفرة والرضى والرضوان .