العلامة محمد الصغير الأخضري البسكري حياته وآثاره

بقلم: يوسف بن حسين خنفر-

رغم أنَّ الجزائريين لم يؤلفوا كثيرًا في علوم اللغة فإنهم اهتموا بالنحو خصوصًا، وتركوا لنا إنتاجًا طيبًا فيه، ومنذ يحيى بن معطي الزواوي(1) (ت628هـ) تركزت العيون على زواوة باعتبارها مدرسة هامة لعلم النحو، وبالإضافة إلى زواوة اشتهرت خنقة سيدي ناجي(2) بالنحو(3).

وقد حظيت ألفية بن مالك في علم النحو بقدر كبير من الاهتمام لدى الجزائريين، فقد كانوا يحفظونها، ويتدارسون ما فيها دون كبير عناء، فهذا الحاج محمد المناوي(4) (ت955هـ) كان يقول: « ألفيةابن مالك عندنا كخبز الجلوس»(5)، ومن العلماء الذين اعتنوا بمتن الألفية وأقاموا حولها مؤلفات نجد إبراهيم بن فائد الزواوي(6) (ت857هـ) الذي شرح ألفية ابن مالك(7) في مجلد واحد، وشهاب الدين أحمد بن محمد المقري(8) الذي ألّف شرحًا سمَّاه التحفة المكية في شرح الأرجوزة الألفية(9) فرغ منه سنة (847هـ).

وكان محمد الصغير الأخضري البسكري من بين العلماء الذين شرحوا هذا المتن. فهو محمد الصغير الأخضري البسكري ؟.

1- اسمه ونسبته:

هو محمد الصُّغيَّر - بضم الصاد وفتح المعجمة وفتح الياء مشددة مصغرًا(10)- بن محمد بن عامر  الأخضري (11) بن عامر الأخضر بن عامر بن رياح(12) الشهير بالبسكري(13).

وقد ورد في بعض المصادر أن اسمه (الصُّغيَّر)(14) دون لفظة (محمد)، من ذلك ما ذكره ولده عبد الرحمن الأخضري في شرحه لمنظومته "السلم المرونق":

قَدِ انْتَهَى بِحَمْدِ رَبِّ الفَـلَـقِ *** مَا رُمْـتُـهُ مِنْ فَنِّ عِلْمِ المَنْطِقِ

حيث قال:" هذا البيت لوالدنا سيدنا الصغير بن محمد رضي الله عنه " (15).

غير أنه يمكن أن يقالإنه لا تعارض بين الصغير ومحمد الصغير لأنَّ كثيرا من الأسماء التي تتركب من اسمين أولهما محمد مثل: (محمد الصغير) قد يدرج الناس فيها على إسقاط اسم محمد تخفيفاً.

أما والده فقد ورد في بعض المصادر أنه (محمد عامر) (16) بإسقاط (بن)، والاحتمال الراجح أن اسمه محمد، وهذا بالنظر لما أورده حفيده عبد الرحمن الأخضري في كلامه الذي نقلناه قبل أسطر.

أما بالنسبة لـ (رياح) التي ورد ذكرها في كتب بعض من ترجموا للعلامة الأخضري- الابن- فيذكر ابن خلدون أن رياح لها فرع يسمى الأخضر أو أخضر نزل هذا الفرع ببسكرة(17).

وذكر بعض الشراح أن لقب (الأخضري) نسبة إلى الجبل الأخضر بليبيا، كما ذهب إلى ذلك الميناوي حيث قال: «الأخضري نسبة إلى الجبل الأخضر بالمغرب على ما ذكره لي بعض الطلبة من المغاربة» (18)، وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه نور الدين عبد القادر، إذ يقول:« قيل نسبة إلى الجبل الأخضر بطرابلس لأن أسلافه أقاموا به »(19).

أما نسبه فيعود إلى الصحابي الجليل العباس بن مرداس السلمي، حيث يؤكد العلامة عبد الرحمن الأخضري هذا النسب بقوله:« ... والأخضري نعت لعبد وهو تعريف لنسبنا على ما اشتهر في ألسنة الناس وليس كذلك بل المتواتر عن أعالي أسلافنا أن نسبنا للعباس بن مرداس السلمي»(20).

2- مولده ونشأته:

ولد العلامة محمد الصغير البسكري في أسرة عربية اشتهرت بالعلم والتقوى عبر قرون عديدة(21)، ونشأ ببلدة بنطيوس(22)، إحدى قرى الزاب(23) القبلي التي تبعد عن بسكرة مسافة تزيد عن ثلاثين كلم(24)، وبسكرة – بكسر الكاف أو بفتحها- كما قال ياقوت الحموي: بلدة بالمغرب من نواحي الزاب(25)، فيها نخل وشجر، وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات، وأهلها علماء على مذهب أهل المدينة، وبها جبل ملح، وتعرف ببسكرة النخيل، قال أحمد بن محمد المروذي:

ثُمَّ أَتَى بسكرَةَ النخِيلِ *** قدْ اغْتَدى فِي زيِّه الجَميلِ(26) .

والشيخ البسكري شأنه شأن جل علماء الجنوب الجزائري الذين عاشوا في مدة الحكم العثماني، لم يلق العناية التي يستحقها في كتب التراجم، لأن المصادر التي ترجمت له ضئيلة جدًّا، كما أنَّ ترجمتها مقتضبة لا تتجاوز في أحسن الأحوال بضعة أسطر، إذ لا ذكر لتاريخ مولده، ولا مراحل نشأته الأولى، فلا نعلم شيئًا من هذه المرحلة من عمره، ولا إشارة إلى كم عمّر، وهذا من الجوانب المغلقة في حياته.

وكل ما يمكن أن يقال عن مولده إنه في أواخر القرن التاسع الهجري، وهذا بالنظر إلى تاريخ ميلاد ولده عبد الرحمن الأخضري الذي ولد سنة 920هـ(27)، وخاصة إذا علمنا أن لعبد الرحمن شقيقًا أكبر منه سنًّا يدعى أحمد، وهو أحد شيوخه كما ذكر صاحب العقد الجوهري(28)، مما يجعلنا نجزم بأن الفرق بين الأخوين في السن متباعد يفوق عشر سنوات على أقل تقدير إذ لا يعقل أن يكون شيخه وهو لا يفوقه بأكثر من هذه السنوات.

ثم نلمح مرة أخرى إشارة لسنة كان فيها محمد الصغير حيًا، وهي سنة (941هـ) حين ذكره ولده عبد الرحمن الأخضري في شرحه لمنظومته " السلم المرونق " :

قَدِ انْتَهَى بِحَمْدِ رَبِّ الفَـلَـقِ *** مَا رُمْـتُـهُ مِنْ فَنِّ عِلْمِ المَنْطِقِ

حيث قال:" هذا البيت لوالدنا سيدنا الصغير بن محمد رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه ومن عذاب النار صانه ووقاه، أخبرني بأنه قاله في منامه بعد أن أخبرته بهذا الموضوع فأمرني بإدخاله فيه فأدخلته رجاء بركته طالباً من الله حصول الملكة متوسلاً إليه بخير من على سبيل الهدى سلكه(29).

وإذا كان الأخضري – الابن- قد أتم تأليف متن السلم أوائل محرم سنة 941هـ، وهو ما أشار إليه بقوله:

   وَكَانَ فِيْ أَوَائِــلِ المُحَــرَّمِ *** تَأْلِيْـفُ هَذا الرَّجَزِ المُـنَـظَّـمِ  

  مِنْ سَــنَـةِ  إِحْدَى وَأَرْبَعِيْنْ *** مِنْ بَعْدِ تِسْعَــةٍ مِنَ المَئِيْــنْ(30)

فلا شك أن الوالد كان حيًّا في هذه السنة، حيث أمره بإدخال البيت بعدما أتم نظمه.

3- أسرته:

ينتسب الشيخ محمد الصغير إلى بيت علم وفقه وصلاح، بل من أسرة علمية توارث أفرادها العلم قرونا(31)، فقد كان كل من والده محمد،  وولديه أحمد وعبد الرحمن من المشتغلين بالعلم، وقد تتلمذ المؤلف على أحد أفراد عائلته كما سيأتي في ذكر شيوخه، وكان لهذه البيئة أكبر الأثر عليه.

أمَّا زوجته ووالدة عبد الرحمن فهي حدة أم الفضائل(32)، المرأة الصالحة التي تنحدر من تفلفال(33) عرفت بالصلاح والتقوى، وضريحها إلى اليوم بزاوية الشيخ عبد الرحمن الأخضري ببنطيوس قريبًا من ضريح ابنيها عبد الرحمان وأحمد ووالدهما الشيخ محمد الصغير(34).

4- عصره:

لعل التعرف على العصر الذي عاش فيه الشيخ محمد الصغير البسكري يعيننا على كشف بعض الجوانب المغلقة من حياته، ويساعدنا على رسم صورة لواقع الحياة في تلك الفترة من تاريخ الجزائر.

أولاً: الجانب السياسي:

عاش البسكري في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي)، وهي فترة العهد التركي.

ويصف العلامة عبد الرحمن الأخضري حالة العصر بقوله :

لا سِيَّمَا فِيْ عَاشِـرِ القُــرُونِ  *** ذِيْ الجَهْلِ وَالفَسَادِ وَالفُـتُـونِ

وعاشر القرون هو قرننا هذا الذي ظهرت فيه الفتن واشتد فيه البأس وقوي فيه النحس، واشتد فيه طغيان الكافرين وانتشر فيه ظلم الظالمين وكثرت فيه شرار الخلائق...... زماننا هذا هو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: "لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه(35).

وقد شهدت منطقة بسكرة كما هو حال الجنوب عمومًا تطورات وأحداثًا ظلت غامضة، ويرجع غموض هذه الفترة إلى كون المعلومات التي بين أيدينا أو التي يمكن الحصول عليها لم تتجاوز في أحسن الأحوال نبذًا متفرقة وإشارات وتلميحات عابرة لا تغني شيئًا في الكشف عن ماضي هذه المنطقة(36).

ولأنَّ جلَّ ما كتب حول هذه الفترة كان انطلاقًا من وجهة النظر الغربية، وأنَّ أغلب الدراسات التي تمت حول هذه الفترة العثمانية كانت تهدف إلى خدمة الاستعمار وتبرير وجوده، وفي هذا الصدد يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله: «لقد كتبوا عن الجزائر كمنطقة جغرافية من العالم تداولت عليها الدول والشعوب من الفينيقيين حتى الفرنسيين، وليس هناك في نظرهم(شعب) ، أو(أمة)، أو(كيان)، أو (مجتمع متماسك)، وإنما هناك قبائل متنافرة متنابزة تخوض حروبًا مستمرة، لا تخضعها إلا القوى كالرومان والأتراك والفرنسيين، هذه هي فلسفة الفرنسيين في كتابتهم تاريخ الجزائر، وهم لم يطبقوا هذه النظرية على عهدهم الذي يبدأ من سنة 1830م، ولكن على جميع عهود تاريخ الجزائر تبريرًا لوجودهم »(37).

ثانيًا: الجانب الثقافي:

وتميزت الحياة الثقافية بارتكازها على العلوم الدينية من تفسير، وحديث، وفقه، وعقائد، وكان في طليعة المثقفين الفقهاء الذين يتمتعون بالقيادة الروحية، وشاركهم فيها مشايخ الطرق ومقدموها، وبطبيعة الحال لم تكن بينهما وفاق، حيث كان الفقهاء ينكرون على المنتسبين للطرق، ويتهمونهم بالتساهل في اقتراف البدع(38).       

ومن المدن التي كثر ذكرها في العهد العثماني بسكرة، والخنقة، وتقرت، وميزاب، ووادي سوف، وورقلة، وعين ماضي، وكلها في الواقع صحراوية، فقد اشتهرت بسكرة ونواحيها المعروفة بالزيبان بجامع سيدي عقبة التاريخي(39). 

وقد شهدت بسكرة حركة علمية غير عادية مقارنة بالوضع العام لمنطقة الجنوب الشرقي، وأكبر دليل على هذا ما يشهد به العدد الهائل من المخطوطات المحفوظة في الزوايا نذكر منها الزاوية العثمانية بطولقة.

5- شيوخه وتلاميذه:

لقد نشأ الشيخ محمد الصغير نشأة علمية تميزت بالعلم والصلاح والتقوى، وساعده في ذلك محيطه، وعائلته التي دأبت على خدمة العلم ونشره، ولم يعتمد في تحصيله العلمي على الكتب والمصنفات، بل كان يتحرى في الأخذ عن المشايخ، فمن خلال كتابه شرح الألفية نلحظ جليًّا اهتمامه، واجتهاده في طلب العلم، فكثيرًا ما نجده يقول: سألت: شيخنا وسألت بعض مشايخنا.

ولعل حب التحصيل هو الذي دفعه للسفر إلى المغرب الأقصى، وبالضبط مدينة فاس حاضرة العلم في وقته، لما كانت تزخر به من جهابذة العلماء آنذاك فالتقى بعلمائها وتدارس معهم وأخذ عنهم؛وهذا ما يستنتج من أقواله في شرحه إذ نجده يقول: «وكنت سألت مشايخنا بالمغرب»(40)، و«سألت بعض مشايخنا بفاس»(41)، ويقول أيضًا «... وهذه المسألة قد كنت بحثت عنها مدة إقامتي بفاس ، فلم نجد لها بين مشايخ الوقت خبرًا... »(42)، وقد صرَّح في شرحه بأسماء بعض شيوخه، وهم ابن غازي(ت919هـ)، ومحمد بن أبي جمعة الهبطي(930هـ)، وأبو عمران الزواوي(ت931هـ)، ومن أكثر من نقل عنهم من هؤلاء  شيخه الهبطي، الذي يصفه بالأستاذ.

وقد كان لاحتكاكه بالعلماء ومجالسته لهم أثر بالغ في تكوين شخصيته العلمية، وبعدها رجع إلى بنطيوس واستقر بها وجعل من الزاوية التي أسسها والده محمد بن عامرمدرسة علمية حيث اعتكف على التدريس وتلقين دروسالعلم للطلبة.

ولم تتناول كتب التراجم على قلتها الجوانب الأساسية من حياة هذا الرجل العلامة، فلم أجد منتعرض لشيوخه أو تلاميذه، ولم تصرح حتى بأسماء من أخذ عنهمولا أسماء من تتلمذوا أو تخرجوا على يديه، وبعد البحث والتقصي استطعت تحديد بعض من أخذ عنهم، وكذا بعض من أخذوا عنه.

أولاً: شيوخه:

1- والده محمد بن عامر الأخضري:

وهو محمد بن عامر الأخضري السلمي ، عالم فقيه ومؤلف من أهل قرية بنطيوس(43) ، كان من علماء الوقت(44)، وله تأليف عديدة  أكثرها في الفتاوى الفقهية(45)، والنوازل(46)، وكتاب في الأجوبة(47).

وتتلمذ الشيخ محمد الصغير في بداية عهده على يد والده كما جرت عليه العادة عند آل الأخضري، حيث كان الشيخ محمد بن عامر أحد العلماء المشتغلين بالتدريس، فقد أنشأ في قريته بنطيوس زاوية (48) كان من مهامها تعليم النشء، وتخرج الطلبة. 

2- أبو عبد الله محمد بن غازي (841هـ- 919هـ) (49):

هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن على بن غازى أبو عبد الله العثماني المغربي المكناسى المالكى الشهير بابن غازى، ولد بمكناسة سنة (841هـ) من تصانيفه حاشية على الألفية سمَّاها إتحاف ذوى الاستحقاق ببعض مراد المرادي وزوائد أبى إسحاق فرغ منها سنة 898، وإرشاد اللبيب على صحيح البخاري، وبغية الطلاب في شرح منية الحساب، وتكميل التقييد وتحليل التعقيد من شروح المدونة،  وذيل الخزرجية في العروض، والروض الهتون في أخبار مكناسة الزيتون، وشفاء الغليل في حل مقفل مختصر الخليل في الفروع، ومنية الحساب،  والتعلل برسوم الإسناد وهي فهرسة ذكر فيها مشايخه، توفي بفاس في التاسع من جمادى الأولى سنة(919هـ).

وقد ذكره  الشيخ البسكري في شرحه على الألفية، ووصفه بالشيخ(50).

3-  أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة الهبطي (ت930هـ) (51):

أبو عبد الله محمد بن أبي جمعة الهبطي الأستاذ النحوي الفرضي منسوب إلى بلاد الهبط الصماتي(52) ثم الفاسي، من مؤلفاته تقييد وقف  القرآن العزيز ، توفي بفاس سنة ثلاثين وتسعمائة (930هـ).

وقد أكثر الشيخ البسكري من النقل عن شيخه الهبطي، الذي يصفه بالأستاذ كما أشرنا سابقًا، ويبدو أنَّ الشيخ البسكري قد لازم شيخه الهبطي مدة طويلة ينهل من علمه ويتزود من معارفه، وكما يظهر جليًا في شرحه أنه كان يكثر من الأسئلة عليه، ويتحرى ويتثبت في الأخذ عنه. 

4- أبو عمران موسى بن سعيد الزواوي (ت931هـ)

أبو عمران موسى بن سعيد بن عمر الحافظي العباسي الشهير بالزواوي(53)،وصفه أحمد المنجور(54) في فهرسته بالأستاذ النحوي الصالح، توفي سنة (931هـ).

وقد أورد الشيخ البسكري بعض آراء شيخه الزواوي في شرحه من ذلك قوله: «قال الشيخ أبو عمران الزواوي إنما لم يجز قطع ألفاظ التأكيد لئلا يؤدي ذلك إلى مخالفة الوضع ... بخلاف النعت فإنه يجوز قطعه، لأنك إذا قطعته يصير جملة والجملة يوصف بها بإجماع هذا ما قاله شيخنا، وقال غيره...»(55).

ملاحظة: نشير إلى أنَّ هناك من الدارسين من ذكر أنَّ الشيخ محمد الصغير تتلمذ على يد الشيخ أبي العباس أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الشهير بزرّوق (ت 899هـ) (56)، ولكني لم أجد ما يثبت ذلك سوى ما ذكره صاحب العقد الجوهري في حديثه عن الشيخ عبد الرحمن الأخضري(ولد المترجم له) بقوله: «وأما ما توهمه الأجلة كون زرّوق هو شيخ الأخضري مستدلا بقول الأخضري في القدسية: وفي كتاب شيخنا زرّوق ... البيت، فتوهمه باطل، وأن زروق شيخ شيخه ولكن يصح إطلاقه عليه من باب الحقيقة العرفية... »(57) .

ولكن صاحب العقد الجوهري لم يشر صراحة إلى أنَّ الشيخ زروق هو شيخ لمحمد الصغير، كما أن كلامه جاء بعد ذكر الشيخ الخروبي(ت963هـ) (58)، والخروبي كما هو معلوم أحد شيوخ العلامة عبد الرحمن الأخضري كما أنه أحد تلاميذ الشيخ زروق، إذن فلا شك أن الشيخ المقصود في كلام صاحب العقد الجوهري هو الشيخ الخروبي، وليس الشيح محمد الصغير.   

ثانيًا: تلاميذه:

لم تذكر المصادر من تلاميذه سوى اثنين،  هما ولداه أحمد الأخضري، و عبد الرحمن الأخضري، وفيما يلي ترجمة مختصرة لهما:

1- أحمد بن محمد الصغير الأخضري

هو أحمد بن محمد الصغير الأخضري البنطيوسى المغربي المالكى من المعلومات القليلة التي وصلت عنه أنه كان فقيهاً ورعاً زاهداً، وهو أكبر سنًّا من  شقيقه  عبد الرحمن الآتية  ترجمته، وأنه اشتغل بالتدريس عن التأليف، لذلك لم يخلف أي أثر(59).

2- عبد الرحمن بن محمد الصغير بن محمد بن عامر الأخضري(ت983هـ) (60)

عبد الرحمن بن سيدي محمد الصغير بن محمد بن عامر الأخضري البنطيوسى المغربي المالكى له مؤلفات عديدة منها الجوهر المكنون في ثلاثة فنون منظومة، والسلم المرونق في المنطق منظومة،  وشرح السلم المرونق، والدرة البيضاء في أحسن الفنون والأشياء أرجوزة نظمها سنة 940هـ، وهو ابن عشرين سنة، يوم كان تلميذا على يد والده(61)، حيث يقول في شرح الدرة البيضاء:« ... كنت في تعليمي هذا الفن عن والدي رحمه الله مشافهة ولم آخذه بقراءة...وكان وضع هذا النظم في أول تعلمي....»(62).

وقد أخذ عن والده علم الحساب والفرائض(63)، توفي سنة (983هـ) ثلاث وثمانين وتسعمائة.

6-أهم مؤلفاته:

تذكر بعض المصادر التي تناولت الشيخ محمد الصغير البسكري أن له مؤلفات في التصوف، والفقه، والنحو، وهذه المؤلفات هي:

1- كتاب في التصوف(64)(نظم): هاجم فيه من سماهم بـ (الدجاجلة) الذين انحرفوا في رأيه عن منهج الشرع القويم(65)، وقد أشار لبعض أبياته ولده عبد الرحمن الأخضري في قصيدته القدسية بقوله:

            قَد أَحسَن الوالِدُ في العِبارَة *** إذْ قَال قَولاً صَادقَ الإشَارَة

            فَقَال فِي  ألئـك  الدَّجاجِلة *** مَقـالةً صَـادقَة وعَـادَلة(66)

2- شرح مختصر خليل(67): في الفقه المالكي، توجد نسخة منه بمكتبة المسجد النبوي برقم:  (76 / 2172 )، معنونة بـ" شرح الأخضري على بعض فروض الأعيان من مختصر خليل "، وقد نسب في فهرسها إلى عبد الرحمن الأخضري، والصواب -كما هو ظاهر في أول المخطوط و آخره –  أنه لوالده محمد الصغير بن محمد بن عامر الأخضري.

3- شرح ألفية ابن مالك(68): وهو موضوع رسالتي في الدكتوراه حيث أعمل على تحقيقه(69) ودراسته، وسيأتي الحديث على تحقيق نسبته للمؤلف. 

تنبيه: ذكر الشيخ بشير ضيف صاحب كتاب فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديم والحديث أن للشيخ البسكري شرحًا على الدرة الألفية لابن معطي الزواوي، وهو سهو من المؤلف كما هو ظاهر؛ لأنه يحيل بعد ذلك على النسخة المخطوطة من شرح ألفية ابن مالك المحفوظة بالمكتبة الوطنية الجزائرية(70). 

7-مكانته وأخلاقه:

يظهر من ترجمة البسكري أن حياته كانت مليئة بالعلم، فقد درس على مشايخ عصره، وأخذ منهم ما يؤهله ليتصدر بعد ذلك للتدريس، فعمل على تنوير مجتمعه، وأسهم في ميدان التعليم ثم التأليف.

فهو وإن لم يصلنا الكثير عن تفصيلات حياته بسبب قلة الكتب التي تؤرخ لتاريخ تلك الفترة، والمعلومات القليلة التي وصلت عنه تدل أنه كان رجلا مصلحًا حارب بدع الصوفية بكتابه الذي ألفه ، كما أنَّ شرحه على الألفية يشهد له بمساهمته في إثراء الحياة الثقافية في تلك الفترة، وبذلك استطاع أن يفتك لنفسه منزلة عظيمة في نفوس أهله ومجتمعه بسبب تواضعه الذي يظهر جليًا في مؤلفاته.

8- توثيق نسبة شرح الألفية إلى الشيخ البسكري:

لقد توفرت الأدلة الكافية التي تثبت دون أدنى شك أنَّ للشيخ محمد الصغير الأخضري البسكري شرحًا على ألفية ابن مالك، وهي:

أولاً: إنَّ اسم الشيخ  ورد صريحًا في إحدى النسخ الخطية للشرح، وهي النسخة المحفوظة في مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، تحت رقم: 547-5، حيث جاء في بدايتها: « لبسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد...، قال محمد بن محمد بن عامر الأخضري البسكري ..... ».

أما نسخة المكتبة الوطنية الجزائرية، رقم: 2669، فجاء في ورقة الغلاف ما نصه: « هذا تقييد العالم العلامة  سيدي البسكري رحمه الله تعالى بمنِّه وكرمه ».

ثانيًا: إن هذا الشرح نسبه الشيخ الحسن الزياني (71) (964هـ - 1023هـ) للشيخ البسكري- وهو قريب عهد بالمؤلف- حيث نقل العديد من المرات عن هذا الشرح في حاشيته على شرح المكودي(72) ونسب هذه النقول إلى الشيخ البسكري.

ثالثًا: ما ذكره الشيخ يحي الشاوي(73)(1030هـ - 1096هـ)من أنَّ للبسكري شرحًا للألفية ونقل بعضَ الأقوال عن هذا الشرح، من ذلك قوله: «...ويحتمل كما قال البسكري في شرحه الألفية: الذين بعض الشجين ...»(74).

رابعًا: ما نقله محمد بن مسعود بن أحمد الطرنباطي(75) (ت1214هـ)، عن هذا الشرح  بقوله:«اتفق شروح الألفية وغيرها فيما علمنا أن المراد بالأشج عمر بن عبد العزيز، واختلفوا في المراد بالناقص...والبسكري أنه سليمان بن عبد الملك بن مروان لقب بذلك لأنه نقص الجيش أرزاقهم.» (76).

         فإذا رجعنا إلى شرح العلامة البسكري وجدنا الكلام نفسه، حيث يقول: «الأشج هو عمر بن عبد العزيز، والناقص هو سليمان بن عبد الملك ، سمي عمر أشجًا لأنه كانت بجبهته شجة، والشجة موضع الضربة، وهي الحفرة، وسمي سليمان ناقصًا لأنه نقص الجيش أرزاقهم» (77).

خامسًا:ما نقله أيضًا أحمد بن محمد ابن حمدون السلمي المرداسي المعروف بابن الحاج(78)(ت1274هـ) في حاشيته على شرح المكودي ألفية ابن مالك ، بقوله:«...ثم إن البسكري اعترض على الناظم في قوله علم للفجرة بأن الفجرة واحد الفجور، وفجار إنما هو للمصدر الذي هو الفجور لا للمرة منه » (79).

فإذا نظرنا في شرح العلامة البسكري وجدنا: «... وفجار اسم للفجور علم له معدول عن فجرة علمًا هكذا دون ألف ولام، لا عن الفجرة، وفي عبارته شيء، وهو أن الفجرة المرة الواحدة من الفجور، فإنك تقول: فجر يفجر أي كذب... وإذا أردت المرة الواحدة قلت فجر زيد فجرة واحدة ولم يعد، ومعلوم أن فجار ليس علمًا لجنس المرة الواحدة من الفجور، فإن أهل اللغة لم ينقلوا إلا أنه اسم علم للفجور المطلق  لا للمرة الواحدة، ولا يصح أن يريد أن فجار اسم جنس لفجرة المعدول هو عنه، إذ لم يقولوا ذلك ولا يصح ، فثبت أن قوله: كذا فجار علم للفجرة مشكل، والجواب... » (80).

سادسًا: ما أورده المؤرخ الجزائري أبو القاسم سعد الله في موسوعته تاريخ الجزائر الثقافي، بقوله:« أمَّا ألفية ابن مالك فمن أوائل من ألف فيها في العهد العثماني محمد بن عامر الأخضري البسكري (وهو والد عبد الرحمن الأخضري). فقد أراد أن يوضح في شرحه عليها ما غمض منها، ولكن شرحه قد طال فهو لم يكن يعلق ليوضح ولكنه يشرح شرحًا تقليديًا لأبواب النحو المعهودة في الألفية....»(81).

سابعًا:  أن صاحب هذا الشرح كان حيًّا في بداية القرن العاشر، وهذا بالنظر إلى تواريخ وفاة شيوخه الذين أخذ عنهم أو نقل أقوالهم في هذا الشرح، فابن غازي توفي سنة(919هـ)، والهبطي توفي سنة(930هـ)، والزواوي توفي سنة(931هـ) وهو ما يتوافق مع الفترة التي كان فيها محمد الصغير البسكري حيًّا.

ثامنًا:  ذكر الشيخ عبد الكريم الفكون المتوفى سنة 1073هـ في كتابه فتح المولى ص311، ما نصه: رأيت في حواشي البسكري على الألفية ضبط لفظة بكر المنسوب إليه في البيت فقال فيه: بكر بفتح الباء أبو قبيلة من العرب بكر بن وائل بن قاسط والنسب إليه بكري. انتهى، ولما رجعت إلى شرح البسكري وجدت الكلام حرفيًا.

مما يستأنس به في نسبة الشرح للعلامة البسكري ذكره لمدينة بسكرة في شرحه، حيث يقول: « ... وعدن اسم موضع باليمن ويدخل تحت المثال ما كان مثله من أسماء الأماكن والبلدان، نحو: مكة، والمدينة، ومصر، وبغداد، وغرناطة، ومالقة، وتونس، وبسكرة، وفاس، ومكناس، وتازة، وتلمسان، وما أشبه ذلك»(82).

بعد هذه النبذة المختصرة عن حياة أحد رجال القرن العاشر، هذه الشخصية التي قدمت إسهامات قوية، وتركت بصمات واضحة جلية، وخدمت اللغة العربية تدريسًا وتأليفًا، لم تلق العناية التي تستحقها ، ولم تقم – والله أعلم- أي دراسة عن حياته، وما زالت للأسف الشديد جميع مؤلفاته مخطوطة، حاولت في هذا البحث التعريف به وبمؤلفاته، ومكان تواجدها.

وأخيرًا أرجو أن أكون قد وفقت في التعريف بهذه الشخصية، كما أرجو أني فتحت الباب  أمام الدارسين لكشف ما غمض من حياة هذا الرجل، وبعث ما اندَرَسَ من مؤلفاته. وبالله التوفيق.

 

الهوامش:

([1]) ترجمته في الأعلام للزكلي، ج5، ص129، وبغية الوعاة، ج2، ص334، تعريف الخلف، ج2، ص588، ومعجم أعلام الجزائر، ص166، ومعجم الأدباء، ج2، ص35، ووفيات الأعيان، ج6، ص197.

([2]) خنقة سيدي ناجي: مدينة علمية وحاضرة الفقهاء والأدباء، تقع في أقصى الزاب الشرقي، تأسست على يد سيدي المبارك بن ناجي عام، 1602م، اشتهرت بمساجدها العتيقة و بمدارسها العامرة، تختزن في مساجدها وبيوتها العديد من المخطوطات والكتب النادرة والنفيسة، تمثل اليوم إحدى بلديات ولاية بسكرة وتبعد عنها حوالي (100كلم) .

([3]) تاريخ الجزائر الثقافي، أبو القاسم سعد الله، دار البصائر، الجزائر، دط، 2007م ، ج2، ص157.

([4]) ترجمته في البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ابن مريم التلمساني، مرجعة محمد بن أبي شنب، المطبعة الثعالبية، الجزائر، 1908، ص266.

([5]) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

([6]) ترجمته في الأعلام للزكلي، ج1، ص96، والضوء اللامع، ج1، ص116، تعريف الخلف، ج2، ص5، ومعجم أعلام الجزائر، ص160، ونيل الابتهاج، ص52.

([7]) فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديموالحديث ، بشير ضيف،منشورات ثالة، الجزائر، 2002،، ج3، ص86.

([8]) ترجمته في معجم أعلام الجزائر، ص309.

([9]) توجد منه نسخة في المكتبة الوطنية الجزائرية، تحت رقم: 2728،  حسب ما ذكر صاحب فهرست معلمة التراث الجزائري، ج3، ص88 .

([10]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، أحمد بن داود الأخضري (مخ)، ق2.

([11])كشف الظنون،ج2،ص998، إيضاح المكنون، ج1،ص384،ص 456، هدية العارفين،ج1،ص 564، شجرة النور الزكية،ص185.

([12]) تاريخ الجزائر العام، عبد الرحمان محمد الجيلالي، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر ، 1982،ج3، ص79.

([13]) وردت هذه النسبة في النسخ الخطية لشرحه على الألفية، وفي بعض الكتب  التي ذكرت شرحه، وسنتعرف عليها في توثيق نسبة الكتاب للمؤلف.

([14]) ينظر منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية، عبد الكريم الفكون (ت1073)، تح أبو القاسم سعد الله، دار الغرب الإسلامي،بيروت،  ط1، 1987،ص46 ،ص74، ص117، معجم أعلام الزيبان، عبد الحليم الصيد (مخ) ، ص21 .

([15]) شرح السلم المرونق،  عبد الرحمن الأخضري، المطبعة الميمنينة، مصر، 1324هـ،  ص37.

([16]) تاريخ الجزائر الثقافي، أبو القاسم سعد الله، دار البصائر، الجزائر، دط، 2007م ، ج1، ص500، معجم أعلام الزيبان، 21، العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق1، ق10.

([17]) العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، فوزي مصمودي،موفم للنشر، الجزائر، 2008، ص22.

([18]) مخلوف الميناوي، حاشية على شرح الشيخ أحمد الدمنهوري لمتن الجوهر المكنون، المطبعة العلمية، القاهرة، 1315هـ، ط1،ص7 .

([19]) صفحات في تاريخ الجزائر ، نور الدين عبد القادر، نشر كلية الآداب الجزائرية، دط، 1965، ص204 .

([20]) شرح السلم المرونق،  عبد الرحمن الأخضري،ص37.

([21]) أعلام من بسكرة، فوزي مصمودي، الجمعية الخلدونية، بسكرة -الجزائر- ،2001، ج1،  ص32 .

[22]) معجم أعلام الزيبان، ص21 .

[23]) الزاب الكبير منه بسكرة وتوزر وقسنطينة، وطولقة، وقفصة. ينظر معجم البلدان، ياقوت الحموي، دار صادر بيروت، دط، 1977، ج3، ص124.

[24]) آثار عبد الرحمن الأخضري، عبد الرحمن تبرمسين، المجلة الخلدونية، بسكرة – الجزائر-، العدد السادس، 2008، ص38.

[25]) كان اسم الزاب في القديم يستعمل بتوسع بحيث يشمل سهول الحضنة ومدنها الواقعة على السفوح الجنوبية للأطلس وهي مقرة وطبنة، ولكنه يطلق الآن على امتداد غير فسيح عند سفوح الجبال الفاصلة بين سهول الحضنة والصحراء، وقاعدة الزاب هي بسكرة. الصحراء الكبرى، إسماعيل العربي، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط1، 1983، ص142 .

[26]) معجم البلدان، ياقوت الحموي،ج1، ص422.

[27]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق1.

[28]) المصدر نفسه، ق2.

[29]) شرح السلم المرونق،  عبد الرحمن الأخضري،ص37.

[30]) شرح السلم المرونق،  عبد الرحمن الأخضري، ص38.

[31]) عبد الرحمن الأخضري وأطوار السلفية في الجزائر، المهدي البوعبدلي، مجلة الأصالة، العدد: 53، سنة 1978، ص: 25.

[32]) العقد الجوهري ق12.

[33]) تفلفال: تقع حاليًا في تراب بلدية غسيرة ولاية باتنة، وهي قريبة من مقر بلدية بسكرة، حيث تبعد عنها بحوالي(55كلم). العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، ص21.

[34]) المصدر السابق، الصفحة نفسها، ويراجع العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، ص21 .

[35]) شرح السلم المرونق،  عبد الرحمن الأخضري، ص38، ص39.

[36]) يراجع دراسات وأبحاث في تاريخ الجزائر-العهد العثماني- ناصر الدين سعيدوني، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، دط، 1984، ص223.

[37]) أبحاث وآراء في تاريخ الجزائر، ص 34

(38) أبحاث في تاريخ  (العهد العثماني)، ناصر الدين سعيدوني، والشيخ المهدي بوعبدلي، المؤسسـة الوطنية للكتـاب، الجزائر، دط، 1984، ص137.

[39]) تاريخ الجزائر الثقافي، ج1، ص179.

[40]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، الكتبة الوطنية الجزائري، رقم:2669 ، ق19.

[41]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق82، ق90.

[42]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق72.

[43]) معجم أعلام الزيبان، ص21 .

[44]) تاريخ الجزائر الثقافي، أبو القاسم سعد الله، ج1، ص500.

[45]) المرجع نفسه، الصفحة نفسها.

[46]) العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، ص21.

[47]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق11، و أعلام من بسكرة، ج1،  ص32.

[48]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق12.

[49]) تنظر ترجمته في: شجرة النور الزكية،ج1، ص259، فهرس الفهارس، ج1،ص210، نيل الابتهاج، ص333، هدية العارفين، ج2،ص226، وسلوة الأنفاس، ج2، ص72، والأعلام للزركلي، ج5، 72، ومعجم المؤلفين، ج3، ص107 .

[50]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق77.

[51]) تنظر ترجمته في: شجرة النور الزكية،ج1، ص277، نيل الابتهاج، ص335، وسلوة الأنفاس، ج2، ص75، والأعلام للزركلي، ج5، ص 72، موسوعة أعلام المغرب، ج2، ص 846 .

[52])  بالسين والصاد نسبة إلى قبيلة صماتة وسماتة بجبال غمارة بالمغرب.

[53]) موسوعة أعلام المغرب، ج2، ص 847 .

[54]) أبو العباس أحمد بن على بن عبد الرحمن المنجور ، محدث، فقيه، توفي 16 ذو القعدة 995هـ .تنظر ترجمته في: فهرس الفهارس، ج2،ص6، نيل الابتهاج، ص95، وسلوة الأنفاس، ج1، ص319، ومعجم المؤلفين، ج1، ص204 .

[55]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق69.

[56]) هو أحمد بن أحمد بن محمد بن عيسى البرنسي الفاسي الشهير بزروق، صوفي، وفقيه، ومحدث، ولد بفاس في 28 محرم سنة 846هـ، أخذ العلم عن أئمة من المشرق والمغرب، وأخذ عنه من لا يعد كثرة، من مؤلفاته شرح الحكم العطائية، وشرح مختصر خليل في الفقه المالكي، توفي بمسراطة من عمل طرابلس، في صفر سنة 899هـ. تنظر ترجمته في: شجرة النور الزكية،ج1، ص267، نيل الابتهاج، ص130، وسلوة الأنفاس، ج3، ص183، والأعلام للزركلي، ج1، 91، ومعجم المؤلفين، ج1، ص98، وله ترجمة وافية في البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان، ابن مريم التلمساني، ص 45.

[57]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق11.

[58]) هو أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي الطرابلسي ثم الجزائري، من بيت علم، دخل الجزائر سنة934هـ، كانت له عناية بالتألبف، توفي سنة 963هـ.  تنظر ترجمته في: شجرة النور الزكية،ج1، ص264، هدية العارفين، ج2،ص245، تعريف الخلف برجال السلف، ج2، ص889، معجم أعلام الجزائر، ص132، تاريخ الجزائر الثقافي، ج1، ص442، تاريخ الجزائر العام، عبد الرحمان محمد الجيلالي،ج3، ص107 .

[59]) ينظر: العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق3.

[60]) تنظر ترجمته في: شجرة النور الزكية،ج1، ص275، العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، أحمد بن داود الأخضري (مخ)، هدية العارفين، ج1،ص547، تعريف الخلف برجال السلف، ج1، ص63، معجم أعلام الجزائر، ص14 ، والأعلام للزركلي، ج3، 331، ومعجم المؤلفين، ج1، ص837، ج2، ص119 .

[61]) العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، ص97.

[62]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق3.

[63]) الشيخ عبد الرحمن الأخضري، محمد شطوطي،دار الرسالة، الجزائر، 2000، ص7.

[64]) تذكر بعض المراجع  أنه في محاربة بدع الصوفية ولا مانع أن يكون الكتاب جامعا بين الاثنين.

[65]) تاريخ الجزائر الثقافي، ج1، ص500، و العلامة الموسوعي عبد الرحمن الأخضري، ص20.

[66]) العقد الجوهري في التعريف بالشيخ عبد الرحمن الأخضري، ق10.

[67]) المصدر نفسه، الصفحة نفسها.

[68]) تاريخ الجزائر الثقافي: ج2،ص 162 – 163.

[69]) اعتمدت في تحقيق الكتاب على ثلاث نسخ خطية، نسخة المكتبة الوطنية الجزائرية، تحت رقم: 2669، ونسختين بالمغرب، إحداهما في الخزانة الحسنية الملكية بالرباط، تحت رقم: 8315، والثانية بمؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، تحت رقم: 547-5 .

[70]) فهرست معلمة التراث الجزائري بين القديموالحديث ، بشير ضيف،منشورات ثالة، الجزائر، 2002، ج3، ص97.

[71]) الحسن بن يوسف الزياني الفاسي المالكي من بني عبد الواد أبو الطيب، من آثاره حاشية على شرح الآجرومية للشريف، وشرح اللامية، و حاشية على مختصر خليل،  وحواش على المكودي. تراجع ترجمته في هدية العارفين، ج1، ص291، ومعجم المؤلفين، ج1، ص597، موسوعة أعلام المغرب،  ج3، ص1218.

[72]) توجد منها نسختان في المكتبة الوطنية الجزائرية، الأولى تحت رقم: 2188، 38 ورقة، والثانية في فهرس فانيان برقم: 112 (735 - 1167 R) 45 ورقة ، نسخت سنة 1191هـ .

[73]) هو أبو زكريا يحي بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى الشاوي الملياني، ولد بمدينة مليانة، وبها نشأ وتعلم تنقل بين تلمسان والجزائر لطلب العلم، تصدر للتدريس في مختلف العلوم، من مؤلفاته شرح التسهيل، وكتاب في أصول النحو، وحاشية على شرح المرادي، وحاشية على شرح الشريف للآجرومية، توفي يوم الثلاثاء 10 رييع الأول سنة 1096هـ، ودفن بمصر. تراجع ترجمته في تعريف الخلف برجال السلف، ج2، ص187، معجم أعلام الجزائر، ص186 ، والأعلام للزركلي، ج9، 214، فهرس الفهارس، ج2،ص1132، هدية العارفين، ج2، ص533،  تاريخ الجزائر العام، ج3، ص173.

[74]) حاشية الشاوي على المرادي،  مخطوط بمركز جهاد اللبيين للدراسات التاريخية، طرابلس،  تحت رقم: 1828، ق171.

[75]) هو أبو عبد الله محمد بن مسعود بن أحمد، العثماني الأموي، الطرنباطي، نحوي، من أهل فاس له علم بالأدب، أصله من الأندلس، من مؤلفاته بلوغ أقصى المرام في شرف العلم وما يتعلق به من الأحكام، وإرشاد السالك إلى ألفية ابن مالك في النحو فرغ منها سنة 1206هـ ، توفي بفاس سنة 1214هـ. تراجع ترجمته في سلوة الأنفاس، ج2، ص268 ،  معجم المؤلفين، ج3، ص713، والأعلام للزركلي، ج7،ص 96، شجرة النور، ج1، ص374.

[76]) إرشاد المسالك إلى ألفية ابن مالك(مخ)، أبو عبد الله محمد بن مسعود الطرنباطي، مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء، ، تحت رقم: 130، ج2، ق354.

[77]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق68.

[78]) هو أحمد بن محمد ابن حمدون السلمي المرداسي المعروف بابن الحاج، نحوي، ناظم،  من أهل المغرب الأقصى له العقد الجوهرى من فتح القيوم في حل شرح الأزهري على مقدمة ابن آجروم فرغ منها سنة 1269تسع وستين ومائتين وألف أوله: حمدا لمن نحى بنا نحو الرشاد والهدى الخ مطبوع بمصر، وحاشية على شرح المكودي على ألفية ابن مالك، سماها الفتح الودودي على المكودي، ونظم أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك، توفي في 17 شوال سنة 1274هـ. معجم المؤلفين، ج3، ص268، إيضاح المكنون، ج2، ص107.

[79]) حاشية ابن الحاج على شرح المكودي، دار الفكر، بيروت،دط، 2005، ج1، ص92.

[80]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق13.

[81]) تاريخ الجزائر الثقافي، ج2، ص163.

([82]) شرح الألفية للبسكري(مخ)، ، ق11.

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.