أصول دعوة جمعية العلماء هل فات أوانها؟
بقلم: التهامي مجوري -
عندما أسندت إلي رئاسة تحرير جريدة البصائر لسان حال الجمعية، خصصت صفحة لمنهجية جمعية العلماء في دعوتها، ومنهجها الإصلاحي، للتعريف بهموم رجال الإصلاح عموما ورجال الجمعية خصوصا، وبما أنتج السلف والخلف من أفكار إصلاحية جادة، وسميت هذه الصفحة "البصيرة"، ودعوت الإخوة الدعاة من رجال الجمعية للمساهمة في ذلك، وكان في تقديري أول ما ينبغي أن يطلع عليه الناس ويعرفه أبناء الجمعية، هو أصول دعوة جمعية العلماء التي وضعها الشيخ عبد الحميد بن باديس، رحمه الله، فطلبت من الشيخ أحمد ظريف رئيس شعبة ولاية سطيف، أن يضع لنا شرحا لهذه الأصول، ليستفيد منها الناس عامة والمؤطرين في الجمعية خصوصا، فتكرم الشيخ بارك الله له في علمه وجهده، ووضع شرحا نشرناه في حينه. ورغم أن الشيخ أحمد لم يتجاوز في شروحه نقل نصوص من آثار الشيخين ابن باديس والإبراهيمي في شرحه لتلك الأصول وكان هذا شرطه تهيبا من أن يقول ما لا يقصد الشيخ ابن باديس، فإن ما نشر كان بركة على القراء ومنتسبي الجمعية ومحبيها.
ولكن ما لفت انتباهي يومها وأنا أتكلم مع الشيخ أحمد ظريف يومها، أن الشيخ أحمد قال لي إن "الجماعة" ويقصد بعض أبناء الجمعية ممن تحدث معهم في الموضوع، ترى أن هذه الأصول قد فاتها الزمن!! فعجبت لذلك وقلت له هم فهموها حتى يقولوا هذا الكلام؟
وتساؤلي الذي أراه لا يزال مشروعا؛ لأنني أعتقد أنه ليس من السهل الحكم على نص كتبه ابن باديس أو الإبراهيمي، واتخاذ موقف منه..، والشيخ أحمد نفسه يعلم هذا، وما كان تردده في شرح هذه الأصول إلا تقديرا لمستوى هذا النص الذي هو أصول دعوة جمعية العلماء.
وها أنا ذا أعود إلى هذه الأصول للوقوف عندها، وللإجابة عن سؤال قديم، انطلاقا من اعتبار بعضهم أنها فات زمانها، وهو هل أبناء الجمعية اليوم لا يزالون في حاجة إلى هذه الأصول؟ للإجابة عن هذا السؤال ينبغي أن نعلم أن هذه الأصول كتبها الشيخ ابن باديس رحمه الله على طريقة المتون، والمتون في العادة تكتب كملخصات وقواعد يبنى عليها غيرها مثل الأصول تماما، فتصبح بذلك قواعد للسير لمن يتبناها، وأضواء كاشفة لخفايا حركة الإنسان الفكرية والثقافية والاجتماعية.
تتضمن هذه الأصول العشرين جملة من المواقف المبدئية من قضايا الأمة والقضايا الإنسانية عموما، لا بوصفها متفرجة عن هذا الواقع الذي تشاهده فتحكم عليه أو له، وإنما بوصفها هيئة دعوية تمارس واجبها الدعوي والإصلاحي، في إصلاح الواقع بجميع أبعاده الاجتماعية والثقافية والسياسية، فتعلم الجاهل وترشد الضال وتبصر العمي، وتسعى لإكفاء العاجز، وإعانة المضطر، وإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وتقسو على المعاند عند الضرورة.
وذلك يتطلب تصورا واضحا حول الواقع..وتحديد المصدر أو المرجع الذي ينبغي أن يعتمد في هذا الإصلاح..، وهذا الواقع بدوره ليس صورة واحدة جامدة، وإنما هو كتلة من البشر والأفكار والأعراف والعوائد والمعتقدات..ثم ما هي النماذج الأصلح للإقتداء بها؟.. ما هو الموقف أو المواقف من الآخرين؟ ما هي واجباتنا تجاههم وما هي حقوقهم علينا؟ وقبل ذلك وبعده التأكيد على أهمية رسالة الإسلام في ارتباطها بالتعبد لله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.
ورغم أن الهمّ الأكبر في حياة ابن باديس رحمه الله وجمعية العلماء هو المسألة الوطنية ومشكلة الاستعمار والإشكاليات المطروحة في كيفية التخلص منه، فإن منهجية الجمعية بنيت على أسس تتجاوز مجرد التفكير في الاستقلال –على أهمية ذلك-؛ لأنها كانت تقدر أن الحاجة إلى بناء الإنسان أقدس مهمة؛ لأنه هو الذي يأتي بالاستقلال، وهو الذي يبني الدولة الوطنية بعد الاستقلال وعلى ذلك كانت كل أعمالها؛ بل كانت جمعية العلماء ترى أن الحاجة إليها وإلى منهجيتها ستبقى بعد الاستقلال أيضا، على اعتبار أنها ليست مجرد حزب سياسي تنتهي مهمة نضاله بتحقيق الاستقلال أو بانتهاء وصوله إلى السلطة، وإنما هي حركة دعوية تبقى الحاجة لرسالتها قائمة ما دامت السموات والأرض.
فعندما يقول صاحب هذه الأصول "الإسلامُ هو دينُ الله الذي وضعَهُ لهداية عباده، وأرسلَ به جَميعَ رُسُلِهِ، وكَمَّله على يَدِ نبيِّه محمّدٍ الذي لا نَبِيَّ مِن بعده"، و"القُرآنُ هو كتابُ الإسلام"، و"السنةُ ـ القوليةُ والفعليةُ ـ الصحيحةُ تفسيرٌ وبيانٌ للقرآن"، فهو يحدد الوجهة والمصدر حتى لا تتفرق بنا السبل، فالإسلام الذي ارتضاه الله دينا للبشرية ومنهجا للحياة هو المرتكز الذي لا ينبغي التفريط فيه، ومفهوم الإسلام في هذه الوثيقة ليس مجرد دين يمكن الاستفادة منه في العبادات التي أوجبها فحسب وإنما هو منهج حياة تتعلق أحكامه وآدابه وقيمه بجميع مناحي الحياة.
ذلك أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي هي الإسلام، جاءت بالتوحيد الذي هو رسالة الأنبياء كلهم، وتتويجا وخاتمة وناسخة للشرائع السابقة، ومن ثم فإنها موجهة للبشرية جمعاء ورحمة للعالمين، وكما قال صاحب هذه الأصول في المادة الأصل الثاني "الإسلامُ هو دينُ البشرية الذي لا تَسْعَدُ إلا به.."، وذهب يعدد الكيفية التي تسعد بها البشرية كما جاء بها الإسلام، وهي مبادئ لم تعرفها البشرية من قبل [أنظر فقرات الأصل الثاني].
لقد وضع الإسلام أساليب ومناهج للعلاقات الإنسانية، في جميع المجالات والأوضاع، ووضح صيغا للتعامل بينها، كما وضح موقفه منها مخالفة كانت أو موافقة..، فالإنسان قريب وبعيد، ومؤمن وغير مؤمن، وظالم وعادل، ومطيع وعاصي، وفقير وغني، وفي كل ذلك قوانين وضوابت وآداب وقيم ناظمة لذلك، ولكن قبل ذلك فإن الإنسان إنسان كرمه الله {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}، وذلك هو منطلق العلاقة بين أبناء البشر، وهو ما أشارت إليه هذه الأصول.
على أن ابن باديس رحمه الله لاحظ أن وجهة الفكر الإسلامي قد انحرفت عن مسارها الفكري والثقافي وحتى العقدي في موقفها من الإنسان تحديدا، بحيث جردته من التكريم الذي منَّ الله به عليه..، فصورة الكافر والمبتدع والفاسق في أذهان المسلمين، حولت الموقف منه إلى كائن لا يستحق التكريم بل ولا الاعتبار، في حين أن الموقف الدعوي من الكافر والمبتدع والفاسق، هو دعوة إلى الله وتعليمه ما يجهل وتبصيره بما لم يدرك، وذلك انطلاقا من العطف عليه إلا أن يكون معاندا.
لماذا كانت هذه الأصول على هذا النحو؟
كانت هذه الأصول على هذا النحو؛ لأن جمعية العلماء كانت ترى أن رسالتها الإسلامية، تفوق مجرد الوقوف عند الحاجة إلى إصلاح مظاهر الشرك وأشكال العبادات، كما فعلت الحركة الوهابية في الجزيرة العربية، على أهمية ذلك؛ لأن إصلاح صيغ العلاقات الإنسانية، وتنقية العقل مما علق به من أوثان الخرافة والبدع والمنكرات، أولى من مسح مظاهر الشرك في الواقع المشهود؛ لأن الشرك في أصله قائم في نفوس أصحابه وعقولهم قبل أن يكون قبرا أو صنما أو شيخا معصوما!! والمقدمة الضرورية للقضاء على تلك المظاهر، هي التعليم والتثقيف والحرص على ترقية الخطاب إلى مصاف القيم الإنسانية.
والجمعية في منهجها تتجاوز أيضا مجرد الاهتمام بالمسألة السياسية وإعادة الخلافة، كما يفعل حزب التحرير وغيره من الحركات التي تعتبر أن مشكلة الأمة في سقوط الخلافة الإسلامية، لأن الأمة في أدبيات رجال الإصلاح عموما سقطت قبل سقوط الخلافة بقرون، عندما فقدت مميزاتها القيمية المستمدة من الإسلام ففقدت مبررات استمرارها، بما استشرى فيها من فساد سياسي واجتماعي وأخلاقي، وبما غلب عليها من تخلف علمي طال العبادة التي أضحت البدعة والخرافة تطارد فيها السنة والنبوة.
إن هذه الأصول في تقديري تمثل زبدة الزبدة لما جاد به الفكر الإصلاحي الإسلامي، وهي قواعد وأصول صالحة لكل زمان ولكل جيل من الأجيال؛ لأن جوهرها هو القرآن الكريم وتطبيقات النبي صلى الله عليه وسلم، لا يوجد فيها عبارة محكومة بزمن معين إلا في محطات يسيرة جدا، كقوله "اعتقاد الغوث والديوان"، وهي أمور قد تكون في زمن ولا تكون في آخر، والكلام عن القباب والقبور والأوضاع الطرقية، ومع ذلك فإن ما قررته هذه الأصول قاعدة ثابتة وإنما التمثيل لها قد لا يكون في زمن غير زمن ابن باديس أو زماننا نحن.
وأهم قاعدة للمشتغل بالشأن العام في تقديري هي الأصل العشرين –الأصل الأخير- وهي قوله رحمه الله "عِنْدَ المصلحةِ العامةِ منْ مصالح الأُمة، يَجِبُ تَنَاسِي كل خلافٍ يُفَرِّقُ الكلمةَ ويصدعُ الوحدةَ ويُوجِدُ للشرِّ الثغْرَةَ. ويَتَحَتمُ التآزُرُ والتكَاتفُ حتى تَنْفَرِجَ الأزمةُ وتزولُ الشّدةُ بإذن الله ثم بقوةِ الحقِّ وادِّراعِ الصبر وسلاحِ العلم والعملِ والحكمةِ":
دعوة جَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ وأصولها
1 ـ الإسلامُ هو دينُ الله الذي وضعَهُ لهداية عباده، وأرسلَ به جَميعَ رُسُلِهِ، وكَمله على يَدِ نبيِّه محمدٍ الذي لا نَبِي مِن بعده.
2 ـ الإسلامُ هو دينُ البشرية الذي لا تَسْعَدُ إلا به، وذلك لأنه:
أولاً: كما يدعو إلى الأُخوةِ الإسلاميةِ بَيْنَ جميعِ المسلمين ـ يُذَكِّرُ بالأُخُوةِ الإنسانيةِ بين البَشَرِ أجمعين.
ثانيًا: يُسَوِّي في الكرامة البشرية والحقوقِ الإنسانية بينَ جميعِ الأجناسِ والألوانِ.
ثالثًا: لأنَّه يَفْرِضُ العدلَ فَرْضًا عاما بين جميعِ الناس بلا أدنى تمييزٍ.
رابعًا: يَدْعُو إلى الإحسان العامِّ.
خامسا: يُحَرِّم الظلْمَ بِجميعِ وُجُوهِهِ وبأقلّ قلِيلِه مِنْ أيّ أَحدٍ على أيِّ أَحدٍ من الناس.
سادسًا: يُمجِّد العقلَ ويدعو إلى بناءِ الحياةِ كلِّها على التفكير.
سابعًا: يَنشرُ دعوتَه بالحُجة والإقناع لا بالخَتْلِ والإِكراهِ.
ثامنًا: يَتركُ لأهلِ كلِّ دينٍ دينَهم يفهمونه ويطبِّقونه كما يشاءون.
تاسعًا: شَركَ الفقراءَ مع الأغنياء في الأموال، وشَرَعَ مِثْلَ القِراض والمُزارعة والمُغارسة مما يظهر به التعاون العادل بين العُمال وأرْبَابِ الأراضي والأموال.
عاشرًا: يدعو إلى رحمة الضعيف فَيُكْفَى العاجزُ ويُعَلمُ الجاهل ويُرْشَدُ الضال ويُعَاونُ المضْطَر ويُغَيثُ الملْهُوف ويُنْصَرُ المظلوم ويُؤْخَذ على يد الظالمِ.
حادي عشر: يُحَرِّمُ الاستعبادَ والجبروتَ بِجميع وجُوهِهِ.
ثاني عشر: يَجْعَلُ الحُكْمَ شورى ليس فيه استبدادٌ ولَوْ لِأَعْدَلِ الناسِ.
3 ـ القُرآنُ هو كتابُ الإسلام.
4 ـ السنةُ ـ القوليةُ والفعليةُ ـ الصحيحةُ تفسيرٌ وبيانٌ للقرآن.
5 ـ سلوكُ السلَفِ الصالحِ ـ الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ـ تطبيقٌ صحيحٌ لهدي الإسلام.
6 ـ فُهُومُ أَئِمةِ السلفِ الصالحِ أصدقُ الفهومِ لحقائقِ الإسلامِ ونصوصِ الكِتابِ والسنةِ.
7 ـ البِدعةُ كل ما أُحْدِثَ على أنه عبادةٌ وقُرْبَةٌ وَلَمْ يَثْبُتْ عنِ النبِيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم فِعْلُهُ، وكُل بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
8 ـ المصلحةُ كل ما اقتضتْهُ حاجةُ الناس في أمر دنياهم ونظامِ معيشتهم وضبطِ شؤونِهم وتَقَدمِ عمرانهم مِما تُقِرهُ أصولُ الشريعةِ.
9 ـ أفضلُ الخلق هو محمدٌ صلى الله عليه وسلم لأنه:
أولاً: اختارَه اللهُ لتبليغِ أكملِ شريعةٍ إلى الناس عامة.
ثانيًا: كان على أكملِ أخلاقِ البشريةِ.
ثالثًا: بلغَ الرسالةَ ومَثلَ كَمَالَهَا بِذَاتِهِ وسِيرَتِهِ.
رابعًا: عاشَ مجاهدًا في كُلِّ لحظةٍ من حياتِه في سبيلِ سعادةِ البشرية جمعاء حتى خَرَجَ مِنَ الدنيا ودِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ.
10 ـ أفضلُ أمتِه بَعْدَهُ هُم السلفُ الصالح لكمالِ اتِّبَاعِهم له.
11 ـ أفضلُ المؤمنين هم الذين آمنوا وكانوا يَتقُونَ، وهمُ الأولياءُ والصالحونَ، فَحَظ كلِّ مؤمنٍ مِنْ وَلايةِ الله على قَدْرِ حَظِّهِ منْ تَقْوَى الله.
12 ـ التَّوحيدُ أساسُ الدِّين، فكل شِركٍ ـ في الاعتقادِ أو في القولِ أو في الفعلِ ـ فهو باطلٌ مَرْدُودٌ على صاحِبِهِ.
13 ـ العملُ الصالحُ المبْنِي على التوحيد؛ به وَحْده النجاةُ والسعادةُ عند اللهِ، فلا النسَبُ ولا الحَسَبُ ولا الحَظ بالذي يُغْنِي عنِ الظالِمِ شيْئًا.
14 ـ اعتقادُ تصرفِ أحدٍ منَ الخَلْقِ مع الله في شيءٍ ما؛ شِرْكٌ وضَلالٌ، ومنه اعتقادُ الغَوْثِ والدِّيوان.
15 ـ بِناءُ القِبَابِ على القبور، وَوَقْدُ السرُجِ عليها والذبحُ عندها لأجلها والاستغاثةُ بأهلها، ضلالٌ منْ أعمالِ الجاهلية ومُضَاهَاةٌ لأعمال المشركين، فمنْ فعله جَهْلاً يُعَلمُ ومَنْ أَقَرهُ مِمنْ يَنْتَسِبُ إلى العلمِ فهو ضال مُضِل.
16 ـ الأوضاعُ الطُّرقيةُ بِدعةٌ لم يَعْرِفْهَا السلفُ ومَبْنَاهَا كُلها على الغُلُوِّ في الشيخِ والتحَيزِ لأتباعِ الشيخ وخدمةِ دارِ الشيخ وأولادِ الشيخ، إلى ما هُنَالِكَ منِ استغلالٍ وإذلالٍ وإعانةٍ لأهل الإذلالِ..والاستغلالِ..ومن تَجْمِيدٍ لِلعقولِ وإماتةٍ للهِمَمِ وقتلٍ للشعور وغيرِ ذلك من الشرورِ...
17 ـ نَدعو إلى ما دعا إليه الإسلامُ وما بَيناهُ منه من الأحكام بالكتابِ والسنةِ وهديِ السلَفِ الصالحِ من الأئمة، مع الرحمةِ والإحسانِ دُونَ عَداوةٍ أو عُدوانٍ.
18 ـ الجاهلونَ والمغْرُورُونَ أحق الناس بالرحمةِ.
19 ـ المُعانِدونَ المستَغِلونَ أحق الناس بكلِّ مَشْرُوعٍ من الشدةِ والقسْوَةِ.
20 ـ عِنْدَ المصلحةِ العامةِ منْ مصالح الأُمةِ، يَجِبُ تَنَاسِي كل خلافٍ يُفَرِّقُ الكلمةَ ويصدعُ الوحدةَ ويُوجِدُ للشرِّ الثَّغْرَةَ. ويَتَحَتمُ التآزُرُ والتكَاتفُ حتى تَنْفَرِجَ الأزمةُ وتزولُ الشدةُ بإذن الله ثم بقوَّةِ الحقِّ وادِّراعِ الصبر وسلاحِ العلم والعملِ والحكمةِ.
﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[يوسف:108].
عبد الحميد بن باديس بقسنطينة بالجامع الأخضر إثر صلاة الجمعة 4 ربيع الأول 1356هـ.