بعض الوثائق السرية لدى المخابرات الفرنسية تتعلق بالشيخ البشير الإبراهيمي (1)

بقلم: أ.د. عمار طالبي-

مكنني صديقي الصادق السلام من بعض هذه الوثائق لما كنت في باريس، الأولى والثانية تتعلق بالشيخ البشير الإبراهيمي الأولى كتبت بتاريخ 30 سبتمبر 1947 بآقبو بدائرة بجاية ببلدية آقبو المختلطة رقم 83/2 مكتوب عليها أنها سرية بعنوان تقرير نصف شهري في المدة بين 15-30 سبتمبر 1947 مع اسم الذي كتب التقرير السيد بخازي، وعنوان التقرير «الحالة السياسية» تحدث عن الأحزاب والانتخابات، لكن الذي يتعلق بالشيخ الإبراهيمي وزيارته بتاريخ 3 سبتمبر فقد ترك انطباعا قويا وخاصة في إيغيل علي وذكر في خطابه تحذيرا للمسلمين من المبشرين وهم الآباء البيض، وأن غايتهم الحقيقية هي ارتداد المسلمين عن دينهم رغم مظاهر الإحسان، وألح بالخصوص على مسألة خطر الزواج بين المسلمين والفرنسيات الذي لا تستفيد منه إلا فرنسا ويقتلع غالبا الإنسان من وطنه، ويصبح أولاده على دين غير دين آبائهم، فهؤلاء العلماء أبدوا نشاطا كبيرا في هذه الفترة وكانت لهم مشاريع بناء مدارس.

والتقرير الثاني صدر من دائرة قسنطينة من مصالح الربط بين شمال إفريقيا مؤرخ في جانفي 1948 وعنوان التقرير «الاستعلام Reeignement» والموضوع: هو الشيخ إبراهيمي بشير والمصدر جيد. وخلاصة ما نسب إلى الشيخ الإبراهيمي أنه يقول تعمية للإدارة أن غرضه ديني وتعليمي، وبهذا فإننا لا نستطيع أن نساند حرب الشعب رسميا، وأن موقفه حيادي وإذا لم يؤيده فليس معنى ذلك أنه يعارضه في حركته وليس له اتجاه سياسي. والله تعالى يقول: «خذوا حذركم» ووزع هذا التقرير على عدة جهات كما يبدو في أسفل النص يسارا. وهذا تقرير آخر عنوانه «الأعضاء المهمون المتمردون» كتب بتاريخ08/ 10/ 1956 أعطى تفاصيل سيرة كتب كل من الإبراهيمي (ص2-1) وتوفيق المدني (ص4-2) والشيخ العربي التبسي بتاريخ 08/ 04/ 1957 (ص7-4) وبتاريخ 25/ 03/ 1957 والشيخ حمزة بوكوشة (ص7-8) أما الشيخ خير الدين فقد كتب عنه عدة أسطر(9). وبتاريخ 06/04/1955 كتبت معلومات عن جمعية العلماء ومصدرها 2/B تحدث التقرير عن سفر الإبراهيمي إلى القاهرة وبعض الخلاف بين أعضائها وعن البصائر والمطبعة وعن محفوظي محمد التلميذ السابق للشيخ التبسي والشيخ سلطاني القنطري، واتهم التقرير العربي التبسي بمرض نفسي، فلا يتمتع بكل قواه العقلية، وكتبت رسالة إلى الشيخ الإبراهيمي ليصلح بين المختلفين أرسلها الشيخ خير الدين إلى القاهرة، وكتب هذا التقرير محافظ الشرطة رئيس شرطة j.m.Gonzoleg وجاء في تقرير مؤرخ بـ 17/ 08/ 1955 p.r.g معلومات عن توفيق المدني، وأنه غادر الجزائر إلى تونس وهو الكاتب العام للجمعية، ثم سافر إلى القاهرة ليواصل نشاطه مع الشيخ الإبراهيمي، ويرى كاتب التقرير أن ذلك من أجل المشاركة الفعالة لمقاومة الاستعمار الفرنسي (ص10-9) في تقرير كتب بتاريخ 06/ 09/ 1955. وفي تقرير كتب بتاريخ 21/ 02 /1956 بالجزائر يخبر عن الشيخ عباس وأنه رجع إلى الجزائر بعد إقامة ثلاثة أشهر في القاهرة (ص10) وأن الجمعية حصلت على إعانات معتبرة وخاصة من السعودية، ومن ليبيا وأنه انتهى الخلاف السابق بين بعض أعضاء الجمعية، ثم تحدث التقرير عن العائلات الكبرى الجزائرية: سندرلي، بن شنب سعد الدين، أسعد محمود، بن شرشالي ومحي الدين وأن حسان حوَّل في أكتوبر 1957 مليونا إلى أخيه العربي الساكن في نيس، ومن العائلات بوضربة وعلي خوجة، ثم أعطى التقرير معلومات عن قلاتي علي المولود في 10/ 10 /1902 بالجزائر أبوه حسان وأمه بورايب عائشة يملك مقهى عربيا في الشراقة يسكن في الأبيار 68 نهج جيل قرماس j.Ferry وأنه متابع، وأعطى التقرير معلومات عديدة عنه، وأنه يتابع النظريات الإصلاحية، وسلوكه غير السوي إزاء السلطات (ص10). وأشار مكتب الإعلام والدراسات إلى أن هذه المقهى التي يملكها قلاتي كانت مركزا للدعاية ضد فرنسا لدى العسكريين المسلمين مع أنه تولى عدة مناصب وحصل على نيشان الافتخار ثم أعاد ذكر العائلات وزاد عائلة بن قانة (ص11).

لا تعليقات

اترك تعليق

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.