الشيخ قادة بن يوسف
بقلم: أعمر عشاب-
الشيخ قادة بن يوسف من مواليد 1336هـ الموافق ل 1913م بدوار جليدة قرية صغيرة مكونة من بعض الأقارب تابعة لبلدية خميس مليانة وهي الآن تابعة لنفس البلدية نحو 10 كم وتوفيت امه بعد سنة مولده أي عام 1914م.
في سنة 1920 نزل رفقة أبيه إلى الجزائر العاصمة عند عمه محمد بحي الثغرين(طڨارة) ثم أدخله أبوه كتابا في القصبة وأخرجه منه بعد سنة وقد حفظ ربع القرآن الكريم وأدخل بعدها إلى مدرسة فرنسية بباب الجديد تدعى (مسيد فاتح) حيث بقي فيها ثلاثة سنوات وفي سنة 1923 توفي أبوه عليه رحمة الله فكفله أخوه عبد الواحد وكان ضعيف الحال فترك المدرسة بعد سنتين من وفاة أبوه، ثم بدأ العمل في محل نجارة في باب الواد.
وفي سنة 1928 إنتقل الشيخ الطيب العقبي من سيدي عقبة بسكرة إلى الجزائر العاصمة وبدأ دروسه في نادي الترقي كل يوم الجمعة بعد صلاة العصر ومنذ ذلك الوقت أصبح يلازمه.
وفي سنة 1932 إنتقل الشيخ إلى التجارة الحرة بعد أن إشترى أخوه محل وكتبه على إسمه.
ختم القرآن الكريم كله عام 1934م وكان يوما مشهودا وأتم نصف دينه سنة 1936 حيث فتح الله عليه بالزواج.
وفي سنة 1936 بدأ يحضر دروسا علمية في مدرسة الشبيبة الجزائرية وقرأ على يد الشيخ الفقيه عبد الرحمان الجيلالي النحو والفقه والسيرة النبوية الشريفة وألفية ابن مالك في قواعد اللغة، أجازه الشيخ عبد الرحمان الجيلالي آنذاك بإجازة موصولة السند إلى الإمام البخاري بإلقاء الدروس في الوعظ والإرشاد.
في سنة 1938 كون مع بعض الإخوة جمعية دينية (الفتاح) ومدرسة قرآنية في عين الزبوجة وكان مديرها الأخ الشهيد عبد الكريم عقون.
وفي سنة 1940 بواسطة الأستاذ عبد الكريم تعرف على الشيخ أحمد سحنون رحمه الله.
وفي سنة 1942 باع الحانوت وتفرغ لمراجعة القرآن الكريم والمطالعة وتعددت لقاءاته بالشيخين أحمد سحنون وعبد الكريم عقون.
كما عمل عند أخوه في الجزارة وكان يصلي الجمعة في الجامع الجديد بالعاصمة.
فلما تم بناء مسجد الأمة في بولوغين تواصلت الملاقات بينهم إلى غاية إندلاع الثورة التحريرية المجيدة.
شارك الشيخ في الثورة التحريرية مع زملاءه في التعليم الحر وكانوا يجمعون التبرعات لعائلات المجاهدين الفقيرة، وفي الإضراب العام (سبعة أيام) كونوا لجنة خاصة تدفع التبرعات والمواد الغذائية لعائلات المجاهدين.
وفي أواخر سنة 1957 وضعت منظمة OAS قنبلة في حمام أخيه أين كان يبيت الشيخ وفي سنة 1959 عادت المنظمة ودمرت حانوت تجارته فصار بلا مورد.
وفي عهد الإستقلال سنة 1962 أراح الله الشعب الجزائري من الإستعمار الغاشم وبدأ الشعب يصلح ما أفسده الإستعمار.
بعدها عين الشيخ معلما في مدرسة البنات في حي الطڨارة ثم بطلب منه وبواسطة الشيخ أحمد سحنون عين إماما خطيبا بمسجد الأمة ببولوغين.
وأحيل على المعاش سنة 1987 وبقي متطوعا لتعليم القرآن الكريم للطلاب والطالبات حتى سنة 1995 وبفضل الله وتوفيقه ورحمته وبنشاط الشيخ وتربيته وٱجتهاده تخرج من مسجد الأمة الكثير من الطلبة والطالبات وحفظة القرآن الكريم كله حيث يزيد عددهم عن المئة 100 طالب. فمنهم المعلمون والمؤذنون وأئمة بمساجد العاصمة،
وكان من إهتمامه السعي في بناء المساجد، فكان له دور متقدم في تأسيس عدة مساجد بالعاصمة كمسجد خالد بن الوليد سنة 1969 ومسجد الفلاح ومسجد الرجاء عام 1984وهذه المساجد كلها ببولوغين ومسجد الطلبة بالحراش في الثمانينات ومسجد المقداد في بلدية الحمامات ( باينام ) وكان رئيس لجنة مسجد النور بالطڨارة اشرف على إنجازه من بداية البناء إلى آخره سنة 1974 وفي سنة 2004 أسهم بحضوره وسديد رأيه وتدبيره في توسيع مسجد عمر بن الخطاب باولاد فايت.
وفاته :
كان الشيخ مصلحا ناصحا في إماماته وخطاباته ودروسه وفي عدة مواقف وأصعدة يفيد ويستفيد بتوجيهاته السديدة ، وفي يوم الجمعة 23 جمادى الثانية 1429هـ الموافق لـ 27 جوان 2008م بتوقيت صلاة الجمعة قدر له مجاورة الله عز وجل فانتقل إلى جوار ربه عن عمر يناهز 95 سنة من الأخذ والعطاء ودفن في مقبرة باينام وكان يوما مهيبا فحضره كل من عرف الشيخ أو تعلم وتربى على يده رحم الله القائد الشيخ وأدخله فسيح جنانه وتغمد روحه في جنات النعيم بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم .