أحمد رضا حوحو.. الأديب الشهيد والوطني الثّائر
بقلم: أبو القاسم العباسي-
حينما جثم الاحتلال الفرنسي على أرض الجزائر – كما هو معروف – أخذ أبعادا خطيرة استهدف مبادئ الإنسان الجزائري الدّينية، والسّيّاسيّة، والثّقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، والحضارية بكلّ مكوّناتها، وذلك من أجل أن تبقى الجزائر رهينة التطلّعات الفرنسية الخبيثة وجعلها منطقة إستراتيجيةً تعود عليها خصوصًا والبلدان الأوروبية عموما بالمنافع الاقتصادية والدّينية والثّقافية التي تزيد من تمكين الاحتلال وتطويل عمره مادّيا ومعنويا. وقد سبق هذه الخطّة بعثات فكرية، وثقافية، واستشراقية، ومخابراتية دبّرت للمكائد الفرنسية وهيّئت لها الأجواء المناسبة حتّى تتمكّن من تحقيق برامجها وأهدافها .
ولكون الخطر الصّليبي قد ظهر عيانا ودون مواربة للمجتمع الجزائري بعد الإعلان الفرنسي عنه مباشرة من خلال استهداف المقوّمات الحضارية للأمّة الجزائرية بدأ الحراك الشّعبي الجزائري بالثورة ضدّه وإعلان مقاومته له. وقد أخذ طابع المقاومة الجزائرية أكثر من مسلك، فكانت المقاومة السّلبية التي سلكت مسلك الفرار من الوطن وهجرته، والتي كانت بالنّسبة للاحتلال الفرنسي إيجابية أهداها بعض الجزائريين وتخدم مصالح المحتل وتمكّنُ له. وفي المقابل ظهرت أشكال أخرى من المقاومة: كالعمل لمقاطعة الاحتلال بمستويات مختلفة، وحمل السّلاح في عدّة مناطق من الوطن. وقد كانت هذه الأشكال من المقاومة سببا في بروز مقاومة فكرية صلبة لا تخضع للاحتلال بما تدعو إليه من مقاطعة للمدارس الفرنسية، واللّجوء إلى معاهد الزّوايا، والمدارس الخاصّة، ومدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي كانت حصونا قوية لصد الضربات التبشيرية والتنصيرية الفرنسية والأوروبية . وقد فرض الدّين الإسلامي فيها دوره الحاسم من خلال العلماء و المثقّفين ورجال الفكر في الجزائر .
وقد كان دور الكتّاب و المفكّرين واضحا وضوح الشّمس في رابعة النّهار، وجليًّا في العمل على حماية الوطن والمواطن من كيد الاحتلال، وفي فضح التّآمر الفرنسي الأوروبي على مستقبل البلد كونه وطنا له انتماؤه الحضاري، ونسبه العربي الأمازيغي الإسلامي، انطلاقا من روابط التّاريخ والجغرافيا واللّغة والدّين.
في هذا الجو المتشكّل بكل تقلّباته برز إلى الوجود التّاريخي الشّاهد الكاتب (أحمد رضا حوحو) ليرسم معلما من معالم المقاومة الفكرية والثّقافية والأدبية والجغرافية بما كان متمكّنًا منه، كونه معلّما، وصحفيا، وكاتبا، ورحّالة، ومصلحًا في كل مواقع المقاومة التي حل بها .
فمن هو الأديب أحمد رضا حوحو ؟
(1) في سيدي عقبة مدينة الصّحابي الجليل سيدي عقبة بن نافع الفهري بالجنوب الشّرقي الجزائري، ولد الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو سنة 1330 هـ/1911 م حيث حفظ القرآن الكريم في الكتّاب كما هي عادة الأطفال الذين يرتوون من ينابيع القرآن، ولمّا بلغ السّادسة من عمره، التحق بالمدرسة الابتدائية، ثم أرسله والده إلى سكيكدة بعد النجاح في الابتدائية ليكمل دراسته في الأهلية عام 1928، ولم يتمكن من متابعة تعليمه الثانوي نتيجة السياسة الفرنسية التي تمنع أبناء الجزائر من مواصلة تعليمهم، ليعود “حوحو” إلى الجنوب ويشتغل في التلغراف بمصلحة بريد سيدي عقبة، وهذا ما زاده معرفة بأسرار الحياة، فكان يلاحظ الفرق البارز بين بيئتين مختلفتين : بيئة صحراوية قروية، وأخرى حضرية.
(2) ريح عقبة في بلاد الحجاز :
في سنة 1934م تزوّج وبعدها بسنةٍ شد رحاله بصحبةِ أفراد أسرته – الذين آلمهم تآمر بعض العملاء للاحتلال الفرنسي، فكانوا سببا في هجرتهم- إلـى بلاد الحجاز، وفـي المدينة المنوّرة عــلى ساكنها الصّلاة والسّلامُ، وبعد فترة وجيزة من استقراره بها التحق بكلّية الشّريعة التي كانت البركة فيها عليه ظاهرة، حيث ارتقى علميا في ميدان الشريعة الإسلامية، وتحصّل على أعلى الدّرجات، وهو الامتياز الذي أهلّه أن يكون أستاذا بها فيما بعد، وهي ميزةٌ تدلّ على تفوّقه ونبوغه الشرعي والأدبي.وكأنّه في هذه الهجرة يخرج ببريد السّلام من عقبة بن نافع إلى موطنه الأصلي في بلاد الحجاز ليشهد له ويزكّيه أنّه متشبّعٌ بروح الإسلام وفضائل العروبة..
(3) توظيف التّفوق الشرعي والأدبي والتّقني:
النّابغة يجـــــد نفسه في أي مجال يوكل إليــــه خصوصا فيـــــما يتقـــنه ويحسن التّمنية فيه، والأديب أحمد رضا حوحو وجد نفسه كذلك، بل فرض تفوّقه الشرعي عندما اختير أستاذا في كلّية الشريعة، كما كان حاضرا في المجال المعرفي الأدبي السّياسي، إذ تبوّأ أعلى المناصب الأدبية في الكتابة الصّحفية ، فكان عنصرا فعّالاً يشار إليه بالبنان، كما هو الشّأن معمجلّة الرّابطة العربية المصرية التي فتحت له صفحاتها حيث نشر فيها أوّل مقالٍ له بعنوان [الطّرقية في خدمة الاستعمار] وذلك في سنة 1937م عندما كان في المدينة الموّرة، وفي سنة 1938م عيّن سكرتيرا لتحرير مجلّة المنهل السّعودية بعد أن كان كاتبا ضمن طاقمها التحريري، حيث شارك في قسمها الثّقافي وقد ذاع صيته من خلال ترجمته لبعض النصوص والقصص من الأدب الفرنسي، واشتهر أكثر ابتداء من العدد الثالث الصادر في فبراير سنة 1937م عندما قام بعرض واف لكتاب المستشرق المسلم والفنان التشكيلي العالمي الكبيرناصر الدين- إتيان- ديني الذي انبهر بجمال الصحراء الجزائرية، وقرر ان يقضي كل حياته بين أحضانها، وجعل من مدينة بوسعادة مرتعه الخصيب الذي يستلهم منه روائع لوحاته، ومبهرات ألوانه وأضوائه، إلى أن توفاه الله يوم 24 ديسمبر 1929 بـباريس، فرنسا، وأوصى أن يدفن في مدينة بوسعادة حيث يوجد الآن ضريحه ومتحفه.
لقد مكث أحمد رضا حوحو مدّة سنتين مع مجلة المنهل ليستقيل بعدها حيث اشتغل موظفاً في مصلحة البرق والهاتف بالقسم الدولي، واستمر في هذه الوظيفة إلى أن عاد إلى الجزائر سنة 1946 بعد وفاة والديه.
(4) بين محاضن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
وهـــي محاضن متنوّعـــة،فكرية، وأدبية، وإعلامية، وتعليمــية، وتربــوية وجد فيها متنفّسه خصوصا مع جمعية العلماء، وهذا ما كانت تطمحُ إليه نفسه، فهو كالسّمك إذا خرج من الماء مات، وهو كذلك، لا يجد نفسه إلاّ في بحر الفكر والعلم وما شاكل ذلك .. ففي سنة 1946م، وهي السّنةُ التي عاد فيها من الحجاز إلى أرض الوطن الجزائري. في قسنطينة عمل لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين أستاذا مصلحًا وفق منهجها الإصلاحي والتربوي، وظهر ذلك في تدريسه وفي كتاباته، حيث جنّد قلمه وفكره لبث الوعي في النّفوس وحثّ الهمم، ومحاربة الاحتلال والبدع والخرافات وكل الآفات الاجتماعية التي تكبّل المجتمع -بقيود العبودية، ولتكون ظهيرا للاحتلال وليعيث في السّاحة – بكل ألوانها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والنّفسية – فسادًا وانتهاكا لحرمة الدّين والأرض والعرض.
من يتأمّلُ في الأبعاد التي يهدف إليها من خلال مقاله ” الطرقية في خدمة الاستعمار ” يدرك أنّه – وإن كان بعيدا بجسده عن الجزائر وعن جمعية العلماء الجزائريّين – على صلة فكرية وعاطفية ووطنية ومصيرية بهذه الأخيرة جمعية العلماء، كما أنّه في صفّ المقاومين بالكلمة والفكرة والسّنان للمحتل الغاشم .
(5) وظائفه ونشاطــــاته:
·عيِّن مديراً لمدرسة «التربية والتعليم» التي كان الشيخ ابن باديس قد أسسها بنفسه وبقي فيها ما يقارب سنتين
·انتدب لإدارة مدرسة «التهذيب» بمدينة «شاطودان» التي تبعد عن قسنطينة بحوالي 50 كيلومترا ولم يمكث فيها إلا مدة قصيرة.
·في 25 سبتمبر من 1946 نشر أول مقال في البصائر بعد عودتها إلى الصدور تحت عنوان (خواطر حائر)
·اشتغل في منصب كاتب عام بمعهد ابن باديس الذي فتح أبوابه سنة 1947م
انتخب عضوا في المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وذلك في سنة 1948م
في الأسبوع الثّاني من شهر ماي 1949م شارك في مؤتمر باريس الدّولي للسّلام، حيث مثّل الجزائر خير تمثيل.
في 27 أكتوبر قام بإنشاء جمعية المزهر القسنطيني ومن خلالها كان يعرض مسرحيات مثل: ملكة غرناطة، بائعة الورود، البخيل.
في سنة 15 ديسمبر 1949م أسس مع جماعة من أصدقائه جريدة الشعلة وتولى رئاسة تحريرها، وأصدر خمسين عددا منها . وكذلك كتب في جريدة البصائر.
قام بترجمة العديد من النصوص والكتابات في الأدب الفرنسي. وهذا على تمكّنه من ناصية اللغتين العربية والفرنسية.
(6) فكرٌ ثريٌّ وقلـمٌ سيّالٌ
لقد وجد أحمد رضا حوحو في الصّحافة مجالاً خصبا من مجالات الإنتاج الفكري والأدبي حيث ظهر إبداعه، وتميّزه، وغزارة عطائه وسخاؤه الذي يدلُّ على غناه في زمن القحط الثّقافي، والجدب الفكري، والاستبداد الفرنسي. فممّا ساهم فيه مساهمة فعّالةً تنوّع كتاباته بين المقالة، والمسرحية، والقصّة القصيرة. ففي المقالة نجد واقعية الكاتب في معالجة المستجدّات، والوقائع، والأمراض الاجتماعية. ولذلك تنوّعت مقالاته إلى:
* المقالة السّيّاسية التي تعالج قضايا الوطن والوطنية، وتنبّه إلى مخاطر الاحتلال وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها.
* المقالة الاجتماعية التي تعنى بتنمية الحس الاجتماعي الحضاري، وتعالج أمراضه وآفاته، وتنبّه إلى سلبياته.
* المقالة الأدبية ذات الأسلوب المتميّز، والتي من خلالها ينمو الذّوق الأدبي ويسمو عند من يتطلّع إلى ذلك من المهتمّين بالأدب العربي.
(7) الأديب الفاضل يعرف الفضل لأهله
أهل الفضل يعرفون الفضل لأهله، ومن كان كذلك لا يمنعه مانعٌ من التنقيب عن فضائل من يعرف خصالهم من العلماء والأدباء والكتاب والمثقّفين والباحثين، والأديب أحمد رضا حوحو كتب ست مقالات في جريدة البصائر عن ستّة من أساتذة معهد عبد الحميد بن باديس وهم: النّعيم النّعيمي- أحمد حمّاني – عبد الرحمان شيبان – عبد القادر الياجوري – العبّاس بن الشّيخ الحسين – حمزة بوكوشة
(8) بين الحجاز والجزائر .. غادة أمّ القرى
لعلّ أهمّ كتاب اشتهر به الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو “غادة أم القرى” وهو قصّة نشرها سنة 1947م صوّر فيها معاناة المرأة الحجازية، وما تجده من حرمان هضمها حقوقها في التعليم، وفي الرّأي، و في المساهمة الخيرية في المجتمع، ومن خلال هذه القصّة اتّضح أنّه لفت الأنظار إلى أنّ المرأة الجزائرية معنية بهذا يهمّشها خارج دينها ، لكونها تعاني نفس معاناة المرأة الحجازية لوجود المشترك الجامع بينهما وهو حرمانها من حقوقها، وهذا يدلّ على أنّ الجهل الذي كان سائدا في بلاد الحجاز ليس له أيُّ علاقة بالإسلام -الذي أعطى للمرأة كامل حقوقها غير منقوصة-، كما يدل على أنّ الاحتلال الفرنسي للجزائر هو من عمل على توظيف الجهل في المجتمع الجزائري حتى غرس فيه – بما قنّنه من مشاريع ثقافية – الأمّيّة الثّقافية والعلمية والحضارية قصد تنويمه وإدخاله في سراديب مظلمة من الجهل، وإلهائه عن دور كل من الرّجل والمرأة، وهي صورة قاتمة تشوّه مقاصد الإسلام وشرائعه.
فما توارثه المجتمع الحجازي عن المرأة هو الذي ساهم في رسم صورة غير صحيحة عن الإسلام، بحيث صار المتعارف عليه بين الناس هو ما لم يأت به الدّين الإسلامي، وهي الحال نفسها التي كان عليها المجتمع الجزائري أثناء الاحتلال الفرنسي ومازالت قائمة إلى الآن كإرث فرنسي لم يتحرر منه المجتمع الجزائري إلى غاية السّاعة .. فلذلك كانت قصّة غادة أمّ القرىمهداة إلى بنت الجزائر حيث خاطبها قائلاً: ” إلى تلك التي تعيش محرومة من الحبّ.. من نعمة العلم… من نعمة الحرّيّة. إلى تلك المخلوقة البائسة المهملة في هذا الوجود، إلى المرأة الجزائرية، أقدّم هذه القصّة تعزية وسلوى “
إنّ قصّة غادة أمّ القرى بحاجة إلى دراسات تتضح فيها أبعاد الكاتب من وراء تأليفه لها، مع عقد مقارنة بين ما كانت عليه المرأة المسلمة في عصور الإسلام الذّهبية، وما جرّته إليها تعاليم الجهل التي غزت العالم الإسلامي بعد عصر الضّعف الذي اصطحب معه كل ألوان التخلّف.
(9) مسرحيات وقصص الكاتب حوحو
لقد ساهم أحمد رضا حوحو مساهمة كبيرة في كتابة مسرحيات ذات أبعاد ومقاصد سياسية، واجتماعية، وتاريخية، وتربوية. والتي منها:
“عنبسة” وهي مسرحية سياسية عاطفية تقع في ثلاثة فصول، لايسع الدارس لأدب حوحو إلاّ أن ينوّه بها.
“بائعة الورد” مأساة في خمسة فصول.
“الأستاذ” وهي مسرحية هزلية تتألّف من فصل واحد، يدين من خلالها بقسوة المحيط الاجتماعي وما يعجّ به من نفاق وانتهازية.
“دار الشّرع” أو دار الخصومة، في ثلاثة فصول تناول فيها شخصية المأمون الخليفة العباسي وما كان يعجّ به القصر من صور سلبية وإيجابية.
” نماذج بشرية ” وتضمُّ مجموعة من الأحاديث والخواطر والذّكريات، عكست تصرّفات وسلوكات شخصية هادفة
” ملكة غرناطة ”
” البخيل “
” الأديب “
” غادة أمّ القرى “
” صاحبة الوحي ” تعرّض فيها إلى صور الحبّ العفيف.
” ابن الوادي “
” مع حمار الحكيم ” وفي هذه المسرحية عرّض الكاتب بالمثقّفين المتميّعين الذين يسعون إلى إدماج أنفسهم في المشروع الاجتماعي الفرنسي من خلال الزواج بأجنبيات، كما كشف فيها تخلّف وانحطاط المجتمع الظاهر في السّلوك وفي التّفكير.
إلى غير من الكتابات التي تتوزع بين النص المسرحي والقصة والرواية والمقالة السياسية والمقالة الاجتماعية.. وهي في مجموعها تخدم القضايا المشتركة ذات الأبعاد الدينية والاجتماعية والوطنية والسياسية.
(10) المشروع الثّقافي الطّموح والضخم
في 3 فبراير 1956 أعلن الأديب أحمد رضا حوحو في جريدة البصائر عن مشروع ثقافي ضخم وطموح تحت عنوان: “حاضر الثقافة والأدب في الجزائر” وراسل في هذا السياق العديد من المثقفين والعلماء من أجل أن يقدموا له سيرتهم الذاتية ويرسلوا له نسخا من كتبهم أو مخطوطاتهم. وفي هذا الإعلان لمشروعه الثّقافي رسالة إلى كل الأجيال الثّقافية، كأنّه يحمّلهم أمانة الاهتمام بالثّقافة والأدب، وأنّها ينبغي أن تكون عند المثقّف روافد يبني عليها مستقبله ، وهذا ما نراه غائبا حاليا عند كثيرين من المهتمّين بالثّقافة، حيث لا ثقافة لديهم إلاّ ما كان واردا أدبيا أو فكريا أو ثقافيا وهو يعكس صورة القابلية للانهزام.. فإذا انهزمت المجتمعات ثقافيا ودينيا يسهل عليها الانهزام عسكريا، وهذا ما أراد أن ينبّه إليه أحمد رضا حوحو.
(11) اعتقاله واستشهاده
في 29 مارس 1956 اغتيل محافظ الشرطة بقسنطينة واعتقل حوحو من منزله على الساعة السادسة مساء ذلك اليوم ليودع بسجن الكدية، ومنه حُوِّل إلى جبل الوحش المشرف على مدينة قسنطينة وتم إعدامه هناك. وبعد استقلال الجزائر وجد جثمانه برفقة ثمان جثث أخرى مدفونة بشكل جماعي في حفرة واحدة بوادي حميمين ليعاد دفن رفاته بمقبرة الشهداء بالخروب.