Categories: لقاءات

“الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي شاهد على العصر: يتحدث عن وفاة الشيخ الإبراهيمي وجنازته والأحداث التي شهدتها الجزائر بعدها

نقتبس شهادة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي ابن العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في حصة شاهد على العصر التي تعدها قناة الجزيرة ويقدمها الإعلامي أحمد منصور، حيث يتطرق الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي في شهادته لـ: وفاة الشيخ الإبراهيمي وجنازته والأحداث التي شهدتها الجزائر بعدها.

يواصل الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي شاهدته:

وفاة الشيخ الإبراهيمي

أحمد منصور: في العشرين من مايو عام 1965 توفي والدك الشيخ البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء وأحد مؤسسيها في الجزائر وأحد الرموز الإسلامية البارزة في وقته في العالم الإسلامي ما أثر هذا عليك؟

أحمد طالب الإبراهيمي: بسم الله الرحمن الرحيم، نظراً للعلاقة الوثيقة التي كانت تربطني بالوالد شعرت بعد وفاته بفراغ فادح، وجنازته كانت مهيبة كانت بمثابة مظاهرة سياسية لأن عدد الذين خرجوا فيها يفوق 200 ألف من المسجد الكبير في قلب العاصمة إلى مقبرة سيدي محمد في حي بلكور كانت في الحقيقة مهيبة يعني.

أحمد منصور: أنت رأيت هواري بومدين الذي كان نائباً للرئيس بن بيلة ووزيراً للدفاع للمرة الأولى حينما جاء ليلقي النظرة الأخيرة على والدك قبل الجنازة، كيف كان لقاءك مع بن بيلة وبومدين للمرة الأولى في ظل الصراعات التي كانت قائمة بينه وبين بن بيلة في ذلك الوقت؟

أحمد طالب الإبراهيمي: كنت أعرف جميع قادة الثورة إلا بومدين ورأيته لأول مرة عندما زارنا في البيت مباشرة بعد وفاة الوالد وألقى كلمة قصيرة بعربية فصيحة قال فيها إن وفاة الإبراهيمي ليست خسارة للأسرة ولا خسارة للجزائر فقط وإنما هي خسارة للعالم الإسلامي قاطبة، هذا ما أذكره فلم نتبادل أطراف الحديث لأنني كنت متأثراً بوفاة الوالد، أما الجنازة فقد خرج فيها كل مساعدي بومدين خاصة الأخ شريف بلقاسم الذي كان يتردد على الوالد وبوتفليقة والكل..

أحمد منصور: رغم العلاقة المتوترة بين والدك وبين الرئيس بن بيلة إلا أن الجنازة نقلت على التلفزيون الجزائري بشكل كامل تقريباً ووصلت إلى بيوت الناس.

أحمد طالب الإبراهيمي: كما قلنا كانت جنازة مهيبة خرج فيها 200 ألف شخص ونقلت على الهواء في التلفزيون وفي الإذاعة بأمر فردي من مدير الإذاعة والتلفزيون آنذاك وقد عوقب بعد مراسيم الجنازة.

أحمد منصور: مَن عاقبه؟

أحمد طالب الإبراهيمي: السلطة آنذاك.

أحمد منصور: السلطة من الرئيس يعني.

أحمد طالب الإبراهيمي: لست أدري.

أحمد منصور: العلاقة كانت متوترة بين الرئيس أحمد بن بيلة وبين نائبه هواري مدين ووزير دفاعه تقريباً طوال العام 1965 وربما قبله حتى وصلت الأمور إلى أنه بعد أقل من شهر تقريباً أو شهر من وفاة والدك من مايو في 19 يونيو 1965 أطاح هواري بومدين نائب الرئيس ببن بيلة ووزير دفاعه به في انقلاب أبيض لم ترق فيه دماء، كيف تلقيت الخبر؟

أحمد طالب الإبراهيمي: كان الرأي العام الجزائري مطلع على هذا الخلاف وكان يتوقع أن الحسم آت في سنة 1965، سنة 1965 الكثير من المراقبين كانوا يسمونها سنة الحسم.

أحمد منصور: بأي مفهوم حسم بين الرجلين؟

أحمد طالب الإبراهيمي: سنة الحسم إما أن يقيل بن بيلة بومدين أو بومدين يقيل بن بيلة يعني لا بد أن يغيب أحدهما، هذا كان موجود عند الرأي العام كل الرأي العام الجزائري سنة 1965 كانت بالنسبة للرأي العام الجزائري هي سنة الحسم بعد أن كانت سنة 1963 سنة الشقاق وسنة 1964 سنة المعتقلات والسجون.

أحمد منصور: أنا أعرف أن في نفسك مرارة من الرئيس بن بيلة ولكن لو طلبت  منك بإنصاف أن تقيم فترة حكمه التي امتدت حوالي عامين أو ثلاثة أعوام.

أحمد طالب الإبراهيمي: بإنصاف كنت متيقناً أن أول رئيس للجزائر سيلاقي صعوبات كبيرة أياً كان، ولكن أضيف أن هذه المرحلة اتسمت بديماغوجية.

أحمد منصور: بأي شكل؟

أحمد طالب الإبراهيمي: يعني ألفاظ يعني الخطب لم تكن متطابقة مع الواقع يعني هذا كل ولكن أؤكد أن المرحلة الأولى بعد الاستقلال كنا نتوقع أنها ستكون صعبة لأي رئيس كان.

أحمد منصور: أنا واجهت الرئيس بن بيلة في شهادته على العصر معي في كل الاتهامات التي وجهت له فقال أنا لست معصوماً وقد ارتكبت أخطاء لأن العصمة لله وحده كما أني بقيت في الحكم عامين ونصف فقط وأخطائي لم تكن كبيرة، وقال بن بيلة لم أكن أحكم وأعيش كما يعيش الرؤساء فقد كنت وأنا رئيس كنت أمشي دون حراس وكنت أسكن في شقة وكانت سيارتي عادية وكان راتبي مئتين وخمسين ألف سنتين لم تكن تكفيني وكنت أستدين عندما يأتي يوم 20 في الشهر حتى أكفي حاجاتي وأنا رئيس دولة وكانت أمي على قيد الحياة ولم أكن أملك المال حتى أعطيها أو أعطي أياً من أفراد عائلتي، كما كانت أمي تريد أن تذهب لأداء فريضة الحج وأنا رئيس للدولة ولم أكن أملك المال الذي أعطيه إياها حتى تؤدي فريضة الحج أفبعد كل هذا يوجهون لي الاتهامات؟

أحمد طالب الإبراهيمي: على كل حال ليس لي الحق أن أحكم أن هذا الكلام صحيح أو غير صحيح هذا يرجع لضمير بن بيلة، الشيء المهم أنه بالنسبة لأغلبية الجزائريين التغيير الذي تم ثلاثين يوماً بعد جنازة الوالد هذا التغيير لم يكن انقلاباً وإنما كان تصحيحاً لمسار الثورة الجزائرية.

admin

التعليقات

  • السلام عليكم
    يعني أن الذي وضع المرحوم الشيخ البشير الإبراهيمي في الإقامة الجبرية هو بن بلة و ليس بومدين؟؟
    أيُّ نفسٍ تطيب لفعل هذه الشنيعة
    وكيلهم ربي

المقالات الأخيرة

مالك بن نبي والزَّعامة الصَّنمية

بقلم: ناصر حمدادوش - يؤكد “مالك بن نبي” في كتابه “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”…

سنة واحدة قبل

في ذكرى وفاة الأستاذ سعد الله

بقلم: محمد الهادي الحسني - منذ عشر حِجَجٍ، وفي يوم 14-12- من سنة 2013 جاء…

سنة واحدة قبل

دعوة ابن باديس للثورة

بقلم: د. علي الصلابي- كانت نفسية ابن باديس وأشواقه الروحية تواقة إلى التضحية في سبيل…

سنتين قبل

الثورة في شعر ابن باديس ونثره

بقلم: د. علي الصلابي- استعمل عبد الحميد بن باديس في العديد من مواضيع شعره ونثره،…

سنتين قبل

الإشراف التربوي في مدارس جمعية العلماء المسلمين ج1

بقلم: د. توفيق جعمات- لم تكن مدارس جمعية العلماء المسلمين مجرد فصول تعليمية أو كتاتيب…

سنتين قبل

لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال

بقلم: عبد الحميد عبدوس- تعرفت على الكاتب المفكر والطبيب المجاهد الدكتور السعيد شيبان في سنة…

سنتين قبل