بقلم: أ.د عمار طالبي-

إن نادي الترقي كما قال ابن باديس، رحمه الله، هو عاصمة النوادي، كما أن الجزائر عاصمة الوطن، وقد أنشأه أعيان الجزائر الذين يحرصون على ترقية الشعب الجزائري، ونهوضه، وذلك في سنة 1927، وأصبح بعد ذلك منبرا وموطن نشوء الجمعيات، ومنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، التي تأسست فيه سنة 1931، وكان منبرا لها ثقافيا ودعويا، تعقد فيه مؤتمراتها، ومحاضراتها، واجتماعاتها، في وقت صعب يتحكم في مصير الجزائر وشؤونها الثقافية والدينية..

وقسمت الجمعية أعمالها، فعينت في الجزائر العاصمة الشيخ العقبي، رحمه الله، وفي تلمسان الشيخ البشير الإبراهيمي، رحمه الله، وفي قسنطينة تولى رئيس الجمعية أمر الدعوة والتعليم فيها، وهذا ما جعل هذا النادي يقوم بالتنوير والوعي، ويشعه على الجزائر قاطبة، ولكن جماعة قامة بتحرير إشهار نشرته جريدة الوطن باللسان هذه الأيام (12 أوت 2013)، أخذوا على عاتقهم الهجوم على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، والاستنقاص منها بغير حق، وهو ما لا نرضاه لهم، كما لا نرضاه لأنفسنا، مع أنهم لجأوا إلى القضاء لمقاضاة الجمعية بغير حق، ثم حرروا هذا الإشهار في جريدة الوطن كما قلنا ليستعينوا بالسيد رئيس الحكومة برسالة مفتوحة، ولم ينتظروا الحكم القضائي الذي لجأوا إليه منذ مدة، وزعموا مزاعم ليس لها من الصحة شيء، وهذا النزاع لم نشهد له سابقة في تاريخ هذا النادي الطويل، ونحن لم نشهد لهؤلاء حضورا ثقافيا في النادي، ما عدا الاحتفال بذكرى الشيخ العقبي، رحمه الله، وقد أحسنوا في ذلك ولا مانع لدينا من ذلك أبدا، فنحن لا نحمل عداوة لأحد، ولا نحتكر نشاطا دون غيرنا.

وإنما ينبغي أن نبين لإخواننا وللرأي العام أن المرحوم محمد عيشون، رحمه الله، المدعو عمر، الذي كان بيده مفتاح النادي، وقد سلم هذا المفتاح للشيخ عبد الرحمن شيبان-رحمه الله-، وقد نشر في الصحافة، وكان ذلك في جانفي 2004، ومنذ ذلك الحين انتهت مهمته، رحمه الله، وتولت الجمعية منذ اعتمادها الجديد تبعا لقانون الجمعيات شؤون النادي من حيث النشاط الثقافي المتواصل، ومضى نحو عشر سنوات منذ أن تسلمت الجمعية المفتاح، ولم يعترض أحد على هذا.

ونحن لا نعلم عن هؤلاء الذين حرروا إشهارا بجريدة الوطن، ولا نعرف لهم نشاطا ثقافيا في النادي ولا في غيره، وهم لم يكتبوا اسما واحدا من أسمائهم ليكون مسؤولا عن هذا الإشهار بوضوح في هذه الجريدة الموقرة.

وعلى كل حال فنحن لا نريد أن ندخل في منازعات، لأن غرضنا غرض ثقافي دعوي، ونرحب بكل من يخدم هذا، ونتعاون معه تعاونا أخويا صادقا، والنادي ليس ملكا لأحد، ولا لجماعة، فهو أصبح من أملاك الدولة منذ الاستقلال، ولنا ما يثبت ذلك، ونحن نشغله ونقوم بنشاطنا فيه باستمرار، وكل محاولة ترمي إلى النزاع لا نشغل أنفسنا بها، ولا ننجر للإشهار والتشهير، ونلتزم بالأخوة كما قال ابن باديس، رحمه الله، فالأخوة فوق ما يؤخذ ويرد من الآراء، وإذا كان لهذه الإخوة رغبة في نشاط ثقافي فصدورنا مفتوحة، ولا نحتكر هذا النشاط، ونفتح المجال لأي مثقف معروف بنشاطه الثقافي، وصدورنا تتسع للجميع، لكن أن يدعي فرد أو جماعة أن النادي له، وينفرد به دون جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فليس له ذلك ولا حجة له ولا برهان، ولا مجال لتشويه سمعة الجمعية، والهجوم عليها من هؤلاء الإخوة سامحهم الله، ونربأ بأنفسنا عن هذا كله، ملتزمين بالأخلاق الإسلامية، والأخوة التامة مع كل الناس.

 

admin

المقالات الأخيرة

مالك بن نبي والزَّعامة الصَّنمية

بقلم: ناصر حمدادوش - يؤكد “مالك بن نبي” في كتابه “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”…

سنة واحدة قبل

في ذكرى وفاة الأستاذ سعد الله

بقلم: محمد الهادي الحسني - منذ عشر حِجَجٍ، وفي يوم 14-12- من سنة 2013 جاء…

سنة واحدة قبل

دعوة ابن باديس للثورة

بقلم: د. علي الصلابي- كانت نفسية ابن باديس وأشواقه الروحية تواقة إلى التضحية في سبيل…

سنتين قبل

الثورة في شعر ابن باديس ونثره

بقلم: د. علي الصلابي- استعمل عبد الحميد بن باديس في العديد من مواضيع شعره ونثره،…

سنتين قبل

الإشراف التربوي في مدارس جمعية العلماء المسلمين ج1

بقلم: د. توفيق جعمات- لم تكن مدارس جمعية العلماء المسلمين مجرد فصول تعليمية أو كتاتيب…

سنتين قبل

لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال

بقلم: عبد الحميد عبدوس- تعرفت على الكاتب المفكر والطبيب المجاهد الدكتور السعيد شيبان في سنة…

سنتين قبل