القاضي المدني السيد عبدالقادر بن أحمد الجزائري

بقلم: الشريف باسم الكتبي -

تعود بي الذاكرة لأكثر من ربعقرن حينما كنت طفلاً ألهو وألعب في حارات المدينة وكنا نسكن في محلة قباء الشهيرة وبجوارنا الكثير من أسر وعوائل المدينة كالطرابيشي وزاهد والخياري والعشقي والجزائري والكردي والخيمي وبافقيه وعصمت والمغربل والبشناق وغيرهم , ففي عصر كل يوم وقبل صلاة المغرب ونحن نلعبيخرج من بيت الجزائري رجلٌ قد بلغ العقد الثامن من عمره يرتدي الثوب الأبيض والعمامة البيضاء ولا أعرفه إلا متكئاً على عكاز جميل المطلع له لحية كثة يرتدي نظارة طبية قد ضعف بصره , هو السيد عبد القادر الجزائري القاضي بمحكمةالمدينة ، ذلك العلم المدني الذي يخرج من بيته قاصداً المسجد لصلاة المغرب ويمر من بيننا ونحن نتوقف عن اللعب إجلالاً لهيبة ذلك الشيخ الكبير .

مولده ونشأته

ولد بالمدينة المنورة سنة (1316هـ) , فقد نشأ في بيت العلم والفتوى , فهو الابن الوحيد لوالده السيد أحمد بن أحمد الجزائرلي مفتي المالكية بالمدينة آنذاك .

السادة آل الجزائري

بيت الجزائري بيت من بيوتات المدينة المنورة ونسبته إلى الجزائر مدينة مشهورة بأرض المغرب وإليها ينسب كثير قديماً وحديثاً , ولهم اوقاف تشمل كل من قطن المدينة وهاجر اليها على قدم التجريد , , فليس كل من لقب بالجزائري هو من اسرة مترجمنا فهذا البيت والذي لا يعرفه المدنيين قديماً إلا بالجزائرلي ثم بالجزائري في فترة زمنية مضت , أما اليوم فيعرفون بآل السيد وهو المسجل في أوراقهم الرسمية , تعددت الالقاب والمسميات والبيت واحد والتاريخ هو سجل لكل زمان ومكان والحديث عن هذا البيت الاصيل في النسب العريق في الحسب ذو شجون , يصول بنا في الامامة ويجول في الافتاء , فكانت لهم حظوة توارثوا فيها افتاء المالكية في مدينة خير البرية , وقد جمع هذا البيت شرف العلم وشرف النسب , فالنسبة حسنية هاشمية قرشية , فجدهم الأعلى هو السيد أحمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .

وأصل هذا البيت السيد أحمد بن عبدالقادر بن أحمد السعيد بن أحمد الحاج بن محمد بن عبدالقادر بن محمد الشريف بوعكازة بن عبدالرحمن بن أحمد بن الشريف يعقوب بن محمد بن أحمد بن عبدالله بن عبد الخالق بن علي بن عبد القادر بن عامر بن رحو بن دحو بن مصباح بن صالح بن سعيد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن المجتبى بن علي بن أبي طالب عليهما السلام .
قدم السيد أحمد المدينة سنة (1260هـ ) , وفي معيته أسرته وولداه محمد سعيد, وعلي , ودخل المدينة النبويةالشريفة يحمل في جعبته علمه , وكان رحمه الله يسلك الطريقة القادرية , وفي المسجد النبوي تصدر للتدريس وتولى أفتاء المالكية, توفى سنة 1276ه وترك زوجه حامل , ودفن بالبقيع , وأعقب ثلاثة رجال, هم : محمد سعيد , وعلي , وأحمد .

أما محمد سعيد بن أحمد فمات عن غير عقب .

وأما علي بن أحمد , فأعقب حسن وحده .

أما حسن بن علي بن أحمد , فكان أحد مشاهير أدلاء الحجاج في المدينة , توفي في حدود سنة 1355هـ , وأعقب يحيى وحده .

وأما يحيى بن حسن بن علي , فمولده سنة 1349هـ , وكانت وفاة سنة 1416هـ , وأعقب ستة رجال , هم : محمد , وعلي , وعبدالهادي , وعبدالعزيز , ومالك مات عن غير عقب , وصديقنا عمر بيننا وبينة مودة ومحبة أدامها الله , وقد زودني السيد عمر بالكثير من وثائق أسرته , فله مني عظيم الشكر والتقدير .

أما أحمد بن أحمد الأول بن عبدالقادر , فخلف والده في افتاء المالكية , وسيأتي الكلام عنه في طيات الترجمة , وقد أعقب ابنه السيد عبدالقادر المترجم له وحده .

وأما عبدالقادر بن أحمد بن أحمد , وهو مترجمنا فقد أعقب أحمد وحده .

أما أحمد بن عبدالقادر بن أحمد فكانت والدته سنة 1342هـ ,وقد جاورناه بمحلة قباء , عرفناه رجل حسن السمت طيب الذكر توفى سنة 1411هـ , وأعقب ستة رجال , هم :محمد , وحمزة , وعدنان , وخالد مات عن غير عقب , وإبراهيم , وهشام .

السيد أحمد بن أحمد الأول

ولد السيد أحمد كما اسلفنا بعد وفاة والده وذلك في سنة 1276 هـ , فقام بتربيته أخويه : محمد سعيد , وعلي , فأهتما به , وأخذ يحفظ المتون على يد شقيقيه السيد محمد سعيد , والسيد علي , ثم ألتحق بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف , حيث في تلك الفتره , لم يكن الألتحاق بحلقات العلم بالمسجد النبوي الشريف بالأمر السهل, فقد احتوى المسجد على كبار العلماء , فلا يحدث التلقي إلا بعد معرفة تامة بمبادي العلوم , فالتحق بحلقة الشيخ إبراهيم الأسكوبي (شاعر المدينة), فدرس عليه علوم الأدب واللغة , ثم ألتحق بحلقة العلامة الشيخ عبدالجليل برادة, ودرس شيئاً من العلوم على يد الشيخان مأمون , وعبدالقادرآل بري , كشرح كنـزالدقائق , وبعض فقه الإمام أبي حنيفة , والتحق بحلقة العلامة الشيخ يحيى دفتردار , أحد خطباء مسجد مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم البلغاء ,وكل هولاء المشايخ المدنيين ترجمانهم في أعلامنا فاصبح السيد أحمد الجزائري من نوابغ طلبة العلم الدارسين في المسجد النبوي , وفي تلك الفترة كانت وفاة أخيه الأكبر السيد محمد سعيد الذي كان له الأثر الأكبر في حياته , فقد كان السيد محمد سعيد رحمه الله حريصاً أن يرى أخيه أحمد متصدراً للتدريس في المسجد النبوي الشريف , ولكنه وفاه الأجل المحتوم , فعزم السيد أحمد بعد وفاة أخيه على السفر إلى الجامع الأزهر بمصر , وألتقى هناك بكبار علمائه أمثال الشيخ عليش , والشيخ طه الديناري عالم الأزهر الشهير , وأخذ من الشيخ الديناري الكثير الكثير , ثم ألتقى بالشيخ محمد عبده , وأخذ منه بعض علوم التفسير , ثم درس الفقه الحنفي وأستوعبه , وبقى في الأزهر عدة سنوات يأخذ العلوم وينهل منها ,ويطوف في رواقاته , حتى سمحوا له بالعودة وهو محمل بالإجازات من المشيخة .

عودته للمدينة

عاد السيد أحمد للمدينة , وفي جعبته الكثير, وعلى الرغم من صغر سنه , إلاأنه أستطاع أن ينهل الكثير من العلوم , فالتف حوله حوله طلبة العلم بالمسجد النبوي ,واستمع له العلماء , وقرروا أن ينصبوا اسمه ضمن قائمة المدرسين بالمسجد النبوي الشريف .

تصدره للتدريس بالمسجد النبوي الشريف

اصدر العلماء بيانهم بموافقة الدول العثملنية العلية , بأن تضاف حلقة إلى حلقات المسجد النبوي , وهي حلقة الشيخ السيد أحمد بن أحمد الجزائرلي , فأخذ يدرس علوم الفقه , والحديث, والتفسير , وبلغ علمه وعُرف قدره بين الناس , فأصبحت تردإليه الفتاوى من البلاد الإسلامية , فيجيب عليها إجابة زاكي عارف عالماً بالعلوم على شتى المذاهب المشتهرة , وسمع به مفتي السادة الأحناف الشيخ محمد بالي المدني , فطلب مجالسته وسمع منه وقربه إليه , وأجازة بإجازة مكتوبة بخط يده ومؤرخة في 1301هـ , وقد شهد الشيخ البالي , للسيد أحمد بالعلم , وكان السيد أحمد في مجلس الفتوى الأعلى , يستخرج النصوص ,ويسلمها للبالي للاستدلال بها على حل القضايا , وفي تلك الفترة وافة المنية الشيخ محمد البالي , وارتقى منصب الأفتاء الشيخ عمر أفندي البري جد الشيخ عمر بن إبراهيم البري الذي ترجمنا له في كتابنا أعلام من أرض النبوة الجزءالأول, وقد كان السيد أحمد صاحب مسلك في الطريقة القادرية يقصده المريدين من بقاع شتى وقد وقعت على عدة اجازات مكتوبة وممهورة بختمه المبارك في الطريقة القادرية وكان من أعيان الزاوية القادرية بالمدينة النبوية .

من المدينة المنورة إلى دار الخلافة العثمانية

بعد وفاة الشيخ محمد بالي , قرر السيد أحمد الجزائري , أن يتوجه إلى دار الخلافة , وكانت الآستانه حينئذ , وجهة الذين نصبوا نفوسهم إلى الرفعة والمجد ومحط رحال الأفاضل من العلماء , والسيد أحمد الجزائري مالكي المذهب , ومتبحر فيه , والبري عالماً متبحراً حنفياً ومن بيت علم مدني عريق له في الافتاء حظوه , فقرر السيد أحمد التوجه إلى الآستانة , لأمر كان يرى وجوب حصوله , فرحل سنة 1310هـ , وهوصاحب مكانة دينية وعلمية تؤهله , لمقابلة كبار رجال العلم والقرار هناك , فالتقى بشيخ الإسلام وبواسطتة ادخل إلى سراي يلدز على السلطان العثماني عبد الحميد وبرفقته شيخ الإسلام , فأخذ الوزير الديني يترجم للسلطان عن مكانة هذا الزائر الغريب , وقال السيد أحمد , إن الإمام مالك إمام دار الهجرة , وأنا على مذهبه , فأعجب السلطان بعلم وجراءة السيد أحمد , وفراسة السلطان جعلته يعرف مبتغى السيد أحمد , فأمر بتيعنه إماماً للمقام المالكي سنة 1310هـ .

السيد أحمد بن أحمد الأول مفتي المالكية بالمدينة

صدر الفرمان العثماني , من السرايا العثمانية بتوقيع السيد أحمد أسعد مفتى المدينة آنذاك والذي كان أحد الرجال المقربين للسلطان عبدالحميد وقد اطلعت على ذلك الفرمان وهو محفوظ لدي بصورة ضوئية باللغة التركية انذاك وينص على تعين السيد أحمد مفتي للمالكية في مدينة خير البرية , وهو منصب يفتي فيه المفتي , والملقب بمفتي السادة المالكية , على مذهب إمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله , وكان لكل مذهب من المذاهب مفتيه الخاص حتى يكون مرجعاً للحاكم والقضايا , وعلى الرغم من تعين الشيخ أحمد مفتياً للمالكية , وكثرت أعماله , إلا أنه كان يعقد درساً في بيته يدرس فيه الفقه المالكي , إضافة إلى دروسه في المسجد النبوي , فاشتهر أمره وذاع صيته .

رحيله للعلا ووفاته

وفي عام 1333هـ , حيث الفترة المشئومة على أهل المدينة , والتي تعرف بسفر برلك , فقد كان فخري باشا يرّحل الناس إلى الشام , فذهب السيد أحمد الجزائري , وطلب من القائد فخري, أن يسمح له بالذهاب إلى العلا , وذلك أن أهل العلا قد طلبوا السيد أحمد , لأن جل أهل العلا كانوا يتمذهبون بالمذهب المالكي , وكانوا يبعثون بفتواهم إليه فيجيبهم عليها, وكان للشيخ أحمد تلاميذه من أهل العلا , يحضرون دروسه , وعندما وقعت الضائقة في المدينة , أذن فخري باشا للسيد أحمد الرحيل إلى العلا , وكان ذلك في أوائل سنة 1334هـ , وفي العلا وباعتبارها بلدة صغيرة , في ذلك الوقت , ومنتشر بها الوباء من كثرت الذباب , أصيب السيد أحمد برمد شديد في عينيه وعالج نفسه بالأكحال , والقطرات , والكي , ولكن دون جدوى , فقرر عدم البقاء بها والعودة إلى المدينة , وذلك في سنة 1336هـ , ولكن في تلك الفترة اشتدت الأمور , فأصبح الوصول للمدينة أمر صعب , ففخري باشا قد حصن أسوار المدينة وقلاعها , وجميع مسالكها , والشريف علي بن الحسين أمير الحجاز آنذاك , قد عسكر في الفريش والربذه , والحرب على وشك أن تشتعل , وفي الحجره كان محمد بن طلال بن رشيد مرابطاً هناك من قبل الدولة العثمانية , فرحل إليه السيد أحمد قادماً من العلا , وعرفه ابن رشيد وأكرمه , وعرض عليه ابن رشيد تسهيل مهمته , وبالفعل سُمح للسيد أحمد بالوصول والدخول للمدينة وحده دون أهله , فأبقى أسرته في العلا برفقة ابنه العلامة السيد عبدالقاد , ولما وصل للمدينة اشتد عليه المرض , ففارق الحياة ومات بالمدينة وحيداً بعيداً عن أهله , فجهز وكفن بصعوبة , وحمله الجنود الأتراك بمعاونة مدير الأوقاف آنذاك غالب تحسين بك , وصليّ عليه , وقبر في البقيع , وذلك في منتصف صفر سنة 1336هـ , رحم الله السيد أحمد بن أحمد الجزائري عالم المدينة ومفتيها , فقد قضى حياته في خدمة العلم والدين حتى قضى نحبه , ولم ينجب غير ولده السيد عبد القادر كما ذكرنا سابقاً .

نعود لعلمنا السيد عبد القادر الذي حفظ القرآن الكريم وجوده وأتم قراءته علىيد شيخ القراء بالمدينة الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر رحمه الله , ثم التحق بحلقات المسجد النبوي الشريف وفي مقدمتها حلقة والده في الفقه والتفسير والحديث , وحضر دروس العلماء أمثال : الشيخ إبراهيم بري قاضي المدينة والشيخ المحدث عمر حمدان المحرسي , وغيرهم من العلماء وحصل على الإجازات وأدرج اسمه ضمن قائمة علماء الحرمين , وحضر مجلس العلامة الشيخ محمد العربي التباني ونال منه الإجازة العامة والخاصة في الصحاح و المسانيد وغيرها من التصانيف .

الشيخ عبد القادر كاتب عدل

وحينما انتقل والده السيد أحمد الجزائري إلى العُلا في أوائل عام (1336هـ) ,على عهد الشريف علي بن الحسين والذي تولى إمارة المدينة عينه كاتب عدل لمحكمة العلا .

الجزائري قاضي العلا والمدينة

عمل الشيخ عبد القادر في خدمة العلماء والقضاة سنوات طويلة وبعد تولي الملك عبد العزيز على الحجاز , وقع الاختيار على الشيخ عبد القادر من قبل رئاسة القضاة لأن الشيخ عبد القادر قد عمل في محكمة العلا سابقاً وهو رجل من العلماء المعروفين فعين في قضاة العلا مدة ثلاثة عشر سنة من عام (1361هـ) إلى عام (1373ه) .

الشيخ عبد القادر وإمامة المصلين

رشح الشيخ عبد القادر لإمامة المصلين في المسجد النبوي الشريف مدة من الزمن حيث كان يؤم المصلين في صلاة المغرب.

الشيخ عبد القادر قاضياً بالمدينة

وفي عام (1373هـ) رشح السيد عبد القادر قاضياً بمحكمة المدينة المنورة وبقي بها حتى عام 1387هـ , وتميز بأحكامه التي كانت دائماً تعود مصدقة من هيئة التمييز ,لا اعتراض عليها, وهذا لسعة علمه رحمه الله .

و عند بلوغه السن النظامية وكبر السن أحيل للتقاعد .

مكتبته

خلف السيد عبد القادر مكتبة ذاخرة بالكتب النفيسة التي ورثها من والده السيد أحمد وزاد عليها, فأوقفت مكتبته بعد وفاته من ضمن المكتبات الموقوفة في مكتبة الملك عبد العزيز.

وفاته

كانت وفاة السيد عبد القادر سنة (1402هـ) , وكان عمره عند وفاته 86 سنة , بعد حياة مليئة بالعطاء وسيرة تعد مثالاً للأخلاق الفاضلة ونموذجا لبيوتات العلم العريقة فرحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.


المصدر: ترجمة مخطوطة لنسابة المدينة الشريف أنس الكتبي من كتابه أعلام المدنيين .

admin

المقالات الأخيرة

مالك بن نبي والزَّعامة الصَّنمية

بقلم: ناصر حمدادوش - يؤكد “مالك بن نبي” في كتابه “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”…

سنة واحدة قبل

في ذكرى وفاة الأستاذ سعد الله

بقلم: محمد الهادي الحسني - منذ عشر حِجَجٍ، وفي يوم 14-12- من سنة 2013 جاء…

سنة واحدة قبل

دعوة ابن باديس للثورة

بقلم: د. علي الصلابي- كانت نفسية ابن باديس وأشواقه الروحية تواقة إلى التضحية في سبيل…

سنتين قبل

الثورة في شعر ابن باديس ونثره

بقلم: د. علي الصلابي- استعمل عبد الحميد بن باديس في العديد من مواضيع شعره ونثره،…

سنتين قبل

الإشراف التربوي في مدارس جمعية العلماء المسلمين ج1

بقلم: د. توفيق جعمات- لم تكن مدارس جمعية العلماء المسلمين مجرد فصول تعليمية أو كتاتيب…

سنتين قبل

لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال

بقلم: عبد الحميد عبدوس- تعرفت على الكاتب المفكر والطبيب المجاهد الدكتور السعيد شيبان في سنة…

سنتين قبل