باعزيز بن عمر نفحة إصلاحية من عرش إعزوزن

بقلم: محمد أرزقي فراد-

إسمه الحقيقي عبد العزيز بعزي، ولد سنة 1906 بقرية آث حماد الواقعة في عرش إعزوزن، الذي يشكل اليوم بلدية آث شافع، بدائرة آزفون، ولاية تيزي وزو. ويقع هذا العرش في أقصى شرق ولاية تيزي وزو على ساحل البحر، يحده عرش آث أكسيلة (ولاية بحاية) شرقا، والبحر شمالا، ويحده عرش زرخفاوى »بلدية آزفون حاليا« غربا، أما جنوبا فيحده عرش آث أفليق. ويطلق أيضا على عرشي إعزوزن وزرخفاوى اسم »إبحريين« لوقوعهما على ساحل البحر.

وبالنسبة لنسب عرش إعزوزن فإن الآراء مختلفة، وتذكر إحدى الروايات الشفاهية أن أهل إعزوزن ينتسبون إلى سيدي بن عزوز دفين زاوية العثمانية بطولقة ناحية بسكرة، ومما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أن هناك قرى عديدة في زواوة تنسب أصولها الى أهل الجنوب، وقد يفسر ذلك باستقرار الطلبة القادمين من الجنوب للدراسة في مدينة بجاية في فحوصها وعمقها. أما المصادر التاريخية الكتابية فإنها تنسب هذا العرش إلى الأصل الأمازيغي، فقد ذكر المؤرخ المغربي عبد الوهاب بن منصور في كتابه الموسوم »قبائل المغرب« الصادر عن المطبعة الملكية بمدينة الرباط سنة 1968م، أن ابن حزم قد ذكر في كتابه »جمهرة أنساب العرب« أن نسابي البربر قد زعموا بأن قبيلة لواتة الأمازيغية التي ينتمي إليها عرش إعزوزن من أصل قبطي، لكن ابن خلدون أنكر عليه ذلك بشدة، ذاكرا أن ابن حزم »لم يطلع على كتب علماء البربر في ذلك«. ثم أوضح المؤرخ عبد الوهاب بن منصور بأن قبائل لواتة كثيرة يعود المعروف منها الى أبنائها الأربعة: زاير كطوط ماصل نيطط. وتفرع عرش إعزوزن عن الإبن (ماصل)، وقال في هذا السياق (...ومن ابنه ماصل عزوزة مازالت بقية منها قرب مرسى آزفون بجبال زواوة من المغرب الأوسط معروفة باسمها الأصلي ص304). كما ذكر هذا المؤرخ أيضا وجود قبيلة أمازيغية قرب بجاية تدعى (جرمانة) وهي من بطون ماصل اللواتي (ص305) يرجح أن تكون قرية (إيجرمنن) الواقعة في عرش إعزوزن فرعا منها، علما أن رواية شفهية تنسب أهل هذه القرية إلى أصل جرماني، على أساس جنوح سفينة ألمانية في ساحل عرش إعزوزن، كانت تبحر في البحر الأبيض المتوسط، استقر ركابها إثر ذلك هناك. وبالنظر إلى قساوة الظروف الطبيعية في منطقة عرش إعزوزن والمتمثلة في فقر التربة والطابع الجبلي والغطاء النباتي الكثيف (غابات وأحراش) فهي تعد من المناطق الطاردة لسكانها، لذلك دأب أهلها كغيرهم من سكان آزفون على الهجرة نحو مدينة الجزائر حتى صاروا يشكلون نسبة عالية من سكانها خاصة قبل الاستقلال.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن هذا العرش قد أنجب العديد من المثقفين في مجالات عدة يمكن أن نذكر منهم في عجالة، الفقيه عبد الله بن باحريز من قرية إبحريزن الذي يحتمل أن يكون قد عاش في القرن السابع عشر، علما أن اسمه قد ورد كشاهد عدل على صحة شجرة النسب الخاصة بأحمد بن يوسف الملياني نزيل وادي تيفزوين بآزفون (في القرن السادس عشر الميلادي) في الوثيقة المخطوطة التي هي بحوزة عائلة المرحوم الشيخ عمارة محمد الطاهر (من قرية عشوبة)، وبشير حاج علي (1920 1991م) الذي جمع بين قرض الشعر والكتابة الصحفية بالفرنسية، والنضال السياسي من أجل العدالة الاجتماعية. والفنان الكبير السينمائي مصطفى بديع (أرزقي برقوق)، والكاتب الروائي طاهر جاعوط (1954- 1993). ولاشك أن مآثر هؤلاء الأعلام الذائعة الصيت تحتاج إلى مقالات عديدة.

حياة باعزيز بن عمر

تعلم باعزيز بن عمر مبادئ العربية وحفظ القرآن بمسقط رأسه، وقد لعب والده المدرس المتوفى سنة 1946م في ذلك دورا بارزا باعتباره مدرسا للقرآن والفقه، ثم شد الرحال الى زاوية عبد الرحمن اليلولي المشهورة في بلاد زواوة (بولاية تيزي وزو). وبعد أن أكمل دراسته هناك انتقل الى معهد ابن باديس بقسنطينة بسعي من المصلح الكبير الشيخ السعيد أبي يعلى الزواوي، وقد تحدث الأستاذ باعزيز بن عمر عن هذه النقطة من حياته بإسهاب في كتابه: »من ذكرياتي عن الإمامين الرئيسين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي« الصادر عن منشورات الحبر سنة 2006، جاء فيه على الخصوص قوله: »...عرفت الإمام عبد الحميد بن باديس لأول مرة في عاصمة الجزائر، وكان ذلك على ما أذكر سنة 1928م، فقد قدمني إليه أستاذنا أبو يعلى الزواوي المعروف بمواقفه الإصلاحية، وشرح له رغبتي في الالتحاق بقسنطينة للانخراط في سلك طلبته الكثيرين الذين كانوا يؤمون عاصمة الشرق الجزائري لمزاولة دروسه فيها والاستفادة من علومه الواسعة، والتزود من آدابه العالية. ص 136.). والحق أن باعزيز بن عمر قد نشأ في بيئة متميزة بأفكار العلم والإصلاح والتربية، لذلك لم يجد صعوبة في الاندماج في ذهنية الحركة الإصلاحية التي صار ذخرا لها، أوقف قلمه ولسانه لنشر أفكارها حيث حل وارتحل. وبعد أن أكمل دراسته امتهن التعليم والصحافة في إطار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فكان مدرسا ناجحا في مدرسة الشبيبة بالعاصمة وكاتبا مشهورا ذا قلم سيال ملك ناصية العبارة السلسة، وترك حوالي خمسمائة (500) مقال منشور في جرائد ومجلات مختلفة، خاصة في الشهاب والبصائر، تناول فيها مواضيع مختلفة (تاريخية دينية ثقافية تربوية تعليمية اجتماعية سياسية). هذا وقد وصفه صديقه الأستاذ محمد الصالح الصديق في إحدى مقالاته بقوله: »... فانصرف باعزيز بن عمر الى الصحافة يحرر فصولا صافية قيمة في شتى المناحي والميادين، فكتب في عدة صحف ومجلات ولا سيما البصائر والشهاب والمرصاد والثبات، وكان في كل ما كتب رجلا صادقا، وفيّا يخدم الحقيقة بدافع من الإيمان والضمير والوطنية، ولم يكن هدفه يوما اكتساب شهرة أو نيل حظوة أو لإرضاء نزعة كما يفعل حملة الأقلام المسمومة المأجورة الذين يكتبون بها الأحكام على أنفسهم بالضآلة والعار والخيانة والذل والهوان، مقابل حطام الدنيا بل كان هدفه إرضاء الضمير، والدفاع عن مبدأ يؤمن به، وقضية وطنية عادلة يرى فيها سر وجوده وسر حياته وسر كفاحه«. ومن جهة أخرى وصف صديقه محمد الصالح رمضان كتاباته بقوله: »...امتازت كتاباته بحب الوطن، والدفاع عن مقومات الشخصية الجزائرية، ومحاربة المخططات الاستعمارية، ومعالجة الأمراض الاجتماعية، والقضايا السياسية، وأشاد بدور زوايا منطقة القبائل الكبرى التي يعرفها جيدا، وخصوصا التي لم تنحرف عما أسست له، وكانت منارات هداية وتعليم في ذلك العهد المظلم الظالم«. أما الدكتور محمد بن سمينة الذي كتب كلمة التقديم لكتابه »رحلتي إلى البقاع المقدسة« فقد قال عنه: »... وبعد فقد كان الشيخ باعزيز الفتى الزواوي بهذه المهام النبيلة التي اضطلع بها، وتلكم الإسهامات الفاعلة التي جاد بها في مختلف ميادين الجهاد: معلما مربيا، وداعيا مصلحا، ووطنيا غيورا، وصحافيا حرا، وأديبا ملتزما، كان باعزيز بتلكم المهام النبيلة أحد "فتيان زواوة" الأمازيغ الأحرار الأوفياء الذين أخلصوا دينهم للّه، وصدقوا في حبّهم للوطن، فأخذوا مواقعهم في حلبة الصراع الدائر رحاه بين أمتهم وبين المعتدين المغتصبين، منافحين عن حقوق أمتهم، ذائدين عن قيمها، غيورين على مقومات شخصيتها«. وبالنسبة للغة الفرنسية التي كان يتقنها كتابة ونطقا فقد كان عصاميا في تعلمها، ولعل ما يبرز أكثر قوة شخصيته وسعة أفقه وتحليه بفضيلة التسامح أنه لم يجد غضاضة في استعمالها في مناظراته مع فئات المجتمع المفرنسة.

تواصل باعزيز بن عمر مع منطقة زواوة

ومما تجدر الإشارة إليه أن باعزيز بن عمر لم يقطع صلته ببلاد زواوة رغم استقراره في الجزائر العاصمة، إذ ظل يتعهدها بالرعاية سواء بقلمه عن طريق إبراز مآثر زواياها مثلما أكد الأستاذ محمد الصالح رمضان في كلمة التقديم التي وضعها لكتابه الأدبي/ التاريخي »الجزائر الثائرة«، أو بأعماله الجوارية التي دأب على القيام بها في المنطقة، ولعل أهمها إعداده وإشرافه على تنظيم زيارة عبد الحميد بن باديس إلى بعض مدن وزوايا ولاية تيزي وزو منها بلدة آزفون وهي مسقط رأسه، وقد تأكد هذا الارتباط من خلال توقيع مقالاته باسم مستعار هو »الفتى الزواوي«، وما من شك أن ما قامت به بلاد زواوة من جهود جبارة في الحفاظ على تدريس القرآن والعلوم الفقهية واللغوية، وكذا مقاومة الاستعمار الفرنسي، قد دفعه إلى تبني هذا الاسم المستعار من باب تشريف نفسه بهذه المآثر، هذا ومن جهة أخرى فإنه كان يسعى من خلال تواصله مع هذه المنطقة إلى إعادة الإشراقة إلى الإسلام الصحيح الذي »حوله جهل المسلمين إلى طقوس وحركات وأقوال لا تمت إليه بصلة« كما قال في كتابه »رحلتي إلى البقاع المقدسة«. لكن حدث أن عاتبه حمزة بوكوشة على هذا الاسم المستعار المرتبط ببلاد الزواوة، بمقال أرسله من تونس حين كان طالبا في الزيتونة دون أن يظهر فيه هويته، بل وقعه باسم »الزيتوني«، ذكر فيه أن الإسم المستعار »الفتى الزواوي« يلامس النعرة الجهوية. وقد رد عليه باعزيز بن عمر بمقال قوي نشره في البصائر، العدد 17 بتاريخ 01 ماي 1936 بعنوان: »إلى الأخ الزيتوني الناقد« جاء فيه قوله: »... فالفتى الزواوي والفتى القبائلي« وهو الاسم المستعار للأستاذ فضيل الورثيلاني »وأستاذهما الصنهاجي« يقصد عبد الحميد بن باديس »قد خلت أذهانهم مما تخيلت ومن كل ما حشرت فيه ذهنك حين كانوا يمضون بهذه الإمضاءات التي فهمت منها ما لا تؤديه، واكتفيت بقراءتها عن قراءة ما فوقها مما يكتبه أصحابها عن منطق سليم وتفكير طاهر، ومعاذ الله أن تجري أقلامهم بما لا يرضي الإسلام وتحرك فيهم الوسواس ما قد حركته فيك وهجس به هاجسك، فراجع كتاباتنا المختلفة يا أخ العلم عن سلامة قصد وحسن ظن لتصليح خطئك بنفسك وتقف على تسرعك في حكمك«. ثم برر الكاتب المصلح باعزيز بن عمر هذا التوقيع المستعار بتبيان سلامته بالحجة التاريخية مستدلا بالرسول (ص) الذي لم ينكر أسماء المسلمين المنسوبين إلى بلادهم فقال: »... ولقد كانت الوفود والأفواج التي ترد على المدينة للدخول في الاستلام تنتمي إلى قبائلها العديدة وهي قريبة العهد بعصبيات الجاهلية وحديثة العهد بالسلام، فلا ينكر صلى الله عليه وسلم عليها ذلك، لخلوه مما يستوجب الإنكار، وكيف ينكر على أحد شيئا من هذا وقد انتسب إمامه صلى الله عليه وسلم بلال وهو مؤذنه إلى حبشيته وسلمان إلى فارسيته وكلاهما أعز الناس لديه وأقربهم إليه، وذلك أن نعمة التأليف قد تمت بين القلوب ولفظ الإسلام قد جمع وسوره خارج العناصر والأجناس قد ضرب به، ثم لكل الناس أن يستقوا الخيرات في دائرته الواسعة كل على ضوء ما شاء من جنسية سليمة بعثت على ذكرها بواعث من لغة محلية أو عادات قومية حسنة من كل ما أقره الإسلام وأحاط به سوره، وكان القصد منه خيرا وفضيلة«. ومهما يكن من أمر فإن هذه المناظرة الساخنة برأي قريبه وصهره الأستاذ إسماعيل زكري لم تفسد للود قضية بين الرجلين اللذين أصبحا إثر ذلك صديقين حميمين جمعتهما مهمة الإصلاح والذود عن الهوية الجزائرية المسلمة.

وطنية باعزيز بن عمر

هذا ونظرا لوطنيته المتأججة فإنه لم يدخر أي جهد لمناصرة الثورة، علما أن ابنته صفية المثقفة قد انضمت إلى صفوف الثورة وتعرضت للاعتقال والسجن في الجزائر وفرنسا إلى جانب المجاهدة مريم بلميهوب، لذلك فمن الطبيعي أن يتعرض لمحاولة الاغتيال من طرف المنظمة الإرهابية »O.A.S«. وبعد استرجاع الاستقلال الوطني سنة 1962م وظف في وزارة التربية والتعليم، كما كان له نشاط جواري آخر تمثل في عضويته في اللجنة الجزائرية لليونسكو في عهد وزير التربية الأسبق السيد أحمد طالب الإبراهيمي، وكان يقرض الشعر أيضا، تمحور بصفة خاصة حول الثورة الزراعية بمسحة سياسية منتقدة. وبعد إحالته على التقاعد تفرغ للتأليف والقراءة الى أن أدركته المنية بمقر سكناه بحي الأبيار بالجزائر العاصمة يوم 6 ماي 1977م، ودفن في اليوم الموالي بعد أن أبَّنه وصلّى عليه رفيقه في الإصلاح الشيخ أحمد سحنون، وشيّع جثمانه الى مثواه الأخير بمقبرة سيدي يحي (بئر مراد رايس بالجزائر).

مؤلفاته

أما آثاره الفكرية ففضلا عن مقالاته العديدة فقد ترك عدة مؤلفات لم يطبع منها في حياته إلا كتابا واحدا بعنوان: »دروس الأخلاق والتربية الوطنية« صدر عن منشورات مكتبة مرازقة بوداوود بالجزائر، في عقد الستينيات من القرن العشرين، وهو كما يبدو من عنوانه كتاب مدرسي رفيع المستوى ينمّ عن كفاءة المؤلف التربوية والمعرفية، تناول في الجزء الرابع الذي اطلعت عليه عدة محاور عالجت قضايا المواطنة من حقوق وواجبات، كالإعلان العالمي لحقوق الإنسان وخدمة الصالح العام والعدالة الاجتماعية وحقوق العمال والضمان الاجتماعي والرأي العام، وكذا شؤون الدولة من دستور ومؤسساتها السياسية من سلطة تشريعية وقضائية وتنفيذية، وتنظيم الإدارة أمنيا وماليا وإداريا، ذاكرا ميزانية الدولة وإدارة الضرائب والأمن الوطني والبلدية والانتخابات، كما تعرض بالذكر لأهم مؤسسات المجتمع الدولي كجمعية الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو وجامعة الدول العربية والعلاقات الدولية وتبادل التمثيل الدبلوماسي. والملفت للانتباه أنه رغم مرور أربعة عقود على تأليفه فإنه لايزال يحتفظ بأهميته المعرفية الضرورية لتحصين المواطن بالثقافة السياسية. أما المؤلفات التي تركها باعزيز بن عمر مخطوطة فهي كثيرة لم تكتشف كلها بعد، وقد تكفل بها قريبه وصهره الأستاذ إسماعيل زكري الذي كان نعم الرجل، أخلص لذاكرة أستاذه وأبرّ بوعده القاضي بنشر أعماله، وفي هذا السياق قام بنشر روايته التاريخية حول الثورة الجزائرية الموسومة «الجزائر الثائرة« على نفقة وزارة الثقافة سنة 2003م، وقد عدها الأستاذ محمد الصالح رمضان الذي كتب لها كلمة التقديم ضمن الأعمال الأدبية الإبداعية الكبرى التي أنتجتها الحركة الإصلاحية وهي: رواية »بلال بن رباح« بقلم الأستاذ محمد العيد آل خليفة سنة 1938م، وهي مسرحية شعرية في فصلين، عالجت موضوع الحق والباطل في صدر الإسلام، والرواية الثانية هي »رواية الثلاثة« من تأليف الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وهي تمثيلية اجتماعية شعرية في ثلاثة فصول، والرواية الثالثة من تأليف الأستاذ أحمد توفيق المدني بعنوان »حنبعل« وهي رواية تاريخية نثرية في أربعة فصول عالجت العصر القرطاجي، والرواية الرابعة هي رواية الأستاذ باعزيز بن عمر السالفة الذكر. ثم تكفل المجلس الإسلامي الأعلى بنشر كتابه الموسوم »رحلتي إلى البقاع المقدسة« سنة 2005م، الذي يندرج ضمن ما يسمى بأدب الرحلة، علما أنه ذهب لزيارة البقاع المقدسة في شهر مارس سنة 1966م، وكانت آنذاك الرحلة غير مباشرة وشاقة. أما كتابه الرابع بعنوان: »من ذكرياتي عن الإمامين الرئيسين عبد الحميد بن باديس ومحمد البشير الإبراهيمي« فقد صدر عن منشورات الحبر سنة 2006م، يروي فيه المؤلف ذكرياته مع الإمام عبد الحميد بن باديس الذي لازمه للدراسة لمدة ثلاث سنوات، وصاحبه في رحلات تربوية عديدة عبر تراب الوطن، ومع الإمام محمد البشير الإبراهيمي الذي عمل معه في جريدة البصائر لسنين عديدة، وتنقل معه أيضا في مهام تربوية عديدة لفتح معاقل الحركة الإصلاحية »مدارس ومساجد ونواد«. كما شرع الأستاذ إسماعيل زكري في جمع مقالاته العديدة المنشورة في منابر صحفية متعددة استعدادا لإعادة نشرها في كتاب، وهذا لتيسير مهمة المطالعة للطلبة والباحثين، باعتبارها مصدرا هاما من مصادر تاريخ الحركة الإصلاحية. ومما تجدر الاشارة إليه أن بعض الباحثين قد شرعوا في مختلف المراكز الجامعية في تقديم دراسات علمية أكاديمية عن مآثر هذا الرجل الفذ. والحق أن ذلك يعد إنصافا لهذا المصلح الكبير الذي عاش من أجل الجزائر وكرامة أهلها.

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.