وقفات مع أقوال علامة الجزائر الإبراهيمي
بقلم: حسن خليفة-
حالت ظروف دون وفائي بالكتابة هذا الأسبوع، ومع اعتذاري للأخوة في الجريدة والإخوة القراء، فإنني وجدتُ في هذه الطائفة من الكلمات المضيئة الرائعة لشيخ البيان وعلامة الجزائر وقائد نهضتها الأدبية/والعلمية والدينية/ والحضارية الرئيس الثاني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ويحسُن القول: إن مجموع آثاره مما تركه من كتابات ومقالات وسطره قلمه من تقارير ومساهمات وأكثره مجموعة في “آثاره” وفي كتابات وأطروحات ودراسات.. يحسن القول: إنها تراث ثُرّ عظيم الفائدة يمكن لقارئه أن يستلهم منه الكثير من الرؤى والأفكار بل والمهارات في العمل الإصلاحي والديني والأدبي والثقافي، ويختص بذلك أعضاء الجمعية ومحبوها والحاملون لرسالتها ومسؤولية التغيير والإصلاح والدعوة والتوجيه…وإلى الأقوال:
– 1 ” إن التاريخَ لم يعرف دينًا من الأديانِ لم يَبْقَ على أساس الجنسية، ولم يرجِعْ على قواعدها إلا دينَ الإسلام؛ فهو لا يختصُّ بجنس، وهو صالحٌ لكل جنس، وهو موافقٌ لكل فطرةٍ، وهو ملائمٌ لكل نفس”[الآثار1/108].
– 2″ فأما اللسانُ العربيُّ، فهو لسان هذا الدينِ الذي نزَل به كتابُه، وهو يُعَد ترجمانه الحاذق الذي نقل الإسلامَ وما فيه من عقائدَ ساميةٍ، وحِكَمٍ غالية، وأخلاقٍ عالية، وأسرارٍ جليلة، وآداب قيِّمة – إلى أممٍ أجنبيةٍ عن لغة هذا الدين، وأخَذَهم بها أخْذةَ السِّحرِ، بكيفيةٍ تُرِيهم أن الدينَ هو اللغةُ، وأن اللغةَ هي الدين”[الآثار1/109].
– 3 ” إن محاسنَ هذا الدِّينِ كوَّنت له أعداءً من غير المنتسبين إليه، يرمونه بكل نقيصة، وإن حقائقَه ومقاصدَه الساميةَ كوَّنتْ له أعداءً من المنتسبين إليه، يرمونه بكل معضلة، وإن عداوة الأوَّلِين منشؤُها سوءُ القصد، وعداوة الأَخِيرِينَ منشؤها سوءُ الفَهْم، وليسوا سواءً في القصد والغرَض، ولكنهم سواءٌ في الأَثَر”[الآثار 1/121].
”– 4وإن من نقائصِنا المتصلةِ بـحالتِنا العلمية الحاضرة ثلاثًا لا كمالَ معها…هذه النقائصُ الثلاثُ هي:
ضعفُ الميل إلى التخصص.
ضعف الميلِ إلى الابتكار.
الكسَل عن المطالَعة.
وإذا كانت الأُولَيَانِ متعسرتينِ لفَقْدِ دواعيهما، فإن الثالثةَ أقربُ إلى الإمكان.
– 5 ” الحق أقول: إن شبابَنا المتعلِّم كسُولٌ عن المطالَعة، والمطالَعةُ نصف العلم أو ثُلثاه، فأوصيكم يا شباب الخيرِ بإدمان المطالَعة، والإكباب عليها، ولتكنْ مطالَعتُكم بانتظامٍ؛ حرصًا على الوقت أن يَضيعَ في غير طائلٍ”[الآثار1/154].
” – 6أيْ شبابَ الإسلام، إن الأوطانَ تجمع الأبدان، وإن اللغاتِ تجمعُ الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواحَ ويؤلِّفُها، ويَصِلُ بين نَكِرَات القلوب فيعرِّفها – هو الدِّين، فلا تلتمسوا الوَحْدة في الآفاقِ الضيقة، ولكن التمسوها في الدِّين، والتمسوها من القرآنِ، تَجِدوا الأُفُقَ أوسعَ، والدارَ أجمعَ، والعديدَ أكثرَ، والقُوى أوفَرَ ” [الآثار1/163].
– 7 ” لو أنَّ دينًا لقي من الأذى والمُقاوَمة عشْرَ ما لقي الإسلام، لتلاشى واندثر، ولم تبقَ له عين ولا أثر”.
– 8 “ما أعمارُنا في عمر الإسلام إلا دقيقة من دهر، فلنُنفِقها فيما يُعْلِيه”.
” الإسلام دينُ تربيةٍ للملَكات، والفضائلِ والكَمالات، وهو يَعتبر المسلم تلميذًا ملازمًا في مدرسة الحياة”.
” لو أنَّ للدَّعوة المحمَّديَّة عٌشرَ ما للدَّعوة المسيحيَّة من أسناد وأمداد، وهممٍ راعية، وألسنةٍ داعية، لغمر المَشْرِقَين وعمَّرَ القُطْبَين”.
يقولون:” لا علم بدون استِقلال”، فيعاكسون سنَّة الله التي تقول:” لا استقلال بدون علم”.
” التَّثقيف هو أشرف مقاصد الحكومات الرَّشيدة “.
“محال أن يتحرَّر بدنٌ يحمل عقلاً عبدًا”.
” ليقع الاستعمار أو ليَطِرْ، فإنَّنا نتعلَّم لغتَنا ودينَنا ولو في سمِّ الخياط، أو على مِثْل حدِّ الصِّراط”.
” أمَّا نحن، فقد كنَّا علماءَ دين، ودعاةَ علمٍ وتربية، وزُرَّاعَ خيرٍ ورحمة، ولكنَّ الحكومة..تَعُدُّ هذا سياسة، وتَعتبرنا لأجله سياسيِّين، فليكن ذلك، ولنكن علماءَ وسياسيِّين، ولنكن كلِّ شيء ينفع أمَّتنا ويَحمي ديننا ولغتنا”.
” امزِجوا العلم بالحياة، والحياة بالعلم، يأت التَّركيب بعجيبة”.
” ما قيمة [العمر] إذا لم تُنفَق دقائقه في تحصيل علم، ونصْر حقيقة، ونَشر لغة، ونفع أمَّة، وخِدمة وطن”.
” الفطرة ألهمتني أنَّ العلم ما فُهِمَ وهُضِمَ، لا ما رُوِيَ وطُوِي”.
ملحوظة: أكثر هذه الأقوال في “عيون البصائر” وهي دُرة المؤلفات والآثار.