Categories: ابن باديس

علاقة الشيخ عبد الحميد بن باديس بالأولياء الصالحين

بقلم: الصالح بن سالم-

بتاريخ 20 فيفري 1980م حصل الدكتور أبو القاسم سعد الله رحمه الله على رسالتين بوادي سوف تعود ملكيتهما للشيخ الطاهر العبيدي (1886-1968م)، وهي عبارة من رسالتين بينه وبين الشيخ عبد الحميد بن باديس.

الرسالة الأولى عبارة عن قصيدة مدح من 22 بيتا نظمها الشيخ الطاهر العبيدي في حق الشيخ عبد الحميد بن باديس، وأرسلها له في حدود 1919م.

أما الرسالة الثانية فهي من الشيخ عبد الحميد بن باديس بعث بها للشيخ الطاهر العبيدي ردا على رسالته الأولى مؤرخة بمدينة قسنطينة سنة 1919م، وهي رسالة غريبة كما يقول أبو القاسم سعد الله، فقد ذكر فيها الشيخ عبد الحميد بن باديس بأنه كان في زيارة (الأحياء والأموات من العلماء والصلحاء وأعيان الزمان) بكل من تلمسان ومدينة الجزائر، ففي مدينة تلمسان زار الشيخ عبد الحميد بن باديس ضريح الولي الصالح أبي مدين شعيب الغوث، وضريح الولي الصالح سيدي محمد السنوسي، وبمدينة الجزائر زار كل من ضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمن الثعالبي، وضريح الولي الصالح سيدي محمد بن عبد الرحمن الأزهري بوقبرين مؤسس الطريقة الرحمانية.

ويذكر أبو القاسم سعد الله بأن الشيخ عبد الحميد بن باديس كان من أتباع الطريقة الرحمانية في بداية مساره، والتي كان يتزعمها في قسنطينة الشيخ مصطفى باش تارزي هذا الأخير طلب من الشيخ عبد الحميد بن باديس الاشراف على طبع المنظومة الرحمانية (طبعت في قسنطينة سنة 1923م تحت عنوان المنظومة الرحمانية في الأسباب الشرعية المتعلقة بالطريقة الخلوتية)، وهو ما يؤكد بأن الإمام عبد الحميد بن باديس كان لغاية 1923م من أتباع الطريقة الرحمانية.

ويقول الشيخ عبد الحميد بن باديس حرفيا في الرسالة: (بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم. إلى حضرة علم العلم والفضل، ومعلم الكرم والنبل، التقي الطاهر الأثواب، السري البارع الآداب، مستحق الشكر منا بما له علينا من سابق الأيدي، العلامة الشيخ سيدي أبي الطيب الطاهر العبيدي، أدامه الله بدرا طالعا في هالة درسه، وغيثا هامعا يحيي ربع العلم من بعد طمسه، حتى يبدل وحشة قطره بإنسه، ويجني من بساتين تلاميذه ثمرات غرسه، آمين ... فإني كتبته إليكم من حضرة قسنطينة يوم قدومي من رحلة كنت أعملتها لناحية الجزائر وتلمسان، لزيارة الأحياء والأموات من العلماء والصلحاء وأعيان الزمان، فتشرفت بسادات كثيرين، من العلماء والصالحين، ومن أعظم الجميع قدرا، وأشهرهم ذكرا، سيدي أبي مدين الغوث، وسيدي محمد السنوسي بتلمسان، وسيدي محمد بن عبد الرحمن، وسيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر، ودعونا لنا وللمؤمنين عامة، ولأخواننا أمثالكم خاصة، بما نرجو من الله تعالى فيه القبول وبلوغ المأمول، وذكرت لكم هذا لما أعلمه فيكم من محبة الصالحين ... عبد الحميد بن باديس عفا الله عنه).

admin

المقالات الأخيرة

مالك بن نبي والزَّعامة الصَّنمية

بقلم: ناصر حمدادوش - يؤكد “مالك بن نبي” في كتابه “مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي”…

سنة واحدة قبل

في ذكرى وفاة الأستاذ سعد الله

بقلم: محمد الهادي الحسني - منذ عشر حِجَجٍ، وفي يوم 14-12- من سنة 2013 جاء…

سنة واحدة قبل

دعوة ابن باديس للثورة

بقلم: د. علي الصلابي- كانت نفسية ابن باديس وأشواقه الروحية تواقة إلى التضحية في سبيل…

سنتين قبل

الثورة في شعر ابن باديس ونثره

بقلم: د. علي الصلابي- استعمل عبد الحميد بن باديس في العديد من مواضيع شعره ونثره،…

سنتين قبل

الإشراف التربوي في مدارس جمعية العلماء المسلمين ج1

بقلم: د. توفيق جعمات- لم تكن مدارس جمعية العلماء المسلمين مجرد فصول تعليمية أو كتاتيب…

سنتين قبل

لمحة عن مسار الدكتور سعيد شيبان مع العلم والإيمان والنضال

بقلم: عبد الحميد عبدوس- تعرفت على الكاتب المفكر والطبيب المجاهد الدكتور السعيد شيبان في سنة…

سنتين قبل